اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا ورزقا طيبا اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما معاشر الاخوة المؤمنين لا يزال الحديث ماضيا في بيان بعض هدايات سورة الفاتحة تلك السورة العظيمة التي هي اعظم سور القرآن واجلها وفي هذه السورة دعاء عظيم مبارك هو اعظم الادعية واجلها ولهذا جعله الله تبارك وتعالى على عباده فرضا في كل يوم سبع عشرة مرة وذلك في كل ركعة من كل صلاة الا وهو سؤال الله تبارك وتعالى الهداية الى صراطه المستقيم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم وسبق لنا شرط ان لهذا الصراط معلمان بارزان الا وهما الاخلاص للمعبود عز وجل والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم فلا يكون العبد سائرا على صراط الله المستقيم الا اذا كان مخلصا لله العبادة قال الله تعالى وان الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم والامر الثاني المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام واتباع هديه ولا يكون العبد على صراط الله المستقيم الا اذا كان متبعا للرسول صلى الله عليه وسلم وقد مر معنا قول الله عز وجل وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم وانك لتهدي الى صراط مستقيم صراط الله الذي لهما في السماوات وما في الارض الا الى الله تصير الامور فصراط الله المستقيم لابد فيه من هذين الامرين الاخلاص لله عز وجل في العبادة والاتباع للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في هديه وسنته صلوات الله وسلامه عليه فمن ترك الاخلاص خرج عن الصراط ومن ترك المتابعة خرج عن الصراط فلا يكون على الصراط الا بهما بالاخلاص لله جل وعلا والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم وهذا هو معنى قول الفضيل ابن عياض رحمه الله في قوله تبارك وتعالى لنبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة سنة الرسول الكريم صلى الله وسلم عليه وفيما يتعلق بهداية سورة الفاتحة لتحقيق التوحيد واخلاص العبادة لله جل وعلا فهذا امر سبق الكلام عليه ولهذا سيكون الحديث هذا اليوم عن هداية هذه السورة المباركة الى تجريد الاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم والخلاص من من البدع والاهواء وقد سبق ان اشرت قيل ان الشيطان اعاذنا الله واياكم منه قاعد لابن ادم في صراطه المستقيم ليحرفه عنه وقد قال عليه الصلاة والسلام وقد خط عليه الصلاة والسلام خطا مستقيما وجعل على جنبتيه خطوط على يمينه وعلى شماله وقال هذا صراط الله المستقيم وهذه سبل وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو اليه فالشيطان قاعد لابن ادم في طريقه المستقيم ليحرفه عنه وعقبات الشيطان في هذا الطريق المستقيم سبع عقبات وهو يريد ان يوقع عبد الله المؤمن في اخطرها فان لم يستطع نزل للرتبة التي هي دون وهكذا فهو يريد منه اولا الشرك بالله فان لم يستطع اراد منه البدعة فان لم يستطع اراد منه الكبيرة فان لم يستطع اراد منه الصغيرة فان لم يستطع اتجه الى شغله بالمباحات عن الطاعات فان لم يستطع اتجه الى شغله بالاعمال المفضولة عن الاعمال الفاضلة فان لم يستطع سلط عليه من يؤذيه سلط عليه من جنوده من يؤذيه ووقفتنا هنا في بيان هداية سورة الفاتحة للسلامة من البدع وقد ذكر العلماء رحمهم الله ان هذه السورة من فهمها فهما صحيحا وعقل مدلولها وتدبر خطاب الله عز وجل فيها وفهم كلام الله عز وجل وامن به فانه باذن الله عز وجل لا يقع منه شرك ولا بدعة من فهم هذه السورة سورة الفاتحة فهما صحيحا وعقل معناها وامن بها وحققها لا يقع منه شرك ولا بدعة وها هنا نسمع كلاما للعلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد وعلى ضوء كلامه رحمه الله ننظر في اثر هذه السورة المباركة في السلامة من الاهواء والبدع يقول رحمه الله وتالله لا تجد مقالة فاسدة ولا بدعة باطلة الا وفاتحة الكتاب متظمنة لردها وابطالها باقرب الطرق باقرب الطرق واصحها واوضحها ولا تجد بابا من ابواب المعارف الالهية واعمال القلوب وادوائها واعمال القلوب وادويتها من علمها واستقامتها الا وفي فاتحة الكتاب مفتاحه وموضع الدلالة عليه. ولا منزلا من منازل السائرين. الى رب العالمين. الا وبدال ايته ونهايته فيها. اي في سورة الفاتحة. ولعمر الله ان شأنها لا اعظم من ذلك وهي فوق ذلك وما تحقق عبد بها وتأمل كلامه هذا وما تحقق عبد بها واعتصم بها وعقل ممن وعقل عمن تكلم بها وانزلها شفاء تاما وعصمة بالغة ونورا مبينا وفهمها وفهم لوازمها كما ينبغي ووقع في بدعة ولا شرك اي ان من يفهم هذه السورة سورة الفاتحة فهما صحيحا ويعقل عن الله تبارك وتعالى خطابه فيها يقع في بدعة ولا شرك. يقول وفهمها وفهم لوازمها كما ينبغي ووقع في بدعة ولا شرك ولا اصابه مرظ من امراض القلوب الا لماما غير مستقر. هذا كله لمن يفهم الفاتحة هذه السورة فهما صحيحا ثم قال رحمه الله هذا وانها المفتاح الاعظم لكنوز الارض كما انها المفتاح كنوز الجنة ولكن ليس كل واحد يحسن الفتح بهذا المفتاح ولكن ليس كل واحد يحسن الفتح بهذا المفتاح. ولو ان طلاب الكنوز وقفوا على سر هذه السورة وتحققوا بمعانيها وركبوا لهذا المفتاح اسنانا واحسن الفتح به لوصلوا الى تناول الكنوز من غير معاوق ولا ممانع. ولم نقل هذا عن مجازفة بل حقيقة الى اخر كلامه رحمه الله الشاهد من ذلك معاشر الاخوة المؤمنين ان هذه السورة العظيمة لها هدايات كثيرة ومن جملة هدايات هذه السورة تخليصها للمؤمن باذن الله عز وجل من الاهواء والبدع واذا اردت لنفسك النجاة من البدع فحقق الايمان بهذه السورة المباركة اذا اردت لنفسك النجاة والسلامة من البدع فحقق الايمان بهذه السورة المباركة فانك فانها تهديك الى كل خير وتنجيك باذن الله تبارك وتعالى من كل بدعة سورة الفاتحة تهديك الى صراط الله المستقيم وصراط الله المستقيم هو الحق والهدى والدين الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاجل هذا لما سئل عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه عن الصراط المستقيم ما هو ماذا قال قال هو امر تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ادناه وطرفه الاخر في الجنة امر تركنا فرسول الله صلى الله عليه وسلم في ادناه وطرفه الاخر في الجنة وعلى جنبتيه جواد اي طرق. كل طريق منها يؤدي الى النار فانت ايها المؤمن عندما تقرأ سورة الفاتحة مرات وكرات اهدنا الصراط المستقيم تستحضر كل مرة ان الصراط المستقيم هو ما كان عليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولهذا تجد في كثير من كتب التفسير في بيان معنى قوله الصراط المستقيم يقولون الصراط المستقيم هو الرسول صلى الله عليه وسلم او يقولون الصراط المستقيم هو ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم او يقولون الصراط المستقيم القرآن او يقولون الصراط المستقيم الاسلام وكل هذه المعاني مؤداها واحد لان النبي عليه الصلاة والسلام بعث بالقرآن والدين الذي يدعو اليه هو دين الله الاسلام فانت في كل مرة تقرأ اهدنا الصراط المستقيم تستحضر حاجتك الشديدة وافتقارك العظيم الى الثبات على هذا الصراط والسير في هذا الطريق الذي كان عليه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وانت تسير في هذا الصراط تعرف من هم قدوتك فيه ومن هم السائرون امامك عليه؟ على هذا الصراط وفي السورة بيان ذلك اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم امامك على هذا الصراط المنعم عليهم من هؤلاء اقرأ في ذلك قول الله تبارك وتعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا هؤلاء هم الرفقة في هذا الصراط المستقيم نبي او صديق او شهيد او صالح فاذا اكرمك الله جل وعز ومن عليك وهداك بسلوك هذا الصراط فانت سائر في طريق امامك فيه وقدوتك فيه انبياء الله والصالحون من عباده ولهذا لا لا تستوحش فحتى لو كنت وحدك لا تستوحش لان قدوتك فيه رسول الله فصلى الله عليه وسلم والصالحون من عباد الله ولهذا قوله انعمت عليهم يزيل عنك الوحشة اظرب لك مثلا قد يكون الانسان في بلده مبتلى ببدع رائجة في البلد ومتفشية في البلد الى درجة ان من لا يشارك في تلك البدع ينكر عليه ويشنع عليه وتسن عليه الغارات وتتوالى عليه الهجمات فاذا كان يعقل سورة الفاتحة ويفهمها لا يبالي كلام من تكلم ولا بطعن من طعن لانه يسير في طريق كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عليه صحابته الكرام ولا يستوحش في الطريق لانه طريق المنعم عليهم من الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين واي شيء ينفع الانسان اذا جامل في بدعة او ساير الناس في ضلالة بزعمه ليكسب ودهم او ليسلم من قدحهم فاذا كان يعقل سورة الفاتحة ويعقل هذا السؤال العظيم اهدنا الصراط المستقيم لا يبالي وانما يزداد ثباتا ومضيا على صراط الله المستقيم ونصحا ودعوة لعباد الله تبارك وتعالى للسير عليه وانت في هذا المقام تسير على صراط الله المستقيم وتسأل ربك مرات وكرات ان يهديك هذا الصراط وان يثبتك عليه تحتاج الى علم بهذا الصراط وقد عرفنا ان الصراط هو الاسلام وهو سنة النبي عليه الصلاة والسلام اذا انت تحتاج الى علم بهذا الصراط تحتاج الى علم بالسنة انت بحاجة الى العلم بالسنة والعلم بهذا الصراط اكثر من حاجتك الى الطعام والشراب الامام احمد رحمه الله يقول حاجة الناس الى العلم اشد من حاجتهم الى الطعام والشراب حاجة الناس الى العلم اشد من حاجتهم الى الطعام والشراب قال الطعام والشراب تحتاجه في اليوم مرة او مرتين او ثلاث اما العلم فانك تحتاجه مع كل نفس وفي كل حركة حتى يكون سيرك على صراط الله المستقيم حتى يكون سيرك على الجادة السوية اما الذي لا يعرف سنة النبي عليه الصلاة والسلام ولا يعرف هديه القويم تلتبس عليه الطرق وتختلط عليه الامور ويلتبس عليه الامر ويختلط عنده الحابل بالنابل والصالح بالطالح ولا يميز بين الامور. ولا سيما اذا كان في مكان تكثر فيه البدع والخرافات والانحرافات فعن دين الله عز وجل لا يستطيع ان يميز سنة من غيرها ولا يمكن التمييز الا بالعلم بالسنة. ومعرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا وقف النبي عليه الصلاة والسلام خطيبا في مسجد الخيف في منى وقال في خطبته نظر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فحفظها واداها الى وبلغها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منه الشاهد انه عليه الصلاة والسلام دعا بنظرة الوجه فهو جماله وبهاؤه وحسنه الى من يعتني بتعلم سنته عليه الصلاة والسلام ومعرفة هديه والله جل وعلا قال لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا لكن كيف يتحقق لك التأسي به والاقتداء بهديه دون تعلم لسنته صلوات الله وسلامه عليه كثير منا معاشر الاخوة نعيش مشكلة عظيمة الا وهي الانصراف عن تعلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم مشغولون بامور الدنيا ومشغولون بمتعها مشغولون بمجالس الاحاديث واللقاءات وغير ذلك ولا نعطي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم من وقتنا شيئا اللهم الا نزرا يسيرا عند بعضنا ومع ذلك نريد لانفسنا ماذا؟ ان نكون من اهل هذا الصراط والامر يحتاج الى جدا ومجاهدة وصبر ومصابرة. والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين سيرك على هذا الصراط يحتاج منك الى مجاهدة لنفسك في معرفة تفاصيل هذا الصراط ومعالم هذا الصراط على ضوء احاديث وسنة نبيك الكريم صلى الله عليه وسلم اما ان يبقى الانسان حياته كلها معرضا عن السنة معرضا عن تعلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم ويريد في الوقت نفسه ان يكون من السائرين على الصراط سيرا صحيحا فهذا لا يتحقق ولهذا قال بعض اهل العلم كيف يتقي من لا يدري ما ما يتقي الذي لا يعرف حلالا من حرام ولا يعرف سنة من بدعة ولا يميز بين حق وباطل كيف يسير سيرا صحيحا ثابتا على صراط الله المستقيم ولهذا بسبب الجهل يأتي احيانا دعاة الضلالة بحديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ويلقونه على بعض العوام ويخرجون مئات منهم عن صراط الله المستقيم وخذوا مثالا واحدا من عشرات يقول بعض دعاة الضلالة للناس قال صلى الله عليه وسلم اذا اعيتكم الامور فعليكم باهل القبور اذا اعيتكم الامور فعليكم باهل القبور او باصحاب القبور واذا كان هذا الذي القى عليهم هذا الحديث يطمئنون اليه ويثقون به فعلى هذه الكلمة او بناء على هذه الكلمة يخرج مئات من صراط الله المستقيم الى حيث الشرك الذي نهى الله تبارك وتعالى عنه اذا اعيتكم الامور فعليكم باصحاب القبور. كذب ثم كذب من نسب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك وقد قال عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع وهو يودع الناس قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار لماذا ايها الاخوة؟ لان الذي يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم بكذبته ماذا يفعل بكذبته ماذا يفعل؟ يخرج اقواما من الصراط المستقيم بهذه الكذبة لان المسلمين يحبون الرسول عليه الصلاة والسلام. ويحبون كلامه. ويحبون هديه. ويحبون ما قاله صلى الله عليه وسلم فاذا جاءهم رجل يثقون به وقال لهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وظنوا انه صادق في مقاله خرجوا بهذه المقالة عن صراط الله المستقيم ان كان كاذبا عليهم فيما نسبه الى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه هذا مثال من عشرات الامثلة التي تبين لنا خطورة الامر خطورة الامر وان حاجة حاجة الانسان الى معرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم حاجة ضرورية ماسة من اجل ماذا من اجل ان يسير على صراط الله المستقيم سيرا صحيحا سليما فاذا انت تحتاج للسير على هذا الصراط ان تعرف السنة ومعرفة السنة تحتاج منك الى شيء من الصبر في تعلمها وقراءة احاديث النبي صلى الله عليه وسلم ولا سيما في في في الكتب المعتمدة عند اهل العلم كالصحيحين والسنن وايضا المتون المختصرة كالاربعين للنووي رحمه الله وهذا كتاب عظيم يحتاج الى قراءته وحفظه كل مسلم فيه اثنين واربعين حديثا من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم لا غنى لاي مسلم عن حفظها وفهمها فانت تحتاج الى امثال هذه الاحاديث تحتاج الى قراءتها والى تعلمها والى فهمها والى دراستها واعطها من وقتك اذا جلست في كل يوم تقرأ حديثا واحدا وتحفظ حديثا واحدا من احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام فانك في السنة الكاملة كونوا قد حفظت ماذا؟ ثلاث مئة وستين حديثا اذا كنت كل يوم تدرس حديثا واحدا لكن العمر يمضي بك تصل الى الستين ثم تزحف الى السبعين ثم الى الثمانين وانت ما اعطيت سنة النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من وقتك لتعرف السنة ولتعرف هدي نبي الكريم عليه الصلاة والسلام. فكيف تريد مع هذا الاهمال للسنة؟ ان تكون ثابتا على الصراط المستقيم لا تعوج عنه ولا تنحرف فاذا هناك حاجة الى معرفة السنة للسير عليها وهناك ايضا حاجة الى معرفة البدعة ان تعرف البدعة لتحذر منها لتحذر منها وكل سائر على صراط الله المستقيم لابد ان يعرف البدعة ولو على وجه الاجمال حتى يكون منها على حذر والنبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على هذين الامرين معرفة السنة. والحذر من البدعة يؤكد عليهما في كل خطبة جمعة صلوات الله وسلامه عليه لان الامر عظيم كان عليه الصلاة والسلام اذا خطب الناس يوم الجمعة قال اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ظلالة وكل ظلالة في النار وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر حديث العرباظ ابن سارية وهو في السنن قال انه من يعش منكم فسيرى ماذا؟ فسيرى اختلافا كثيرا. انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا انتبه هنا ماذا يقول عليه الصلاة والسلام؟ انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. اذا كنت حريصا على سلامة نفسك وقد سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا لا بد وان ينقدح في ذهنك سؤال في غاية الاهمية. ما هو ما المخرج اذا كنا سنرى الاختلاف الكثير والضلالات المتنوعة والبدع المتعددة ما المخرج؟ كيف ننجوا كيف نسلم؟ اعطاك عليه الصلاة والسلام المخرج بدون ان تسأل. صلوات الله وسلامه عليه. قال فعليكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور. فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فلاحظ اكد على امرين صلوات الله وسلامه عليه. الامر الاول لزوم السنة. والامر الثاني مجانبة مثل بدعة ومن اجل ان تكون ملازما للسنة مجانبا للبدعة تحتاج الى العلم بالسنة لتلزمها وتتمسك بها وتحتاج ايضا في الوقت نفسه الى معرفة البدعة لتحذرها وتتقيها اما اذا كنت لا لست على علم بالبدعة ما هي قد تدخل عليك البدعة من حيث لا تشعر لهذا قيل قديما تعلم الشر لا للسر ولكن لتوقيه فان من لم يعرف الشر من الناس تقع فيه الذي لا يعرف فرقا بين سنة وبدعة قد يقع في البدعة من حيث يظن انها سنة ولربما انطبق عليه قول الله تعالى قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا؟ الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا هم يحسبون انهم يحسنون صنعا. ولهذا كانت معاشر الاخوة ولهذا كانت البدعة الى الشيطان اكثر من المعصية. الشيطان يحب من العبد المؤمن ان يقع في البدعة حبا اكبر من وقوعه في المعصية. لماذا قال العلماء لان البدعة صاحبها يعتقد انها ماذا؟ انها حق صاحبها ان حق اما المعصية حتى لو كانت كبيرة صاحبها يعتقد انها ماذا؟ انها خطأ وانها معصية هذا المبتدع المصر المتمسك ببدعته اذا قلت له هذا خطأ ماذا يقول؟ اي شيء يقول لك يرضى او انه يغضب منك اشد الغضب. هذا الذي يحصل يغضب منك لكن صاحب المعصية اذا قلت له هذا خطأ اتق الله. يقول اسأل الله ان يهدينا. ويقول لك انا والله اعرف انني على خطأ. لكن ادعوا الله ان يهديني. فيشعر بخطأ اما صاحب البدعة ابدا ما يشعر بخطأه. بل يرى ان هو صاحب الحق. وان هو صاحب السنة. وانه هو صاحب الهدى ولهذا كانت البدعة احب الى ابليس من السنة. احب الى ابليس من المعصية. وهذا مما يدل على خطورة البدع وحاجة العبد الى معرفتها ليحذر منها. وقد جاء في صحيح البخاري عن حذيفة باليمان رضي الله عنه قال كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافته. فانت تعرف البدعة للخوف منها وللحذر والاتقائها ولمجانبتها وللبعد عنها. وهنا ايها الاخ الكريم ايها الاخ الموفق ايها الاخ مؤمن في هذا الباب اقرأ كثيرا وكرر عشرات المرات وانصحه بذلك قول الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. جاء في الحديث الصحيح ان لان اليهود جاءوا الى الصحابة. انظر قيمة هذه الاية التي ربما بعض المسلمين لا يشعر بقيمتها. جاء بعض اليهود الى الصحابة وقالوا لقد انزلت عليكم اية لو انزلت علينا نحن معاشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وهو يسمع مقالتهم قال اني اعرف الاية واعرف اليوم الذي انزلت فيه قول الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة وهو واقف بعرفة. وهذه الاية لما نزلت لم ينزل بعدها حلال ولا حرام الى ان قبض صلوات الله وسلامه عليه. ديننا ما شأنه؟ كامل. دين كامل لا نقص فيه اتمه الله عز وجل واكمله عقيدته اصح العقائد واكملها وهي تامة. عباداته اصح العبادات ازكاها وهي تامة اخلاقه اكمل الاخلاق واتمها وهي تامة. ديننا كامل عقيدة وعبادة وخلقا ان احتاج بعد ذلك الى اختراع مخترع او احداث محدث اذا الذي احدث في الدين لم يفهم قول الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وها هنا يقول الامام ما لك رحمه الله امام دار الهجرة امام هذا البلد يقول رحمه الله مقالة عظيمة واسمعوا هذه المقالة. يقول رحمه الله من قال في الدين بدعة حسنة من قال في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان رسالة من قال في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لماذا؟ قال لان الله يقول اليوم اكملت لكم دينكم اتممت اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. الدين امل فالذي يقول في الدين شيء حسن لم يبين اذا ماذا؟ اذا هناك نقص في الدين لم يبينه الرسول عليه الصلاة والسلام. وهذا لازم يلزم كل من يقول في الدين بدعة حسنة. قال رحمه الله من قال في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لان الله يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فلن يكون اليوم دينا. ولن يصلح اخر هذه الامة الا بما صلح به اولها. اول الامة الصحابة الكرام باي شيء صلحوا؟ بالسنن او بالبدع. بالسنن باتباع النبي عليه الصلاة والسلام بالاهتداء بهديه بالاقتداء بسنته صلوات الله وسلامه عليه. بهذا صلحوا فالسنة هي النجاة. مثل ما قال ايضا مالك رحمه الله. مالك ابن انس يقول كلمة عجيبة يقول رحمه الله السنة مثل سفينة نوح. ما شأنها سفينة نوح؟ قال السنة مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق وكل ما لم يكن سنة فهو وبدعة ان ركبته غرقت. حتى وان اعجبك. حتى وان استحسنته. حتى وان اه اه دخل خاطرك يقول عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وفي الرواية الاخرى قال عليه الصلاة والسلام من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد فاذا ايها الاخوة المقام عظيم. ولهذا اقول مرة ثانية نحتاج والله ان نكرر هذه الاية عشرات المرات حتى نعيها تماما ونطبقها فعلا اليوم اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. ديننا كامل عقيدة وعبادة وخلقا وديننا هو ما بينه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. فنحن نحتاج الى العلم بالسنة. والى لزوم النبي صلى الله عليه وسلم. وها هنا يقول العلماء كلمة مهمة. يقولون ما احدثت بدعة ها الا واميت في مقابلها سنة. ما احدثت بدعة الا واميت في مقابلها سنة ولهذا اما ليس هناك الا احد خيارين اما ان تختار السنة وتلتزم بها او ان والعياذ بالله يختار الانسان البدع وبمقابل ذلك يهجر ويترك السنن الصحاح. خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار لعلنا ايها الاخوة نكتفي بهذا القدر وسيصلى في هذا المسجد هذا اليوم آآ آآ بعد قليل صلاة الاستسقاء فعلينا ان نقبل على هذه الصلاة بقلوب خاشعة ونفوس مطمئنة والصدق مع الله عز وجل في الدعاء. ونسأل الله الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العلا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يحيينا واياكم على السنة. وان يميتنا عليها. وان يعيذنا من البدع. وان يجنبنا سبيلها. وان يحيينا وان يتوفانا مؤمنين غير ضالين ولا مضلين. اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا. واهدنا سبل السلام. واخرجنا من الظلمات الى النور وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وقواتنا وازواجنا وذرياتنا واموالنا واجعلنا مباركين اينما كنا اللهم اجعلنا شاكرين لنعمك معترفين لك بها مستعملين لها في طاعتك يا ذا الجلال والاكرام. اللهم وفقنا ما تحب وترظى واعنا على البر والتقوى ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. الاحياء من هم الاموات اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما اسرفنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت. اللهم اغفر ذنوب المذنبين من المسلمين. وتب على التائبين. واكتب الصحة والسلامة العافية والغنيمة للحجاج والمعتمرين. يا ذا الجلال والاكرام. اللهم تقبل منا انك انت السميع العليم. وتب علينا انك انت التواب الرحيم واغفر لنا انك انت الغفور الرحيم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا الى محمد وعلى اله وصحبه اجمعين