بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما. اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا ورزقا طيبا ونسألك التوفيق لما تحب وترضى. نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اما بعد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين. قال فصل في السفر قال يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال ما خالف رجل عند اهله افضل من ركعتين افضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد السفر. اخرجه الطبراني قال المصنف رحمه الله فصل بالسفر اي ما الذي يفعله ويقوله من اراد ان يسافر ما الذي يفعله ويقوله من اراد ان يسافر والسفر جاء له في الاسلام اداب كثيرة ينبغي ان يتحلى بها المسافر في توديع اهله وتوديع وتوديعهم له بذكره لله تبارك وتعالى في سفره ودعائه لله جل وعلا في استقباله للسفر والاداب التي ينبغي ان يتحلى بها ويتصف بها اثناء سفره وهذا مما يبين كمال هذا الدين وان ادابه واخلاقه تكون مع المسلم في كل وقت وحين باقامته وسفره في حله وترحاله بقيامه وقعوده وفي جميع احواله وقد اورد رحمه الله في هذا الفصل اولا ما رواه الطبراني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ما خلف رجل عند اهله افضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد السفر اي ان من اراد ان يسافر خير شيء وافضل شيء يترك اهله عليه ويخلف اهله عليه ان يصلي ركعتين ركعتين يلجأ فيهما الى الله عز وجل بالحفظ لاهله والتوفيق له والصلاة مفزع كان عليه الصلاة والسلام اذا حزبه امر فزع الى الصلاة والله جل وعلا قال واستعينوا بالصبر والصلاة وهذا الحديث ضعيف الاسناد ولهذا صدره المؤلف بقوله يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم باسناد جيد انه قال اذا خرجت من منزلك فصلي ركعتين يمنعانك من مخرج السوء يمنعانك من مخرج السوء وهذا من العمل بقوله تبارك وتعالى استعينوا بالصبر والصلاة استعينوا بالصبر والصلاة وقال اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم في المحافظة على النوافل في الصلاة النوافل في البيوت والاكثار منها هذا مما جاء فيه ترغيب في احاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وهنا قال خير ما يخلف اهله او يدع او افظل ما يترك عند سفره ركعتين يركعهما يركعهما حين يريد السفر ويكون وتكون الصلاة هي اخر ما كان بينه وبين اهله اواخر ما وجد في بيته صلاة ركعتين ثم يودع اهله مسافرا الى امره او حاجته. نعم قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال من اراد ان يسافر فليقل لمن يخلف استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ثم اورد حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن اراد ان يسافر ما الذي يقول لمن يودعهم من الاهل والاقارب والجيران والاخوان ماذا يستحب له ان يقول عند توديعه لهم اورد حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اراد ان يسافر فليقل لمن يخلف اي لمن يودع من اهل او ولد او اقرباء او جيران او اصدقاء يشمل هؤلاء كلهم من اراد ان يسافر فليقل لمن يخلف استودعكم الله الذي لا تضيعوا ودائعه استودعكم الله اي اترككم في حفظه استحفظكم الله اطلب من الله ان يحفظكم وان تكونوا في حفظه تبارك وتعالى قد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله اذا استودع شيئا حفظه ان الله اذا استودع شيئا حفظه فاذا قال المسافر استودعكم الله اي اطلب من الله عز وجل ان يحفظكم وان تكونوا في حفظ الله تبارك وتعالى والله جل وعلا اذا استودع شيء حفظه قال استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه اي انه يحفظها اي انه تبارك وتعالى يحفظها لمن آآ لمن استودعها رب العالمين يحفظها له ولا يضيعها فهذا توديع مبارك وكلام عظيم يستحب للمسافر ان يقول اذا اراد ان يسافر يقوله لاهله يقوله اقربائه يقول لجيرانه يقوله لمن يودع يقول استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. نعم قال وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال ان الله اذا استودع شيئا حفظه. فرجه احمد وغيره ثم اورد حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله اذا استودع شيئا حفظه وهذا اورده المصنف رحمه الله ليؤكد على العناية بالدعوة السابقة والدعوة ايضا الاتية وان المسلم ينبغي ان يهتم بهذا الدعاء لانه اذا استودع الله عز وجل اهله واستودعه من يخلف حفظ الله تبارك وتعالى حفظها حفظها الله له وكانت في حفظ الله وكفايته فهذا الحديث اورد تأكيدا على الاهتمام بهذه الدعوة والعناية بها قال ان الله اذا استودع شيئا ان الله اذا استودع شيئا وهذا يشمل الاهل والاولاد والمال والبيت نعم. قال وقال سالم كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول للرجل اذا اراد سفرا ادنو مني. ادنو مني اودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يودعنا فيقول استودع الله دينك وامانتك وخواتيم عملك ومن وجه اخر كان يعني النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذا ودع رجلا اخذه بيده فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع يد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وذكره. قال الترمذي هذا حديث حسن ثم اورد المصنف رحمه الله هذا الحديث وفيه ما يقوله اهل المسافر او قرابته او اخوانه للمسافر اذا اراد ان يسافر الدعاء الاول الذي ورد في حديث ابي هريرة هذا يقوله المسافر من اراد السفر يقول لاهله وقرابته استودعكم الله الذي لا تظيع ودائعه اما اهل المسافر وقرابته وجيرانه اذا ارادوا توديعه يقولون له ما جاء في هذا الحديث استودع الله دينك وامانتك وخواتيم اعمالك الحديث الاول حديث حديث ابي هريرة فيه ما يقوله المسافر فيه ما يقوله المسافر لاهله او قرابته. اذا اراد ان يسافر يقول استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه واما اهل المسافر وقرابته وجيرانه اذا ارادوا توديعه يقولون له كما جاء في هذا الحديث استودع الله دينك وامانتك وخواتيم اعمالك قوله استودع الله دينك اي ان يكون دينك محفوظا بحفظ الله ففيه سؤال له ان يحفظ الله عليه دينه في سفره في سفره وان يبقى محافظا على دينه محافظا على القيام بدينه والعلماء رحمهم الله بعضهم يقول هنا ان التنصيص على الدين فيما يتعلق بالمسافر استودع الله دينك لان المسافر اذا ذهب الى بلد غير بلده واصبح غريبا في البلد ومع ايضا اتعاب السفر وكونه لا يعرف في البلد وقد يكون ايمانا فيه ضعف فقد يتهاون يتهاون بامور الدين او يتهاون باداب الدين او يتهاون باخلاقه تجد المسافر في البلد الذي هو غريب عنه ربما يتهاون ببعض الاخلاق وبعض الاداب وبعض المعاملات ويعلل لنفسه يقول لا احد يعرفني هنا لا احد يعرفني ولهذا يقولون في في الامثال يقولون يا غريب كن اديب لان الغريب عادة يتعلل لنفسه انه لا احد يعرفه بينما اذا كان في بلده او في وطنه او بين عشيرته يمنعه فهذا من الاخلال بكثير من الاداب بكثير من الاداب ولهذا جاءت هذه الدعوة ولعل هذا من الحكم والامر اعظم من ذلك قال استودع الله دينك دينك بان تحفظه وايضا المسافر عرضة لان يفتن في دينه المسافر عرظة لان يفتن في دينه بما يتعرظ له اما من شبهات او شهوات او امور تصرفه عن دينه فناسب غاية المناسبة توديعه بهذا استودع الله دينك وامانتك امانتك اي ما اؤتمنت عليه ما اؤتمنت عليه من مال واهل ومسكن وغير ذلك استودع الله امانتك استودع الله دينك وامانتك وخواتيم عملك وفيه ايضا ان الاعمال بالخواتيم وفيه التوفيق سؤال الله عز وجل التوفيق للختام بالاعمال الصالحة والطاعات الزاكية وحسن التقرب الى الله جل وعلا استودع الله دينك وامانتك وخواتيم عملك اي ما تختم به اعمالك وان يختم لك بالاعمال الصالحة الزاكية المقربة الى الله عز وجل قال كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول للرجل اذا اراد سفرا ادنوا مني اودعك كما كان رسول الله الله عليه وسلم يودعنا وهذا فيه ان من ودع المسافر لا يودعه بهذه الكلمات من بعد والمسافر بعيد عنه يقول له هذه الكلمات هذا اقرب الى الجفاء هذا اقرب الى الجفاء منه الى الصفاء بل يدنو منه يقتربان كل منهما قريب من الاخر وبكلمات لطيفة بينهما وتوديع متبادل ويصافحه قال اذن مني اودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا فيقول استودع الله دينك وامانتك وخواتيم اعمالك استودع الله دينك وامانتك وخواتيم اعمالك قال ومن وجه اخر ان يروى هذا الحديث كان يعني النبي صلى الله عليه وسلم اذا ودع رجلا اخذ بيده اذا ودع رجلا اخذ بيده يعني اي صافحه وكانت يد النبي صلى الله عليه وسلم بيده اخذ بيده حتى يكون الرجل فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع يد النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من حسن التودد من حسن التودد يأخذ بيده اي يصافحه صفحة اليد في صفحة اليد ويمسك بيده ولا يدع يده حتى يكون الرجل هو الذي يدع يد النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من حسن التودد والتلطف في الوداع قال فلا يدعها حتى يكون الرجل يدع يد النبي صلى الله عليه وسلم اين هذه المعاملة الكريمة المباركة العظيمة التي عليها سيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام من حال كثير من الناس اذا اراد ان يصافح اخاه اعطاه طرف اصابعه اعطاه طرف اصابع يده ونزعها سريعا فكان عليه الصلاة والسلام يأخذ بيده ويظل ممسكا لها لا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع يد النبي صلى الله عليه وسلم وهذه ايضا من الامور التي تجلب المودة والمحبة والتآخي والتآلف وعدم العناية بهذا الامر او التفريط به هو الذي يجلب الجفاء قد قال عليه الصلاة والسلام لا تدخلوا الجنة حتى تحابوا اولا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم فالسلام والمصافحة وحسن التوديع ومعاني التراحم والتعاطف بين المؤمنين اشاعتها مما يجلب المودة والمحبة ارأيتم اذا ودع الاخ اخاه وهو مسافر بدعوات صادقة وبيد حانية وبلطف في الخطاب يذهب وهو يذكر في سفره اخوانه واحباءه وقرابته بالمعاني العظيمة واللطف الذي بينهم والمحبة فهذه اخلاق الاسلام وادابه وتوجيهاته العظيمة التي تقوي الرابطة والصلة واللحمة بين اهله نعم قال فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع النبي صلى الله عليه وسلم وذكره اي ذكر الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول له استودع الله دينك وامانتك وخواتيم عملك عرفنا من هذا الحديث حديث ابن عمر والحديث الذي قبله حديث ابي هريرة ان التوديع عند السفر اه ان يقول المسافر لاهله استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه وان يقول اهله وقرابته ومن يودعهم يقولون له استودعك استودع الله دينك وامانتك وخواتيم اعمالك. نعم قال وقال انس وقال انس بن مالك رضي الله عنه جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال فقال يا رسول الله اني اريد سفرا زودني فقال زودك الله التقوى. قال زدني. قال وغفر ذنبك قال زدني قال ويسر لك الخير حيثما كان. ويسر لك الخير حيثما كنت. وش صار؟ فلك الخير ويسر لك الخير حيثما كنت. قال الترمذي حديث حسن غريب قال المصنف رحمه الله وقال انس بن مالك رضي الله عنه جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني اريد سفرا زودني اراد من النبي عليه الصلاة والسلام ان يزوده ان يزوده والمراد بالزاد هنا زاد الاخرة اراد توجيها اراد نصحا اراد تنبيها تذكيرا قال زودني اريد ان تزودني بما ينفعني في في السفر انا اريد ان اسافر فما الذي تنصحني به؟ ما الذي توجهني اليه من الامور التي تنفعني في هذا السفر قال زودني قال عليه الصلاة والسلام زودك الله التقوى قال زودك الله التقوى اي جعل الله زادك في في سفرك تقوى الله جل وعلا وتقوى الله هي خير زاد كما قال الله تبارك وتعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقوني يا اولي الالباب فتقوى الله عز وجل هي خير زاد وهي وصية النبي عليه الصلاة والسلام للمسافر وكان عليه الصلاة والسلام اذا امر اميرا على سرية اوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا ولما بعث معاذا الى اليمن قال له اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن وتقوى الله جل وعلا هي وصية الله للاولين والاخرين من خلقه كما قال تعالى ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله تقوى الله خير وصية وهي خير زاد وهي خير ما يذكر به المسلم في سفره واقامته في حله وترحاله اينما كان اتق الله حيثما كنت وتقوى الله جل وعلا هي العمل بطاعة الله هي العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله هذا خير بحد وتعريف عرفت به التقوى تقوى الله العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله فهي ليست دعوة تدعى او كلمة تقال وانما هي حقيقة توجد في العبد فيترتب على وجودها صلاح في العبد في اعماله وطاعاته وبعده عن المحرمات والاثام وعنايته بالعلم وفهم الدين وخوفه من الله ورجائه لثواب الله هذه حقيقة التقوى العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله قال زودني قال زودك الله التقوى اي جعل الله التقوى زادك في سفرك جعل الله التقوى زادك في سفرك المسافر يهتم باخذ الزاد في السفر لانه يحتاج اليه وكثير من المسافرين يغفلون عن التزود بزاد التقوى الذي هو خير زاد بان يجاهد نفسه في سفره على تحقيق تقوى الله جل وعلا بل ان السفر نفسه من الامور المعينة على استجلاب التقوى للقلب وتحقيقها في النفس لان السفر يذكر الانسان بالسفر الى الاخرة ولقاء الله تبارك وتعالى قال جل وعلا وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقوني يا اولي الالباب كما ان الانسان يتزود لسفره في الدنيا بالامور التي يحتاجها في هذا السفر فليتزود للقاء الله تبارك وتعالى بالامور التي يسره ان يلقى الله تبارك وتعالى بها قال زدني قال وغفر ذنبك قال زدني قال وغفر ذنبك سأل الله جل وعلا له غفران الذنب وهو العفو والصفح والستر والتجاوز عن العبد قال وغفر ذنبك قال زدني قال ويسر لك الخير حيثما كنت وهذا فيه سؤال الله تبارك وتعالى التيسير بان تكون اموره على اليسر وعلى السماحة والتيسير من الله كما جاء في الدعاء الاخر اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا ما شئت سهلا بالسهولة والتيسير وسماحة الامر والبعد عن الامور او المصاعب هذا كله بتوفيق الله عز وجل قال ويسر لك الخير حيثما كنت اي اينما توجهت اسأل الله تبارك وتعالى ان ييسر لك الخير. اي ان يجعل الخير يسيرا عليك سهلا في تحصيله ونيله فهذه ثلاث دعوات مباركة عظيمة زود النبي صلى الله عليه وسلم بها المسافر قال زودك الله التقوى وغفر ذنبك ويسر لك الخير حيثما كنت زودك الله التقوى وغفر ذنبك ويسر لك الخير حيثما كنت وهي يدعى يدعو بها الانسان للمسافر يدعو الله له ان يزوده التقوى وان يغفر له ذنبه وان ييسر له الامر حيثما كان هذه دعوة ثبتت بها السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويدعى بها للمسافر نعم قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله اني اريد ان اسافر فاوصني قال عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف فلما ولى الرجل قال اللهم اطوي له البعد وهون عليه السفر. قال الترمذي حديث حسن ثم ختم رحمه الله هذا الفصل بهذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله اني اريد ان اسافر فاوصني جاء يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم وصية يستمسك بها في سفره فقال عليه الصلاة والسلام عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف اوصاه بوصيتين فيهما جماع الخير والفلاح قال عليك بتقوى الله وتقوى الله جل وعلا هي خير وصية ومر معنا انها وصية الله للاولين والاخرين من خلقه وهي وصية النبي عليه الصلاة والسلام لامته وهي وصية السلف الصالح فيما بينهم فتقوى الله عز وجل هي خير وصية فلما قال اوصني قال عليك بتقوى الله وقوله عليك بتقوى الله الزمها وحافظ عليها واعتن بها وكن مجاهدا نفسك على تحقيقها. عليك بتقوى الله وذلك بان تعلم ان الله عز وجل يراك اينما تكون ويعلم حالك ويطلع عليك ويراك اينما تكون فكن دائما مراقبا محافظا ملتزما بعيدا عما يسخط الله جل وعلا قال عليك بتقوى الله اي بحفظ الاوامر والبعد عن النواهي رجاء لثواب الله وخوفا من عقابه في اي مكان تحل وفي اي بلد تنزل اينما تكون كن من المتقين اتق الله حيثما كنت هنا قال لهذا الرجل عليك بتقوى الله وقال لمعاذ اتق الله حيثما كنت وقال الرجل في الحديث الذي قبله زودك الله التقوى جعل الله التقوى زادك في سفرك قال عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف قوله التكبير اي ان تكثر من التكبير وهو قول الله اكبر على كل شرف اي على كل مكان مرتفع وعالي والمسافر في سفره يرتفع تارة ويهبط اخرى يرتفع على تلال وعلى جبال وعلى اماكن فيها شيء من العلو ويهبط يحتاج الى هذا في السفر فيقول كبر على كل شرف وجاء في حديث اخر التسبيح اذا كان الانسان فيه هبوط كنا اذا علونا سبحنا واذا نزلنا كنا اذا علونا كبرنا واذا نزلنا سبحنا اذا نزل واديا او في مكان منخفظ يسبح واذا كان في علو او في شرف يكبر الله تبارك وتعالى والتكبير هو تعظيم الله واعتقاد انه سبحانه وتعالى الكبير المتعال وانه سبحانه وتعالى لا شيء اكبر منه واي شيء اكبر من الله كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث عدي وقال في القرآن قل اي شيء اكبر شهادة قل الله فالتكبير تعظيم الله واعتقاد انه سبحانه وتعالى الكبير وانه جل وعلا لا اكبر منه اعتقاد ذلك وتكرار هذا في في اللسان ولا سيما عندما يكون الانسان على شرفه التعظيم لله واستحضار عظمة الله وانه الكبير جل وعلا وايضا في هذا من الفائدة حصول التواضع للعبد والتطامن والبعد عن الخيلاء والكبر وكثير من الناس اذا صعد مكانا عاليا او ازداد به العلو يصيبه شيء من الكبر او او الخيلاء عندما يصعد في في مكان عالي على رأس جبل او نحو ذلك ثم يرى الناس صغار ويكونون في اعينه مثل الذر او اجسامهم صغيرة جدا ويرى نفسه كبيرا وعاليا فيبدأ يدخل على نفسه الضعيفة شيء من الغرور وشيء من العجب وشيء من رؤية النفس وانا اعلى منهم وانا ارفع منهم وانا اكبر منهم وهم تحتي وهم دوني تدخل معاني على قلبه فيدخل شيء من الغرور يدخله شيء من الكبر فاذا قطع عن نفسه هذا هذه الهواجس وهذه الافكار وهذه الخطرات التي لا تفيده بل تضره وانشغل بتكبير الله اشتغل القلب بالتكبير والتعظيم لله جل وعلا بدل ان ينشغل بغرور باطل وكبرياء فاسد فينشغل بتكبير الله تبارك وتعالى ليبقى الانسان على على التواضع والتضامن وعدم الكبر وعدم التعالي فهذا فيه فائدة عظيمة جدا قال والتكبير على كل شرف يعني كلما حصل لك ارتفاع او علو عليك ان تعتني بالتكبير ان تعتني بالتكبير تكبير الله سبحانه وتعالى وكما في حديث اخر اذا نزل الانسان مكانا منخفظا واديا او نحوه يسبح الله ووتسبيح الله هو تنزيهه وتقديسه وتبرئته تبارك وتعالى عما لا يليق به قال فلما ولى الرجل يعني انطلق مسافرا فلما ولى الرجل قال صلى الله عليه وسلم اللهم اطوي له البعد وهون عليه السفر وهذه دعوة عظيمة للمسافر اطوي له البعد اي قصر عليه آآ السفر ومسافته وطوله اطوي له بعد بعد السفر وهون عليه السفر يعني اجعل السفر عليه هينا والسفر فيه من المشقة والتعب والمعاناة بل قال عليه الصلاة والسلام السفر قطعة من العذاب السفر فيه تعب وفيه جهد وفيه معاناة وفيه مشاق وايضا لا يدري المسافر ماذا سيواجهه في سفره ترك بيته وترك اهله وترك اعماله ومصالحه ولا يدري ماذا سيواجه في سفره فسؤال الله التهويل للمسافر هذا سؤال عظيم في محله قال اللهم وهون عليه سفره اي اجعل سفره عليه هينا قوله هنا هون عليه سفره فيه سؤال التيسير كما في الحديث الذي قبله قال ويسر لك الخير حيثما كنت اذا هذه دعوة ايضا يدعى للمسافر بها يدعى للمسافر بها يقال اللهم اطوي له البعد وهون عليه السفر قال رحمه الله تعالى فصل في ركوب الدابة قال قال علي بن ربيعة شهدت علي ابن ابي طالب رضي الله عنه اتي بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى على ظهرها قال الحمد لله ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. وانا الى ربنا لمنقلبون ثم قال الحمد لله ثلاث مرات ثم قال الله اكبر ثلاث مرات ثم قال سبحانك اللهم اني ظلمت نفسي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت. ثم ظحك فقيل يا امير المؤمنين من اي من اي شيء ضحكت؟ قال اني رأيت النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما فعل فعل كما فعلت ثم ظحك قال ثم ثم ضحك فقلت يا رسول الله من اي شيء ضحكت؟ قال ان ربك سبحانه وتعالى يعجب من عبده اذا قال رب اغفر لي ذنوبي يعلم انه لا يغفر الذنوب غيري خرجه ابو داوود والنسائي والترمذي وقال حديث حسن صحيح ثم قال المصنف رحمه الله فصل في ركوب الدابة اي فصل في بيان ما يستحب لمن ركب الدابة ان يقوله والدابة هي مركوب الانسان الذي يمتطيه لينتقل عليه من مكان الى مكان وهذا من من الله عز وجل وتسخيره يسر للانسان مركوبا يركبه وينتقل عليه من مكان الى مكان والخيل والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون. قال هذا تبارك وتعالى في سورة النحل التي يسميها بعض العلماء سورة النعم لكثرة ما عدد تبارك وتعالى فيها من نعمه على عباده ومن جملة النعم التي عدها هذه المركوبات الخيل والبغال والحمير قال ويخلق ما لا تعلمون اي من المركوبات التي ينتقل عليها الناس ومن ذلكم كما قال اهل العلم هذه المركوبات الحديثة وسائل النقل الحديثة التي من الله تبارك وتعالى على الناس بها في هذا الزمان واذا كان المسافر قديما اذا سافر من بلد الى بلد يحتاج الى مدة طويلة في السفر تكون شهرا او اكثر بل احيانا تصل المدة الى بعض الشهور السفن الشراعية وكانت معاناة في السفر ما يعلمها الا الله جل وعلا وبعض كبار السن الذين هم احياء الان يحدثون عن تلك الاسفار وتلك المساق وتلك المتاعب التي كانوا يكابدونها في السفر على الابل ونحوها وما يكون في ذلك السفر من من مساق تعرض لحرارة الشمس ووهج الصحراء وشدة الرياح وغير ذلك من انواع المتاعب ومن الله عز وجل على الناس في هذا الزمان بهذه المركوبات المريحة يسافر المسافر في غرفة يسافر المسافر في غرفة وجوها بارد ومقعدها مريح يسافر مطمئنا مرتاحا وبين يديه في في في هذه الغرفة التي يسافر بها الماء البارد والطعام ويمر بالاعاصير وبالرياح وبالشمس الحارة لا يشعر بشيء من ذلك وينقضي السفر في الذي كان يقضى في شهر ينقضي في يوم او في اقل هذي نعم عظيمة ولا يليق بالمسافر ان يتمتع بهذه النعم ولا يتذكر المنعم لا يليق بالمسافر ان يتمتع بهذه النعم ولا يتذكر المنعم والمتفظل الذي يسر له هذه النعمة واكرمه بها وذللها له من الذي يسر هذه السيارات؟ وما الذي يسر هذه الطائرات وما الذي يسر هذه القطارات؟ وما الذي يسر هذه المركوبات؟ انه رب العالمين جل وعلا هو الذي يسرها هو الذي سخرها هو الذي من بها على الناس فلا يليق بمن يركب فهذه المركوبات ان يغفل عن ذكر نعمة المنعم وكثير من الناس لما غفلوا عن معاني الايمان لما غفلوا عن معاني الايمان والشكر والحمد والثناء على الله اشتغلوا بالتحدث عن الاسباب عن حمد المنعم تبارك وتعالى فاذا ركب سيارة اعجبته اخذ يتكلم عن عن المصنع وعن الصانع الذي اشتغل بها وعن امور من هذا القبيل ويركب السيارة وينزل منها ولم يقل الحمد لله ولم يستحضر نعمة الله عليه بهذه النعمة وهذا من نقص الايمان يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها فالذي ينبغي على عبد الله المؤمن ان يكون دائما مستحضرا نعمة الله عليه الذي جعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون الذي جعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون لتستووا على ظهوره وتذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. وانا الى ربنا لمنقلبون تذكر نعمة ربكم اذا استويتم عليه اذا ركب الانسان هذا المركوب سواء تلك المركوبات القديمة او هذه المركوبات الحديثة التي من الله تبارك وتعالى على الناس بها اذا ركب اذا ركبها الانسان يذكر نعمة الله عليه ولهذا سيأتي معنا في حديث علي انه اذا استوى عليها قال الحمد لله وهذا الحمد وليد ماذا استحضار النعمة استحضر انه في نعمة عظيمة بل جاء في حديث علي تكرار الحمد الحمد لله الحمد لله الحمد لله وقد جاء في الحديث ان الله عز وجل يرضى عن عبده ان يأكل الاكل فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها فرب العالمين يرضى عنك اذا ركبت هذا الذي يسره لك وذلله لك ومن عليك به وحمدته يرظى عنك لانك آآ في داخلك استحظرت نعمة المنعم وفضل المتفظل سبحانه وتعالى وحمدته على على نعمته لست غافلا لست غافلا عن حمده تبارك وتعالى هذه المركوبات هي نعمة الله هذه المركوبات هي نعمة الله سبحانه وتعالى ومنته على على عبده وعلى عبادة وتفضله وتفضله سبحانه وتعالى عليهم فينبغي على الانسان ان يستشعر فهذه النعم العظيمة وهذا التيسير ولو سأل بعضنا كبار السن من اقاربه او غيرهم ماذا كنتم تعانون في الاسفار وماذا كنتم تكابدون؟ يشعر تيسير ومن تفظل الله سبحانه وتعالى به على على العباد فينبغي على الانسان ان يكون دائما مستحظرا نعمة المنعم وذكره وشكره سبحانه وتعالى وحسن عبادته قال فصل في ركوب الدابة في ركوب الدابة والذي ورد في السنة في ركوب الدابة من الحمير والخيل والبغال والابل والفلك ايضا يقال في ركوب السيارات يقال في ركوب السيارات وركوب الطائرات وركوب القطارات وركوب الدراجات كل ما ينتقل عليه الانسان ويركبه وينتقيه يدعى بهذا الدعاء ويؤتى بهذا الذكر الذي ثبتت به السنة عن النبي عليه الصلاة والسلام فهو ليس مختصا بالدواب التي هي الخيل والابل بل لا يشمل ايضا هذه المركوبات ويدل لذلك الاية المتقدمة الذي جعل لكم من الفلك والانعام الذي جعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون لتستووا على ظهوره وتذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا فهذا يقال اذا ركبت الدابة واذا ركبت ايظا الفلك واذا ركبت ايظا وسائل النقل الاخرى التي من الله تبارك وتعالى على الناس بها في هذا الزمان اورد رحمه الله عن علي بن ربيعة قال شهدت علي ابن ابي طالب الخليفة الراشد رضي الله عنه وارضاه قال اوتي بدابة ليركبها اوتي بدابة اي احضرت له دابة ليركبها فلما وظع رجله في الركاب الركاب هو الغرز موضع القدم الذي يظع من اراد ان يركب الدابة قدمه فيه ينهض ويعتمد عليه فيركب على متن الدابة وعلى ظهرها فلما وضع آآ رجله في الركاب قال بسم الله لما وضع في رجله في الركاب قال بسم الله وهو الان يضع رجله في الركاب يعني في الجانب المتدني الذي فيه موضع للقدم من طرف الدابة فيضع قدمه عليه لينهض بجسمه ويعلو حتى يستوي على ظهرها والتسمية هنا هي طلب عون من الله لان الباء في بسم الله باء الاستعانة ففيها طلب العون من الله تبارك وتعالى وانت الان ستعلو على الدابة وستنتفع بهذا المركوب وستنتقل عليه فانت بحاجة لعون الله في ركوبك وفي سيرك وفي انتقالك وفي تيسر تيسر امورك فناسب هذا هذا الامر ان يبدأ بالبسملة بسم الله اول ما يركب اول ما يظع قدمه يقول بسم الله وهذا يفعل الان في في السيارة عندما تريد ان تركب الباص او تريد ان تركب السيارة فاذا دخلت مع الباب ونهضت لتدخل تسمي تقول بسم الله عند بدء الدخول تسمي وانت تضع قدمك وتريد ان تنهض لتصعد في الباص او في السيارة عند باب السيارة وانت تريد الدخول تسمي تقول بسم الله تقول بسم الله هذا استعانة استعانة منك بالله تطلب من الله تبارك وتعالى ان يعينك وتسمي الله متيمنا بذكره طالبا عونه تبارك وتعالى قال فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى على ظهرها قال الحمد لله يعني لما استوى على ظهر الدابة قال الحمد لله لما استقر وجلس على ظهرها قال الحمد لله وفي هذا الزمان مثل ما ذكرتي اول ما تركب الباص وانت تصعد مع مع الباب تمسك باليد وتريد ان تنهض تسمي تقول بسم الله هذا في اول الدخول. ثم تمشي في الممر الذي في الباص فاذا جلست على مقعدك المخصص لك وجلست عليه تقول الحمد لله لان هذي نعمة الان هذا تيسير من الله ومن وتفضل عليه جلست في هذا المكان المريح وستنتقل عليه الى الاماكن التي تريدها فتحمد الله الحمد لله وتقول الحمد لله مستحظرا ان الله انعم عليك بهذه النعمة ويسر لك هذا الامر فتحمد الله تبارك وتعالى قال فلما استوى على ظهره قال الحمد لله ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا منقلبون سبحان الذي سخر لنا هذا تسبح الله الذي سخر لك هذا المركوب وقوله هذا اي هذا المركوب الذي امتطيناه وركبناه واستوينا على ظهره لينقلنا الى المكان الذي نريد سبحانه يسبح الله جل وعلا والتسبيح والتنزيه وتقديس الله جل وعز قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ومعنى مقرنين اي مطيقين لولا ان الله سخره وذلله ويسره واوجد ما نطيقه الا انه سبحانه وتعالى من علينا وتفضل ويسر قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون وانا الى ربنا لمنقلبون اي راجعون الى الله وسنلقى الله وسنقف بين يدي الله تبارك وتعالى وهذا فيه ان من ركب الدابة يحسن به ان يتذكر المنقلب ان يتذكر المنقلب والرجوع الى الله تبارك وتعالى. بعض العلماء قديما بعض العلماء قديما وقال لعل من الحكمة في هذا ان من ركب الناقة لينتقل عليها من مكان الى اخر لا يأمن ان تميل به ويسقط على عنقه ويموت فيتذكر المنقلب حتى يحسن عمله وو وانه سيرجع الى الله قال لا يأمن انه قد يسقط والذي في السيارة لا يأمن ان السيارة ايضا تجنح به وتنحرف به او انها يحصل لها شيء فيتذكر انه راجع الى الله سبحانه وتعالى والرجوع الى الله قد يكون قريبا وقد يكون بعد حين فيتذكر المنقلب قال وانا الى ربنا لمنقلبون وايضا من جهة اخرى اذا كان هذا الركوب لسفر فالسفر يذكر بالسفر الاعظم الذي هو السفر الى الله جل وعلا والدار الاخرة قال وانا الى ربنا لمنقلبون. ثم قال الحمد لله ثلاث مرات ثلاث مرات الحمد لله الحمد لله الحمد لله. وهنا بعد ان ان قرأ هذه الاية او بعد ان جاء بهذه الاية وتذكر المعاني التي فيها سخر لنا هذا وتذكر التسخير وسبح المسخر المنعم تبارك وتعالى وتذكر هذه النعم فعلى اثر اه اه قراءته لهذه الاية يعيد الحمد مرة ثانية ويكرره ثلاث مرات ثم قال الله اكبر ثلاث مرات الله اكبر ثلاث مرات وهذا التكبير ايضا فيه من الحكمة ما سبق الاشارة اليه وهو العلو على وارتفع على الشرف قال يكبر وهنا ارتفع ايضا وعلى فيكبر الله فيشتغل قلبه بابا بتكبير الله سبحانه وتعالى والمعاني التي اشير اليها لما يصعد الانسان للجبل ايظا لما يصعد الجمل او يصعد مثلا الباص قد يرى نفسه عاليا قد يرى نفسه عاليا الان الذي يركب اه الباص ويمر من جنبه السيارات الصغيرة وهو عالي عليهم مرتفع في الباص وهم في السيارات الصغيرة يرى نفسه اعلى ويرى نفسه ارفع فيكبر الله الله اكبر الله اكبر الله اكبر بدل ما يشغل نفسه بتوافه الامور وبما يجلب لقلبه سيء الاخلاق يكبر الله يشتغل بالتكبير تعظيم الله سبحانه وتعالى خير له من ان يشغل قلبه بامور تافهة تضر قلبه ولا تفيده قال ثم قال الله اكبر ثلاث مرات ثم قال سبحانك اللهم سبحانك اللهم اني ظلمت نفسي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت وهذا الاستغفار جاء على اثر الذكرى المباركة العظيمة الذي تحلى به العبد فلما يذكر الله هذا الذكر ويسبح الله هذا التسبيح ويذكر نعم الله تبارك وتعالى عليه يشعر بتقصيره بخلاف الاخر الذي يدخل المركوب ويركب المركوب ولا يذكر ولا يذكر النعمة ولا يسمي ولا ولا الى اخره ما يكون عنده استغفار وهذا يفيدنا هذا الدعاء يفيدنا ان آآ الخير يجلب الخير بل كما قال العلماء الحسنة تنادي اختها كما قال العلماء الحسنة ايش؟ تنادي اختها فلما تسمي آآ التسمية تنادي لك الحمد تنادي لك التسبيح تجد الخيرات تتابعت اما اذا دخل الانسان من اول الامر في غفلة ومنشغل بغروره او بكبره او بامور والعياذ بالله هذا يظر نفسه فالحسنات يجر بعضها بعضا وينادي بعضها بعضا قال سبحانك اللهم وقوله سبحانك اللهم اي انزهك يا الله انزهك يا الله فالتسبيح هو التنزيه لله عن كل ما لا يليق به سبحانه وتعالى. اني ظلمت نفسي اني ظلمت نفسي اي حقوقك علينا عظيمة والواجبات التي اه يجب ان نلتزم بها نحوك عظيمة. وانا مقصر مقصر ومفرط وظلمت نفسي فيستحظر انه مقصر في جنب الله ظالم لنفسه بتقصيره وبذنوبه وباخطائه اللهم اني ظلمت نفسي فاغفر لي بعد الاعتراف بالظلم يسأل الله المغفرة ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين وفي سيد الاستغفار الاستغفار ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي اعترف بذنبي انني مذنب ومقصر ومخطئ فيقول سبحانك اللهم اني ظلمت نفسي سبحانك اللهم اني ظلمت نفسي ظلمت نفسي بالتقصير فالواجب وبارتكاب الخطأ والذنب فاغفر لي يسأل الله عز وجل ان ان يغفر له قال فانه لا يغفر الذنوب الا انت وهذا فيه اعتراف العبد بان مغفرة الذنوب من الله ومن يغفر الذنوب الا الا الله فهو الذي يغفر الذنوب فانه لا يغفر الذنوب الا انت. وقوله فانه لا يغفر الذنوب الا انت. هذا توسل الى الله عز وجل بانه هو الذي يغفر الذنوب ولا يغفر الذنوب الا الا الله جل وعلا هو الذي يغفر الذنوب وهو الذي يتوب على التائبين وهو الذي بيده تبارك وتعالى العفو والغفران والصفح فانه لا يغفر الذنوب الا انت ثم ظحك ثم ظحك اي علي بن ابي طالب رضي الله عنهم لما دعا بهذا الدعاء ضحك فقال فقيل يا امير المؤمنين من اي شيء ضحكت من اي شيء ضحكت اي ان من كان حوله لما لما اتى بهذا الاستغفار ختم به هذا الذكر المبارك وظحك استغربوا فقالوا من اي شيء ضحكت؟ قال اني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت ثم ظحك اني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت ثم ظحك فقلت يا رسول الله من اي شيء ضحكت؟ لان لان الضحك هنا مثار ماذا مثار سؤال مثار سؤال فاستغفر استغفر ذكر الله وحمده واثنى عليه ثم استغفر ثم ضحك هذا مثار سؤال من اي شيء ضحكت؟ ولهذا علي لما حصل منه ذلك هيك والنبي عليه الصلاة والسلام لما حصل منه ذلك ضحك وفي كل الموظعين جاء هذا السؤال من اي شيء ضحك؟ علي سئل رظي الله عنه قال له من حوله من اي شيء ضحك؟ والنبي صلى الله عليه وسلم سأله علي قال من اي شيء ضحكته فذكر النبي عليه الصلاة والسلام من اي شيء ضحك؟ قال ان ربك يقول عليه الصلاة والسلام مخاطبا علي رضي الله عنه قال ان ربك سبحانه وتعالى يعجب من عبده يعجب من عبده اذا قال ربي اغفر لي ذنوبي يعلم انه لا يغفر الذنوب غيري ان ربك يعجب من عبده يقول اغفر لي ذنوبي يعلم انه لا يغفر الذنوب غيري فهذا امر يعجب منه رب العالمين والعجب صفة لله تبارك وتعالى تليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى كما اخبر عنه بذلك رسوله عليه الصلاة تمام في احاديث كثيرة يعجب من عبده تبارك وتعالى ويأتي في احاديث كثيرة ذكر العجب صفة لله سبحانه وتعالى قال ان ربك سبحانه يعجب من عبده اذا قال ربي اغفر لي ذنوبي يعلم انه لا يغفر الذنوب غيره وهذا من كمال من الله سبحانه وتعالى وتفضله على العباد والا فهو جل وعلا غني عن توبة العباد وعن استغفارهم وعن دعائهم وعن طاعاتهم غني عن ذلك كله ولكنه سبحانه وتعالى هذا يكون منه تفضلا وتكرما ومنا على عباده فهو المال وهو المتفضل والا فهو جل وعلا لا تنفعه طاعة من اطاع ولا تضره معصية من عصى لا لا لا ينفعه استغفار مستغفر ولا توبة تائب ولا دعاء داع كل ذلك لا ينفع ولكنه سبحانه وتعالى يحب ذلك من عباده بل جاء في الحديث اه الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لله اشد فرحا بتوبة عبده اذا تاب من احدكم اظل راحلته بفلات وعليها طعامه وشرابه حتى اذا ايس منها فاستظل في في ظل شجرة ينتظر الموت فاذا بخطام ناقته عند رأسه فقال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح فالله عز وجل اشد فرحا بتوبة عبده اذا تاب من هذا ضالته وهذا كله تفضل وتكرم من الرب العظيم اذا هذه دعوة مباركة وذكر مبارك يقوله المسلم فاول ما يركب الدابة وهو عند باب السيارة ينهظ يسمي ثم اذا استوى على المقعد حمد الله ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقننين وانا الى بنا لمنقلبون ثم يحمد الله جل وعلا ثلاث مرات ثم يكبر ثلاث مرات ثم يقول سبحانك اللهم اني ظلمت نفسي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت قال وخرج مسلم عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان كان اذا استوى على بعيره خارجا الى سفر كبر ثلاثا. ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون. اللهم انا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى. ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوي عنا بعده انت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل اللهم اني اعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والاهل واذا رجع قالهن وزاد فيهن ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون. وفي وجه اخر كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم واصحابه اذا علوا الثناء اذا علوا الثنايا كبروا واذا هبطوا سبحوا وهو في الصحيح ثم اورد المصنف رحمه الله حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا استوى على بعيره خارجا الى سفر كبر ثلاثا والتكبير على على البعير او على الدابة آآ في كل مرة يركبها في كل مرة يركبها مثل ما مر معنا في في حديث علي المتقدم ومر معنا شيء من تلمس الحكمة في ذلك ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون وايضا مر الكلام على معناه ثم قال اللهم انا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى اللهم انا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى جمع في هذا السؤال بين مطلبين البر والتقوى والعلماء رحمهم الله يقولون اذا جمع بين البر والتقوى في نص واحد فان المراد بالبر فعل الاوامر والمراد بالتقوى اجتناب النواهي المراد بالبر فعل الاوامر والمراد بالتقوى فعل الاوامر فكأنه قال اللهم اني اسألك في سفري هذا ان تيسر لي فعل الخيرات والقيام بالطاعات وانت تجنبني فعل الاثام والذنوب والخطايا. اسألك البر والتقوى فالبر فعل الاوامر والتقوى ترك النواهي واذا ذكر كل واحد منهما منفردا عن الاخر شمل معنى الاخر اذا ذكر البر مفردا يشمل آآ الامرين واذا ذكرت التقوى ايضا مفردة شملت الامرين. واذا ذكر معا انفرد كل منهما بمعنى خاص البر فعل الاوامر والتقوى ترك النواهي على القاعدة المعروفة اذا اجتمع افترقا واذا افترقا اجتمعا اذا اجتمعا في الذكر افترقا في المعنى واذا افترقا في الذكر اجتمعا في المعنى قال اللهم انا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترظى اي ان تيسر لنا من الاعمال ما ترظى به عنا وان تكون اعمالنا في سفرنا هذا كلها في رضاك وما يقرب اليك وان يكون فعلنا للاعمال التي تحب قال ومن العمل ما ترظى اللهم هون علينا سفرنا هذا اي اجعل سفرنا هذا هينا علينا ليس فيه صعوبة ولا حزن ولا ولا عسر ولا شدة اجعله هينا علينا هونه علينا والذي يهون السفر وييسر الامور هو رب العالمين تبارك وتعالى قال واطوي عنا بعده اي قرب لنا البعد في في هذا السفر وهذا ايضا من من التهوين من تهوين السفر ان يطوى عن عن المسافر بعد السفر قال واطوي عنا بعده انت الصاحب في السفر انت الصاحب في السفر وهذا فيه اه اه ذكر معية الله الخاصة لعبده المؤمن التي تقتضي حفظ الله لعبده اه كلائته له انت الصاحب في السفر هذا فيه المعية الخاصة. معية الله الخاصة المسافر والخليفة في الاهل اي خير ما من يخلف الاهل عنده فيحفظهم قد مر معنا ان الله اذا استودع شيئا حفظه والخليفة في الاهل اي ان الاهل في في حفظه وفي كلاءته والله جل وعلا اذا استودع شيئا حفظه والخليفة في الاهل اللهم انا نعوذ بك من وعثاء السفر اي ما يكون في الصغر من وعثاء من شدة ومعاناة وامور يكابدها المسافر ومشاق قال اللهم اني اعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر اي المنظر الكئيب الذي يكتئب الانسان بحصوله له او بوقوعه فيه وكآبة المنظر وسوء المنقلب انقلب عائدا على حالة سيئة بنفسي او في من خلفت وتركت بل ينقلب وانا مسرور ومرتاح ومطمئن قضيت نهمتي وتحققت حاجتي وتيسرت مصالحي وسوء المنقلب بالمال والاهل بمعنى ان لا يرجع الى الى اهله وينقلب عليهم ويرى ما ما يسوءه او يكد او يكدر خاطره قال وسوء المنقلب في المال والاهل واذا رجع هذا يقولها عندما يسافر واذا رجع يعني خرج من البلد الذي سافر اليه راجعا الى بلده يقولهن اي يقول هذه الكلمات يزيد عليهن ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون ايب الاوبة هي الرجوع طيبون يراجعون وتائبون اي الى الله عز وجل من تفريطنا وتقصيرنا واخطائنا عابدون اي لله فنحن عبيد الله نطيعه ونمتثل امره ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون اي له وحده حمدنا نحمده جل وعلا والحمد هنا لان المسافر قضى نهمته وانتهت حاجته وعائد هو الى بلده فيحمد الله عز وجل على هذا المن وعلى هذا الانعام وعلى هذا التيسير قال وفي وجه اخر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه اذا علوا الثنايا كبروا واذا هبطوا سبحوا قبل هذا فيما يتعلق بقول ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون هذا الحديث يفيد انه اذا رجع قال هن بمعنى انه اذا خرج اذا ركب الدابة ليسافر الى بلده راجعا يأتي بهذا الدعاء ثم يقول في تمامه ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون. وجاء في حديث اخر انه عليه الصلاة والسلام اذا اقبل على على المدينة اذا اقبل على المدينة قال ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون ويكررها الى ان يدخل المدينة وهذا يفيد ان ان ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون لها موظئان الموضع الاول اذا انقلبت رجعت من من البلد الذي سافرت اليه وانت راجع الى بلدك اول ما تبدأ السفر تقول ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون والحديث الاخر الذي يشير اليه يفيد انك اذا اقتربت من بلدك اذا اقتربت من بلدك ورأيت جدرات بلدك تقول ايضا مرة ثانية ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون وتكررها تكررها كان عليه الصلاة والسلام يكررها الى ان يدخل المدينة ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون قال وفي وجه اخر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه اذا علوا الثنايا كبروا الثنايا اي الشرف من الارض العالي المرتفع اذا علو الثنايا كبروا اي قالوا الله اكبر واذا هبطوا سبحوا في الهبوط والنزول واولى انخفاض تسبيح وفي العلو في الثنايا والاماكن المرتفعة تكبير لله تبارك وتعالى. والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد