بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما يا ذا الجلال والاكرام. نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه الكلم الطيب قال فصل في الغضب قال الله تعالى واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله. انه هو السميع العليم. قال رحمه الله وفصل في الغضب كالغضب خصلة جاء الاسلام بالنهي عنها والتحذير منها ومما يترتب عليها من شرور واخطار قد جاء في الحديث الصحيح ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله اوصني فقال صلى الله عليه وسلم لا تغضب فاعاد ذلك فكرر عليه الصلاة والسلام الوصية بعدم الغضب قال لا تغضب قال ذلك الرجل فتذكرت في هذا الامر فاذا بالغضب جماع الشر وذلك ان الانسان اذا غضب واشتد به غضبه لا يستطيع ان يسيطر على عقله وعلى تفكيره بل تكون تصرفاته واعماله واقواله كلها مبنية على الرعونة والفظاظة والغلظة والشدة والبعد عن الاناة ولهذا جاء الاسلام بالنهي عن الغضب لا تغضب وقول النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الوصية لا تغضب يشمل امرين الامر الاول ان يعود المسلم نفسه على الاخلاق الحميدة الصبر واحتمال الاذى وحسن الخلق طيب المعاملة فان تعويد النفس وتدريبها على هذه الاخلاق الفاضلة يعين الانسان على ترك الغضب بخلاف من كانت اخلاقه سيئة فانه سيكون سريع الغضب وايضا يقع منه عند غضبه من الامور التي لا تليق في الافعال والاقوال الامر الثاني مما يدل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تغضب اي لا تنفذ ما يدعوه اليك الغضب لان الغضب قد يأتي للانسان بدون طلب له ولا يستطيع ان يمنعه لكن حسن الخلق يستطيع باذن الله تبارك وتعالى ان يمنع الامور التي تترتب على الغضب من قول سيء او فعل سيء وهذا معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب اذا وجد الغضب فيه ملك نفسه بمنعها من قول سيء او فعل سيء والغضب كما بين اهل العلم هو غليان الدم وكثرة خفقان القلب لحصول امر مؤذ اما امر مؤذ يخشى وقوعه الانسان فيغضب خشية وقوع هذا الامر او امر مؤذن وقع للانسان فعلا فيغضب لاجل وقوعه وفي الغالب وفي عامة الناس اذا وجد الغظب بوجود اسبابه وفار الدم وازداد خفقان القلب لا يصبح الانسان مسيطرا على اقواله وافعاله فيصبح في في كلامه يقول الكلام السيء وفي افعاله يفعل الافعال السيئة وهذه كلها اثار للغضب لا تحمد اما قول سيء بالسباب والشتام وربما ايضا فيما يتعلق بين الزوجين بالطلاق والظهار ونحو ذلك او بالافعال السيئة بمد اليد بالظرب والقتل والعدوان وكثير من الناس يفعل افعالا سيئة او اقوالا سيئة ثم يعتذر يقول كنت غضبانا ويندم يندم على فعله السيء او قوله السيء الذي وقع منه حين غضبه ويعتذر عن ذلك بكونه كان في في مرحلة غضب وهذا لا يعتبر لا يعتبر عذرا بل الذي ينبغي على الانسان ان يجاهد نفسه على ان يملك نفسه عند الغضب وقد وصف احد العلماء المتقدمين الغضب بوصف بليغ جدا فقال الغضب اوله جنون واخره ندم اوله جنون لان الغظبان وقت الغضب صفته وهيئته وحركاته واقواله تشبه المجنون لانها تصدر عن ثورة الغضب ولا تصدر عن عقل الانسان تصدر عن ثورة الغضب ولا تصدر عن عقله وتفكيره واناته وحلمه وانما تصدر عن ثورة الغضب فهي اقوال وافعال تشبه افعال المجانين اوله جنون واخره ندم يعني اذا سكن غضب الانسان ثم نظر الى الافعال التي وقعت منه وقت غضبه يندم ويقول ليتني لم افعل كذا وليتني لم افعل كذا في امور لا تفيده تمنيات لا تفيده الذي يفيد الانسان هو ان يملك نفسه ان يملك نفسه عند غضبه ومما ينبغي ان يتنبه له هنا ان الغضب نزغة من نزغات الشيطان والشيطان يحظر سريعا عند الانسان حال غضبه ليؤزه الى القول السيء والفعل السيء ولهذا جاء عند المصنف ايراد قول الله تبارك وتعالى واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم واورد ايظا حديث سليمان ابن سرد في هذا المعنى ويأتي الكلام عليه فالغظبان او من اتاه الغضب يستحب له في هذا المقام ان يستعيذ بالله تبارك وتعالى من الشيطان الرجيم ثم عليه بامرين مهمين للغاية جاء التوجيه او جاء توجيه الغظبان اليهما في السنة وسنة النبي عليه الصلاة والسلام احدهما يتعلق بالاقوال والثاني يتعلق بالافعال اما الامر الاول هو الذي يتعلق بالاقوال فان الواجب على الغظبان الا يتكلم باي كلمة مطلقا يمتنع وقت الغظب من الكلام لماذا لان الانسان وقت الغضب لا لا لا يحسن ان يتكلم ولا يحسن ان يفكر ولا يحسن ان يقول فيطلب منه وقت غضبه وهي لحظات قليلة يطلب منه في تلك اللحظات ان يمتنع من الكلام مطلقا. يمنع نفسه من الكلام. لا يتكلم باي كلمة وقد صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا غضب احدكم فليسكت اذا غضب احدكم فليسكت ان يمتنع عن الكلام وعن الحديث وقت الغظب لان اي كلام سيقوله وقت غضبه في الغالب انه كلام غير مناسب اما سب او شتم او بذاء او لعن او الى اخره فاذا منع الكلام مطلقا وقت الغضب حالة بين نفسه وبين تلك الكلمات السيئة ولهذا نصح الناصح الامين عليه الصلاة والسلام الغضبان بهذه النصيحة العظيمة. قال اذا غضب احدكم فليسكت والمراد بالسكوت هنا السكوت عن عن الحديث مع من اغضبه اما كلامك بالذكر والتعوذ من الشيطان والاستغفار ونحو ذلك من مناجاة الله فهذا امر يحمد للانسان وقت غضبه فيراد بالسكوت السكوت عن التحدث عن من مع من اغضب الانسان لان الحديث يزيد الغضب ويزيد الانفعال ويزيد الشر ولهذا يطلب من الغضبان ان يمتنع من الحديث وقت غضبه الامر الثاني يتعلق بالافعال وهو ان على الغضبان وقت غضبه الا يباشر شيئا من الافعال يحاول ان يعطل افعاله وحركاته وقت غضبه ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا غضب احدكم وهو قائم فليقعد فاذا سكن غضبه او وان سكن غضبه والا فليضطجع اذا غضب احدكم وهو قائم فليقعد فان سكن غضبه والا فليضطجع يضطجع على جنبه وهذا فيه تعطيل للافعال لان الانسان لو بقي قائما امام من اغضبه وهو مغضب وزاد الانفعال بينهم لابد ان تتحرك اليد اليد تتحرك تحركات هو فيما بعد لا يرضاها هو فيما بعد لا يرظاها واحيانا احيانا تكون غضبة الانسان على اشياء تافهة جدا يعني ما تحتمل تلك العقوبة مرة امرأة تشتكي من زوجها اغضبته او سببت له غضبا في امر عادي في البيت فكانت امامه وهو مغضب منها ويتكلم عليها فمد يده على على وجهها بجمع يده فكسر اسنانها. هو لا يرضى ذلك هو نفسه لا يرظى ذلك ولا يرى ان هذه عقوبة مناسبة لهذا الخطأ لكنه لما فتح لنفسه مجالا لتحريك اليد حال الغضب يترتب على على ذلك امور هو لا يرضاها ولهذا يطلب من الانسان حال الغظب ان يعطل حركاته لا يمد يده ولا يمد قدمه ولا يحرك شيئا وانما اذا كان قائما يجلس واذا سكن الغضب والا فليضطجع على على جنبه الشيطان لا يريد منه ذلك الشيطان يأتيه في هذا الحال ويقول له يا يغضبك ويفعل فيك كذا وكذا وتنام عنده وتضطجع على جنبك قم. ما ما يطيب له هذا الامر لكن الانسان يستعيذ بالله من الشيطان كما سيأتي معنا يتعوذ بالله من الشيطان ويهدأ ويمتنع من الكلام ويمتنع من الافعال الى ان يسكن الغظب اذا سكن غضبه سيستطيع ان يقول كلمات مهذبة يستطيع ان يقول على سبيل المثال يا اخي الكريم الذي فعلته هذا امر غير مناسب. هذه الكلمة يستطيع ان يقولها بعد ان يهدأ. اما وقت الغضب لا يمكن ان يقوله والدم يفور والغضب يشتعل في نفسه لا يمكن ان يقول كلاما متزنا ولهذا وقت الغضب يطلب من الانسان الامتناع من الكلام كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام اذا غضب احدكم فليسكت والامر الثاني الامتناع من الافعال ان كان قائما يجلس فان سكن الغضب والا فليضطجع وهذه التوجيهات هي من كمال نصح نبينا عليه الصلاة والسلام وحرصه علينا كم من المفاسد حصلت بسبب عدم التعامل وقت الغضب بهذه السنن العظيمة حصل طلاق وحصل قتل وحصل ضرب وحصل عدوان وحصل شر عظيم كله بسبب جهل الناس او عدم عملهم بهذه السنن العظيمة التي ارشد اليها نبينا الكريم صلوات الله عليه المصنف رحمه الله في كتابه الكلمة الطيب عقد هذا الفصل ليبين ما هي الاذكار او الدعوات التي تقال عند الغضب عندما يغضب الانسان فقال فصل في الغضب قال الله تعالى واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم وكما قدمت الشيطان يحظر الانسان عند غضبه ليدفعه اما الى قول سيء او الى فعل سيء فناسب المقام غاية المناسبة التعوذ بالله من الشيطان حتى لا يحظر الانسان عند غضبه حتى يبتعد عن الانسان فلا يدفعه لا الى قول سيء ولا الى فعل سيء ولهذا اورد المصنف رحمه الله هذه الاية الكريمة واتبعها بحديث سليمان ابن سرد في المعنى نفسه واما ينزغنك من الشيطان نزغ نزغ الشيطان ما يلقيه الشيطان في قلب الانسان من شر او عدوان او بغي او نحو ذلك حال غضب الانسان فاستعذ بالله اي اطلب من الله تبارك وتعالى ان يعيذك منه واذا قال الغظبان اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد كما بين ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث الاتي ذهب عنه ما يجد قال فاستعذ بالله انه هو السميع العليم نعم قال وقال سليمان بن سرد رضي الله عنه كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ورجلان يستبان واحدهما قد احمر وجهه وانتفخت اوداجه. فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اني لاعلم كلمة لو قالها لذهب ما يجد لو قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد. متفق عليه اورد هنا المصنف هذا الحديث العظيم حديث سليمان ابن سرد رضي الله عنه وفيه ما يستحب للمسلم ان يقوله عند غضبه ليذهب عنه الغضب وفورته قال سليمان رضي الله عنه كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان اي كل واحد منهما يسب الاخر للانفعال الذي حصل والغضب الذي حصل فيهما واحدهما كان غضبه اشد وانفعاله اكثر حتى ان سليمان وصفه بقوله قد احمر وجهه وانتفخت اوداجه احمر وجهه اي من من من شدة غليان الدم وفورته وانتفخت اوداجه اي العروق التي في رقبته انتفخت من شدة الغضب والانفعال من فعل تماما قد احمر وجهه وانتفخت اوداجه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لاعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اني لاعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد. اي من هذا الانفعال والغضب وفورة الدم وهذا فيه دلالة على ان الشيطان يحظر الانسان عند غظبه ليدفعه الى السب والشتم او الى الضرب والاعتداء ونحو ذلك فيطلب من من المسلم حال الغضب ان يستعيذ بالله من من الشيطان الرجيم قالوا للرجل كما جاء في مصادر الحديث قالوا لهذا الرجل ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اني لاعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد فقال لست بمجنون قال لست بمجنون يعني ما زال الغظب مسيطرا عليه ولهذا وهذا فيه فائدة لنا ان الانسان ينبغي له ان يقاوم نفسه مقاومة شديدة عند غضبه ليستعيد لان الشيطان ايضا يزيد في غضبه ليمنعه من الاستعاذة فيحتاج الانسان الى ان يقاوم نفسه لا ليستعيذ وايضا امر اخر اذا كان الانسان غضبان ووجد من يتلطف معه ليهدء غضبه عليه ان يروظ نفسه على ماذا؟ على اجابة يعني بعض الناس حتى الذي يأتيه يتلطف معه ليهدء غضبه ربما ايضا يضربه او يعتدي عليه وهذي كلها من الاخلاق التي لا تليق بالمسلم بل اذا غضب يحاول ان يجاهد نفسه على هذه السنن وان يستجيب وان يلين وان يبتعد عن عن ثورة الغضب واخطاره اخطاره حتى لا يجني على نفسه ولا ايظا على غيره بامور لا يحمد عاقبتها وقد قال اهل العلم الغضب جماع الشر كله الغضب جماع الشر وفعلا لو تفكرت كثير من الشرور التي وقعت في الناس من قتل من ضرب من عدوان من طلاق من الى اخره تجدها في الغالب او في كثير منها من وراء ذلك غضب الانسان غضبة لم يحمد عاقبتها قال وعن عطية بن عروة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان الغضب من الشيطان وان الشيطان خلق من نار وانما تطفأ النار وانما تطفأ النار بالماء فاذا غضب احدكم فليتوضأ ذكره ابو داوود ثم ختم المصنف رحمه الله هذا الفصل بحديث عطية بن عروة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الغضب من الشيطان قالوا الغظب من الشيطان اي من من خصال الشيطان ومن خلاله ومن صفاته ومن الامور التي يدعو اليها ويهيجها في النفوس ان الغضب من الشيطان وان الشيطان خلق من نار الشيطان خلق اصل خلقه من النار كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح فخلق الشيطان من مارج من نار وخلقت الملائكة من نور وخلق ابن ادم مما وصف لكم اي من تراب فالشيطان خلق من نار والغضب نار من الشيطان نار من من الشيطان وجمرة من الشيطان يلقيها في في قلب الانسان فيشتعل ويفور دمه يصبح الانسان يغلي من الداخل فهي نار الغضب نار مشتعلة في جوف الانسان قال ان الغضب من الشيطان وان الشيطان خلق من نار وانما تطفأ النار بالماء وانما تطفأ النار بالماء يعني الذي يطفئ النار هو الماء وهذا امر معروف ان النار اذا اشتعلت تطفى بالماء يرش عليها الماء فتطفئ فتطفأ النار قال فاذا غضب احدكم فليتوضأ والوضوء كما ذكر اهل العلم عند الغضب يبرد الاعضاء ويسكن النفس فتسكن وتبرد اعضاء الانسان وفي وضوءه حال الغظب آآ ابتعاد عن عن من اغضبه واشتغال عنه بالوضوء. وهذا مما يدعو اكثر الى السكينة قد مر معنا في الحديث الذي مر قريبا اذا غضب احدكم يجلس فان سكن غضبه والا فليضطجع هذا كله للمباعدة مباعدة النفس عن من اغضبه فاذا استطاع الانسان ان يبتعد ليتوظأ فهذا ايضا فيه آآ فيه يعني يترتب على ذلك برود الاعضاء وسكون النفس والوضوء من الاعمال التي جاء الترغيب فيها والفزع الى الصلاة الاحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام والحديث الذي اه ذكره المصنف هو عند عند ابي داود في سننه وقد اشار المحقق رحمه الله الى ان فيه عروة ابن محمد السعدي روى عنه جماعة ولم يوثقه غير ابن حبان والحافظ قال فيه في التحفيظ في التقريب مقبول يعني عند المتابعة فيقول الشيخ ان وجد لهذا الحديث متابع او شاهد فهو حديث حسن اي ان السند الذي عند ابي داوود لا يكفي وحده للاحتجاج بالحديث نعم قال رحمه الله تعالى فصل في رؤية اهل البلاء قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال من رأى مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفظلني على كثير ممن خلق تفظيلا لم لم يصبه ذلك البلاء قال الترمذي اي حديث حسن ثم قال رحمه الله فصل في رؤية اهل البلاء اي اذا رأى الانسان مبتلى ما الذي عليه ان يقوله عند رؤيته له و المبتلون على نوعين منهم من هو مبتلى بعاهة في جسمه مبتلى بعاهة في جسمه اما اه عرج او في هيئته او في يده او في ساقه او نحو ذلك ومنهم من هو مبتلى بدينه بفعل المعاصي والاكباب على الاثام ونحو ذلك وكل من هؤلاء اذا رآهم الانسان عليه ان يحمد الله على العافية ان يحمد الله على العافية ان عافاه من هذا الابتلاء في البدن وان عافاه سبحانه وتعالى من هذا الابتلاء في الدين فيحمد الله جل وعلا على العافية كما وجه الى ذلك وارشد الى ذلك الرسول عليه الصلاة والسلام قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رأى مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفظلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء لم يصبه ذلك البلاء اذا الذي يشرع للمسلم عندما يرى المبتلين ان يحمد الله ان يحمد الله جل وعلا على العافية والوقاية من هذا البلاء وسلامة الانسان من البلاء هي نعمة من الله والنعمة تستوجب شكر المنعم فاذا رأى الانسان المبتلين ورأى العافية التي من الله سبحانه وتعالى عليه بها من ذلك البلاء فان الذي يستحب له هو ان يحمد الله على ذلك. الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفظيلا يحمد الله على ذلك ويشكره ويستحضر نعمته سبحانه وتعالى ومعافاته له وتفظيله له فيحمد الله جل وعلا على ذلك هل يقول ذلك بصوت يسمع به المبتلى؟ الجواب لا. وانما يحمد بينه وبين نفسه يحمد الله جل وعلا بينه وبين نفسه لا لا ان يقوله بصوت يسمع المبتلى بذكر هذا الحمد وخاصة عندما يكون المبتلى مبتلى ببدنه بمرض او بعاهة او بعرج او بنحو ذلك فاذا حمد الله بصوت يسمعه قال الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك به هذا يحدث له ماذا؟ اذى في قلبه وايذاء له والاما له وهذا امر لا لا يجوز ان ان يفعل بل انسان يحمد الله جل وعلا بينه وبين نفسه اذا رأى المبتلين الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفظلني على كثير ممن خلق تفظيلا قال عليه الصلاة والسلام من قال ذلك لم يصبه ذلك البلاء ان يصبح حمدك لله على هذه العافية واعترافك بهذه المنة واقيا لك باذن الله تبارك وتعالى من ان يصيبك هذا البلاء ايها الاخوة عندما ننظر الى واقع الناس المعافين عندما يرون المبتلين حقيقة واقع كثير من الناس واقع مؤلم وهو ان النفوس في في كثير من الناس متجهة الى ماذا الى السخرية والى الاستهزاء والى الضحك والى التهكم بهيئات الناس وحركاتهم يضحك من عرج هذا ويظحك من عين ذاك ويظحك من يد هذا ويسخر ويتهكم وهذه مصيبة وقلة دين وقلة ورع وعدم معرفة للنعمة التي انعم الله تبارك وتعالى على بها على عبده والواجب على المعافى ان يعرف النعمة التي انعمه الله انعم الله عليه بها وخصه بها وعليه ان يحمد الله عندما يرى المبتلين قائلا الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفظلني على كثير ممن خلق تفظيلا هذا ان كان المبتلى الذي امامه واحد واذا كانوا كثر او عدد يقول الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به مثل لو مر على اناس في في معصية او في كبيرة من كبائر او نحو ذلك فقال الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاكم به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا او مثلا دخل في في في مصحة او مكان للتمريظ ورأى عدد من المبتلين فقال الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاكم به وفظلنا على كثير ممن خلق تفظيلا فيشتغل عند رؤية المبتلين بالحمد والثناء على الله تبارك وتعالى الذي منه العافية ومنه التفظيل ومنه المن جل وعز. نعم قال رحمه الله تعالى فصل في دخول السوق قال عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال من دخل السوق فقال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له الف الف حسنة ومحى عنه الف الف سيئة ورفع له الف الف درجة قال خرجه الترمذي ثم قال رحمه الله فصل في دخول السوق السوق هو المكان الذي فيه بيع الناس وشرائهم ولا يختص السوق بنوع من البضائع معين وانما كل سوق هو مخصص للبيع والشراء وقد جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ان احب الى الارظ الى الله المساجد وابغضها الى الله الاسواق وذلك لان السوق يقع فيه من عدد من الناس الكذب والغش والاحتيال وامور اخرى عديدة فهي اماكن يبغضها الله جل وعلا ابغض الاماكن الى الله الاسواق ابغض الاماكن الى الله الاسواق واحب الاماكن الى الله عز وجل المساجد وليس معنى ذلك ان الاسواق تترك وانما يقضي الانسان حاجته فيها من بيع او شراء ويتقي الله جل وعلا ويدخل السوق دخولا لا غفلة معه في دخوله بل يدخل ذاكرا لله تبارك وتعالى فلا يكون السوق سببا للغفلة لا يكون دخوله للسوق سببا للغفلة والاعراض عن الله تبارك وتعالى والانصراف عن الدين وعن ادابه بل يدخل السوق وهو ذاكر لله جل وعلا وفي الغالب ان دخول الانسان السوق ياخذ قلبه اما في بيعة او شراءه او حاجاته او نظره لما في الاسواق او نحو ذلك فيغفل عن ذكر الله جل وعلا ولهذا جاء في الحديث الذي اورده المصنف يترتب على ذكر الله جل وعلا عند دخول السوق ثوابا عظيما لانه امر يغفل عنه كثير من الناس وينشغلون في اسواقهم عن ذكر الله تبارك وتعالى في البيع والشراء والصفقات والتجارات فيغفل عن ذكر الله تبارك وتعالى ولهذا جاء ذكر الثواب العظيم المترتب على التهليل عند دخول السوق قال عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دخل السوق فقال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له الف الف حسنة ومحى عنه الف الف سيئة ورفع له الف الف درجة وهنا عندما تقرأ هذا الفضل لا لا تتعاظم الفظل وانما عظم المتفضل سبحانه وتعالى عندما تقرأ هذا الفظل لا تتعاظم الفظل وتستكثره وانما عظم المتفضل سبحانه وتعالى واسع المن جزيل العطاء المنعم سبحانه وتعالى فهذا ثواب جاء في هذا الحديث وحسنه غير واحد من اهل العلم لكثرة طرقه آآ فيه ان المسلم عندما يدخل السوق يأتي بهذه الكلمات العظيمة وهي كلمات توحيد لله جل وعلا توحيد له التوحيد العملي وتوحيد له التوحيد العلمي توحيد له سبحانه وتعالى التوحيد العمل وتوحيد الله هو التوحيد العلمي التوحيد العملي الذي دل عليه قول الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون والتوحيد العلمي الذي دل عليه قول الله تعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا وان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علمه تأمل في الايتين اية الذاريات واية الطلاق اية الذاريات خلق لتعبدوا واية الطلاق خلق لتعلموا فالتوحيد الذي خلقنا لاجله سبحانه وتعالى علم وعمل توحيد علمي يدل عليه قولنا لا اله الا الله لا معبود بحق الا الله لا نصرف شيء من العبادة الا لله دعاؤنا ورجاءنا وذلنا وخضوعنا وصلاتنا وذبحنا وكل عباداتنا لله لا اله الا الله والتوحيد العلمي في بقية الحديث له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت وعلى كل شيء قدير هذه اوصاف العظمة لله تبارك وتعالى فنؤمن بها ونقر بها ونثبتها لله تبارك وتعالى وايماننا بها يزيدنا ثقة بالله وتوكلا عليه وقياما بطاعته سبحانه وتعالى على الوجه الذي يحب قوله لا اله الا الله هذه كلمة التوحيد ومعناها لا لا معبود بحق الا الله فيها نفي واثبات نفي للعبودية عن كل من سوى الله واثبات للعبودية بكل معانيها لله وحده وقوله وحده لا شريك له هذا تأكيد للتوحيد واهتمام بشأنه الذي هو مدلول لا اله الا الله فقوله وحده تأكيد للاثبات بلا اله الا الله وقوله لا شريك له تأكيد للنفي فيها لا اله الا الله كما عرفنا فيها ركنان نفي واثبات النفي في قولنا لا اله والاثبات في قولنا الا الله واكد النفي والاثبات بقولنا وحده لا شريك له فوحده تأكيد للاثبات ولا شريك له تأكيد للنفي وقوله له الملك وله الحمد له الملك اي ملك السماوات والارض وما بينهما وجميع المخلوقات فالكل ملك لله تبارك وتعالى ليس لله تبارك وتعالى شريك في الملك قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير سبحانه وتعالى وله الحمد اي الحمد كله لله اولا واخرا ظاهرا وباطنا على اسمائه الحسنى وصفاته العليا وعلى نعمه وعطاياه التي لا تعد ولا تحصى وقوله يحيي ويميت وهو حي لا يموت هذه صفة الله الحياة التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء كل شيء هالك الا وجهه ولا يعتريها سنا ولا يعتريها نقص قال تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم فهي حياة كاملة مستلزمة لثبوت الصفات من العلم والسمع والبصر والارادة والمشيئة وغير ذلك من صفات الكمال قال يحيي ويميت وهو حي لا يموت يحيي ويميت اي حياة الحيوان حياة جميع الحيوان بيده تبارك وتعالى يحيي ويميت والامر بيده سبحانه وتعالى هو الذي يحيي وهو الذي يميت فالامور طوع تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى يحيي ويميت وهو حي لا يموت لاحظ الان هذه الصفة في هذا السياق المبارك يحيي ويميت هو حي لا يموت هذا يفيدك فائدة عظيمة ان من براهين التوحيد ودلائل وجوب اخلاص العبادة لله ان الله يحيي ويميت وهو حي لا يموت فالعبادة تصرف لمن هذا شأنه للمحيي المميت الحي الذي لا يموت ولهذا قال عز وجل وتوكل على على الحي الذي لا يموت هو الحي لا اله الا هو فادعوه مخلصين له الدين فالعبادة تصرف للحي الذي لا يموت الله لا اله الا هو الحي القيوم فالعبادة حق لمن هذا شأنه. الحي الذي لا يموت هو الذي له العبادة. له الصلاة وله الدعاء وله الرجاء. وعليه العبادة كلها له اما من سوى الله فهو لا يخرج عن امور ثلاثة اما حي سيموت او حي قد مات او جماد لا حياة له اصلا. هل واحد من هؤلاء الثلاثة يستحق شيء من العبادة الحي الذي يموت او الحي الذي قد مات او الجماد الذي لا حياة له اصلا هل شيء من هذه تستحق العبادة؟ لا والله الذي يستحق العبادة الحي الذي لا يموت وهو الله سبحانه وتعالى ولهذا دوى بها ابو بكر الصديق رضي الله عنه يوم مات النبي عليه الصلاة والسلام ماذا قال قال من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت العبادة للحي الذي لا يموت وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام يقول في دعاءه كما في الصحيحين اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تظلني فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون العبادة حق للحي الذي لا يموت قال يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير. الخير كله بيد الله والملك كله بيد الله لا مانع لما اعطى ولا معطي لمن منع لا خافض لما رفع ولا رافع لما خفض لا قابض لما بسط ولا باسط لما قبض الملك ملكه والخير بيده وفي قول الانسان بيدك الخير في دخوله للسوق مناسبة لانه يطلب حاجته والخير بيد الله جل وعلا والخير بيد الله تبارك وتعالى والفضل منه وبيده سبحانه وتعالى فهو المال والمعطي والمتفظل فهذا فيه التوكل على الله وحسن الالتجاء اليه سبحانه وتعالى قال وهو على كل شيء قدير وهو على كل شيء قدير وهذا فيه ان قدرة الله عز وجل شاملة لكل شيء وهو جل وعلا على كل شيء قدير لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء ثم ذكر الثواب الذي يترتب على هذا التهليل المبارك عند دخول السوق قال كتب الله له الف الف حسنة ومحى عنه الف الف سيئة ورفع له الف الف درجة وهذا ثواب عظيم ولا يتعاظم الانسان في هذا المقام الثواب وانما يعظم المعطي المثيب سبحانه وتعالى. نعم قال وعن بريدة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذا خرج الى السوق قال بسم الله اللهم اني اسألك من خير هذه السوق وخير ما فيها واعوذ بك من شرها وشر ما فيها اللهم اني اعوذ بك ان اصيب فيها يمينا فاجرة او صفقة خاسرة قال رحمه الله اسناد هذا امثل من الاول. ثم اورد المصنف رحمه الله في خاتمة هذا الفصل حديث بريدة رضي الله عنه قال قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا خرج الى السوق قال بسم الله اللهم اني اسألك من خير هذا السوق وخير ما فيها واعوذ بك من شرها وشر ما فيها. اللهم اني اعوذ بك ان اصيب فيها يمينا فاجرة او صفقة خاسرة فهذه دعوات جاءت في في في هذا الحديث تقال عند شروع الانسان او توجهه الى السوق. يسمي والتسمية واردة في الاحاديث الصحيحة في خروج الانسان من بيته الى اي مصلحة من مصالحه بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله مر معنا الحديث في هذا المعنى وفي ذهاب الانسان للسوق يسأل الله تبارك وتعالى خير ما في هذا السوق ويتعوذ به تبارك وتعالى من شر ما فيها وايضا يتعوذ بالله من شر ان يغبن او يغش او نحو ذلك اذا كان يخشى شيئا من ذلك قال كان يقول اللهم اني اسألك من خير هذا هذه السوق وخير ما فيها واعوذ بك من شرها وشر ما فيها اللهم اني اعوذ بك ان اصيب فيها يمينا فاجرة او صفقة خاسرة وهذه الدعوة التعوذ عند دخول السوق من شر السوق او من شر اهلها وسؤال الانسان خير ما في السوق وخير ما فيها دعوة لا بأس بها وان كان الحديث في في سنده كلام كما بين المحقق لكن لا بأس ان اذا خشي الانسان او نحو ذلك ان يتعوذ بالله جل وعلا من خير من شر ما في السوق وايضا ان يسأل الله تبارك وتعالى خير ما فيها ويرجو الله سبحانه وتعالى فضله يعني آآ ويطلب توفيقه تيسيره او نحو ذلك من المعاني التي يقصدها او يطلبها الانسان حين دخوله للسوق واشار الا المحقق رحمه الله الشيخ الالباني الى ان سؤال الخير والاستعاذة من الشر ثبت موقوفا على ابن مسعود عند الطبراني سؤال الانسان الخير او تعوده من الشر او سؤال الله التوفيق او نحو ذلك من المعاني التي يقصدها الانسان عند دخوله السوق هذه امور لا بأس بها ان يقولها المسلم عند دخوله السوء