بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال ابو حاتم محمد بن حبان البسطي رحمه الله تعالى في كتابه روضة العقلاء ونزهة الفضلاء. باب ذكر الحث على لزوم النصيحة للمسلمين كافة قال اما انا الحسين بن محمد بن ابي مأسر ابي حران قال حدثنا عبدالرحمن بن عمر البجلي قال حدثنا زهير بن معاوية عن سهير بن ابي صالح عن عطاء بن يزيد الليثي انت ميم من الداري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله؟ قال لله ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى ذكر الحث على لزوم النصيحة للمسلمين كافة الاصل ان يكون المسلم ناصحا لاخوانه المسلمين عموما لا يستثنى من ذلك مسلم والدين النصيحة ومن النصيحة التي عليها قيام دين الله تبارك وتعالى النصح لكل مسلم النصح لكل مسلم والنصح للمسلمين يكون بارادة الخير لهم و حسن التعامل معهم والرفق بهم والتلطف نحو ذلك من المعاني التي تستوجبها الاخوة الايمانية وتقتضيها هذه الرابطة العظيمة التي اوثق الروابط واقوى الصلات قال الله تبارك وتعالى انما المؤمنون اخوة قال عليه الصلاة والسلام المسلم اخو المسلم فهذه الاخوة تقتضي ان يكون كل مسلم وكل فرد من افراد المسلمين ناصحا لاخوانه المسلمين قال ذكر الحث على لزوم النصيحة للمسلمين كافة واورد حديث تميم الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة وقوله الدين النصيحة كقوله الحج عرفة وهذا يبين المكانة العظيمة التي تتبوأها النصيحة من الدين وان الدين كله قيامه على النصيحة النصيحة لله سبحانه وتعالى وذلك بالايمان بوحدانيته جل في علاه برويته ووحدانيته في اسمائه وصفاته وحدانيته في الوهيته باخلاص الدين له وافراده جل وعلا وحده بالعبادة و النصيحة ايضا تكون لكتاب الله واللفظة ساقطة من هذه النسخة وهي ثابتة في المصادر النصيحة لكتاب الله تبارك وتعالى ايمانا به وانه وحي منزل من الله تبارك وتعالى وان الله هو الذي تكلم به وان هداية البشر انما تكون بهذا الكتاب وان فيه صلاحهم وفلاحهم وسعادتهم في الدنيا والاخرة و النصيحة لرسوله صلوات الله وسلامه عليه بمحبته وتوقيره صلوات الله وسلامه عليه العناية بسنته ومجاهدة النفس على اتباعه والسير على منهاجه واقتفاء اثره صلوات الله وسلامه عليه وتقديم محبته على النفس والوالد والولد والناس اجمعين فكل ذلكم من النصيحة للرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والنصيحة لائمة المسلمين بالسمع والطاعة في غير معصية الله تبارك وتعالى ومعرفة حقوقهم التي اوجبها الله سبحانه وتعالى واوجبها رسوله الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والنصيحة للمسلمين وهذا موضع الشاهد من سياق هذا الحديث في هذه الترجمة بان يريد لهم الخير ويحب الخير الخير لهم ويعاملهم المعاملة الكريمة الطيبة في حب لهم ما يحب لنفسه من الخير ويعاملهم بما يحب ان يعامل به كما في الحديث لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه وفي الحديث الاخر قال وان تأتي للناس الذي تحب ان يؤتى اليك قال ابو حاتم رحمه الله تعالى الواجب على العاقل لزوم النصيحة للمسلمين كافة وترك الخيانة لهم بالاظمار والقول والفعل معا اذا المصطفى صلى الله عليه واله وسلم كان يشترط على من بايعه من اصحابه النصح لكل مسلم مع اقامة الصلاة وايتاء الزكاة نعم قال رحمه الله الواجب على العاقل لزوم النصيحة للمسلمين كافة لزوم النصيحة للمسلمين كافة اي قولا وفعلا فتكون اقواله حسنة وايضا تكون افعاله معهم حسنة فيعاملهم بما تقتضيه النصيحة قولا وفعلا ولهذا من دخل في الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء ونحو ذلك هذا كله يتنافى مع النصيحة وليس من سيأتي بشيء ولهذا لما ذكر الله الاخوة الايمانية بسورة الحجرات اتبع ذلك بما تقتضيه حيث قال جل في علاه يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم. ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا. ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم فلما ذكر جل في علاه الاخوة الايمانية ذكر مقتضيات هذه الاخوة الا يسخر قوم من قوم والا يكون تنابز بالالقاب والا تكون غيبة الى غير ذلك مما نهى الله تبارك وتعالى عنه ونهى عنه رسوله عليه الصلاة والسلام في سنته صلوات الله وسلامه عليه ولهذا النصيحة تقتضي سلامة الصدر تجاه اخوانك المسلمين لا يكون في ظل ولا حقد ولا سخائم ولا ضغائن تجاهد نفسك على سلامة صدرك تجاه اخوانك تكون باللسان بان يعامل المسلم اخوانه المسلمين بلسانه بالكلمات الطيبة والالفاظ الجميلة الحسنة ولا يتلفظ باي لفظ تجاههم محرما سواء في غيبتهم او في حضورهم وبالجوارح ايظا بان يعاملهم بجوارحه المعاملة الكريمة الطيبة ولهذا فالنصح للمسلمين يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح قال واخبرنا محمد بن ابي علي الخلاب وضد ذلك الخيانة ضد ذلك الخيانة. ولهذا رحمه الله تعالى اتبع بقوله وترك الخيانة لهم بالاظمار والقول والفعل. اذا هذي ثلاثة امور الاظمار اي القلب والقول والفعل النصيحة تكون بالاغمار وتكون بالقول وتكون بالفعل وضد ذلك وهو الخيانة يكون بالاظمار ويكون ايظا بالقول والفعل نعم قال واخبرني محمد بن ابي علي الخلادي قال حدثنا محمد بن الحسن الزهري قال انا قال قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه لا تعمل قضية فانها خلق اللئام وامحض اخاك النصيحة حسنة كانت او قبيحة وزل معه حيث زال ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال لا لا تعمل بالخديعة لا تعمل بالخديعة اي لا تعامل اخوانك المسلمين المخادعة والمكر. لان هذه المخادعة المكر هو من صفات اللئام ومن لؤم الانسان ان ان يكون تعامله مع اخوانه بالخديعة ولكي يتضح الامر اكثر عندما يكون اخوانه نصحاء له يريدون له الخير ويحبون له الخير وفي المقابل هو لئيم يخونهم ويظمر لهم ويبطن لهم شرا فهذا لا شك انه من لؤم الانسان وخساسة طبعه اخوانه يحبون له الخير يريدون له الخير يعملون على ما فيه الخير له وهو يقابلهم بذلك خيانة ومكرا وخديعة ونحو ذلك فيقول رضي الله عنه لا تعامل بالخديعة فانها خلق لئام فانها خلق اللئام اي هذا الخلق الذي هو الخديعة من اخلاق اهل اللؤم من كانت قلوب مطبوعة اه اللوم قال وامحظ اخاك النصيحة وامحظ اخاك النصيحة حسنة كانت او قبيحة حسنة كانت او قبيحة اي كن ناصحا لاخيك ليس في معنى قوله وامحظ اخاك اي كن ناصحا له لا يكن في قلبك له الا النصيحة لا يكن في قلبك له الا النصيحة. تريد الخير له تريد الخير له من ارادتك الخير له حب صلاحه حب استقامته حب بعده عن الفساد او الشرور او نحو ذلك فامحض اخاك النصيحة اي كن آآ ناصحا لاخيك مريدا الخير له عاملا على اه النصح له قال حسنة كانت او قبيحة حسنة كانت او قبيحة ولعل اه المراد اه بذلك اي فيما يتعلق بالمنصوح له لان المنصوح له قد اه تناصحه في امور لا يرى فيها وجها الحسن الذي تراه لا يرى فيها وجه الحسن الذي تراه لا يرى فيها المعنى الجميل الذي تراه. وهذا حال عدد من المنصوحين الذين تغطي او على عيونهم غشاوة المعصية فلا يرى ما ما تقدمه فقد يكون ما تقدمه له فيه خير له لكنه لا يراه بالرؤية التي اه انت تراها قد يظهر اه قد يضجر من ذلك وقد يغضب لكن كن مريدا الخير له اه في كل الاوقات محبا الخير له ناصحا له وزل معه حيث زال وزل معه حيث زال ولعل المراد ايضا بهذا الملاينة له بالرفق واللين والمسايسة والملاطفة والبعد عن اه الفظاظة والغلظة التي اه تنفر توجد فجوة بين الناصح والمنصوح. نعم قال وانشدني الكريزي قل للنصيح الذي اهدى نصيحته سرا الينا وصامته التكاليف النصح ليس له حد فتعرفه والنصح مستوحش منه ومألوف حتى اذا صرحت عنا عواقبه عواقبه كانت قاعدة منه وتعنيف حتى اذا كان كانت لنا عدة حتى اذا حتى اذا صرحت عنا عواقبه حتى اذا صرحت ان عواقبه كانت لنا عظة منه وتعنيف لو كان للنصح حد يستبان به ما نالنا حسرة منه وتهليف لكن له سبل شتى مخالفة بعض لبعض فمجهول ومعروف والناس غاب وذو رشد ومختلط والنصح منبا ومردود وموقوف نعم يعني هذه الابيات اوردها رحمه الله تعالى وفيها بيان ما ينبغي عليها اه اه الناصح من عناية النصيحة واهتماما بها في كل آآ الاحوال والاوقات وقوله رحمه الله النصح ليس له حد فتعرفه والنصح مستوحش منه ومألوف. لعل قوله منه آآ مستوحش ومألوف يوضح ما تقدم في الاثر المروي عن علي رضي الله عنه حسنة كانت او قبيحة لان الاستيحاش الالف راجع للشخص الممسوح فمن الناس من تنصحه فيألف ذلك ويقبل على نصحك ومنهم من تناصحه فينفر من ذلك ولا يرى في النصح المعنى الذي انت تراه نعم قال ابو حاتم رحمه الله تعالى خير الاخوان اشدهم وفي في تمامهم قال الناس غاو وذو رشد ومختلط الناس فاون وذو رشد ومختلط. والنصح ممضى ومردود وموقوف بحسب احوال الناس بحسب احوال الناس نعم قال ابو حاتم رحمه الله تعالى خير الاخوان اشدهم مبالغة في النصيحة. كما ان خير الاعمال احمدها عاقبة. واحسنها اخلاصا وضرب الناصح خير من من تهية الشانئ ويجب ان يكون للعاقل نصيحة مبذولة للعامة مكتوما من العام والخاص ما قدر عليه وليس الناصح باولى بالنصيحة من المنصوح له قوله ضرب ناصح خير من تحية الشأن المراد به آآ التنبيه على عظم شأن وآآ آآ النصح ومكانة الناصحين في النفوس. يعني ان الناس حتى وان لن اخطأ به الاسلوب في موقف ما فان نصحه يشفع له عند المنصوح فضرب الناصح خير من تحية الشانئ. الشانئ هو المبغض فالشانئ الذي يحيي الشخص مخادعة ومكرا وهو في في الداخل يستبطن بغضا وكراهية له ماذا تفيد هذه التحية الظاهرة لكن الناصح حتى وان اخطأ او خانه الاسلوب في موقف ما يبقى نصحه شافعا له في في مكانته وقدره العظيم ومنزلته العلية وقوله رحمه الله يجب ان يكون للعاقل نصيحة مبذولة للعامة مكتوما اي امرها وفي بعض النسخ مكتومة من العام والخاص ما قدر عليه اي ان الاصل ان تكون النصيحة سرا مكتومة اي بينك وبين المنصوح لا تنصحه على ملأ ولا تحدث الملأ بنصحك له. وانما يكون الامر بينك وبينه وانما يكون الامر بينك وبينه يجب ان يكون للعاقل نصيحة مبذولة للعامة اي للجميع. وفي الوقت نفسه تكون مكتومة من العامة والخاصة اي من تنصحه لا تشهر بين الناس انك نصحته. واذا نصحت ايضا لا تنصحه على ملاه وانما تكون النصيحة بينك وبينه. ولهذا اه كتب اهل العلم فالفرق بين آآ النصيحة والتشهير او النصيحة والتعيير. النصيحة تكون بينك وبين المنصوح بالشفقة واللطف والرفق والعبارات الحسنة التي اه اه تقرب المنصوح الى الخير باذن الله عز وجل وتباعده من الشر قال واما انا عمرو بن محمد قال حدثنا الغلابي قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن القاسم الطيبي قال حدثني ابي قال لما قدم علي اي علي الكوفة لاقياه المغيرة بن شعبة فقال له اني اشير عليك برأي فاقبله. قال هات قال اقر معاوية على الشام يسمح لك طائته فان اهل الشام قد ذاقوه فاستعذبوه ووليهم عشرين سنة ولم يعيبوا عليه لم يعتبوه في عرض ولا مال. فقال والله لو سألني قرية ما قرية ما وليته قرية ما وليته اياها قال قال فقال المغيرة اراه سيلي اراضينا وقريات نعم قال اراه سيلي اراظينا وقريات اي قرى كثيرة واراظي اه كثيرة نعم قال انباءنا محمد بن مهاجر قال حدثنا ابن ابي شيبة قال حدثنا اسماعيل بن ابراهيم قال حدثنا ابن المبارك المعمر المنيحي ابن المختار عن الحسن قال ان المؤمن شعبة من المؤمن وهو مرآة اخيه ان رأى منه ما لا يعجبه سدده وقومه ونصحه في السر والعلانية نعم هذه كلمة عظيمة في توضيح مكانة الناصح وان الناصح لاخيه المنصوح بمثابة المرآة بمثابة المرآة فيرى في الناصح من نفسه امورا لا لا يليق ان تكون به ولا سيما اذا نبهه برفق ولطف وكلمة طيبة انظر على سبيل المثال عندما يكون على ثوب الانسان بطرف من ثوبه شيء من القدر ثم سلم عليه احد اخوانه واشار الى موضع القدر بلطف وقال لعلك ما انتبهت لهذا كيف يسر بتنبيهه لذلك والقدر الذي يكون في الاخلاق اهم التنبيه عليهم من القدر الذي يكون في الثياب القدر الذي يكون في الاخلاق اه في اه في الديانة تنبيه عليه اهم ولهذا بعظهم اذا نبه على شيء من القدر مثلا في ثوبه او نحو ذلك يسر بذلك واذا نبه بخلل في ديانته يزمجر ويغضب مع ان امر الديانة اهم ومقامها ارفع وينبغي ان تكون النفس متقبلة نصح الناصحين وايضا يفترض في الناصح ان يكون في تقديمه للنصيحة رفيقا لطيفا لينا. لان هذه المعاني عندما تصحب النصيحة تساعد في ولوجها في قلب المنصوح باذن الله سبحانه وتعالى. انظر قول الله جل في علاه ولو كنت فظا مواليظ القلب لانفضوا من حولك ولهذا يفترض في الناصح ان يكون لطيفا متوددا رفيقا يقدم بين يدي النصيحة من العبارات والالفاظ ما يستلين بها قلب المنصوح حتى يستفيد من نصحه الشاهد ان الناصح للمنصوح مثل المرآة وقال المؤمن المؤمن شعبة من المؤمن وهو مرآة اخيه وهو مرآة اخيه مثل ما يرى في المرآة عيوبه الظاهرة ايضا يرى في اخيه من خلال نصحه له عيوبه والاخطاء التي عنده في عمل على استصلاحها. قال مرآة اخيه ان رأى منه ما لا يعجبه سدده وقومه ونصحه في السر والعلانية ونصحه في السر والعلانية. اما في السر بان يكون فعلا مريدا الخير له محبا الخير له محبا صلاحه يدعو له بالصلاح والاستقامة واما في العلانية اي في لقاءه ومخاطبته وتلطفه معه وملاينته له. وطريقة نصحه نعم قال وانشدني علي بن محمد البسامي امنت على سر امرأ غير هازم ولكنه في النصح غير مريب فذاع به في الناس حتى كأنما بعلياء نار عوقدت بثقوب وما كل ذي لب بمؤتيك نصحه وما كل مؤت نصحه بلبيب. ولكن اذا ما استجمعا عند واحد فهق له من طاعة بنصيب يعني ثمة امران يحتاج اليهما في هذا المقام الاول ان يكون عاقل ذو لب والامر الثاني ان يكون ناصحا لان ذو اللب اه كما يقول الناظم ما كل ذو لب بمؤتيك نصحا وايضا ما كل مؤت نصحه بلبيب؟ يعني احيانا بعض الناس يكون ناصح يريد الخير لكنه لا يحسن بل احيانا من من عدم احسانه قد يورط المنصوح قد يورط المنصوح في امور او في تعاملات او في اشياء ضارة به في دينه ودنياه فالمقام يحتاج الى اه عقل اي بصيرة ودراية بالحق ويحتاج ايضا الى قيام النصيحة في القلب حبا للخير وارادة للخير في المنصوح قال ولكن اذا ما استجمعا اي كونه ذا لب في الوقت نفسه كونه ناصح اذا استجمع عند واحد حق له من طاعة بنصيب اي مثل هذا جدير بان يصغى الى نصيحته وان ينتفع اه توجيهاته. نعم. قال سمعت محمد بن نصر بن نوفل المروزي يقول سمعت ابا داود يقول سمعت ابن الاعرابي يقول قال بعض الحكماء اثنان ظالمان رجل اهديت له النصيحة فاتخذها ذنبا ورجل وسع له في مكان ضيق فجلس متربعا نعم يعني هذا كلام جميل يقول اثنان ظالمان رجل اهديت له النصيحة فاتخذها ذنبا اتخذها ذنبا اي في الناصح اتاه ناصح يريد الخير له ونبهه فيعتبر هذا التنبيه ذنبا وجرما فهذا ظالم والاخر رجل وسع له في مكان ضيق وسع له في مكان ضيق جلس متربعا جلس متربعا اي اخذ من المجلس اه نصيبا اوفر من نصيب الاثنين الذين وسع له في المجلس لان تعرف ان توسيع المجلس يعني يكون فيه شيء من التضييق على النفس ولا سيما وقد وصفه بانه مكان ضيق فيحتاج من الشخص ان يتحوفز ويضيق على نفسه حتى يمكن هذا من الجلوس فاذا جلس وتربع ارتاح في جلسته ووسع لنفسه في آآ آآ الجلوس هذا من الظلم والاساءة لمن اه اه نصحوا له واثروه بان اه يجلس معهم رغم ما يسببه جلوسه من اه مزاحمة ومظايقة نعم قال ابو حاتم رحمه الله تعالى النصيحة محاطة بالتهمة وليست الا لمن قبلها كما ان الدنيا ليست الا لمن تركها ولم الاخرة الا لمن طلبها وليس على كل ذي نصح الا الجهد. ولو لم يقبل ولو لم يقبل من نصحائه ما يثقل عليه لم يحمد رأيه ومشاورة الاصم احمد بن الناصح المعرض عنه. ومن بذل نصيحة لمن لا يشكر لمن لا يشكر كان كالبادر في السباق واكثر ما يوجد ترك القبول للنصيحة من المعجب برأيه. نعم قوله النصيحة محاطة بالتهمة نصيحة محاطة بالتهمة وليست الا لمن قبلها اي الا لمن شرح الله صدره لقبولها والا في الغالب النصيحة محاطة بالتهمة بمعنى ان الانسان اذا جاءه ناصح اذا جاءه ناصح وبدأ ينبهه اخذ اه تساؤلات كثيرة ترد في ذهن الانسان وقد يكون الذي امامه من خير الناصحين له والمحبين الخير له لكن في في غالب الناس اما اذا قدمت له النصيحة تبدأ تساؤلات تساؤلات في ذهنه من هو؟ وماذا يريد؟ وماذا خلفية هذا هذه النصيحة وماذا؟ وماذا؟ تثور احيانا سؤالات في اه ذهن الانسان الا اذا الله سبحانه وتعالى اكرم عبده بقبول النصيحة وابتعاد استبعاد الاحتمالات الكثيرة التي ترد في الذهن وربما تبطئ القبول وربما ايضا تمنع القبول تمنع قبول اه النصيحة قوله رحمه الله ليس على كل ذي نصح الا الجهد وهذا كلام جميل ايضا يعني الناصح آآ ليس له الا الجهد ليس له الا الجهد الذي يبذله ناصحا اما القبول والهداية وانتفاع الناس بنصائحه هذا امر مرده الى الله سبحانه وتعالى قال وانشدني الابرش اذا نصحت لذي عجب لترشده فلم يطعك فلا تنصحه فلا تنصح له ابدا. فان ذا العجب لا اعطيك طاعته ولا ولا يجيب الى ارشاده احدا. وما عليك وان غاو غوى حقبا ان لم يكن لك قربى او يكن نعم لكن آآ مع ذلك لا ييأس الانسان من اي ذنب من الذنوب وليس لك كما تقدم في النصح الا جهدك ليس لك الا جهدك الذي تقدمه للمنصوح مرة واخرى وباسلوب وباخر مترفقا متلطفا متخيرا ايضا الاوقات ولا ييأس الانسان فكم من اناس آآ كانوا آآ آآ عندهم من الجرائم الكبار والذنوب العظيمة من كبر او عجب او مثلا شرك او غير ذلك من الذنوب وشرح الله سبحانه وتعالى صدورهم للصلاح والاستقامة وفقهم لقبول نصح الناصحين وبعضهم ربما لم يحتاج نصحه الى وقت بل اية واحدة سمعها من ناصح غير الله بها حياته او حديثا او موعظة مؤثرة او نحو ذلك نعم قال ابو حاتم رحمه الله تعالى النصيحة تجب على الناس كافة على ما ذكرنا قبل ولكن ابداؤها لا يجب ان يكون الا سرا لان من وعد اخاه علانية فقد شانه. ومن وعده سرا فقد ومن وعده سرا فقد زانه. فابلاغ المجهود للمسلم فيما اخاه احرى من القصد بما يشينه. نعم يعني هذا توضيح النصيحة انها واجبة للمسلمين كافة ان يكون ناصحا للمسلمين كافة بمعنى يحب الخير لهم ويريد ولا يبطن تجاههم غشا او خيانة او مكرا او غير ذلك بل هو ناصح لهم ولا لكن ابداؤها ابداؤها لا يجب آآ ان يكون الا سرا ابداؤها لا يجب ان يكون اه الا سرا اي بينك وبين اه المنصوح قال لان من وضع وعظ اخاه علانية فقد شانه ومن وعظه سرا فقد زانه. نعم قال ولقد انبأنا محمد بن عثمان عن العقبي قال حدثنا الرمادي قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا سفيان قال قلت لمشعر تحب ان يخبرك رجل بعيوبك؟ قال اما ان يجيء انسان فيوبخني بها فلا. واما ان يجيء ناصح ناصح فنعم. نعم يعني هاتان طريقتان في التعامل في الانكار والتحذير من العيوب اما ان يأتي موبخا وعبارات الموبخ فيها شدة وتعنيف وزجر آآ شيء من الفظاظة والغلظة فيقول احب ان اخبر بعيوبي احب ان اخبر بعيوبي لكن الاخبار بها له طريقتان اما ان يوبخ اما ان يوبخ يقول فلا اريد ذلك لا اريد ذلك لا اريد ان يأتيني شخص يخبرني بعيوبي ويحذرني من عيوبي بهذه الطريقة او ان يجيء ناصح ان يجيء ناصح ان يستعمل النصيحة وهذا يفيد ان النصيحة ليست هي مجرد القول الذي يقال بل ايضا الطريقة هي داخلة في النصيحة يعني رفقك في رفقك في معاملة اخيك وانت تنصح له هذا جزء من النصيحة فليست النصيحة هي مجرد القول الذي يقال بل ايضا التعامل الكريم والرفق والتلفظ والتلفظ هذا ايضا يعد جزءا من اه النصيحة التي ينبغي ان يسلك قال ولقد انبأنا قال قال اخبرنا محمد بن ابي علي الخلادي قال حدثنا محمد المغير النوفلي قال حدثنا محمد بن علي الشقيقي قال حدثنا ابي عن ابن المبارك رحمه الله تعالى قال كان الرجل اذا رأى من اخيه ما يكره امره في ستر ونهاه في ستر فيؤجر في ستره ويؤجر في في نهيه فاما اليوم فاذا رأى احد من اخيه ما يكره استغضب اخاه وهتك ستره قال ابن مبارك رحمه الله تعالى كان الرجل كان الرجل اذا رأى من اخيه ما يكره امره في ستر ونهاهم في الستر امره في ستر ونهاه في ستر اي ان نصحه له يكون بينه وبينه نص هؤلاء يكون بينه وبينه فيكون له اجران اجر على النصح واجر على الستر وعدم التشهير بالمرء فيؤجر على يؤجر في ستره ويؤجر في نهيه ومأجور على الامرين. وكل منهما يعد جزء من النصيحة الاسلوب الذي تتعامل به مع المنصوح هذا من النصيحة هذا من النصيحة وايضا ما ما تقدمه له من معاني جميلة واخلاق فاضلة وتوجيهات طيبة ايضا هذا كله من اه النصيحة فهو يؤجر في ستره ويؤجر في نهيه قال اما اليوم اما اليوم فاذا رأى احد من احد ما يكره استغضب اخاه ما معنى استغضب اخاه يعني يأتي باساليب وطرائق واقوال يستثيره فيها يستثير فيها ويوجد فيه غضبا ومن ثم ايضا يوجد فيه نفرة يوجد فيه نفرة ولهذا كم من اشخاص اوجدوا نفرة بين آآ بعض الناس وبين الخير وقبوله بسبب الاسلوب والفظاظة والطريقة التي هي طريقة استغظاب للشخص واستثارة له فيقول رحمه الله آآ اذا رأى احد من احد ما يكره استغضب استغضب اخاه وهتك ستره استغضب اخاه هذا بينه وبينه في في تعامله معه يستغضبه وهتك الستر اي مع الناس حديثا لهم فلا الطريقة اه المسلوكة صحيحة ولا ايظا ثمة ستر اه المنصوح فيأتي اليه ويستغضبه بعبارات شديدة توجد فيه نفرة ثم يذهب للاخرين يقول لهم فلان فعل كذا وفعل كذا وانا وقفت امامه وقلت له بالعبارة الصريحة كيت وكيت وكيت وكيت الى اخره فمثل هذه آآ الطريقة هي التي آآ ينبه عليها ابن مبارك رحمه الله ويذكرها يقول اما اليوم يعني في زمانه فكيف ايضا لما تتباعد الازمان وتتأخر عن اه القرون المفضلة بقرون كثيرة ولهذا ينبغي حقيقة في مثل هذه المعاني ان يلتفت الانسان الى الرعيل الاول ويجتهد ما استطاع ان يهتدي بهداهم وان يسير على منهاجهم والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان والذين اتبعوهم باحسان. اذا كان الان ابن المبارك وهو يتحدث عن هذا المقام مقام النصيحة مع قرب عهده من الرعي الاول يقول كان الرجل واما اليوم كان الرجل ثم يقول واما اليوم فاذا اه حرص الانسان على سيرة اه الرعيل الاول وهديهم وسمتهم وطرائقهم واساليبهم حرصه على ذلك ومجاهدة النفس على على ذلك لا شك انه اكمل في في العبد ومن كان بهم اشبه كان الى الخير اقرب. نعم قال اخبرنا محمد بن سعيد بن القزاز قال حدثنا احمد بن منصور قال حدثنا علي بن المديني عن عن سفيان قال جاء طلحة الى طلحة الى عبدالجبار بن وائل وعنده قوم فساره بشيء ثم انصرف فقال اتدرون ما قال لي؟ قال رأيتك التفت امس وانت تصلي نعم يعني هذا الان انظر واقع الاسلوب اللطيف لان جاءه وسارة بشيء جاءه وساره بشيء ثم انصرف لم يأتي ويقول له الشيء الذي في في خاطره او الملاحظة التي عنده لم يقلها علنا وانما اقترب منه وساره بشيء فوقع هذا الاسلوب في نفسه موقعه فابداه لمن حوله حتى ينتفعوا بالاسلوب حتى ينتفعوا بالاسلوب ووذلك بقوله اتدرون ما قال لي اتدرون ما قال لي؟ قال رأيتك التفت امس وانت تصلي الذي يظهر والله اعلم انه لم يظهر ذلك لهم الا ليعرفهم بهذا الاسلوب الجميل اراد ان يعرفهم بهذا الاسلوب الجميل وان يربيهم عليه. يخبر طلابه ان هذا الشخص الذي آآ ساراني الان قال لي التفت في صلاتك قال التفت في صلاتك فكأنه يقول لهم هذه طريقة نافعة ومؤثرة وتؤدي الغرظ باذن الله سبحانه وتعالى قال ابو حاتم رحمه الله تعالى النصيحة اذا كانت على نعت ما وصفنا تقيم الالفة وتؤدي حق الاخوة وعلامة الناصح اذا اراد زين المنصوح له ان ينصحه سرا وعلامة من اراد شينه ان ينصحه علانية فليحذر العاقل نصيحة الاعداء في السر والعلانية قال قال وانشدني ابن ابن الزنجي البغدادي وكم من عدو معلن لك نصحه علانية والغش تحت الاضالع. وكم من مرشد قد عصيته فكنت له فكنت له في الرشد غير مطاوعي. وما الامر الا بالعواقب انها سيبدو عليها كل سر ودائع وهذا صحيح يعني في عواقب الامور تكشف الناس المآلات تكشف له عفوا تكشف للناس يعني الفرق بين الناصح وغير الناصح ولهذا تجد بعظ الناس يعني في في نهاية الامر يقول والله فلان حذرني لكن ما قبلت منه واطعت فلان واصبح غاشا لي وورطني ففي المآلات تكتشف ويميز بين الناصح وغيره ووذلك عندما يرى الاثر والعاقبة التي ترتبت على الكلام الذي قدم له ولهذا بعضهم يقول مثلا الحمد لله الذي انني قبلت كلام فلان والا في اشخاص قالوا افعل كذا وافعل كذا الحمد لله الذي صرفني الله عن قبول كلامهم والا كان حصل لي كذا وكذا ففي المآلات يكتشف قال وما الامر الا بالعواقب انها سيبدو عليها كل سر ودائعي وايضا فيما يتعلق بالعواقب يعني يوم القيامة والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى فالامر يظهر لي الجميع في يوم آآ بعثرت ما في الصدور آآ تناول الصحف ما قدمها الانسان في في هذه الحياة ويعلم يعني حقيقة الامر ووجليه يوم يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى. نعم قال وعن شرم منصور بن محمد بن الكريزي وصاحب غير مأمون غوائله يبدي لي النصح منه وهو مشتمل على خلاف الذي يبدي ويظهره وقد احاطت وقد وقد احاطت بعلمي انه دغل عفوت عنه انتظارا ان يثوب له عقل اليه من الزلات ينتقل دهرا فلما بدا لي ان شيمته غش وليس له عن ذاك منتقل تركته ترك قال لا يوعى له الى مودته ما هنت الابل اهنت الابل نعم يعني هذا يتحدث عن الشخص غير المأمون الغوائل انه يبدي النصيحة يظهر النصيحة لكنه في الوقت نفسه مشتمل على خلاف ذلك. على خلاف الذي يبدي مشتمل على خلاف الذي يبدي ويظهر ومعنى مشتمل اي منطوي في سره وباطنه على خلاف الشيء الذي يظهره اه قال وقد احطت احطت بعلمي انه دغن دغل اي فيه غش دغل اي في دخل فيه غش وينطوي على الشام من هذا القبيل. يقول في بداية الامر عفوت عنه عفوت عنه وكان مرادي بهذا العفو انتظارا يؤوب ويرجع عن تلك التعاملات السيئة التي حصلت منه لكنه مع الايام ظهر لي ان من شيمته المكر و الغش والخديعة لا ينفك عن ذلك فتركته ترك شخص مبغظ غير عازم على الرجوع الى آآ مصادقته ومرافقته. نعم قال اخبرنا عبد الله بن محمد القيراطي قال حدثنا محمد بن يزيد الملقب محمش قال حدثنا يا لا ابن عبيد قال حدثنا ابو حيان عن ابيه قال كتب الربيع بن خثيم وصية بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اوصى الربيع بن خثيم واشهد واشهد عليه وكفى بالله شهيدا وجازيا لعباده الصالحين مثيبا اني رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه واله وسلم نبيا. وان نعبد الله ومن اطاعني في العابدين ونحمده في الحامدين وننصح للمسلمين لجماعة المسلمين والله المستعان وعليه التكلان. نعم يعني ختم هذا الاثر فيه بيان مكانة النصيحة لدى السلف الصالح رحمهم الله تعالى ولعظم مكانتها ضمنت الوصية والوصية التي يكتبها اه الانسان وهي مستحبة الا اذا كانت له حقوق لا للاخرين وعليه حقوق فانها حينئذ تكون واجبة فهذه النصيحة تظمن خلاصة ما يحبه الموصي من المعاني الجميلة والامور العظيمة التي يحب ان يكون عليها من بعدها من اهل قرابة ونحو ذلك ولمكانة النصيحة ومنزلتها العلية من الدين ضمنت في هذه الوصية في في جملة الامور العظام التي آآ اوصى بها رحمه الله تعالى ونكتفي اليوم بهذا القدر ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا للتذكير ثمة درس هذا اليوم بعد المغرب فيها رسائل في التوحيد لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين