بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الحافظ ابو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى يقول في كتابه شمائل النبي صلى الله عليه وسلم باب ما جاء في صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا انا حماد بن زيد عن ايوب عن عبدالله بن شقيق قال سألت عائشة رضي الله عنها عن صيام رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قالت كان يصوم حتى نقول قد صام ويفطر حتى نقول قد افطر قالت وما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا منذ قدم المدينة الا رمضان الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله رسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال المصنف الامام الترمذي رحمه الله تعالى في كتابه شمائل النبي صلى الله عليه وسلم باب ما جاء في صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه الترجمة عقدها رحمه الله الا لسوق الاحاديث الواردة عنه صلى الله عليه وسلم في بيان صومه سواء ما كان منه متكررا بتكرر الاسابيع كالصيام الاثنين والخميس او ما كان منه متكررا بتكرر الشهور وهو صيام ثلاثة ايام من كل شهر او ما كان منه متكررا بتكرر السنوات. ومنه صيام شهر رمضان. وهو افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده وهو ركن من اركان الاسلام. وكذلك صيام بعظ الايام صيام يوم عاشوراء ونحو ذلك من الايام التي تصام مرور بمر السنوات. فالمصنف رحمه الله تعالى عقد هذه الترجمة يعني صيام النبي صلى الله عليه وسلم. والصيام هنا يتناول ما كان منه فرضا وهو صيام ورمضان وما كان نفلا وهو بقية الصيام الذي يشرع صيامه تطوعا وتنفلا وطلبا لثواب الله سبحانه وتعالى وعظيم اجره وموعوده للصائمين الصوم اصله في اللغة الامساك ايا كان. فالامساك في اللغة يقال له صوم الامساك والمنع وحبس النفس هذا كله يقال له صوم. والصوم شرعي هو الامساك عن المفطرات. من طلوع الشمس الى غروب من طلوع الفجر الى غروب الشمس. من طلوع الفجر الى غروب الشمس والصيام هو في الحقيقة مدرسة تربوية ايمانية نتلقى فيه اهل الايمان العبر العظيمة والدروس البالغة. ولهذا قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فهو طاعة جليلة تغرس في القلوب تقوى الله. وتحيي في قوة الصلة بالله عز وجل. وتبعث في النفوس البعد عن الحرام. واتقاء الاثام واجتناب كل ما يسخط الله تبارك وتعالى ويغضبه. ولهذا فان الصوم جنة لصاحبه. اي وقاية له كما جاء بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يعود العبد على الكف والبعد عن كل ما يسخط الله سبحانه وتعالى. لان انه اذا وجد نفسه سلسة منقادة ممتثلة بالامتناع عن المفطرات ايام الصيام فان هذا يعطي النفس رياضة على البعد عن المحرمات طوال العمر ولهذا الصيام نوعان صوم عن المفطرات التي هي الطعام والشراب والشهوة الجماع وهذا فرض على العباد في نهار رمضان. فرض على العباد في نهار رمضان من طلوع الفجر الى غروب الشمس من في كل يوم من ايامه والنوع الثاني الصيام عن الحرام والبعد عن الاثام وهذا واجب في كل الاوقات. في الليل والنهار في جميع الاوقات. يجب على العبد ان يكون صائما عن كل ما يسخط الله سبحانه وتعالى. ولهذا فان كل جارحة من جوارح الانسان عليها صيام الاذن عليها صيام دائم مستمر. في كل الاوقات. وهو الصيام عن سماع كل محرم. اللسان عليه صيام وهو صيام دائم مستمر ان يصوم عن الاثام عن الكذب عن عن آآ عن الكذب عن الغيبة عن النميمة عن السخرية الى غير ذلك من افات اللسان العين عليها صيام وهو صيام دائم مستمر وهو الصيام عن النظر الى الحرام اليد عليها صيام وهو صيام دائم مستمر. وهو منعها من ان تمتد الى فعل الحرام او القدم عليه الصيام وهو صيام دائم مستمر بمنع القدم من المشي الى ما يسخط الله جل وعلا ويغضبه. الفرج عليه صيام. وهو صيام دائم مستمر بمنعه وكفه عن فعل الفاحشة والمحرم. فهذا النوع من الصيام دائم مستمر مع لا يكون في النهار ولا يكون في شهر رمضان فقط بل ومع العبد في كل ايامه وجميع لياليه والصيام الذي هو صيام شهر رمضان فريضة الله التي كتبها جل وعلا على بعده تدرب العبد وتمرن نفسه على القيام بالصيام الدائم المستمر على حواس كلها وجوارحه جميعها. ولهذا ينبغي على كل مسلم اكرمه الله سبحانه وتعالى بالصيام فرضا كان او نفلا ان يستفيد من صيامه وان يتعلم من هذه المدرسة المباركة البعد عن كل ما حرمه الله سبحانه وتعالى وعن كل ما يسخط الرب عز وجل فالصيام مدرسة تربوية ايمانية تربي على كل فضيلة وتعين العبد على كل خير وتحجزه باذن الله سبحانه وتعالى عن مقارفة الاثام جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فليتزوج فانه اغض للبصر واحفظ للفرج فان لم يستطع فعليه بالصيام انه له وجاء فعليه بالصيام فانه له وجاء. في الحديث الاخر قال الصيام جنة صيام جنة فينبغي ان يستفاد من هذه الجنة وان يستفاد من هذا الوزاء. وان يتربى المسلم في مدرسة الصيام دفعة في الخير ومحافظة على الطاعات وبعدا عن المحرمات والاثام. ولهذا ايضا جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. لانه لم يستفد فعلا من مدرسة الصيام. وما ربي علي من تقوى الله سبحانه وتعالى والبعد عما يسخطه ويغضبه سبحانه وتعالى. قال مصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وساق سنده الى ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن عبد الله ابن شقيق قال سألت عائشة رضي الله عنها صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا سؤال وجهه عبدالله ابن شقيق لام المؤمنين عائشة عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ماذا كان يصوم وما مدة الوقت الذي يصومه من الايام؟ هل كان يصوم كثيرا او قليلا؟ فقالت رضي الله عنها كان حتى نقول قد صام. كان يصوم اي يستمر صائما في الايام حتى قد صام يعني ان نقول يقول بعضنا لبعض او نقول لانفسنا ونحدث انفسنا بذلك كونوا قد صام اي مضى واستمر صائما ويفطر حتى نقول قد افطر. يفطر يعني يستمر اياما مفطرا حتى نقول فيمضي مفطرا فكان عليه الصلاة والسلام يصوم ويطيل ايام الصيام حتى يظن ويقول الصحابة في انفسهم او يقول بعضهم لبعض قد صام اي سيستمر صائما. من كثرة الايام التي صامها ويفطر ويستمر ايضا عليه الصلاة والسلام مفطرا حتى يظن انه يستمر على الافطار صلوات الله وسلامه عليه. قالت وما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا منذ قدم المدينة الا رمظان. لما اشارت في اول الحديث الى كثرة صيامه نبهت رضي الله عنها انه عليه الصلاة والسلام مع كثرة صيامه في بعض الشهور مثل المحرم ومثل شعبان فانه عليه الصلاة والسلام لم يصم شهرا تاما كاملا بتمامه الا رمضان فقط اما الشهور الاخرى التي يكثر من الصيام فيها مثل شعبان فانه عليه الصلاة والسلام لم يصمه كاملا لم يصمه كاملا وانما ترك منه بعض الايام صام جلة صام اكثره لكنه عليه الصلاة والسلام لم يصمه املا قالت وما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا منذ قدمت منذ قدم المدينة منذ قدم المدينة خصت هذا الوقت بالذكر منذ قدم المدينة لان هذا الوقت هو الذي كثرت فيه الاحكام وتتابعت بما في ذلك فريضة الصيام. رمظان لم يفرض الا بعد قدوم النبي عليه الصلاة والسلام الى المدينة في السنة الثانية من الهجرة. في السنة الثانية من الهجرة. فهي رضي الله عنها خصت هذا الوقت بالذكر قالت منذ قدم المدينة لان الاحكام توالت وتتابعت وتكاثرت بعد اقدمه صلوات الله وسلامه عليه المدينة. قالت الا رمضان الا رمضان اي رمضان يصومه عليه الصلاة والسلام كاملا وهو فريضة افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده وهو ركن من اركان الاسلام كما مر معنا في الاية الكريمة يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فهو فريضة كتبها الله سبحانه وتعالى على عباده. وفي الحديث حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة هو صوم رمضان وحج بيت الله الحرام. فصوم رمضان فريضة من فرائض الاسلام وركن من اركان الدين. اوجبه الله سبحانه وتعالى على عباده وكتبه عليهم. قالت الا رمظان اي الا رمظان فهو الشهر الوحيد الذي كان صلوات الله وسلامه عليه يصومه كاملا. اما بقية الشهور التي كان يكثر عليه الصلاة والسلام من من صيام لم يكن يصم شهرا منها كاملا. بل يصوم اكثر الشهر يصوم جله يترك منه اياما فلم يكن يصم عليه الصلاة والسلام شهرا كاملا الا شهر رمضان. قالت الا رمضان قالت الا رمضان وقيل ان هذا الشهر الكريم سمي بهذا الاسم سمي الاسم رمضان لانه يرمض الذنوب. اي يذيبها ويزيلها ويحرقها. وهذه من اثار الصيام وثماره العظيمة انه يكفر الذنوب. وقد قال عليه الصلاة والسلام من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. وقال عليه الصلاة والسلام رغم انف امرئ دخل رمظان ثم خرج ولم يغفر له. لانه موسم عظيم لغفران الذنوب وتكفير السيئات ورفعة الدرجات من النيران نعم. قال حدثنا علي ابن حجر قال حدثنا اسماعيل ابن جعفر عن حميد عن انس رضي الله عنه انه سئل عن صوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال كان يصوم من الشهر حتى نرى ان لا يريد ان يفطر منه ويفطر منه حتى نرى الا يريد ان يصوم منه شيئا. وكنت لا تشاء ان تراه من الليل مصليا الا رأيته الا رأيته مصليا ولا نائما الا رأيته نائما. ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث عن حميد عن انس رضي الله عنه انه سئل عن صوم النبي صلى الله الله عليه وسلم. وهذا سؤال وجه الى انس نظير السؤال الذي وجه لام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قيل عن صوم النبي صلى الله عليه وسلم. فقال كان يصوم من الشهر حتى نرى اي نظن ان لا يريد ان يفطر منه يصوم من الشهر يصوم من الشهر حتى نرى ان لا يريد ان يفطر منه. يعني يستمر صائما يبدأ شهر صائما ويستمر صائما حتى نظن انه سيتم الشهر كله صائما حتى نظن انه سيتم والشهر كله صائما. قال ويفطر منه يعني من السهر حتى نرى الا يريد ان يصوم منه شيئا حتى نرى الا يريد ان يصوم منه شيئا. فكان عليه الصلاة والسلام يصوم من من من الشهور اه اياما فيظن الصحابة رضي الله عنهم انه يستمر انه سيستمر صائما الى تمام الشهر ويفطر اياما حتى يظن الصحابة رضي الله عنهم انه يستمر مفطرا الى تمام الشهر. وهذا فيه اعتدال صيامه عليه الصلاة والسلام وفطرة فهو كما اخبر عليه الصلاة والسلام عن نفسه اصوم وافطر. لما قال قائل متقالا عبادة النبي صلى الله عليه وسلم اصوم الدهر كله قال اما انا اصوم وافطر اما انا اصوم وافطر فكان عليه الصلاة والسلام في صيامه وفطره صلى الله عليه وسلم اعتدال يصوم حتى يظن انه لا يفطر ويفطر حتى لا حتى يظن انه عليه الصلاة والسلام لا يصوم قال انس وكنت لا تشاء ان تراه من الليل مصليا الا رأيته مصليا ولا نائما الا رأيته نائما. فهذا معدود عند اهل العلم في باب السخاء في العلم في باب السخاء في العلم لان السؤال الذي وجه لانس رضي الله عنه انما هو عن صيام النبي عليه الصلاة والسلام فاعطاه على قدر سؤاله وزاده ايضا خيرا. وزاده خيرا. النبي عليه الصلاة والسلام سئل عن الوضوء بماء البحر. قال هو الطهور ماء هو الحل ميتته. والحل ميتته. الحل ميتته هذا زائد على السؤال الذي وجه اليه عليه الصلاة والسلام قال رضي الله عنه وكنت لا تشاء ان تراه من مصليا الا رأيته مصليا ولا نائما الا رأيته نائما. اي انه عليه الصلاة والسلام في لياليه لنومه ولصلاته حظ وهذا فيه اعتدال هديه وتوسطه صلوات الله وسلامه عليه ولما قال القائل اما انا اما انا اصلي ولا ارقد اصلي ولا ارقد؟ فقال عليه الصلاة والسلام وعليه الصلاة والسلام اما انا اصلي وارقد اه للياليه حظ من الصلاة ولياليه ايضا حظ من النوم صلوات الله وسلامه عليه. ولهذا يقول انس وكنت لا تشاء ان تراه من الليل مصليا الا رأيته مصليا ولا نائما الا رأيته نائما فهو عليه الصلاة والسلام يصلي ويرقد له من ليله آآ لصلاته من ليله حظ ولنومه ايضا من ليله حظ فهذا فيه اعتدال النبي صلوات الله وسلامه عليه. وجواب انس عن هذا السؤال هو نظير جواب ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها المتقدم في الحديث الذي قبله نعم قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا ابو داوود قال حدثنا شعبة عن ابي بشر قال سمعت سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يصوم حتى نقول ما يريد ان يفطر منه ويفطر حتى نقول ما يريد ان يصوم. وما صام شهرا كاملا منذ قدم المدينة الا رمضان ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو بمعنى حديث عائشة وحديث انس رضي الله عنهما قال ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول ما يريد ان يفطر منه. منه اي من الشهر. يصوم من الشهر يستمر صائما حتى نقول اي في انفسنا او نقول يعني نقول لبعضنا ما يريد ان يفطر منه كان النبي يصوم حتى نقول ما يريد ان يفطر منه يعني نظن انه سيستمر صائما الى تمام الشهر. ويفطر او حتى نقول ما يريد ان يصوم اي من الشهر. فهذا نظير ما اجابت به عائشة رضي الله عنها من الا عن صيام النبي وما اجاب به انس رضي الله عنه من سأله عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال وما شهرا كاملا منذ قدم المدينة الا رمظان. معنى ما صام شهرا كاملا اي متتابعا. يصوم ايامه كلها هذا لم يكن منه عليه الصلاة والسلام الا في شهر واحد وهو شهر رمظان نعم قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور عن سال ابن ابي الجعد عن ابي سلمة عن ام سلمة رضي الله عنها انها قالت ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين بعين الا شعبان ورمضان. قال ابو عيسى هذا اسناد صحيح. وهكذا قال عن ابي سلمة عن ام سلمة. وروى هذا الحديث غير واحد عن ابي سلمة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل ان يكون ابو سلمة ابن عبد الرحمن قد روى الحديث عن عائشة وام سلمة جميع عن النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. قال حدثنا هنات قال حدثنا عبده عن محمد ابن عمرو قال حدثنا ابو سلمة عن عائشة رضي الله عنها انها قالت لم ارى رسول الله صلى الله عليه يصوم في شهر اكثر من صيامه في شعبان. كان يصوم شعبان الا قليلا. بل كان يصوم كله. ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ام سلمة رضي الله عنها قالت ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين الا شعبان ورمضان ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين الا شعبان ورمضان وشعبان ورمضان شهر شهران متتاليين. يأتي شعبان ثم يأتي بعده رمضان. فتقول ام سلمة رضي الله عنها ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين الا شعبان ورمضان رمظان كاملا اه متتابعا في صيام ايامه هذا امر واظح وهو شهر شهر كتب الله سبحانه وتعالى صيامه على العباد. واما شعبان فان الذي ثبت عنه عليه الصلاة والسلام هو صيام اكثره. صيام اكثر الشهر لا صيامه كله. ولهذا فان قولها رضي الله عنه ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين الا شعبان ورمضان المراد بصيام شعبان اي صيام اكثر شعبان. صيام اكثر شعبان لا انه صام ايامه كلها بل يترك منه اليومين او الثلاثة لا يصومه كله. ويصح ان يقال يصح في اللغة ان يقال صامه كله ويقصد بذلك انه صامه جلة كما سيأتي عن بعض اهل العلم في تقرير ذلك. يصح ان يقال صامه كله مثلا يقول القائل صليت اه الليل كله ويكون قبل ذلك جلس مثلا لتناول طعام العشاء ثم صلى فهذا السائغ في اللغة فيحمل قولها رضي الله عنها ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين الا شعبان ورمضان اي ان اي ان شعبان يصوم عليه الصلاة والسلام اكثره يترك منه اليوم اليومين فيكون بمثابة اه انه صامه كله. مثابة انه صامه كله فهذا معنى قولها اه الله عنها ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين الا شعبان ورمضان. وقد مر معنا قريبا من حديث ام المؤمنين عائشة ومن حديث ابن عباس رضي الله عنه آآ ان آآ انه ما قال ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا منذ قدم المدينة الا رمظان ما صام شهرا كاملا منذ قدم المدينة الا رمضان فرمضان هو الشهر الوحيد الذي كان يصومه عليه الصلاة والسلام كاملا يعني يصوم جميع ايامه لكن شعبان كان يكثر عليه الصلاة والسلام من صيامه يترك منه اليوم اليومين الثلاثة لا يصومه كاملا فيحمل ما جاء من الاحاديث مثل حديث ام سلمة هذا على كثرة صيام النبي عليه الصلاة والسلام في شعبان بان يصوم جلة يصوم اكثر يترك منه اليوم اليومين الثلاثة هذا هو المراد بقولها رضي الله عنها اه يصوم شهرين متتابعين اه الا شعبان ورمضان. قال ابو عيسى الترمذي رحمه الله هذا اسناد صحيح. وهكذا قال عن ابي سلمة عن ام سلمة يعني هكذا جاء الحديث آآ عن ابي سلمة يرويه عن ام سلمة هكذا جاء الحديث في هذا الاسناد عن ابي سلمة يرويه عن ام سلمة وروى هذا الحديث غير واحد عن ابي سلمة عن عائشة عن ابي سلمة عن عائشة وابو سلمة ابن عبد الرحمن من اجل علماء التابعين رحمه الله يروي عن ام سلمة ويروي ايظا عن عائشة ولهذا نبه المصنف رحمه الله تعالى الى احتمال ان يكون رواه عن عنهما عن عائشة وعن ام سلمة معا قال وروى هذا الحديث غير واحد عن ابي سلمة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم ومحتمل ان يكون ابو سلمة ابن عبد الرحمن قد روى الحديث عن عائشة وام سلمة جميعا يحتمل ان يكون روى هذا الحديث عن ام سلمة عن عائشة جميعا رضي الله عنهما فهذا محتمل لانه ايضا هو ممن روى وعن عائشة وروى ايضا عن ام سلمة ثم ساق الحديث الذي يرويه ابي سلمة عن عائشة باسناده قال حدثنا هناد حدثنا عبدة عن محمد بن عمرو قال حدثنا ابو سلمة اي ابن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت لم رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر اكثر من صيامه في شعبان. لم ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر اكثر من صيامه في شعبان. كان يصوم شعبان الا قليلا كان يصوم شعبان الا قليلا قولها رضي الله عنها الا قليلا فيه التنصيص على ان لم يكن يرسم شعبان كله بجميع ايامه. بل يترك منها اليوم اليومين الثلاثة كما هو مستفاد من هذا الاستثناء الا قليلا قالت بل كان يصومه كله بل كان يصومه كله بل كان يصومه كله. الامام الترمذي رحمه الله تعالى اورد هذا الحديث في جامعه. رواه في جامعه ثم قال وروي عن ابن المبارك انه قال في هذا الحديث هو جائز في كلام العرب اذا صام اكثر الشهر ان يقال صام الشهر كله. قال ابن مبارك جائز في كلام العرب اذا اكثر الشهر ان يقال صام الشهر كله ويقال قام فلان ليله اجمعه قام فليله اجمع ولعله تعشى او اشتغل ببعض امره قال كان ابن مبارك قد رأى كلا الحديثين متفقين قد رأى كلا الحديثين متفقين يقول انما معنى حديث انه كان يصوم اكثر الشهر انما معنى الحديث انه يصوم اكثر الشهر. فاذا قولها يصومه كله هذا لا يخالف ما تقدم عنها عن عائشة رضي الله عنها انها قالت ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا منذ قدم المدينة الا رمظان. فاذا اذا اردنا التوفيق بين هنا كان يصومه كله وبين قولها المتقدم ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا منذ قدم الا رمضان فالتوفيق بما ذكره ابن المبارك رحمه الله فيما نقله الترمذي الا وهو ان الحديثين متفقين بحيث الحديث الاخير وهو قولها اه رضي الله عنها بل صامه كله المراد بكله اي كله اي ترى وهذا سائغ في لغة العرب كما وضح ذلك عبد الله ابن المبارك. ويوضح ذلك بشكل ادق رواية مسلم للحديث رواية مسلم للحديث نفسه جاء عند مسلم بلفظ كان يصوم شعبان كله عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يصوم شعبان كله ثم فقالت نعم كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان الا قليلا. هكذا جاء الحديث في صحيح مسلم كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان الا قليلا. فجاء الاستثناء بقولها الا قليلا بعد قولها كان يصوم شعبان كله. ولهذا قال النووي رحمه الله في التعليق على هذا الحديث قال الثاني مفسر للاول. الثاني مفسر للاول اي قولها ثانيا الا قليلا مفسر لقولها اولا كله. يصوم شعبان كله. فمرادها يصوم شعبان كله ما يفسره قولها ثانيا الا قليلا يصوم شعبان الا قليلا. خلاصة القول ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يصوم شعبان كاملا لم يصم شعبان كاملا وانما كان يصوم اكثر شعبان يترك منه اليومين او الثلاثة او نحو ذلك يصوم اكثر شعبان حتى وصف هذه الصفة يصومه كله وحتى وصف كما جاء في حديث ام يصوم الشهرين المتتابعين شعبان ورمضان مرادها بذلك اكثاره عليه الصلاة والسلام من الصيام في اه شهر شعبان بحيث يصوم اكثر ايام شهر شعبان فيصح ان يقال صامه كله فيحمل اذا قول عائشة رضي الله عنها بل كان يصومه كله على المبالغة. يحمل على المبالغة في الصيام والاكثار من الصيام في هذا اه الشهر وقلة ما كان يتركه عليه الصلاة والسلام من الايام في هذا الشهر فلا يصومه فهو يصوم اكثر الشهر لكن يترك منه اليوم واليومين. وفي ما يتعلق بالحكمة من صيام النبي عليه الصلاة والسلام لشعبان واكثاره من الصيام فيه وصيامه لجل هذا الشهر جاء ما يبين الحكمة من ذلك في حديث اسامة بن زيد في حديث اسامة بن زيد قال قلت يا رسول الله لم ارك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان لم ارك يقول اه اسامة بن زيد للنبي عليه الصلاة والسلام لم ارك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان. وهذا ايضا واضح ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن يصوم شعبان كله وانما يصوم اكثره كما هو واضح في كلام اسامة بن زيد. قال النبي عليه الصلاة والسلام ذلك شهر يغفل الناس عنه ذلك شهر يغفل الناس عنه بين بين رجب ورمضان وهو شهر يرفع فيه او ترفع فيه الاعمال الى رب العالمين فاحب ان يرفع عملي وانا صائم. فاحب ان يرفع عملي وانا صائم. قال فهو شهر يرفع او ترفع فيه الاعمال الى رب العالمين واحب ان يرفع عملي فيه وانا صائم. وسيأتي ايضا صيام النبي عليه الصلاة والسلام صيام النبي عليه الصلاة والسلام ليوم الاثنين والخميس وذكره ان الاعمال ترفع الى الله عز وجل في هذين اليومين. وجاء ايضا في حديث اخر ان اه عمل عمل الليل يرفع الى الله سبحانه وتعالى قبل عمل النهار يرفع اليه عمل الليل قبل النهار ويرفع اليه عمل النهار قبل عمل الليل. فرفع الاعمال الى الله متنوع ففيه رفع في كل يوم وليلة يرفع عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل وفيه رفع للاعمال في الاسبوع يتكرر في الاسبوع مرتين في يوم الاثنين وفي يوم الخميس وكان عليه الصلاة والسلام يحرص على صيام هذين اليومين اللذين ترفع فيهما الاعمال الى الله سبحانه وتعالى يرفع عمله الى الله عز وجل وهو قائل وترفع الاعمال الى الله في شهر شعبان ترفع الاعمال الى الله في شهر شعبان كما جاء في حديث اسامة بن زيد فكان يكثر عليه الصلاة والسلام من الصيام في شهر شعبان ليرفع عمله الى الله سبحانه وتعالى الصائم فاذا حديث اسامة ابن زيد رضي الله عنه فيه بيان للحكمة من اكثار النبي عليه الصلاة والسلام من الصيام في شهر شعبان. والحكمة التي لاجلها كان عليه الصلاة والسلام اكثروا من الصيام في شهر شعبان هي نفسها الحكمة التي لاجلها كان عليه الصلاة والسلام يواظب على صيام اثنين والخميس كما يأتي الحديث المبين لذلك عند المصنف رحمه الله تعالى نعم. قال حدثنا القاسم ابن دينار الكوفي قال حدثنا عبيد الله بن موسى وطلق بن غنام عن شيبان عن عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه يصوم من غرة كل شهر ثلاثة ايام. وقل ما كان يفطر يوم الجمعة. ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث في بيان صيام النبي عليه الصلاة والسلام حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من غرة كل شهر يصوم من غرة كل شهر غرة الشهر اوله وبدايته. قال كان يصوم من غرة كل شهر ثلاثة ايام ثلاثة ايام وقد جاء عن عليه الصلاة والسلام في احاديث كثيرة جدا الحث والترغيب على صيام ثلاثة ايام من كل شهر. وهذه الثلاثة الايام من كل شهر لا يظر ان تأتي في اوله او في وسطه او في اخره مجتمعة او متفرقة لا يظر ذلك المهم ان يصوم ثلاثة ايام من كل شهر. جاء عنه عليه الصلاة والسلام احاديث عديدة في هذا المعنى. منها ما مر معنا بالامس في وصية النبي عليه الصلاة والسلام لابي هريرة قال اوصاني خليلي بثلاث ان اوتر قبل ان انام وان اصلي هي ركعتين من الضحى وان اصوم ثلاثة ايام من كل شهر. وان اصوم ثلاثة ايام من كل شهر. ويصدق هذا الوصف على العبد اذا صامها من غرة الشهر اوله او صامها في وسط الشهر وهي ايام البيض وقد ورد فيها فضل مخصوص او صامها في اخر الشهر او صامها متفرقة في اوله او في اخره كل ذلكم يصدق عليه انه صام ثلاثة ايام من كل شهر. وجاء عنه عليه الصلاة والسلام انه قال في الحديث الصحيح صيام صيام شهر الصبر اي رمظان صيام شهر الصبر ثلاثة ايام من كل شهر صيام الدهر. صيام شهر الصبر. وصيام ثلاثة ايام من كل شهر صيام الدهر لماذا؟ لان الحسنة بعشر امثالها الحسنة بعشر امثالها. فاذا صام الانسان شهر رمظان وصام ثلاثة ايام من كل في شهر فالحسنة له بعشر امثالها فاذا صام ثلاثة ايام من كل شهر عدلت له الشهر كله واذا مضى على ذلك يصوم شهر رمضان ويصوم ثلاثة ايام من كل شهر يكون كأنما صام الدهر كله يكون وكانما صام الدهر كله. نظير هذا تماما قول نبينا عليه الصلاة والسلام اه من صام رمظان واتبع معه ستا من شوال فكأنما صام الدهر. فكأنما صام الدهر لان الحسنة بعشر امثالها. لان الحسنة بعشر امثالها فاذا صام شهر رمظان ثلاثين يوم في عشر هذه ثلاث مئة وستة ايام من في عصر بستين والسنة ثلاث مئة وستين يوما. فالذي يصوم رمظان وستة ايام من شوال كانه صام السنة كلها واذا مضى في سنواته على هذه الطريقة يكون كأنما صام الدهر كله قال رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من غرة كل شهر ثلاثة ايام يصوم من غرة كل شهر ثلاثة ايام من غرة الشهر اي من اوله وعرفنا ان اه اه آآ ان الصيام لهذه الايام الثلاثة من كل شهر سواء تصام في اوله او في وسطه او في اثنائه متفرقة او مجتمعة كل ذلكم تحصل به السنة وتحصل به الموافقة لهدي النبي عليه الصلاة والسلام. ومر معنا قريبا في وصف الصحابة رضي الله عنهم لصيام النبي عليه الصلاة والسلام انه يفطر حتى يظن انه لن يصوم. هذا يفيد انه احيانا يبدأ الشهور مفطرا. وبعض الشهور يبدأها صائما صلوات الله السلام عليكم فاذا قول ابن عبد الله ابن مسعود هنا كان يصوم من غرة كل شهر يحمل على بعض السور لان هذا يحصل في كل الشهور وانما يحمل على بعض الشهور كما يوضح ذلك الاحاديث المتقدمة وغيرها من الاحاديث الواردة في هذا الباب. ثم قال عبد الله وقل ما كان يفطر يوم الجمعة. وقل ما كان يفطر الجمعة اي انه كان يكثر من من صيامه. اي انه كان يكثر من صيامه قال وقل ما كان يفطر يوم الجمعة. وهذا ليس فيه انه آآ صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الجمعة مفردا. ليس فيه انه كان يصوم يوم الجمعة مفردا. فقول ابن مسعود قل ما اكان يفطر يوم الجمعة؟ ليس معنى هذا انه يفطر انه يصوم يوم الجمعة مفردا لانه صح عن صح عنه عليه الصلاة والسلام النهي عن افراد يوم الجمعة بالصيام. اما ان يصام يوما قبله او يصام يوما بعده. فحديث ابن مسعود هذا لا يفيد ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يفرد يوم الجمعة بالصيام. فاذا قوله قل ما كان يصوم قلما كان يفطر يوم الجمعة ان يكثر صيام يوم الجمعة لكن يحمل هذا على انه يصوم الخميس قبله او يصوم السبت بعده وقد جاء في صحيح مسلم وغيره عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لا تخصوا يوم الجمعة بالصيام لا تخص يوم الجمعة بصيام من بين الايام. اما ان يكون الا ان يكون في صوم يوم احدكم الا ان يكون في صوم يوم احدكم وجاء عنه ايضا الا ان تصوموا يوما قبله او يوما بعده نعم قال حدثنا ابو حفص عمرو بن علي قال حدثنا عبد الله ابن داوود عن ثور ابن يزيد عن خالد ابن معدان عن ربيعة الجرشي عن عائشة رضي الله عنها انها قالت كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يتحرى يوم الاثنين والخميس ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت كان نبيه صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس. يتحرى صوم الاثنين والخميس ان يحرص على صيام هذا اليومين والحكمة من ذلك تأتي في الحديث الذي بعده حديث ابي هريرة الا وهي ان انهما يوم ان تعرض فيهما الاعمال على الله سبحانه وتعالى فكان عليه الصلاة والسلام يحب ان يعرظ عمله على الله وهو صائم نعم. قال حدثنا محمد ابن يحيى قال حدثنا ابو عاصم عن محمد ابن رفاعة. عن سهيل ابن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال تعرض الاعمال يوم الاثنين والخميس فاحب ان يعرض عملي وانا صائم. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي هريرة اه رضي الله عنه في صيام النبي عليه الصلاة والسلام للاثنين والخميس. وهو بمعنى حديث عائشة المتقدم قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعرض الاعمال يوم الاثنين والخميس فاحب ان يعرض عملي وانا صائم فيه اه صيام النبي حرص النبي عليه الصلاة والسلام على صيام هذين اليومين وفيه ايضا بيان الحكمة التي لاجلها كان عليه الصلاة والسلام يحرص على صيام هذين اليومين. الا وهي ان الاعمال تعرض على على الله عز وجل في هذين اليومين. والمراد بعرض الاعمال في هذين اليومين ما تقدم بيانه وهو فيما يتعلق بالاسبوع عرظ الاعمال فيما يتعلق بكل اسبوع. فاعمال كل اسبوع تعرض في هذين اليومين يوم اثنين ويوم الخميس وهناك عرض للاعمال في اليوم والليلة ومر الاشارة يرفع اليها عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل. في السنة مر حديث اسامة ابن زيد ابن الاعمال تعرض على الله سبحانه وتعالى في شهر شعبان. فاذا هذا الحديث حديث ابي هريرة في توضيح الحكمة التي من اجل كان عليه الصلاة والسلام يصوم الاثنين والخميس. وجاء في حديث اخر فيه بيان حكمة في بيان حكمة اخرى لصيام يوم الاثنين. في بيان حكمة اخرى لصيام يوم الاثنين وهو قوله عليه الصلاة والسلام ذلك يوم ولدت فيه صلى الله عليه وسلم ذلك يوم ولدت فيه الى اخر الحديث فهذه ايضا حكمة اخرى لصيام يوم الاثنين بينها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الاخر. آآ الحديث الذي معنا حديث ابي هريرة في سنده محمد ابن رفاعة وهو مقبول ولكن للحديث شاهد من حديث اسامة بن زيد يتقوى به الحديث نعم قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا ابو احمد ومعاوية بن هشام قال سفيان عن منصور عن خيثمة عن عائشة رضي الله عنها انها قالت كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يصوم من الشهر السبت والاحد والاثنين. ومن الشهر الاخر الثلاثاء والاربعاء والخميس ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم من الشهر السبت والاحد والاثنين ومن الشهر الاخر الثلاثاء والاربعاء والخميس المراد انه عليه الصلاة والسلام كان يصوم ثلاثة ايام من كل شهر ثلاثة ايام من كل شهر واذا كانت هذه الايام ايام بيض فانها تختلف من شهر الى اخر يعني لو كانت في في في مثلا آآ في شهر توافق السبت والاحد والاثنين فانها في الشهر الاخر لا تكون كذلك. تتغير مرادها رضي الله عنها انه يصوم ثلاثة ايام من كل شهر وهذه الايام قد توافق في بعض الشهور السبت والاحد والاثنين وفي بعض الشهور توافق ثلاثاء الاربعاء والخميس وقولها رضي الله عنها السبت والاحد والاثنين فيه التنصيص على ان يصوم الاثنين اذا وافق صياما له عليه الصلاة والسلام اذا وافق صياما له عليه الصلاة والسلام فاذا وافق السبت ايام البيظ يصام اذا وافق يوم ايام البيض يصان اذا وافق يوم السبت يوم عرفة يصام اذا وافق يوم السبت يوم عاشوراء يصام اذا قام الانسان يوم الجمعة رغب ان يصوم يوم الجمعة فصام السبت بعده لئلا يفرد يوم الجمعة بصيام لا حرج عليه صوم يوما قبله او يوما بعده الذي هو يوم السبت. ولهذا الحديث الذي ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام في النهي من في النهي عن صيام يوم السبت الحديث الذي ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام في النهي عن صيام يوم السبت والتأكيد على النهي عن ذلك ولو ان يعض على اصل شجرة اه يحمل على قصده بالصيام يحمل على قصده بالصيام وتخصيصه بذلك. اما اذا وافق صياما للعبد مثل ما جاء هنا وافق صيام البيض او مثلا وافق صيام عاشوراء او وافق صيام الست من شوال او وافق صيام يوم عرفة او انه صام يوم الجمعة رغب ان يصوم يوم الجمعة فاتبعه بصيام يوم السبت صوموا يوما قبله او يوما بعده فلا حرج جعل عليه في ذلك. ولهذا قال ابن تيمية رحمه الله في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم وغيره من اهل العلم ان المراد بالحديث ان يقصد ان يقصد بالصيام. ان يقصد بالصيام. اما اذا وافق صياما للعبد فانه يصوم ولا حرج عليه في ذلك كما يوضح ذلك هذا الحديث وايضا كما يوضح ذلك حديث المتعلق بصيام يوم الجمعة صوموا يوما قبله او يوما بعده فلا حرج على العبد اذا وافق السبت صياما له كالبيض مثلا او كالست من شوال او كيوم عرفة او كيوم عاشوراء او نحو ذلك لا حرج عليه في صيام ذلك اليوم لانه لم يقصده ولم يخصصه صيام وهذا الحديث رواه الامام الترمذي رحمه الله تعالى في كتابه الجامع وقال عاقبه وروى عبدالرحمن بن مهدي هذا الحديث عن سفيان وروى عبدالرحمن بن مهدي هذا الحديث عن سفيان ولم يرفعه. وقال الحافظ في الفتح وهو اشبه. اي عدم رفع الحديث اشبه من رفعه والله تعالى اعلم نعم قال حدثنا ابو مصعب المديني عن مالك ابن انس عن ابي النظر عن ابي سلمة ابن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها انها فقالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر اكثر من صيامه في شعبان. ثم ورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها قالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر اكثم اكثر من صيامه في شعبان. وهذا يبين ما ما مر في حديث كهان متقدم وهو ان صيام شعبان لم يكن صياما ايام كلها بل كان عليه الصلاة والسلام يصوم اكثره لكنه يترك منها اليومين او الثلاثة او نحو ذلك نعم. قال حدثنا محمود ابن غيلان ان قال حدثنا ابو داوود قال حدثنا شعبة عن يزيد الرشق قال سمعت معاذة؟ قالت قلت لعائشة رضي الله عنها اكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة ايام من كل شهر؟ قالت نعم قلت من ايه كان يصوم؟ قالت كان لا يبالي من ايه صام؟ قال ابو عيسى ويزيد هو يزيد الضبعي البصري. وهو ثقة. روى عنه شعبة وعبد الوارث ابن سعيد. وحماد ابن زيد واسماعيل ابن ابراهيم وغير واحد من الائمة. وهو يزيد القاسم ويقال القسام. والرشك بلغة اهل البصرة هو القسام. ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ام المؤمنين عائشة. آآ رضي الله عنها ان معاذة سألتها اكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاث ايام من كل شهر؟ قالت نعم. قالت نعم. قلت من ايه كان يصوم من اي الشهر يصوم الثلاثة ايام؟ هل يصوم هل يصومها من اوله؟ او وسطه او اخره مجتمعة او متفرقة من ايه قالت كان لا يبالي من ايه صار. كان لا لا يبالي من ايه نصاب. وهذا واظح ان صيام الثلاث الايام المستحبة من كل شهر لا حرج على العبد في ان يصومها في اي وقت من الشهر اوله او اخره في وسطه لا حرج عليه في ذلك. ولهذا قالت عائشة لا يبالي من ايه صام. لا يبالي من اي صام. مر معنا في حديث ابن مسعود كان يصوم من غرة الشهر وجاءت احاديث في صيام البيض وهنا عائشة رضي الله عنها تقول لا بقى لي من اي عصام؟ فاذا الايام الثلاثة المستحبة المستحب صيامها من كل شهر لا لا لا غير ولا حرج في ان تصام مجتمعة في اول الشهر او في وسطه او في اخره او تصام متفرقة في في اوله في الوسطي في اخره لا حرج على على المسلم في ذلك كما قالت عائشة لا يبالي من ايه صام اي من اي وقت او من اي الشهر صام صلوات الله وسلامه عليه. وهذه الايام الثلاثة جاء في آآ في صيامها فضائل اشرت الى الحديث المتقدم من صام شهر الصبر وثلاثة ايام من كل شهر صيام شهر الصبر وثلاثة ايام من كل اه من كل شهر صوم الدهر. وقال ايضا فيما صح عنه عليه الصلاة والسلام اه صيام اه شهر الصبر وثلاثة ايام من كل شهر يذهبن وحر الصدر. يذهبن وحر الصدر يعني مفيدة فائدة تعظيمه في تنقية في تنقية النفس وتزكيتها وتطهيرها وراجع الى المعنى الذي بدأنا فيه اولا وهو ان الصيام تزكية تحقيق لتقوى الله سبحانه وتعالى وجنة للعبد ووجاء له. نعم ثم قال رحمه الله ويزيد الرسك ويزيد الرشك هو يزيد الضبع البصري وهو ثقة هنا عرف رحمه الله تعالى بيزيد الرسك. ويزيد هذا تقدم معنا في الحديث رقم مئتين وثمان ثمانين بالاسناد هذا نفسه محمود ابن غيلان حدثنا ابو داوود عن شعبة عن يزيد الرشق قال سمعت معاذا الاسناد نفسه تقدم معنا برقم مئتين وثمانين لكن السؤال هناك كان عن صلاة الضحى سؤال معادى عن صلاة الضحى وسؤالها هنا عن صيام النبي عليه الصلاة والسلام. وحق هذه الترجمة الترجمة ان تكون مقدمة في الموضع الاول حقها ان تكون مقدمة في الموضع الاول. وقد يكون الترمذي رحمه الله له مقصد في تأخيرها لهذا الموضع في توثيقه ليزيد ليزيد فقد يكون له غرظ في تأخيرها في في هذا الموضع قال ويزيد الريسك ويزيد الضبع البصري ووثقه روى عنه شعبة وعبد الوارث ابن سعيد وحماد ابن زيد واسماعيل ابن ابراهيم وغير واحد من الائمة. وهو يزيد القاسم ويقال القسام. ويزيد القاسم ويقال القسام قيل ان انه كان يعمل في قسم الدور قيل انه كان يعمل في قسم الدون هذا يقال له القاسم ويقال له القسام ويقال له الريسك. وهي بلغة اهل البصرة القسام. وهي بلغة اهل البصرة القسام فالرزق لقب له ما كان يعرف عنه من قسم الدور فلقب بذلك يزيد نعم. قال حدثنا هارون بن اسحاق الهمداني قال حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت كان عاشوراء يوما تصومه قريش في وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه. فلما قدم المدينة صامه وامر بصيامه فلما افترض رمضان كان رمضان هو الفريضة وترك عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث في صيام النبي عليه الصلاة والسلام وهو يتعلق بصيام يوم عاشوراء ويوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم وصيام هذا اليوم هو صيام شكر لله سبحانه وتعالى لانه اليوم الذي نجى الله سبحانه فيه اه موسى وقومه واهلك فيه فرعون وقومه. فصامه موسى عليه السلام شكرا لله سبحانه وتعالى وصامه النبي عليه الصلاة والسلام والمؤمنون شكرا لله عز وجل وقد قال عليه الصلاة والسلام نحن احق بموسى منهم اي من اليهود. فكان عليه الصلاة والسلام يصوم هذا اليوم وامر بصيامه شكرا لله سبحانه وتعالى. اورد المصنف رحمه الله هنا حديث عائشة قالت كان عاشوراء يوما تصومه قريش عاشوراء يوما تصوم قريش في الجاهلية. ولعل يعني صيام قريش اه له في جاهلية من الامور التي بقيت عندهم اه مما لما يتغير ولم يتبدل من دين ابراهيم فكانوا تقومونه في الجاهلية. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة يعني استمر على صيامه فلما قدم المدينة صامه وامر بصيامه لما قدم المدينة صام وامر بصيامه. وفي رواية للحديث في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما توضيح لهذا الامر توضيح لصيام النبي عليه الصلاة والسلام لهذا اليوم عند مقدمه للمدينة من حديث ابن عباس قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء. فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال ما هذا قالوا هذا يوم صالح هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني اسرائيل من عدوهم فصار موسى فقال النبي صلى الله عليه وسلم انا احق بموسى منكم فصامه وامر بصيامه فصامه عليه الصلاة والسلام وامر بصيامه. هذا يوضح ما جاء هنا في حديث عائشة. قالت فلما قدم المدينة صامه وامره صيانة لما قدم المدينة صامه وامر بصيامه. وقولها اه امر بصيامه يفهم منه ان الامر بصيام يوم عاشوراء في بدء الامر كان على سبيل الاجابة اول ما قدم المدينة عليه الصلاة سلام وصام عاشوراء امر المؤمنين بصيامه على سبيل الايجاب. على سبيل الايجاب. قال فلما قدم المدينة صامه وامر بصيامه. فلما افترض رمظان كان رمظان هو الفريظة. كان رمظان هو الفريظة وترك تعاشورا ترك عاشوراء اي على سبيل الايجاد. ترك عاشوراء اي على سبيل الايجاب فهذا يفهم من ان صيام عاشوراء قبل فرض صيام رمضان ومن المعلوم ان رمضان فرض في السنة الثانية من الهجرة فكان صيام عاشوراء اي في السنة الاولى من الهجرة واجبا. فلما افترظ صيام آآ رمظان لما افترظ صيام رمظان اه اه صار صيام عاشوراء صياما اه ليس بواجبا وانما هو صيام مستحب. واه يكون الصحابة ادركوا من صيام عاشوراء على سبيل الايجاب كم مرة؟ السنة الاولى الاول من السنة الاولى للهجرة والسنة الثانية ايظا من الهجرة ثم في السنة الثانية فرظ رمظان فيكونون صاموا رمظان صاموا عاشوراء على سبيل الايجاب مرتين مرة في السنة الاولى من الهجرة ومرة في السنة الثانية من الهجرة ثم بعد ذلك في السنة الثانية من الهجرة في الشهر آآ التاسع الذي هو شهر رمظان كان رمظان قد فرظ على الناس صيامه كصيام عاشوراء. ومعنى ترك اي على سبيل الايجاب. وبقي صيامه مستحبا. ولهذا ماذا قالت وترك عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه. فهو صيام مستحب داخل في جملة صيام التطوع وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال صيام يوم عاشوراء احتسب عند الله ان يكفر السنة التي قبله. صيام يوم عاشوراء احتسبوا عند الله ان يكفر السنة التي قبله صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال لئن بقيت الى قابل لاصومن التاسع والعاشر. والمراد بذلك مخالفة اليهود. مخالفة اليهود فكانوا يصومون عاشوراء وهو عليه الصلاة والسلام والمؤمنون احق بموسى منهم زاد مخالفة لليهود ولهذا قال لئن بقيت الى اه التاسع لاصومن بقيت الى قابل لاصومن التاسع والعاشر اي من اجل المخالفة. ولهذا يستحب المسلم في شهر الله المحرم ان يصوم اليوم التاسع والعاشر العاشر ادراكا لفضيلته والتاسع من اجل مخالفة آآ مخالفة اليهود. ثم ان من الامور التي قدرها الله سبحانه وتعالى وقظاها في ذلك اليوم ان الحسين اه رظي الله عنه وارضاه وهو واخيه الحسن سيد شباب اهل الجنة ولهما من الفضل والمكانة والمحبة في قلوب المؤمنين امر لا يخفى قدر الله سبحانه وتعالى ان يقتل في يوم عاشوراء ظلما قدر الله عز وجل ان يقتل في يوم عاشوراء ظلما. فترتب على على قتله في ذلك اليوم نشأة بدعتين ترتب على قتله في هذا اليوم نشأت بدعتين آآ لا اصل لهما ولا اساس. لا اصل لهما اساسه اخذت باصحاب هذين اصحاب هاتين البدعتين ماخذا بعيدا عن السنة المطلوبة من كل مسلم في يوم عاشوراء وهو صيامه شكرا لله سبحانه وتعالى. وهذا من القدر العجيب. يعني قدر الله سبحانه وتعالى ان يقتل الحسين ظلما في يوم عاشوراء ثم نشأ عن على اثر ذلك في الناس بدعتين بدعة اتخذوا يوم عاشوراء مع تكرر السنوات يوم مناحة وبكاء يوم مناحة وبكاء على قتل الحسين ظلما. فيجتمعون اه في اه يوم عاشوراء على النياحة. يستمعون على يوم عاشوراء على النياحة ولطم الوجوه وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية. وقد قال عليه الصلاة والسلام النائحة اذا لم وهذا يشمل ايضا النائح النائحة اذا لم تتب يؤتى يؤتى يؤتى بها يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرء من جرب حال الميت لا اصل لها في في دين الله وهي محرمة وباطلة وفيها الوعيد الشديد. على من فعل ذلك. فنشأت بدعة النياح اه تتكرر في كل يوم عاشوراء من كل سنة على قتل الحسين ظلما واخرون قابلوا بدعة هؤلاء ببدعة اخرى في يوم عاشوراء قابلوا بدعة هؤلاء ببدعة اخرى في يوم عاشوراء وهي التوسعة على الاولاد ووضع الحلوى والطعام والحنة واشياء من هذا القبيل في مقابل بدعته النياحة تباطل هذا باطل. هذا باطل وهذا باطل. هذا لا اصل له وهذا لا اصل له. وكل ذلك ليس من شرع الله سبحانه وتعالى ولا من دينه والمشروع في يوم عاشوراء ما كان يفعله نبينا عليه الصلاة والسلام وما كان يفعله ابه وما كان يفعله الحسين وعلي وعموم الصحابة اجمعين وهو صيام هذا اليوم شكرا لله صيام هذا اليوم شكرا لله سبحانه وتعالى لكن تبدلت الامور بسبب الجهل بدين الله تبارك وتعالى وركوب البدع والاهواء والضلالات التي ما انزل الله سبحانه وتعالى بها من سلطان. ثمان النعمة التي حصلت في هذا اليوم يوم عاشوراء نعمة عظيمة جدا لمن يتفكر وهي انه في هذا اليوم الواحد في هذا اليوم الواحد يوم عاشوراء اهلك الله سبحانه وتعالى فرعون بجنوده وعتاده وقوته في لحظة واحدة هلاك نفس واحدة في قصة عجيبة جاء بيانها في مواضع من القرآن لما انطلق موسى ومعه قومه في قلة من العدد والعتاد ادركهم فرعون بجنوده وقوته وعتاده عند البحر. فلما جمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون. قال كلا ان معي ربي سيهدين. تأمل هذه الاية العجيبة وتفكر في هذه الاية العجيبة. موسى عليه السلام البحر امامه. والعدو من ورائه بعتاده وجيوشه سلاحه والقوم الذين معه يرون البحر امامهم لا يستطيعون خوضه. والعدو وصل اليهم بهذه الجيش الذي لا طاقة لهم فقالوا لموسى انا لمدركون. فقال عليه السلام بثقة وتوكل تام على الله كلا ان معي ربي سيهدين. ولسان حال هؤلاء يقول البحر امامنا والعدو وصل الينا فيقول موسى بكل ثقة كلا ان معي ربي سيهدين. ثم يأمر رب العالمين موسى ان يضرب البحر بعصاه في يده امره الله سبحانه وتعالى ان يضرب بها في البحر. فلما ضرب بها البحر في نفس اللحظة التي ضرب بها موسى البحر انفرى انفلق البحر الى فلق عديدة كل فرق منها كالطود العظيم يعني كالجبل الشامخ هذي اية عجيبة للمتفكر. اصبحت ارظ البحر يابسة في نفس اللحظة. اصبحت الارظ يبسا والماء اصبح واقفا وقوف الجبال. ماء واقف وقوف الجبال كالطود يعني كالجبل فاصبحت الماء اصبح الماء السيال واقفا وقوف الجبال. واقفا وقوف الجبال. واصبح الارض الوحل التي كان عليها الماء في اللحظة نفسها ارضا يابسا. والماء واقف على جنبتي موسى وقومه ودخلوا في في هذه الارض اليابسة. دخلوا في في هذه الارض اليابسة. وعلى يمينهم ماذا؟ جبال من الماء وعلى يسارهم جبال من الماء والارظ التي يمشون فيها يابسة وانت تعلم ان ماء الوادي او ماء البحر اذا نزح تبقى الارض وحل. ولا تيبس الا بعد وقت لكنها يبست في نفس اللحظة. فكان عليه السلام وقومه يمشون في هذه الارض اليبس وعلى يمينهم وشمالهم جبال الماء. ثم وصل فرعون ثم وصل فرعون وانطلق في اثر موسى هو وقومه. فلما تكامل موسى وقومه خروجا من الجهة وتكامل فرعون وقومه دخولا في اه في البحر تكاملوا دخولا اطبق الله عز عز وجل عليهم الماء وماتوا موتى نفس واحدة. ماتوا موت نفس واحدة. يلتفت وموسى الى البحر واذا به مطبق على العدو الذي آآ اقدم بجيشه العرمرم وعتاده الكثير واذا به يهلك هلاك نفس واحدة. هذي نعمة عظيمة جدا. فموسى عليه السلام من ذاك كان يصوم يوم عاشوراء شكر لله. صيامه شكر. ونبينا عليه الصلاة والسلام كان يصومه شكرا لله. جل وعلا فيستحق لكل مسلم من كل سنة عندما يأتي هذا اليوم يوم عاشوراء ان يصوم شكرا لله ان يصومه شكرا لله سبحانه وتعالى وان يصوم معه التاسع مخالفة اليهود كما ما وجه الى ذلك وارشد نبينا صلوات الله وسلامه عليه. نعم. قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا الرحمن ابن مهدي قال حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال سألت عائشة رضي الله عنها اكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص شيئا من الايام قالت كان عمله ديمة وايكم ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيق. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث وكذلك كالاحاديث التي بعده وهي ليست مختصة بالصيام الذي هو موضع موضع الترجمة. لكن المصنف رحمه الله اورده لان الصيام يدخل في عموم ذلك. اورده لان الصيام يدخل في عموم عموم ذلك. فهذا الحديث ليس من الاحاديث المختصة بالصيام لكن الصيام داخل في عموم ذلك. ولعلنا نرجئ الكلام على هذا الحديث حديث ام المؤمنين عائشة والاحاديث التي بعده الى لقاء الغد باذن الله تبارك وتعالى والله تعالى اعلم ونسأل الله عز وجل ان يتقبل منا جميعا اه صالح اعمالنا وان يسددنا جميعا وان يوفقنا لصالح الاعمال شديد الاقوال وان يصلح لنا ديننا الذي وعصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا. واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وازواجنا وذرياتنا واموالنا واوقاتنا واجعلنا مباركين اينما كنا اللهم اعنا على صيام شهر رمضان وقيامه على الوجه الذي يرظيه. اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار. اللهم اصلح لنا كلها اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين اليك واهين اليك منيبين لك مخبتين لك مطيعين اللهم قبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم واغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك انت الغفور الرحيم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك