بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وعلى اله وصحبه ومن والاه قال المؤلف رحمه الله تعالى فصل في الدين عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ان مكاتبا جاءه فقال اني عجزت عن كتابتي فاعني قال الا اعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صير لو كان عليك مثل جبل صير دينا اداه الله عنك. قال قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك. قال الترمذي حديث حسن. قال المصنف رحمه الله وغفر له فصل في الدين الدين هو المال الذي يتحمله الانسان في ذمته للاخرين باقتراضه منهم واخذ المال منهم على ان يعيده في اجل مسمى او غير مسمى فهذا يقال له دين والمسلم الناصح لنفسه لا يأخذ الدين من الناس الا اذا كان مضطرا اليه وله فيه حاجة شديدة وظرورة ملحة فانه يأخذه ويحمل حم اخذه ويكون حريصا على ادائه وقضائه والا فان الدين نفسه يقلق الانسان في امنه وفي راحته فالدين هم ولهذا ثبت في المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تخيفوا انفسكم بعد امنها قالوا وما ذاك يا رسول الله؟ قال الدين فالدين اهم والميت مرتهن بدينه ومن اخذ الدين وله نية في قضائه وعزم على سداده اداه الله عنه كما ثبت بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام من اخذ المال من الناس وهو يريد ادائه اداه الله عنه او كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر قال من كانت له نية في ادائه كان الله في عونه فالله جل وعلا في عون عبده اذا علم منه صدقا وحرصا وهمة وعزما ورغبة في اداء الدين وقضائه يعينه الله عز وجل ويؤديه عنه وييسر له قضاءه اذا توكل على الله واعتمد على الله واحسن الالتجام الى الله وصدق مع الله تبارك وتعالى في ادائه فان الله تعالى ييسر له اداء دينه فالدين هم للمستدين يؤرقه يشغل باله يكدر خاطره يخاف ان يموت وهو لم يقضي فهذا الدين فيهتم لهذا الامر وجاءت السنة عن النبي عليه الصلاة والسلام بالفزع الى الله وحسن الالتجاء اليه كما هو شأن المسلم في كل حال من الاحوال يفزع الى الله جل وعلا ويلجأ اليه ويفر اليه طالبا عونه طالبا تيسيره وتوفيقه وتسديده وتيسيره وهو تبارك وتعالى بيده ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض وهذه الترجمة او هذا الفصل الذي عقده المصنف رحمه الله عقده ليبين ما الذي يشرع لمن عليه دين ان يقوله وما هي الدعوات المناسبة التي يدعو بها من عليه دين ليقضي الله تبارك وتعالى عنه دينه وليتخلص من هم الدين قال رحمه الله عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ان مكاتبا جاءه فقال اني عجزت عن كتابتي فاعني المكاتب هو العبد الذي اتفق مع سيده ان يعتقه بمدة معينة يدفع خلالها كل شهر او كل اسبوع او كل يوم مبلغا معينا من المال كأن يتفق معه على مثلا الف ريال يدفع كل شهر مئة ريال فاذا تمت الالف يعتق فهذا يقال له مكاتب فجاء مكاتب الى علي جاء مكاتبا الى علي ابن ابي طالب رضي الله عنه يريد ان يساعده اي ان يعطيه مالا يساعده بمال ليدفعه الى سيده ليعتق لان بينه وبين سيدة مكاتبة على ان يدفع له مالا معينا واذا تم هذا المال يعتق فجاء يطلب مساعدة في هذا ان مكاتبا جاء فقال اني عجزت عن كتابتي يعني عجز ان يفي لسيده بما اتفقا عليه في الكتابة المال الذي يدفعه له كل شهر او كل اسبوع عجز عن ذلك فجاء الى علي رضي الله عنه يطلب منه المساعدة قال فاعني اي ساعدني على على هذا الامر قال علي رضي الله عنه الا اعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاحظ هنا ان عليا رضي الله عنه لم يقل له مباشرة قل كذا او ادعو بكذا وانما شوقه للامر ورغبه فيه الا اعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صبر دينا اداه الله عنك فهذا كله تشويق لم يقل له ادع بكذا وانما شوقه للامر وجعل نفسه تتوق لمعرفة هذا الدعاء العظيم ثم اخبره به قال كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا فيه حسن تلقي الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم للدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم وتعلمهم الدعاء الذي يرشد اليه عليه الصلاة والسلام وهنا لننتبه ان علي رضي الله عنه عنده قدرة علمية على ان ينشئ ادعية منوعة تتعلق بقضاء الدين ويجعل فيها من المعاني الجميلة والالفاظ الحسنة والتوسلات لديه قدرة على ذلك ولكن شأن الصحابة كان شأنا اخر شدة الحرص على الدعوات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمها للناس ودلالة الناس عليها بخلاف حال كثير من المتأخرين الذين شغلوا الناس بادعية مخترعة كتب جمعوا فيها ادعية هم اخترعوها وانشأوها وشغلوا الناس بها عن ادعية الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وهنا يتميز العالم المتبع من غيره العالم المتبع طريقته مثل طريقة علي بن ابي طالب رضي الله عنه وغيره من الصحابة دلالة الناس على السنة دلالتهم على هدي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام اما غير هؤلاء فانهم يتكلفون ويخترعون ويحدثون وينشئون ويملأون الكتب والاوراق بادعية وسؤالات ينشئونها من قبل انفسهم ويعطونها لعوام الناس وجهالهم يقرؤونها ويزيد الامر خطورة ان تلك الادعية التي يكتبونها يجعلونها مخصصة لامور معينة كأن يقول مثلا هذا الدعاء تقوله اذا دخلت المسجد وهذا الدعاء تقوله اذا طوفت الشوط الاول وهذا الدعاء تقوله اذا طوفت الشوط الثاني وهذا الدعاء تقوله في المسعى وهذا الدعاء خاص بعرفات وهذا الدعاء خاص بالمزدلفة اشياء يخترعونها ويتكلفون انشاءها لا دليل عليها من الكتاب ولا من السنة ولا اثارة من علم فبهذه الطريقة تشغل الناس يشغلون عن السنة يشغلون عن دعوات النبي صلوات الله وسلامه عليه بادعية مخترعة وكلمات محدثة تشغلهم عن هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام السلف الصالح رحمهم الله لم تكن طريقتهم هذه طريقتهم في كل مقام وفي كل باب يرشدون الناس الى السنة فهذا رجل جاء الى علي بن ابي طالب رضي الله عنه يشتكي من هم الدين والمكاتبة التي تحملها مع سيده ويريد ان يعينه فما كان منه رضي الله عنه وارضاه الا ان ارشده ودله الى سنة النبي عليه الصلاة والسلام وهديه في هذا الباب وكما قلت كان بقدرة علي رضي الله عنه وبوسعه ان يأتي بدعوات لديه قدرة علمية ولديه من الفقه والفهم ما يستطيع به ان ينشئ دعوات جميلة ومعانيها صحيحة تتعلق بالدعاء ويدل الناس عليها ويدل هذا السائل عليها لكن كانوا اهل اتباع وصفهم عبدالله بن مسعود بكلمات جميلة وصف عبدالله بن مسعود الصحابة بكلمات جميلة فقال انا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع ولن نضل ما تمسكنا بالاثر هذي طريقة الصحابة انا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع ولن نضل ما تمسكنا بالاثر طريقتهما الاقتداء والاتباع الاقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا فهم يقتدون ويتبعون ولا يبتدئون ويبتدعون الابتداء هو انشاء الشيء ينشئه الانسان من قبل نفسه والابتداع هو الاحداث في دين الله تبارك وتعالى كما قال عليه الصلاة والسلام من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اي مردود عليه ليس مقبولا منه فهذه فائدة لطيفة نستفيدها من هذا التوجيه المبارك من الخليفة الراشد علي بن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه وعن الصحابة اجمعين قال الا اعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يعلم الصحابة الدعاء كان يعلمهم الدعاء بل مر معنا في بعض الادعية السابقة يقول بعض الصحابة علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء كما يعلمنا السورة من القرآن وكان عليه الصلاة والسلام اذا اخطأ بعض اصحابه في بعض الفاظ الدعاء صحح له الخطأ مثل ما مر معنا في دعاء النوم من حديث البراء فكان يعلم عليه الصلاة والسلام اصحابه الدعاء وهنا ايضا امر ينبغي ان ننتبه له فيما يتعلق بادعية النبي عليه الصلاة والسلام المتنوعة في الابواب المختلفة ادعيته صلى الله عليه وسلم ادعية معصومة لا خطأ فيها ولا زلل ليس فيها اي خطأ وليس فيها اي زلل ثم هي مع ذلك ادعية جامعة كاملة مشتملة على المقاصد العالية والمطالب الرفيعة باوجز لفظ واكمل عبارة هذه صفة ادعية النبي صلوات الله وسلامه عليه تقول عائشة رضي الله عنها كان صلى الله عليه وسلم يحب الجوامع من الدعاء وجاء في الحديث الاخر قال لها عليك بالكوامل من الدعاء والجوامع من الدعاء وها هنا يتساءل الانسان لماذا يهجر كثير من الناس ادعية الرسول عليه الصلاة والسلام ويشتغلون بتلك الاوراق والكتب التي الفها من الفها وكتبها من كتبها وشغل الناس بها عن ادعية الرسول عليه الصلاة والسلام وها انت ايها المسلم قد تنبهت الى ان الخير كل الخير في اتباعك لرسولك عليه الصلاة والسلام واقتدائك بهديه صلى الله عليه وسلم فلتطرح كل ما كان من هذا القبيل الاشياء المخترعة والامور المتكلفة واقبل على دعوات نبيك صلى الله عليه وسلم الجامعة للخير الوافية بتحقيق المطالب العالية والمقاصد النبيلة السالمة من الخطأ والزلل المعصومة من من الخطأ والزلل قال لو كان عليك مثل جبل صبر دينا ها لو كان عليك مثل جبل جبل صير دينا لو كان عليك مثل جبل صير دينا صير جبل من الجبال المراد هنا اي لو كان عليك دين بلغ مبلغا كبيرا وذكر الجبل هنا فيه لطيفة ذكر الجبل هنا فيه لطيفة وهي ان الهم يوصف بانه ماذا مثل الجبل يقول بعضهم علي هم مثل الجبل يعني من كبره وثقله فهنا يقول لو كان عليك مثل الجبل لو كان عليك مثل الجبل وعادة يوصف الشيء الثقيل والدين ثقيل على صاحبه والدين ثقيل على صاحبه ويوصف يصفه من ثقل عليه يقول علي حمل مثل الجبل لا اطيق حمله اثقلني اتعبني قطع كاهلي عبارات تأتي على على لسان من اهمه الدين او اهمه امر اخر فذكر الجبل هنا فيه هذه اللطيفة قال لو كان عليك مثل جبل صير دينا اي لو كان عليك دين كبير ثقيل ما تظن انه يقضى يقضى عنك ولا تظن انه يتسدد ويتيسر سداده الا اداه الله عنك الا اداه الله عنك لو كان عليك مثل جبل صير دينا اداه الله عنك اي قضاه الله عنك اي ان الله تبارك وتعالى ييسر آآ قظاءه واذا واذا قال الانسان هذا الدعاء الاتي ذكره الواجب عليه ان يقوله عن ثقة ويقين بالله لا ان يقوله وهو غير مؤمل او غير طامع او غير راج او يخشى ان لا يحصل وانما يدعو وهو على يقين وثقة بالله تبارك وتعالى كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة اما ان يمد يديه ويقول هذا الدعاء ثم يقولها بعد الدعاء في نفسه يقول هذا دين كبير ما اظن انه يحصل لسداده او هذا دين ثقيل ما يمكن ان يقضى اين اين اليقين هنا ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة ادعوا الله وانت تعلم ان امره تبارك وتعالى اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ادعوا الله وانت تعلم ان خزائنه ملأى تبارك وتعالى ما عندكم ينفد خزائنه تبارك وتعالى ملأى بيده الامر هو المعطي المانع القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل فيدعو الانسان ربه وعنده يقين تام وثقة كاملة بالله تبارك وتعالى ويلح على الله جل وعلا وعليه ان يعلم ان ربه تبارك وتعالى يحب منه ان يلح عليه في الدعاء يحب من عبده ان يلح عليه في الدعاء بل ان من من لم يدعو الله يغضب عليه اذا كنت بحاجة شيء وفقير الى شيء ولا تدعو الله ولا تسأل الله ولا تلح على الله يغضب عليك رب العالمين جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من لم يسأل الله يغضب عليه من لم يسأل الله يغضب عليه الواجب على على على المسلم ان يكون دائما مظهرا فاقته وحاجته وفقره ويسأل ربه تبارك وتعالى حاجته ويلح على الله تبارك وتعالى في الطلب والسؤال والله يغضب ان تركت سؤاله وبني ادم حين يسأل يغضب ابن ادم عندما يسأل مرة او مرتين يغضب ويتبرأ من كثرة السؤال اما رب العالمين جل وعز فانه يغضب ان ترك السؤال ويحب من عبده ان يلح علي في السؤال والطلب ادعوا ربكم تضرعا اي ملحين وهذا فيه تنبيه ان هذا الدعاء الاتي ذكره لا يقوله من عليه الدين مرة واحدة ثم يقول دعوت فلم يستجب لي وهذا خطأ يقع فيه كثير من الناس دعوت فلم يستجب لي ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يستجاب لاحدكم ما لم يعجل قالوا وكيف يعجل يا رسول الله؟ قال يقول دعوت ودعوت فلم يستجب لي فاذا ينبغي على الانسان ان ينتبه هنا عندما يدعو بهذا الدعاء الاتي ذكره ان يلح على الله فيه وان يتحرى اوقات الاجابة وان يكثر من سؤال الله وهو مؤمل وطامع وراجي ويأتيه التيسير والفرج ممن بيده التيسير وبيده الفرج تبارك وتعالى قال قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك اللهم اكفني بحلالك عن حرامك الدعاء الان يتعلق بماذا الدعاء يتعلق بمسألة الدين رجل تحمل دينا ويلتجئ الى الله سبحانه وتعالى ان يقضي عنه دينه فتأتي السنة بالتوجيه الى هذا الدعاء اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك اللهم اكفني بحلالك اي اجعلني مكتفيا بالحلال واجعل الحلال فيه كفاية لي بحيث استغني به واكون مستغنيا به عن الحرام اللهم اكفني بحلالك عن حرامك اي اجعلني مكتفيا بالحلال مستغنيا بالحلال عن الحرام ولا تجعل نفسي ملتفتة الى الحرام تبحث عنه وتسعى في طلبه للخلاص من الدين او غيره وهنا في هذه الدعوة فائدة في معالجة امر يبتلى به كثير من الناس عندما يؤرقه الدين او عندما يشتد عليه الفقر الا وهو ان نفسه تتجه للبحث عن عن المال باي طريقة كانت وتجده يتعلل لنفسه يقول انا عندي دين كبير جدا اريد ان اتخلص منه فلا يبالي من اين اخذ المال سواء كان المال فيه شبهة او المال محرم حرمة بينة لا يبالي يريد ان يتخلص من الدين او يريد ان يتخلص من من الفقر وهذا مرض تبتلى به النفوس في مثل هذه الحال حال شدة الحاجة الى المال بسبب الدين او شدة الحاجة الى المال بسبب الفقر فتجد النفس تميل ميلا شديدا لطلب المال وتحصيله دون تفكير في سلامة هذا المال او عدم سلامته فبعض الناس في مثل هذا المقام لا يتورع عن المتشابه او المشتبه الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرظه وبعضهم اشد منه خطورة لا يتورع في مثل هذا المقام عن الحرام البين لا يبالي لان عنده امر مهتم به وهو الخلاص من الدين او الخلاص من الفقر ولا يبالي في ما يكون بعد ذلك من تحصيله للمال اهون من وجهه ومن حله اوليس كذلك فيأتي هذا الدعاء لمعالجة هذا المرض وهو سد هذا الامر اللهم اكفني بحلالك عن حرامك اجعلني يا رب عبدا مكتفيا بالحلال مستغنيا به عن الحرام ولا تجعل نفسي متطلعة للحرام او باحثة عن الحرام او سالكة مسلكا فيه حرام ابعدني عن ذلك يا رب فهذه دعوة جاءت في في في مكانها المناسب اعيد ثانية كثير من الناس في مثل هذا المقام عندما يبتلى بدين او يبتلى بفقر يؤرقانه او يؤرقه احد منهما تجده يريد مالا يبحث عن مال ولا يفكر في المال من اين يكتسبه بعضهم قد لا يتورع عن المشتبه وبعضهم قد لا يتورى عن الحرام البين وبعضهم لا يتورع عن الكذب وعن الغش وعن التدليس وعن الاحتيال وعن الابتزاز وعن الرشوة وعن وعن امور كثيرة لا يتورع عنها وهو بينه وبين نفسه يقول انا اريد اخلص نفسي من الدين او اريد ان اخلص نفسي من من الفقر فلا يتورع فيأتي هذا الدعاء ليعالج في الانسان هذا الامر وليكون بتوفيق من من الله تبارك وتعالى مكتفيا بماذا بالحلال مستغنيا به عن الحرام اللهم اكفني بحلالك عن حرامك اكفني بحلالك اي اجعل في حلالك كفاية لي اجعل في حلالك اي المال الحلال اي الذي احللته لي وقولك وقول هنا حلالك اكفني بحلالك اي ما احللت وهذا فيه ان الحلال ماذا ما احله الله والحرام ما حرمه الله ولهذا قال حلالك بحلالك اي ما احللته انت يا الله. فالحلال ما احله الله والحرام ما حرمه الله تبارك وتعالى بخلاف ما يتعامل به بعض الناس في مسألة الحلال والحرام بعض الناس فقه بعض الناس في فقهه في مسألة الحلال والحرام ان الحلال ما حل في اليد والحرام ما ما حرم عليه الحصول عليه. الذي حل في اليد ووقع في يده ومسكه هذا حلال باي طريقة كانت ما دام انه وقع في يده ووصار في حوزته او دخل في حسابه في البنك هذا حلال الحلال ما حل في اليد باي طريقة كانت يبتز يختلس ينتهب اموال الناس يغش الناس المهم ان يكثر المال في الحساب الذي يدخل في الحساب وهو داخل في في في رقمه في الحساب هذا حلال لانه حل في حسابه او حل في يده هذا فقه بعض الناس حتى لو حتى لو لم يصرح بذلك واقعه العملي يشهد عليه بذلك واقع هالعمل يشهد عليه بذلك. الحلال ما هو؟ قال بحلالك اي الحلال ما احله الله وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام ان الحلال بين وان الحرام بين الحلال البين هو ما احله الله في كتابه واحله رسوله المبلغ عنه في سنته صلى الله عليه وسلم والحرام ما حرمه الله في كتابه وما حرمه الرسول عليه الصلاة والسلام في سنته ولهذا قال بحلالك بحلالك ومن يدعو الله ويتفقه في دعائه ينتبه لهذه المسألة عندما يقول مكررا مرات اللهم اكفني بحلالك يا يفقه هذا الامر وينتبه له ويستحظره دائما وابدا ان الحلال هو ما احله الله تبارك وتعالى رب العالمين اللهم اكفني بحلالك عن حرامك ايضا قوله عن حرامك فيه المعنى نفسه ان الحرام هو ما حرمه الله تبارك وتعالى ونهى عباده عنه ومنع عباده منه واذا اراد الانسان على ضوء هذا الحديث ان يفقه الحلال والحرام ما هو؟ ماذا عليه اذا اراد ان يفقه الحلال والحرام ماذا عليه وهو الذي يكرر في دعائه اللهم اني اسألك اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واراد ان يفقه الحلال والحرام عرظت له مسألة من المسائل في البيوع في البيع والشراء ونحو ذلك ولا يدري اهي حلال او حرام من اين يعرف طريقها عندها الدعاء حلالك حرامك يرجع الى الشرع يرجع الى الشرع فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون يرجع الى شرع الله تبارك وتعالى حتى يفقه الحلال والحرام قبل ان يقدم وهذا فيه من التنبيه على ان المسلم لا يقدم على اه المعاملات والبيوع الا اذا تبين له سلامتها خاصة وقد كثر في الناس انواع من البيوع المحرمة وكثير من البيوع المشتبهة قال اللهم اكفني بحلالك عن حرامك هذا فيه كما قلت تنبيه للمسلم الى ضرورة معرفة الحلال والحرام واذا عرف الحلال فانه يسلكه ويتعامل على ضوءه واذا عرف الحرام فانه يجتنبه ومن لم يعرف الحرام كيف يجتنبه من لم يعرف الحرام كيف يجتنب الحرام كما قيل كيف يتقي من لا يدري ما يتقي ابو يوسف رحمه الله تلميذ ابي حنيفة له قصة مع بعض اه مع بعض اصحابه لطيفة جدا قال له بعض اصحابه ليتك تؤلف لنا كتابا في الورع ليتك تؤلف كتاب لنا كتابا في الورع يعني تعلمنا فيه الورع فقال لهم لقد الفت كتابا في البيوع قالوا ليتك تؤلف لنا كتابا في الورع قال لقد الفت لكم كتابا في البيوع انتبهتم يعني يا من يريد ان يتورع اقرأ البيوع وتعلم البيوع واعرف الحلال والحرام تكن ورعا. لكن لو اراد الانسان ان يتورع ويدخل في البيع والشراء وهو ما يعرف البيوت كيف يتقي من لا يدري ما يتقي كيف يتقي الانسان الحرام وهو لا يدري ما هو الحرام وهنا لا يلزم لا يلزم كل انسان ان يدرس مسائل البيوع دراسة تفصيلية عميقة بحيث يحيط بها لا يلزمه. لكن اذا عرظت للانسان مسألة من المسائل في البيوع وهو لا يعرف حكمها لا لا يقدم عليها مباشرة. بل يسأل اهل العلم ويستفصل منهم ثم بعد ذلك يفعل وهو يقدم على الامر اذا كان مباحا اقدم واذا كان محرما احجم وامتنع. واذا كان مشتبها توقف واتقاه حتى يتبين فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرظه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه الا وان لكل ملك حمى الاوان حمى الله محارمه قال واغنني بفظلك عمن سواك واغنني اي اجعلني يا الله مستغنيا بفظلك اجعل في غنا استغني بفظلك عن من سواك فلا اكون محتاجا الا اليك ولا اكون مفتقرا الا لك ولا اكون سائلا وطالبا الا منك فيكون افتقاري وسؤالي وطلبي وذلي كله اليك واغنني بفضلك عمن سواك وقوله بفظلك هذا فيه استحظار الداعي ان الفضل بيد الله تبارك وتعالى يؤتيه من يشاء. كما قال الله في القرآن وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم فاذا قال الداعي واسألك واغنني بفضلك والله عز وجل ذو الفضل العظيم خزائنه ملأى وما بكم من نعمة فمن الله عطاؤه تبارك وتعالى كلام ومنعه كلام اذا اراد شيئا انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون تبارك وتعالى فعطاءه كلام ومنعه كلام وخزائنه تبارك وتعالى ملأى قال واغنني بفضلك عمن سواك قال الترمذي حديث حسن هذا الحديث عظيم جدا وهذه الدعوة دعوة مباركة ارشد اليها الرسول عليه الصلاة والسلام من كان عليه دين واهمه دينه واخلقه دينه ويريد ان يقضي الله دينه عليه ان يدعو بهذه الدعوة العظيمة وانبه واؤكد على شيء ذكرته اولا وهو ان من يدعو بهذا الدعاء لابد ان يكون مع دعائه به على نية صادقة في السداد وعزم اكيد على السداد قد مر معنا الحديث ان من كان من كان عليه دين او من اخذ مالا يريد ادائه اداه الله عنه. وجاء في رواية وله نية في في سداده كان الله في عونه فيكون عند العبد نية صادقة وعزم صادق ورغبة قوية في ان يؤدي الدين وان يتخلص منه والامر الثاني ان يأتي بهذا الدعاء بصدق مع الله ويقين والحاح على الله تبارك وتعالى والامر الثالث ان يبذل الاسباب ان يبذل الاسباب يعني ما يبقى مكتفا يديه في بيته وهو يدعو وانما يبذل السبب كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي مر معنا قريبا احرص على ما ينفعك واستعن بالله اما من يسأل الله العلم ولا يذهب الى مجالس العلم ولا يقرأ الكتب ما يصبح عالما ومن يسأل الله الرزق ولا يمشي في مناكبها كما امره الله تبارك وتعالى لا يبذل السبب فهذا لا يحصل الا الحرمان الاسباب مطلوب بذلها ونبينا عليه الصلاة والسلام كان من هديه ومن سنته بذل الاسباب والامر ببذلها وفعلها النفس عليها اما الذي يسأل ولا ولا ولا يباشر السبب هذا مثل ما قيل في مسألة العلم قال تمنيت ان تمسي فقيها مناظرا بغير عناء والجنون فنون وليس اكتساب المال دون مشقة تلقيتها فالعلم كيف يكون لابد من من تعب ولابد من بذل ولابد من فاذا دعا الانسان والح على الله وبذل السبب يسر الله عز وجل له من ابواب الرزق والتيسير والسداد ما لا يحتسب العبد ما لا يحتسبه العبد يسر الله عز وجل له قظاء الدين ايضا في في مسألة قظاء الدين عندما يكون الانسان لديه همة عالية في سداد الدين وقضائه ليس فقط ييسر الله تبارك وتعالى له الحصول على المال ليؤديه الى صاحبه بل ييسر له الوصول الى صاحبه بسهولة ويسر ليعطيه المال الذي له وفي هذا تأتي القصة العجيبة التي رواها الامام البخاري رحمه الله في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قصة رجل من بني اسرائيل اقترض من صاحب له الف دينار اقترظ من صاحب ان اقترظ من رجل الف دينار فقال له ذاك الرجل اعطيك الف دينار دينا لكن اعطني شاهدا اعطني شاهدا انك افترضت مني الف دينار فقال له كفى بالله شهيدا قال صدقت كفى بالله شهيدا اذا اعطني كفيل يكفلك بان تعيد لي الالف دينار. فقال له كفى بالله كفيلا قال صدقت كفى بالله كفيلا واعطاه الالف دينار واعطاه الالف دينار وذهب الرجل الى بلدته. وكان بينه وبين صاحب الدين بحر فلما قظى حاجته لما قضى حاجته وكان بينهم يوم محدد ليعيد فيه الدين جاء عند البحر ومعه الالف دينار ليسددها ليذهب الى صاحبه ليسدد له دينه. في الوقت المحدد ملتزم بالسداد في الوقت المحدد واليوم المحدد فجاء الى البحر ومعه المال الف دينار يريد ان يذهب ليسلمها الى صاحب المال فبحث عنا قارب او سفينة تعبر به البحر ما وجد بحث ما وجد ووقت السداد وصل فوجد قطعة من الحطب قطعة من الحطب خشب النخل طويلة فجلس عند البحر قصها على قدر المال وادخل الدنانير في داخلها واغلقها باحكام واقفلها بعد ان حز النخلة الجذع او وقطعه ثم ادخل فيه المال واغلقه باحكام ورماه في البحر وقال اللهم انك تعلم حرصي وعلى على سداد هذا المال وبيني وبين هذا البحر ولم اجد سفينة تحملني اليه اللهم اوصله او كلاما نحو هذا ورمى الخشبة في الماء رمى الخشب في الماء ولم يكتفي بهذا ذهب واخذ الف دينار اخرى ورجع يبحث عن سفينة حتى يذهب ليسدد لصاحب المال ماله صاحب المال من الجهة الاخرى من البحر خرج على الموعد ينتظر صاحبه فجلس عند البحر ينتظر سفينة تأتي وفيها صاحبه يحمل الف دينار ما وجد ما وجد سفينة فلما اراد ان يرجع الى بيته وجد خشبة جاءت مع مع الماء ووصلت الى الشط الذي هو فيه فقال ما دام انه ما وجد اخذ هذه الخشبة حطبا له ولاولاده في بيته وذاك لما وضع الالف دينار وضع معها صحيفة فيها هذا هذا الامر ان هذا دين فلان ابن فلان وظع صحيفة فيها مع الدنانير فاخذ الرجل الحطبة وذهب الى بيته لا يحصل له ولاولاده الدفء بها يشعلها ويتدفى بها هو واولاده وكانت طويلة فاراد ان يقسمها قسمين فلما قسمها واذا بالدنانير في وسط بيته فاذا بالدنانير والخطاب يقرأ الخطاب واذا به خطاب من صاحبه يذكر فيها انها ماله والحديث في صحيح البخاري فقرأ الخطاب واخذ الدنانير. الرجل لما وجد السفينة جاء وصل الى صاحبه فقال خذ هذه قال هل بعثت الي شيئا قال قلت لك انني ما وجدت قلت لك انني على شاطئ البحر وما وجدت سفينة لم اجد الا الان قال ادى الله عنك الذي ارسلت في الخشبة قال ادى الله عنك الذي ارسلت في الخشبة اداه الله عنك وصل فرجع الالف دينار راشدا هكذا جاء في تمام الحديث قال فرجع بالالف دينار راشدا هل الانسان الحريص الله جل وعلا ييسر له من حيث لا لا يحتسب والمهم ان يكون عند الانسان همة عالية ورغبة صادقة وجد مع الله سبحانه وتعالى والحاح على الله كفى بالله وكيلا كفى بالله شهيدا كفى بالله معينا كفى بالله ميسرا كفى بالله وموفقا ومسددا يلجأ الانسان الى الله صدق مع الله تبارك وتعالى والله تبارك وتعالى بيده ازمة الامور ونسأل الله عز وجل ونتوجه اليه اجمعين بان يكفينا بحلاله عن حرامه وان يغنينا وان يغنينا بفضله عمن سواه. اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك