بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا ومن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان مصنف هذا الكتاب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بدأ لكتابه بمقدمة نافعة تحدث فيها من خلال عرظ الايات والدلائل من الكتاب والسنة عن مكانة الذكر ومنزلته عند الله عز وجل وعظيم ثوابه وما يترتب عليه من الخيرات العميمة والافضال الكريمة في الدنيا والاخرة واخذ رحمه الله يسوق جملة من الادلة بدأها باية من القرآن ثم بجملة من الاحاديث عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام واول اية بدأ بها هي قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ولعل في بدء المصنف رحمه الله بهذه الاية قبل غيرها تنبيها منه رحمه الله على اهمية صيانة اللسان وحفظه وان اعظم شيء يصان به اللسان هو ذكر الله اعظم شيء يصان به اللسان هو ذكر الله عز وجل فمن شغل لسانه بذكر الله تبارك وتعالى فانه باذن الله عز وجل يحفظ لسانه من الخطأ والزلل والانحراف كما قال العلماء رحمهم الله قالوا اللسان خلق للكلام اللسان خلق للكلام خلق ليتكلم فاذا تكلم به صاحبه بخير وحفظه على قول الخير فانه فانه يأمن ويسلم باذن الله عز وجل من القول السيء والكلام السيء ولهذا جاءت الوصية هنا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا اي احفظوا السنتكم احفظوا السنتكم القول السديد والمحافظة على القول السديد وعرفنا ان اعظم القول السديد شأنا هو ذكر الله تبارك وتعالى فما شغلت الالسن ولا صرفت الاوقات بخير من ذكر الله تبارك وتعالى فهو خير ما تشغل به الاوقات وخير ما تتحرك به الالسن وخير امر ينال به المرء سعادته في دنياه واخراه فلعله لاجل هذا بدأ المصنف رحمه الله بهذه الاية الكريمة في كتابه المبارك القيم الكلم الطيب بدأ بقوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا وكانه ينبه بهذا اذا اردت ان يكتب للسانك الحفظ والصيانة والسلامة من الزلل والخطل فعليك بالاكثار من ذكر الله وملازمة ذكر الله تبارك وتعالى فان في هذا فان في هذا حفظا للسانك وصيانة لمنطقك بل وصيانة لعملك بل وصيانة لعملك كما عرفنا هذا من الاية نفسها قال يصلح لكم اعمالكم اتقوا الله وقولوا قولا سديدا الثمرة يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم وفي هذا المعنى الحديث الذي قدمناه بالامس وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان تقول اتق الله فينا فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا ثم اخذ المصنف رحمه الله بعد ذلك يورد الايات في بيان فضيلة الذكر ومكانته نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. قال المؤلف رحمه الله وقال تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه قال وقال تعالى اليه يصعد الكلم الطيب اليه يصعد الكلم الطيب اليه اي الى الله فالى الله تبارك وتعالى يصعد الكلم الطيب وهذا يدلنا على فظيلة الكلم الطيب ومكانته ولاحظوا ان اسم هذا الكتاب الكلم الطيب وعنوان الكتاب مأخوذ من هذه الاية الكلم الطيب ما هو ذكر الله عز وجل ودعاؤه بالاذكار والادعية المأثورة الواردة في كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ولهذا لما جمع المصنف رحمه الله هذا الكتاب الحاوي لجملة طيبة من الاذكار والدعوات المطلقة والراتبة جعل عنوان هذا الكتاب الكلم الطيب الكلم الطيب منبها بذلك وباراد هذه الاية في مقدمة الكتاب ان الكلمة الطيبة هو ذكر الله ودعاؤه بما شرع وبما جاء في كتابه وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وان كان الكلم الطيب في نفسه متفاوتا متفاظلا فلا اله الا الله افضل الكلمات على الاطلاق وافضل الكلم الطيب وليس في الكلم الطيب كلمة افظل او كلمة افظل منها فلا اله الا الله هي خير الكلمات وافضل الحسنات وازكى الطاعات كما قال عليه الصلاة والسلام عندما سأله ابو ذر قال افهم من افمن الحسنات لا اله الا الله؟ قال هي احسن الحسنات هي احسن؟ الحسنات وقال عليه الصلاة والسلام خير ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فلا اله الا الله افضل الكلمة الطيب وكذلك الكلمات الاربع سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر قد ورد فيها احاديث خاصة سيأتي بعضها عند المصنف رحمه الله فهذا افضل الكلم الطيب واحبه الى الله وليس هو كل الكلمة الطيب لكنه افظله وازكاه واطيبه ولاجل هذا كما ذكرت المصنف رحمه الله سمى كتابه الكلم الطيب وهذا فيه لفتة ان الكلمة الطيب ما هو قل له ذكر ودعاء مشروع كل ذكر ودعاء مشروع جاء في القرآن وجاء في السنة هذا كله من الكلم الطيب وان كان متفاوتا في فضله بعضه افضل من بعض لكن كله داخل تحت قوله الكلم الطيب اليه يصعد الكلم الطيب وهذا فيه انك كلما اعتنيت بالكلمة الطيب بانواعه من تسبيح وتهليل وذكر لله تبارك وتعالى ودعاء له عز وجل ومناجاة فكل ذلك يصعد الى الله كل ذلك يصعد الى الله كما كما قال الله اليه يصعد الكلم الطيب اليه اي الى الله سبحانه وتعالى ومن المعلوم معاشر الاخوة الكرام ان الصعود يكون الى ماذا الى اعلى اليه يصعد الكلم الطيب والصعود الى اعلى فهذا فيه دلالة على علو الله تبارك وتعالى وانه عز وجل العلي العظيم كما اخبر بذلك عن نفسه قال سبح اسم ربك الاعلى وقال وهو الكبير المتعال وقال وهو العلي العظيم فهو سبحانه وتعالى العلي الاعلى المتعال هذا وصفه سبحانه وتعالى له العلو له العلو ذاتا وقدرا وقهرا هو سبحانه وتعالى علي خلقه بذاته سبحانه وتعالى مستو على عرشه كما اخبر عن نفسه بذلك في في في قوله الرحمن على العرش استوى وقوله ثم استوى على العرش فنحن نؤمن ايمانا جازما لا ريب فيه ان ربنا سبحانه وتعالى علي على خلقه ولهذا نقرأ هنا اليه يصعد الصعود الى اعلى وايضا نقرأ في اية اخرى تعرج الملائكة والروح اليه اي الى الله عز وجل وايضا نقرأ تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين والنزول من اعلى فالله فالله تبارك وتعالى لا لا له العلو له العلو ومن دلائل علوه هذه الاية الكريمة. اليه يصعد الكلم الطيب يصعد الى الى الله تبارك وتعالى ولكن الكلم الطيب ورعاية العبد له وعنايته به يحتاج معه ايضا اعمال صالحة تزكيه ووترفعه وتعليه ولا يكون منه قول بلا عمل بل لديه كذب طيب قول نافع ذكر حسن دعاء مفيد وفي الوقت نفسه عنده ايضا اعمال صالحة وطاعات زاكية يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى ولهذا قال في الاية اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والعمل الصالح يرفعه اي يرفع الكلم الطيب فلا بد منهما لا يكتفى باحدهما دون الاخر بل لابد من الاقوال الزاكية التي هي ذكر الله تبارك وتعالى ودعاؤه والاعمال الصالحة المقربة الى الله عز وجل ولهذا الدين والايمان قول وعمل قول وعمل اقوال اه اه اقوال مباركة واعمال صالحة يتقرب بها المسلم الى الله تبارك وتعالى قال اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ان يرفع الكلم الطيب وفي الاية تنبيهان مهمان الاول يتعلق بالكلم وان الا وهو ان ليس كل كذب يقبل وانما الذي يقبل الكلم الطيب الموصوف بانه طيب ولا سبيل الى معرفة الكلم اهو طيب اوليس بطيب الا من خلال الشارع الحكيم ومن خلال التعويل والاعتماد على كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام فليس كل ذكر لله يقبل ايا كانت صفته وايا كانت طريقته وانما الذي يقبل من الذكر ما كان طيبا والطيب من الذكر والطيب من الكلم انما يعلم من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وهذا فيه التنبيه على اهمية التعويل على الكتاب والسنة في الذكر والدعاء الامر الاخر في قوله والعمل الصالح فليس كل عمل يقبل ليس كل عمل يعمله الانسان يقبل حتى وان كان خالصا لله تبارك وتعالى لم يبتغى به الا وجه الله لا يقبل الا اذا كان صالحا قال والعمل الصالح وصف العمل بالصلاح فالعمل لا يقبل الا اذا كان صالحا وصلاح العمل من عدم صلاحه انما يعرف من طريق الكتاب والسنة فليست كل الاعمال تقبل ولهذا جاء في الحديث بما يتعلق بابا بالنيات واثرها في صلاح العمل قال الله تعالى من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه قال من عمل عملا حتى وان كان صالحا من حيث هو فان الله لا يقبله ان كان صاحبه جعل معه شريكا جعل لله فيه شريكا وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد فلاحظ اهمية صلاح العمل من جهة ابتغاء وجه الله به كما يدل عليه الحديث الاول ومن جهة اتباع السنة فيه كما يدل عليه الحديث الثاني فلا يقبل العمل الا اذا كان صالحا ولا يكون صالحا الا اذا كان خالصا لله موافقا للسنة فما لم يكن من الاعمال خالصة وما لم يكن منها موافقا لسنة النبي عليه الصلاة والسلام فانه يرد على صاحبه ولهذا قال الفضيل ابن عياض رحمه الله لقوله تبارك وتعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه قال اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه؟ اب لنا هذا وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة الخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة ايضا لاحظ ملاحظة اخرى مهمة في الاية في قوله يصعد وقوله يرفعه اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه في صعود في الاقوال وفي رفع لها من جهة الاعمال الصالحة المقربة الى الله تبارك وتعالى عندما تقرأ هذه الاية يجتمع فيك رجاء وخوف رجاء عندما تكون من اهل المحافظة على الكلم الطيب والعمل الصالح ان يكون ان يكون ذلك منك صاعد الى الله مرتفع اليه متقبل عنده ترجو ذلك وايضا يكون عندك خوف من جهة اخرى تخشى ان يكون منك اقوال واعمال فلا تصعد الى الله سبحانه وتعالى فلا تصعد الى الله تبارك وتعالى بل ترد على صاحبها. فيخاف الانسان من ذلك ولهذا جاء في القرآن الكريم قول الله سبحانه وتعالى والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون وجل اي خائفة من ماذا يؤتون ما اتوا ان يقدمون ما يقدمون من الاعمال الصالحة صلاة صيام صدقة الى غير ذلك. وقلوبهم وجلة اي خائفة الا يقبل منهم وجلة اي خائفة الا يقبل منهم كما بين ذلك الحديث حديث عائشة رظي الله عنها في مسند الامام احمد قالت قلت يا رسول الله تسأله عن معنى الاية صلوات الله وسلامه عليه قالت قلت يا رسول الله اهو الرجل يزني ويسرق ويخاف ان يعذب هل هذا هو معنى الاية يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة فهمت ان يقدمون ما يقدمون من معاصي وهم خائفون من العقوبة قالت هل هذا هو المعنى؟ قال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف ان لا يقبل ويخاف الا يقبل. فانت اذا قرأت هذه الاية اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه يرفع العمل طيب او يرفع الكلم الطيب ترجو وتسأل وتطمع ان تكون من هؤلاء الذين كلماتهم واعمالهم الى الله صاعدة ولديه تبارك وتعالى متقبلة نعم قال رحمه الله قال تعالى فاذكروني اذكركم واشكروا لي وهذا ايضا فيه فضيلة عظيمة جد من فضائل الذكر وعظيم مكانته عند الله سبحانه وتعالى فرب العالمين يقول مخاطبا عبادة فاذكروني وهذا فيه امر منه تبارك وتعالى لعباده بذكره فاذكروني ثم ذكر لثواب ذلك عند الله ذكر لثواب ذلك عند الله تبارك وتعالى وما اعده الله عز وجل للذاكرين من كريم النوال وعظيم الثواب والمآل قال فاذكروني اذكركم فاذكروني اذكركم وهذا على قاعدة آآ قاعدة يكثر او تكثر دلائلها في القرآن والسنة الا وهي ان الجزاء من جنس العمل الجزاء من جنس العمل وهل جزاء الاحسان الا الاحسان فمن احسن احسن الله اليه وجازاه من جنس عمله. قال اذكروني اذكركم وجاء معنى هذا الحديث في السنة في قول النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وهذا جزاء من جنس العمل واي ثواب واي مكانة اعظم اعظم من ان يحظى عبد الله المؤمن بذكر الله تبارك وتعالى له يذكره رب العالمين في الملأ الاعلى عند الملائكة الكرام الاطهار البررة وقد جاء في صحيح مسلم عن معاوية رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلقة جلوس في المسجد نتذاكر فقال ما اجلسكم ما اجلسكم ما الذي اجلسكم في المسجد كنا جلسنا نذكر الله وما من الله علينا به يعني من نعمة الاسلام ونعمة الهداية للدين فقال عليه الصلاة والسلام الله ما اجلسكم الا ذلك يستحلفهم بالله االله ما اجلسكم الا ذلك؟ قلنا والله ما اجلسنا الا ذلك والله ما اجلسنا الا ذلك. يعني ما جلسنا الا لذكر الله ومدارسة الاسلام وامور الدين ومسائل الشرع والله ما اجلسنا الا ذلك فقال عليه الصلاة والسلام اما والله اني لم استحلفكم تهمة لكم اما والله اني لم استحلفكم تهمة لكم يعني لم اطلب منكم الحلف لانني اتهمكم على الكذب ليس هذا السبب اذا ما هو السبب قال اما والله اني لم استحلفكم تهمة لكم ولكن اتاني جبريل انفا فاخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته اتاني جبريل انفا فاخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته. هذا هو معنى اذكروني اذكركم اذا ذكرت الله عز وجل في نفسك ذكرك الله في نفسه واذا ذكرته سبحانه وتعالى في ملأ ذكرك الله في ملأ خير منهم في الملائكة عند الملائكة الكرام الاطهار البررة فهذا من ثواب ثواب الذكر ومن عاجل بشرى كالذاكر ان يحظى بهذا هذه المنزلة العظيمة ان يذكره الله تبارك وتعالى في الملأ الاعلى في الكرام في الكرام الاطهار البررة ملائكة الله عز وجل ايضا مثل هذا ما جاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال عليه الصلاة والسلام ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه في ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده وذكرهم الله فيمن عنده فهذه فضيلة عظمى للذكر ينالها الذاكرون الا وهي ان الله سبحانه الا يذكرهم آآ في الملأ الاعلى من ذكر الله في نفسه ذكره الله في نفسه ومن ذكر الله في ملأ ذكره الله في ملأ خير منهم قال رحمه الله وقال تعالى اذكروا الله ذكرا كثيرا وقال تعالى نعم ثم ثم اورد رحمه الله هذه الاية اذكروا الله ذكرا كثيرا. يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور فهذه الاية فيها الامر بذكر الله تبارك وتعالى بالكثرة وانتبه لهذا فيها الامر بذكر الله تبارك وتعالى بالكثرة. قال اذكروا الله ذكرا كثيرا ولهذه الاية نظائر في القرآن يأتي يأتي بعظها فيها امر امر لذكر الله تبارك وتعالى بالكثرة ويأتي ايظا في القرآن ايات فيها مدح الذاكرين الله كثيرا والذاكرات فهنا امر زائد على مجرد الامر بالذكر وهو الامر بذكر الله بالكثرة بان تكون مكثرا من ذكر الله كثير الذكر لله تبارك وتعالى كثير العناية بذكر الله تبارك وتعالى. لا يكون ذكرك لله قليلا والله عز وجل ذم المنافقين بماذا ذم المنافقين بقوله ولا يذكرون الله الا الا قليلا. ذكرهم لله قليل فالمسلم مطالب ومأمور في ايات كثيرة في القرآن بان يذكر الله ذكرا كثيرا ان يذكر الله بالكثرة ان يكون مكثرا من ذكر الله تبارك وتعالى وذكر الله تبارك وتعالى بالكثرة يترتب عليه اجور عظيمة وافضال كريمة منها ما اشير اليه في هذه الاية التي اوردها المصنف اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا هو الذي يصلي عليكم. وهذه ثمرة من ثمار الاكثار من ذكر الله ان يصلي رب العالمين عليك هو الذي يصلي عليكم وصلاته تبارك وتعالى على على عبده المؤمن ذكره له في الملأ الاعلى على المعنى الذي تقدم معنا اذكروني اذكركم. فصلاة الله على عبده ذكره له وثناؤه عليه في الملأ الاعلى. هو الذي يصلي عليك ثم وملائكته ويترتب على ذلك ما جاء في قوله ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيما فهذه كلها فضائل وثمار واثار للاكثار من ذكر الله. صلاة الله على الذاكر اخراجه من الظلمات الى النور ان ان يحظى برحمة الله الخاصة بعباده المؤمنين وكان بالمؤمنين رحيما. فهذه كلها فضائل وثمار واثار للاكثار من ذكر الله تبارك وتعالى وفي الاية الاخرى قال والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما فالشاهد ان هذه الايات ونظائرها فيها امر لذكر الله تبارك وتعالى بالكثرة وها هنا يأتي سؤال كبير ومهم للغاية ذكره العلماء في كتب الاذكار ومنهم النووي رحمه الله في كتابه الاذكار وايضا آآ ذكره المفسرون في في قوله تعالى والذاكرين والذاكرين الله كثيرا والذاكرات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات الا وهو متى يكون العبد من هؤلاء متى يكون العبد من هؤلاء الذين وصفوا بهذا الوصف ونعتوا بهذا النعت كثرة الذكر لله تبارك متى يكون من اهل هذا الوصف وقد توارد كلام اهل العلم في الجواب على هذا السؤال ان العبد يكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات اذا حصل منهم مواظبة اذا حصل منه مواظبة وعناية مستمرة في ايامه بالاذكار اه الموظفة الراتبة في صبيحة اليوم ومساءه وعند النوم وعند القومة منه وادبار الصلوات وعند الدخول دخول المنزل وعند الخروج وعند الطعام وعند الشراب وعند الفراغ منه وعند ركوب الدابة الى غير ذلك من الاذكار التي ستراها في مثل هذا الكتاب في هذا الكتاب وامثاله التي تجمع عمل المسلم ووظيفته في يومه وليلته في في باب ذكر الله تبارك وتعالى هناك اذكار المسلم مرغب في ان يحافظ عليها وان يلازم وان يلازمها ملازمة تامة في ايامه ولياليه ليكون ذاكرا لله في كل احاينا وهي اذكار راتبة اذكار موظفة للمسلم في يومه وليلته. ولهذا بعض العلماء سموا مؤلفاتهم التي حوت هذه الاذكار سموها عمل اليوم والليلة عمل اليوم والليلة يعني عمل المسلم في يومه وليلته الذي يواظب عليه ليكتب وليكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات فهناك وظائف راتبة يعتني بها المسلم ويلتزمها ويواظب عليها فيكون بذلك من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات اضافة الى تحريك لسانه بالذكر المطلق الذي لا لا لا يختص بوقت ولا يختص بزمان ولا يختص بحال وانما ذكر مطلق في كل اوقات المسلم واحيينه يحاول ان يعود نفسه ويدرب نفسه على المواظبة على الاكثار من ذكر الله تبارك وتعالى وبهذا اجاب العلماء وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما كلاما هذا مؤداه ان من واظب على اذكار الصباح واذكار المساء واذكار ادبار الصلوات ونحو ذلك من الاذكار كان من من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات وجاءها هذا المعنى عن عدد عدد من اهل العلم بيان متى يكون الانسان من هؤلاء الذين هم اهل الذكر لله تبارك وتعالى بالكثرة قال يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا ثم ذكر التمرة فقال هو الذي يصلي عليكم وملائكته اخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيما. نعم قال رحمه الله وقال تعالى والذاكرين الله كثيرا والذاكرات قال وقال تعالى والذاكرين الله كثيرا والذاكرات ثم ذكر ثوابهم قال والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما فهذا ايضا فيه فضيلة الذكر لله تبارك وتعالى بالكثرة وذكر الثواب لذلك الا وهو غفران الذنوب ونيل الثواب العظيم نيل الثواب العظيم قال لهم مغفرة واجرا عظيما اجرا نكرة وهذا لتفخيم الثواب تفخيم الثواب وتعلية قدره ثم وصف بالعظمة فلهم اجر عظيم عند الله عز وجل لهم اجر عظيم عند الله اضافة الى غفران الذنوب فلهم مغفرة الذنوب ولهم الثواب العظيم والاجر الجزيل من الله تبارك وتعالى. هذا ثواب من من يذكر الله تبارك وتعالى بالكثرة ومضى معنا قبل قليل ما متى يكون العبد من هؤلاء الذين هم اه اهل الذكر لله تبارك وتعالى بالكثرة نعم قال رحمه الله وقال تعالى الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم هذا وصف لاولي الالباب هذا وصف لاولي الالباب اولي العقول الراجحة الزكية الطيبة كما قال الله عز وجل في اواخر ال عمران قال ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. من هم ما ما حليتهم؟ ما صفتهم؟ قال الذين يذكرون الله. قياما وقعودا وعلى جنوبهم. ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار فاهل العقول الزاكية والقلوب الطيبة هذا شأنهم انهم يتفكرون في خلق السماوات والارض ويعلمون بهذا التفكر الجميل انها لم تخلق باطلا ولم توجد عبثا وانما خلقت واوجدت لامر عظيم وخطب جليل. الا الا وهو ان يعبد الله تبارك وتعالى وان يخص بالعبادة وان يخص بالذل والخشوع والركوع والسجود وانواع العبادة ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الايات لاولي الالباب يعني اصحاب العقول الزاكية ثم ذكر حليتهم تبارك وتعالى قال الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم وهذا وصف لهم بانهم ذاكرون لله تبارك وتعالى في كل احوالهم اذا كان الواحد منهم مضطجعا يذكر الله واذا كان قاعدا يذكر الله واذا كان قائما يذكر الله واذا كان ماشيا يذكر الله فهو في كل احواله ذاكر لله. فقوله سبحانه تعالى الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم هذا وصف لهؤلاء بانهم ذاكرون لله تبارك وتعالى في كل احواله كما جاء وصف النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث انه كان يذكر الله في كل احيانه قائما قاعدا مضطجعا على كل حال يذكر الله تبارك وتعالى فالاية دليل على ان من صفة اولي الالباب ومن حليتهم ذكر الله بالكثرة ذكر الله تبارك وتعالى بالكثرة وفي كل حال مضطجعين يذكرون الله مضطجعين يذكرون الله وقاعدين يذكرون الله وقائمين يذكرون الله فهم في كل احوالهم ذاكرين لله تبارك وتعالى. هذا هو معنى الاية الذي لا معنى لها سواه هذا هو معناها معناها ذكر الله والاكثار من ذكره فالقيام والقعود والاضطجاع وفي كل الاحوال يكون مكثرا من ذكر الله تبارك وتعالى اما بعض الطرقية الظلال اصحاب الباطل فقد حرفوا هذه الاية تحريفا من اقبح ما يكون واشنعه والعياذ بالله قالوا ماذا ففي معنى هذه الاية وهذا ذكروه في كتبهم ونصوا عليه في كتبهم في في في تقرير معنى هذه الاية قالوا ماذا؟ قالوا الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم قالوا هذا دليل دليل على الرقص وقت الذكر بحيث ان الانسان يذكر يذكر الله ويرقص يعني يقوم ويقعد ويهتز يمين وشمال قالوا الدليل على ذلك الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. يعني يتمايلون ويقوم ويقعد ويميل على جنبه مرة على الجنب الايمن ومرة على الجنب الايسر ومرة يقفز من من من الارض الى الاعلى هذا معنى قوله الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. قالوا هذه صفة اولوا الالباب والحقيقة ان ان هذه صفة من صفة من؟ هل هذه صفة اولوا الالباب؟ العقلاء؟ هل العاقل من شأنه التمايل يمينا وشمالا ويقفز من اعلى الى اسفل اما من وصف من فقد اللب وفقد العقل. ليست هذه صفة اهل الرزانة ولا من صفة اهل العقل ولا اهل من ولا من صفة اهل الرجاحة ان يكون بهذا الشأن في كل اوقاته. فكيف في وقت ذكره لله العاقل في كل اوقاته لا يعمل هذه الامور وليست من صفته في كل اوقاته فكيف في وقت ذكري لله؟ ايكون منه هذه الاعمال حافز الى اعلى وتمايل يمين وشمال في وقت الذكر هذا ليس من وصف العقلاء هذا ليس من وصف العقلاء ابدا ليس من وصف اولي الالباب مطلقا انهم يفعلون هذه الاعمال اولوا الالباب لا يفعلون هذه الاعمال في اوقاتهم كلها فظلا عن ان تقع منهم وقت ذكرهم لله سبحانه وتعالى هذا لا يفعله العقلاء ابدا وليس من صفته وذكر الله تبارك وتعالى فيه طمأنينة فيه رزانة فيه سكون في هدوء الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله لا ترتج ولا يفعلون افعال السفهاء وافعال الحمقى وافعال الماجنين وافعال الغوات تمايل وقفز الى اخره هذا كله كله من من الضلال ومن السفه ومن الباطل ومصيبة هؤلاء انهم انهم جعلوا والعياذ بالله الرقص مرتبط بالذكر جعلوه مرتبطا بالذكر وجعلوه جزءا جزءا منه واخذوا لهذا الفساد العريظ الذي وقعوا فيه يستدلون عليه بالايات ويأولونها ويفسرونها على غير معناها كما صنعوا في هذه الاية الكريمة ولما كان ولما كان الرقص عند هؤلاء مرتبطا بالذكر لما كان الرقص مرتبطا بالذكر جعلوا في في كتب الاذكار وفي كتبهم العامة ابوابا خاصة في اداب الرقص ففي اداب الرقص لانه اصبح عندهم الرقص مرتبط بالذكر قالوا وللرقص اداب ولهذا تجد في بعض الكتب يأتي كتاب الذكر ويسمونه كتاب السماع ثم بعده يأتي باب الرقص اداب الرقص يعني كيف يكون ما هي الاداب التي يتحلى بها الراقص في في مجلس الرقص ما ما هي الاداب ومما قرأته بنفسي باحد الكتب التي الفت لاحياء علوم الدين الاسلامي اه لهذا الشأن اؤلفت فيها باب بعنوان اداب الرقص اداب الرقص. ما هي بعد بعد كتاب السماع مباشرة اداب الرقص قال من اداب الرقص ان المريد اذا حصل حضر مجلس الرقص والشيخ اخذ يرقص في المجلس وهو يذكر الله وسقطت عمامته من شدة نقصه وتمايله يمينا وشمالا سقطت العمامة. ماذا يفعل التلميذ قال من ادب مجلس الرقص ان التلميذ يخلع امامته. ما يقال ما يصلح ان يكون الشيخ سقطت عمامته من شدة الرقص والحركة والتلميذ اذ جالس عمامة مصلحة على رأسه هذا خلاف الادب طيب ايش الادب الثاني؟ قال الادب الثاني ان ان ان في مجلس الرقص لو ان الشيخ من شدة الرقص والتفاعل مع مع موظوع شق قميصه شق قميصه واصبح بدون ثوب في مجلس الرقص. ما هو الادب الذي يكون عليه التلميذ يجلس بثوب والشيخ عليه ثوبه والشيخ بدون ثوب قال لا هذا قلة ادب هذا هذا يخالف الادب الادب ان تخلع ثوبك اما ان تمزق مثل الشيخ او او على الاقل تخلع خلعا هذا اداب ذكرت في كتب الفت لاحياء علوم الدين الاسلامي اداب للرقص في في في باب الاذكار ثم يستدلون على الرقص الباطل هذا الذي يفعلونه في مجالس آآ ذكرهم الباطل يستدلون عليه بمثل هذه الاية الكريمة الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. الاية في واد وهؤلاء في ظلال في واد اخر واقول يا اخوان من عوفي فليحمد الله من عوفي فليحمد الله فهؤلاء يفعلون هذه الامور ويظنون انهم من احسن الناس ذكرا لله اي والله يفعلونها وهم يظنون في قرارة انفسهم انهم احسنوا الناس ذكرا لله تبارك وتعالى قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا؟ الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. ولهذا من عافاه الله يحمد الله على العافية. يحمد الله على السنة يحمد الله على للذكر الصحيح والدعاء الصحيح الموافق لهدي الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه نعم قال رحمه الله وقال تعالى اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا ثم اورد هذه الاية والاية تتعلق بملاقاة الاعداء تتعلق بملاقاة الاعداء ومقاتلة الكفار وان المسلم ايضا مطالب في هذا في هذا الموقف ان يحافظ على ذكر الله تبارك وتعالى وان يكثر من ذكر الله تبارك وتعالى بل ايضا ان يعتني باذكاره المعتادة اذكاره الراتبة التي كان يحافظ عليها الا يغفل عنها بملاقاته للاعداء بل يكون مكثرا لذكر لله سبحانه وتعالى وسيأتي معنا فحديث علي بن ابي طالب رضي الله عنه في قصته مع زوجته لما اتوا النبي عليه الصلاة والسلام يريدون خادما وقال لها عليه الصلاة والسلام الا ادلك على خير لك من خادم تسبحين الله عندما تأويله الى فراشك ثلاثا وثلاثين وتحمدينه ثلاثا وثلاثين وتكبرين وتكبرينه ثلاثا واربعا وثلاثين قال علي رضي الله عنه فما تركتهن بعد سماع لهن من رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال له رجل حاضر ولا ليلة صفين ليلة تصفين ليلة قتال قال ولا ليلة صفين فالشاهد ان المسلم الذي اعتنى بذكر الله تبارك وتعالى بالكثرة المواقف الصعبة والاهوال الشديدة التي تجابهه في الحياة الدنيا لا لا تشغل عن ذكر الله تبارك وتعالى. اذا كان هؤلاء القتال لا يشغله عن ذكر الله فما بال اكثرنا اذا اذا حصل له اه مصيبة ربما يسيرة جدا من مصائب الدنيا تجد نفسه وقلبه منشغلا بها عن ذكر الله تبارك وتعالى تجد قلبه ونفسه منشغلة بها عن ذكر الله تبارك وتعالى. فالشاهد ان هذه الاية فيها تنبيه عظيم ان المسلم ينبغي ان يعود تنفسوا على المواظبة على ذكر الله تبارك وتعالى في كل الاحوال وفي احلك الظروف وفي الشدائد وفي المصائب وفي كل حال من احواله يكون معتنيا بذكر الله تبارك وتعالى نعم قال رحمه الله وقال تعالى فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا وهذه الاية ايضا فيها الامر بذكر الله تبارك وتعالى عقب اداء هذه الفريضة العظيمة فريضة الحج اذا قضيتم مناسككم هم اي مناسك الحج فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا. وهذا فيه الامر بذكر الله تبارك وتعالى بالكثرة ولاحظ هنا هذا التنبيه العظيم على الاكثار من ذكر الله تبارك وتعالى عقب مناسك الحج عقب مناسك الحج وانتم تعلمون ما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه اي نقيا من الذنوب والاثام فحال من كان هذا شأنه وقد خرج من هذه الطاعة العظيمة التي من الله تبارك وتعالى عليه بها ويسرها له ان يكون كثير الذكر لله. لا ان يكون من الغافلين ولهذا ليس من علامات الخير ان ان يغفل الانسان عن ذكر الله ولا سيما عقب هذه الطاعة الكبيرة ولهذا جاء الامر هنا بذكر الله فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا وهذا فيه الامر بالاكثار من ذكر الله تبارك وتعالى عقب هذه الطاعة وايضا عقب الصيام ماذا قال الله عز وجل ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ولهذا شرع لنا التكبير عندما ينتهي رمظان ويهل هلال شعبان يشرع التكبير والاكثار منه الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر ولله الحمد يكثر الانسان من هذا الذكر عقب هذه الطاعة العظيمة طاعة الصيام وكذلك طاعة الحج يكثر الانسان بعدها من ذكر الله وطاعة الصلاة ايضا ماذا يكثر من التهليل بعدها والتسبيح والتحميد والتكبير عقب كل صلاة مكتوبة كما ثبت بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله وقال تعالى لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله وقال تعالى لا تلهيكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله آآ هنا فيه اناهي عن الغفلة عن الذكر نهي عن الغفلة عن ذكر الله تبارك وتعالى باي امر لا لا لا بالاموال والتجارات والبيع والشراء وما الى ذلك. ولا ايظا في في حال انشغال الانسان باولاده وبيته ومصالحنا الخاصة لا تلهيكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله خص هذين الامرين بالذكر لكونهما اكثر ما يشغل الانسان اكثر ما يشغل انسان المال والولد اكثر ما يشغل الانسان ماله وولده ولهذا قال تعالى انما اموالكم واولادكم فتنة فالمال فتنة والولد فتنة وهو شاغل للانسان الا من حفظه الله تبارك وتعالى عن ذكر الله عز وجل. ولهذا جاء النهي عن ذلك قال لا تلهيكم اموالكم اولادكم عن ذكر الله هذه الاية وتأملوا معي يا اخوان في اي صورة وردت لا تلهيكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله في اي صورة وردت في سورة المنافقون والمنافقون وصفهم الله عز وجل في سورة اخرى بقوله ولا يذكرون الله الا الا قليلا ولاجل ذلك قال العلماء في ذكر هذه الاية في في ذكر هذه الاية التي بها النهي عن الغفلة التي فيها ان نهي العبد عن الغفلة عن ذكر الله تبارك وتعالى في هذه السورة التي خصت اوصاف المنافقين واعمال المنافقين والتحذير من النفاق في ذلك حكمة قال قال بعض اهل العلم ولعل الحكمة في ذلك الاشارة الى ان الاكثار من ذكر الله تبارك وتعالى امان من النفاق الاكثار من ذكر الله تبارك وتعالى امان من النفاق ولهذا علي ابن ابي طالب لما سئل عن قوم قيل امنافقون هم؟ قال المنافقون لا يذكرون الله الا قليلا فذكر الله بالكثرة من فوائده العظيمة امان من النفاق من فوائده العظيمة امان لصاحبه من النفاق لان الله عز وجل وصف المنافقين بانهم لا يذكرون الله الا قليلا يعني ذكر لله تبارك وتعالى قليل فلعل الحكمة من من ذكر هذه الاية التي فيها النهي عن الغفلة عن ذكر الله بالانشغال بالاموال او الاولاد في سورة المنافقين او سورة المنافقون ان في الاكثار من ذكر الله تبارك وتعالى امان من النفاق الذي من اوصاف اهله قلة ذكر الله عز وجل لا تلهيكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون نعم قال رحمه الله وقال تعالى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة ثم اورد هذه الاية وهي قوله تعالى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة قبلها في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله حقيقة هنا يا اخوان في قول رب العالمين سبحانه وتعالى بوصف اهل الذكر بهذه بهذه الصفة قال رجال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة في قوله رجال في اشارة الى حقيقة الرجولة المفتقدة عند اكثر الناس في حقيقة الرجولة المفتقدة عند اكثر الناس حقيقة الرجولة ان يعمل الرجل بما خلق له هذه الرجولة وهذا الجسم وهذه الصحة وهذه العافية لماذا ايحسب الانسان ان يترك سدى فمن خرج عن فمن خرج عما خلق له واوجد لتحقيقه خرج عن الرجولة بعض الناس عندما يسأل عن حقيقة الرجولة يقول الرجولة فتل الشوارب تجده يفتل شاربه ويحلق لحيته والشارب يفتل ويرفع الى اعلى ويمشي ويظن ان اكمل الناس رجولة وان ما في في الرجولة اشد منه وتجد مظيع دينه لا صلاة ولا عبادة ولا ذكر ويظن انه هو الرجل لا وبعضهم يظن ان الرجولة ظلم والاعتداء والبطش وايذاء الناس واخذ حقوقه الى اخره. هذي الرجولة وان الرجل الذي يحسن الاعتداء على الناس ويحسن البطش ويحسن الاساءة يقول هذي الرجولة واما الذي خلق له واوجد لتحقيق ما يحسنه ولا يعرفه ولا يدري ما هو. ليس هذي الرجولة. الرجولة هنا رجال من هم؟ ما صفتهم قال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة. هؤلاء هم الرجال. من الذي وصفهم بهذه الصفات الذي خلقهم تبارك وتعالى واوجدهم رب العالمين سبحانه وتعالى ولهذا سبحان الله يا اخوان عندما يغفل الانسان عندما يغفل الانسان عن حقيقة ما خلق له واوجد لتحقيقه. يذهب ذهنه مذاهب بعيدة يذهب ذهنه مذاهب بعيدة تراه مسكين يريد ان يحقق الرجولة ولكن في توافه الامور وخسس الاشياء يريد ان يحقق في نفسه الرجولة ويثبت لنفسه يثبت رجولته فيمارس توافه الامور وخسيس الاشياء وحقيرها ودنيء الامور وهو بين وهو بينه وبين نفسه يظن ان هذه هي المراجل وان هذه وان هذه افعال الرجال لماذا؟ لانه لانه ضيع ظيع ما خلق له فاصبح تائها تائها ضالا يمشي اعمى في حياته لا يبصر حقائق الامور فالذي يريد ان يعرف الرجولة باكمل صورها وابهى حللها واجمل مظاهرها تجدها في هذه الاية رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب تتقلب فيه القلوب والابصار هذه حقيقة الرجولة فالشاهد ان الاية فيها بيان لفضيلة الذكر ومكانته وان آآ اهل الايمان اه اهل الطاعة اهل المراجع حقا وصدقا هم المعتنون بذكر الله تبارك وتعالى الذين لا يشغلهم عن ذكر الله شاغل ولا يلهيهم عنه مله لا بيع ولا تجارة ولا ولد ولا غير ذلك. نعم. قال رحمه الله وقال تعالى واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال. ولا تكن من غافلين ثم ذكر المصنف او ختم الايات بهذه الاية الكريمة التي فيه فيها امر بالذكر ونهي عن ضده جمع الله عز وجل في في هذه الاية بين امرين اولها الامر بذكر الله وخاتمتها النهي عن ضده وهو الغفلة فامر في اولها بالذكر وختمها بالنهي عن ضده وهو الغفلة قال ولا تكن من الغافلين وفي اثناء ذلك ذكر جملة من من الاداب اداب ذكر الله تبارك وتعالى. قال واذكر ربك في نفسك واذكر ربك في نفسك اي ذكرك لله تبارك وتعالى بينك وبين الله سبحانه وتعالى تذكر الله عز وجل في نفسك واذكر ربك في نفسك تضرعا والتضرع هو الالحاح والمداومة والاكثار والاستمرار على العناية بذكر الله تبارك وتعالى تضرعا وخيفة تضرعا وخيفا والخيفة هي الخوف من الله سبحانه وتعالى اي اي تذكر الله وانت خائف ذكرك لله تبارك وتعالى احسان فتجمع مع احسانك في ذكرك لله الخوف خوفا ان يرد عليك عملك مثل ما مر معنا قريبا والذين يؤتون مآتى وقلوبهم وجلة اي خائفة واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة اي خائفا خائفا ان ان ترد عليك اعمالك وترد عليك اذكارك وترد عليك طاعاتك ولهذا قال الحسن رحمه الله الحسن البصري قال كلمة جميلة جدا قال المؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين مساءة وامن المنافق مسيء اعماله سيئة ولكنه امن من عذاب الله ليس مبالي ولا مكترث ولا خائف من عذاب الله والمؤمن جمع بين احسان ومخافة. احسان عبادة وذكر وطاعة وملازمة لعبادة الله وهو خائف والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة احسان وخوف والمنافق اساءة وامن تجد اعماله سيئة وطاعاته قليلة جدا ومعاصيه كثيرة وفي الوقت نفسه امن من مكر الله وامن من عذاب الله وليس مبالي ولا مكترئ ولا مهتم وليس هذا شأن المؤمن. قال واذكر واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة. ودون الجهر من القول ودون الجهر من القول وهذا يدلنا على ان الذكر لا بد فيه من تحريك اللسان به لا يكون في نفسك بدون حركة اللسان بل تحرك لسانك بذكر الله ولكن دون الجهر من القول يعني لا ترفع صوتك به وانما يكون مخافتة وانما يكون مخافة هذا معنى قوله ودون الجهر من القول بالغدو والاصال يعني في الصباح والمساء وهذا فيه تنبيه على اذكار الصباح والمساء وسيأتي كلام عنها وادلة عليها عند المصنف رحمه الله تعالى قال ولا تكن من الغافلين اي بتركك اي بتركك لذكر الله تبارك وتعالى فان الانسان اذا ترك الذكر اصبح من اهل الغفلة. والله عز وجل امرنا بالذكر ونهانا عن ظده وهو الغفلة وثم بعد ذلك انتقل المصنف الى فصل جديد اورد فيه الاحاديث من السنة النبوية على ذكر الله تبارك وتعالى فنكتفي بهذا القدر سائلين الله تبارك وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلنا من الذاكرين الشاكرين وان يوفقنا لطاعته في هذا الشهر الكريم في كل وقت وحين وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. ونسأله تبارك وتعالى ان يغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلن وان يجعلنا من عتقائه من النار في هذا الشهر العظيم والموسم الكريم انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وحسبنا ونعم الوكيل والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين