معاشر الاخوة المؤمنين نواصل الحديث في بيان شيء من هدايات سورة الفاتحة تلك السورة العظيمة التي نقرأها في كل ليلة في كل يوم وليلة مرات وكرات وهي سورة حقيقة بان يعنى بها المسلمون قراءة وتدبرا وقياما بمقاصدها العظيمة وغاياتها الجليلة سورة تمكن العقيدة وتقرر الايمان وتقوي اليقين وتعظم صلة العبد بالله تبارك وتعالى حقيق بهذه السورة ان يحيا معها العبد حياة طيبة بتدبرها وحسن فهمها والقيام بغاياتها ومقاصدها قد مر معنا معاشر الاخوة الكرام ان هذه السورة مليئة بالعبر العظيمة والدروس النافعة التي تمس اليها حاجة كل مسلم وقد مر معنا جملة من الدروس الطيبة المستفادة من هذه السورة المباركة ومن دروس هذه السورة وما سيكون محل حديثنا هذا الصباح بيان بيانها وتقريرها للايمان باقدار الله تبارك وتعالى الذي هو اصل من اصول الايمان فان اصول الايمان ستة بينت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الايمان يقوم على اصول ستة بينت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من هذه الاصول الايمان بالقدر وان الله على كل شيء قدير وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وان الامور كلها تحت تدبيره وبتصريفه سبحانه وتعالى لا معقب لحكمه ولا راد لقظائه سبحانه فهذا اصل من اصول الايمان لا يقبل من العبد طاعة ولا ينتفع بعمل ما لم يكن مؤمنا به ولهذا لما بلغ ابن عمر رضي الله عنه عن جماعة انهم خاضوا في انكار القدر وعدم الايمان به وخبره في صحيح مسلم لما بلغه خبرهم قال اخبروهم اني بريء منهم وانهم مني براء ثم قال والذي يحلف به عبد الله ابن عمر لو ان لاحدهم مثل احد ذهبا ثم انفقه لم يقبله الله تبارك وتعالى منه ما لم يؤمن بالقدر. ثم روى عن ابيه حديث جبريل الطويل وفيه ان جبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم والاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره فالقدر الايمان به اصل من اصول الايمان واساس من اسس الدين ومن لا يؤمن بالقدر ليس مؤمنا ولا مسلما ولا يقبل الله عز عز وجل منه لا صلاة ولا صيام ولا يقبل الله منه فريضة ولا نفلا انه لم يؤمن باصل من اصول الايمان التي يقوم عليها ومثل الايمان مثل الشجرة التي لها اصل لا قيام لها الا عليه الم تر كيف ظرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء وهذا مثل ضربه الله تبارك وتعالى في القرآن للايمان فالامام مثله مثل الشجرة والشجرة لها اصل ثابت اذا قطع اصلها لم تبقى شجرة بل تموت والايمان له اصول ثابتة له اصول ثابتة فاذا انتفت او انتفى بعضها لم يبقى ايمان وهذا هو معنى قول الله تبارك وتعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين من يكفر بالايمان فقد حبط عمله. لان الايمان والدين والاسلام لا يقوم الا على هذه الاصول التي منها الايمان بالقدر ولهذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال الايمان بالقدر نظام التوحيد الايمان بالقدر نظام التوحيد. فمن امن بالله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيدا وكلامه واضح رضي الله عنه وارضاه. من كذب بالقدر نقض تكذيبه توحيدا اي ان تكذيبه بالقدر تكذيب بالايمان وتكذيب بتوحيد الرحمن سبحانه وتعالى ومما يزيد هذا الامر وضوحا قول الامام احمد رحمه الله قال القدر قدرة الله القدر قدرة الله جل وعلا والله جل وعلا قدير على كل شيء ان الله على كل شيء قدير. فالذي فالذي يكذب بالقدر يكذب بماذا بقدرة الله والذي يكذب بقدرة الله يكذب بالله سبحانه وتعالى وهذا كافر ليس بمسلم. ولهذا ايضا قال الحسن البصري رحمه الله من كذب بالقدر فقد كذب بالاسلام. من كذب بالقدر فقد كذب بالاسلام. لان الاسلام قائم على اصول من جملتها الايمان بالقدر. وان الامور بقدر وان الامور بتقدير الله جل وعلى فالذي يكذب بالقدر مكذب بالاسلام ليس بمؤمن والذي يشك في القدر ويشك ان الامور ليست بقدر الله هذا ليس بمسلم. لا يكون مسلما ولا يكون مؤمنا الا اذا امن اقدار الله تبارك وتعالى الا اذا امن بالقدر خيره وشره. حلوه ومره. كل ذلك من الله كما في حديث جبريل المتقدم قال وان تؤمن بالقدر خيره وشره فالايمان بالقدر اصل عظيم من اصول الايمان ولهذا جاءت الايات الكثيرة في القرآن الكريم مكررة الايمان بالقدر. وان الامور كلها بقدر الله عز وجل كقوله تعالى ان الله على كل شيء قدير وقوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر وقوله تعالى وكان امر الله قدرا مقدورا. وقوله تعالى ثم جئت على قدر يا موسى وقوله تعالى سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى. وقوله تعالى وما تشاء الا ان يشاء الله رب العالمين. والايات في هذا المعنى كثيرة جدا في القرآن الكريم. تقرر ان الامور كلها بقدر لا وانه لا يكون في هذا الكون الا ما شاء الله لا يكون في هذا الكون الا ما قدر الله. لان الخلق خلق الله. والملك ملك الله جل وعلا. هو الذي وجد هذا الكون من العدم وخلق الناس بعد ان لم يكونوا. الم نخلقكم من ماء مهين؟ فجعلناه في قرار مكين الى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون الانسان لم يكن اصلا. لم يكن اصلا موجود. اوجده الله. وجعل له السمع جعل له البصر له القدرة وجعل له الارادة فهذا كله بتقدير الله فقدرنا فنعم القادرون الله جل وعلا قادر على كل شيء. وكل شيء في هذا الكون لا يكون الا بارادة الله. وقدرة الله ومشيئة الله لان هذا الكون ملك الله. هو الذي خلقه سبحانه وتعالى وهو الذي اوجده وهو الذي يتصرف فيه كيف شاء. ويقضي فيه كيف اراد. لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه. ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده. وهو العزيز الحكيم فالامور كلها بتقديره وبيده وهو المتصرف تبارك وتعالى في هذا الكون والمدبر له فالايمان بالقدر اصل عظيم من اصول الايمان. وسورة الفاتحة تقرر هذا الاصل العظيم في مواضع كثيرة منها اذا قلت في اولها الحمد لله رب العالمين هذا فيه حمدك لله وثناؤك على الله على اسمائه الحسنى وصفاته العظيمة ومن اسمائه تبارك وتعالى القدير وانت تحمده جل وعلا على انه قدير والله يحمد على اسمائه ويحمد على على صفاته ويحمد على نعمه وعطائه ايضا مما تحمد الله عليه تحمده على نعمة الايمان التي هداك اليها ومن عليك بها وهذا ايمان بك ايمان منك بقدرة الله قال الله تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم كفرا والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فظلا من الله ونعمة هدايتك للايمان فضل الله فلولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين فالايمان منة الله منة الله لولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا الامر كله فضل الله ونعمته سبحانه وتعالى. فاذا قلت الحمد لله انت تحمد الله على اسمائه وصفاته على عظمته على جلاله على كمال قدرته على عظيم ارادته على تصرفه وتدبيره في هذا الكون فالحمد فيه الايمان بالقدر وفي قولك رب العالمين ايضا فيه الايمان بالقدر. لان الايمان بالقدر من الايمان بربوبية الله الايمان بالقدر من الايمان بربوبية الله. فاذا قلت رب العالمين وامنت بان الله عز وجل رب العالمين وامنت بمعاني الربوبية فان من معاني الربوبية الخلق والرزق والتصرف والتدبير والاحياء والاماتة هذا كله داخل في في ربوبية الله وهو من معاني الربوبية يحيي ويميت ويعز ويذل ويفقر ويغني ويخفض ويرفع ويعطي ويمنع كل يوم هو في شأن الخلق خلقه والملك ملكه والتدبير تدبيره سبحانه وتعالى فقولك رب العالمين هذا ايمان بالقدر ايمان بالقدر وقولك الرحمن الرحيم فيه الايمان بالقدر. لانك ايضا ترجو رحمة الله واذا كنت ترجو رحمة الله تعرف من خلال هذا الرجاء انك فقير الى الله. محتاج اليه محتاج الى هدايته الى منه الى فظله الى عطائه الى رحمته. لا غنى لك عنه طرفة عين كذلك في قولك واياك نستعين هذا فيه ايمان بالقدر تستعين بالله لانه هو القادر على كل شيء تطلب عونه لانه بيده ازمة الامور ويتصرف في خلقه تبارك وتعالى كيف شاء في قولك اهدنا الصراط المستقيم هذا فيه ايمان بالقدر فيه ايمان بالقدر لانك تطلب الهداية ممن بيده الهداية قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وقال له ليس عليك هداهم وقال تبارك وتعالى افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات فالهداية بيد الله تبارك وتعالى. جلس عليه الصلاة والسلام الى جنب عمه ابي طالب الذي كان في النزع وكان صلى الله عليه وسلم يقول له يا عم يا عم قل لا اله الا الله كلمة لك بها عند الله. يا عم قل لا اله الا الله. كلمة احاج لك بها عند الله. وكان الى جنبه ايضا ابو جهل وبعض الكفار او كبار المشركين فكانوا يقولون له لا بل على ملة عبد المطلب لا بل على ملة عبد المطلب. والنبي صلى الله عليه وسلم يعيد عليه. يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله وهم يقولون له لا بل على ملة عبد المطلب وخرجت روحه من جسده وهو يقول هو على ملة عبد المطلب. والنبي صلى الله عليه وسلم الى جنبه حريص على هدايته وينزل عليه حين اذ قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله من يشاء الهداية بيد الله الهداية بيد الله والمسلمون كلهم يكررون في في كل يوم وليلة مرات كثيرة اهدنا الصراط المستقيم يطلبون الهداية ممن من الله لان الهداية بيده ليست بيد غيره. الهداية ليست بيد ملك ولا بيد نبي ولا بيد ولي ولا بيد اي احد كائنا من كان الهداية بيد الله جل وعلا يهدي من يشاء ويظل من يشاء وكان عليه الصلاة والسلام اذا خطب الناس قال ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه. ما معنى نستهديه نطلب منه وحده الهداية. ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وجاء في حديث ابي ذر الطويل الحديث القدسي ان الله تعالى يقول يا عبادي استهدوني اهدكم اي اطلبوا مني الهداية اسلك او اوفقكم الى سلوكها وكان نبينا عليه الصلاة والسلام يكثر في دعواته المنيفة صلوات الله وسلامه عليه سؤال الله الهداية كقوله اللهم اهدني وسددني وقوله اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفة والغنى وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم اهدنا فيمن هديت في دعاء القنوت وثبت في الصحيحين انه صلوات الله وسلامه عليه يقول في دعائه اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت اعوذ بعزتك او اعوذ بقدرتك لا اله الا انت ان تضلني اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تظلني فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون وتقول ام سلمة رضي الله عنها كما في المسند وغيره كان اكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك. قالت فقلت له يا رسول الله او ان القلوب لتتقلب او ان القلوب لتتقلب قال ما من قلب الا وهو بين اصبعين من اصابع الرحمن. فان شاء اقام وان شاء ازاغه فان شاء اقامه وان شاء ازاغه. فالامر بيد الله وكثيرا ما كان يدعو صلوات الله وسلامه عليه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك والله تبارك وتعالى يقول يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء اذا قولك اهدنا الصراط المستقيم. هذا فيه ايمان بالقدر وان الامور بقدرة الله وهداية من اهتدى وضلال من ضل كل ذلك بقدرة الله تبارك وتعالى يهدي من يشاء ويظل من يشاء الامر امره والخلق خلقه عز وجل وايضا قولك انعمت عليهم ايمان منك بان النعمة نعمة الله سواء نعمة الصحة او نعمة المال او نعمة الهداية للطاعة والايمان كل ذلك بقدرة الله في السورة تشتمل على الايمان بالقدر من وجوه كثيرة وتدل على الايمان بالقدر من وجوه كثيرة هو المسلم الذي يردد هذه السورة ويستشعر معانيها ويؤمن بدلالاتها من جملة ما يؤمن به من دلالات هذه السورة ايمان انهوا بالقدر وان الامور كلها بقدرة الله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وينبغي ان ان يعلم كل مسلم اهمية الايمان بالقدر وعظيم مكانته وكبير عوائده على العبد في دينه ودنياه فهو يعطي القلب قوة وثيقة بالله وحسن صلة به واقبالا على طاعته وقوة في الافتقار اليه والالتزاء اليه وسؤاله وحده والتوكل عليه وحده جل وعلا والالتجاء اليه. وطلب العون منه. والاكثار من سؤاله الهداية والتوفيق والسداد وقوة رجاء القلب وقوة توكل القلب وايضا قوة العبادة والطاعة قوة الصبر في المصائب لان من يؤمن بالقدر يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه يعلم انه ما اصاب من مصيبة الا باذن الله كما قال الله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه فالايمان بالقدر من اسباب هداية القلوب الى كل خير والى كل فلاح والى كل رفعة في الدنيا والاخرة. المؤمن عندما تصيبه المصيبة يعلم انها من عند الله فيرضى ويسلم يعلم ان الامور كلها بيد الله فيرضى ويسلم فهو في سرائه شاكر لله. لان ما حصل له من امر سار هو بفظل الله وبقدرة الله وفي ضراءه صابر لان ما اصابه بقدرة الله وباذن الله ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام متعجبا عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وذلك لا يكون والا للمؤمن. المؤمن يفزع الى الله. والى الايمان بالله تبارك وتعالى في كل احواله في سراء اي هو ضراءه في شدته ورخائه في عسره ويسره. في غناه وفقره. في صحته ومرضه في كل كل احواله ملتجئ الى الله اذا كان المؤمن صحيحا معافى يحمد الله واذا كان مريضا يصبر ويسأل الله اذا كان المؤمن غنيا يحمد الله. اذا كان فقيرا يلتجئ الى الله. اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك يلجأ الى الله في كل احواله هو ملتجئ الى الله لانه مؤمن بان الامور كلها بقدر الله ولهذا الايمان بالقدر له اثر مبارك وثمار عظيمة لا حصر لها ولا عد في صلاح العبد في دينه ودنياه بينما اذا عطل الايمان بالقدر فسد عليه كل شيء اذا لم يؤمن بالقدر فسد عليه كل شيء فسد عليه كل شيء وحرم من كل خير وباء بكل خيبة وكل حسرة وكل ندامة في الدنيا والاخرة. وهذا مما وهذا مما يبين لنا ان الايمان بالقدر اساس لا يقوم لا تقوم شجرة الايمان الا عليه. لا تثمر ولا تزهر ولا يؤتينا ولا تثمر الا بوجود هذا الاصل المبارك. وكلما قوي ايمان العبد بالقدر قوي الخير فيه وزاد وتنام وكثر وهذا كله مما يبين لنا اهمية الايمان بالقدر وحاجة العبد الشديدة الى الايمان بهذا الاصل العظيم ثمان الايمان بالقدر هذا الاصل عظيم. الكلام فيه والحديث عنه والبحث في مسائله. ينبغي ان نعلم ان الكلام في موضوعات القدر على طريقتين. والذي انتبه لهذا الكلام جيدا الكلام في موضوعات القدر على طريقتين طريقة محرمة باطلة لا تجوز ولا ولا يصل الانسان من خلالها الا الى ظياع دينه. والحرمان من الخير وطريقة صحيحة وهنا ينبغي على المسلم الناصح لنفسه ان يعرف الطريقتين ليحذر من الاولى وليكون من اهل الثانية الطريقة الاولى في الكلام في مسائل القدر وهي طريقة محرمة باطلة ان يكون خوض الانسان في مسائل القدر بعقله المجرد وبذكره القاصر وبترك كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. يضع القرآن والسنة جانبا ثم يخوض عقله وبفكره وبرأيه المجرد في مسائل القدر ودقائق احكامه فهذا باطل باطل وظلال ولا يفظي بصاحبه الا الردى ذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين. لا يصل به الى الا الى الردى ايضا ان يخوض والعياذ بالله في مسائل القدر على وجه الاعتراظ على الله عياذا بالله على وجه الاعتراظ على الله تبارك وتعالى والانتقاد لافعاله والاعتراظ على قدره وعلى احكامه. كان يقول قائل والعياذ بالله لماذا فعل الله كذا ولماذا لم يفعل لم يفعل كذا ولماذا قظى الله بكذا؟ ولماذا لم يقظي بكذا؟ يعترض وينتقد؟ من انت حتى تتكلم معترظا او منتقدا على رب العالمين وخالق الخلق اجمعين. ولهذا نهى الله عباده عن هذا. قال لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. لا يسأل عما يفعل لانه ملكه. الخلق هذا كله والكون اجمع ملك الله تبارك وتعالى. لا يسأل عما يفعل فلا يقال في افعاله لم؟ لما لما فعل الله ولم لم يفعل الله؟ ولم لم يقدر الله يعترظ؟ على وجه الاعتراظ على الله تبارك تعال هذا من ابطل الباطل واظل الظلال. ولهذا قال بعظ بعظ العلما قال كلمة عجيبة وجميلة جدا في هذا الباب. قال لا لا تقل لم امر الله؟ لا تقل لم امر الله؟ ولكن قل بما امر الله. لا تقل لم امر الله ولكن قل بما امر الله. السؤال الاول لما امر الله؟ هذا اعتراض اعتراض على الله والله لا يسأل عما يفعل لكن سؤالك بما امر الله بماذا امرني؟ هذا السؤال ماذا؟ بحث عن دينك بحث عن ما يعنيك باي شيء امرني الله جل وعلا فانت مطالب ان تبحث عما امرك الله تبارك وتعالى به حتى تفعله. اما الاسئلة الاعتراظية والانتقاد والاعتراظ على قدر الله تبارك وتعالى فهذا كله من الباطل والضلال والله نهى عن ذلك كله بقوله لا يسأل عما يفعل لا يسأل عما يفعل وهم وهم يسألون تحت قوله تعالى وهم يسألون يأتي بما امر الله. لانه لا بد ان تتعلم بما امرك الله لتفعله لان الله سيسألك عنه يوم القيامة فالله جل وعلا يسألك عن افعالك وعن اعمالك وعما قدمت في هذه الحياة فلهذا هذا الذي ينبغي ان تسأل عنه وتبحث عنه تعرف الاوامر وتعرف النواهي وتعرف دين الله عز وجل لتسلك هذا الطريق وتسير على هذه الجادة. ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في حديث ثابت قال اذا ذكر القدر فامسكوا واذا ذكر اصحابي فامسكوا واذا ذكرت النجوم فامسكوا. هذي ثلاثة اشياء امرنا عليه الصلاة والسلام ان نمسك عند ذكرها والمراد بالامساك عند ذكر القدر والمراد بالامساك عند ذكر القدر هو بالامساك عن الخوظ فيه بالباطل وبالطريقة المحرمة التي اشرت اليها انفا. لان القدر كما يقول السلف سر الله جل وعلا ومن حاول بعقله القاصر وفكره الظعيف ان يكشف هذا السر لا يصل الا الى الظياع والا ولا يصل الا الى الظلال لا يصل الا الى الظلال فاذا خاض الناس في القدر بهذه الطريقة الباطلة فالواجب ماذا؟ الامساك لكن ان تخوض في القدر على ضوء الايات والاحاديث. قال الله تعالى قال رسوله صلى الله عليه وسلم هذا لا يمسك بل مأمور بالعناية به فالكلام في القدر على ضوء الايات هذا مطلوب. وليس داخلا في قوله اذا ذكر القدر فامسكوا. مثله تماما قوله صلى الله الله عليه وسلم اذا ذكر اصحابي فامسكوا. ما مراده عليه الصلاة والسلام بقوله اذا ذكر اصحابه هل المراد بالذكر الجميل؟ اذا ذكر الصحابة بالذكر الجميل نمسك او نتكلم ماذا؟ نتكلم اهل العلم ما في مصنف من مصنفات الحديث ومصنفات الفظائل الا ويعقد فيه باب فظائل الصحابة. او باب مناقب الصحابة. فاذا كان الحديث عن الصحابة ذكر فظائل وذكر مناقب وذكر محاسن هذا ندخل ونتكلم ولا ولا ولم نؤمر بالامساك عن ذلك لكن اذا خاض الناس في الصحابة والعياذ بالله طعنا وسبا وشتما ووقيعة فيهم وبلوغا في اعراضهم هذا الذي يجب على الانسان ان يكف لسانه عنه. وان يصون نفسه منه. لان هذا ليس من دأب المؤمنين وانما هو من حال الزائغين والعياذ بالله قال الله تبارك وتعالى والذين جاءوا من بعدهم اي من بعد الصحابة يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. ايظا الحديث في النجوم يكون على وجه باطل يجب الامساك عنه. وعلى وجه صحيح على الوجه الصحيح يقول قتادة خلقت النجوم لثلاث. زينة للسماء ورجوما للشياطين وليهتدى بها. قال قال تعالى وبالنجم وهم يهتدون اذا كنت في طريق وانت مما ممن يعرف مواقع النجوم تستطيع ان تقول القبلة من هنا او الطريق من هنا. وبالنجم هم يهتدون هذا في وقت مضى. اما نحن الان ما نهتدي للطرق الا بماذا باللوحات الارشادية نمشي مع اللوحة يمين وشمال اما قديما في الطريق اذا كان في الليل ينظر الى النجوم ويعرف ويقول القبلة من هنا او الطريق من هنا وفي النهار عن طريق الشمس الشرق والغرب والشمال والجنوب وبالنجم هم يهتدون. خلقت النجوم لثلاث خلقت النجوم لثلاث اما اذا كان خوف في النجوم بما يسمى علم التأثير والاعتقاد في النجوم والتعلق بالنجوم ونسبة الحوادث الى النجوم فهذا مما لا يخوض فيه الانسان مما لا يخوض فيه الانسان فالشاهد ان الخوظ والكلام في القدر على نوعين نوع محرم لا يجوز وهو الخوظ في القدر بالخصومة وبالجدل بالعقل المجرد وبالاعتراظ والانتقاد على الله سبحانه وتعالى في اقداره فهذا كله محرم وباطل ولا يجوز للمسلم ولا يحل له ان يخوض في قليل هذا الامر ولا كثيره. لانه باطل ولا بصاحبه الا الا الى الضلال. اما النوع الثاني من البحث والكلام في القدر وهو النوع الصحيح الذي ينبغي على كل مسلم ان يسلكه ان يكون تكلم الانسان في مسائل القدر على ضوء ماذا على ضوء الدليل قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم واذا كان الانسان في كلامه في القدر على هذه الطريقة وعلى هذه الجادة فهو يصل باذن الله الى كل قول سديد والى كل فعل الرشيد واذا تكلمنا في القدر على ضوء الايات وعلى ضوء الاحاديث نجد معاشر الاخوة الكرام ان النصوص نصوص الكتاب والسنة التي دلت على ان القدر اصل من اصول الايمان العظام واساس من اسسه الجسام نجد ان النصوص قد دلت ان العبد لا يكون مؤمنا بالقدر حتى يكون مؤمنا بمراتب القدر الاربعة التي دل عليها كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا يكون العبد مؤمنا بالقدر الا اذا امن بمراتبه الاربعة التي دل عليها القرآن الكريم ودلت عليها سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهي بشيء من التوظيح والاختصار. اولا الايمان بعلم الله سبحانه وتعالى. المحيط الشامل علمه بما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون. ان تعلم ان رب العالمين احاط بكل شيء العلم واحصى كل شيء عددا. وانه يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور يعلم كل شيء الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارظ وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير. يعلم ما يلجأ في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور. علم الله تبارك وتعالى محيط بكل شيء. هو الذي خلق السماوات ارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يجري في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. ويقول تبارك وتعالى الم تعلم الم تر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اي بعلمه الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم علمه سبحانه وتعالى محيط بكل شيء يعلم ما كان ويعلم ما سيكون ويعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون؟ مثل ما قال الله عن الكفار الذين يدخلون النار يوم القيامة قال جل وعلا ولو ردوا يعني للحياة الدنيا لعادوا الى ما نهوا عنه. لو ردهم الله الى الحياة الدنيا لعادوا. هذا لا يكون. لكن الرب العظيم سبحانه وتعالى علم هذا الامر لو كان كيف يكون؟ فعلم ربنا جل وعز محيط بكل شيء. محيط علما بكل شيء لا يخفى عليه خافية في ارضي ولا في السماء احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا الا يعلم من خلق الا يعلم من خلق؟ يقول تبارك وتعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما. فالله تبارك وتعالى محيط علما بكل شيء اذا من ايمانك بالقدر ان تؤمن بان علم الله تبارك وتعالى محيط بكل شيء احاط علما بكل شيء سبحانه وتعالى. هذا الاصل الاول الاصل الثاني ان تؤمن بان الله عز وجل كتب مقادير الخلائق وجميع ما هو كائن في اللوح المحفوظ في اللوح المحفوظ وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطع كل شيء مكتوب ولهذا قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف وثبت في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تبارك وتعالى اول ما خلق القلم قال له اكتب قال وما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. فمن ايمانك بالقدر ايمانك بكتابة الاعمال. وان كل شيء مكتوب كتبه الله تبارك وتعالى في اللوح المحفوظ. ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. فتؤمن بالكتابة. اذا الاصل الاول الايمان بالعلم الشامل المحيط والاصل الثاني الايمان بالكتابة وان الله تبارك وتعالى كتب كل شيء في اللوح المحفوظ الاصل الثالث من اصول الايمان بالقدر ان تؤمن بمشيئة الله تبارك وتعالى النافذة وقدرته الشاملة وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. قال الله تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الا ان يشاء الله رب العالمين. من ايمانك بانه رب العالمين ايمانك بان الامور كلها بمشيئته سبحانه وتعالى. فاذا من الايمان بالقدر الايمان بان كل شيء بمشيئة الله. هل يمكن ان تصلي بدون ان يشاء الله هل يمكن ان ان تصوم بدون ان يشاء الله؟ هل يمكن ان تذهب الى مكة وتحج بدون ان يشاء الله؟ لا يمكن. اعرابي مرة قيل له باي شيء عرفت ربك باي شيء عرفت ربك؟ قال بنقض العزائم وحل الهمم. بنقض العزائم وحل الهمم. فالامور كلها بمشيئة الله لا يمكن ان يكون في هذا الكون من حركة ولا سكون ولا حياة ولا موت ولا خفظ ولا رفع ولا هداية ولا ظلال الا بماذا؟ الا بمشيئة الله. وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فاذا الاصل الثالث من اصول الايمان بالقدر ان تؤمن بالمشيئة. مشيئة الله تبارك وتعالى وان ما شاء الله كان وما لم لم يكن ومن اقوال المسلمين الجميلة ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. الاصل الرابع من من اصول الايمان بالقدر ان تؤمن بان الله خالق كل شيء ان الله خالق كل شيء كما قال الله تعالى الله خالق كل شيء وكما قال الله تبارك وتعالى والله خلقكم وما تعملون وكما قال في سورة الفاتحة الحمد لله رب العالمين. والعالم هو من سوى الله. فكل من سوى الله مخلوق لله كل من سوى الله مخلوق لله. الكل خلق الله. كل ما سوى الله خلقه الله واوجده تبارك وتعالى. الله خالق كل شيء. اذا لا يكون العبد مؤمنا بالقدر حتى يكون مؤمنا بهذه المراتب الاربعة. جمعها احد اهل العلم في بيت واحد قال علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين. هذي اربع مراتب تبل القدر اربعة اركان للايمان بالقدر لا يكون العبد مؤمنا بالقدر الا بالايمان بها. واعطيكم مثالا للتوظيح هذا الاجتماع الطيب والجلسة المباركة في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام. صبيحة هذا اليوم هذه الجلسة علمها الله تبارك وتعالى في الازل جل وعلا علمها سبحانه وتعالى في الازل وكتب ذلك في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. وشاء الله تبارك وتعالى اه وجود هذا الامر واوجده سبحانه وتعالى لك ما شاء. الامر امره. والخلق خلقه. والتدبير تدبيره. والحمد لله رب العالمين. الحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين. فاذا الامر كله بيد الله. يقول ابن عباس رضي الله عنهما ان كل شيء بقدر حتى وضعك ليدك على كفك هكذا بقدر. حتى وظعك يدك على كفك على هكذا بقدر كل شيء بقدر لان الكون والخلق خلق الرب سبحانه وتعالى وهو جل وعلا الموجد لهذا الكون والخالق لهذا الكون وهو رب العالمين جل وعلا فاذا الايمان بالقدر لا يكون الا بالايمان بهذه المراتب. يقول صلى الله عليه وسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس حتى العجز والكيس كل شيء بقدر. رواه مسلم في صحيحه فالامور كلها بتقدير الله تبارك وتعالى. الامور كلها بتقدير الله جل وعلا. وهذا الايمان منك بالقدر هو اصل من اصول الايمان العظام واساس من اسسه المتينة التي لا ايمان بالله تبارك وتعالى الا بالايمان بها كما تقدم من قول ابن عباس رضي الله عنهما الايمان بالقدر نظام التوحيد. الايمان بالقدر نظام التوحيد فمن امن بالله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيدا. فلا يكون العبد مؤمنا بالقدر الا اذا امن لا يكون العبد مؤمنا بالله الا اذا امن بالقدر. نأتي هنا معاشر الاخوة المؤمنين الى مسألة مهمة وكبيرة جدا في في هذا الباب اوظحها ان شاء الله ببيان يكون واظحا للجميع ونافعا للجميع. اذا امنت بان الامور بقدر الله وان كل شيء بمشيئة الله وان كل ما هو كائن في هذا الكون لا يكون الا بقدرة الله من هداية وايمان كفر وصلاح وكفر وغير ذلك لا يكون في هذا الكون الا ما هو بمشيئة الله تبارك وتعالى. هذا الايمان قد يولد في ذهنك سؤالا. يقولون يطرح نفسه هذا السؤال. يولد في ذهنك سؤالا وهذا السؤال يطرح نفسه كما يقال. ما هو؟ اذا كانت الامور بقدر. اذا لماذا نعمل اذا لماذا نعمل فيما العمل؟ لماذا لا نتكل على القدر؟ ونعتمد عليه. طالما ان كتب في اللوح المحفوظ كل شيء ما هو كائن اذا نتكل على القدر ما في حاجة نصلي ولا نصوم ولا نتصدق ولا نحج ولا نقوم باي عمل طالما ان الامور مكتوبة هذا قال يقال عنه يطرح نفسه في هذا الموضع. يطرح نفسه والصحابة رضي الله عنهم طرحوا هذا السؤال على النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من مرة. في اكثر من مجال واجاب عليه الصلاة والسلام على هذا على هذا السؤال بجواب مختصر لكنه شفاء. ونور وضياء وهداية للمؤمن. بل انني اقول لا ممكن ان تجد جوابا شافيا لهذا السؤال وكافيا له وكافيا فيه الا بجواب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ورد فيه احاديث منها الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال كنا مرة في جنازة في بقيع الغرقد بقيع الغرقد قال كنا في جنازة اتى النبي فاتانا النبي صلى الله عليه وسلم وكان بيده مخصر عود يحمله كان في يده يقول يقول كان بيده مخصرة فجلس ونكس رأسه يعني انزل رأسه الى جهة الارظ قليلا واخذ ينكت التراب الصلاة التي بيده وكان معهم ماذا؟ جنازة يهيأ لها حفرة لتوضع وتدفن. وينتظرون الجنازة لتدفن فجلس عليه الصلاة والسلام يقول علي وجلسنا حوله. وجلسنا حوله وكان ينكت التراب بالمخصرة التي بيده وقال عليه الصلاة والسلام ما من نفس منفوسة الا وكتب مقعدها من الجنة ومقعدها من النار ما من نفس منفوسة الا وكتب مقعدها من الجنة ومقعدها من النار والا كتب ايضا اهي شقية ام سعيدة ايه ده! كتب في اللوح المحفوظ. قال الصحابة رضي الله عنهم يا رسول الله الا على القدر وندع العمل هذا السؤال الصحابة طرحوه قالوا الا نتكل على القدر؟ وندع العمل وفي حديث اخر في مثل هذه المناسبة قال بعض الصحابة ففيما العمل؟ يا رسول الله؟ ما دام ان الامور مكتوبة ومقدرة اذا ففيم العمل لم نعمل؟ اجاب عليه الصلاة والسلام بجواب هو شفاء للقلوب المؤمنة. ونور وظياء ولا يمكن ان تجد جوابا على هذا السؤال شافيا الا جواب النبي عليه الصلاة والسلام. والناس اجابوا عن هذا السؤال باجوبة بعظها ظلال وكفر والعياذ بالله وانحراف عن دين الله. فلا يمكن ان تجد جوابا اه اه شافيا الا جواب النبي عليه الصلاة والسلام. فعليك ايها المؤمن ان تسمع جواب نبيك صلى الله عليه وسلم كما سمعه الصحابة ان تعيه وتفهمه كما فهمه الصحابة وان تحسن التنبه له كما تنبه له الصحابة وان تقوم بتطبيقه كما كما قام بتطبيقه الصحابة لتفوز بسعادة الدنيا والاخرة. فباي شيء اجاب؟ عليه الصلاة والسلام. لما قالوا الا نتكل على القدر وندع وندع العمل قال صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له اعملوا فكل ميسر لما خلق له. فمن كان من اهل السعادة يسره الله لعمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة يسره الله لعمل اهل الشقاوة. ثم تلا قول الله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى هذا هو الجواب السديد والقول الرشيد في هذه المسألة التي تطرح نفسها في هذا الباب. قال اعملوا على اعملوا فكل ميسر لما خلق له. والجواب على هذا السؤال تضمن اصلين مهمين في الباب. جواب النبي عليه الصلاة والسلام على هذا السؤال تضمن اصلين مهمين في هذا الباب لا سعادة للناس الا بتحقيقهما. الاصل الاول في اعملوا في قوله اعملوا. والامر بالعمل لا يكون الا لمن له مشيئة اذا قوله عليه الصلاة والسلام اعملوا هذا يدل على ان العبد له مشيئة او ليس له مشيئة؟ له مشيئة يدل على انه له مشيئة اما الذي ليس ليس له مشيئة لا يقال له اعمل ولا يقال له اقم الصلاة ولا يقال له ات الزكاة ولا ولا يقال له بر بوالديك ولا يقول دع كذا ولا تفعل كذا واترك كذا. الاوامر والنواهي دليل على وجود ماذا؟ المسيئة. الاوامر والنواهي كلها دليل قيل على ان العبد عنده مشيئة عنده مشيئة. فاذا الاصل الاول ان تؤمن بان عندك مشيئة وهذه المشيئة التي في عندك خلقها الله جل وعلا فيك واوجدها وان تعلم ان الله هداك النجدين دلك الطريقين طريق الخير وطريق الشر وبعث لك الرسل وانزل الكتب وابان السبيل وعرفت الجادة وانت تعرف الطريق الذي يفضي الى الخير والطريق الذي يفضي الى الشر ولهذا تجد المسلم يتجه الى المسجد يتجه الى الحج يتجه الى الصيام يبتعد عن المحرمات ينتهي عن نواهي كل ذلك يفعله بماذا؟ بمشيئته. ولهذا كان من امر الله سبحانه وتعالى ان من اكره على شيء وقصر عليه لا يحاسبه الله الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. فاذا العبد له مو مشيئة والدليل على ان العبد له مشيئة قول النبي عليه الصلاة والسلام اعملوا وجميع الاوامر والنواهي التي في القرآن تدل على ان ان العبد له مشيئة. اذا الاصل الاول هو الايمان بان العبد له مشيئة. وعلى ضوء هذه المشيئة لا بد ان تبذل اسباب وان تجاهد نفسك على فعل الصالحات وان تذهب الى المسجد وتذهب الى مكان الطاعة وان تجاهد نفسك لا فعل العبادة وان تكف نفسك وتمنعها عن الحرام لانك انسان له مشيئة. وله ارادة ولست مجبورا على فعل نفسك ولست ورقة ولست ورقة في مهب الريح وليست حركتك كحركة المرتعش بل ان بل ان افعالك كلها واقعة منك بمشيئتك اذا هذا اصل اعملوا. الاصل الثاني في قوله صلى الله عليه وسلم فكل ميسر لما خلق له اي ان الامور كلها بقدر الله. وبمشيئة الله ولا يمكن ان يقع في كون الله شيء الا بمشيئته. لا هداية ولا كفر ولا هداية ولا ظلال ولا ايمان ولا كفر ولا صلاح ولا فساد لا يمكن ان يقع في هذا الكون شيء الا بمشيئة الله وتعالى. اذا تعتمد على الله. وتتوكل على الله. وتفوظ امورك كلها الى الله سبحانه وتعالى وتلتجئ اليه فلاحظ هنا ايمانك بالقدر لابد فيه من امرين. لا بد فيه من امرين من فعل السبب من فعل السبب لانك انسان له مشيئة وله ارادة فلابد من فعل السبب. وفي الوقت نفسه لا تعتمد على السبب الذي تفعله وانما اعتمد على من على الله والجأ الى الله وتوكل على الله وفوض امورك الى الله تبارك وتعالى. فهذا هو الايمان بالقدر. جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ناقة وطرح على النبي سؤالا قال يا رسول الله اعقلها واتوكل او اطلقها واتوكل ناقتي اربطها بشيء حتى لا تذهب. وهذا فعل للسبب. او اتركها طليقة بدون رباط معتمدا على الله متوكلا على الله فماذا قال له عليه الصلاة والسلام؟ قال اعقلها وتوكل يعني افعل السبب افعل السبب. وقال عليه الصلاة والسلام المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن. ولا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل وفي لفظ قل قدر الله وما شاء فعل. فالامور كلها بقدره. لكن ايظا العبد يفعل السبب ولا يعتمد على السبب وانما يعتمد على الرب العظيم والخالق الجليل سبحانه. ولهذا ايضا جاء في الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اه لو توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا. قوله تغدو خماصا هذا ما هو؟ هذا فعل السبب. هذا فعل السبب فلا يبقى الانسان في بيته جالسا معطلا فعل الاسباب ثم يقول لو كتب الله لي اه العمل الصالح او كتب الله لي الرزق يأتيني في مكاني ويجلس في مكانه لا يعمل. هذا لا يحصل خيرا لابد من فعل الاسباب ولهذا قال العلماء لو ان انسانا عنده ارظ خصبة صالحة للزراعة وقال انا لن اضع فيها بذورا ولن اضع فيها فسائل ولن اعتني بسقيها ورشها ولن اعتني بموالاتها والعناية بها وان شاء الله ان تكون حديقة فيها ثمار وفيها ازهار وفيها زروع وفيها نبات يكون اما انا لن افعل شيئا هذا لا يحصل ثمرا ومثله ايظا لو ان انسان قال لو سأل الله عز وجل ان يكون لاولاد صالحين بررة طيبين يكون اما انا الى ان اموت لن اتزوج قيل ان اموت لن اتزوج وان كتب الله لي اولادي يكون لاولاد هذا يموت ولا يكون له اولاد لان عطل السبب ومثله ايظا لو ان قائلا قال لو كتب الله ان اكون من كبار العلماء ومن كبار الفقهاء اكون فقيها لكن لن اذهب يوما اطلب العلم ولا اجلس يوما عند عالم ولن اقرأ يوما كتابا. لن افعل شيئا من هذه الامور. وان كتب الله تبارك وان كتب الله تبارك وتعالى لي وان كتب الله تبارك وتعالى لي ان اكون اه من العلماء وان اكون من الفقهاء فان ذلك سيكون لي. هذا ليكونوا يوما من الايام عالما هل يكون يوما من الايام فقيها؟ تابعوا معي هل يكون عالما؟ هل يكون فقيها؟ حاش وكلا. ولهذا قال من قال تمنيت ان تمسي فقيها مناظرا بغير عناء والجنون فنون وليس اكتساب المال دون مشقة تلقيتها فالعلم كيف يكون العلم لابد فيه من بذل السبب ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم لابد من بذل الاسباب لابد من بذل الاسباب ولهذا ينبغي ان نعي بهذا المقام العظيم وان ندرك ان ان من الايمان بالقدر ان من الايمان بالقدر ان تبذل السبب ان تبذل السبب وان تقوم وان تباشر العمل وان تجاهد نفسك على العمل فاذا كنت كذلك يسر الله لك ماذا اليسرى لاحظ الاية التي تلاها رسولنا عليه الصلاة والسلام في هذا المقام قال فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى هذا كله بذل للاسباب. كله بذل للاسباب فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى ولاحظ ايضا قول الله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين احسن يحسن الله اليك اجتهد اقبل على الله اسأل الله بصدق اقبل على الله يفتح لك الله عز وجل ابواب رحمته وخزائن فظله وعظيم جوده. والله جل وعلا قال في القرآن واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. اذا من الايمان بالقدر بذل الاسباب اصلان مهمان فيهما جواب المسألة المتقدمة وقد جمع الله بينهما في قوله تبارك وتعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وجمع بينهما في قوله فاعبده توكل عليه وجمع بينهما في قوله تبارك وتعالى في سورة الفاتحة اياك نعبد واياك نستعين. اياك نعبد هذا اذل السبب واياك نستعين هذا ما هو الاعتماد على الله تبارك وتعالى الاعتماد والتوكل على الله تبارك وتعالى. اذا هذا لا يكون الايمان وبالقدر الا به ان تكون بادي للاسباب ان تكون مصليا مطيعا محافظا على طاعة الله مجدا مجتهدا سائلا الله مفوضا امورك الى الله ملتجئا الى الله تبارك وتعالى وحده. الصحابة الكرام رضي الله عنهم لما سمعوا هذه المقالة اي شيء منهم كان اي شيء كان من الصحابة لما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له. الذي كان منهم امران جد واجتهاد في العمل صلاة صيام حج صدقة بر احسان وايضا في الوقت نفسه ماذا؟ توكل على الله والتجاء اليه سبحانه وتعالى وتفويض اليه في جمع العبد بين هذين الامرين بذل السبب والتوكل على من بيده ازمة الامور سبحانه وتعالى واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين