بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما اللهم يسر امورنا واشرح صدورنا واعنا على طاعتك يا ذا الجلال والاكرام اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا ورزقا طيبا لا حول ولا قوة الا بالله ما شاء الله تبارك نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين قال فصل في رؤية الهلال قال عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذا رأى الهلال قال الله اكبر اللهم اهله اللهم اهله علينا اللهم اهله علينا بالامن والايمان والسلامة والاسلام والتوفيق لما تحب وترظى ربنا وربك الله قال خرجه الدارمي وخرجه الترمذي اخسر منه من حديث طلحة قال المصنف رحمه الله فصل في رؤية الهلال اي ما الذي يستحب للمسلم ويندب له ان يقوله اذا رأى الهلال والهلال هو يكونوا في اول الشهر يهل الهلال من اول كل شهر وهذه اية من ايات الله عز وجل العظيمة الدالة على كمال قدرته وعظمة تدبيره سبحانه وتعالى لهذا الكون قال عز وجل والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم القمر له منازل محددة كل ليلة ينزل منها منزلة الى ان يصل الى نهايته فيعود مهلا من جديد مؤذنا بدخول شهر جديد وبهذا يعلم عدد الشهور وعدد السنين وهذا كله من ايات الله جل وعلا من ايات الله لتعلموا عدد السنين والحساب اية من ايات الله العظيمة واذا اهل الهلال في اول الشهر فهذا ايذان بدخول شهر جديد واذان اذان بدخول وقت جديد هو من حياة الانسان ومن عمره دخل شهرا جديدا اذن بدخوله اهلال الهلال فما الذي يستحب للمسلم ان يقوله اذا اهل الهلال وكما عرفنا الهلال يكون في اول الشهر ولهذا فان الدعاء الاتي عند المصنف رحمه الله يقال في الليالي الاولى من الشهر في الثلاث الليالي الاولى من الشهر عند رؤية الهلال سواء في الليلة الاولى او الليلة الثانية او الليلة الثالثة لانه بعد ذلك يسمى قمر واما في اول الشهر عندما يبدو ضعيفا رقيقا فانه يسمى هلال يسمى هلال ثم يبدأ حجمه يكبر ولا يصبح حلالا وانما يصبح قمرا فهذه سنة مستحبة في اول الشهر عند رؤية الهلال في اول الشهر عند رؤية الهلال اذا رأى المسلم اه الهلال في اول الشهر يدعو بهذه الدعوة وايضا اذا دعا بهذه الدعوة لا لا يستقبل الهلال ولا ينصب وجهه الى جهته مستقبلا الهلال ثم يدعو وانما على جهته على على جهة الانسان عندما يلمح الهلال ويدعو بهذه الدعوة اما ان يتحرى استقبال الهلال وينصب وجهه اليه فهذا لا يفعل بل جاء عن بعظ السلف رحمهم الله النهي عن ذلك كما نقل المحقق عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال اذا رأى الهلال فلا يرفع اليه رأسه اذا رأى الهلال فلا يرفع اليه رأسه انما يكفي من احدكم ان يقول ربي وربك الله وعن ابن عباس رضي الله عنهما انه كره ان ينتصب للهلال ولكن يعترظ ويقول الله اكبر الى اخره فاذا يلاحظ هذا ان الانسان لا ينتصب للهلال ولا يقيم وجهه الى الى جهته او لا يقصد استقبال الهلال وهو يدعو بهذا الدعاء وانما هذا دعاء يقال في اول الشهر عند رؤية الهلال اورد المصنف رحمه الله هنا حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رأى الهلال قال الله اكبر اللهم اهله علينا بالامن والايمان والسلامة والاسلام والتوفيق لما تحب وترظى ربنا هو ربك الله اذا رأى الهلال قال الله اكبر ومناسبة التكبير هنا تعظيم الله عز وجل لان هذا من الدلائل على كمال عظمة الله وكمال قدرته سبحانه وتعالى وانه جل وعز هو المتصرف في هذا الكون المدبر له وهو الذي من باهلال الهلال ومن على الانسان بلحوق هذا الشهر وادراكه فيكبر الله تبارك وتعالى تعظيما لله جل وعلا فيقول الله اكبر ومعنى الله اكبر اي من كل شيء كما قال صلوات الله وسلامه عليه لعدي بن حاتم وهل شيء اكبر من الله قال وما يفرك ايفرك ان يقال الله اكبر وهل شيء اكبر من الله فمعنى الله اكبر اي من كل شيء وتكبير الله جل وعلا هو اعتقاد انه سبحانه وتعالى الكبير الذي ليس شيء اكبر منه قل اي شيء اكبر شهادة قل الله قال الله اكبر اللهم اهله علينا بالامن والايمان والسلامة والاسلام. اللهم اهله علينا اي اللهم اجعل فهذا الهلال وهذا الشهر مهلا علينا بهذه الامور الامن والايمان والسلامة والاسلام والتوفيق والتوفيق لما تحبه وترضاه فهذا فيه دعاء مناسب دعاء مناسب مع هذا الحدث دعاء مناسب مع هذا الحدث وهو اهلال الهلال والايذان بدخول شهر جديد فناسب الدعاء في هذا المقام ان يسأل الله تبارك وتعالى وان يلتجأ الى الله عز وجل بانى يكون شهر خير شهر ايمان شهر امن شهر اسلام شهر سلامة وعافية وتوفيق فهي دعوات مباركة مناسبة للحال والمقام ودخول الشهر الجديد قال اللهم اهله علينا بالامن والايمان والسلامة والاسلام الان من ظد الخوف اي اجعل هذا الشهر شهر امن لا خوف فيه ولا فزع وانما نعيش ايامه ولياليه بطمأنينة وامن وسلامة من المخاوف والشرور والمقلقات والايمان اي بك يا الله وبما امرتنا بالايمان به من اصول الايمان العظيمة واسسه المتينة كالايمان بالملائكة والايمان بالكتب والايمان بالرسل والايمان باليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره فان الايمان بهذه الاشياء هو من الايمان بالله اذ لا يكون العبد مؤمنا بالله حتى يؤمن بما امره الله تبارك وتعالى بالايمان به فالايمان بهذه الاصول هو من الايمان بالله فقوله بالايمان اي بالايمان بالله وبكل ما امر تبارك وتعالى عباده به والايمان هو كالاقرار والتصديق هو الاقرار والتصديق يقر ويصدق امور الايمان وباصول الايمان التي امر الله جل وعلا عباده بها قال بالامن والايمان والسلامة والاسلام والسلامة اي الوقاية والنجاة من الافات والشرور والاضرار والمهلكات قال والسلامة والاسلام الاسلام هو الانقياد لله تبارك وتعالى واسلموا له اي ان قادوا له وامتثلوا امره وقوله والاسلام اي اجعل هذا اجعلنا مستسلمين لك منقادين لامرك مطيعين لحكمك مذعنين لشرعك وقد جمع هنا في في هذا الحديث كما نلاحظ بين الايمان والاسلام جمع بينهما والعلماء رحمهم الله يقولون اذا جمع بين الايمان والاسلام في نص واحد فان الايمان يراد به العقائد الباطنة التي في القلب والاسلام يراد به الاعمال الظاهرة على ما هو مبين وموضح في حديث جبريل المشهور وحديث جبريل جمع فيه بين الايمان والاسلام وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بالاعتقادات الباطنة وفسر الاسلام بالاعمال الظاهرة فلما قال له جبريل عليه السلام اخبرني عن الايمان قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره ولما قال له اخبرني عن الاسلام قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج بيت الله الحرام وفي ذلك يقول جبريل صدقت وفي تمام الحديث قال هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم فدل هذا الحديث وافاد ان الاسلام يراد به اعمال الدين الظاهرة والايمان يراد به عقائد الدين الباطنة هذا في حال اجتماعهما اما اذا انفرد احدهما عن الاخر بالذكر فانه يشمل معنى الاخر فمثلا قول الله سبحانه وتعالى ان الدين عند الله الاسلام وقول الله تبارك وتعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا ونظائرها من من الايات التي ذكر فيها الاسلام وحده فان الاسلام هنا يتناول الدين كله عقائده الباطنة واعماله الظاهرة وكذلك اذا ذكر الايمان وحده كما في قوله سبحانه وتعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا فتناول هذا السياق الكريم في بيان الايمان تناول الامور الباطنة والاعمال الظاهرة وقال عليه الصلاة والسلام الايمان الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان والنصوص في هذا المعنى كثيرة فالايمان اذا افرد تناول الدين كله والاسلام اذا افرد تناول ايظا الدين كله واذا ذكر معا في نص واحد كما في هذا الحديث وكما في حديث جبريل وكما في الدعاء للميت اللهم من احييته منا فاحيه على اسلام ومن توفيته منا فتوفه على الايمان ومثل قوله ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ونصوص كثيرة يأتي فيها الجمع بينهما فاذا جمع بينهما يكون الاسلام في الاعمال والايمان في العقائد الاسلام في في الاعمال والايمان في العقائد القاعدة في هذا كما قال اهل العلم قالوا ان من الاسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند افراده اطلاقه فاذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعض تلك المسميات والاسم المقرون به دال على باقيها وهذا ليس فقط في الاسلام والايمان بل في اسماء شرعية كثيرة كلها تندرج تحت هذه القاعدة ثم في هذا الدعاء بيان ان الامن مرتبط بالايمان والسلامة مرتبطة بالاسلام فلا امن الا بالايمان ولا سلامة الا بالاسلام فانهما قرينان اذا وجد الايمان وجد الامن واذا وجد الاسلام وجدت السلامة واذا انتفى الايمان انتفى الامن واذا انتفى الاسلام انتفت السلامة فالامن مرتبط بالايمان والسلامة مرتبطة بالاسلام قال الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن اولئك لهم الامن وهم مهتدون. فالامن اه ثمرة من ثمار الايمان ونتيجة من نتائجه وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا فتبديل الخوف بالامن مرتبط بالايمان بالعبادة بالتوحيد بالاخلاص والذي يؤمن الخائف ويجير المستجير هو رب العالمين الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف فالامن منة الله والسلامة منة الله جل وعلا وهذه المنة تطلب اه الالتجاء الصادق اليه وتطلب بفعل الاسباب المقربة اليه بفعل الاسباب المقربة اليه ولنتنبه لهذا امن الانسان وسلامته ينال بامرين ينال بالالتجاء الى الله عز وجل وسؤاله سؤاله الامن سؤاله آآ السلامة سؤاله زوال الخوف يطلب الله جل وعلا ويلتجأ اليه ويدعى والامر الثاني بفعل الاسباب المقربة اليه فالعبد اذا اطاع الله جل وعلا وقام بما امره به وابتعد عما نهاه عنه امنه ومن عليه بالامن وحماه ووقاه وحفظه وكان معينا له وحافظا ومؤيدا ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون معية خاصة تقتضي الحفظ والتأييد والنصر فبهذين الامرين ينال الامن بالدعاء وفعل الاسباب دعاء الله اللهم اهله علينا بالامن والايمان والسلامة والاسلام وبفعل الاسباب ولهذا قال هنا في هذا الدعاء والتوفيق لما تحب وترظى اي من الاعمال الصالحة والطاعات الزاكية المقربة اليك التي بفعل العباد لها ينالون الامن وليس الامن الذي ينالونه في الدنيا فقط بل امن تام كامل في في الدنيا والاخرة فالدنيا من مخاوفها ومفزعاتها وفي الاخرة من اهوال يوم القيامة وشدائدها فيحفظه الله عز وجل ويؤمن خوفه فيكون امنا في في دنياه وفي اخراه قال اللهم اهله اي اجعله مهلا علينا بالامن والايمان والسلامة والاسلام والتوفيق لما تحب وترظى اي اي واجعله ايظا مهلا علينا بالتوفيق بالتوفيق لما تحب وترظى اي بان توفقنا فيه لمحابك ومراظيك وما ترضى عنا به والله عز وجل يحب العبد ويرضى عنه باعمال العبد الصالحة وطاعاته الزاكية والبعد عما يسخطه جل وعلا ويغضبه ولهذا تقرأ في القرآن اوصاف يحبها الله جل وعلا واعمال يحبها ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين قل ان كنتم تحبون قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فالقرآن فيه اعمال واقوال ذكر الله تبارك وتعالى انه يحبها من عباده ويرظاها عنهم رظي الله عنهم ورضوا عنه وهذه النصوص تدل على ان الرب العظيم تبارك وتعالى يحب ويرظى قال سبحانه وتعالى يحبهم ويحبونه وقال رضي الله عنهم ورضوا عنه فهو سبحانه يحب جل وعلا ويرظى يحب ويرضى واذا علم المسلم ان ربه تبارك وتعالى يحب ويرظى فهذا يحرك قلبه للبحث عن الاعمال التي يحبها الله ويرظاها عن عبادة فيجاهد نفسه على فعلها والقيام بها وتحقيقها ليكون من الذين يحبهم الله وليكون من الذين يرظى عنهم سبحانه وتعالى وفي الوقت نفسه اذا علم ان الله عز وجل يغضب ويسخط ويمقت فانه يعرف الاعمال التي تسخطه ويبغضها فيجانبها العبد ويبتعد عنها لان لا يسخط عليه رب العالمين ولان لا يغضب عليه رب العالمين ولان لا يتعرض لمقت رب العالمين كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون فيتجنب الامور التي تغضب الله وتسخط الله جل وعلا ويتحاشاها ويحذر من فعلها لئلا يكون من اهل السخط واهل الغضب ويعرف الاعمال التي يحبها رب العالمين ويرظاها فيجاهد نفسه على فعلها والقيام بها ويسأل ربه تبارك وتعالى ان يوفقه لفعل ما يحب ويرضى ولهذا جاء هذا الحديث مشتملا على هذه الدعوة والتوفيق لما تحب وترظى اي ان توفقني والتوفيق اي وان توفقني لما تحب وترضى اي لكل قول سديد وعمل رشيد تحبه من عبادك وترظى عنهم بفعله وقيامهم به وهذا فيه سؤال التوفيق والتوفيق بيد الله كما جاء في القرآن وما توفيقي الا الا بالله عليه توكلت واليه انيب التوفيق بيد الله لا يستطيع العبد ان يفعل الامور التي يحبها الله ويرظاها عنه الا اذا وفقه الله ولهذا كان مطلوبا من العبد ان يسأل الله تبارك وتعالى التوفيق قال والتوفيق لما تحب وترظى ربنا وربك الله ربنا وربك اي اي القمر او الهلال الله والرب هو الخالق المالك المتصرف المدبر لشؤون الخلائق يتصرف فيها كيف يشاء ويقضي فيها تبارك وتعالى بما يريد وهي مسخرة مدبرة طوع امره وتسخيره وتدبيره جل وعز ربي وربك الله اي الذي خلقنا واوجدنا ويتصرف فينا كيف يشاء ويحكم فينا بما يريد هو الله ربي وربك الله ولهذا حركة القمر ووجود القمر منازل القمر وسير القمر كل ذلك بتسخير رب العالمين فهو مسخر مدبر والانسان عبد لله اوجده الله تبارك وتعالى من العدم وهو عبد لله مسخر مدبر مربوب ربه الله قال ربي وربك الله والله مر معنا تفسيرها عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين ذو الالوهية اي الذي له صفات الكمال ونعوت الجلال واوصاف العظمة التي استحق بها تبارك وتعالى ان يؤله وان يعبد وان يخضع له ويذل والعبودية اي اي ما تقتضيه او ما يقتضيه كونه تبارك وتعالى الها ان يذل له العباد ويخضع له فالعبودية هي فعل العباد الذي يقتضيه كون ربهم الذي كون ربهم الذي خلقهم هو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه فيذل يذلون له ويخضعون ويقومون بعبادته تبارك وتعالى كما امر ربي وربك الله اي الذي خلقنا واوجدنا هو الله وهو المستحق لان يعبد ويذل له ويخضع له والا نصرف شيئا من العبادة الاله دعاؤنا وصلاتنا وركوعنا وسجودنا وذبحنا ونذرنا وكل عبادتنا له تبارك وتعالى لا نصرفها لغيره قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رأى الهلال قال الله اكبر اللهم اهله علينا بالامن والايمان والسلامة والاسلام والتوفيق لما تحب وترظى ربنا وربك الله قال خرجه الدارمي وخرجه الترمذي واخسر من هنا اخسر منه من حديث طلحة اي انه اقتصر على اللهم اهله علينا بالامن والايمان والسلامة والاسلام ربنا وربك الله وجاء عنده بلفظ باليمن والايمان واليمن هو السعادة وحسن التيسير في الامور ثم ان هذا الدعاء فيه فائدة عظيمة ولفتة كريمة ينبغي للمسلم ان يتنبه لها في اول كل شهر عندما يدعو بهذا الدعاء الا وهي ان الشهور مستودع للاعمال وميدان للاعمال وفي هذا الدعاء تنبيه على هذا المقصد ولفت انتباه الى هذا المطلب ان الشهور مستودع للاعمال فاذا استقبل العبد شهرا جديدا واهل هلال الشهر فهذا شهر للعمل العمل الذي خلق العبد لاجله واوجد لتحقيقه وهو عبادة الله تبارك وتعالى وطاعته سبحانه وتعالى كما امر فاذا اهل الهلال ومن الله عليك وكنت من اهل هذا الشهر الجديد لم تخرج من الدنيا بل متعك الله عز وجل بالعمر وامدك بالصحة والعافية واهل هلال شهر جديد وانت من اهل هذا الشهر لست في هذا الشهر من عداد الموتى بل انت من اهله واهل وانت من اهل هذا الشهر فتسأل الله عز وجل ان يوفقك للعمل الذي آآ هذا الشهر اوجده الله تبارك وتعالى ليكون وقتا لاعمال الناس الصالحة التي تقربهم الى الله سبحانه وتعالى كما يدل على ذلك ايات كثيرة وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون رب العالمين ما اوجدك في هذه الشهور وفي هذه الايام وفي هذه السنوات الا لتعبده ولتقوم بطاعته سبحانه وتعالى كما امرك فاذا اهل الهلال الجديد مؤذنا بدخول شهر جديد تسأل الله جل وعلا ان يوفقك للعمل فهو شهر عمل شهر عبادة شهر طاعة شهر تقرب الى الله سبحانه وتعالى. هذا هو شأن الشهور شأن الشهور كلها ولا يليق بالانسان ان يقبل على الله في بعض الشهور ثم ينقطع في في في شهور اخرى بل الذي يعبد في في في كل في في في اي شهر هو الذي يعبد في كل شهر ترب الشهور واحد فاذا اهل شهر جديد تبدأه بسؤال الله تبارك وتعالى ان يوفقك للايمان وان يوفقك للاسلام وان يوفقك للاعمال الصالحة والاقوال الطيبة التي يحبها تبارك وتعالى عنك ويرظاها منك وتبدأ مجاهدا نفسك في هذا الشهر على الاعمال الصالحة وان تكون في كل شهر جديد خيرا منك في الشهر الذي قبله ان تكون في الشهر الجديد خيرا منك في الشهر الذي قبله بالمجاهدة والاستمرار والمداومة على طاعة الله سبحانه وتعالى ولهذا جاء في في الدعاء الاخر قال اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير زيادة لي من كل خير او في كل خير بمعنى ان كل ما جاء يوم جديد واسبوع جديد وشهر جديد ان ازداد في به خيرا وتقربا الى الله تبارك وتعالى وفعلا بما وفعلا لما يحبه تبارك وتعالى ويرضاه ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله السنة شجرة والشهور فروعها والاسابيع اغصانها والايام اوراقها فمن كانت انفاسه طيبة بالاعمال الصالحة والطاعات الزاكية فشجرته طيبة شجرته التي هي سنته وشهورها واسابيعها وايامها طيبة ومن كانت انفاسه واعماله في هذه الشهور فاسدة فشجرته حنظل فشجرته حنظل ولهذا ينتبه الانسان الى اه سنواته وشهوره واسابيعه وايامه ايام حياته ينتبه لها فهذه الشهور وهذه السنوات وهذه الايام كلها سيسألك الله عنها جل وعلا وستقف يوما امامه جل وعلا ويسألك عن حياتك كلها قال عليه الصلاة والسلام لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع وذكر منها عن عمره عن عمره فيما افناه فعمرك سيسألك الله عنه والعمر هو الشهور والسنوات والاسابيع والايام والساعات التي قضيتها في هذه الحياة ستقف امام الله جل وعلا يوم القيامة وتسأل عن حياتك تسأل عن حياتك عموما وتسأل عن مرحلة الشباب على وجه الخصوص عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه قال العلماء السؤال عن مرحلة الشباب مع انها داخلة في العمر وتخصيصها بالسؤال يوم القيامة لان مرحلة الشباب هي مرحلة القوة مرحلة القوة ومرحلة النشاط واذا كانت هذه المرحلة ذهبت في الفساد والضياع والتفريط فيما خلق العبد له فهذه مصيبة واذا كانت ذهبت في الطاعة والجد والاجتهاد فهذه غنيمة وربحها عظيم فالله جل وعلا سيسأل العبد يسأل عن شبابه ويسأله عن حياته كله عن حياته كلها والحياة فانية والايام زانية زائلة والعمر منقض ولكل انسان وقت محدد في هذه الحياة فاذا انقضى وقته آآ تم ما كتبه الله عز وجل له في هذه الحياة من الوقت فارق فارق هذه الحياة ولهذا قال بعض السلف ولعله الحسن البصري رحمه الله قال اه قال الانسان هو وقت محدد الانسان عبارة عن وقت محدد اما سبعين سنة او ستين او خمسين او اقل او اكثر الانسان وقت محدد واذا انتهى الوقت انتهى وخرج من من هذه الحياة وانتقل الى دار المجازاة والمحاسبة والوقوف بين يدي الله تبارك وتعالى والفرصة مواتية لكل واحد فرطوا في ايامه الماضية وفي شبابه الفرصة مواتية ما دام انه حي اما اذا فارقت روحه جسده وانتقل من هذه الحياة لا مجال للمعاودة ولا فائدة للندم لكن ما دام انه حي فان الفرصة مواتية له ان يتوب ويندم ويرجع الى الله سبحانه وتعالى ويحسن فالذي بقي من حياته والله جل وعلا يغفر له ما قد مضى وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما معناه؟ احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى فانك ان اسأت فيما بقي اخذت فيما بقي وفيما مضى جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث حديث ثابت بهذا المعنى فالذي يحسن الذي بقي من ايام حياته ويستقبل ما بقي من ايام حياته بالتوبة الى الله عز وجل والانابة اليه والندم على ما كان منه من تفريط والاستغفار والمحافظة على العبادة والبعد عن النواة يغفر له ما قد مضى في في شبابه وسالف ايامه وشهوره وازمانه وقد قال الله سبحانه وتعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم نسأل الله ان يغفر لنا اجمعين وان يتوب علينا وان يجعلنا في عداد عباده التائبين المنيبين. نعم. قال رحمه الله تعالى فصل في الصوم والافطار قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والامام العادل ودعوة المظلوم قال الترمذي حديث حسن قال المصنف رحمه الله فصل في الصوم والافطار فصل في الصوم والافطار اي ما يقوله الصائم ما يقوله عند فطره والفطر يأتي في انتهاء الصيام وانقضاءه فماذا يقول اذا انتهى من الصيام وبدأ يتناول الافطار هذا الفصل عقده المصنف رحمه الله لبيان السنة في هذا قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والامام العادل ودعوة المظلوم وبدأ المصنف بهذا الحديث تنبيها وتذكيرا بان دعوة الصائم مستجابة لان الصائم في حال فاضلة وعمل فاضل وتقرب الى الله عز وجل بترك مشتهيات العبد ومحابه وما الفته نفسه من مطعم ومشرب ومنكح فيمتنع عنها طاعة لربه وطلبا لثوابه ورغبة فيما اعده سبحانه وتعالى للصائمين فالصائم في في حال فاضلة وفي عمل جليل وهو مستجاب الدعوة كما يدل على ذلك هذا الحديث وان دعوة الصائم لا ترد وان دعوة الصائم لا ترد بل يستجيب الله تبارك وتعالى دعوته وهذا الحديث يفيد ومثله احاديث اخرى على ان الاحوال الفاضلة في تقربات العبد الى الله سبحانه وتعالى واقباله على طاعته هي مواضع اجابة الدعاء مثل ما جاء اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد هذي حال فاضلة ان يخر العبد ساجد لله سبحانه وتعالى ويضع جبهته على الارض متذللا منكسرا فهذا فيه قرب وهو موضع لاجابة الدعاء وكذلك وقت الصيام عندما يكون المرء صائما قال هنا الصائم حتى يفطر الصائم حتى يفطر يعني حال صيامه فهذا فهذه حال اجابة دعاء كذلك الحج في مواضع في الحج يقرب فيها العبد من الله عز وجل وهي محل اجابة الدعاء قد كان عليه الصلاة والسلام يتحرى الدعاء ويقف في ستة مواطن في الحج كان يقف عليه الصلاة والسلام يعطيها ويطيل الوقوف ويدعو صلوات الله وسلامه عليه في عرفات وفي المزدلفة وبعد رمي الجمرة الاولى والجمرة او بعد رمي الجمرة الثانية من ايام التشريق وعلى الصفا وعلى المروة هذه ستة مواطن مواطن كان عليه الصلاة والسلام يتحرى فيها الدعاء والحج عموما ووقت الحج عموما ودخول الحاج عموما هو حال اجابة دعاء كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الحاج والعمار وفد الله الحاج والعمار وفد الله دعاهم فاجابوه وسألوه فاعطاهم دعاهم اي الى الحج فاجابوه تركوا ديارهم وتركوا اموالهم وتركوا اولادهم وتقربوا واتوا الى حيث امرهم الله جل وعلا اجابوه وسألوه فاعطاهم فهذا يفيد ان الحاج مستجاب الدعوة فينبغي عليه ان يقبل على الله سبحانه وتعالى وان يلح على الله بالدعاء قال الصائم حتى يفطر هذه احدى الثلاث او احد الثلاث الثلاثة الذين لا ترد لهم دعوة والامام العادل اي الذي قام في رعيته بالعدل والبعد عن عن الظلم فهذا ايضا مستجاب الدعوة لقيامه بامور رعيته وبولايته وبمن تولى عليهم بالعدل والبعد عن الظلم والقيام امر الولاية على التمام والكمال فمن كان كذلك فهو مستجابة الدعوة والثالث المظلوم دعوة المظلوم ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ولهذا لما بعث النبي عليه الصلاة والسلام معاذا الى اليمن قال واياك وكرائم اموالهم واتق دعوة المظلوم واتقي دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب فالمظلوم لا ترد دعوته عندما يكون قلبه متألما من ظلم من ظلمه واعتداء من اعتدى عليه فيمد يديه ويلتجئ الى الله سبحانه وتعالى فهو في هذه الحالة المنكسرة التي تألم فيها قلبه من الظلم الذي ذاقه اذا توجه الى الله عز وجل فان دعوته مستجابة دعوته مستجابة لا يردها الله جل وعلا وليس بينها وبين الله حجاب الشاهد من هذا الحديث اه قوله الصائم حتى يفطر فالصيام حال فاضلة في اجابة الدعاء وهذا يفيد ان الصائم من اعماله الصالحة التي ينبغي ان ان يحرص عليها حال صيامها الدعاء. يدعو الله جل وعلا ويسأله سبحانه من خيري الدنيا والاخرة كما انه ايضا يستحب له حال صيامه ان يكثر من ذكر الله جل وعلا بما شرع لعباده ان يذكروه به ويدخل في في ذكر الله طلب العلم والتفقه في الدين وتلاوة القرآن والتسبيح والتهليل والتحميد والاستغفار كل ذلك ذكر لله جل وعلا وكلما عظم حظ الصائم من ذكر الله جل وعلا عظم اجره في صيامه قد سئل عليه الصلاة والسلام عن اي عن اي الصائمين اعظم اجرا قيل له عليه الصلاة والسلام اي الصائمين اعظم اجرا؟ قال اكثرهم لله ذكرا وسئل عن الحجاج اي الحجاج اعظم اجرا؟ قال اكثرهم لله ذكرا وسئل عن المصلين ايهم اعظم اجرا؟ قال اكثرهم لله ذكرا وهذا الحديث اخذ منه العلماء قاعدة اوردها ابن القيم رحمه الله في كتابه الوابل الصيب وهي ان اعظم للناس اجرا في كل طاعة اكثرهم لله ذكرا فيها اعظم الناس اجرا في كل طاعة اكثرهم لله ذكرا فيها فاعظم المصلين اجرا اكثرهم لله ذكرا اعظم الحجاج اجرا اكثرهم لله ذكرا اعظم الصوام اجرا اكثرهم لله ذكرا وهكذا في كل طاعة وهكذا في كل طاعة ولهذا الحجاج والمصلين والمعتمرين والصائمين وغيرهم من اهل الطاعات والعبادات يتفاوتون في طاعاتهم وعباداتهم تفاوتا عظيما بحسب عناية قلوبهم والسنتهم بذكر ربهم تبارك وتعالى حال قيامهم بالعبادة التي امرهم سبحانه وتعالى بها قال وقال ابن ابي مليكة عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول ان للصائم عند فطره لدعوة ما ترد قال ابن ابي مليكة سمعت عبد الله ابن ابن عمرو رضي الله عنهما اذا افطر يقول اللهم اني اسألك التي وسعت كل شيء ان تغفر لي خرجه ابن ماجة وغيره ثم اورد هذا الحديث عن ابن ابي مليكة وهو من التابعين ادرك عددا من الصحابة بل قال رحمه الله ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه وهذا من كمال ايمانهم صحبة وطاعة وعبادة وخوف صحبة للنبي عليه الصلاة والسلام وطاعة وعبادة لله وفي الوقت نفسه خوف من الله كما قال الله عز وجل في وصف المؤمنين الكمل قال الذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اي يتقربون اليه سبحانه وتعالى بانواع التقربات وهم خائفون ان ترد اعمالهم وان لا تقبل ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله قال ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين مساءة وامن المؤمن يحسن ويخاف من الله ويحافظ على الطاعات ويخاف والمنافق يسيء في اعماله وهو في الوقت نفسه امن امن من مكر الله سبحانه وتعالى قال ابن ابي مليكة عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان للصائم عند فطره لدعوة ما ترد لدعوة ما ترد وهذا الحديث يشهد لمعناه ما تقدم وهو ان الصائم الصائم آآ لا ترد دعوته حتى يفطر حتى يفطر فهو حال صيامه اه هو في وقت اجابة دعاء الصائم لا ترد له دعوة حتى يفطر قال ابن ابي مليكة سمعت عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما اذا افطر يقول اللهم اني اسألك برحمتك التي وسعت كل شيء ان تغفر لي فهو توسل توسل الى الله عز وجل برحمته التي وسعت كل شيء ان يغفر له اي ذنوبه قال خرجه ابن ماجة وغيره وقد نبه محقق الكتاب على ان هذا الحديث ضعيف الاسناد اشار الى ان يغني عن هذا الحديث ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الاجر ان شاء الله تعالى ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الاجر ان شاء الله تعالى فهذا يغني عن عن هذا الدعاء لثبوته ولظعف اسناد هذا الدعاء الذي ذكره المصنف هنا رحمه الله قال ويذكر عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه كان اذا افطر قال اللهم لك صمت وعلى رزقك افطرت ومن وجه اخر اللهم لك صمنا وعلى رزقك افطرنا فتقبل منا انك انت السميع العليم ثم ذكر هذا الحديث وفيه ان الصائم يقول اذا افطر اللهم لك صمت وعلى رزقك افطرت او كما في الرواية الاخرى اللهم لك صمنا وعلى رزقك افطرنا فتقبل منا انك انت السميع العليم ونبه ايضا محقق الكتاب رحمه الله الشيخ الالباني ان هذا الحديث ظعيف من الوجهين ونبه كما تقدم انه يغني عنهما ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول من افطر ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الاجر ان شاء الله