ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما. واجعل اله ما نتعلمه حجة لنا لا علينا يا ذا الجلال والاكرام. اما بعد ايها الاخوة المؤمنون نحن بين يدي دراسة كتاب عظيم ومؤلف مبارك في باب هو من اشرف ابواب العلم واجلها. الا وهو شمائل نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وخصاله المنيفة وصفاته الشريفة واخلاقه الرفيعة وادابه الكريمة ومعاملاته الطيبة الحسنة صلوات الله وسلامه عليه نحن بين يدي دراسة شمائل افضل عباد الله وازكاهم واحبهم الى الله جل وعلا فهو خليل الله ومصطفاه ومجتباه وهو اكمل عباد الله عبادة وازكاهم خلقا واطيبهم نفسا واحسنهم معاملة واعظمهم معرفة بالله سبحانه وتعالى وتحقيقا بعبوديته اصطفاه الله عز وجل واجتباه ليكون سفيرا بينه وبين عباده واسطة بينه وبين الناس في الدلالة على الخير والدعوة الى الهدى واختاره الله سبحانه وتعالى على علم وخصه عز وجل باكمل الصفات صفات البشر من حيث الخلقة والخلق فاختاره جل وعلا من افظل واعرق البشرية نسبا واصطفاه جل وعلا واختاره وخصه باجمل الصفات في هيئته البهية وطلعته الجميلة ومحياه المشرق وصفاته العالية الرفيعة صلوات الله وسلامه عليه وخصه باكمل الخلال واجمل الاخلاق واطيب الاداب وجعله سبحانه وتعالى اسوة للعالمين وقدوة لعباد الله اجمعين لقد كان لكم في رسول الله اسوة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا وهذه الاية كما قال الامام الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره اصل في وجوب التأسي به صلى الله عليه وسلم في اقواله وافعاله واحواله ومن المعلوم ان هذا التأسي به والاقتداء به صلوات الله وسلامه عليه فرع عن العلم بشمائله وخصاله وخلاله عليه الصلاة والسلام اذ لا يتأتى اقتداء به. واتباع لنهجه ولزوم لهديه صلى الله عليه وسلم الا بمعرفة ذلك ودراسة سيرته وشمائله وخصاله وخلاله العظيمة صلوات الله وسلامه عليه ولهذا كان متأكدا على كل مسلم ان يعنى بدراسة سيرة وشمائل هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام دراسة وعناية مقدمة على العناية بكل انسان وبكل مخلوق لانه عليه الصلاة والسلام ازكى البشرية وخير عباد الله وقد جعله الله سبحانه وتعالى قدوة للعالمين وفي دراسة شمائله ومعرفة خصاله وخلاله صلوات الله وسلامه عليه فوائد عظيمة منها اولا ان من واجبات اهل الايمان الايمان به صلوات الله وسلامه عليه والايمان به لا يكون الا بمعرفته وكلما ازدادت المعرفة به صلوات الله وسلامه عليه ازداد الايمان به وازداد في العبد الاتباع له ولنهجه صلوات الله وسلامه عليه الامر الثاني ان محبته عليه الصلاة والسلام واجبة وافترضها الله سبحانه وتعالى على عباده بل انه يجب ان تقدم محبته على الوالد والولد والناس اجمعين بل على النفس ومن المعلوم ان معرفته عليه الصلاة والسلام ومعرفة شمائله وخصاله مما يزيد القلب حبا له وتعظيما واجلالا ومعرفة لقدره العظيم ومكانته العلية. صلوات الله وسلامه عليه الامر الثالث ان الله عز وجل جعله قدوة للعباد واسوة للناس وامر باتباعه والسير على منهاجه لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا وقال جل وعلا وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم وهذه المتابعة وهذا الائتساء به عليه الصلاة والسلام فرع عن معرفته ومعرفة خصاله وخلاله وشمائله صلوات الله وسلامه عليه الامر الرابع ان معرفته عليه الصلاة والسلام من اعظم الامور التي تزيد الايمان. بل انها من اعظم الامور التي توجب الايمان في حق من لم يؤمن وزيادة الايمان في حق من امن كما قال الله سبحانه وتعالى ام لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون اي ان معرفته عليه الصلاة والسلام موجبة وسبب عظيم لحصول الايمان في حق من لم يؤمن وكثير من الناس في زمانه عليه الصلاة والسلام كانوا ردحا من الزمان ليس على وجه الارض ابغض اليهم منه بسبب الدعايات الكاذبة والاشاعات الاثمة فما ان رأوا محياه عليه الصلاة والسلام ووقفوا على سيرته عن كثب ورأوا ادبه ومعاملته الا وتحولوا من ساعتهم وليس على وجه الارض احب اليهم منه ومن يطالع السيرة النبوية يجد في قصص كثير ممن اسلم ان سبب ذلك هو الوقوف على شمائله واخلاقه وادابه صلوات الله وسلامه عليه وهذا هو معنى قول الله عز وجل فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك الامر الخامس ان الله عز وجل اقسم في القرآن الكريم على كمال خلق النبي عليه الصلاة والسلام وعظمه وانك لعلى خلق عظيم وهذا شرف عظيم لعبد الله ورسوله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم حيث نعته ربه جل وعلا بذلك ولما سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلقه عليه الصلاة والسلام قالت كان خلقه القرآن وعليه فان من اراد لنفسه اكمل الاداب واطيب الاخلاق فلن يجدها الا في خلقه وهديه وادبه وهذا مما يتطلب دراسة شمائله واخلاقه وادابه صلوات الله وسلامه عليه الى غير ذلك من الفوائد العظيمة والثمار الجليلة التي يجنيها من يوفقه الله سبحانه وتعالى ويكرمه بدراسة شمائل النبي عليه الصلاة والسلام وفي هذا الموضع تنقل نصين عظيمين احدهما للامام سفيان ابن عيينة رحمه الله تعالى رواه الخطيب البغدادي في مقدمة كتابه الجامع لاخلاق الراوي واداب السامع حيث ساق بسنده الى سفيان بن عيينة انه كان يقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الاكبر فعليه تعرض الاشياء على خلقه وسيرته وهديه فما وافقه فما وافقها فهو الحق وما خالفها فهو الباطل النص الثاني للامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد قال وهو يتحدث عن الرسل عليهم صلوات الله وسلامه قال فهم الميزان الراجح الذي على اقوالهم واعمالهم واخلاقهم توزن الاقوال والاخلاق والاعمال وبمتابعتهم يتميز اهل اهل الهدى من اهل الضلال فالضرورة اليهم اعظم من ضرورة البدن الى روحه فالضرورة اليهم اي الى الرسل اعظم من ضرورة البدن الى روحه والعين الى نورها والروح الى حياتها فاي ضرورة وحاجة فرضت فضرورة العبد وحاجته الى الرسل فوقها بكثير ثم قال واذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيجب على كل من نصح نفسه واحب نجاتها وسعادتها ان يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما يخرج به عن الجاهلين به ويدخل به في عداد اتباعه وشيعته وحزبه صلوات الله وسلامه عليه والحاصل ايها الاخوة ان نعمة الله سبحانه وتعالى على عبده عظيمة اذا يسر له الارتباط والصلة بشمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم وخصاله الكريمة فهذه بوابة عظيمة من ابواب الخير وكرامة ومنة من الله سبحانه وتعالى على عبده ولهذا نسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا الذي اكرمنا جميعا بهذا الجلوس في مسجد نبيه عليه الصلاة والسلام لدراسة شمائله ان يكرمنا وان يمن علينا بان يجعلنا من اتباعه حقا ومن المقتدين به صدقا ومن السائرين على منهاجه القويم وصراطه المستقيم صلوات الله وسلامه عليه. وان يجمعنا جميعا به في في جنات النعيم ثم ايها الاخوة الكرام هذا الكتاب المبارك الذي بين ايدينا هو من اعظم وانفع الكتب المؤلفة في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وهو من اقدم المؤلفات التي الفت في هذا الباب بل لربما قد يكون هذا الكتاب اقدم كتاب وجد وطبع في شمائل النبي عليه الصلاة والسلام لان كتاب الشمائل للترمذي رحمه الله سبق في موضوعه بكتب افردت في هذا الباب لكن اقدم كتاب مطبوع في هذا الباب هو كتاب الامام الترمذي رحمه الله وقد اتى فيه رحمه الله على عيون هذا الموضوع ودرره وجوامعه ورتبه ترتيبا بديعا وجمعه جمعا مختصرا فهو كتاب ليس بالطويل الممل ولا بالقصير المخل بل هو متوسط الحجم لكنه رحمه الله جمع فيه واوعى في هذا الباب العظيم شمائل المصطفى صلوات الله وسلامه عليه قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه البداية والنهاية قال وقد صنف الناس في شمائل رسول الله صلى الله عليه وسلم قديما وحديثا كتبا كثيرة مفردة وغير مفردة ومن احسن من جمع في ذلك فاجاد وافاد الامام ابو عيسى محمد بن عيسى ابن سورة الترمذي رحمه الله افرد في هذا المعنى كتابه المشهور بالشمائل ولنا به سماع متصل اليه ونحن نورد عيون ما اورده فيه. ونزيد عليه اشياء مهمة لا يستغني عنها المحدث والفقيه ولنذكر اولا بيان حسنه اي النبي صلى الله عليه وسلم بيان حسنه الباهر عليه الصلاة والسلام وجماله الجميل ثم نشرع بعد ذلك في ايراد الجمل والتفاصيل. انتهى كلامه رحمه الله والامام ابن كثير رحمه الله في كتابه البداية والنهاية عقد عنوانا قال كتاب الشمائل ولخص في كتابه الشمائل كتاب الشمائل للامام الترمذي رحمه الله وزاد عليه احاديث عديدة عظيمة في هذا الباب ولهذا من باب الاشارة من كانت عنده نهمة في الزيادة ففي كل باب نمر عليه يرجع الى كتاب الشمائل من كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير ويعلق منه الاحاديث الزائدة عنده رحمه الله تعالى على كتاب الشمائل للامام الترمذي رحمه الله تعالى وقال العلامة محمد بن عبد الرؤوف المناوي المتوفى الف وواحد وثلاثين في مقدمة شرحه للشمائل قال كتاب الشمائل لعلم الرواية وعالم الدراية الامام الترمذي كتاب وحيد في بابه فريد في ترتيبه واستيعابه لم يأت له احد بمماثل ولا بمشابه سلك فيه منهاجا بديعا ورصعه بعيون الاخبار وفنون الاثار ترصيعا حتى عد ذلك الكتاب حتى عد ذلك الكتاب من المواهب وطار في المشارق والمغارب والنقول عن اهل العلم في الثناء على هذا الكتاب وبيان محاسنه وفوائده وثماره واثاره كثيرة وكذلك عناية اهل العلم بهذا الكتاب قديما وحديثا تنوعت وتعددت بين مختصر ومهذب وشارح ومحقق وناظم لما بث في هذا الكتاب من شمائل وخصال الى غير ذلك من الجهود الكثيرة التي بذلت خدمة لهذا الكتاب اضافة الى المجالس العلمية التي عقدت لمدارسة هذا الكتاب ومذاكرته اضافة الى وصية اهل العلم بالعناية به والانتفاع بفوائده وفرائده ومنافعه العظيمة ثم ايها الاخوة الكرام هذا المختصر في الشمائل للامام الترمذي رحمه الله رتبه مصنفه ترتيبا دقيقا وقسمه تقسيما بديعا فجعله رحمه الله في ستة وخمسين بابا وجمع فيه خمسة عشر واربع مئة حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدأ اول ما بدأ كتابه الشمائل بذكر صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخلقية من حيث طوله عليه الصلاة والسلام ولون بشرته وذكر شعره عليه الصلاة والسلام وصفة وجهه الى غير ذلك من صفاته الخلقية صلوات الله وسلامه عليه ثم بعد ذلك انتقل رحمه الله للكلام على حاجياته ومقتنياته عليه الصلاة والسلام ومتاعه فذكر ما يتعلق بسيفه وما يتعلق بلباسه ونحو ذلك من الامور ثم بعد ذلك انتقل رحمه الله تعالى للكلام على شمائله واخلاقه وادابه ومعاملاته صلى الله عليه وسلم ثم ذكر عباداته عليه الصلاة والسلام الى ان ختم الكتاب برؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام وذكر في ضمن ما ذكر من الاثار ضوابط هذه الرؤية ومدى مصداقيتها ان كانت وقعت للعبد ولعل من جميل صنيع المصنف رحمه الله ان بدأ الكتاب بذكر صفاته الخلقية وقد قال عليه الصلاة والسلام من رآني في المنام فقد رآني فان الشيطان لا يتمثل بي ثم ختم رحمه الله كتابه بالرؤية رؤيته عليه الصلاة والسلام في المنام ومن ضابط هذه الرؤية كما سيأتي في خاتمة الكتاب العلم بصفاته عليه الصلاة والسلام ولهذا لما قال رجل لابن عباس رضي الله عنهما اني رأيت النبي عليه الصلاة والسلام قال صف لي من رأيت قال صف لي من رأيت فلما وصف الرجل من رأى في المنام قال له ابن عباس رضي الله عنهما كلاما معناه لو كنت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم لما زدت على هذا الوصف لما زدت على هذا الوصف فاذا معرفة صفة النبي عليه الصلاة والسلام لها فوائد عظيمة ربما يأتي الاشارة الى بعضها لكن من جملتها ما يتعلق بالتحقق في باب رؤيته صلى الله عليه وسلم وهذا باب ذلت فيه اقدام. وظل فيه اقوام وكم من اناس اتاهم ات في المنام وقال انه رسول الله. صلى الله عليه وسلم لكن لا تكون هذه الصورة التي رأى هي صورة النبي صلى الله عليه وسلم التي نقلت في كتب الشمائل وكتب سيرته صلوات الله وسلامه عليه فلا يكون هذا الذي رأى في المنام قد رأى رسول الله عليه الصلاة والسلام ولهذا كم من كم من انسان وقع في بدع وانحرافات وعبادات واذكار ما انزل الله بها من سلطان بزعم ان ذلك مبني على رؤية النبي عليه الصلاة والسلام في المنام هذا مع ان عليه مع انه عليه الصلاة والسلام لم يمت الا بعد ان اتم الله به الدين. واكمل به نعمة فاليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ولهذا فان من المفيد جدا معرفة طالب العلم باوصاف النبي صلى الله عليه وسلم ولعله يأتي ذكر لبعض الفوائد التي تستفاد او يستفيدها طالب العلم بمعرفة اوصاف النبي صلوات الله وسلامه عليه الخلقية ثمان هذا الكتاب سماه مصنفه رحمه الله تعالى بشمائل النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرف ذلك من نسخ الكتاب الخطية القديمة والكتاب يوجد له نسخ خطية عديدة واثبت عليها شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا في تسمية اهل العلم المتقدمين لهذا الكتاب وقد يختصره بعضهم كما مر معنا عند ابن كثير بالشمائل بحذف المضاف والتعويض عنه بان للتعريف. وهذا يأتي كثير في كتب اهل العلم مثل الفتح بحذف المضاف فتح الباري مثل التيسير بحذف المضاف تيسير العزيز الحميد مثل الفيض بحذف المضاف فيض القدير وهكذا فالكتاب تسميته القديمة شمائل النبي عليه الصلاة والسلام وقد يختصر في الشمائل للترمذي الشمائل للترمذي وبعض المتأخرين اظاف الى الشمائل اضافة وهي المحمدية قال الشمائل المحمدية وهذه التسمية متأخرة وان كانت من حيث المعنى لا اشكال فيها. صائبة لكنها تسمية متأخرة اما تسمية الكتاب في الاصول القديمة شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وقد يختصر ذلك اهل العلم بالشمائل قد مر معنا قول ابن كثير رحمه الله تعالى قال افرد في هذا المعنى كتابه المشهور بالشمائل افرد في هذا كتابه المشهور بالشمائل هذه مقدمة بين يدي دراسة هذا الكتاب المبارك ونشرع الان مستعينين بالله جل وعلا طالبين مده وعونه وتيسيره وتوفيقه. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول الامام الحافظ ابو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى في كتابه شمائل النبي صلى الله عليه وسلم باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم قال اخبرنا ابو رجاء قتيبة بن سعيد عن ما لك بن انس عن ربيعة بن ابي عبدالرحمن عن انس بن مالك رضي الله عنه انه سمعه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ولا بالابيض الامهق ولا بالادم ولا بالجعد القطط ولا بالسبط بعثه الله تعالى على رأس اربعين سنة فاقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين وتوفاه الله تعالى على رأس ستين سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء قال الامام الترمذي رحمه الله تعالى باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم هكذا جاءت الترجمة في بعض الاصول الخطية للكتاب وجاء في بعض الاصول باب خلق النبي صلى الله عليه وسلم باب خلق النبي صلى الله عليه وسلم والصفة يراد بها الصفة الخلقية ويراد بها الصفة الخلقية وصفات الانسان عموما على نوعين صفات خلقية مثل الطول او القصر او لون البشرة او هيئة الوجه او نحو ذلك فهذا يقال صفة خلقية صفة خلقية صورة الانسان الظاهرة والنوع الثاني من الصفات الصفات الخلقية وهي اداب الانسان واخلاقه معاملاته ونحو ذلك والمراد بالصفة هنا الصفة الخلقية كما يوضح ذلك ما جاء في بعض النسخ وكما هو واضح في الاحاديث التي ساقها رحمه الله تعالى في هذه الترجمة فكل ذلك يتعلق بصفات النبي صلى الله عليه وسلم الخلقية من حيث الطول من حيث اللون من حيث الشعر الى غير ذلك من اوصافه الخلقية صلوات الله وسلامه عليه واما صفاته الخلقية وهي كثيرة فسيأتي ذكر لها عند المصنف رحمه الله تعالى ونبينا عليه الصلاة والسلام قد اكرمه الله باكمل واجمل الصفات الخلقية كما انه اكرمه سبحانه وتعالى بافضل الصفات الخلقية يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اواخر كتابه الجواب الصحيح وهو يتحدث عن ايات نبوته وذكر منها ان الله عز وجل جمع له كمال الاوصاف من حيث الهيئة الظاهرة ومن حيث الاخلاق الباطنة التي في القلب والاداب الى غير ذلك مما اكرمه الله سبحانه وتعالى به يقول رحمه الله تعالى فيما يتعلق بصفاته الظاهرة قال وكان صلى الله عليه وسلم خلقه من احسن الصور كان خلقه صلى الله عليه وسلم من احسن الصور واتمها واجمعها للمحاسن الدالة على كماله صلى الله عليه وسلم فالله عز وجل اكرمه بسورة جميلة وهيئة حسنة اجتمعت فيه المحاسن ولهذا سنجد في الاحاديث التي ساقها المصنف رحمه الله في بيان صفة النبي عليه الصلاة والسلام وهيئته ان الله عز وجل جمع له محاسن الصفات وكمال الاعتدال وقوام ذلك في صفاته العظيمة التي اكرمه الله سبحانه وتعالى بها واول ما اورد المصنف رحمه الله حديث انس بن مالك رضي الله عنه انه سمع النبي عن انس بن مالك رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ليس بالطويل البائن ولا بالقصير هنا بيان لطوله عليه الصلاة والسلام قال ليس بالطويل البائن ولا بالقصير اي انه ربعة متوسط صلى الله عليه وسلم بين الطويل البائن يعني المفرط في الطول الذي في طوله زيادة وبين القصير الذي اجتمع جسمه قصرا فاكرمه الله سبحانه وتعالى بجسم في طوله وسط بين الطول المفرط وبين القصر وكان عليه الصلاة والسلام الى الطول اقرب وكان عليه الصلاة والسلام الى الطول اقرب منه الى القصر كما جاء ذلك مصرحا به ببعض الروايات او في بعض الروايات ولهذا نلاحظ وصف انس قال ليس بالطويل البائن والقصر لم يصفه بشيء قال ليس بالطويل البائن ولا بالقصير يعني لم يذكر المقابل لانه عليه الصلاة والسلام الى الطول اقرب لانه عليه الصلاة والسلام الى الطول اقرب فهذا من حيث طوله صلى الله عليه وسلم وباء قيل هي من بان يبين بيانا اي ظهر وقيل من بان يبون بونا اي بعد بمعنى انه خرج بطوله عن حد الاعتدال وهو الطول المفرط فاذا هو عليه الصلاة والسلام من حيث الطول ليس بالطويل المفرط طولا وليس بالقصير وانما هو وسط بين ذلك وهو صلى الله عليه وسلم الى الطول اقرب قال ولا بالابيض الامهق ولا بالابيض الامهق ولا بالادم الابيض الامهق اي شديد البياض شديد البياض بياضا لا يخالطه سمرة او حمرة او نحو ذلك وانما هو بياض خالص فمثل هذا يقال بياض امهق بمعنى انه بياض خالص ليس فيه سمرة او حمرة او نحو ذلك قال ولا بالابيض الامهق ولا بالادم ولا بالادم اي انه عليه الصلاة والسلام ليس بالاسمر يعني ليس بالابيض الامهق شديد البياض ولا ايظا بالاسمر صلى الله عليه وسلم وانما صفته كما سيأتي في في بعض الاحاديث بياض مشرب بحمرة وانما هو بياض مشرب بحمرة كما سيأتي في بعض الاحاديث. هذا من حيث اللون والاول من حيث الطول الامر الثالث قال ولا بالجعد القطط ولا بالجعد القطب ولا بالسبط وهذا يتعلق بشعره صلى الله عليه وسلم شعره وسط ليس بالجعد القطط يعني ليس شعره الجعدي المتفني القطط يعني شديد التثني شديد الجعودة المتداخل بعضه في في بعض والمتلوي بعضه على بعض لجعودته ولا بالسبط يعني لا ليس الشعر المسترسل بالعبارة العامية يقولون شعره طايح يعني نازل منفلت ليس بهذا ولا بهذا يعني ليس بالشعر المتجعد الشديد الجعودة وليس ايظا بالشعر المسترسل وانما هو وسط بين ذلك قال ولا بالجعد القطط ولا بالسبط هذا فيما يتعلق بشعر رأسه صلوات الله وسلامه عليه قال بعثه الله تعالى على رأس اربعين سنة فهو عليه الصلاة والسلام نبئ لما اتم من العمر اربعين صلوات الله وسلامه عليه فاقام بمكة عشر سنين فاقام بمكة عشر سنين يعني بعد البعثة وبالمدينة عشر سنين وتوفاه الله تعالى على رأس ستين سنة قوله فاقام بمكة عشر سنين جاء في بعض الروايات ثلاث عشرة سنة ثلاث عشرة سنة وهي المدة التي اقامها النبي صلى الله عليه وسلم في مكة بعد البعثة فبعث على رأس الاربعين وهاجر صلى الله عليه وسلم بعد ان اكمل ثلاث عشرة سنة نبيا صلى الله عليه وسلم وهذه الرواية هنا قال فاقام بمكة عشر سنين مما ذكر في توجيه هذه الرواية ان الراوي قد يكون الغى الكسر او ترك الكسر الصواب في المدة من حيث هي انه صلى الله عليه وسلم اقام بمكة ثلاث عشرة سنة بعد ام بعث صلى الله عليه وسلم ثم هاجر الى المدينة وبقي فيها عشر سنوات ومات صلى الله عليه وسلم وتوفاه الله على رأس ثلاث وستين سنة وايضا يقال في هذه ما قيل في الاولى ربما يكون الراوي الغى الكسر قال وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء اي ان شعر الشيب في لحيته عليه الصلاة والسلام وشعر رأسه كان قليلا يعني لا يصل الى العشرين شعرة قال وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. نعم قال حدثنا حميد بن مسعدة البصري قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن حميد عن انس ابن مالك رضي الله عنه وانه قال كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ربعة وليس بالطويل ولا بالقصير حسن الجسم وكان شعره ليس بجعد ولا سبط. اسمر اللون اذا مشى يتكفأ ثم ساق المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث انس ابن مالك رضي الله عنه قال كان رسول صلى الله عليه وسلم ربعة ويأتي في بعض الروايات مربوعا وهما بمعنى واحد. ربعة او مربوعا هما بمعنى واحد. والمراد من ربعه او المربوع اي المتوسط. المراد به المتوسط. ولهذا فان قوله وليس بالطويل ولا بالقصير هذا يوضح المعنى فهو عليه الصلاة والسلام كان ربعة وفي بعض الروايات يأتي بلفظ مربوعا اي انه صلى الله عليه وسلم من حيث الطول وسط بين الطويل البائن والقصير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة وليس بالطويل ولا بالقصير حسن الجسم اي ان الله سبحانه وتعالى من عليه بجسم معتدل في الخلق متناسب الاعضاء فجسمه صلى الله عليه وسلم جسم حسن واعضاؤه صلى الله عليه وسلم اعضاء متناسقة ومر معنا قول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كان صلى الله عليه وسلم خلقه من احسن الصور واتمها واجمعها للمحاسن واجمعها للمحاسن قال وكان شعره ليس بجعد ولا سبط وكان شعره ليس بجعد ولا سبت اي انه عليه الصلاة والسلام شعره وسط وقد مرت معنا هذه الجملة في الحديث الذي قبله قال اسمر اللون قال اسمرا اللون وقد مر معنا قريبا في حديث انس انه صلى الله عليه وسلم لا بالابيض الامهق ولا بالادم والادم الاسمر والادم الاسمر وهنا قال ولا وقال ولا سبق اسمر اللون يعني وصفه بانه اسمر ولهذا بعض اهل العلم اه يرى عدم ثبوت هذه اللفظة بعض اهل العلم يرى عدم ثبوت هذه اللفظة وان هذه اللفظة تفرد بها حميد عن انس وخالفه غيره من الرواة وقالوا ازهر اللون بدل اسمر اللون ومن اهل العلم من حمل ذلك على ان المراد بالسمرة الحمرة الخفيفة التي اشرب بها بياضه صلوات الله وسلامه عليه فكان بياضا مشربا بشيء من الحمرة فهي ليست سمارا ليس ادم عليه الصلاة والسلام ليس اسمر لا يوصف بانه اسمر لكنه بياضه ليس بياضا وقوله رضي الله عنه اذا مشى يتكفأ اي انه عليه الصلاة والسلام اذا مشى يكون في مشيه يمشي متكفأ اي كأنما انزل من منحدر مثل ما جاء في وصف علي رضي الله عنه قال كانما ينحط من صبب كانما ينحط من صدد فهذه الصفة مشيته صلوات الله وسلامه عليه. وفي الترجمة احاديث ساقها المصنف رحمه الله تعالى نكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وبمناسبة دراسة هذا الكتاب القيم وكما جرت العادة في المسابقة الصيفية البحثية لطلاب العلم لشغل الوقت بامر عظيم ونافع بين ايدينا الان مسابقة تعلن ايضا تحدد اوصافها واوقاتها فلنستمع اليها. بسم الله الرحمن الرحيم. المسابقة العلمية البحثية لصيف عام الف واربع مئة وثلاثين للهجرة دراسة لكتاب الشمائل للامام الترمذي رحمه الله. اولا ان تتناول الدراسة ما يلي نبذة عن حياة مؤلفه. اثنين صحة نسبة الكتاب اليه. ثلاثة الصحيح للكتاب مع التدليل على ذلك. اربعة ثناء العلماء على الكتاب. خمسة منهج الامام الترمذي في الكتاب وطريقته في ترتيبه. ستة اجود نسخة خطية للكتاب ومكان وجودها واهم واهم مميزاتها. سبعة اجود طبعة للكتاب مع بيان مميزاتها ثمانية ذكر جهود اهل العلم حول الكتاب شرحا واختصارا وغير وذلك تسعة ذكر ما الف في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم الى نهاية القرن الخامس عشرة اثر دراسة شمائل النبي صلى الله عليه وسلم في حياة المسلم. ثانيا يراعى في كتابة البحث ما يلي واحد العناية بالبحث من حيث التقسيم والتبويب والترتيب اثنين الدقة في توثيق المعلومات. ثلاثة كتابة البحث بخط واضح ان يكون مطبوعا. ثالثا يسلم البحث في موعد اقصاه الخامس عشر من شهر رمظان الف واربع مئة وثلاثين وسيمنح باذن الله الثلاثة الاوائل جوائز قيمة. والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله وفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. امين. هذا الاخ يود منكم ان تذكرونا بفضل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ونحن نكثر من ذكره في هذه المجالس. لا شك ان ان هذه لفتة كريمة من صاحب هذه الورقة جزاه الله خيرا وان من فوائد دراسة هذا الكتاب كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ورد في فضل ذلك احاديث عظيمة بل امر الله عز وجل بذلك قال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلى الله عليه بها عشرا فهذه فرصة عظيمة ليكثر العبد من الصلاة والسلام على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يقول فضيلة الشيخ وفقك الله واعانك على ما اقدمت عليه نريد العزم على العمل بكل الاحاديث الواردة في بهذا الكتاب باذن الله كما ذكرتم ذلك وضحتموه في الدرسين الاخيرين قبل ذلك. نسأل الله عز وجل ان ديننا جميعا على ذلك والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. ولا شك ايها الاخوة ان مقصود العمل كما قال علي رضي الله عنه قال هتف بالعلم العمل فان اجابه والا ارتحل ولما سئل سفيان ايهما احب اليك العلم او العمل؟ قال انما يراد العلم للعمل. والعلم عارية عند صاحبه وسيذهب عنه فان لم ينتفع بهذا العلم خسر خسرانا عظيما. وفي الحديث لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى اسأل عن اربع وذكر منها عن علمه ماذا عمل به. ولهذا تصحيح النية واصلاح مقصد بان يقصد طالب العلم بجلوسه في مجالس العلم ان يزكي نفسه وان يصلح قلبه وان تعظم عنايته بدينه وشرعه وان يزكو بهذه المجالس ويصلح ويجاهد نفسه على هذه النية. والنية تحتاج الى معالجة كما قال الاوزاعي رحمه الله ما عالجت شيئا اشد علي من نيته. وهذا الذي سنقرأه هو شمائل اكرم عباد الله وافظلهم صلوات الله وسلامه عليه فاذا اكرمك الله وانت تقرأ هذا الكتاب بنية صادقة وعزمة اكيدة على الاتباع له والاقتداء بهديه والتحلي بشمائله واوصافه واخلاقه وادابه عليه الصلاة والسلام فانك تفوز فوزا عظيما وتربح ربحا كبيرا. باقتداءك به صلوات الله وسلامه عليه. ولكي تكون من اهل هذه الخصال فجاهد نفسك على التحلي باداب نبيك واخلاقه عليه الصلاة والسلام وجاهد نفسك ان يكون قراءتك لهذا الكتاب بوابة تزيد حبك له وتوقيره وتعظيمه والاتباع له الاقتداء بهديه وان يكون اسوتك وقدوتك صلوات الله وسلامه عليه. نحن عندما ننظر في واقع كثير من لشبابنا الان لما تخلقوا بالاخلاق الهابطة والصفات السيئة سبب ذلك ان قراءتهم سير اناس هابطين ومطالعتهم لسير اناس هابطين له لكن لو قرأوا هذه السيرة العظيمة وزينوا اوقاتهم بمدارستها لكان لها الاثر العظيم المبارك على سلوكهم واخلاقهم وادابهم. ولهذا من من من الامر او من المهم في حياة المسلم ان ان يديم القراءة لسيرة النبي عليه الصلاة والسلام ولشمائله صفاته وسير اصحابه رضي الله عنهم كما قال القائل كرر علي حديثهم يا حادي فحديثهم يجلو الفؤاد الصاد. فاذا ادام الانسان القراءة والمطالعة والمذاكرة بنية بل والاتباع والاقتداء فانه باذن الله تبارك وتعالى يحصل خيرا عظيما ونرجو الله عز وجل ربنا الا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح وان يهدينا لاحسن الاداب لا يهدي لاحسنها الا هو. وان يصرف عنا سيئها لا يصرف لا يصرف عنا سيئها الا هو وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه غفور رحيم. جزاكم الله خيرا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك