بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. قال المؤلف رحمه الله فصل في فضل الذكر. عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عندما وارفعها في درجاتكم وخير لكم من انفاق الذهب والورق وخير لكم من ان تلقوا عدوكم اعناقهم ويضربوا اعناقكم. قالوا بلى يا رسول الله. قال ذكر الله. قال المصنف رحمه الله فصل في فضل الذكر. اي من السنة. لان الذي قبله كلام على فضل الذكر من خلال ادلة القرآن الكريم. وهنا شرع رحمه الله لبيان فضل الذكر من خلال الادلة الواردة في سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. والسنة جاء فيها احاديث كثيرة جدا دالة على فضل الذكر وعظيم مكانته عند الله عز وجل وقد انتقى شيخ الاسلام رحمه الله منها بعض الاحاديث وقليلا من النصوص الدالة على فضل الذكر والا السنة مليئة بالاحاديث الدالة على فضل الذكر وعظيم مكانته عند الله عز وجل وما يترتب عليه من الخيرات العميمة والافضال العظيمة للذاكرين في الدنيا والاخرة. اورد اول ما اورد حديث ابي الدرداء وهو مخرج في سنن الترمذي وابن ماجة والحاكم كما ذكر المصنف رحمه الله واحد حديث عظيم جدا في بيان فضل الذكر وبيان انه افضل الاعمال وخيرها كما هو مصرح به في هذا الحديث. وقد بدأ النبي عليه الصلاة والسلام بيانه لفضيلة الذكر باسلوب مشوق للقلوب. وجاذب للنفوس. حيث بدأ عليه الصلاة والسلام حديثه بقوله الا انبئكم والا كما قال العلماء اداة تنبيه للسامع والمخاطب لما سيلقى عليه ولما سيبين له من العلم والكلام المفيد قال الا انبئكم بخير اعمالكم الا انبئكم بخير اعمالكم وخير هنا هي افعل تفضيل. وتأتي خير افعل تفضيل. على صيغتها. خير يعني دون ان يقال اخير الا ادلكم باخير اعمالكم؟ والمراد هنا بخير اعمالكم اي اخيرها افضلها. فخير هنا افعل تفضيل الله خير فتأتي اه افعل تفضيل كما يقول العلماء على غير بابها يعني تستعمل في التفضيل وباب التفضيل ان يؤتى به بصيغة افعل اخير وافضل واحسن واجمل وازكى اطيب لكن تأتي اه صيغة التفظيل على غير بابها بان يقال خير وايضا يقال شر تستعمل في غير بابها فهنا قال الا انبئكم بخير اعمالكم اي اخيرها بخير اعمالكم اي اخيرها. احسنها في الخيرية. وافظلها الا انبئكم بخير اعمالكم فالحديث فيه دلالة على ان الذكر خير الاعمال خير الاعمال بل مر معنا قريبا التنبيه على ان الذكر هو روح الاعمال وان تفاضل الناس في الاعمال بحسب تفاضلهم في اه بحسب تفاضلهم فيها بذكر الله تبارك وتعالى. فكلما ما كان العمل اكثر كلما كان العمل اكثر ذكرا لله تبارك وتعالى فان الفظيلة ففيه تعظم ومكانته تعلو بحسب حال الذاكر فيه بحسب العابد فيه حال العابد فيه بذكر الله لا تبارك وتعالى فكلما كان ذكره لله اعظم كان حظه من الثواب اكبر. قال الا انبئكم بخير اعمالكم اي اخيرها وافضلها وازكاها عند مليككم. ازكاها قيل في معناها اي اطهرها ازكاها اي اطهرها. وقيل المراد بالزكاة النماء وهو الزيادة يعني اعظمها بركة ونماء وخيرا فالزكاة يأتي ويراد به النماء ويراد به التطهر قد افلح من زكاها اي طهرها فيأتي بمعنى التطهر ويأتي بمعنى ان ان ما جاء الشيء اينماؤه وزيادته وكثرة خيره. قال الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها ازكاها يطهرها او ازكاها اي اكثرها بركة وخيرا ونماء وفضيلة وارفعها في درجاتكم يعني اكثرها رفعة في الدرجات بحيث آآ بحيث ان حال المواظب عليها والمكثر منها يزداد رفعة عند الله عز وجل فهي ترفع العبد عند الله عز وجل اكثر من غيرها من الاعمال. ارفعها في درجاتكم يعني اكثرها رفعا لكم في الدرجات عند الله عز وجل. اكثر من غيرها من الاعمال الاعمال ترفع ترفع العبد عند الله عز وجل ولكن اكثرها رفعا له عند الله ذكر الله اكثر الاعمال رفعا للعامل عند الله عز وجل ذكر الله ذكر الله عز وجل. ولهذا قال وارفعها في درجاتكم درجاتكم اي عند الله. قال تعالى ولكل درجة ولكل درجات مما عملوا فالعبد يعلو درجات عند الله بحسب اعماله. واعظم الاعمال رفعا في درجات العبد عند الله ذكر الله. ذكر الله تبارك على قال وخير لكم من انفاق الذهب والورق وخير اي افضل خير لكم اي افضل لكم من انفاق الذهب والذهب معروف والورق هو الفضة يعني خير لكم من انفاق الذهب والفضة اي صدقة في سبيل الله تبارك وتعالى. ومن المعلوم ان بذل ولا سيما انفسه وهو الذهب والفضة صدقة في سبيل الله تبارك وتعالى من خير الاعمال. واحبها الى الله تبارك وتعالى انا ولكن يبين عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ان ذكر الله اعظم ان ذكر الله تبارك وتعالى اعظم من انفاق الذهب والفظة وخير لكم من انفاق الذهب والورق وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضرب اعناقهم ويضرب اعناقكم. خير خير لكم اي افضل لكم من ان تلقوا العدو. وتقاتلونهم ضربا لهم بالسيوف ضربا لاعناقهم بالسيوف ويضرب اعناقكم ومن المعلوم ان ضرب العنق يترتب عليه ماذا؟ يترتب عليه الشهادة. فهذا فيه انه افضل من الجهاد وافضل من الشهادة تضرب اعناقهم اي تجاهدونهم في سبيل الله ويضربوا اعناقكم اي تستشهدون في سبيل الله خير لكم من ان تلقوا عدوكم فيظربوا اعناقكم وتظربوا اعناقهم. يظرب اعناقكم اذا اذا ضرب عنق المسلم وهو في سبيل الله مقاتلا فهي الشهادة. فهي الشهادة في سبيل الله. ووظربه لعنق الكفار في في القتال هو من الجهاد. في سبيل الله تبارك وتعالى. خير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضرب اعناقهم ويضرب اعناقكم. هذا يدل على فضيلة فضيلة الذكر تقدم في في الجملة التي قبلها ان افضل من الصدقة وهنا افضل من الجهاد. وهنا افضل من الجهاد. والجهاد كما شرع لاقامة ذكر الله واعلاء ذكر الله واعلاء كلمة الله تبارك وتعالى لذلك شرع. وكل طاعة انما شرعت لاقامة ذكر الله تبارك وتعالى. لما قال لهم النبي عليه الصلاة والسلام ذلك الا اخبركم بكذا؟ قالوا بلى. قالوا بلى اي اخبرنا. اخبرنا وتكون النفوس حينئذ قد اشتاقت قد اشتاقت شوقا عظيما لمعرفة هذا الامر الذي هو خير الاعمال وازكاها وارفعها عند الله عز وجل وافضل من الصدقة بالذهب والفضة وافضل من ملاقاة الاعداء فيظرب اعناق قال المسلمين ويضرب المسلمون اعناقهم افضل من ذلك ما هو؟ قالوا بلى اخبرنا اخبرنا به يا رسول الله قال ذكر والله قال ذكر الله. فدل الحديث على فضيلة على فضيلة الذكر العظيمة منزلته الرفيعة وانه خير الاعمال او انه خير الاعمال كما اخبر بذلك الرسول عليه الصلاة والسلام ثمان هذا لا يعني لا من قريب ولا من بعيد التقليل من شأن هذه الاعمال مثل الصدقة والجهاد والاستشهاد في سبيل الله يعني التقليل منها. ولكن مقام الحديث والسياق في بيان فضل الذكر. وعظيم مكانته وانه ارفع اعمال واجلها واحبها الى الله سبحانه وتعالى وسيأتي معنا في في الحديث احب الكلام الى الله سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. والاحاديث الدالة على تفضيل الذكر على غيره كثيرة جدا ولهذا يقول ابن رجب رحمه الله يقول وقد تكاثرت النصوص بتفضيل الذكر على الصدقة ما لي وغيره من الاعمال وغيره من الاعمال والحديث واضح في الدلالة على هذا. نعم. قال رحمه الله وقال ابو هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات. اخرجه مسلم ثم اورد المصنف رحمه الله هذا الحديث وقد قاله النبي عليه الصلاة والسلام وكان مع اصحابه في سفر فمروا على جبل فقال هذا جمدان يعني ترى لهم اسمه عليه الصلاة والسلام. ثم قال عليه الصلاة والسلام سبق المفردون. سبق المفردون اي ان المفردين هم اهل السبق. وكأن الحديث يصور العاملين في ميدان سباق في ميدان سباق يتسابقون ويتنافسون في هذا الميدان و يبين ان اسبقهم اسبقهم في هذا الميدان المفردون. تأمل يقول سبق المفردون المفردون هم اهل السبق في ميدان التنافس في طاعة الله تبارك وتعالى. المفردون هم اهل السبق وكأن العاملين في في ميدان مسابقة يتسابقون لنيل الرتب العالية والمنازل الرفيعة عند الله ويخبر عليه الصلاة والسلام ان المفردين اهل السبق في هذا الميدان ان المفردين اهل اهل السبق في هذا الميدان وهذا يقتضي اه اه تحرك سؤال في قلب السامع عندما يسمع ان المفردين هم اهل اهل السبق ان يعرف من هم المفردون. من هم المفردون؟ وهذا يدلنا على حرص الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم على الخير. والتنافس فيه ومعرفة فضائل الاعمال واحبها الى الله تبارك وتعالى. فلما قال عليه الصلاة والسلام سبق المفردون قال الصحابة رضي الله عنهم وما المفردون يا رسول الله؟ وما المفردون يا رسول الله يعني ما ماذا تقصد بهم؟ من تعني بالمفردين؟ الذين هم اهل السبق في ميدان التسابق تنافس في طاعة الله من هم؟ هؤلاء؟ قال عليه الصلاة والسلام الذاكرون الله كثيرا والذاكرات. الذاكرون الله والذاكرات فالحديث يدل على فضل الذكر وان اهل العناية به واهل الرعاية له هم اهل السبق وان اهل العناية به واهل الرعاية لا له هم اهل السبق في ميدان التسابق في التقرب الى الله تبارك وتعالى بالاعمال. فالناس يتسابقون بانواع من الاعمال المشروعة والطاعات المشروعة واسبقهم في في هذا الميدان هم اهل الذكر لله تبارك وتعالى بالكثرة كما قال كما قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات اي كثيرا. فهذا فيه فضيلة ذكر الله تبارك وتعالى بالكثرة قد مر معنا في الايات التي اوردها المصنف جملة من الايات الدالة على فظيلة ذكر الله تبارك وتعالى كثرة والحديث هنا يدل على ان هؤلاء هم المفردون وهم اهل السبق في في مضمار التسابق لطاعة الله عز وجل والقرب منه سبحانه. نعم. قال رحمه الله وذكر عبد الله بن بسر ان رجلا قال يا رسول الله ان شرائع الاسلام قد كثرت علي فاخبرني بشيء اتشبث به قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله تعالى. رواه الترمذي وقال حديث حسن. ثم اورد المصنف رحمه الله هذا هذا حديث حديث عبد الله بن بسر رضي الله عنه ان رجلا ان رجلا قال يا رسول الله ان شرائع الايمان قد كثرت عليه. ان شرائع الايمان قد كثرت علي. يعني كثرت الاعمال علي الاعمال المأمور بها. المأمور بها المؤمن في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام يقول كثرت علي الاعمال كثيرة جدا اخبرني بشيء اتشبث به اخبرني بشيء اتشبث به اتشبث اي اتمسك شيء اتشبث به اي اتمسك به. وهذا الشيء الذي طلب هذا الرجل ان يخبره النبي عليه الصلاة والسلام ليتشبث به ليتمسك به لم يطلبه من اجل ان يتفلت به من اعمال الشريعة وانتبهوا لهذا. لم يطلبه من اجل ان يتفلت به من اعمال الشريعة ويتنصل من اعمال الاسلام. ليس هذا مراده. ولا يمكن ان يكون هذا مطلوبا. لا لا يمكن ان يكون جاء للنبي عليه الصلاة والسلام يطلب منه ان يدل على عمل معين ويتنصل من اعمال الشريعة واعمال الدين ليس هذا الذي اراد. وانما ما اراد شيئا يتمسك به فيكون سببا آآ خفة هذه الاعمال عليه والا تكون ثقيلة عليه. وان يخف عليه القيام بها ويسهل. فقال دلني على شيء اتشبث به اعمال الشريعة كثيرة فاريد شيئا اتشبث به فارشده النبي عليه الصلاة والسلام الى ذكر الله قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله تبارك وتعالى. فاخذ العلماء من هذا الحديث فظيلة عظيمة للذكر اخذ العلما من هذا الحديث فظيلة عظيمة جدا للذكر الا وهي ان ان ذكر الله ان ذكر الله تبارك وتعالى يخفف الاعمال. ييسر امر القيام بشرائع الاسلام وامور الدين وتلين يلينها ويسهلها وييسرها ولا تكون ثقيلة على العبد لا كونوا ثقيلة على العبد. تثقل تثقل على العبد اذا يبس لسانه عن ذكر الله. اذا يبس لسانه عن ذكر الله هو غفل قلبه عن ذكر الله تكون الاعمال ثقيلة عليه. تكون الاعمال ثقيلة اذا نودي للصلاة تكون هذه المناداة للصلاة من اثقل ما يكون على قلبه. واذا نودي الى الطاعات الاخرى تكون ثقيلة عليه. ثقيلة عليه جدا. لكن اذا اذا اعتنى بذكر الله وكان ذاكرا لله وتحرك لسانه بذكر الله وتحرك قلبه بذكر الله تبارك وتعالى لانت عليه الطاعات لانت الطاعات عليه وخفت واصبحت يسيرة ولم يصبح لها ثقل. الثقل الذي كان يجده في قلبه عندما ينادى للطاعة يذهب ويتلاشى اذا اذا حرك لسانه بالذكر وحرك قلبه بالذكر وزالت الغفلة عنه تلين الطاعة وهذه فائدة عظيمة جدا ارشد اليها النبي عليه الصلاة والسلام قال ان شرائع كثرت عليه شرائع الاسلام صلاة وصيام وحج وصدقة الى غير ذلك من الاعمال التي امر الله تبارك وتعالى بها دلني على شيء اتشبث به. هل مراد السائل وانا اريد ان اؤكد على هذه المعلومة؟ هل مراد السائل عندما قال اريد شيئا به يعني اتمسك به واترك شرائع الاسلام؟ هل هذا مراده؟ لا يمكن ان يكون هذا المراد. لا لا يمكن ان يكون مراده كثرت شرائع الاسلام الصلوات مفروضة صيام حج فانا اريد ان ان تدلني على شيء اتشبث به واترك هذه الاعمال هل هذا مراده؟ لا يمكن ابدا اذا ما ما ماذا اراد؟ اراد ان يدله النبي على على شيء وعلى امر بحيث اذا تمسك به وواظب عليه وحافظ عليه تيسرت له هذه الاعمال. فهو لم يأتي الى النبي عليه الصلاة والسلام يطلب منه ان ان التنصل من اعمال الاسلام وفرائض الدين وواجباته لم يكن هذا هو المراد وانما اراد شيئا يتشبث به ويتمسك به فتلين عليه الشرائع. ولاجل هذا اخذ العلما من هذا الحديث العظيم فائدة جليلة القدر كبيرة ايه ده الا وهي ان ذكر الله تبارك وتعالى ييسر للعبد القيام بالطاعات ويذللها له ويذهب انه الثقل الذي يجده كثير من الناس في قلوبهم عندما ينادون الى الى الطاعات والى العبادات. فمن فوائد الذكر العظيمة اثاره المباركة وثماره اليانعة انه يلين الطاعة وييسرها. ولهذا ارشد النبي عليه الصلاة والسلام هذا رجل الذي جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام يذكر كثرة الشرائع كثرة الاعمال وتعددها وتنوعها فيريد شيئا يتشبث به فقال له النبي عليه الصلاة والسلام لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله. لا يزال رطبا لاحظ اختيار النبي عليه الصلاة والسلام هنا لقوله رطبا وهذا فيه دلالة على الليونة التي تحصل في دلالة على الليونة التي تحصل والتيسير الذي يحصل من عناية العبد ورعاية للذكر ومواظبته عليه واكثاره منه يصبح لسانه رطبا. وهذه الرطوبة تدل على ليونة في اقباله على على الطاعات والعبادات انواع الشرائع التي امر بها العبد قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله. هذه الرطوبة تدل على التيسر والسهولة واللين وزوال الجفاف الذي كان عند زوال الجفاف وزوال الغلظة وزوال ايضا قسوة القلب القلب اذا ما ما يميل للطاعات القلب اذا قسى ما يميل للطاعات لا يميل القلب للطاعات الا اذا لان والذي يلينه ذكر جاء في بعض الاثار ان رجلا جاء الى الحسن البصري رحمه الله وقال اشكو اليك قسوة قلبي قلبي قاسي ماذا اصنع؟ قال اذبه بذكر الله. قال اذبه بذكر الله يعني اذب قسوة القلب بذكر الله تبارك وتعالى. فذكر الله تبارك تعالى يلين القلب ويرطب اللسان. فاذا حصل لين القلب ورطوبة اللسان ذهب عن الانسان الثقل. ذهب عن الانسان الثقل واصبح مكانه ليونة اصبح مكان الثقة الليونة فتلين الطاعة عنده. وتتيسر لها العبادة وينشرح صدره اليها ويأنس بالقيام بها وتكون العبادة قرة عين له فرق بين من يقول ارحنا بالصلاة ومن يقول ارحنا من الصلاة بعض الناس تصلي ولكنه يمل من الصلاة ويتظايق ويجد ويجدها ثقيلة على قلبه واخر يصلي وهو وهو يجد الصلاة راحة له وقرة عين وكل ذلك ثمرة للذكر يا اخوان كل ذلك ثمرة لذكر الله تبارك وتعالى فذكر الله عز وجل هو الذي يلين العسير ويسهل الصعاب ويقوي العزائم وتنهض به الهمم ويقبل العبد به على طاعة الله تبارك وتعالى هذه كلها ثمار ثمار لذكر الله تبارك وتعالى واثار. قال ان شرائع الايمان ان شرائع الايمان قد كثرت علي. الحديث فيه دلالة اخرى آآ على ان الاعمال التي هي شرائع الدين داخلة في في الايمان ولهذا قال شرائع الايمان فالاعمال من الايمان ليست اجنبية عنه او خارجة عن مسماه بل هي منه ولهذا قال هذا الرجل في سؤاله شرائع الايمان فالايمان له شرائع ليس الايمان عقيدة في القلب فقط ليس الايمان عقيدة القلب يعتقدها الانسان في قلبه وانتهى الايمان عند هذا الحد لا الايمان عقيدة وقول وعمل ولهذا قال هذا السائل شرائع الايمان شرائع الايمان فالايمان له شرائع داخلة فيه داخلة في مسماه ويتناولها اسمه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في حديث وفد عبد القيس المخرج في الصحيحين قال امركم بالايمان بالله تأمركم بالايمان بالله اتدرون ما الايمان بالله؟ اتدرون ما الايمان بالله؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال الايمان بالله شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وان تعطوا الخمس من المغرب عد عليه الصلاة والسلام هذه الشرائع الصلاة الزكاة الصيام عد هذه الشرائع من من خصال ايش؟ من خصال الايمان عد هذه الشرائم من خصال الايمان ولهذا السائل هنا يدرك ان الايمان يتناول الشرائع. ولهذا قال في سؤال ان شرائع الايمان ان شرائع الايمان ما هي شرائعه؟ الصلاة من شرائع الايمان؟ الزكاة من شرائع الايمان الصيام من شرائع الايمان كل طاعة امر الله تبارك تعالى بها هي من شرائع الايمان. وايضا ترك ترك ما نهى الله تبارك وتعالى عنه من من المحرمات والاثام هو ايضا من شرائع الايمان من شرائع الايمان ان يبتعد العبد عن الحرام وعن ما نهى الله تبارك وتعالى عنه ولهذا جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربه وهو مؤمن دل الحديث على ان ترك هذه ترك هذه الاعمال السيئة والجرائم الخسيسة من الايمان تركها ايمان نقص في الايمان وفعلها نقص في الايمان. الشاهد ان الايمان ليس مجرد عقيدة في القلب. ليس مجرد عقيدة في القلب الايمان عقيدة وشريعة. ليس فقط عقيدة الايمان عقيدة وشريعة. كما قال عليه الصلاة والسلام قل امنت بالله ثم الايمان عقيدة وسريعة. عقيدة قل امنت بالله شريعة ثم استقم اي على طاعة الله وعلى الاعمال المقربة الى الله تبارك وتعالى قال ان شرائع الايمان قد كثرت علي فاخبرني بشيء اتشبث به عرفنا معنى اتشبث اي اتمسك. ومرة ثالثة الرجل لما اراد من النبي عليه الصلاة والسلام شيئا يتشبث به وذكره في سياق اخباره بكثرة شرائع الاسلام عليه. ماذا جاء يريد من النبي عليه الصلاة والسلام هل جاء يريد منه ان يرشده الى عمل معين يتمسك به ويترك اعمال الشريعة او اراد شيئا يتمسك به فتلين عليه اعمال الشريعة. لا يمكن ان نختار الا الثاني لا يمكن ان اختار الا الثاني ما يمكن ان نقول انه جاء يريد ان يريد من النبي عليه الصلاة والسلام ان يعفيه من الصلاة التي هي فريضة من فرائض الاسلام وان يعفيه من الصيام الذي هو فريضة من فرائض الاسلام وان يعفيه من الحج وان يرشده الى شيء واحد فقط يتمسك به ما يمكن ان نقول هذا ابدا فالرجل جاء يريد شيئا يتشبث به فتتيسر عليه هذه الاعمال الكثيرة وتهون على قلبه. فارشده صلوات الله وسلامه وعليه الى العناية بالذكر قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله فما دمت محافظا على ذكر الله تبارك وتعالى فكل الامور ستتيسر وليست الامور التي تتيسر لك امور الدنيا فقط امور الدين فقط بل الدين والدنيا ذكر الله ذكر الله تبارك وتعالى سبب للخيرات والبركات الدينية والدنيوية. نعم. قال رحمه الله وعن ابي موسى العشري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت اخرجه البخاري. ثم اورد المصنف رحمه الله هذا الحديث حديث ابي موسى الاشعري وهو في صحيح البخاري والحديث يروى بلفظين كلاهما في الصحيح اللفظ الاول هو هذا الذي اورده المصنف رحمه الله مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت. واللفظ الثاني للحديث مثل البيت الذي يذكر فيه الله والبيت الذي لا يذكر فيه الله كمثل الحي والميت. فالحديث له لفظان لو روايتان الاولى تتعلق الشخص نفسه والرواية الثانية تتعلق بالبيت الذي يقطنه ويسكنه قال مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت. الحديث يفيد ان ذكر الله تبارك وتعالى حياة القلوب وان الغفلة عن ذكر الله موت القلوب. وهذا واضح من المثل مضروب فذكر الله تبارك وتعالى حياة القلوب لا تحيا الا به. والغفلة عن ذكره تبارك وتعالى موت القلوب بل ان شيخ الاسلام مصنف هذا الكتاب رحمه الله قال مثل اه اه مثل القلب او القلب لذكر الله مثل حاجة السمكة الى الماء. يعني حاجة القلب الى الذكر مثل حاجة السمكة الى الماء فالقلب لا يحيا الا بذكر الله تبارك وتعالى. واذا اذا غفل عن ذكر الله فالغفلة عن ذكره سبحانه تعالى سبب لموته. فحياة القلوب ذكر الله وموتها الغفلة عن ذكره. الغفلة عن ذكره ثم الرواية الاخرى للحديث قال البيت الذي يذكر فيه الله. والبيت الذي لا يذكر فيه الله مثل الحي والميت وهنا في تمثيل او مثال للبيت الذي يشغله اهله بالذكر ويعتنون فيه بذكر الله والبيت الذي لا يعتني اهله فيه بذكر الله مثل هذين البيتين مثل الحي والميت. ومن مجموع الرواية ايتين نأخذ فائدة في فضيلة الذكر ان الذاكرين في بيوتهم مثل الاحياء في بيوتهم مثل الاحياء في بيوتهم تدخل بيوت فيها احياء اناس يتحركون يقوم ويقعد ويجلس ويأكل ويذهب في حركة في حياة فمثل البيت الذي يذكر فيه الله جل وعلا مثل البيت الذي فيه احياء فيه اناس احياء يتحركون في حركة ومثل البيت الذي لا يذكر فيه الله مثل المقابر التي ليس فيها الا اموات. ولهذا ايظا اخذ بعظ العلما فائدة من هذا الحديث ان من لا ان من لا اذكروا الله تبارك وتعالى يصبح صدره مقبرة لقلبه. قلبه مدفون في صدره في مقبرة دفن قبره في مقبرة وهي صدره اصبح صدره مقبرة لقلبه دفن فيها قلبه ميت ومدفون في الصدر قلب ميت مدفون في صدر الانسان. هذا مثله والحديث يدل على هذا المعنى. القلب الذي لا يذكر الله القلب الذي لا يعتني بذكر الله مثله مثل الميت وهو مدفون اين؟ في صدر صاحبه مدفون في صدر صاحبه فهذه كلها تدل عليه معاني يدل عليها ويرشد اليها هذا الحديث. والحديث يدل على ان الحياة حياة القلوب لا تكون الا بالذكر والغفلة عنه موت القلوب. والغفلة عنه موت القلوب. والحديث بروايته الاخرى يدل على اهمية العناية بذكر الله تبارك وتعالى في البيوت. البيوت التي هي سكن الانسان له ولولده ولاهل بيته. لا لا يجوز ان تكون مثل المقابر. لا يجوز ان تكون مثل المقابر اقرأوا قول النبي عليه الصلاة والسلام لا تجعلوا بيوتكم لا تجعلوا بيوتكم قبورا ما معنى لا اجعلوا قبور بيوتكم قبورا اي لا تجعلوا بيوتكم مثل المقابر التي لا يشرع ان تكون مكانا لا يشرع ان مكان للصلاة ومكانا للذكر. المقابر ليست مكانا للصلاة. وليست مكانا يقصد للذكر. وليست مكانا يقصد لتلاوة القرآن مع ان كثير من الجهال لا يعرف قراءة القرآن الا عند المقابر. يذهب الى المقبرة ليقرأ الفاتحة وليقرأ ياسين وليقرأ سورا اخرى وهذا كله لا دليل عليه. كله لا دليل عليه من الشرع. قال عليه الصلاة والسلام لا بيوتكم مقابر لا تجعلوا بيوتكم قبورا يعني لا تجعلوها مثل مثل القبور النبي عليه الصلاة والسلام لما لما قال للصحابة لا تجعلوا بيوتكم قبورا. ماذا اراد منهم بهذا النهي؟ ماذا اراد منهم؟ لما قال ان لا تجعلوا بيوتكم قبورا. ماذا اراد منهم؟ اراد ان يقرأ القرآن في بيوتهم. اراد ان يذكر الله تبارك وتعالى في بيوتهم. اراد ان تتحرك كالبيوت بذكر الله تبارك وتعالى. هذا الامر طلبه منهم بقوله لا تجعلوا بيوتكم قبورا. لان المخاطبين لان المخاطبين يعلمون ماذا؟ اجيبوا يا اخوان. لان المخاطبين يعلمون ماذا؟ لما قال لا تجعلوا بيوتكم قبورا. قال منهم ان يتحركوا في بيوتهم بالذكر وتلاوة القرآن والعناية بالعبادة والصلاة والدعاء طلب منهم ذلك بقوله لا تجعلوا بيوتكم قبورا. لان المخاطبين يعلمون ان المقابر ليست مكانا لهذه الامور. ليست مكان للصلاة وليست مكانا لتلاوة القرآن ولا يشرع ان تقصد لهذه الاشياء. وبهذا يتضح النهي هنا لا تجعلوا بيوتكم يعني لا لا تجعلوها مثل القبور التي لا يشرع فيها صلاة ولا يشرع فيها تلاوة قرآن ليست مكانا لذلك ليست مكانا لا تجعلوها مثل القبور. الشاهد من هذا ان البيت الذي لا يذكر فيه فيه الله جل على مثل الايش؟ المقبرة. مثل المقبرة واصحابه اموات في داخل داخل بيتهم بيتهم اصبح اشبه بالمقابر التي ليس فيها قرآن وليس فيها صلاة وليس فيها اذكار ليست مكانا لذلك فالشاهد من الحديث ان فيه دلالة على ان على فضيلة عظيمة لذكر الله تبارك وتعالى الا وهي حياة القلوب القلوب لا تحيا الا بالذكر ولاجل هذا سمى الله تبارك وتعالى الوحي روحا قال عز وجل وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. يسمى الوحي روحا لماذا؟ لان لان به تحيا القلوب وبدونه تموت وفي القرآن قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم فالشاهد ان من فضائل الذكر العظيمة ان به حياة القلوب. نعم. قال رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قعد مقعدا لم يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله تعالى ومن اضطجى مضجعا لا يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله الترة. اي نقص وتبعة وحسرة ثم ختم هذا الفصل بهذا الحديث الذي فيه آآ النهي عن الغفلة عن ذكر لله تبارك وتعالى والتحذير من ذلك وان المجلس الذي يجلسه الانسان والمضطجع الذي يضجعه الانسان ويكون خاليا من ذكر الله سيكون ترة عليه. اي حسرة وندامة يوم القيامة يوم يلقى الله وتعالى يندم ويتحسر ولا ينفعه حينئذ الندم. فختم بهذا الحديث الذي فيه النهي عن الغفلة عن ذكر الله تبارك وتعالى. قال صلى الله عليه وسلم من قعد مقعدا لم يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله ترة. ومعنى ترة اي حسرة وندامة. يكون هذا المجلس امة عليه يوم القيامة لانه مجلس خلا من ذكر الله. ثم ذكر ايضا المضجع عندما يضطجع الانسان. على شقه لينام او وعلى شقه ليستريح. ثم يقوم من اضطجاعه دون ان يذكر الله تبارك وتعالى. هذا ايضا يكون عليه حسرة يوم القيامة وندامة يكون حسرة عليه وندامة يوم القيامة. وهذا فيه تأكيد على المعنى الذي مر معنا في الاية الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. وان المسلم ينبغي ان يكون ذاكرا لله في كل احواله. وهو قائم يذكر الله وهو قاعد يذكر الله وهو مضطجع يذكر الله. فاذا اضطجع مضطجعا قام منه ولم يذكر الله تبارك وتعالى كان عليه من الله ترة في مضجعه ذلك. وكذلك اذا قعد مقعدا وقام منه ولم يذكر الله تبارك وتعالى كان عليه من الله ترا. فالحديث فيه تأكيد على اهمية العناية بالذكر في كل الاحيان وفي كل الاوقات في آآ حال القيام وحال القعود وحال الاضطجاع المسلم يذكر الله وتعالى في كل احيانه. والحديث فيه خطورة المجالس التي تخلو من ذكر الله على اصحابها اربابها خطورة المجالس التي تخلو من ذكر الله تبارك وتعالى ويقوم منها اصحابها غير ذاكرين لله تبارك وتعالى فهذه المجالس مجالس خطيرة جدا ومضرة باصحابها وستكون عليهم يوم القيامة ندامة وحسرة. وفي الحديث اشارة ايضا الى ان المجالس ان لم تشغل بذكر الله تبارك وتعالى فيكون على اهل المجلس وخيرا وزكاء ورفعة ان لم تشغل بذكر الله تبارك وتعالى ستشغل بظده وهو الغفلة وما تقتضيه الغفلة من الامور المحرمة والاعمال السيئة خلت اذا خلت مجالس الناس من ذكر الله تبارك وتعالى والتذكير بالله انشغلوا بالغيبة وانشغلوا بالنميمة وانشغلوا بالسخرية وانشغلوا بالاستهزاء وانشغلوا اقوال المحرمة والكلمات السيئة الى غير ذلك من الامور الشنيعة. لكن اذا تذكروا او ذكروا بالله او شغل مجلسهم بذكر اتق الله تبارك وتعالى ذهبت عنهم الغفلة وتوابعها. ذهبت عنهم الغفلة وتوابعها. الغفلة لها توابع اذا غفل الانسان عن ذكر الله تبارك وتعالى فان لغفلته عن ذكر الله توابعا كثيرة تأتي تبعا للغفلة واذا زالت الغفلة زالت تلك الاشياء. وهذا ايضا فيه تنبيه على فضيلة الذكر. وان المجالس اذا شغلت بالذكر اما خيرها وكثرت بركتها وعظم نفعها على الجالسين. واذا شغلت بالغفلة عن ذكر الله تبارك وتعالى هلك اصحاب ابوها بالاعمال السيئة والاقوال المنكرة والاشياء المحرمة التي تحصل في المجالس. الشاهد ان الحديث في فضل الذكر وعظيم مكانته ووضرورة شغل المجالس والاوقات فيه وان المسلم مطلوب منه ان يذكر الله تبارك وتعالى قائما وان يذكر الله تبارك وتعالى قاعدا وان يذكر الله تبارك وتعالى مضطجعا ثم هنا لاحظ مفيدا يعينك على ذكر الله تبارك وتعالى على القيام والقعود والاضطجاع. الا وهو ان تتذكر نعمة الله عليك بقيامك وقعودك واضطجاعك. ان تتذكر نعمة الله عليك بقيامك عندما تقوم قويا وهو تمشي في خطواتك بنشاط وقوة من الذي اعطاك هذا؟ ثم اذا تعبت احتجت الى الراحة والنوم واضطجعت على جنبك واغمضت عينيك ونمت من الذي من عليك بنعمة النوم؟ لترتاح من التعب ابو النصب ومن اياته من امكم بالليل والنهار اية من ايات الله النوم وهو نعمة من نعمه تبارك وتعالى العظيمة والا لو كان وقتك كله يقظة والحياة كلها نهار يصبح حياة الانسان في تعب وتأملوا هذا في من يصاب بالارق لمدة ليالي لا يأتيه النوم يصبح في في في عذاب وفي الم وفي مشقة وفي جهد فالنوم نعمة الله عليك فانت لما تضطجع على على جنبك اضطجاعك على جنبك هذا منة الله. ثم اذا قمت من مضطجع مضطجع مضطجعك مرتاحا قال عنك تعبك هذه منة الله علي. فكيف يليق بك؟ ان تضطجع وتقوم وتقعد ولا ولا تذكر الذي انعم الله انعم عليك اضطجاع وانعم عليك بالقعود وانعم عليك بالقيام تضطجع غافلا وتقوم قافلا وتقعد غافلا عمن انعم عليك بهذه النعم عندما يتذكر الانسان النعمة نعمة الله عليه بالقيام والقعود والاضطجاع والحركة الى غير ذلك هذا يحرك كفى قلبه ذكر الله. يحرك في قلبه ذكر الله. التفكر يحرك التذكر. التفكر حرك التذكر ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما قعودا وعلى جنوبهم. التفكر يحرك التذكر. عندما يتفكر الانسان في النعم والمنن والعطايا التي من الله تبارك وتعالى عليه بها ولهذا شرع لنا اذا اوى احدنا الى فراشه ان يقول باسمك اللهم وظعت جنبي وبك ترفعه ان امسكت نفسي فارحمها. وان ارسلتها فاحفظها. بك وضعت جنبي وبك ارفعه. يعني بعونك ومنك ومدك وضعت جنبي وبك ارفعه فاضطجاعك وقعودك وقيامك كله بالله لولا عون الله لك لما حصل لك شيء من ذلك فكيف يليق بعبد انعم الله تبارك وتعالى عليه بهذه النعم العظيمة والمنن الجسيمة ثم طجع وهو يقعد ويقوم ويمشي ويتحرك وهو في كل ذلك غافل عن ذكر الله. نسأل الله لنا ولكم العافية والسلامة وان يعيذنا من سبيل الغافلين وان يجعلنا له ذاكرين له شاكرين اليه اوابين منيبين وان ان يغفر ذنوبنا كلها دقها وجلها اولها واخرها وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. ونسأله تبارك وتعالى التوفيق لكل خير والاعانة على طاعته وما يقرب اليه انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب