بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. نواصل قراءة الاحاديث وقد بقي معنا بقية من الاذكار والدعوات التي يشرع للمسلم ان يقولها عندما يأوي لفراشه لينام. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله يقول المؤلف رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اذا اوى الى فراشه اللهم رب السماوات ورب الارض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والانجيل والفرقان اعوذ بك من شر كل ذي شر انت اخذ بناصيته. اللهم انت الاول فليس قبلك شيء. وانت الان فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطل فليس دونك شيء اقضي عنا الدين واغننا من الفقر اخرجه مسلم هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه وهو من جملة الدعوات التي ارشد اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يستحب للمسلم ان يدعو به اذا اوى الى فراشه وهي للمتأمل دعوات عظيمة جليلة القدر عظيمة الاثر كبيرة النفع ينبغي للمسلم الا يحرم نفسه من خيرها وبركتها ونفعها وفائدتها وظاهر الحديث يدل على شدة تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم او شدة اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الدعوات العظيمة فكان عليه الصلاة والسلام اذا اوى الى فراشه اتى بهذه الدعوات وهي في جملتها توسلات الى الله عز وجل بروبيته للسماوات والارض والعرش العظيم لهذه المخلوقات الكبيرة العظيمة وتوسل اليه تبارك وتعالى بانه فالق الحب والنوى منزل التوراة والقرآن والانجيل ان يعيذ العبد من شر كل دابة ويقيه من الشرور بانواعها والافات ثم توسلات اخرى الى الله عز وجل باربعة اسماء عظيمة من اسمائه وهي وهي الاول والاخر والظاهر والباطن ثم توجه اليه عز وجل بان يغني من الفقر وان يقضي الدين عن العبد فهي دعوات عظام دعوات عظام فيها توسلات عظيمة بالله تبارك وتعالى قوله اللهم رب السماوات جاء في بعض روايات الحديث بسند ثابت اضافة سبع اللهم رب السماوات السبع ففيه التوسل الى الله تبارك وتعالى بربوبيته من السماوات السبع الطباق ورب الارظ ورب العرش العظيم هذه ثلاث مخلوقات كبيرة توسل الى الله تبارك وتعالى بها لعظمها وكبرها وهي السماوات والارض والعرش العظيم ثم بعد هذا التخصيص عمم فقال ربنا ورب كل شيء فهو توسل الى الله عز وجل اولا بربوبيته لهذه الكائنات فكأنه ينادي يا خالق السماوات السبع ويا خالق الارض ويا خالق العرش العظيم يا رب هذه الكائنات ثم بعد ذلك يعمم ربنا ورب كل شيء ربنا ورب كل شيء وهذا كله توسل الى الله تبارك وتعالى قال فالق الحب والنوى اي يا فالق الحب والنوى والفلق هو الشق وفلق الحب والنوى شقه والله عز وجل من حكيم تدبيره وكمال قدرته سبحانه وتعالى انه يفلق الحبوب وكذلك النوى التي ينشأ عنها باذن الله تبارك وتعالى النباتات اما الحبوب الحبل فانه يفلقه سبحانه وتعالى وهو في جوف الارض وفي بطن الارض فتخرج منه الزروع المتنوعة باذن الله تبارك وتعالى واما النوى فانه تخرج منه الاشجار فانه تخرج منه الاشجار. والله تبارك وتعالى فالق الحب الذي ينبت به الزرع وفالق النوى الذي ينبت منه الاشجار العظيمة الكبيرة قال الله تعالى ان الله فالق الحب والنوى وهذه اية من ايات الله العظيمة الدالة على كمال قدرته سبحانه وتعالى لان النواة على سبيل المثال نواة التمر عندما توضع في الارض وتدفن ثم تصل اليها المياه من وقت الى اخر تجد الارظ بعد وقت كبدة تنشق قليلا ثم يخرج عود رقيق جدا لو اتكأت عليه بيدك لتثنى لتثنى لو اتكأت عليه بيدك نتفنى هذا العود ثم مع رقته معرقته الشديدة يشق الارض ويخرج ثم يكبر ثم عروقه تمتد في الارض الى ان ينسى من هذه النواة الصغيرة شجرة من اكبر الاشجار وافخمها هذا كله بكمال قدرة الله جل وعلا وكمال تدبيره فيناجي ربه ويناديه متوسلا اليه بهذه العظمة وهذه القدرة يا فالق الحب والنوى يا فالق الحب والنوى وعندما يقول المسلم فالق الحب والنوى يتذكر كمال قدرة الله عز وجل فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والانجيل والفرقان ذكر هذه الكتب الثلاثة وهي كتب منزلة تنزيل من حكيم حميد سبحانه وتعالى انزلها الله تبارك وتعالى على انبيائه هدى ورحمة وهداية وذكرى للذاكرين التوراة هو الكتاب الذي انزله الله على نبيه موسى عليه السلام والانجيل هو الكتاب الذي انزله الله على نبيه عيسى عليه السلام والفرقان هو القرآن الذي نزله الله تبارك وتعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وجعل القرآن خاتم الكتب المنزلة فلم ينزل بعده كتاب كما انه لم يبعث بعد محمد صلى الله عليه وسلم رسول ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله فجعل تبارك وتعالى اعظم كتبه المنزلة وهو القرآن لاعظم رسول صلوات الله وسلامه عليه وجعله خاتمة للكتب المنزلة فهنا توسل الى الله عز وجل بتنزيله لهذه الكتب. هداية للناس منزل التوراة والانجيل والفرقان يعني يا مننت على عبادك واكرمتهم بان انزلت عليهم هذه الكتب هداية ورحمة وصلاحا للعباد ففيه التوسل الى الله عز وجل بانزاله لهذه الكتب لما ذكر التوراة والانجيل الفرقان قال منزل او منزل ولما ذكر ما قبلها قال رب وقال خالق وقال فالق لان لان تلك الاشياء كلها مخلوقة لله تبارك وتعالى اما التوراة والانجيل والقرآن فهي كلامه سبحانه وتعالى ولهذا اه تتغير الاسلوب وتغير اللفظ فقال منزل او منزل لان التوراة والانجيل والقرآن هذه كلام الله وكلام الله غير مخلوق بل وتنزيل منه تكلم به تبارك وتعالى ومن لم يفرق بين هذه المخلوقات وبين كلامه تبارك وتعالى فجعلها كلها من باب واحد مخلوقات لله فقد ضل سواء السبيل فقد ظل سواء السبيل وانحرف اشد الانحراف والعياذ بالله اذ كيف يسوى بين كلام الله تبارك وتعالى الصادر منه الذي تكلم به جل وعلا وبين مخلوقاته وبين مخلوقاته وقد قال احد السلف الفرق بين كلام الله وكلام المخلوقات كالفرق بين الله وبين خلقه. فكيف يسوى بين ما هو صفة لله تبارك وتعالى وبينما هو مخلوق من مخلوقات الله جل وعلا فلا يسوي بينها الا من انحرف عن سواء السبيل ولهذا فرق بينها بهذا الدعاء العظيم المبارك قال رب السماوات قال اه ربنا ورب كل شيء ومليكه قال فالق الحب بينما في التوراة والانجيل والقرآن قال منزل او منزل وذكر هذه الكتب المنزلة على ترتيبها في النزول فبدأ بالتوراة لانه نزل قبل الانجيل والفرقان ثم الانجيل لانه نزل بعده ثم ختم بالفرقان الذي هو خاتمة الكتب المنزلة واخرها نزولا فلم يبدأ به مع عظمته وفضله عليها لانه روعي هنا ترتيب النزول فذكر التوراة اولا ثم الانجيل ثم القرآن ثم قال اعوذ بك من شر كل ذي شر انت اخذ بناصيته اعوذ بك هذا شروع هي المطلوب والمقصود الذي قدمت بين يديه تلك التوسلات فبعد ان قدم بتلك التوسلات العظيمة بدأ بالمقصود المطلوب للعبد وهو ان يعيذه الله تبارك وتعالى قال اعوذ بك من شر كل ذي شر من شر كل ذي شر انت اخذ بناصيته وجاء في بعض الفاظه اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها وهما بمعنى واحد ففيه التعوذ بالله تبارك وتعالى من الشرور سواء قلت من شر كل ذي شر يعني كل مخلوق قام به شر تستعيذ بالله منه او قلت اللهم اني اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها والدابة كل ما يدب كل ما يمشي سواء كان مشيه على بطنه او على رجلين او على اربع او على ازيد من ذلك كلها دواب لانها تدب اي تمشي والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على اربع يخلق الله يخلق ما يشاء فكل ذلك بتدبيره وتسخيره سبحانه والدواب كلها ناصيتها بيد الله يتصرف فيها كيف يشاء ويحكم فيها بما يريد جل وعز فهي طوع تدبيره سبحانه وتعالى وطوع امره سبحانه وتعالى ولهذا قال اعوذ بك من شر كل ذي شر انت اخذ بناصيتها والدواب كلها رب العالمين اخذ بناصيتها كما جاء في دعوة هود عليه السلام اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها فالدواب كلها نواصيها بيده سبحانه وتعالى يتصرف فيها كيف يشاء ويحكم فيها بما يريد والعبد اذا استشعر هذه المعاني قويت ثقته بالله وعظم توكله عليه وحسن التجاؤه اليه سبحانه وتعالى ثم توسل توسلات اخرى الى الله سبحانه وتعالى باربعة اسماء حسنى عظيمة لله فقال اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء هذه اسماء حسنى اربعة لله تبارك وتعالى يتوسل بها الى الله وقد جمعت هذه الاسماء في اوائل في سورة الحديث قال الله تعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ونبينا صلوات الله وسلامه عليه في هذه الدعوة المباركة تضمن كلامه تفسيرا فهذه الاسماء تضمن كلامه تفسير هذه الاسماء ولو قيل لك وانت تقرأ سورة الحديد هو الاول والاخر والظاهر والباطن ما معاني هذه الاسماء ما معانيها؟ ما المراد بالاول وما المراد بالاخر وما المراد بالظاهر وما المراد بالباطن؟ ما المراد بهذه الاسماء تجد الجواب هنا في تفسير النبي عليه الصلاة والسلام فتقول بناء على ما ورد عنه عليه الصلاة والسلام الاول هو الذي ليس قبله شيء والاخر هو الذي ليس بعده شيء والظاهر هو الذي ليس فوقه شيء والباطن هو الذي ليس دونه شيء. هذا التفسير الذي لا تفسير يقدم عليه تفسير النبي عليه الصلاة والسلام وهذا فيه دلالة على ان اسماء الله تبارك وتعالى كلها لها معاني ليست اعلاما لا معنى لها بل لها معاني كل اسم من اسماء الله تبارك وتعالى يتضمن ثبوت صفة كمال لله فالاول يتضمن ثبوت الاولية والاخر الاخرية وهكذا اسماؤه تبارك وتعالى كلها دالة على ثبوت صفات كمال لله عز وجل ولهذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هنا آآ الاسم وتفسيره ذكر الاسم وتفسيرا قال اللهم انت الاول فليس قبلك شيء الى اخر هذه الدعوة ثم هذه الاسماء الاربعة التي خصت بالذكر هنا وجاءت مجتمعة في سورة الحديد فيها الدلالة على كمال احاطة الله سبحانه وتعالى بخلقه الاحاطة الزمانية والاحاطة المكانية اما الاول والاخر ففيهما الدلالة على الاحاطة الزمانية على الاحاطة الزمانية فمن حيث الزمان من حيث الزمان فالله تبارك وتعالى اول ليس قبله شيء اذا نظرت الى الزمان فالله تبارك وتعالى اول ليس قبله شيء وهو تبارك وتعالى اخر ليس بعده شيء كل شيء هالك الا وجهه فهو الاول الذي ليس قبله شيء وهو الاخر الذي ليس بعده شيء الظاهر الباطن يدلان على الاحاطة المكانية فالله عز وجل محيط بخلقه اما اسمه الظاهر فانه يدل على فوقيته سبحانه وتعالى وعلوه على خلقه ولهذا قال الظاهر فليس فوقك شيء الظاهر فليس فوقك شيء فهذا يدل وعلى ان الله عز وجل له العلو كما قال عن نفسه وهو العلي وقال الاعلى سبح اسم ربك الاعلى وقال الكبير المتعال فالله عز وجل له العلو وله الفوقية وهو القاهر فوق عباده والايات الدالة على علوه سبحانه وتعالى على خلقه لا تحصر فهي ليست بالمئات بل بالالاف كما ذكر ذلك العلماء رحمهم الله فهو الذي له العلو يدل عليه اسمه الاول اسمه الظاهر الذي ليس فوقه شيء ثم قال عقبه الباطن الذي ليس دونك شيء وهذا فيه دليل على قربه سبحانه وتعالى فمع علوه على عرشه واستوائه عليه ومباينته لخلقه فهو بائن من خلقه علي على عرشه سبحانه وتعالى ومع ذلك قريب قريب من عباده وهذا الذي يدل عليه البطون في قوله الباطن هو يدل على قربه سبحانه وتعالى من عباده مع علوه عليهم واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فالله عز وجل لا له العلو كما اخبر وهو في علوه دان من خلقه قريب منهم سبحانه وتعالى محيط بهم عز وجل فهذه الاسماء الاربعة تدل على كمال احاطة الله سبحانه وتعالى تدل على كمال احاطة الله عز وجل بخلقه الاول الذي ليس قبله شيء والاخر الذي ليس بعده شيء والظاهر الذي ليس فوقه شيء والباطن الذي لو ليس دونه شيء ثم بعد ذلك شرع في المطلوب قال اقضي عني الدين واغنني من الفقر اقضي عني اي اده عني يسأل الله تبارك وتعالى ان يقضي عنه دينه اي ان يؤديه عنه والمراد بالدين هنا اعم من المال الذي على الانسان تجاه الناس اعم من ذلك بل المراد بالدين الحقوق كلها حقوق الله وحقوق العباد فهذه كلها دين على الانسان وامانة في عنقه ومطالب بادائها والوفاء بها وهي عهد بينه وبين الله والتزام فيسأل الله عز وجل ان ييسر له قظاء ذلك والقيام به واقض عني الدين يطلب من الله التيسير والتسهيل والعون والتوفيق لاداء ذلك والقيام به قال اقضي عني الدين ويتناول بعمومه يتناول بعمومه الدين الذي هو التزام ما لي وتحمل من الانسان للاخرين فيسأل الله عز وجل ان يقضي عنه دينه واغنني من الفقر واغنني من الفقر. يسأل الله الغنى والالفقر فهو الا يجد الانسان كفايته او لا يجد شيئا لا يجد شيئا او لا يجد كفايته وما يسد حاجته فمن كان بهذه الصفة فهو فقير من لا يجد شيئا ومن لا يجد كفاية فهو فقير فيسأل الله عز وجل ان يغنيه من الفقر وكل من الدين والفقر هم كل من الدين والفقر هم والهم شأنه انه يقلق الانسان ويؤرقه وغالبا القلق الذي ينسى عن الدين والفقر يكبر في الانسان ويعظم عندما يسكن للراحة عندما يسكن بالراحة ويتهيأ للنوم ينتهي من الاعمال والمصالح التي تملأ وقته وتشغل وقته عن همه فاذا سكن واوى الى فراشه لينام فواردت على ذهنه فهذه الامور فاغلقت ولهذا يحصل ما يسمى بالارق يحصل ما يسمى بالارق وشرود النوم وعدم حصوله للانسان وتقلبه على الفراش وقتا طويلا يطلب النوم فلا يأتيه بسبب الهم الذي يترتب عليه القلق والقلق يترتب عليه شرود النوم عن الانسان ولهذا كانت هذه الدعوة مجيئها في هذا الموضع في غاية المناسبة في غاية المناسبة لان العبد يفوض امره الى الله سبحانه وتعالى ويحسن التجاءه اليه وتوسله وتذلله فيحصل له طمأنينة يحصل لقلبه طمأنينة وراحة وسكون يهدأ قلبه وايضا تقوى صلته بربه ويقوى رجاؤه وامله بالله سبحانه وتعالى ان يقضي عنه دينه وان يغنيه من فقره ولهذا اه جدير بكل مسلم ان تعظم محافظته على هذه الدعوات العظيمة التي لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد ادم يدعها ما كان يدعها اذا اوى الى فراشه اتى بها يناجي رب العالمين ويتذلل بين يديه ويقول عليه الصلاة والسلام وهو سيد ولد ادم بعد توسله الى الله بهذه التوسلات يقول اللهم انت الاول الذي ليس قبله شيء وانت الاخر الذي ليس بعده شيء وانت الظاهر الذي ليس فوقه شيء وانت الباطن الذي ليس دونه شيء اقضي عني الدين هكذا يقول سيد ولد ادم كل ليلة عليه الصلاة والسلام يناجي ربه فيسأل قظاء الدين من الله ويسأل الغنى من الفقر من الله فهو عبد لله ولننتبه لهذا عبد لله فقير الى الله محتاج الى الله ليس بيده شيء الامر كله بيد الله قال الله له في القرآن ليس لك من الامر شيء فالامر بيد الله سبحانه وتعالى وليت من وقعوا في الغلو في حقه عليه الصلاة والسلام يتأملون في امثال هذه الاحاديث في حقه وحق غيره ممن يقصدون القباب والاضرحة ومن يسمون بالاولياء ليعرضوا عليهم حاجاتهم وطلباتهم فمنهم من يعرض عليهم طلب الغنى من الفقر ومنهم من يعرض عليهم طلب الشفاء من المرض ومنهم من يعرض عليهم طلب قضاء الدين الى غير ذلك من الحاجات التي تنزل عياذا بالله بالقبور والاضرحة والقباب ومن يسمون بالاولياء وكل ذلك من الشرك بالله. الناقل من ملة الاسلام فامثال هؤلاء ليتهم يتأملون في مثل هذا الدعاء فها هو سيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام كل ليلة اذا اوى الى فراشه يناجي من يفتقر الى من يدل يذل لمن يطلب حاجته ممن فهو عبد عليه الصلاة والسلام والعبد لا يعبد العبادة والطلب كله لله لا يلتجأ في شيء من ذلك الا الى الله تبارك وتعالى واما اهل الغلو فشأنهم في هذا الامر الامر عجب في ظياعهم وبعدهم عن دين الله تبارك وتعالى وبعدهم عن حقائق الدين واصوله حتى ان ان بعضهم من شدة غلوه في حق النبي عليه الصلاة والسلام اطلق عليه هذه الاسماء الاربعة حتى ان بعضهم من شدة غلوه في حق النبي عليه الصلاة والسلام اطلق عليه هذه الاسماء الاربعة رأيت في ابيات من يقول فيها مادحا النبي عليه الصلاة والسلام هو الاول والاخر محمد هو الظاهر والباطن محمد عياذا بالله هل يقول ذلك من يعرف الدين ويعرف الشرع ويعرف القرآن ويعرف الدعاء الثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام حتى ان بعض المصاحف حتى ان بعض المصاحف المطبوعة طبعا اه تجارية مكتوب في اخرها اسماء النبي عليه الصلاة والسلام ومن جملة الاسماء التي كتبوها له هذه الاسماء الاربعة الاول والاخر والظاهر والباطن اسماء الله هذا كله من الغلو وقد قال عليه الصلاة والسلام اياكم والغلو في الدين فانما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين وقال عليه الصلاة والسلام لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد تقول عبدالله ورسوله سمع رجلا عليه الصلاة والسلام يقول ما شاء الله وشئت فغضب وقال اجعلتني لله ندا وفي رواية اجعلتني لله عدلا بل ما شاء الله وحده سمع امرأة تقول وفينا رسول الله يعلم ما في غد فغضب وقال لا يعلم ما في غد الا الله وسمع من يطريه فقال عليه الصلاة والسلام ما احب ان تنزلوني فوق منزلتي التي انزلني الله اياها ما احب ان تنزلوني فوق منزلتي التي انزلني الله اياها ولما قال الاسير اللهم اني اتوب اليك ولا اتوب الى محمد. قال عليه الصلاة والسلام عرف الحق لاهله عرف الحق لاهله صلوات الله وسلامه عليه فهو عليه الصلاة والسلام بين التوحيد ووضحه للامة وسد كل طريق يفضي الى الشرك ولكن يأبى اهل الغلو الا مناقضة ما جاء عنه ومخالفة هديه صلوات الله وسلامه عليه ولهذا نقول ليت هؤلاء يتأملون في مثل هذه الاحاديث وفي مثل هذه الدعوات من يذهبون الى القبور لطلب الشفاء الم يتأملوا ان النبي عليه الصلاة والسلام في حياته لما كان يأتيه من يأتيه مشتكيا من المرض ماذا كان يفعل معه لما جاءه عثمان ابن مظعون وهو يشكو من الم منذ اسلم يجده في بطنه ماذا قال له النبي عليه الصلاة والسلام قال ضع يدك على الذي يألم من جسدك ثم قل بسم الله ثلاث مرات ثم قل سبع مرات اعوذ بالله وقدرته من شر ما اجد واحاذر. ارشده الى اللجوء الى الله ولما كان يأتيه المريض كان يقول عليه الصلاة والسلام اللهم رب الناس اذهب البأس واشف انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ثم يذهب هؤلاء المساكين الى الاضرحة والى القبور يتمسحون بها وينطرحون عند اعتابها ويتذللون لاصحابها ويعرضون عليهم حاجاتهم فهذا تراه باكيا عند القبر يسأل مالا وذاك يسأل شفاء وذاك يطلب ولدا الى غير ذلك من الطلبات التي لا تنزل الا برب العالمين واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ولهذا كل هؤلاء الواقعين في هذه الضلالات وفي تلك الشركيات انما اتوا بعدم معرفتهم بكلام الله عز وجل وعدم معرفتهم بكلام رسول الله عليه الصلاة والسلام وعدم معرفتهم بالدعوات المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم اقول يكفي المسلم ان يعرف التوحيد ان يقرأ هذه الادعية هذه الادعية كلها توحيد واخلاص لله والتجاء الى الله سبحانه وتعالى وبراءة من الشرك فهي كلها تحقيق للتوحيد وتحقيق للاخلاص وتحقيق للاستقامة على شرع الله تبارك وتعالى ولهذا نتوجه الى الله تبارك وتعالى ملحين عليه سائلينه تبارك وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يبصرنا جميعا بدينه وان يهدينا سواء السبيل وان يعيذنا من الضلال وان يباعدنا عن الشرك ووسائله واسبابه وان يوفقنا لاتباع سنة نبينا الكريم عليه صلوات الله وسلامه قال رحمه الله وقال البراء بن عازب رضي الله عنه قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم ارجع على شقك الايمن وقل اللهم اسلمت نفسي اليك فوجهت وجهي اليك وفوضت امري اليك والجأت ظهري اليك رغبة ورهبة اليك لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك امنت بكتابك الذي انزلت وبنبيك الذي ارسلت فان مت من ليلتك مت على الفطرة واجعلهن اخر ما تقول متفق عليه ثم اورد المصنف رحمه الله حديث البراء ابن عازب رظي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال له اذا اتيت مضجعك اذا اتيت مضجعك المضجع هو الفراش الذي ينام عليه الانسان يسمى مضجع لان العبد يضطجع عليه يضع جنبه عليه قال اذا اذا اتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة توضأ وضوءك للصلاة والسبب في ذلك لكي يأوي الانسان على فراشه على طهارة لكي يأوي الانسان الى فراشه على طهارة وهذي اكمل احوال العبد المسلم ان يكون على على طهارة ولانه سيشتغل بالذكر واكمل احوال العبد حال ذكره ان يكون طاهرا يجوز ان تذكر الله عز وجل على غير طهارة مسبحا ومهللا وحامدا يجوز ذلك لكن اكمل احوال العبد في ذكره لله عز وجل ودعائه ومناجاته ان يكون على طهارة ولهذا ذكر العلماء في كتب الاذكار من اداب الدعاء واداب الذكر الطهارة ان يكون على طهارة ولهذا ارشد النبي عليه الصلاة والسلام قال اذا اتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة اذا كان العبد على طهارة مسبقة فلا يحتاج الى الوضوء وان كان على غير طهارة فانه يتوضأ وضوءه للصلاة فانه يتوضأ وضوءه للصلاة لان المقصود بالوضوء ان يأوي الى فراشه على طهارة ان يأوي الى فراشه على طهارة قال فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الايمن وهذا كما نبهت في درس مضى ادب من اداب آآ آآ النوم ادب من اداب النوم ان يضطجع المسلم على شقه الايمن قال العلماء وهذي اكمل احوال الانسان في اضطجاعة وفي نومه لان له في اضطجائه حالات اربع ان ينام على الشق الايمن الحالة الثانية ان ينام على الشق الايسر والحالة الثالثة ان ينام على ظهره والحالة الرابعة ان ينام على بطنه واكمل احوال الانسان في في نومه ان ينام على شقه الايمن. ان ينام على شقه الايمن ولم اقف في شيء من النصوص اه ما فيه التصريح باستقبال القبلة ما فيه التصريح باستقبال القبلة فاضطجاعه على فقهه الايمن فان تهيأ هذا اتفاقا والا ليس في النصوص ما يقتضي ذلك ولان الامر قد يلحق الانسان فيه مشقة قد يلحق الانسان في مشقة فلا يتهيأ له هذا الامر ولم اقف في شيء من النصوص التي وردت فيما يتعلق بالاذكار واداب النوم ما يدل على استقبال الا القبلة عندما يضطجع على شقه الايمن ولهذا لا حرج يضطجع على شقه الايمن على اي جهة كان على اي جهة كان فهذا ادب من الاداب ثم نلاحظ هنا ان هذا الاضطجاع على الشق الايمن هو اول ما يبادر اليه الانسان عندما يضطجع فيبادر الى هذه السنة اول ما يضطجع يكون اضطجاعه على شقه الايمن ولهذا مر معنا سابقا باسمك اللهم وضعت جنبي ما قال وضعت ظهري ولم يقل وظعت بطني قال وظعت جنبي وهذا يدل على ان الانسان اول ما ينام ينزل على على فراشه جالسا ثم يضطجع على على شقه الايمن هذه هي السنة هذه السنة وهذا الذي تدل عليه كثير من الاذكار التي وردت في الباب ان ان المسلم اذا اوى الى فراشه يبادر الى هذا اول ينام يضطجع على شقه الايمن يبدأ بذلك ثم يستمر على هذه الحال يستمر على هذه الحالة على شقه الايمن يأتي بالاذكار المشروعة الواردة واحدا تلو الاخر الى ان يأتيه النوم وهو على هذه الحال ان تمكن من الاستمرار على هذه الهيئة ان تمكن من الاستمرار على هذه الهيئة يستمر فهو اكمل له وان لم يتمكن تعب آآ لم يحتمل تألمت يده بعض الناس ربما لظروف معينة قد لا يستطيع فله ان ينقلب على ظهره وله ان ينام على شقه الاخر ينقلب اليه لكن هي اول ما يبادر يبادر الى الاضطجاع على الشق الايمن ويحاول ان يبقى على هذه الحال فان احتاج الى اقترابا على الظهر او اقتلابا على الجنب الايسر فلا بأس بذلك لكن لا ينام على بطنه لا ينام على بطنه لنهي النبي عليه الصلاة والسلام عن هذه النومة واخبر انها نومة المغضوب عليهم او نومة اهل النار الشاهد انه عليه الصلاة والسلام نهى ان ينام الانسان على بطنه ورأى شخصا نائما على بطنه فنهاه عن ذلك عليه الصلاة والسلام قال اذا اتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الايمن وقل اضطجع على شقك الايمن وقل هذا فيه تلقين النبي عليه الصلاة والسلام لاصحابه الاذكار والدعوات وارشادهم الى ما فيه راحتهم وطمأنينتهم وسعادتهم في الدنيا والاخرة قال اذا اتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الايمن وقل ثم ذكر له هذا الدعاء اللهم اسلمت نفسي اليك الى اخره قوله اللهم اني اللهم اسلمت نفسي اليك اي جعلت نفسي او رضيتم من نفسي ان تكون مستسلمة لك راضية بحكمك وقضائك وما تشاءه لي فانا اسلمت نفسي اليك والامر لك يا الله من قبل ومن بعد مثل ما مر معنا لك نفسي او لك مماتها ومحياها الامر لك ان شئت ارسلتها وان شئت قبضتها فانا اسلمت نفسي اليه ان قبضت نفسي فالامر لك وان ارسلتها وكتبت لي حياة فالامر لك فاسلمت نفسي اليك راضيا قسمته نفسي اليك راضيا بما تقضيه لي وما وما تدبره وانا عبد من عبيدك راض بما قضيته ودبرته لي يا رب العالمين. اللهم اسلمت نفسي اليك ووجهت وجهي اليك وهذا فيه الالتجاء الى الله والتوكل عليه سبحانه وتعالى والاخلاص وجهت وجهي اليك اي مخلصا متوكلا معتمدا عليك مفوضا امري اليك وفوضت امري اليك اي توكلت عليك بامري كله وقوله امري مفرد مظاد فيعم اي في كل امر من اموري وكل حاجة من حاجاتي قد فوظته امري اليك فتوفيقي بيدك وصلاح امري اليك فاموري كلها افوضها اليك متوكلا معتمدا عليك وحدك والجأت ظهري اليك اي اسندت ظهري لحمايتك وحفظك ففيه احتياج العبد التام الى حفظ الله ووقايته وكفايته سبحانه وتعالى قال واسندت والجأت ظهري اليك اي اسدت ظهري لحفظك وحمايتك وطلب الوقاية منك يا الله فهذا فهذا فيه التجاء الى الله تبارك وتعالى وطلب الحماية والعون قال رغبة ورهبة اليك ايقول ذلك واطلب ذلك وانا راغب الراهب راغب فيما عندك وراهب وهي خائف من ان تردني وان تمنعني من ذلك بسبب ذنوبه وتقصيره وتفريطي فانا جامع بين الرغبة والرهبة كما قال الله عز وجل عن الكمل من عبادة وانبيائه انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا ويدعوننا رغبا ورهبا فقولك هنا رغبة ورهبة اليك ايدعوك بهذه الدعوة ادعوك بهذه الدعوات وانا راغب اجتمع لي رجاء وخوف رغبة ورهبة رغبة ورهبة اليك لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك اي المفر اليك وحدك كما قال تبارك وتعالى ففروا الى الله لا ملجأ اي ليس لي من التجأ اليه ليس لي من التجأ اليه لا ملجأ لي ليس هناك من التجأ اليه واعتمد عليه وافوض اموري اليه الا انت يا الله لا ملجأ ولا منجى اي ليس لي نجاة ولا مكانا افر اليه احصل به نجاتي مما يهلكني ومما اخافه الا بان افر اليك وكل شيء يخافه الانسان يفر منه الا رب العالمين اذا خافه فر اليه سبحانه وتعالى ولهذا قال الله تبارك وتعالى ففروا الى الله اي شيء تخافه تفر منه ورب العالمين اذا تحقق منك الخوف او تحقق فيك الخوف منه تبارك وتعالى فررت اليه ولجأت اليه لانك تعلم ان الزوال خوفك وحصول نجاتك وتحقق امرك لا يكون الا منه تبارك وتعالى ولهذا قال لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك فاليك المفر واليك المفزع واليك الملتجى ونجاتي بيدك هذا معنى قوله لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك ثم قال امنت بكتابك الذي انزلت امنت بكتابك الذي انزلت امنت اي اقررت بكتابك اي القرآن الكريم الذي انزلت اي على عبدك ورسولك ومصطفاك محمد صلى الله عليه وسلم انزلته هداية ورحمة وذكرى للذاكرين امنت به امنت به وانه كتاب منزل من رب العالمين فيه الحق وفيه الهدى وفيه الفلاح وفيه السعادة امنت بذلك امنت بكتابك الذي انزلت وهذا فيه ان القرآن منزل ليس مخلوق انزله الله نزل من رب العالمين مثله ما مر معنا في الدعاء الذي قبله منزل التوراة والانجيل والفرقان فكتاب الله عز وجل منزل قال امنت بكتابك الذي انزلت وبنبيك الذي ارسلت بنبيك اي محمد عليه الصلاة والسلام الذي ارسلت اي ارسلته الى عبادك هاديا وبشيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا امنت بذلك وامنت بانه بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة صلوات الله وسلامه عليه وبنبيك الذي ارسلت ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام للبراء مبينا له عظمة هذا الدعاء وكبير اثره وعظيم فائدته قال فان مت من ليلتك التي اي ليلتك التي دعوت فيها بهذه الدعوات فان مت من ليلتك مت على الفطرة مت على الفطرة والمراد بالفطرة اي الاسلام كما قال كما قال الله تبارك وتعالى فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون فالفطرة هي الاسلام فان مت مت على الاسلام على فطرة الاسلام التي فطر الله تبارك وتعالى العبادة عليها وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعه الا ان تكونوا انتم الذين تجذعونها قال ابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ولم يقل يسلمانه لان لانه يفطر عن الاسلام يفطر على الاسلام وفي الحديث الاخر يقول الله تبارك وتعالى خلقت عبادي حنفاء فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم فيقول عليه الصلاة والسلام فان مت من ليلتك مت على الفطرة اي على دين الفطرة على الذي هو الاسلام دين الله تبارك وتعالى الذي فطر عباده عليه جاء في بعظ الفاظ الحديث قال فان مت على الفطرة وان اصبحت اصبت خيرا وان اصبحت اصبت خيرا لانك اذا دعوت بهذه الدعوة ونمت لا تخلو من حالين اما ان تموت فتكون موتتك على الفطرة واما ان يفسح لك في الاجل فيكتب لك خيرا اذا اصبحت فانت محصل لخير عظيم في محياك ومماتك ان مت حصلت خيرا وان اصبحت اصبت خيرا كما ارشد الى ذلك النبي عليه الصلاة والسلام وهذا الحديث في فائدة عظيمة جدا في شأن الاذكار في فائدة عظيمة جدا في شأن الاذكار هل عندما يدعو المسلم بهذه الدعوات هل منها شيء يتعلق بغده هل فيها طلب يتعلق مثل ان يقول اللهم اني اسألك خير هذه الليلة وخير ما بعدها هل يوجد فيه طلب فيما يتعلق بالغد؟ لكن انظر بركة الاذكار. حتى وان لم يطلب الانسان يأتيه الخير وهذا فيه فائدة يا اخوان ان المحافظة على الاذكار بركة على الانسان في حياته في لياليه وايامه بركة حتى الشيء الذي ما تطلبه يأتيك من بركة الذكر وبركة المحافظة عليه. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ان مت على الفطرة وان اصبحت اصبت خيرا هنا ايضا لك ان تقول ما الخير الذي اصيبه ما الخير؟ الذي اصيبه ماذا يدل عليه هذا السياق الكريم المبارك؟ ان ان اصبت ان اصبحت اصبت خيرا نكر الخير الذي يصاب تفخيما لامره وبيانا لعظمه وفظل الله تبارك وتعالى واسع والعطية على قدر المعطي الذي سيعطيك الخير من هو رب العالمين جل وعز والعطية على قدر معطيها قال وان اصبحت اصبت خيرا. اي من الله عليك بالخير فهذا نستفيد منه فائدة عظيمة جليلة القدر وهي ان المحافظة على الاذكار بركة بركة على العبد في حياته ومماته بركة على العبد في حياته ومماته يكتب له البركة في حياته وهو يكتب له ايضا التوفيق للموت على على الفطرة وعلى ما فيه السعادة والفلاح ان كان مات وان اصبح اصاب خيرا كما اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام قال واجعلهن اخر ما تقول واجعلهن اخر ما تقول يعني اجعل هذه الدعوات اخر شيء تقوله اخر شيء تقوله بمعنى ان هذه الدعوات ورد في السنة اشياء يسبقها وهذا فيه جواب على سؤال يأتي كثيرا من بعض الاخوة عندما يرد في النوم او في الصباح اذكار الصباح او اذكار المساء يسأل كثير من من الناس يقول اكتفي بواحد منها او اتي بها كلها اكتفي بواحد منها او اتي بها كلها فقوله عليه الصلاة والسلام اجعلهن اخر ما تقول اجعلهن اخر ما تقول هذا فيه اشارة الى ماذا الى ان للنوم اذكارا عديدة متنوعة لا تكتفي بواحد منها وانما حاول ان تأتي منها ما استطعت ان تأتي منها بما استطعت وليكن اخر ما تقوله منها هذا هذا الدعاء فهذا فيه جواب على على ذاك السؤال انواع الاذكار الواردة في النوم هل اتي بها كلها؟ او كل يوم كل ليلة اختار منها واحدا؟ بعضهم يسأل هذا السؤال كل ليلة اتي منها بواحد ام اتي بها كلها فالجواب انك تأتي منها بما استطعت وكلما جئت باكثر كان نصيبك من هذا الذكر والدعاء اعظم وحظك اوفر وليكن اخر ما تقوله من اذكارك ودعواتك هذا الدعاء الوارد في حديث البراء ابن عازف الوارد في حديث ابن البراء ابن عازب في حديث اخر جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام حديث فروة ان النبي عليه الصلاة والسلام قال له اقرأ قل يا ايها الكافرون عندما تأوي الى فراشك وقال له في الحديث واجعلها اخر ما تقول واجعلها اخر ما تقول. حديث ثروة يدل على استحباب قراءة قل يا ايها الكافرون اذا اويت الى فراشه. هو حديث ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام يستحب لك اذا اويت الى فراشك ان تقرأ قل يا ايها الكافرون مرة واحدة وايضا يستحب ان تكون هي ماذا يستحب ان تكون هي اخر ما تقرأ يستحب ان تكون هي اخر ما تقرأ وكيف تجمع بينها وبين هذا الحديث الجمع اه متيسر فيما يتعلق بالدعاء والسؤال والطلب ليكن اخر دعواتك ماذا هذه الدعوة التي جاءت في حديث البراء وفيما يتعلق بالقراءة فيما يتعلق بالقراءة اية الكرسي والمعوذتين وقل هو الله احد فليكن اخر ما تقرأ قل يا ايها الكافرون وبين عليه الصلاة والسلام ان انك ان مت في حديث ثروة الذي فيه قراءة قل ايها الكافرون انك ان مت مت اه على البراءة من الشرك او كما قال عليه يكتب لك براءة من الشرك مثل ما قال هنا تموت على الفطرة وهناك تموت بريئا من الشرك لماذا؟ لان قل يا ايها الكافرون سورة اخلصت للتوحيد توحيد الله واخلاص العبادة له قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون هذا التوحيد لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما اعبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين ثم تنام انت تقرأ هذه الايات وتستحضر معناها تموت ان مت بريئا من الشرك تموت ان مت وانت بريء من الشرك ولهذا بعض السلف كان يسمي سورة الكافرون المقشقشة يعني بعض السلف يسمي سورة الكافرون قل يا ايها الكافرون يسميها المكشكشة يعني التي تقش الشرك ما تبكيه تطرده وتبعده وقشفة وقشفشتها للشرك لا تكون بمجرد القراءة بل لا بد ان تقرأ وانت محققا ما دلت عليه من التوحيد والاخلاص والبراءة من السلف. فاذا قرأ المسلم قل يا ايها الكافرون الى تمام السورة مستحضرا معناها ومات من ليلته مات بريئا من الشرك مات بريئا من الشرك كما اخبر بذلك رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ثم بعد ذلك انتقل المصنف رحمه الله في فصل فيما يقوله المستيقظ من نومه ليلا ونكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد