بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين قال فصل في الفعل والطيرة قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا عدوى ولا طيرة واصدقها الفأل واصدقها الفأل قالوا وما الفال قال الكلمة الحسنة يسمعها الرجل قال المصنف رحمه الله فصل بالفعل والطيرة الفأل جاء تفسيره في الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله وهو الكلمة الحسنة او الكلمة الطيبة يسمعها المؤمن وسماع المؤمن للكلمة الطيبة يحرك في نفسه نشاطا وعزما ورغبة فالكلمة الطيبة وسماعها فيه فائدة للانسان وفيه نشاط له وفيه تحريك لهمته ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يعجبه الفأل بمعنى ان يكون الانسان متفائلا مؤملا الخير وبسماعه للكلمات الطيبة الكلمات الحسنة يزداد نشاطا الى نشاطه فالكلمة الطيبة التي يتفائل المسلم بسماعها لا تثبطه بل تزيد من عزمه وتزيد من همته تزيد من نشاطه وهذه معاني طيبة مطلوبة ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يحب الفأل ويعجبه الفأل واما الطيرة فان المراد بها التشاؤم واصلها التشاؤم بالطير سواء باسماء الطير او باشكالها او بحركاتها مثل سنوحها وبروحها ذهابها ذات اليمين او ذهابها ذات الشمال وكان الناس في الجاهلية يتشائمون من الطير ويبنون على تشاؤمهم من الطير امورا كترك اعمال والتخلي عن تجارات ونحو ذلك وجاء الاسلام بتحريم التطير والتحذير منه سواء كان هذا التطير بالطيور واشكالها واسمائها او او بغيرها من الحيوانات او الاسماء او الاشخاص او نحو ذلك والتطير في الحقيقة امر يظلم القلب يظلم قلب الانسان ويعثر قلبه ويعثر همته ويخلخل تفكيره ويثبط عزيمته ويدخل عليه التواني والظعف اذا بدأ الانسان يتطير اي يتشاءم بالاصوات او بالاشخاص او بالحركات او نحو ذلك فان مصالحه تتعطل وفكره يختل ويصبح دائما انسانا متخوفا انسانا متوانيا وكسولا فالتطير له اثار سيئة جدا على الانسان في حياته وفي سلوكه والاسلام جاء بما فيه عزة الانسان وما فيه صلاح فكر الانسان وعقله واستقامة حاله وسلوكه والتطير يتنافى مع هذا كله ولهذا جاء الاسلام بتحريمه والتحذير منه بل جاء الاسلام بنفيه بنفيه كما في الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله قال عليه الصلاة والسلام لا عدوى ولا طيرة فقوله ولا طيرة هذا نفي للطيرة نفي للطيرة وهذا يفيد ان من يتطير فان حقيقة تطيره خلل في فهمه وعقله اما الشيء الذي تطير به فلا تأثير عليه لا تأثير له على ما يتعلق بالانسان وما يخصه مثلا شخص اراد ان يسافر ثم رأى نوعا من الطير فتشائم وامتنع من السفر امتناعه من السفر هل للطير الذي رآه تأثير فيه ابدا ليس للطير اي تأثير الطير في حاله وفي طريقه ولا علاقة له بهذا الانسان البتة اذا هذا التطير يرجع في حقيقة الامر الى عقيدة الانسان نفسه والى فكرة فهو خلل في الاعتقاد وخلل في الفكر وفساد في قلب الانسان اما ما تطير منه فلا علاقة له به ولا صلة له به اذا التطير نوع من الفساد في القلب ونوع من الخلل في الفكر والعقل يفظي بالانسان الى هذه الصورة التي هي في حقيقتها صورة انهزامية صورة انهزامية صورة يتثبط فيها الانسان عن مصالحه واعماله بامور لا تأثير لها عليه لا من قريب ولا من بعيد ولهذا جاء الاسلام بنفي الطيرة قال ولا طيرة فاذا وجد تطير فهذا مبني او ناشئ عن فساد في عقيدة من تطير وفساد في فكره وعقله اما الاشياء التي يتطير بها منها الانسان ويتشاءم منها الانسان ليس عليه ليس لها اي تأثير عليه قال رحمه الله قال النبي صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة قوله لا عدوى نفي للعدوى ونفي لوجودها والمراد بالعدوى المنفية في هذا الحديث هي تلك التي كان يعتقدها اهل الجاهلية وجاء الاسلام بنفيها اذ كان الجاهليون يعتقدون ان الامراظ والاسقام لها انتقال من شخص الى اخر ومن مريض الى اخر بذاتها ولهذا كانوا يخافون المرظ من جهته يخافون المرض من جهته وينقطع تنقطع قلوبهم عن التعلق بالله سبحانه وتعالى فيلتفتون الى ذات السبب يلتفتون الى ذات السبب ويكون تخوفهم من جهة السبب وتعلق قلوبهم من جهته او نظر قلوبهم الى جهته فهذه العدوى بهذه الصفة التي كان عليها اهل الجاهلية جاء الاسلام بنفيها قال لا عدوى لا عدوى وهذا النفي للعدوى في هذا الحديث لا يتنافى مع احاديث اخرى تثبت العدوى مثل قوله عليه الصلاة والسلام فر من المجذوم فرارك من الاسد هذا فيه اثبات للعدوى وقوله في الحديث الاخر من اعدى الاول اثبات لوجودها لكن العدوى التي اثبتها عليه الصلاة والسلام ليست العدوى التي نفاها العدوى التي نفاها في قوله لا عدوى في هذا الحديث اهي التي كان يعتقدها اهل الجاهلية وهو ان للاسقام والامراض تأثير بذاتها فيكون خوفهم من جهتها وتعلق قلوبهم بالاسباب ذاتها وهذا باطل اما كون المرض قد ينتقل من شخص الى اخر باذن الله فهذا ثابت ولهذا قال عليه الصلاة والسلام فر من المجذوم فرارك من الاسد واذا كان الانسان يعتقد ان المرض ينتقل من شخص الى اخر باذن الله تبارك وتعالى فانه سيجتمع عليه امران لا يوجد ان في اهل الجاهلية وهو العمل بالاسباب عملا صحيحا بدون ما كان عليه اهل الجاهلية من امتلاء قلوبهم خوفا من الاسباب ذاتها ملتفتة قلوبهم الى الاسباب ذاتها والامر الاخر انه سيكون متوكلا على الله ملتجئا الى الله سبحانه وتعالى لان الامور كلها باذنه فيكون اعتماد قلبه وتوكله على ربه سبحانه وتعالى فيجتمع فيه امران فعل السبب والاعتماد على الله عز وجل لا يكون تاركا للسبب ولا يكون ايضا معطلا للتوكل بل جامعا بين الامرين احرص على ما ينفعك واستعن بالله احرص على ما ينفعك واستعن بالله فهو يبذل الاسباب الصحيحة بدون الاسباب التي تكون مبنية على الوهم او على الخرافة او على الظلال وايضا يكون متوكلا على الله سبحانه وتعالى فيما يأتي ويذر قال لا عدوى ولا طيرة هذا نفي للطيرة والطيرة كما عرفنا عقيدة جاهلية خبيثة سيئة تتلف العقول وتفسد الاديان وتضر بالقلوب وتفتر العزائم والهمم وتثني الانسان عن مصالحه ومقاصده فيصبح المتطير نظرته تصبح نظرة المتطير للامور متشائمة تصبح نظرته للامور نظرة قاتمة دائما ينظر للامور بتخوف بعدم اطمئنان مليء قلبه بالشكوك والمخاوف والاوهام وهذا كله بسبب هذه النظرة الجاهلية التي هي التطير فجاء الاسلام بنفي ذلك قال عليه الصلاة والسلام ولا طيرة قال واصدقها الفأل واصدق الطيرة الفأل وقوله اصدقها الفأل لا يعني ذلك ان في الطيرة صدق فان افعل التفظيل قد يأتي على غير بابه افعل التفظيل قد يأتي على غير بابه بمعنى ان انه يورد افعل التفضيل والمفضول ليس فيه شيء من صفات الفاضل كقولنا مثلا العسل احلى من الملح لا يعني ذلك ان في الملح شيء من الحلاوة فهنا يقال استعمل افعل التفظيل في غير بابه اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن ما قيلا خير ممن واحسن ممن من اهل النار وهل عند اهل النار شيء من الخير فافعل التفظيل قد يأتي على غير باب االله خير ام يشركون فافعل التفضيل قد يأتي على غير بابه بمعنى ان المفضول ليس فيه شيء من صفات الفاضل فقوله اصدقها الفأل واصدق الطيرة الفأل لا يعني ان في الطيرة صدق الطيرة وهم الطيرة وهم لا صدق فيها وهي باطلة لا حقيقة لها نفاها الاسلام وتطير الانسان نوع من الفساد في عقله نوع من الفساد في عقله ولا تأثير لما تشاءم منه او تطير منه على حياته وسلوكه وعمله لكن هذا في الحقيقة نوع من الفساد بعقل المتطير وفساد في فكره ولهذا جاء الاسلام بمحاربة اه الطيرة والتحذير منها وبيان فسادها وخطورتها على الانسان قال واصدقها الفأل قالوا وما الفأل يا رسول الله لما قال عليه الصلاة والسلام اصدقها الفأل قالوا وما الفأل يا رسول الله قال عليه الصلاة والسلام الكلمة الحسنة يسمعها الرجل الكلمة الحسنة يسمعها الرجل الكلمة الحسنة كانت تعجب النبي عليه الصلاة والسلام ولهذا جاء في في بعض الاحاديث قال ويعجبني الفأل فهي كانت تعجب النبي عليه الصلاة والسلام وسماع الكلمة الطيبة يبعث في القلب نشاطا وعزما وهمة واقداما فهي كلمة اذا سمعها الانسان لم تثنه عن مصالحه ولم تعطله عن مقاصده بل انها تنشطه وتبعث في قلبه عزما وهمة مثل شخص خرج في تجارة خرج في تجارة معه بضاعة الله يريد ان يبيعها وهو في طريقه سمع رجلا ينادي صاحبه سمع رجلا ينادي صاحبه يقول يا رابح يناديه يا رابح فسمع هذه الكلمة وسر بسماعها نشط في عندما سمعها بعثت في في نفسه نشاطا تفاؤلا اقداما فهي كلمة ليست معثرة مثل التطير. التطير كلام يعثر يعفر الانسان يقطعه عن مصالحه وعن غاياته ومقاصده. اما الكلمة الطيبة هي تنشط الانسان يسر بسماعها تبعث في قلبه معاني طيبة وجميلة ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يعجبه الفأل وهي الكلمة الطيبة يسمعها شخص مريظ على سبيل المثال ويشتكي من مرض فسمع رجلا ينادي صاحبه يا سالم او يا سليم او نحو ذلك او او نحو ذلك من الكلمات التي يسمعها الانسان كلمات طيبة فيسر بسماعها وتحرك في القلب معاني طيبة فهذا امر كان يعجبه صلوات الله وسلامه عليه قالوا وما الفأل قال الكلمة الحسنة يسمعها الرجل نعم قال وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يعجبه الفأل مثل ما كان في سفر الهجرة فلقيهم رجل فقال ما اسمك؟ قال بريدة قال برد امرنا ثم اورد عن النبي عليه الصلاة والسلام انه كان يعجبه الفأل كان يعجبه الفأل اي انه صلوات الله وسلامه عليه يسر بسماع الكلمة الطيبة وقد عرفنا السبب في ذلك وهو ان الكلمة الطيبة عندما يسمعها المسلم لا تثنيه بل تنشطه لا تثنيه عما هو قادم عليه بل تنشطه وتدخل على قلبه سرورا واملا ونشاطا وعزما فهي كلمة طيبة يسر المسلم بسماعها وتنشطه الى ما هو قادم عليه من اعمال ولذا كان عليه الصلاة والسلام يعجبه الفأل ثم ضرب المصنف رحمه الله على ذلك بعض الامثلة قال مثلما كان في في سفر الهجرة فلقيه رجل اي لقي النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال ما اسمك سأله النبي عليه الصلاة والسلام قال بريدة اسمي بريدة قال عليه الصلاة والسلام برد امرنا برد امرنا كان عليه الصلاة والسلام مهاجرا والمشركون يلاحقونه ويطاردونه وفي متابعة وملاحقة له قاصدين قتلى وايذاءه عليه الصلاة والسلام لما لقي عليه الصلاة والسلام هذا الرجل قال ما اسمك؟ قال بريدة قال برد امرنا فالشاهد من ذلك ان سماع الكلمة الطيبة لا يكون منها الا ادخال شيء من المعاني الحسنة على النفس المعاني الطيبة التي تبعث فالانسان مزيدا من النشاط ومزيدا من العزم فكان صلوات الله وسلامه عليه يعجبه ان يسمع الكلمة الطيبة او الكلمة الحسنة او نحو ذلك. نعم قال وقال رأيت في منامي كاني في دار عقبة بن رافع واوتينا من رطب ابن طاب فاولت الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة لنا في الاخرة وان ديننا قد طاب هذه ايضا من هذا الباب وهي رؤيا منامية رؤيا منامية بالنبي عليه الصلاة والسلام وقد سمع فيها كلمات طيبة سمع فيها بعض الاسماء قال رأيت في منامي كأني في دار عقبة بن رافع كاني في دار عقبة ابن رافع واتينا من رطب ابن طاب واتينا من رطب ابن طاب وهذا رطب معروف شخص يقال له ابن طاب في المدينة وكان رطبه من الرطب الجيد مشهور بين الناس ومعروف بينهم جنى ابن طاب او رطب ابن طاب اشتهر باسم صاحب صاحب الرطب رطب ابن طاب فالنبي عليه الصلاة والسلام في الرؤيا رأى انه في دار عقبة ابن رافع واتي وهو في تلك الدار برطب من ابن طاب من رطب ابن طاب فاول ذلك عليه الصلاة والسلام الرفعة لنا في الدنيا ابن رافع الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة لنا في الاخرة عقبة العاقبة لنا في الاخرة وان ديننا قد طاب ابن طاب من رطب ابن طاب فهذه الكلمات الطيبة التي آآ حصلت للنبي عليه الصلاة والسلام فهي كلمات فسرها النبي عليه الصلاة والسلام تفسيرا فيه ماذا؟ تفاؤل بتفاؤل فالتفاؤل بسماع الكلمات الطيبة التفاؤل بسماع الكلمات الطيبة يبعث كما قدمت النشاط ويدخل السرور والفرح على قلب الانسان ومزيد الامل وهذه كلها معاني طيبة ولهذا كان صلوات الله وسلامه عليه يعجبه الفأل نعم قال واما الطيرة فقال معاوية فقال معاوية بن الحكم رضي الله عنه قلت يا رسول الله منا منا رجال يتطيرون. قال ذلك شيء تجدونه في صدوركم فلا يصدنكم هذه الاحاديث في الصحاح قال المصنف رحمه الله واما الطيرة اي بعد ان ساق بعض الاحاديث التي تتعلق بالفعل وهو جزء هذا العنوان الاول العنوان فصل في الفأل والطيرة فاورد بعض الاحاديث التي تتعلق بالفعل ثم قال واما الطيرة اي واما ما يتعلق بالطيرة فقال معاوية ابن الحكم رضي الله عنه قلت يا رسول الله منا رجال يتطيرون منا رجال يتطيرون اي يعرفون بالتطير يعرفون بالتطير وانهم اه يحصل منهم التطير اما بالاسماء او بالطيور او بالاشخاص او بالبقاع او بالامور او نحو ذلك قال منا اناس يتطيرون وماذا تعني هذه الكلمة كانه يقول فبما توجه؟ الى ما ترشد بماذا تنصحنا منا رجال يتطيرون يعني يعرف عنهم التطير اشتهر فيهما التطير فكأنه يقول بما توجهنا الى ماذا ترشدنا منا اناس يتطيرون فقال عليه الصلاة والسلام ذلك شيء تجدونه في صدوركم هذه والله فائدة عظيمة ينبغي يا اخوان ان ننتبه لها قال ذلك شيء تجدونه في صدوركم يعني التطير عندما يحدث من الانسان هو في حقيقته ماذا هو في حقيقته شيء وجد في صدره لكن الامر الذي رآه مثلا تطير بسبب رؤيته لطير او تطير بسبب سماعه لاسم او تطير بسبب رؤيته لشخص او نحو ذلك. هل ذاك الطير او الشخص او الاسم له تأثير في في في حياة الانسان وفي مستقبله ليس له تأثير البتة اذا اذا ما هي حقيقة التطير؟ حقيقة التطير شيء يجده الانسان في نفسه هذي فائدة عظيمة جدا التطير حقيقته انه شيء يجده الانسان في نفسه. اما الامور التي رآها وكانت سببا للتطير او سببا لوجود هذا الشيء الذي وجد في نفسه فهي لا تأثير لها لا الطير له تأثير ولا ما يراه الاشخاص ولا ما يراه الانسان من اشخاص او نحوها ليس لها اي تأثير عليه الامور كلها بقضاء الله وقدره وما شاء الله كانوا وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بالله. فاي تأثير لطير اي تأثير لطير ليس لها اي تأثير البتة جاء عن اه ابن عباس رضي الله عنه كان في في مجلس وكان عنده رجل فمر طير وصاح صاح الطير فقال هذا الرجل الذي كان عند ابن عباس قال خير خير يعني الان صوت الطير اه احدث في نفسه شيئا فقال خير وبعض من هم متأثرون بهذه اللوثة الجاهلية يكون الخير يا طير طير يا طير فقال خير لما سمع صوت الطير فقال ابن عباس لا خير ولا شر ايش علاقة يعني الطير بالخير والشر ما اي علاقة له قال لا خير ولا شر وكان وكان طاووس مرة في سفر ومعه صاحب له فرأى طيرا فقال فقال صاحبه خير خير لما رأى الطير قال خير خير فقال تقول ذلك لله علي الا تصاحبني ايش علاقة طير طير يراه الانسان يصيح او او ما علاقته في مسار الانسان وبعض الناس الذي يوجد فيه التطير عندما يرى نوعا من الطير او صفة من حركات الطير او نحو ذلك يبدأ يحدث عنده خوف والخوف هذا الذي يوجد عنده يبني عليه هذه الكلمة خير يعني يعني كانه وجد في في قلبه شيء ثم قال هذه الكلمة تعبر تعبر عن شيء من الخوف الذي وجد في نفسه خير فقال ابن عباس كما سمعنا قال لا خير ولا شر لا خير ولا شر يعني ما له علاقة تطير اصلا في هذه الامور اذا هذه يا اخوان فائدة والله عظيمة جدا ومهمة وفيها في الوقت نفسه دواء للانسان ومعالجة لما قد يقع في في نفس الانسان من تطير في في بعض الامور قال عليه الصلاة والسلام ذاك شيء تجدونه في صدوركم ذاك شيء تجدونه في صدوركم اي لا حقيقة له ولا تأثير له لا حقيقة له لان النبي عليه الصلاة والسلام مر معنا حديثه قال ماذا ولا طيرة نفاها عليه فهو امر لا حقيقة له ولا تأثير له لا يؤثر في في ما هو قادم عليه الانسان ليس له اي تأثير ابدا الامور بمشيئة الله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا به سبحانه وتعالى فقال ذاك شيء تجدونه في صدوركم ايضا انتبه الى قوله هنا ذاك شيء تجدونه في صدوركم ان هذه المعاني قد تهجم على قلب الانسان قد تهجم على قلب الانسان في حالة ظعف قد تهجم على قلبه قد تدخل على قلبه قد توجد في صدره شيء تجدونه في صدوركم فمن وجد شيئا من ذلك في صدره فعليه ماذا الا يلتفت اليه والا يصده عن اعماله وعن مصالحه وهذا هو معنى قول ابن مسعود وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل وما منا الا ولكن الله يذيبه بالتوكل يعني ما منا الا ويجد شيء يدخل على قلبه يهجم على قلبه احيانا يرى الانسان مثلا صورة معينة او هيئة معينة فربما يدخل على قلبه بدون استئذان يدخل على قلبه بدون استئذان وبدون طلب يدخل على قلبه فيحس شيئا وجد في قلبه فاذا احس الانسان بوجود هذه النظرة التي التطير في قلبه فعليه ماذا الا يصده هذا الامر تمضي في مصلحتك تمضي في عملك اياك وان تمتنع عن عمل من الاعمال او مصلحة من المصالح او مقصد من المقاصد الطيبة التي انت تقصدها بسبب ماذا سماعك لصوت او رؤيتك لمنظر او او نحو ذلك ولهذا قال هنا ذاك شيء تجدونه في صدوركم فلا يصدنكم فلا يصدنكم اياكم وان يصدكم هذا الامر الذي تجدونه في صدوركم عما انتم قادمون عليه فاذا كان الانسان بهذه الصفة فهذا انسان يجاهد نفسه على الخير يجاهد نفسه على على الخير ولا تصدوا امثال هذه الاشياء اذا وجدت في قلبه قال ذاك شيء تجدونه في صدوركم فلا يصدنكم. نعم قال وعن عروة ابن عامر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن الطيرة فقال اصدقها الفأل ولا ترد مسلما واذا رأيتم شيئا تكرهونه فقولوا اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يذهب بالسيئات الا انت. ولا حول ولا قوة الا بالله ثم ختم رحمه الله بحديث عروة ابن عامر رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطيرة سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطيرة فقال اصدقها الفأل قال اصدقها الفال وعرفنا ان الطيرة مذمومة والفأل محمود وكان يعجب النبي عليه الصلاة والسلام ومضى مع ومضى معنا تفسير الفأل وانه الكلمة الطيبة او الكلمة الحسنة يسمعها المسلم قال قال اصدقها الفأل ولا ترد مسلما هذه فائدة او اشارة الى فائدة من فوائد الفأل الفأل لا يرد لا يرد المسلم بل ان الفأل يبعث في القلب النشاط يبعث في القلب النشاط ويحرك فيه الفرح والسرور والاقدام وهذه معاني طيبة قال عليه الصلاة والسلام اصدقها الفأل ولا تردوا مسلما كان المراد بقوله ولا ترد مسلما اي الفال فهذه صفة حسنة وطيبة في الفأل انها تجعل الانسان ماضيا على اعماله لا ترده واذا كان المقصود بذلك الطيرة فهذا تنبيه منه عليه الصلاة والسلام الى ان من وجد في نفسه شيء من التطير لا يجوز له ان اه يرده ذلك عما هو قادم عليه بل ينبغي عليه ويجب عليه ان يمضي في مصالحه واعماله دون ان يلتفت الى هذا الشيء الذي وجد في صدره قال واذا رأيتم شيئا تكرهونه اذا رأيتم شيئا تكرهونه يعني من الامور التي تحدث اه تطيرا او تشاؤم تشاؤما عند بعض الناس اذا رأيتم شيئا تكرهونه فقولوا اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يذهب بالسيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك وهذا فيه اه كلام فيه طلب للاعتقاد الصحيح حتى يتحرك القلب به بدل ان يتحرك القلب بماذا بالتشاؤم يعني هذه كلمات يقولها المسلم وهي في الوقت نفسه تنادي وتطلب آآ الاعتقاد الصحيح والمعاني الصحيحة لينشغل بها القلب بدل ان ينشغل القلب بماذا؟ بهذه النظرة فاذا قال الانسان عند رؤيته ما يكره اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يذهب بالسيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك. اذا قالها بلسانه معتقدا مظمونها بقلبه هل ستجد الطيرة اللي في هل هل ستجد الطيرة في قلبه محل هل ستجد الطيرة في قلبه محل؟ الجواب لا لا تجد محل. لماذا؟ لان القلب شغل شغل بمعان صحيحة باعتقادات سليمة بصلة بالله تبارك وتعالى بايمان به باعتقاد جازم ان الحسنات لا يأتي بها الا الله والسيئات لا يذهب بها ولا يصرفها على الانسان الا الله فاذا قال الانسان هذه الكلمات ثم قال ايضا ولا حول ولا قوة الا بالله فان هذه الكلمات كلمات تجلب لا لقلب الانسان الاعتقاد الصحيح فينشغل به بدل ان يكون اه منشغلا بمعان اه سيئة او بكلمات سيئة تعثر سيره وتعوقه عن مصالحه ومقاصده وهذا فيه فائدة ان آآ الانسان اذا دخل على قلبه شيء اذا دخل على قلبه شيء من التطير عليه ان يطرده بالايمان الصحيح عليه ان يطرده بالايمان الصحيح والثقة بالله والايمان باقدار الله وان الامور كلها بمشيئة الله وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه لا حول ولا قوة الا بالله وتأملوا كلمة ابن عباس التي مرت قريبا قال لا خير ولا شر يعني الامور كلها ماذا بمشيئة الله وقدرته ايش علاقة الطير لا خير ولا شر هذا طرد للعقيدة الفاسدة اثبات للعقيدة الصحيحة لا خير ولا شر الطير لا خير فيه ولا شر. ما لنا علاقة فيه. ولا تأثير له في حياة الانسان الامور كلها بمشيئة الله سبحانه وتعالى فاذا مما يفيد جدا وينفع من وجد في قلبه شيء من التطير ان يشغل قلبه بالمعاني الصحيحة والاعتقادات السليمة والكلام الطيب من ذكر الله تبارك وتعالى والله سبحانه وتعالى يذهب عنه ذلك وهذا هو معنى قول ابن مسعود الذي اشرت اليه قال ما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل فاذا شغل الانسان قلبه بالتوكل على الله والثقة به والاعتماد عليه وتفويض الامر اليه وذكره سبحانه وتعالى فان مصالحه واموره تمضي الى خير ولا ولا يوجد فيه هذه النظرة التي ترده عن مصالحه ومقاصده قال رحمه الله تعالى فصل في الحمام قال عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا وموقوفا وهو اشبه قال نعم البيت الحمام يدخله المسلم اذا دخله سأل الله الجنة واستعاذه من النار ثم قال رحمه الله فصل في الحمام الحمام اطلاق اهل العلم المتقدمين وفي كتب اهل العلم المتقدمين ليس ليس المراد به الحمام الذي يعرف بهذا الاسم في زماننا الحمام المراد به مكان الاستحمام وهو مكان مخصص للاستحمام ويكون فيها ماء بخاري ماء مغلي بحيث يكون مكان الاستحمام مبخر بالماء وفيها رطوبة الماء الحار الدافئ وهذا فيه فائدة للجسم ولهذا يستعمل لعلاج بعظ الامراظ يستعمل وينصح به بعض المرضى ينصح الحمامات البخارية او الحمامات التي بهذه الطريقة لان فيها فائدة له فيها فائدة له فالمراد بالحمام في كتب اهل العلم المتقدمين هذا اما الحمام الذي هو مكان قظاء الحاجة فكان يقال له بيت الخلاء وكان يقال له الحش ويطلق عليه آآ اسماء اخرى لكن اذا اطلق الحمام عند المتقدمين فالمراد به مكان الاستحمام يعني مكان مخصص يدخله الناس من اجل الاستحمام وفيها في الحمام فيه نار يوقد عليها الماء فيغلي الماء وتتبخر الغرفة فجمع الحمام بين امرين بين الحرارة وبين الراحة جمع بين حرارة وراحة حرارة النار والرطوبة وايضا الراحة التي يكتسبها الجسم عند دخوله الحمام وتفتح المسام التي على البشرة وايضا آآ ذهاب الاوساخ التي تكون على الجلد مما لاقى قد لا يذهب بالغسيل المجرد ففيها فيها فائدة وراحة للجسم وايظا فيها فيها نار ورطوبة وحرارة وهذه المعاني ففيها تذكير بامرين تذكير بالراحة وايضا تذكير بالنار والحرارة يعني اجتمع في في في هذا في هذه الحمامات الامران الراحة والتذكير بها وراحة البدن واستفادته من هذا الحمام وهذا الاستحمام وايضا فيها تذكر النار والحرارة ونحو وذلك قال فصل في الحمام اورد عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا وموقوفا وهو اشبه مرفوعا اي الى النبي عليه الصلاة والسلام وموقوفا اي على ابي هريرة رضي الله عنه والموقوف من كلام الصحابي والمرفوع من كلام النبي عليه الصلاة والسلام قال والموقوف اشبه يعني ان كون هذا الحديث اسنادا موقوف اشبه اي اولى بالحق من كونه مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام قال نعم البيت الحمام يدخله المسلم اذا دخله سأل الله الجنة واستعاذه من النار سأل الله الجنة والسعادة من النار بعض العلماء قالوا الحكمة في في هذا ان كان ثبت هذا الحديث مرفوعا او موقوفا الحكمة في ذلك هو ما يكون للانسان من حصول الامرين حصول اه ما يذكر بالنار وحصول ما يذكر بالجنة وهو الراحة فاذا دخله سأل الله الجنة واستعاذ به من النار ومن المعلوم ان المواقف احيانا والمشاهدات تحرك في في الانسان شيء من الدعوات شيء من الدعوات فهنا قال اذا دخل اذا دخله سأل الله الجنة واستعاذ به من النار اي لما فيه من التذكير بالامرين لما فيه من التذكير بالجنة من جهة الراحة التي تحصل للانسان اه تذكير بالنار من جهة ما في المكان من حرارة ونار وماء رطب حار ففيها تذكير بالنار من هذه الجهة قال اذا اذا دخله سأل الله الجنة واستعاذ به من النار ونبه المحقق الى ضعف اسناد هذا الحديث وعدم ثبوته عن النبي عليه الصلاة والسلام واشار الى حديث اخر يتعلق بالحمام صحح اسناده وهو ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اتقوا بيتا يقال له الحمام اتقوا بيتا يقال له الحمام قالوا انه ينقي وينفع قال فمن دخلوا فليستتر وهذا فيه تنبيه الى ان الحمام لا يناسب دخوله الا اذا احتاج الانسان اليه اذا اذا احتاج الانسان اليه وعندما يدخل عليه ان يلزم الستر لان كثير ممن يدخل الحمام يتخلى بدخوله الحمام عن الستر فتبدو اه عورته او بعض عورته ولا يبالي بحجة انه يستحم بحجة انه يستحم وبحجة انه ينقي بدنه من اوساخه والحمام في الغالب غرفة مفتوحة يجلس فيها اكثر من شخص ليست مكان لكل واحد مكان مستقل وانما هي غرفة مفتوحة يجلس فيها اكثر من شخص فوجه النبي عليه الصلاة والسلام من احتاج او من اضطر لدخول الحمام وجهه عليه الصلاة والسلام الى ان يستتر يعني لا يجعل الانسان طلبه لا لا لا للنقاء او الراحة او النظافة آآ ان يتخلى عن عن الستر فقال عليه الصلاة والسلام فمن دخله فليستتر فمن دخله فليستتر جاء في بعض النسخ ختم المصنف رحمه الله لهذا الكتاب بقوله سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وهذه الاية اوردها المصنف رحمه الله في كتابه العظيم العقيدة الواسطية في اول الكتاب لان فيها تقريرا للمنهج الحق وثناء على طريقة الانبياء والمرسلين لما فيها من التعظيم لله تبارك وتعالى والتنزيه له عما لا يليق به وفيها ايظا ذم لطرائق المخالفين بمنهج الانبياء والمرسلين ولهذا سبح الله نفسه اي نزه نفسه تبارك وتعالى عما يصفه به اعداء الرسل والمخالفون للرسل قال سبحان ربك رب العزة عما يصفون اي عما يصف به اعداء الرسل رب العالمين تنزه الله تبارك وتعالى وتقدس عما يصفه به اعداء رسله وسلم على المرسلين قال وسلام على المرسلين لسلامة ما قالوه اي الرسل بحق الله تبارك وتعالى من النقص والعيب. فكل ما قاله الرسل في حق الله تبارك وتعالى فكله كلام حق لا لا عيب فيه ولا نقص فيه وانما العيب والنقص في كلام اعداء الرسل والمخالفين لهم ثم ختم بقوله سبحانه والحمد لله رب العالمين والحمد هو الثناء على الله تبارك وتعالى وهو جل وعلا يثنى عليه على اسمائه الحسنى وصفاته العلى ويثنى عليه تبارك وتعالى على نعمه والاءه التي لا تعد ولا تحصى ونختم مجلسنا هذا بحمد الله تبارك وتعالى حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه على نعمه والاءه وعلى توفيقه وتيسيره فله تبارك وتعالى الحمد اولا واخرا وله الشكر ظاهرا وباطنا له الحمد على نعمة الاسلام وله الحمد على نعمة الايمان وله الحمد على نعمة القرآن وله الحمد على كل نعمة انعم بها علينا في قديم او حديث او سر او علانية له الحمد في الاولى والاخرة واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين