بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا ورزقا طيبا اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما ونواصل قراءتنا في كتاب الكلم الطيب نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين قال في كتابه الكلم الطيب قال فصل في الولادة قال يذكر ان فاطمة رضي الله عنها لما دنا ولادها امر رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ام سلمة وزينب بنت جحش ان تأتي فتقرأ عندها اية الكرسي وان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض الى اخر الاية ويعوذاها بالمعوذتين قال المصنف رحمه الله فصل في الولادة هذا الفصل عقده المصنف رحمه الله ليبين جملة من الاذكار المستحبة والاداب المسنونة التي تتعلق بالمولود والمولود هبة الله عز وجل ومنته على عباده كما قال الله تعالى لله ملك السماوات والارض يهب لمن يشاء اناثا يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور او يزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما فالمولود هبة الله تبارك وتعالى يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور ويهب لمن يشاء الذكور والاناث ومن الناس من هو عقيم لا يولد له فالمولود هبة الله والذي يمن الله تبارك وتعالى عليه بالمولود عليه ان يتقي الله جل وعلا في مولوده وان يراعي فيه اداب الشريعة واحكام الدين التي يترتب على العناية بها ومراعاتها الخير والصلاح والفلاح في الدنيا والاخرة وقد مر معنا شيء من الاداب التي تتعلق بالمولود مثل الدعاء الذي مر معنا قريبا وهو ان من اتى اهله فقال بسم الله الذي آآ من اتى اهله فقال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا من اتى بهذه الدعوة ثم كتب له مولود لم يظره شيء او لم يضره شيطان فهذا من الاداب العظيمة التي يحرص عليها اتقاء للشيطان وحفظا للمولود من نزغ الشيطان وكذلك التسمية على المولود وتعويده بما جاءت به سنة النبي عليه الصلاة والسلام اختيار الاسم المناسب له الى غير ذلك من الاداب الكريمة والسنن العظيمة التي جاءت عن رسولنا صلوات الله وسلامه عليه اورد اولا هذا الحديث الذي وصدره المصنف بقوله يذكر اشارة الى عدم صحته وعدم ثبوته عن النبي عليه الصلاة والسلام ان فاطمة رضي الله عنها لما دنا ولادها اي لما اقتربت ولادتها امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ام سلمة وزينب بنت جحش ان تأتي فتقرأ عندها اية الكرسي وان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض الى اخر الاية بسورة الاعراف وكذلك في سورة يونس ايتان تبدأان بهذا ويعوذها ويعوذاها بالمعوذتين ويعوذاها بالمعوذتين هذا الحديث كما نبه المصنف رحمه الله لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام لوهاء سنده ولكن الذي دنت ولادتها يستحب لها ان تعنى بذكر الله عز وجل من ذكره تبارك وتعالى تلاوة كلامه سبحانه وتعالى. وان تدعو الله عز وجل بالتيسير فهذا الذي لها ان تفعله. اما هذا الذي ورد هنا فهو لم يثبت وان كانت المعاني التي فيه كلها صحيحة اية الكرسي وهذه الايات ايات التوحيد وكذلك التعويذ بالله عز وجل من الشيطان اني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم هذه كلها من المعاني الصحيحة نعم قال وقال ابو رافع رضي الله عنه رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذن في اذن الحسن بن علي. حين ولدته فاطمة رضي الله عنها بالصلاة قال الترمذي حديث حسن صحيح وهذا ايضا من السنن العظيمة التي تتعلق المولود وهو ان يؤذن في اذنه عند ولادته مثل ما قال ابو رافع رضي الله عنه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن في اذن الحسن بن علي حين ولادته او حين ولدته فاطمة رضي الله عنها بالصلاة اي اذن بالصلاة اي اذن بالاذان المعروف الذي ينادى به للصلاة واذن في اذنه والحكمة في ذلك كما نبه اهل العلم هو ان يكون اول ما يقرع سمع المولود هذه الالفاظ العظيمة التي جعلت نداء للصلاة وهي مشتملة على تكبير الله وعلى توحيده وتعظيمه جل وعلا والدعوة الى لزوم عبادته والمحافظة عليها وبيان ما يترتب عليها من الاثار والثمار والفلاح في الدنيا والاخرة فهي كلمات عظيمة فيستحب ان يكون اول ما يقرع سمع المولود هو هذه الكلمات العظيمة فهذه حكمة وايضا من الحكم ان الاذان كما سبق ان مر معنا يطرد الشيطان والشيطان يحظر المولود هنا ولادته فيحتاج اهله الى العناية بذكر الله عز وجل وتعويذه من الشيطان ليحفظ ويوقى باذن الله تبارك وتعالى من الشيطان الرجيم ولهذا فان هذه سنة عظيمة يستحب ان يبدأ بها وان يحرص عليها بحيث يكون اول ما يقرع سمع المولود هو هذه الالفاظ العظيمة الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الى اخر الفاظ الاذان وما فيها من التكبير لله والتعظيم له جل وعلا واعلان توحيده والدعوة الى الخضوع له وعبادته وما يترتب على عبادته من الفلاح والسعادة في الدنيا والاخرة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن في اذن الحسن اذن في اذن الحسن وهذا فيه ان انه يقترب من الاذن ويؤذن فيها الاذان الذي يكون في في اذن الطفل عندما يقرب من من اذنه يكون رفيقا لا يكون صوتا عاليا اه مثل ما يؤذن الانسان للنداء للصلاة ليسمع المصلين او يسمع المسلمين في الانحاء وانما يؤذن بصوت رفيق لان سمع الطفل لا يتحمل الاصوات العالية اقول ذلك لان لا يظن انسان ان المشروع الاذان بمعنى بمعنى ان يرفع صوته به فيدنو من اذنه ويرفع صوته بلا اذان ليس هذا مطلوبا. وانما المطلوب الاذان ان يؤذن في اذنه بمعنى انه يقترب من الاذن ويؤذن بصوت رفيق بحيث يكون اول يكون اول شيء يسمعه هذا المولود الفاظ الاذان قال اذن في اذن الحسن ابن علي حين ولدته. وهذا ايضا فيه ان الاذان في اذن المولود حين الولادة يعني اقرب وقت يتمكن منه الانسان من ولادة الطفل يحرص عليه في اقرب وقت نعم قال ويذكر عن عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من ولد له مولود فاذن في اذنه اليمنى واقام في اذنه اليسرى لم تضره ام الصبيان ثم اورد هذا الحديث مصدرا له بيذكر وهي اشارة الى ضعف الحديث وعدم ثبوته وهو حديث لم يثبت عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد له مولود فاذن في اذنه اليمنى واقام في اذنه اليسرى لم تضره ام ام لم تضره ام الصبيان اما الصبيان كناية مثل ما كني عن الخمر بام الخبائث وام الصبيان لكونها في الغالب تصيبهم الصبيان هم الصغار وقيل هي الريح التي تغشى الصغار فيترتب عليها الاغماء والغشي ويقال انها نابعة من الشيطان ووخزه واذاه للصغير وابراره به فقيل ان آآ ان المراد بها يعني بام الصبيان هو هذا. وهذه كنية ومعروف عند العرب قديما تقنية بعظ الامراظ او بعظ الاشياء بيكون تعرف بها مثل ما مثلت ام الخبائث الخمر آآ ام الصبيان المراد بها هذا المرض الذي اصيب الصبيان وهنا في هذا الحديث ذكر الاذان والاقامة والحديث لم يثبت لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ان يؤذن في اذن الصغير ويقام في اذنه ويقام في اذنه الاخرى هذا لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام وانما الذي ثبت في هذا الباب الحديث الاول وهو الاذان فقط في اذن الصغير نعم قال وقالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم ثم اورد حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم يؤتى بالصبيان اي ان من ولد له مولود جاء به الى النبي عليه الصلاة والسلام وكانوا يأتون مواليدهم الى النبي عليه الصلاة والسلام ليحنكهم وذلك تبركا بريقه وليدعو لهم عليه الصلاة والسلام ودعاؤه مستجاب صلى الله عليه وسلم فكانوا يحرصون على الاتيان بالصبيان بالمواليد الى النبي عليه الصلاة والسلام ليقوم بتحنيكهم وتحنيك الصبي تحنيك المولود هذا من السنن العظيمة التي ارشد اليها نبينا صلوات الله وسلامه عليه تحنيك الصبي هو ان يمضغ وليه او من اراد ان يحنكه تمرة يلوكها في فيه ثم يأخذ هذه التمرة باصبعه ولا يكون فيها آآ جرما غليظا وانما آآ شيء لين بعد المضى فيأخذ منها الحلاوة التي تبقى والجرم لا لا يدخله في هم الصغير لانه في ذاك الوقت لا يحتمل ثم يدلج يده في حنك الطفل يحرك يده برفق التي فيها حلاوة التمر يدلج يده في حنك الطفل من من الداخل قال اهل العلم ليكون اول ما يدخل ريقه والتمر وهو سيد الغذاء وافضل الغذاء وما فيه ايظا من الحلاوة ويكون اول ما يدخل ريقه الحلو وحلاوة التمر وايضا التمر فيه فيه فوائد وفيه شفاء وفيه منافع منافع عظيمة ولهذا يعتنى بهذه السنة عن النبي صلوات الله وسلامه عليه لما فيها من الخير والنفع والفائدة للصغير قال يؤتى بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم يدعو لهم بالبركة وهذه ايضا دعوة يعتنى بها في فيما يتعلق بالمواليد ان يدعى للمولود بالبركة وهذه من السنن اذا ولد مولود او بلغ الانسان لاخيه مولود يدعو له بالبركة اللهم بارك فيه بارك الله فيه. نسأل الله ان يبارك فيه. اللهم اجعله مباركا او نحو ذلك من الدعوات ولهذا يؤثر عن الحسن البصري انه كان يقول بورك في الموهوب وشكرتم الواهب ورزقتم بره وبلغ اشده فهذا دعاء بالبركة فيدعى للمولود بالبركة هذا من السنة اذا سمع الانسان بمولود لاخيه او قريبه او نحو ذلك يدعو له بالبركة اللهم بارك فيه نسأل الله ان يبارك فيه اللهم اجعله مباركا او نحو ذلك من الدعوات قوله هنا ويحنكهم اتيان الصحابة للنبي عليه الصلاة والسلام بمواليدهم لتحنيكهم هذا كما قدمت طلبا والتماسا لبركة ضيقه عليه الصلاة والسلام وهذا امر مختص به صلى الله عليه وسلم فوريقه مبارك وهو عليه الصلاة والسلام مبارك وكل من فصل منه مبارك ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يتبركون بريق النبي عليه الصلاة والسلام ويتبركون بشعره ويتبركون ايضا بعرقه وما ينفصل عنه فهو عليه الصلاة والسلام ذاته مباركة جعل الله عز وجل فيها بركة وهذا امر مختص به ويجب ان يعلم ذلك امر مختص بالنبي عليه الصلاة والسلام ولا يقاس عليه غيره لان هذا امر خصه الله تبارك وتعالى به صلوات الله وسلامه عليه ولهذا كان الصحابة كما مر يأتون بمواليدهم التماسا وطلبا لبركة ريق النبي عليه الصلاة والسلام ولهذا يبقى حكم التحنيك اما ان يؤخذ المولود الى بعض الاشخاص الذين يظن فيهم الصلاة من اجل تحنيكه فهذا ليس من السنة ولا يدل عليه الحديث لان بركة الريق هذه خاصة بنبينا عليه الصلاة والسلام ولهذا تبقى سنة التحنيك من ولد له مولود يحنكه والده يحنكه قريبه تحنكه امه يوضع التمر في تمرة في الفم تمضغ ثم يؤخذ حلاوتها بالاصبع ويحنك به فما الطفل وتدلج اليد في حنكه برفق يفعل ذلك والده او والدته اما ان يذهب به الى الى رجل يظن انه من الصالحين من اجل البركة فهذا لا دليل عليه. لان هذا الذي جاء في هذا الحديث امر مختص بنبينا عليه الصلاة والسلام ولهذا لم يكن يعرف عن الصحابة ومن اتبعهم باحسان انهم يذهبون بمواليدهم الى احد من الناس غير النبي صلى الله عليه وسلم قال وعن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه امر بتسمية المولود يوم سابعه ووضع الاذى عنه والعق قال الترمذي حديث حسن ثم اورد هذا الحديث حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه امر بتسمية المولود يوم سابعه ووضع الاذى عنه والعق فهذه ثلاثة سنن جمعت جمع هذا الحديث تتعلق المولود السنة الاولى تسمية المولود يوم سابعه تسمية المولود وسيأتي ايضا ان يتخير للمولود اطيب الاسماء واحسن الاسماء وسيأتي عند المصنف حديث مفصل بعض الشيء عن تسمية المولود. قال امر بتسمية المولود يوم سابعه تسمية المولود يوم سابعه. قيل حتى يبقى اه مدة وفترة من الوقت لتخير الاسم اه المولود اه الاسم المناسب للمولود امر بتسمية المولود يوم سابعه وليس هذا بلازم ان ان تكون التسمية في السابع بل كما يذكر المصنف رحمه الله النبي عليه الصلاة والسلام اه سمى في اليوم الاول مثل ما جاء في الحديث اه ان ولد لي مولود هذه الليلة وسميته ابراهيم فسماه في الليلة التي ولد فيها سمى النبي عليه الصلاة والسلام ابنه ابراهيم في الليلة التي ولد فيها قال امر بتسمية المولود يوم سابعه ووضع الاذى عنه قيل في وظع الاذى عنه اي حلق الشعر شعر الرأس وهذا ايضا جاءت به السنة وقيل وظع الاذى عنه اي ما يعلق على جسمه من الاذى والقدر بعد الولادة وقيل ايضا المراد بوظع الاذى عنه ختان الطفل واشارة الغلفة التي تكون زائدة على رأس الذكر وهذا فيه ايضا ازالة للاذى لان بقائها اذى ولا تتحقق الطهارة الا بازالتها بازالة تلك الغلفة فهذا كله من المعاني التي يحتملها قوله وضع الاذى عن وكل ذلك من اماطة وازالة الاذى عن الصغير والعق عنه ايا ان يذبح شاتان عن المولود الذكر وشاة واحدة عن الانثى شكرا لله تبارك وتعالى على هذه النعمة والهبة العظيمة نعم قال وقد سمى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ابنه ابراهيم وابراهيم ابن ابي موسى وعبدالله بن ابي طلحة والمنذر بن ابي اسيد قريبا من ولادتهم اورد المصنف رحمه الله هذا لينبه انه ليس بلازم ان لا تكون التسمية الا في اليوم السابع بل ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه سمى قريبا من الولادة وابراهيم ابن النبي عليه الصلاة والسلام سماه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الاسم في الليلة التي ولد فيها في الليلة التي ولد فيها وكذلك من ذكرهم المصنف ابراهيم بن ابي موسى وعبد الله بن ابي طلحة والمنذر بن ابي اسيد كل هؤلاء سماهم النبي عليه الصلاة والسلام قريبا من ولادتهم فاذا الحديث الاول آآ وهو الامر بالتسمية للمولود في اليوم السابع هذا ليس بلازم فلو سماه في في يومه الاول او حين ولادته فهذا لا بأس به نعم قال وعن ابي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم انكم تدعون يوم القيامة باسمائكم واسماء ابائكم فاحسنوا اسمائكم ذكره ابو داوود ثم اورد هذا الحديث عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم تدعون يوم القيامة باسمائكم واسماء ابائكم فاحسنوا اسمائكم هذا الحديث نبه المحقق رحمه الله على ضعفه ظعف هذا الحديث والمعنى صحيح وهو تخير الاسماء الحسنة الاسماء الطيبة هذا مما ندبت اليه الشريعة ودعت اليه السنة والاحاديث الاتية كلها في تخير احب الاسماء واحسن الاسماء مثل الحديث القادم احب الاسماء الى الله عبد الله وعبدالرحمن والاحاديث التي بعده فهذه كلها فيها تخير الاسم المناسب قال فاحسنوا اسمائكم اي احسنوا اختيار الاسماء وهذا باب من الفقه ظل فيه كثير من الناس وهو احسان اختيار الاسم للمولود ظل فيه كثير من الناس لا اتحدث عن الكفار وانما اتحدث عن المنتسبين للاسلام الان ثقافات الناس في اختيار الاسماء ثقافات عجيبة جدا واصبح كلا يسمي مولودة بالاشياء التي ملأت حياته يسمي مولوده بالاشياء التي ملأت حياته مثلا اذا كان من من هواة الموسيقى وهواة المعازف واللهو وايضا الموسيقى الغربية ما يسمى بالموسيقى تجده يسمي اولاده على اسماء اولئك وتجد اخرين ثقافته ايضا من محيط الذي حوله تجده في بادية عنده حمار جيد يخدمه خدمة جيدة ويرى في الحمار خدمة طيبة فيولد له مولود يسميه حمار لانه رأى خدمة جيدة في الحمار ورأى صبرا ورأى امورا اعجبته فيسمي ابنه بحمار او يسميه بعضهم كلب لان عنده كلب ويستفيد منه في الحراسة واخرين ايضا يسمون باسماء مبنية على اشياء يتعامل معها. بعضهم تجده يعجبه مثلا الدلة والقهوة والنجر والاشياء هذه ودائما يجلس عندها ويسمي مولوده من خلال هذه الاشياء فكثير من الناس تحيط به ثقافة معينة قلت او كبرت فتحكمه تحكمه في في تسمية المولود. ويسمي مولوده بحكم الثقافة التي عنده والمسلم يجب ان ينهض بنفسه وان يتقي الله في مولوده ولا يكون تسميته لمولوده من خلال هذه الثقافات او هذه الامور التي تحيط به وانما يلحظ اه ما ينبغي ان يكون عليه المولود من عبادة من صلاة من استقامة من تحقيق للمعاني الفاضلة فيختار له احسن الاسماء. واحب الاسماء وهذا حقيقة كما اشرت من من الظواهر المؤسفة المؤلمة جدا في تسمية المواليد بتسمية المواليد. وبعض الناس ثقافة في تسمية مولوده الاغراب يبحث عن الاسماء الغريبة ولا يلتفت الى معانيها او دلالاتها او نحو ذلك وانما يختار اسما غريبا غير معروف حتى يتميز به مولودة ليست هذه من الامور التي تطلب بتسمية المولود الذي يطلب في تسمية المولود ان يختار له احسن الاسماء ان يختار له احسن الاسماء اذا اختلت هذه الثقافة يختار له من بعظ الناس اسماء الحيوانات اذا كان نبينا عليه الصلاة والسلام نهانا ان نتشبه بالحيوان لا تفترش افتراش السبع او الكلب ولا تنقر نقر الديك ولا تبرك بروك البعير الى اخره فكيف يختار الانسان لهذا المولود الذي كرمه الله ولقد كرمنا بني ادم يختار له اسماء الحيوانات وكيف ايضا يأتي اخر؟ ويختار لمولوده اسماء الكفار ومن تشبه بقوم فهو منهم او ايظا يختار لهم الاسماء التي تحمل معاني اهزيلة معاني سيئة معاني احيانا قذرة يختارها لمولوده خاصة الاناث يختار لهم يختار لهم بعظهم معاني سيئة جدا يستحي الانسان العاقل ان يطلق على بنته ذاك الاسم لما فيه من المعاني غير اللائقة فالشاهد ان اختيار الاسم اه امر من الامور العظيمة التي اهتم بها الاسلام ويختار للمولود احسن الاسماء قال فاحسنوا اسمائكم يعني احسنوا اختيار الاسماء وليبتعد ولهذا جاء عنه عليه الصلاة والسلام تغيير الاسماء السيئة الى اسماء حسنة كما سيأتي نقل شيء من ذلك عند المصنف رحمه الله نعم قال وذكر مسلم في صحيحه عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان احب اسمائكم ان احب اسمائكم الى الله عبدالله وعبدالرحمن هذا الحديث اه حديث ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام وفيه اه احب الاسماء الى الله احب الاسماء الى الله قال احب الاسماء اسمائكم الى الله عبد الله وعبدالرحمن تعبيد لا لاسم الله الله واسمه الرحمن وقد جمع تبارك وتعالى بين هذين الاسمين بالتسمية التي في اول سور القرآن بسم الله الرحمن الرحيم وجمع بينهما في الفاتحة الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وجمع بينهما في قوله والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم وقوله هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة والرحمن الرحيم جمع بين هذين الاسمين في ايات كثيرة وهذان الاسمان مختصان بالله جل وعلا فالله لا يطلق على الا على الله هو دال على الالوهية والعبودية والرحمن ايضا لا يطلق الا على الله اما الرحيم فيطلق على غيره كما قال سبحانه وتعالى بالمؤمنين رؤوف رحيم اي الرسول عليه الصلاة والسلام. اما الرحمن لا يطلق الا على الله وهو دال على ثبوت الرحمة التي هي قائمة بالله سبحانه وتعالى والرحيم دال على تعلقها بالمرحومين فالله دال على الالوهية والعبودية والرحمن دال على الرحمة التي هي صفة الله قائمة به سبحانه وتعالى وهما احب اه ما يعبد لله به تبارك وتعالى من اسماء وهذا فيه دليل على تفضيل هذين الاسمين وعظم شأنهما وفيه دليل ايظا على تفاظل الاسماء الحسنى وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لقد دعا الله باسمه الاعظم فالاسماء الحسنى متفاضلة لا بمن لا بحسب من هي اسمه فهي كلها اسماء لله وانما بحسب او باعتبار المعاني والدلالات التي تدل عليها تلك الاسماء قال احب اسمائكم الى الله عبد الله وعبدالرحمن عبد الله وعبدالرحمن وهكذا عموم الاسماء المعبدة لله عبد الله وعبدالرحمن وعبدالكريم وعبد الخالق وعبدالرؤوف وغيرها من اسماء كلها حبيبة لله تبارك وتعالى وفي هذا النوع من الاسماء او في التسمية بهذا النوع من الاسماء فائدة عظيمة وهي ان ينشأ المولود على معرفة انه عبد لله تبارك وتعالى انه عبد لله تبارك وتعالى اذكر احد المشايخ الافاضل سمى اولاده كلهم باسماء معبدة وسئل مرة عن ذلك فقال حتى يعرفوا انهم عبيد لله وليسوا عبيد للشيطان حتى يعرفوا انهم عبيد لله وليسوا عبيدا للشيطان فكل واحد منهم ينادى يا عبد الله يا عبد الرحمن يا عبد الخالق يا عبد العزيز من اول ما يخرج للدنيا يعرف يميز يجد انه ينادى اسم معبد لله تبارك وتعالى وهذا فيه ان الاسم اسم المولود له اثر على تنشئة المولود وتربية المولوث وهذا الذي لاجله جاء في السنة تغيير الاسماء كما سيأتي معنا قريبا يغير النبي عليه الصلاة والسلام لان الاسم في الغالب له اثر على من يسمى به قال وعن ابي وهب الجشمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسموا باسماء الانبياء واحب الاسماء الى الله تعالى عبد الله وعبدالرحمن واصدقها حارث وهمام واقبحها حرب ومرة خرجه ابو داوود والنسائي ثم اورد رحمه الله هذا الحديث حديث ابي وهب الجشمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسموا باسماء الانبياء واحب الاسماء الى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن واصدقها حارث وهمام واقبحها حرب ومرة نبه المصنف المحقق رحمه الله الى ان سند الحديث ضعيف وذكر ان له شاهد دون جملة الانبياء فقوله تسموا باسماء الانبياء هذا اسناده ضعيف وليس له شواهد وبقية الحديث له شاهد صحيح والتسمي باسماء الانبياء اه جائز كما بين ذلك كما بين ذلك ابن القيم تلميذ المصنف رحمه الله في كتابه العظيم تحفة الودود في احكام المولود وهو كتاب عظيم جدا فيه جمع مبارك للاداب والسنن التي تتعلق بالمولود كتاب قيم جدا تحفة الودود في احكام المولود وينبغي على الاباء ان يعنوا بقراءة هذا الكتاب وان يكون موجودا في البيت حتى يتعلم السنن والاداب والاحكام التي تتعلق المولود ففي الكتاب فقه عظيم ونفع كبير والحاجة اليه ماسة اه ومن من الشواهد على ذلك ان النبي عليه الصلاة والسلام جاء عنه اه تسمية باسماء الانبياء فسمى ابنه ابراهيم وسمى بعض ابناء الصحابة بيوسف جاء عنه عليه الصلاة والسلام اه التسمية باسماء الانبياء واحب الاسماء الى الله تعالى عبد الله وعبدالرحمن وهذا مر معنا في الحديث الذي قبله واصدقها حارث وهمام اصدقها في الدلالة على واقع الانسان وحقيقة الانسان حارث وهمام لان هذه صفة صفة للانسان الحرف وهمام من الهمة وهي العزم فهذه الصفة اه موجودة في في الانسان فاصدق الاسماء دلالة على من يسمى بها حارث وهمام قال واصدقها حارث وهمام واقبحها حرب ومرة حرب من اه الحرب وهو القتال والعدوان ومرة من المرارة والحرب ليست امرا مطلوبا والمرارة ايضا ليست امرا مطلوبا قال واقبحها حرب ومرة وقد كان من من شأن الجاهلية تسمية اولادهم بالاسماء الشديدة وتسمية مماليك بالاسماء الجميلة كان من طريقتهم تسمية اه اولادهم باسماء شديدة حرب مرة صخر ونحو هذه الاسماء وتسمية مماليكهم بالاسماء الجميلة فاذا سئل عن ذلك قالوا اولادنا لاعدائنا يعني مهيئينهم للاعداء ومماليكنا لنا ومماليكنا لنا يعني لخدمتنا فيختارون لهم الاسماء اللطيفة الاسماء الجميلة الطيبة اما الاولاد فيختارون لهم الاسماء الشديدة قال عليه الصلاة والسلام واقبحها حرب ومرة نعم قال وقد غير النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الاسماء المكروهة الى اسماء حسنة فكانت زينب تسمى برة فقيل تزكي نفسها فسماها زينب وكان يكره ان يقال خرج من عند برة وقال لرجل ما اسمك قال حزن قال بل انت سهل وغير اسم عاصيه فسماها جميلة وقال لرجل ما اسمك قال اسرم قال بل انت زرعة وسمى حربا سلما وسمى المضطجع المنبعث وارضا يقال لها عثرة سماها خظرة وشعب الضلالة سماه شعب الهدى وبنو الزنية سماهم بني بني الرشدة ثم ختم المصنف رحمه الله بالاشارة الى ما جاء في السنة سنة النبي عليه الصلاة والسلام من تغيير الاسماء المكروهة سواء اسماء الاشخاص او اسماء البقاع فالاسماء المكروهة تغير وكان من هديه عليه الصلاة والسلام ان يغير الاسم المكروه واورد رحمه الله جملة من الامثلة لتغيير النبي عليه الصلاة والسلام الى اسماء حسنة اسماء طيبة. قال فكانت زينب تسمى برة تسمى برة والبر رتبة عالية في الدين. البر رتبة علي في الدين بل البر يشمل الدين كله يشمل تحقيق الدين كله كما في اية البر بسورة البقرة قال تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون فهذه اية البر تدل على ان البر يشمل الدين كله عقائده الصحيحة واعماله الزاكية البر يشمل الدين كله فهذه لفظة فيها تزكية ومن تطلق عليه تعني انه جمع الدين بعقائده واعماله الزاكية كما يدل على ذلك ولكن البر من امن بالله الى تمام الاية من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين هذه العقائد عقائد الدين الصحيحة التي محلها القلب وقوله اتى المال على حبه الى تمام الاية هذه اعمال آآ الدين وطاعاته فالبر يشمل الدين كله ولهذا قيل تزكي نفسها قيل تزكي نفسه وهذا ملحظ كان يلحظه الصحابة رظي الله عنهم وهو البعد عن اه تزكية النفس البعد عنا تزكية النفس باطلاق الالقاب والاسماء التي فيها تزكية للنفس فسماها زينب وكان يكره ان يقال خرج من عند بره خرج من عندي برا او ايظا يقال ليس عندنا برا في في مقام النفي او خرج من عند برة فكان عليه الصلاة والسلام يكره ان يقال خرج من عند برة نعم وقال لرجل ما اسمك قال حزن قال بل انت سهل وهذا التغيير الى سهل يرويه سعيد ابن المسيب ابن حزم حزن جده فيقول سعيد ابن المسيب آآ ان النبي عليه الصلاة والسلام سأل جدي عن اسمه فقال حزن فقال بل انت سهل قال لا اغير اسما سماه بي ابائي فيقول سعيد ابن المسيب ولهذا لا تزال الحزونة فينا ولا تزال الحزونة فينا يعني لانه امتنع من تغيير قال لا اغير اسما سماني به ابائي وهنا ينبغي على الانسان ان يعود نفسه على امر مهم كم نحتاج اليه وهو لين الجانب في الذهاب الى الخير والا يركب الانسان العناد او الامتناع عن امر هو خير له بل ينبغي اذا دل الى خير او هدي الى رشد ان يوقد نفسه على قبوله على قبوله فان في هذا الخير والنفع والبركة له ولاولاده ولذريته قال وغير اسم عاصية فسماها جميلة واعاصي اسم سيء هي العصيان وهو الامتناع عن عن طاعة الله جل وعلا فسماها جميلة ووجميلة اسم طيب وقال لرجل ما اسمك قال اصرم قال بل انت زرعة الاصرم هذا معنى في في في الزرع لا يحبذ والصريم منها آآ ايضا ما تأثر وتأثر النبات الذي الذي فيه فاصبحت كالصريم آآ يعني خاوية لا ثمر فيها ولا فائدة ولا نفع فبدله النبي عليه الصلاة والسلام قال بل انت زرعة وسمى حربا سلما الحرب كما مر معنا من اقبح الاسماء فسماه النبي عليه الصلاة والسلام بظده وهو السلم وسمى المضطجع المنبعث المضطجع الاضطجع معروف وهو ان يكون الانسان نائما على جنبه فهذا الاسم بقائه في الانسان ربما انه يجلب له ماذا الكسل المضطجع اذا يبقى دائما مضطجع ينام على على جنبه ويكون خاملا كسولا فهو اسم يستجلب للانسان ماذا الكسل واذا قالوا له قم افعل كذا يقول لا انا المضجع انا المضطجع هذا اسمي الذي سماني به والدي ويبقى نائما على جنبه ما يقوم ولا يعمل ولا يشتغل ليس له صفة الا الخمول والكسل فغير المضطجع الى المنبعث الانبعاث هو ان ينهظ الانسان ويقوم ويتحرك ويعمل وارظا يقال لها عفرة سماها خظرة الارض العفراء هي التي ليس فيها نبات وليس فيها زروع وليس فيها ثمار فسماها خظرة وهي الارض المونعة المثمرة البهية البهيجة فغير اسمها الى اسم حسن وشعب الضلالة سماه شعب الهدى شعب الضلالة الضلالة اه امر مذموم فسماها النبي عليه الصلاة والسلام وسمى هذا الشعر بشعب الهدى وبنوا اه الزنية او الزينية سماهم بني الرشدة اه يقال ان بني الزينية اي اه اه اخر ولد الرجل وولد المرأة اخر كانوا يطلقون عليه بني آآ الزينية اخر ولد الرجل واخر وهو ما يسمى عند بعض الناس القعدة اخر ما يولد اواخر مولود فكانوا يسمونه بهذا الاسم ولما في هذا اللفظ من الايهان بالاسم القبيح الذي هو الزنا الزنية من الزنا فلما فيه من القبح ولما فيه من ايهام هذا المعنى القبيح السيء عدلها النبي صلى الله عليه وسلم وبدله الى بني الرشدة من الرشد والرشاد فكان من هديه صلوات الله وسلامه عليه تغيير الاسماء المكروهة الى الاسماء الحسنة سواء في الا الدواب او في الناس او في البقاع او نحو ذلك كان من هديه عليه الصلاة والسلام ان يغير الاسم المكروه الى الاسم الحسن والله تعالى اعلم