بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا يا ذا الجلال والاكرام. نعم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وغفر الله له وللشارح والسامعين قال فصل في التسليم للقضاء من غير عجز ولا تفريط. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا. لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك يا حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير قال المصنف رحمه الله فصل في التسليم للقضاء من غير عجز ولا تفريط القضاء اهو ما قدره الله تبارك وتعالى على عبده والامور كلها بقضاء الله وقدره وكان امر الله قدرا مقدورا ثم جئت على قدر يا موسى الذي قدر فهدى الامور كلها بتقدير الله تبارك وتعالى فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن الخلق خلقه والملك ملكه تبارك وتعالى. ونواصي العباد بيده فكل ما يقع في هذا الكون من حركة وسكون وقيام وقعود وصحة ومرض وغير ذلك كل ذلك بقدر قال صلى الله عليه وسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس رواه مسلم في صحيحه فالامور كلها بقدر الله تبارك وتعالى والايمان بالقدر ركن من اركان الايمان العظيمة واصل من اصول الدين كما قال عليه الصلاة والسلام لجبريل لما سأله عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره فالقدر الايمان به اصل من اصول الدين بل لا ينتظم دين الانسان ولا يستقيم الا بايمانه بالقدر كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال الايمان بالقدر نظام التوحيد الايمان بالقدر نظام التوحيد فمن امن بالله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيدا يعني لا يستقيم توحيد عبد وايمانه الا اذا امن بالقدر وان الامور كلها باقدار الله تبارك وتعالى واذا عرف المسلم ان الايمان بالقدر اصل من اصول الايمان وركن من اركان الدين فان الواجب عليه ان يتلقى القضاء بالتسليم واذا اصابته مصيبة يعلم ان ما اصابه من عند الله ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه في علم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه رفعت الاقلام وجفت الصحف يعلم بذلك ويوقن فيتلقى القضاء بالتسليم لا يتلقاه بالاعتراض او الانتقاد او التسخط او الجزع او نحو ذلك بل يتلقى القضاء بالتسليم يتلقاه ما سيأتي معنا في الحديث بقول قدر الله وما شاء فعل قدر الله وما شاء فعل لان الامور كلها بتقدير الله تبارك وتعالى فيتلقى ذلك كله بالتسليم ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال بعض السلف وهو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم فيرضى ويسلم هذا هو الواجب على المسلم تجاه القضاء والقدر ان يتلقاه بالتسليم لا ان يتلقاه بالاعتراض والتسخط والجزع ونحو ذلك من الاعمال المنكرة قال في التسليم للقضاء في التسليم للقضاء ان يسلم للقضاء فلا ينتقد ولا يعترض ولا يتسخط بل يقل قدر الله وما شاء فعل من غير عجز ولا تفريط اي ان يكون تسليمه للقضاء من غير عجز ولا تفريط اي من غير عجز عن فعل المأمور لان القضاء والقدر ينبغي ان يتحاشى فيه المرء شيئين الشيء الاول ان يتحاشى الجزع فيؤمن بالقدر ولا يجزع لا يكن متسخطا جزعا بل يتلقاه بالتسليم ويفعل الاوامر ولا يعجز فيتحاشى الجزع والعجز الجزع من القدر بتلقيه بالسخط لا يفعل ذلك ولا ايظا يعجز عن الاوامر ويتوانى عنها محتجا على ذلك بالقدر يتكاسل عن الطاعات وعن العبادات وعن القيام باوامر الله تبارك وتعالى ويفرط فيها ويحتج على ذلك بالقدر فهذا باطل بل الواجب عليه ان يسلم للقضاء ولا يعجز ولا يفرط في المأمور ولا يعجز ولا يفرط في المأمور بل يجاهد نفسه على فعل الطاعات وما يقرب الى الله تبارك وتعالى من انواع العبادات ويصبر ويصابر ويرابط وهذا كما نبه اهل العلم من تمام الايمان بالقدر من تمام الايمان بالقدر ان يبذل ان يبذل العبد الاسباب المقربة الى الله تبارك وتعالى لا ان يتوانى عن فعل الاسباب محتجا على توانيه بالقدر فهذا في الحقيقة عجز وتفريط ليس من الايمان بالقدر في شيء ولهذا نبه المصنف قال التسليم للقضاء من غير عجز ولا تفريط تسليمه للقضاء من غير عجز ولا تفريط لان العبد اذا فرط وتعاجز وتكاسل عن القيام بطاعة الله تبارك وتعالى هذا من ضعف ايمانه ومن ضعف توكله ومن نقص دينه والايمان بالقضاء والقدر يبعث الانسان الى الاقبال على الله تبارك وتعالى ومجاهدة النفس على طاعة الله مع الاستعانة به جل وعلا الايمان بالقدر كما قدمت ركن من اركان آآ الايمان واصل من اصول الدين ولا يكون العبد مؤمنا بالقدر الا اذا امن بمراتب القدر الاربعة التي دل عليها كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وهو ان يعلم ان الامور ان الله تبارك وتعالى علم كل شيء احاط بكل شيء علما وسع علمه كل شيء علم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون احاط بكل شيء علما والامر الثاني انه يؤمن بان الله كتب مقادير الخلائق ان ذلك في كتاب ان يؤمن بان الله كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. كل شيء كتب الامر الثالث ان يؤمن بان الامور كلها بمشيئة الله فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بالله والامر الرابع ان ان يؤمن بان الله خالق كل شيء فكل شيء مخلوق الناس واعمالهم وحركاتهم وسكناتهم كل شيء اه الله خالق كل شيء والله خلقكم وما تعملون. الحمد لله رب العالمين فهو الخالق لجميع المخلوقات وما يكون منها من حركات وسكنات كل ذلك بمشيئته وخلقه وتقديره وايجاده سبحانه وتعالى فمشيئته نافذة جل وعز وقدرته شاملة ان الله على كل شيء قدير فيؤمن بذلك كله ثم يكون هذا الايمان كما وضح شيخ الاسلام هنا باعثا للانسان على العمل والجد والاجتهاد والقيام بطاعة الله تبارك وتعالى وقال ابو هريرة؟ قال نعم. قال الله تعالى اورد قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا المراد بالذين كفروا هنا المنافقون اهل النفاق الذين اظهروا الايمان وابطنوا الكفر تظاهروا بالايمان وتظاهروا انهم من اهل الايمان ومن اهل الدين ولكنهم في الباطن يبطنون كفرا يبطنون عدم ايمان بالله تبارك وتعالى وبرسوله اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون لانهم يعلنون ما لا يبطنون يعلنون الايمان ويبطنون الكفر اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون فهؤلاء المنافقون لهم اوصاف كثيرة واعمال سيئة عديدة من بين اعمالهم تخذيل اهل الايمان والمنافق يتحدث مع المؤمن باعتبار انه ماذا باعتبار انه مؤمن مثله وانه اخ له وناصح يتحدث معه بلهجة المؤمن الناصح لانه يظهر الايمان ويتظاهر به. فالله جل وعلا يذكر هنا ذما المنافقين وبيانا لعمل اه سيء لهم من من جملة اعمالهم السيئة يقول لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم اي اهل الايمان والنصرة والجهاد في سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا لاخوانهم اذا ظربوا في الارظ او كانوا غزا اذا ضربوا في الارض اي في تجارة وفي طلب رزق او كانوا غزا اي في قتال وجهاد لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ما ماتوا اي من ذهب منهم الى التجارة وما قتلوا اي من ذهب منهم للجهاد والقتال فيقول لو بقوا عندنا لما حصل الموت لمن مات منهم في سفره لتجارته ولما حصل القتل لمن ذهب منهم للقتال والجهاد لو بقوا معنا ما ماتوا وما قتلوا لم يحصل لهم موت ولم يحصل لهم قتل. هذا يقولون على وجه التخذيل ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم اي حسرة في قلوب هؤلاء ثم بين ان مقالتهم مقالة كاذبة مقالة ليس من ورائها الا التخذيل والا حقيقة الامر من كتب الله عليه الموت جاءه الموت اينما كان اينما تكونوا يدرككم الموت اذا جاء الموت ودنت منية الانسان مات ولو كان في فراشه في بيته ولو كنتم في بروج مشيدة فالموت اذا جاء وقته ودنت منية الانسان مات لا يمنع منه مانع ولا يحول بينه حائل كلا اذا بلغت التراقي وقيل مرة قيل في معنى مر قولان احدهما من يرقيه حتى يزول عنه هذا الاحتضار الذي سيموت بسببه فاذا دنت المنية لا يحول بينها حائل ولا يمنع منها مانع قال والله يحيي ويميت. يعني امر الحياة والموت بيد الله سبحانه وتعالى لا ان الانسان ان بقي في بلده سلم او سافر مات فهذه مقالة ليس لها حقيقة من حيث الواقع وانما ارادوا بها تخذيل اهل الخير واهل الفضل قال والله بما تعملون بصير وهذا من اعظم زواجر القرآن الاخبار بانه تبارك وتعالى بصير بالعباد عليم بهم مطلع عليهم لا تخفى عليه منهم خافية وهذه المقالة فيها الاعتراظ على القدر وعدم التسليم له لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ولو هنا استخدمها هؤلاء استخداما باطلا على وجه الاعتراض لاقدار الله تبارك وتعالى وان الانسان لو لم يفعل كذا لما مات لو لم يسافر لما كذا لو لم يذهب مع هذا الطريق لما حصل له الحادث هذا كله قول بلا علم هذا كله قول بلا علم وفتح لباب الشيطان كما سيأتي او لعمل الشيطان كما سيأتي ذلك في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام نعم وقال ابو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله تعالى من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله عز وجل. ولا تعجز وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان خرجه مسلم اورد هنا المصنف رحمه الله هذا الحديث العظيم حديث ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف المؤمن القوي الذي في ايمانه قوة وفي جسمه ايضا قوة نشاط وعزيمة وهمة ليس عنده فتور او كسل او ثواني وانما هو صاحب همة عالية وعزيمة ونشاط وصبر ومصابرة ومرابطة وجد واجتهاد ومحافظة على على على الطاعات والعبادات المؤمن القوي خير واحب الى الله واحب الى الله من المؤمن الضعيف واحب الى الله من المؤمن الضعيف وخير واحب كلاهما افعل تفضيل وهذا يفيد ان كل منهم فيه خير له حظه من حب الله تبارك وتعالى له لكن المؤمن القوي شأنه ارفع ومقامه اعلى ومنزلته اسمى ليس كالمؤمن الضعيف فرق بينهما ولهذا يأتي في القرآن التفريق وبيان المفاضلة بين العباد وبيان رتب العباد وبيان ايضا المنازل منازل العباد بحسب رتبهم في الايمان ليسوا على رتبة واحدة كما قال الله تبارك وتعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ليسوا على درجة واحدة وقال تعالى ولكل درجات مما عملوا الاعمال والطاعات متفاوتة ليسوا على رتبة واحدة ولهذا تفاضلوا تفاضلوا في الايمان وتفاضلت رتبهم ومنازلهم عند الرحمن تبارك وتعالى وهذا من الدلائل الكثيرة التي يستدل بها اهل السنة والجماعة على ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف وان اهله ليسوا فيه سواء بل متفاوتون منهم القوي ومنهم الظعيف منهم من هو زائد في ايمانه ومنهم من هو ناقص بايمانه ليسوا في الايمان على على رتبة واحدة فالايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف سئل احد السلف ايزيد الايمان وينقص؟ قال نعم يزيد حتى يكون امثال الجبال وينقص حتى لا يبقى منه شيء والحديث دلالته ظاهرة على ذلك. قال المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف المؤمن القوي في ايمانه وطاعته ونشاطه واقباله على الله تبارك وتعالى وجده واجتهاده احب الى الله واحب الى الله من المؤمن الضعيف قال وفي كل خير في كل خير في كل منهما خير لان من عنده الايمان ففيه خير ووجود الايمان وجود الايمان ان كان تاما منع من دخول النار وان كان ناقصا منع من الخلود فيها فالخير حاصل اذا وجد عند العبد الايمان الخير حاصل في كل خير والايمان ان كان تاما دخل به صاحبه الجنة دخولا اوليا بدون حساب ولا عذاب وان كان ناقصا فانه يدخل الجنة ولكن قد يعذب على تفريطه وعلى ذنوبه وعلى عصيانه قبل دخولها فالايمان آآ ينال به العبد الخير في دينه ودنياه سواء كان ايمانه قويا او ظعيفا لكن الايمان القوي شأنه اخر ومقامه عظيم قال عليه الصلاة والسلام ان اهل الجنة ليتراءون اهل الغرف يعني اهل المنازل الرفيعة في الجنة كما ترأون الكوكب الدري الغابر في السماء لتفاضل ما بينهم قال الصحابة رضي الله عنهم هؤلاء هم او هذه منازل الانبيا لا يبلغها غيرهم قال عليه الصلاة والسلام لا ولكن لرجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين امنوا بالله وصدقوا المرسلين ولاحظ هنا الجنة لا يدخلها الا من هو مؤمن بالله مصدق للمرسلين كل من يدخل الجنة هو مؤمن بالله مصدق المرسلين لكن هل هؤلاء الذين في هذه الرتب العالية ايمانهم بالله وتصديقهم للمرسلين مماثل لاهل المنازل الدنيا في الجنة او انهم متفاوتون فالناس يتفاضلون في ايمان بالله يتفاضلون في تصديقهم للمرسلين يتفاضلون في الاعمال والطاعات والعبادات والقربات يتفاضلون في ذلك تفاظلا عظيما فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها كل هؤلاء يدخلون الجنة الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات لكن كما قال العلماء المقتصد والسابق بالخيرات يدخلون الجنة دخولا اوليا بدون حساب ولا عذاب اما الظالم لنفسه فانه يدخل الجنة لكن قد يسبق ذلك مرحلة تعذيب بالنار لا لظلمه ولذنوبه ولمعاصيه واثامه قال وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز احرص على ما ينفعك هذا بذل السبب واستعن بالله اي كن معتمدا متوكلا على الله تبارك وتعالى وهذان اصلان لا بد منهما اصلان لابد منهما لنيل السعادة وتحصيل الخيرية احرص على ما ينفعك واستعن بالله بذل السبب والتوكل على الله فاعبده وتوكل عليه اياك نعبد واياك نستعين هذا مثل قوله هنا احرص على ما ينفعك واستعن بالله احرص على ما ينفعك اي قم ببذل الاسباب في التقرب الى الله عز وجل وتحصيل المنافع الدينية والدنيوية احرص على الامور النافعة لك اجتهد لا تكسل ولا تتوانى ولا تعجز بل صابر واصبر ورابط وجاهد نفسك على فعل الخير وسارع اليه احرص على ما ينفعك واستعن بالله اي كن مستعينا بالله على الطاعات طالبا عونه يا معاذ اني احبك فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وهذه المسألة العظيمة التي بينها النبي عليه الصلاة والسلام الناس فيها على ثلاثة اقسام الناس فيها على ثلاثة اقسام القسم الاول من يفعل الاسباب يفعل اسباب ويجد ويجتهد في فعلها ولا يتوكل على الله ولا يتوكل على الله تبارك وتعالى وانما يعتمد على السبب يعتمد على السبب ويلتفت بقلبه الى السبب ولا يكون متوكلا على الله تبارك وتعالى وهذا فيه تضييع للايمان في تضييع للايمان تضييع للتوكل على الله تبارك وتعالى فيكون مآل من كان كذلك الحرمان والخسران لان من تعلق شيئا وكل اليه اذا تعلق قلبه الاسباب وصار ملتفتا اليها غير متوكل على الله تبارك وتعالى يوكل الى هذه الاسباب ولا ينال الا الخسران والحرمان في دينه ودنياه القسم الثاني من يدعي انه متوكل على الله يدعي انه متوكل على الله ويعطل الاسباب يعطل الاسباب لا يفعلها ولا يباشر الاسباب لا يباشر طلب الرزق ولا يباشر الجد في العبادة ولا يباشر تحصيل العلم ويقول انا متوكل على الله ويقول انا متوكل على الله مثل نفر خرجوا من ديارهم الى الحج بدون زاد وقالوا نحن المتوكلون خرجوا الى الحج بدون زاد بدون نفقة وبدون زاد وقالوا نحن متوكلون اي على الله فنزل قول الله تعالى وتزودوا امر جل وعلا من اراد ان يحج ومن اراد ان ان يتزوج وتزودوا فان خير الزاد التقوى امر باخذ الزاد فالتوكل على الله حقا يكون ببذل السبب يكون ببذل الاسباب ومباشرتها ولهذا فان من يضيع الاسباب مدعيا التوكل على الله ايضا نهايته الى الخسران مثل لو ان شخصا عنده ارظ خصبة زراعية طيبة للزراعة وقال انا لن اضع فيها بذورا ولن اتي لها بزرع ولن اسقيها بماء وان شاء الله تبارك وتعالى وقدر ان تكون حديقة مليئة بانواع الاشجار والثمار والنخيل يكون اما انا لا افعل شيء انا انام عندها فقط ما لن اصنع شيئا هذا لا يحصل شيئا او لو قال اخر ان كان الله عز وجل قدر لي ذرية واولاد نجباء صالحين سيكون باذن الله. اما انا لن اتزوج الى ان اموت لن اتزوج الى ان اموت وان كان الله كتب لي ذرية سيكون لي ذرية هذا كله حرمان كل ذلك حرمان الله عز وجل امر الذي دعانا الى التوكل امرنا بفعل الاسباب الذي دعانا الى التوكل الذي قال وعلى الله فتوكلوا امرنا بالاسباب امرنا بالاسباب الدينية والدنيوية الاسباب الدينية قالوا اقيموا الصلاة واتوا الزكاة والاسباب الدنيوية قال فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ما قال تجلس في مكانك لا امر ببذل السبب والايات في هذا المعنى كثيرة فالذي يعطل السبب مدعيا انه متوكل على الله تبارك وتعالى هذا لا يحصل الا الحرمان كما ان ايضا من يبذل السبب متوكلا عليه معتمدا عليه ايضا لا يحصل الا الحرمان القسم الثالث وهو الذي دل عليه هذا الحديث احرص على ما ينفعك واستعن بالله وهو من يفعل السبب ويكون ماذا متوكلا على الله معتمدا على الله طالبا توفيقه وعونه وتسديده من الله تبارك وتعالى يبذل السبب ولا يتوكل على على السبب نفسه وانما يتوكل على الله تبارك وتعالى يذكر لي احد العوام انهم في منطقة جبلية عالية ليس عندهم ابار وليس عندهم وسائل لجلب المياه يقول فنأتي بالبذور وعندنا اراضي زراعية في تلك المنطقة العالية يقول نأتي في بالبذور البذور يابسة والارض يابسة الارض يابسة والبذور يابسة في يده البذور والارض يابسة ومن المعلوم ان اليابس ما ينبت الا اذا جاءه الماء وليس في ابار وليس فيه وسائل يقول فنأتي بالبذور ونبذرها في في هذه الارض اليابسة نقول يابس في يابس والرزق عليك يا رب توكل على الله تبارك وتعالى لا يعتمد على نفسه ولا على هذه اسباب يبذلها ولكنه في في في قلبه وفي باطنه معتمد على الله يطلب الرزق من الله يطلب لا ينظر الى شطارته ولا الى حذقة ولا الى فطنته يبذل الاسباب ما استطاع ويطلب التوفيق والتسديد والعون من الله تبارك وتعالى هو هذا هو النهج القويم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله احرص على ما ينفعك يعني ابذل الاسباب الدينية والدنيوية واستعن بالله اي اطلب العون في التسديد والتوفيق وحسن العاقبة من الله تبارك وتعالى قال ولا تعجز اذا كنت بذلت السبب وتوكلت على الله تبارك وتعالى لا تكن من اهل العجز والعجز يتعلق بالمأمور العاجز يتعلق بالمأمور يعني ما امرت به من القيام ببذل الاسباب لامورك الدينية والدنيوية لا تتلقى اي شيء منها بالعجز فالعجز يتعلق بالمأمور كما ان الجزع يتعلق بالمقدور القدر لا يتلقى بالجزع والمأمور لا لا يتلقى بالعجز فلا يعجز الانسان عن عن ما امر به من مصالح دينه ودنياه فلما امره بفعل السبب نهاه عن العجز نهاه عن العجز قال ولا تعجز اي باشر الاسباب باشر فعل الاسباب بهمة عالية بنشاط بجد باجتهاد ببذل باشر فعل الاسباب لا تعجزن لما ذكر ما يتعلق المأمور انتقل الى ما يتعلق بالمقدور قال واذا اصابك شيء اذا اصابك شيء يعني اذا اصبت بمصيبة او نزل بك بلاء او حصل لك ضراء مرظ فقر موت اي شيء اذا اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا كان كذا وكذا لو اني فعلت كذا كان كذا وكذا يعني لو انني فعلت هذا الامر لما حصل لي كذا او نحو ذلك من الكلمات فان له هنا اتت في مقام اه التسخط على اقدار الله تبارك وتعالى وعدم الرضا المصاب وعدم التسليم للمصاب او للقضاء قال فلا تقل لو اني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ولكن قل قدر الله وما شاء فعل وفي لفظ قل قدر الله وما شاء فعل والمعنى واحد اي اجعل هذه الكلمة على لسانك وهذه كلمة ينبغي على المسلم ان يجعلها على لسانه عند حصول اي مصاب له حتى لا يفتح على نفسه ماذا عمل الشيطان يجعلها على لسانه دائما حتى لا يفتح على نفسه عمل الشيطان. اذا اصيب بمصاب فقد محبوبا فات له برغوب اصيب بمكروه مات له آآ قريب فقد شيئا اي مصيبة تحصل له يجعل هذه الكلمة على لسانه حتى لا يفتح على نفسه عمل الشيطان رأسا يقول قدر الله وما شاء فعل او يقول قدر الله وما شاء فعل وينغلق باب الشيطان وعمل الشيطان على نفسه. والا ان لم يكن كذلك يأتيه الشيطان ويقول له لماذا انت ذهبت من هذا الطريق ولماذا لم تذهب من هذا الطريق ولماذا لم تأتي من هنا ولما ويفتح عليه امور تؤذي قلبه وتمرض نفسه ويكون فيها في استرساله معها معترظا على قضاء الله تبارك وتعالى وقدره غير مسلم للقضاء يكون بها غير مسلم للقضاء فهذا كله من من الجزاء ومما ينافي ما ينبغي ان يكون عليه المسلم من التسليم لقضاء الله تبارك وتعالى وقدره قال ولكن قل قدر الله وما شاء فعل قدر الله وما شاء فعل كلمتان ننتبه لهما. اهل العلم يقولون ان قدرة الله عز وجل شاملة لكل شيء ان الله على كل شيء قدير ومشيئة الله تبارك وتعالى نافذة لا لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه ما شاءه تبارك وتعالى ينفث ويكون كما شاء تبارك وتعالى حتى وان لم يشأه العبد كما قال الامام الشافعي رحمه الله في ابيات له جميلة قال ما شئت كان ما شئت انت يا الله ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن. خلقت العبادة على ما علمت وفي العلم يجري الفتى على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن. الامور كلها بقدر الله تبارك وتعالى ومشيئة الله تبارك وتعالى نافذة ولهذا يجب علينا ان نؤمن بقدرة الله الشاملة وبمشيئته تبارك وتعالى النافذة قدرة الله الشاملة ان الله على كل شيء قدير ان الله على كل شيء قدير ومشيئته تبارك وتعالى نافذة اي شيء يشاؤه تبارك وتعالى ينفذ لا يمكن ان يرده رد ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له فالامور آآ فمشيئة الله تبارك وتعالى نافذة ما شاءه تبارك وتعالى ينفث ولاحظ هنا ليتضح لك الفرق بين القدرة الشاملة والمشيئة النافذة الامور التي كانت الامور التي كانت اجتمع فيها القدرة الشاملة والمشيئة النافذة والامور التي ستكون ايضا يجتمع فيها القدرة الشاملة والمشيئة النافذة لكن الامر الذي لا يكون الامر الذي لا يكون مثلا آآ قول الله تبارك وتعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ارجاع من في النار الى الدنيا مرة ثانية ارجاع من في النار اهل النار اذا دخلوا النار يوم القيامة يطلبون من الله ان يعيدهم مرة ثانية للدنيا ليعملوا صالحا غير الذي كانوا يعملونه والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها. كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها. ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل هنا لاحظ حتى نفهم الفرق اه قدرة الله عز وجل تشمل هذا او لا تشمله اليس الله قادر على ان يعيدهم مرة ثانية للدنيا ليعملوا صالحا غير الذي كانوا يعملونه قادر لكن هل المشيئة تنفذ هنا هذا لا يكون اخبر تبارك وتعالى انه لا يكون فهنا المشيئة اه لم تنفذ لانها لو نفذت اعادهم تبارك وتعالى ولكن الله قدير على كل شيء فهنا تقول قدر الله وما شاء فعل قدر الله يعني الامور كلها بقدر الله وقدرة الله عز وجل شاملة لكل شيء وما شاء فعل يعني لا يمكن ان يتخلف الشيء الذي شاء تبارك وتعالى لا بد ان ينفذ حتى وان لم يشأه العبد ما شئت كان وان لم اشاء الشيء الذي شاءه الله تبارك وتعالى لابد ان ينفذ لابد ان يقع كما اراده تبارك وتعالى انما امره اذا اراد اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. يعني لابد ان يقع. ولا يمكن ان ان يتخلف باي حال من الاحوال اذا امن العبد بهذا قدر الله وما شاء فعل ما معنى لو هنا وما قيمتها اذا اذا امن العبد بهذا وقال هذه الكلمة عند مصابه قدر الله وما شاء فعل وهو مؤمن بها وبما دلت عليه وهنا انبه واؤكد ان المسلم عندما يقول هذه الكلمة حال مصابة لا يقولها ككلمة فقط لا يدري ما هي بل يقولها بايمان واستحضار لمعناها وما تدل عليه حتى تحقق فيه اثرا وثمرة قدر الله وما شاء فعل اذا قال قدر الله وما شاء فعل قطع عمل الشيطان. اذا قالها عن ايمان بما تدل عليه قطع على نفسه عن نفسه عمل الشيطان واغلق باب الشيطان بينما اذا ترك هذا الايمان الذي دل عليه الحديث واسترسل مع يدخل عليه الشيطان ويبدأ يفتح عليه كلمة لو لو لم تذهب لما مت لما مات لو لم تسافر لما خسرت لو لم كذا وهذي كلها يعني امور توجد في الناس بكثرة وهي كلها من عمل الشيطان الواجب ان يكون على لسان المسلم هذه الكلمة العظيمة المباركة التي ارشد اليها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام قال ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان له تفتح عمل الشيطان يعني هذه الكلمة تفتح على الانسان عمل الشيطان لماذا؟ لان الشيطان يدخل من خلال هذه الكلمة يدخل دخولا واسعا على الانسان ببث وساوسه نفثه من خلال هذه الكلمة فهي تفتح على الانسان عمل الشيطان في قلبه والواجب على الانسان الا يفتح عمل الشيطان يجب يا اخوان ان ننتبه لهذا نبينا عليه الصلاة والسلام يقول ان لو تفتح عمل الشيطان يعني اذا اذا قال الانسان كلمة لو في في مصابه كأنه اعطى الشيطان مفتاحا لقلبه بهذه الكلمة تفتح عمل الشيطان اي في قلب الانسان فيدخل ويبدأ يبث من السموم والافكار والخطرات والوساوس فهي فتح لعمل الشيطان والواجب على الانسان الا يفتح للشيطان على قلبه طريقا ولا يفتح له بابا ووالذي يسلم الانسان الايمان قدر الله وما شاء فعل هذا الحديث يدلنا على ان استخدام له في هذا المقام هو من عمل الشيطان وباب من ابوابه كذلك استخدام لو في مجال اخر وهو ان يقول لو في تمني الحرام تمني الحرام فهذا استخدام باطل ومحرم لا يجوز اما في بيان العلم وتمني الخير ونحو ذلك فلا بأس بذلك مثل قوله عليه الصلاة والسلام لو استقدمت من امر ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة ونحو ذلك هذا كله من استعمالات الصحيحة للو فلو اذا استعملت مثل ما جاء هنا في الاعتراظ على المصاب والجزع وعدم التسليم للقضاء فهو استخدام يفتح عمل الشيطان واستخدام محرم وكذلك اذا استخدمها في تمني الامور المحرمة التي تسخط الله تبارك وتعالى. نعم قال وعن عوف بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قضى بين رجلين فقال المقضي عليه لما ادبر حسبي الله ونعم الوكيل. حسبي الله حسبي الله ونعم الوكيل. فقال النبي صلى الله عليه عليه وعلى اله وسلم ان الله يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس فاذا غلبك امر فقل حسبي الله ونعم الوكيل ثم اورد المصنف رحمه الله حديث عوف بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قظى بين رجلين قضى بين رجلين اي في امر كان بينهما او خصومة كانت بينهما فقال المقظي عليه قال المقضي عليه لما ادبر حسبي الله ونعم الوكيل قال حسبي الله ونعم الوكيل قال ها هنا في في في هذا المقام آآ مقام انه قضي عليه واصبح مدانا في في هذه القضية فقال هذه الكلمة قال حسبي الله ونعم الوكيل فارشده النبي عليه الصلاة والسلام الى الحالة التي ينبغي ان يكون عليها الى الحال التي ينبغي ان يكون عليها. قال ان الله يلوم على العجز ان الله يلوم على العجز يلوم الانسان على اجزاء وهو تفريطه وتوانيه واهماله وتكاسله وتقاعسه عن فعل الخيرات ولكن عليك بالكيس والكيس هو الفطنة والنباهة والحرص على الاتيان بالامور على ابوابها ولهذا جاء في صحيح مسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال كل شيء بقدر حتى العجز والكيس حتى العجز والكيس كله بقدر العجز بقدر والكيس بقدر والمطلوب من الانسان ان يؤمن ان الامور بقدر ولكن ايضا يبذل السبب ويسأل الله تبارك وتعالى العون على الخير والتوفيق والسداد والاعانة والصلاح قال ولكن عليك بالكيس يعني عليك بالفطنة والنباهة والحرص على الخير والنافع والمفيد لك فاذا غلبك امر فقل حسبي الله ونعم الوكيل فلاحظ هنا النبي عليه الصلاة والسلام لفت انتباه هذا الرجل ان استخدام الاذكار المشروعة ينبغي ان يكون مبنيا على ايظا حسن العمل لا ان يفرط الانسان ويعجز ويتوانى ويكسل ثم يقول في تمام عمله ذكرا من الاذكار يعني مثلا شخص يفرط في المأمور ثم يلام عليه فيقول قدر الله وما شاء فعل مثلا هذا خطأ نعم قدر الله وما شاء فعل لكن استخدامك لها غير صحيح استخدامك لها غير صحيح فالاستخدام الصحيح ان الانسان يجتهد يجتهد في فيما يقرب من الله ويجد فاذا حصل قصور مع الاجتهاد يقول قدر الله وما شاء فعل اذا بذل ونشط وكان من اهل الكيس والنشاط والهمة وثم حصل قصور وقال قدر الله وما شاء فعل او قال حسبي الله ونعم الوكيل فالاستعمال حينئذ صحيحا اما اذا كان الانسان يفرط ويتوانى ويهمل ثم لا يحصل ما يريد فيقول حسبي الله ونعم الوكيل او يقول قدر الله وما شاء فعل هذا استخدام او استعمال للذكر والدعاء في غير بابه فهذا تنبيه مهم في في باب الاذكار والدعوات ان ان الانسان ينبغي ان يجمع بين الامرين بين فعل السبب التوكل على الله والذي في هذا الحديث هو مثل ما في الحديث الذي قبله جمع بين كلمتين استعن بالله احرص على ما ينفعك واستعن بالله اين احرص على ما ينفعك في حديث عوف في قوله ولكن عليك بالكيس الكيس هو اه الفطنة والنباهة والجد والاجتهاد عليك بالكيس وقوله واستعن بالله هذه في قوله حسبي الله ونعم الوكيل فيه التوكل على على الله تبارك وتعالى وبهذا تكون سعادة الانسان بهذا تكون سعادة الانسان اما ان يكون الانسان مفرط مفرط كسولا متوانيا عاجزا ثم يقول قدر الله وما شاء فعل او يقول حسبي الله ونعم الوكيل هذا استعمال للذكر على غير وجهه وبابه ثمان هذا الحديث قد رواه ابو داوود في في سننه كما بين المؤلف رحمه الله ووضح المحقق ان سند الحديث ضعيف لان فيه سيف وهو الشامي قال الذهبي لا يعرف تفرد عنه خالد بن معدان فالحديث ضعيف ولكن يغني عنها الحديث الذي قبله من حيث ان العبد ينبغي ان يكون مستعينا بالله تبارك وتعالى باذلا للاسباب فينال بذلك السعادة السعادة في دنياه واخراه نعم قال فصل فيما ينعم به على الانسان قال الله تعالى في قصة الرجلين ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله. قال رحمه الله فصل فيما ينعم به على الانسان اي ما ينعم الله تبارك وتعالى به من نعم على الانسان من مسكن طيب وولد وتجارة وصحة وعافية وملبس الى غير ذلك النعم التي ينعم الله تبارك وتعالى بها على عبده. ما الواجب نحوها ما الواجب نحوها ذكر الله عز وجل عن الكفار ذكر ذكر من حال الكفار انهم يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها فينسبونها الى غير المنعم اما بان ينسبها الى شطارة وحذقة يقول هذا بشطارتي او يقول هذا بعرق جبيني او ينسبها الى اجداده ورثته كابرا عن كابر او ينسبها الى اه مجد يدعيه او شرف انا حقي به وانا اهل له او نحو ذلك وكل ذلك منبني على وجود العجب فالانسان عندما يوسع الله عليه في النعمة وهذا مرض خطير جدا مرض خطير جدا يأتي في الغالب عندما يوسع الله تبارك وتعالى على العبد بالنعمة ويغفل على فضل الله عليه ومنة عليه وتيسير النعمة فيبتلى بالعجب واذا ابتلي بالعجب اخذ ينظر الى النعمة على اعتبار انه اهل لها وانه حقيق بها وانه جدير وان هذه اشياء نالها بشطارته وحزقه وفطنته وانه كابرا عن كابر يستحقون النعمة كل ذلك يأتيه بسبب العجب ولهذا قال الناظم والعجب فاحذره ان العجب مجترف اعمال صاحبه في سيله العرم بيت رائع جدا في ذم العجب والتحذير منه والعجب فاحذره ان العجب مجترف اعمال صاحبه في سيره العرم شبه العجب بسيل جارف يجرف الاعمال التي امامه ويجتثها سيل عرم يجتث اعمال صاحبها ويجترفها والعجب فاحذره العجب يجترف الاعمال لان المعجب بنفسه يكون مغرورا يكون متكبرا يكون مختالا يكون متعاليا يكون جاحدا للنعمة الى غير ذلك من الصفات التي تنشأ عن عن وجود العجب في الانسان فهنا في باب في باب الاذكار ينبه المصنف رحمه الله ان من من انعم عليه بالنعمة كيف يتلقى النعمة كيف يتلقى النعمة؟ وما الذي ينبغي عليه ان يكون تجاه نعمة الله التي انعم الله بها عليه والواجب هنا دائما وابدا على المنعم عليه ان يتذكر ان نعمته من الله وانها فضل الله عليه وان وان الله هو المال وهو المتفضل ويحمد الله سبحانه وتعالى على نعمه. وفي الحديث ان الله يرضى عن عبده ان يأكل الاكلة فيحمده عليها وان يشرب الشربة فيحمده عليها اذا جئت بالطعام والطعام جميل وهو شهي لا تقل وانت تأتي بالطعام هذا طعام آآ انا استاهله مثلا او انا حقي به او ولا تقل هذا هذا طعام حصلت عليه بجدارتي وعرق جبيني. حط ضع الطعام امامك وقل الحمد لله الذي يسره الحمد لله الذي سهل هذه نعمة الله علي تتذكر نعمة الله. كم من انسان ذكي وعنده من النباهة والفطنة ما عنده ويجلس طاويا ما عنده طعام الامور كلها بتيسير الله وتوفيقه فاذا انعم الله على الانسان بنعمة يكون دائما في كل نعمة مستذكرا نعمة الله عليه اذا لبس الانسان ثوبا جديدا ما يقول انا استاهل مثل هذه الثياب وهذه الثياب تصلح لامثالي وانا لا يقول الحمد لله الذي يسره فيكون دائما متذكرا نعمة الله تبارك وتعالى عليه فصل فيما ينعم به على الانسان ما الذي ينبغي ان يكون عليه الانسان اذا حصلت له النعم قال الله تعالى في قصة الرجلين ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله العلماء قالوا في في كتب التفسير او بعضهم قال في كتب التفسير كلمة جميلة قالوا ما شاء الله لا قوة الا بالله تطرد العجب العجب هو هو المصيبة في هذا الباب فما شاء الله لا قوة الا بالله تطرد العجب تطرد العجب من النفس اذا دخل بيته دخل حديقته واعجبه شيء له من مال من تجارة من صحة من عافية ما شاء الله لا قوة الا بالله هل يقول هذه الكلمة مجرد كلمة تقال باللسان؟ ما شاء الله لا قوة الا بالله او يقولها ويستحضر معناها ويوما بحقيقتها ومدلولها فاذا قالها واستحظر معناها وامن بحقيقتها ومدلولها انطرد منه العجب ولم يكن للعجب عليه طريق او سبيل ما شاء الله اي الامور كلها بمشيئة الله ماذا يدخل تحت هذا ما شاء الله ماذا يدخل تحته؟ اي اهذا هذه النعم؟ وهذا الخير الذي حصل لي هو بمشيئة الله ما شاء الله لا قوة الا بالله يعني لا قوة عندي احصل فيها خيرا اكتسب بها مالا اربح فيها تجارة الا بالله فقوتي بالله والامور التي تحصل لي والنعم التي تنزل علي بمشيئة الله فيقول هذه الكلمة وهو يستحضر معناها فيتحقق فيه الايمان وينطرد عنه العجب ولهذا هذه الكلمة تعتبر دواء ناجع ونافع لاذهاب العجب عن الانسان والانسان في معاشه وفي دنياه يمر عليه امور كثيرة تعجبه بيت اه سكنه او ملابس او او سيارة اشتراها جديدة اول ما يشتري الانسان السيارة الجديدة وتعجبه ويعجب بها فيبدأ يدخل عليه الشيطان ويقول له هذه السيارة انت حقيق بها ما يستاهل هذه السيارة الا انت وانت الذي كذا او يقول لهذه السيارة انت حصلت عليها بعرق جبينك وبجدارتك ويفتح عليه امور من هذا القبيل فكل هذه الاشياء تنطرد اذا اه اعجبته النعمة وفرح يقول ما شاء الله لا قوة الا بالله ما شاء الله لا قوة الا بالله ما شاء الله اي الامور كلها بمشيئة الله ومن ذلكم هذه النعمة التي نلتها وحصلتها ولا قوة الا بالله يعني لا قوة عندي على تحصيل ربح او اكتساب نعمة او تحصيل فضيلة الا بالله فهي كلمة عظيمة تقال عندما يحصل العبد نعمة من النعم ومنة من المنن قال ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله. هذه قالها احد الرجلين لصاحبه صاحبه الذي ذكر الله قصته في سورة الكهف اتاه الله عز وجل جنتين وجعل فيها من انواع الثمار وانواع الخيرات فجحد نعمة الله تبارك وتعالى عليه فنصحه صاحبه قال ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله وامتنع ان يقول هذه الكلمة فكان ما كان الشاهد ان هذه كلمة عظيمة يقولها المسلم اذا رأى ما يعجبه من النعم ومن الفضل من الصحة من العافية من البيت من الولد من الربح في التجارة وهذه دائما يحتاج اليها في اول حصول النعمة الان شخص دخل في تجارة عظيمة جدا وربح مثلا ربحا كبيرا. اول ما يدخل في باله يدخل عليه الشيطان يقول له هذا تخطيطك الماهر وهذي شطارتك في كذا وانت الذي كذا فيدخله العج فيحتاج ان اول ما تحصل النعمة يبادر ما شاء الله لا قوة الا بالله حتى لا يفتح للشيطان عليه طريقا او سبيلا وكم يقع الناس في خلل كبير في هذا الباب بسبب الانسياق وراء عمل الشيطان والغفلة عن ذكر الرحمن كما ينبغي نعم قال وعلى انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما انعم الله على عبد النعمة في اهل ومال وولد فقال ما شاء الله لا قوة الا بالله. فيرى فيها افة دون الموت ثم اورد رحمه الله هذا الحديث حديث انس ابن مالك وهو في معنى الاية من حيث ان من رأى نعمة من رأى نعمة في اهل ومال وولد فقال ما شاء الله لا قوة الا الا بالله. ما شاء الله لا قوة الا بالله فيرى فيها افة دون الموت يعني ان هذه الكلمة من اسباب الحفظ من اسباب الحفظ وهذا المعنى واضح جدا في الاية المتقدمة الاية المتقدمة تدل على ذلك ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله والرجل امتنع فجاءت افة واتلفت حديقته كاملة وندم ندم ندامة شديدة على عدم ايمانه وعدم قوله لهذا الكلام الذي نصحه ودعاه اليه صاحبه الحديث في معنى الاية ان من انعم الله عليه نعمة في اهل ومال وولد فقال ما شاء الله لا قوة الا بالله فيرى فيها افة دون الموت ففيه استحباب قول هذه الكلمة عندما يرى الانسان نعمة نعمة في صحته بتجارته في ماله في اهله في ولده في في مركوبه اي نعمة اذا رأى نعمة وقرت بها عينه وسعد بها يقول ما شاء الله لا قوة الا بالله ولا يفتح على نفسه بابا من ابواب الشيطان ويدخل عليه الشيطان من باب العجب واذا وجد العجب وجد تبع له امور كثيرة لا حد لها من الخطايا والاثام وهذا الحديث نبه المحقق على ان سنده ضعيف ولكن كما تقدم الحديث في معنى اه في معنى الاية ولا هي تدل على استحباب قول الانسان اذا رأى نعمة اه عليه في اهله او ماله او ولده يقول ما شاء الله لا قوة الا بالله ما شاء الله لا قوة الا بالله نعم قال وعن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه كان اذا رأى ما يسره قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. واذا رأى ما يسوؤه قال الحمد لله على كل حال ثم ختم هذا الفصل هذا الحديث قال وعن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اذا رأى ما يسره قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات واذا رأى ما يسوؤه قال الحمد لله على كل حال. وهذا فيه ان الا المسلم يتلقى النعم بالحمد يتلقى نعم الله بالحمد وهذا المعنى مطلوب في كل نعمة والله تبارك وتعالى يرضى عن عبده ان يأكل الاكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها الحمد مطلوب من العبد في النعم وان يتلقى نعم الله تبارك وتعالى بالحمد والشكر والثناء على الله تبارك وتعالى قال كان صلى الله عليه وسلم اذا رأى ما يسره وفي بعض النسخ ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات الحمد لله اي الثناء على الله مع حبه تبارك وتعالى والله جل وعلا يحمد على اسمائه وصفاته ويحمد تبارك وتعالى على مننه والائه وعطاياه وهنا حمد على النعم قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات الحمد لله الذي بنعمته وهذا فيه الاعتراف بان النعمة من الله والمنة من الله وان المتفضل هو الله وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وما بكم من نعمة فمن الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ففي هذا اعتراف بالنعمة وانها من الله وحمد لله عليها قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات اي لا يتم للانسان خير ولا تتحقق له سعادة ولا ينال ربحا وغنيمة الا بتوفيق الله ومنه وانعامه وتيسيره تناسب ان يقول الانسان عند حصول ما يسر وما يحب الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. واذا رأى ما يسوءه او رأى ما يكرهه يقول الحمد لله على كل حال الحمد لله على كل حال فالله عز وجل محمود على كل حال فله الحمد اولا واخرا وله الشكر ظاهرا وباطنا وقد يقدر الله عز وجل على الانسان امرا يسوؤه وويكرهه ويكون فيه فيه خير للانسان وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثير قد يكره الانسان شيئا ويجعل الله له فيه خيرا فالانسان يحمد الله عز وجل ويكون مؤملا اه راجيا طامعا في فظله ومنه سبحانه وتعالى. نعم. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد