بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول الامام الحافظ ابو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى في كتابه مائل النبي صلى الله عليه وسلم قال باب بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدث انا سويد بن نصر قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن حماد بن سلمة عن ثابت عن مطرف عن مطرف وهو ابن عبد الله ابن الشخير عن ابيه رضي الله عنه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو صل ولجوفه ازيز كازيز المرجل من البكاء. كازيز كازيز المرجل من البكاء. المرء المرجل من البكاء. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده رسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال المصنف الامام والترمذي رحمه الله تعالى في كتابه شمائل النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله تعالى باب بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى لبيان رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو عليه الصلاة والسلام كان اعبد الناس لله عز وجل واكثرهم لله عز وجل خشية. وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال ان اتقاكم واخشاكم لله انا. فهو عليه الصلاة والسلام اتقى الناس لله واعرف الناس بالله واكثر الناس خضوعا وعبادة لله عز وجل واشد الناس خشية لله عز وجل ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يكون منه البكاء في مواضع ذكر النبي اه ذكر المصنف رحمه الله تعالى جملة منها. فكان عليه الصلاة والسلام يبكي للسماع اه مواضع من كتاب الله يبكي في قيام الليل يبكي عند بعض الاحوال والحوادث المؤلمة او المحزنة كل ذلكم كان يحصل اؤمنوا عليه الصلاة والسلام وذلك عائد لكمال خشوعه ورقة قلبه عليه الصلاة والسلام ورأفته كل ذلكم آآ من وراء كونه عليه الصلاة والسلام يحصل منه البكاء. يحصل منه البكاء. والبكاء الذي يكون منه صلوات الله وسلامه عليه الى امور هي سبب لبكائه عليه الصلاة والسلام وسيأتي نماذج منها عند المصنف رحمه الله تعالى لكن بين يدي كلام المصنف اقرأ عليكم كلاما للعلامة ابن القيم رحمه الله جل وعلا في كتابه زاد المعاد. ذكر فيها ذكر فيه هدي النبي. عليه الصلاة والسلام في البكاء والاسباب التي كان لاجلها يحصل منه صلوات الله وسلامه عليه البكاء. قال اما بكاؤه صلى الله عليه وسلم فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق. يعني لم يكن بكاء النبي عليه الصلاة والسلام بكاء بشهيق. بعض الناس اذا بكى يحصل له عند بكائه شهيق. صوت عال يشاهق وهو يبكي. فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يكن في بكائه شيء من ذلك. ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله فكان بكاؤه من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت. كما ان كما انه لم يكن ضحكه بالقهقهة كما انه لم يكن ضحكه عليه الصلاة والسلام لما كان يضحك ما كان يرفع الصوت العالي في الضحك ذلك البكاء لم يكن بصوت وشهيق. وهذا فيه ان بكاءه عليه الصلاة والسلام فيه اعتدال كما ان ضحكه عليه الصلاة والسلام فيه اعتدال. وهدمه في كل الامور وسط. لم يكن عليه الصلاة والسلام لا يتأثر ولا يبكي للامور التي تؤلم وتبكي لم يكن كذلك. ولم يكن ايضا اذا بكى عليه الصلاة والسلام شهيق او بصوت عال بل كان هديه عليه الصلاة والسلام قواما بين ذلك. قال ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهمل يعني ينزل منهما الدمع ويسمع لصدره ازيز وهذا سيأتي في الحديث الاول الذي ساقه المصنف وكان بكاؤه تارة رحمة للميت. وتارة خوفا على امته وشفقة عليها. وتارة من خشية الله. وتارة عند سماع القرآن. وهو بكاء جاءوا اشتياق ومحبة واجلال مصاحب للخوف والخشية. ولما مات ابنه ابراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له وقال تدمع العين ويحزن القلب ولا قولوا الا ما يرضي ربنا. وانا بك يا ابراهيم لمحزونون. وبكى لما شاهد احدى بناته ونفسها تفيض. اي تخرج. وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود رضي الله عنه سورة وانتهى فيها الى قوله تعالى فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا على هؤلاء شهيدا. وبكى لما مات عثمان بن مظعون. وبكى لما كسفت الشمس. وصلى الكسوف وجعل يبكي في صلاته وجعل ينفخ. ويقول ربي الم تعدني الا تعذبني وهم وانا فيهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك وبكى. ونحن نستغفرك وبكى لما جلس على احدى بناته وكان يبكي احيانا في صلاة الليل. فهذه خلاصة اوردها ابن القيم رحمه الله تعالى في بيان بكاء النبي صلى الله عليه وسلم. وكل ما ذكره رحمه الله تعالى سيأتي الدليل عليه مما ساقه المصنف رحمه الله تعالى في هذه الترجمة. اورد المصنف رحمه الله تعالى اول ما اورد في هذه الترجمة حديث عبدالله ابن الشخير رضي الله عنه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي عنده عليه الصلاة والسلام وحظرت وكان قائما يصلي صلوات الله وسلامه عليه قال ولجوفه اي صدره ازيز كازيز المرجل من البكاء. لصدره صوت. لصدره صوت صوت ازيز قال ولجوفه ازيز كازيز المرجل. والمرجل هو القدر من النحاس وقيل سمي مرجلا لانه اذا نصب كانه اذا نصب ووضع على النار ورفع عليها كان له كأن له قدمان كأن له رجلان. ولهذا يقال له يقال له مرجل. المراد بالمرجل القدر من النحاس الذي وضع على النار وبدأ يغلي. وبدأ فيسمع لصوت القدر وهو يغلي صوت والصوت هذا يقال له ازيز. صوت الغليان غليان القدر على على النار يكون له صوت يقال له ازيز. فيقول عبد الله بن الشخير رضي الله عنه ولجوفه ازيز كازيز المرجل من البكاء كازيز المرجل من البكاء فهذا الصوت الذي يسمع صدره عليه الصلاة والسلام هو بكاء خشية لله سبحانه وتعالى وايضا كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى بكاء شوق ومحبة اشتياق الى الله عز وجل ومحبة وايضا في الوقت نفسه خشية وخوف من الله سبحانه وتعالى. انهم كانوا يدعوننا رغبا ورهبا. وكانوا لنا خاشعين انهم كانوا يدعون يدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعون نارا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. وقال جل وعلا في وصف عباده المؤمنين اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته. ويخافون عذابه. فباعثوا البكاء عند تلاوة القرآن الشوق الى لقاء الله عز وجل ومحبة الله وخشية الله سبحانه وتعالى. قال وهو ولجوفه ازيز كازيز المرجل من البكاء. اي من بكائه صلى الله عليه وسلم. نعم قال حدثنا محمود ابن غيلان قال حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن الاعمش عن ابراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي فقلت يا رسول الله اقرأ عليك وعليك انزل قال اني احب ان اسمعه من غيري صورة النساء حتى بلغت وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. قال فرأيت عيني النبي صلى الله عليه وسلم تهملان ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي. اقرأ علي اي اقرأ علي من القرآن ايات من القرآن فقلت يا رسول الله اقرأ عليك وعليك انزل اقرأ عليك وعليك انزل فقال عليه الصلاة والسلام اني احب ان اسمعه من غيري. اني احب ان اسمعه من غيري. وهو عليه الصلاة والسلام سمع القرآن من جبريل صلوات الله وسلامه عليه وسمعه من بعض اصحابه رضي الله عنهم قال اني احب وان اسمعه من غيري. تأثر الانسان بالقرآن احيانا يكون بتلاوته للقرآن وترتيله له. واحيانا يكون بسماعه من غيره ممن يتلو القرآن خاشعا بصوت طيب مؤثر ولهذا تدبر القرآن يحصل بالتلاوة ويحصل بالسماع تدبر القرآن والتأثر بالقرآن الكريم يحصل بالتلاوة لكلام الله عز وجل ويحصل ايضا بسماع كلام الله سبحانه وتعالى قال اني احب ان اسمعه من غيري. وقد جاء في رواية للحديث في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له ذلك وعلى المنبر. قال له ذلك وهو على المنبر. قال اني احب ان اسمعه من قال فقرأت سورة النساء هكذا قال ابن مسعود قرأت سورة النساء وهذا يستفاد منه انه ليس هناك كراهة ان تقول سورة النساء او تقول سورة البقرة لا كراهة في ذلك. ولا حاجة ان يقال السورة التي يذكر فيها النساء او الشورى التي يذكر فيها او تذكر فيها البقرة. بل تقول سورة البقرة وسورة النساء ولا حرج في ذلك ولا كما قال ذلك هنا عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال حتى بلغت وجئت وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. جئنا بك اي ايها الرسول صلوات وسلامه عليه فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد؟ والله عز وجل جعل على كل امة من الامم شهيد وهم نبي الذي بعث بهم وهو النبي الذي بعث فيهم وهذا من كمال عدل الله سبحانه وتعالى ان كل امة من الامم عليهم يوم القيامة نبيهم. بالخير الذي كانوا فيه او الشر الذي كانوا عليه. يشهد عليهم بهذا او بهذا بما كانوا عليه من خير او قال فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك اي ايها النبي صلوات الله وسلامه عليه على هؤلاء اي داعي على امتك على هؤلاء شهيدا اي على امتك. فلما وصل الى هذا الموضع لما وصل عبد الله بن مسعود في قراءته الى هذا الموضع يقول فرأيت عيني النبي صلى الله عليه وسلم تهملا رأيت عيني النبي صلى الله عليه وسلم تهملان اي تسيلان من الدموع تنزل من عينيه صلوات الله وسلامه عليه الدموع قال فرأيت عينيه عيني النبي صلى الله عليه وسلم تهملان هذا الموضع بكى فيه عليه الصلاة والسلام في سماعه للقرآن والموضع الاول بكى فيه عليه الصلاة والسلام وهو يتلو القرآن نعم قال رحمه الله حدثنا قتيبة قال حدثنا جرير قال عن عطاء ابن الشائب عن ابيه عن عبدالله بن عمرو قال لانكسفت الشمس يوما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حتى لم يكد يركع ثم ركع فلم يكد يرفع رأسه ثم رفع فلم يكد ان يسجد ثم فلم يكد ان يرفع رأسه فجعل ينفخ ويبكي. ويقول ربي الم تعدني الا تعذبهم وانا فيهم ربي الم تعدني الا تعذبهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك فلما صلى ركعتين انجلت الشمس فقام فحمد الله تعالى واثنى عليه ثم قال ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته. فاذا انكسفا فافزعوا الى ذكر الله تعالى ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث في بكاء النبي عليه الصلاة والسلام حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. قال انكسفت الشمس يوما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. انكساف الشمس المراد به ذهاب ضوئها. المراد به ذهاب ضوء الشمس سواء كاملا او بعضه فهذا يقال له كسوف يقال له كسوف بان يذهب ضوء الشمس كاملا تظلم الدنيا تماما او يذهب بعض ضوء الشمس جزء منها اما الربع او اقل من ذلك او اكثر هذا يقال له كسوف والشمس في حياته عليه الصلاة والسلام كسفت مرة واحدة. كسفت مرة واحدة صلوات الله وسلامه عليه في السنة العاشرة من الهجرة. في السنة العاشرة من الهجرة. وافق ذلك الوقت ان آآ توفي ابراهيم ابن النبي صلوات الله وسلامه عليه ورضي الله عنه توفي ابراهيم في ذلك الوقت. وكان من عقيدة اهل الجاهلية وظنهم ان الشمس والقمر يقصفان لموت عظيم او لحياة عظيم ان الشمس والقمر يكسفان اما لموت عظيم او لحياة عظيم. كانوا يعتقدون ذلك انها اذا كسبت فهذا دليل على انه في ذلك اليوم يموت عظيم او يولد عظيم فكان وافق كسوف الشمس وفاة ابراهيم رضي الله عنه ابن النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب الناس عليه الصلاة والسلام بهذه المناسبة بين ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله لا لموت احد ولا لحياته. لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته وانما هما ايتان من ايات الله سبحانه وتعالى يخوف بهما عباده. اما موت عظيم او وفاة عظيم فهذا لا علاقة له البت بكسوف الشمس وخسوف القمر لا علاقة لهم البتة بذلك وما كان يعتقده اهل الجاهلية من الربط بين هذه الاية وبين وفاة عظيم او حياة عظيم هذا امر لا اصل له ولا اساس. قال انكسفت الشمس يوما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي. جاء في بعض الروايات انه امر من ينادي الصلاة جامعة واجتمع الناس في المسجد وجاء في بعض الروايات انه خرج فزعا كانما الساعة صلوات الله وسلامه عليه خرج يجر درعه فزعا كأنما قامت الساعة. وامر مناديا ينادي الصلاة جامعة سمع الناس للصلاة وامهم صلى الله عليه وسلم وصلى بهم صلاة الكسوف قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حتى لم يكد يركع. حتى لم يكد يركع. يعني يقرأ طويلا قام عليه الصلاة والسلام يقرأ طويلا اطال القراءة حتى لم يكد يركع. يعني من طول القراءة حتى لم يكد قد يركع ثم ركع فلم يكد يرفع رأسه يعني اطال ايضا الركوع صلوات الله وسلامه عليه ثم رفع اي الاعتدال بعد الركوع فلم يكد ان يسجد اي اطال القيام بعد الركوع ثم سجد فلم يكد ان يرفع رأسه. فلم يكد ان يرفع رأسه. هكذا ذكرت صفة الصلاة في هذه الرواية ان اه ان الصلاة صلاة الكسوف كانت كالصلاة المعتادة. ركعتين يطيل فيهما القراءة ويجهر فيهما بالقراءة هكذا جاءت صفة صلاة الكسوف في هذه الرواية. لكن المحفوظ في صفة صلاة الكسوف ان الركعة بركوعين ان الركعة بركوعين كما في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر وغيره من ركع بركوعين وعليه فان الذي ذكر هنا كما بين اهل العلم شاة والمحفوظ من اه فعله عليه الصلاة والسلام في صلاته للكسوف انه صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين كل ركعة هو عيب بمعنى انه يقوم يكبر تكبيرة الاحرام ويقرأ الفاتحة ثم يقرأ ما تيسر ويطيل القراءة ثم يركع. ويطيل الركوع ثم يرفع ويقرأ الفاتحة بدل ان يقول ربنا ولك الحمد يقرأ الفاتحة ثم يقرأ ايضا ما تيسر بعد ذلك ويطيل ثم يركع ثم يرفع ثم يسجد. فتكون صفة صلاة الكسوف المحفوظة عنه صلى الله عليه وسلم ركعتان كل ركعة بركوعين. ركعتان كل ركعة بركوعين. وهذه الصفة بها صلاة الكسوف هذه الصفة اختصت بها صلاة الكسوف. والرواية التي ساقها المصنف هنا ليس فيها الا ركوع واحد ليس فيها الا ركوع واحد في الركعة الواحدة ركوع واحد وهذا شاذ كما بين اهل العلم والمحفوظ عنه صلوات الله وسلامه عليه كما جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر وغيره ان كل ركعة بركوعين ان كل ركعة ركوعين هذا المحفوظ عنه صلوات الله وسلامه عليه. وصلاة الكسوف تحصل بين وقت واخر وقد يطول تطول المسافة واذا كان الامام لا يستحضر صفة الصلاة قد يقع في الخطأ واذكر احد الشباب من المتدينين ذكر لي قصته وهي طريفة. يقول عينت في قرية من طيب وهو مدرس لمادة الرياضيات يقول فاخذت معي كتب مادة الرياظيات وليس معي اي كتاب في الفقه ووصلت المنطقة وجلست عندهم ايام قليلة. وانا اصلي معهم في المسجد وتعرفت عليهم وتعرفوا علي. يقول فكسفت تنفي بعد العصر وامام المسجد في ذلك اليوم كان سافر خارج البلد فجاءوا الي في البيت يرونني ملتحي ومتدين ويقول جاءوا الي في البيت وقالوا ان الامام مسافر والان الشمس كسفت ونريد ان تصلي بنا صلاة الكسوف. يقول حاولت ان اتذكر صفة صلاة الكسوف ما عرفت فتشت الكتب التي عندي كلها كتب رياضيات. المادة التي يدرسها يقول فقلت لهم ما استطيع انا اعتذر ما قلت لهم ما اعرف. قلت لهم ما استطيع ابحثوا عن شخص اخر. قالوا ابدا الجماعة كلهم الان في المسجد مجتمعين وارسلونا لك يقولون انت الذي تصلي بنا يقول فوجدتني مضطر ان اذهب الى المسجد ومشيت الى المسجد بنية انني اذا دخلت المسجد اقدم شخصا اتوسم في احد الموجودين والزم عليه ان يصلي هو. يقول بهذه النية ذهبت لا بنية ان اصلي. يقول لما دخلت المسجد الناس كلهم قاموا قالوا جاء الشيخ جاء الشيخ وقاموا صفوف يقول فوجدتني مضطر ان اقف في مكان الامام واصلي بهم وانا لا ادري كيف تصلى صلاة الكسوف؟ يقول فكبرت سبع تكبيرات كبرت سبع تكبيرات يقول قرأت سبح وركعت والتكبيرة الثانية خمس تكبيرات ثم قلت السلام عليكم رحمة الله السلام عليكم ورحمة الله. واذا في رجل شايب مسن خلفي تماما يقول لما سلم قال ما شاء الله اليوم عيد ما شاء الله اليوم عيد يقول فاسفت لحالي رجل عامي ومسن وشايب وانا يعني المفترض انني اكون هذه الصلاة يقول فلما قال هذه الكلمة ادركت انني يعني اخطأت خطأ فاحشا في حق هؤلاء صلاة الكسوف. الشاهد ان صفة صلاة الكسوف آآ الثابتة المحفوظة عنه صلوات الله وسلامه عليه هي اه ركعة ركعتان كل ركعة بركوعين ويشرع اطالة القراءة في كل من الركوعين وايضا يجهر بالقراءة كما فعل ذلك صلوات الله وسلامه عليه قال فجعل ينفخ ويبكي وهذا موضع الشاهد. فجعل ينفخ ويبكي صلوات الله وسلامه عليه ان يسمع لصدره صوت ويبكي صلوات الله وسلامه عليه في صلاته وفي مناجاته لربه صلوات الله وسلامه عليه ويقول ربي الم تعدني الا تعذبهم وانا فيهم؟ الم تعدني الا تعذبهم وانا فيهم ربي الم تعدني الا تعذبهم وهم يستغفرون؟ وهذا كما جاء في الاية وما كان الله معذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما كما في تفسير ابن كثير وغيره عند هذه الاية قال هما اه كان فيهم امانان كان فيهم يعني امته عليه الصلاة والسلام امانان النبي صلى الله عليه وسلم والاستغفار. قال اما النبي صلى الله عليه وسلم فقد ذهب. واما الاستغفار باقي. واما الاستغفار باقي فالاستغفار امان للامة امان للامة من العذاب. وهذا فيه بيان فضل الاستغفار وفائدة العظيمة. وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال طوبى لمن وجد في صحيفته يوم القيامة استغفارا كثيرا. نستغفر الله الذي العظيم الذي لا اله الا هو ونتوب اليه. فالاستغفار امان للامة. فكان عليه الصلاة والسلام يناجي ربه بهذه المناجاة ربي الم تعدني الا تعذبهم وانا فيهم؟ ربي الم تعدني الا تعذبهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك نحن نستغفرك وهذا ايضا مما يؤخذ منه من فائدة انه يستحب عند الكسوف الاكثار من الاستغفار يستحب الاكثار من الاستغفار قبل الصلاة وبعد الصلاة يحرص المسلم على كثرة على كثرة الاستغفار في زوال الهموم وكشف الغموم وازالة الكربات وتيسير الامور وخيراته وبركاته على المستغفرين في الدنيا والاخرة لا تعد ولا تحصى. ومن بركاته في الدنيا ما اجتمع في قوله فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء ما عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا. قال فقام فحمد الله يعني بعد الصلاة قام فحمد الله واثنى عليه ثم قال ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته. خلافا لما يعتقده المشركون في الجاهلية ان ان شمس والقمر ينكسفان لموت عظيم او لحياة عظيم. قال لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته. فاذا انكسف ففزعوا الى ذكر الله. فاذا انكسف فافزعوا الى ذكر الله. يدخل في قوله افزعوا الى ذكر الله الصلاة دخولا اوليا ويدخل ايضا ذكر الله عز وجل بالتهليل والتسبيح وغير ذلك ويدخل ايضا كثرة الاستغفار والمناجاة اللجوء الى الله سبحانه وتعالى. وفي بعض روايات الحديث الثابتة في الصحيحين وغيرهم بما انه عليه الصلاة والسلام لما صلى بهم صلاة الكسوف رأوه فعل شيئا في الصلاة في تلك الصلاة لم يفعله قط فيما رأوه عليه الصلاة والسلام من صلواته فرضها ونفلها. الا وهو انه في صلاة الكسوف وهو يصلي عليه الصلاة السلام اثناء الصلاة تقدم الى الامام. اثناء الصلاة وهو يصلي تقدم الى الامام بعظ الخطوات ومد يديه كانه يريد ان اخذ شيء وقت الصلاة وهو يصلي مد يديه كانه يريد ان يأخذ شيئا ثم بعدها بقليل رجع الى الوراء. عليه الصلاة والسلام رجوع الخائف من الشيب. رأوه فعل ذلك وهي صفة لم يعهدوها منه. فلما انهى عليه الصلاة والسلام صلاته قالوا رأيناك فعلت شيئا. في في هذه الصلاة لم نعهدها او لم لم تفعل؟ فقال عليه الصلاة والسلام رأيت الجنة والنار. رأيت الجنة والنار يعني رآهما رأي العين الصحابة رضي الله عنهم صفوف خلفه ما رأوا شيئا. والنبي عليه الصلاة والسلام رأى الجنة والنار رأي العين والله جل وعلا على كل شيء قدير سبحانه وتعالى. فرأى عليه الصلاة والسلام اولا الجنة وتقدم. ومد ايه ده؟ قال اردت ان اخذ او اقطف عنقودا من عنب الجنة. اردت ان اقطف عنقود من عنب الجنة ولو قطفته اكلتم منه ما بقي في الدنيا. عنقود واحد يقول لو قطفته لاكلتم من هذا العنقود لبقي لاكلتم منه ما بقيت دنيا ان يأكل من الصحابة والتابعين الى قيام الساعة وهذا العنقود يأكل منه الناس. وهذا نعرف من خلاله الفرق الشاسع والبون الكبير بين نعيم الجنة ونعيم الدنيا. فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين بما كانوا يعملون. قال عليه الصلاة والسلام فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت. ولا خطر على قلب بشر. فالجنة فيها عنب والدنيا فيها عنب. لكن هل عنب الجنة كعنب الدنيا؟ يقول ابن عباس او ابن مسعود يقول ليس في الدنيا ليس في الجنة مما في الدنيا الا الاسماء. اما الحقائق مختلفة. عنب وعنب. لكن الفرق شاسع. رمان ورمان لكن الفرق شاسع قال لو لو قطفته لاكلتم منه ما بقيت الدنيا لخطفتم منه ما بقيت الدنيا يعني يبقى طريا والناس كلهم ياكلون منه ولا يتغير بينما عنقود من عناقيد الدنيا ضعه يوم يومين ثم يقرأ يصبح غير صالح للاكل. اما هذا يبقى ما بقي في الدنيا والناس ياكلون منه. هذا فرق شاسع بين اه الجنة ونعيم الدنيا. ورأى عليه الصلاة والسلام النار. رأى النار ورأى فيها عمرو ابن لحي الذي اه هو اول من سيب الشوائب واول من جاء بالاصنام وبدل دين ابراهيم ورأى امرأة في النار عليه الصلاة والسلام. رأى امرأة في النار قال دخلت النار في هرة ورآها عليه الصلاة والسلام هي في النار تعذب بسبب هرة حبستها لا هي اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الارض كل ذلكم رآه عليه الصلاة والسلام بعينيه امامه وهو يصلي والصحابة رضي الله عنهم صفوف خلفه لم يروا شيئا وهذا من ايات الله سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير. وفي كتابة مختصرة حول هذا الموضوع آآ نستمع اليها من كتاب فقه الادعية والاذكار. نعم قال حفظه الله ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله ومخلوقان من مخلوقاته ينجليان بامره ينكسفان بامره فاذا اراد الله تعالى ان يخوف عباده من عاقبة معاصيهم وذنوبهم فسفهما اختفاء ضوئهما كله او بعضه انذارا للعباد وتذكيرا لهم لعلهم يرجعون ويتوبون وينيبون فيقومون بما امرهم به ربهم. ويتركون ما حرمه عليهم كما قال تعالى وما نرسل بالايات الا تخويفا. وفي هذا دلالة على كمال قدرة الله سبحانه. حيث حيث انه سبحانه قادر على تحويل الاشياء وتبديل الامور وتصريف الخلائق. كيف شاء ومن ذلك تغيير حال الشمس من النور والوضاءة الى السواد والظلمة. والله على كل شيء قدير. ولذا شرع عند حصول كسوف الفزع الى الصلاة والدعاء والذكر والاستغفار والصدقة. روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله لا اسفان لموت احد ولا لحياته. فاذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا. وفي الصحيحين عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال خسفت الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم ان يخشى ان تكون الساعة فاتى المسجد فصلى باطول قيام وركوع وسجود ما رأيت قط يفعله وقال هذه الايات التي يرسل الله لثلاثة تكون لموت احد ولا لحياته. ولكن يخوف الله بها عباده. فاذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا الى ذكره ودعائه واستغفاره لقد خسفت الشمس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرة واحدة وذلك في السنة العاشرة من الهجرة حيث مات ابنه ابراهيم رضي الله عنه وقد كان الناس في الجاهلية يظنون ان كسوف الشمس او القمر انما يكون لموت عظيم او حياته. فبين صلى الله عليه وسلم فساد هذا الظن الظن وخطأه. وقال كما قال في حديث عائشة المتقدم ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله لا ينخسفان لاحد ولا لحياته وقد فزع صلى الله عليه وسلم عند كسوفها الى المسجد وامر مناديا ينادي جامعة فاجتمع الناس في المسجد رجالا ونساء. فقام فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وصفوا خلفه فكبر وقرأ الفاتحة وسورة طويلة يجهر بقراءته ثم ركع ركوعا طويلا جدا ثم ثم رفع وقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم قرأ الفاتحة وسورة طويلة لكن ما اقصر من الاولى ثم ركع ركوعا طويلا دون الاول ثم رفع وقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد وقام قياما طويلا نحو ركوعي ثم سجد سجودا طويلا جدا نحوا من ثم رفع وجلس جلوسا طويلا ثم سجد سجودا طويلا ثم قام الى الركعة الثانية فصنع مثلما صنع في الاولى لكنها دونها في القراءة والركوع والسجود والقيام ثم تشهد وسلم فقد تجلت الشمس ثم خطب صلى الله عليه وسلم خطبة عظيمة بليغة بين فيها ان الشمس والقمر اتان من ايات الله لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته. وحثهم عند حصول ذلك الى الفزع الى الصلاة ذكر الله ودعائه واستغفاره حتى يفرج الله وتنجلي ومما قال في خطبته يا امة محمد محمد والله ما من احد اغير من الله ان يزني عبده او تزني او تزني امته. يا امة محمد لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. ومما قال في خطبته ما من شيء كنت لم اره الا رأيته في مقامي هذا. حتى الجنة والنار واوحي الي انكم تفتنون. في قبوركم مثل فتنة المسيح الدجال يقال ما علمك بهذا الرجل؟ فاما المؤمن او الموقن فيقول هو وهو رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فاجبنا واتبعنا فيقال نم صالحا ان كنت موقنا به واما المنافق او المرتاب فيقول لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته وقال له الصحابة يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك ثم رأيناك تكعتعت اي رجعت الى الوراء قال اني رأيت الجنة فتناولت عنقودا ولو اصبته لاكلتم منه ما بقيت الدنيا ورأيت النار فلم ارى منظرا كاليوم قط قط افظع ورأيت اكثر اهلها النساء قالوا بم يا رسول الله؟ قال قال قال بكفرهن. قيل قيل يكفرن بالله. قال يكفرن العشير. ويكفرن الاحسان ولو احسنت الى احداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط ان فزع النبي صلى الله عليه وسلم للكسوف وصلاته هذه الصلاة وعرض الجنة والنار عليه اثناء هذه صلاة ورؤيته لكل ما نحن لاقوه من امر الدنيا والاخرة ورؤيته الامة تفتن في وخطبته هذه الخطبة البليغة المؤثرة وامره امته عند الكسوف ان يفزعوا الى الصلاة والذكر والدعاء والاستغفار والتكبير والصدقة ليدل على عظم شأن الكسوف واهمية الفزع فيه الى الصلاة والدعاء والاستغفار والحال والحال ان كثيرا من الناس في هذا الزمان تهاونوا بامر الكسوف ولم ولم يقيموا له وزنا ولم يحرك لهم ساكنا. وما ذلك الا لضعف الايمان والجهل بالسنة. والاعتماد على من يحيل امر الكسوف الى الاسباب الطبيعية مع الغفلة عن اسبابه الشرعية والحكمة البالغة التي من اجلها يحدث الله الكسوف. وفقنا الله لتعظيم اياته. والخوف منه ورزقنا الاعتبار باياته والانتفاع بها انه جواد كريم. نعم. قال رحمه الله حدثنا محمد بن غيلان قال حدثنا ابو احمد قال حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم ابنة له تقضي فاحتضنها فوضعها بين يديه فماتت وهي بين يديه وصاحت ام ايمن رضي الله عنها فقال اتبكين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت الست اراك تبكي؟ قال اني لست ابكي. انما هي رحمة. ان المؤمن بكل خير على على كل حال ان نفسه تنزع من بين جنبيه وهو يحمد الله تعالى. ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اخذ النبي صلى الله عليه وسلم ابن ابنة له تقضي فاحتضنها. تقضي اي في النزع. تقضي اي في النزع وقيل ان هذه الابنة هي ابنة بنته زينب. من زوجها ابي العاص بن الربيع. وكانت وفاة في السنة التاسعة من الهجرة. يقول اخذ النبي صلى الله عليه وسلم ابنة له تقضي احتضنها اي ضمها الى حضنه صلوات الله وسلامه عليه رحمة ورأفة منه بها. فوضعها بين يديه فماتت فماتت اي بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام. قال فماتت وهي بين يديه وصاحت ام ايمن رضي الله وعنها فقال اتبكين عند رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم؟ فقالت الست اراك تبكي لست اراك تبكي بكاء النبي عليه الصلاة والسلام كان بدمع العين كان بكاء عليه الصلاة والسلام بدمع العين مثل ما قال في اه اه عند بكائه اه في وفاة ابنه ابراهيم قال العين تدمع والقلب يخشع ولا نقول الا ما يرضي الرب ولا نقول الا ما يرضي الرب فالعين تدمع ودمع العين اه رقة ورحمة ورأفة بمن قبضت روحه وقوله ولا نقول الا ما ما يرضي الرب هذا فيه صيانة اللسان وحفظه من كل امر ينافي الصبر او الرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره. فبكاؤه كان بدمع العين صلوات الله والسلام عليه. ولهذا قالت له الست اراك تبكي؟ قال اني لست ابكي انما هي رحمة. اني لست ابكي وانما هي رحمة يعني هذا الدمع وهذا التأثر رحمة هذا بهذه التي قبضت روحها رحمة بها. فجمع عليه الصلاة والسلام في طريقة هذه بين الرضا بقضاء الله سبحانه تعالى فلم يقل الا ما يرضي الله وايضا جمع في الوقت نفسه مع ذلك الرحمة بمن قبضت روحه. الرحمة بمن قبضت روحه. فهذه الحال اكمل من حال من لا تدمع عينه من شدة رضاه هذه الحال اكمل من حال من لا تدمع عينه من شدة الرضا لانه يعني بعض الناس قد يكون لقوة الرضا الذي عند لا تدمع عينه. لكنه يغفل عن جانب اخر وهو دمع العين رحمة بالميت كما صنع عليه الصلاة والسلام. فكانت حاله عليه الصلاة والسلام اكمل. جمع بين مقام الرظا بالقظاء فلا نقول الا ما يرضي الله سبحانه وتعالى وفي الوقت نفسه دمع العين رحمة الميت رحمة بمن قبضت روحه فجمع بين الرحمة لقد كان لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فجمع بين الرحمة بمن قبضت روحه الرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى قال لست ابكي وانما هي رحمة. وانما هي رحمة. زاد البخاري في بعض روايات الى الحديث قال انما هي رحمة جعلها الله في قلوع في قلوب عباده. فانما يرحم الله من عباده الرحماء فانما يرحم الله من عباده الرحماء يعني هذا البكاء رحمة ليس بكاء اعتراض ولا كتسخط ولا بكاء جزع ولا بكاء شكاية ليس بكاء من هذا القبيل وانما هو بكاء رحمة بهذا الذي قبضت روحه. قال انما هي رحمة جعلها الله في قلوب عباده. وانما يرحم الله من عباد الرحماء. فاذا هذا البكاء الذي هو رحمة بالميت هذا من الرحمة. التي يثيب الله سبحانه وتعالى عليها انما يرحم الله من عباده الرحماء قال انما هي رحمة انما المؤمن بكل خير بكل خير على كل حال. انما المؤمن بكل خير على كل حال. يعني هو على كل حال بخير. مثل ما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير. ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته تضراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن. فالمؤمن في كل احواله على خير في سرائه هو على خير وفي ضراءه ايضا هو على خير لانه في سرائه يفوز بثواب الشاكرين وفي ضراء يفوز وبالصابرين فهو فائز في السراء والضراء. فهو فائز في السراء والضراء. والسراء والضراء كل منهما ابتلاء بالشر والخير فتنة. فهو في ابتلاء الله سبحانه وتعالى له بالضراء يصبر فيفوز بثواب وفي ابتلاء الله له بالسراء يشكر فيفوز بثواب الشاكرين. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم هنا ان المؤمن بكل خير على كل حال. بكل خير على كل حال اي انه على كل احواله على خير. قال ان نفسه تنزع من من بين جنبيه وهو يحمد الله. ان او تنزع بين جنبيه وهو يحمد الله. وهذا يرى. يرى في كثير من من الموتى الصالحين تجد نفسه تنزع وهو يحمد الله عز وجل. تجده ايضا يعاني امراض مؤلمة جدا. وتجد لسانه متحرك احمد الله يحمد الله عز وجل على كل حال. فهذا هذه حال المؤمن هذه حال المؤمن وهي انما تكون للمؤمن كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر وذلك لا يكون الا للمؤمن. اما غير المؤمن او ضعيف الدين وقيف الايمان فانه في السراء يبطر. في السراء يبطر. وينسى نعمة الله. وتجده يقول هذا بجدارتي وهذا بعرق جبيني وهذا ورثته كابرا عن كابر. هذا انا حقي به. الى اخره ففي السراء يضطر وينسى نعمة الله عليه يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. وفي ضراءه اجزع في الضراء يكون جازعا. ومتسخطا وربما يحصل منه لطم الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى اما المؤمن فهو في السراء شاكر وفي الضراء صابر فيكون في كلتا الحالتين من الفائزين. في حال السراء يفوز بثواب الشاكرين. وفي حال الضراء يفوز بثواب الصابرين وذلك كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم لا يكون الا للمؤمن. لا يكون الا للمؤمن. وتأمل مرة ثانية قول نبينا عليه الصلاة والسلام وان نفسه اي المؤمن تنزع من بين جنبيه وهو يحمد الله. تنزع من جنبي يعني وهو في هذا الحال لا يغفل عن حمد الله سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله حدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا سفيان عن عاصم ابن عبيد الله عن القاسم ابن محمد عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت وهو ويبكي او قال عيناه تهراقان. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت. قبل عثمان بن مظعون وهو ميت. قال وهو يبكي والنبي صلى الله عليه وسلم يبكي او قال عيناه تهرقان يعني تهرقان من الدموع تنزل الدموع من عينيه صلوات الله وسلامه عليه وعرفنا ان هذا البكاء بكاء رحمة. ان هذا البكاء بكاء رحمة يجعلها الله سبحانه وتعالى في قلوب عباده مثل ما ومعنا في الحديث المتقدم قال لا ابكي انما هي رحمة جعلها الله في قلوب عباده وانما يرحم الله من عباده الرحماء انما يرحم الله من عباده الرحماء. فتقبيله عليه الصلاة والسلام لعثمان بن مظعون وهو ميت. ثم بكاؤه وعيناه راقان الدموع هذا كله رحمة منه صلوات الله وسلامه عليه. وفي تقبيله لعثمان وهو ميت في دلالة على جواز ذلك في دلالة على جواز ذلك ان يقبل آآ الميت وهو ميت يقبل وابو بكر الصديق رضي الله فعل ذلك. عندما توفي نبينا عليه الصلاة والسلام جاء اليه. وكشف عن وجهه قبل جبينه وقال طبت حيا وميتا. وقال طبت حيا وحيا وميتا ثم تلا الاية الكريمة انك ميت ميتون ثم قال كلمته العظيمة المشهورة من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت. نعم. والحديث في اسناده عاصم ابن عبيد الله ضعيف. لكن كما ذكر العلامة الالباني رحمه الله تعالى قال له شواهد تقويه له شواهد تقويه نعم قال رحمه الله حدثنا اسحاق ابن منصور قال اخبرنا ابو ابو عامر قال حدثنا فليه وهو ابن سليمان عن هلال ابن علي عن انس رضي الله عنه قال شهدنا ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فرسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا على القبر فرأيت عينيه تدمعان. فقال افيكم رجل لم يقارف؟ لم يقارف الليلة قال ابو طلحة انا قال انزل فنزل في قبرها ثم ختم رحمه الله تعالى هذه الترجمة بهذا الحديث عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال شهدنا ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم شهدنا جنازتها شهدنا ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم اي شهدنا جنازتها والصلاة عليها ودفنها الابنة هنا المراد بها ام كلثوم زوجة عثمان ابن عفان رضي الله عنها وعنه وعن الصحابة اجمعين يقول شهدنا ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر على القبر يعني وقت آآ آآ الذي ارادوا ان آآ ينزلوا فيه الجنازة جنازة ابنته صلى الله عليه وسلم. فكان عليه الصلاة والسلام جالسا على القبر. يقول فرأيت عيناه تدمعان فرأيت عيناه تدمعان هذا موضع الشاهد للترجمة. ودمع العينان في دمع العينين في هذه الحال هو دمع رحمة كما وصف وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في الحديث المتقدم قال انما هي رحمة انما هي رحمة ان قد يبكي الانسان في مثل هذه الحال جزعا او تسخطا او نحو ذلك فهذا لا يجوز وانما البكاء الذي كان يبكيه عليه الصلاة والسلام في مثل هذه الحال بكاء رحمة رحمة بالميت مع الصبر والرضا بقضاء لله سبحانه وتعالى ولهذا فان هذا البكاء بكاء الرحمة لا يتنافى مع الصبر والرضا. ونبينا عليه الصلاة والسلام امام الصابرين وامام الراضين صلوات الله وسلامه عليه وكانت عيناه تدمعان وهذا الدمع لا يتنافى مع الصبر ولا مع الرضا ثم قال افيكم رجل لم يقارف الليلة؟ ففيكم رجل لم يقارف الليلة اي لم يجامع اهله هذه الليلة افيكم رجل لم يقارف الليلة؟ وهذا فيه ان من قارف يعني من جامع تلك الليلة لا يشرع ان ينزل لانزال الميت الميتة في القبر لا لا ينزل في القبر لانزال الميت وادخاله وادراجه في قبره. بل الذي ينزل لادراج الميت من لم يقارف ولو لم يكن محرما ولو لم يكن محرما للمرأة التي تنزل في القبر. ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام افيكم رجل لم يقارف الليلة قال ابو طلحة انا. وابو طلحة اجنبي عن بنات النبي. ليس من محارمهن. اجنبي عن بنات النبي الله عليه وسلم ليس من محارمهن. قال انا. قال انزل فنزل في قبرها. فنزل في قبرها انزالها في القبر لانزالها في القبر. والشاهد من هذا الحديث للترجمة ان النبي عليه الصلاة سلام دمعت عيناه وهو على اه جنب القبر حين دفن ابنته ام كلثوم رضي الله عنها وهذا الدمع او هذا البكاء انما هو رحمة. وبهذا يكون المصنف رحمه الله تعالى انهى هذه الترجمة المتعلقة ببكاء رسول الله صلوات الله وسلامه عليه والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين