المراد بالوزيرين ابي بكر وعمر رضي الله عنهما والوزير في اللغة المعاونة والمناصر والمستشار المؤتمن ومعنى قدما اي منذ القدم من اول الدعوة وهما يناصرانه ويعاونانه ويؤازرانه صلوات الله وسلامه عليه فقل يا صاحب السنة ان خير الناس اي خير آآ امة محمد الصلاة والسلام والغراه قدما اي وذراع من القدم ابا بكر وعمر. وقد جاء في حديث في سنده كلام انه ما من نبي بعثه الله الا فهو الايراني من اهل السماء ووزيران من اهل الارض وان وزيري من اهل السماء جبريل وميكائيل وزيري من اهل الارض ابو بكر وعمر لكن الحديث في سنده كلام لكن معنى المعنى حق. فابو بكر وعمر وزير النبي صلى الله عليه وسلم وهما افضل الصحابة على الاطلاق قصة الصحابة من هو؟ افضل منهما فهما افضل الصحابة على الاطلاق وقد دلت نصوص كثيرة جدا على تفضيلهما على غيرهما من الصحابة مثل ما ثبت فيه صحيح عن اه ابن عمر قال كنا نفضل ونخير بين الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنقول خير اصحاب محمد صلى الله وسلم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان وكان ذلك يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره وجاء في صحيح البخاري عن محمد ابن الحنفية انه قال سألت ابي يعني علي بن ابي طالب من خير اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال ابو بكر قلت ثم من؟ قال عمر قال وخشيت ان ان اقول ثم من؟ ويقول عثمان فقلت له ثم انت غير طريقة السؤال قال ثم انت؟ قال ما انا الا واحد من المسلمين ما انا الا واحد من المسلمين بل جاء عنه كما في السنة لابن ابي عاصم انه قال لا يبلغني عن احد. يفضلني على ابي بكر وعمر الا جلسته حد المفتري. لان هذا افتراء افتراء ان ان افضل على على ابي بكر وعمر. وهما افضل مني وخير مني. هذا قوله قول علي رضي الله عنه ولهذا اقبل اصحاب محمد عليه الصلاة والسلام ابو بكر وعمر وزراع ادنى هو افضل الصحابة وليس آآ وليس ابو بكر وعمر اقبل امة محمد عليه الصلاة والسلام فقط بل انهم افضل اتباع الانبياء كلهم ولهذا نقول انا ان ابا بكر وعمر هم افضل الناس بعد الانبياء. عموما هم اخبر الناس بعد الانبياء في كل في كل الامم وهم اكبر اهل الجنة بعد النبيين. فاقبل يعني اهل الجنة بعد الانبياء ابو بكر ثم عمر هذا ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث غير واحد من الصحابة منهم علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام ابو بكر وعمر سيدا كهول اهل الجنة من الاولين والاخرين الا النبيين ابو بكر وعمر سيد اهل الجنة من الاولين والاخرين الا النبيين او عدا النبيين هذه مكانة هذين الصحابيين الجليلين رضي الله عنهما وارضاهما. وهذه منزلتهما فما افظل الناس بعد الانبياء وهذي عقيدة اهل السنة والجماعة في هذين الصحابيين الجليلين نعتقد انهما افضل الناس بعد الانبياء ونحفظ لهما منزلتهما ونعرف لهما قدرهما رضي الله عنهما وارضاهما وقل ان خير الناس بعد محمد وزراه قدما ثم اسمع يعني بعد الذكر وعمر في الفضل اسمع رظي الله عنه عثمان ابن عفان الارجح يشير الى انه في اختلاف وقع بين اهل السنة ايهما افضل عثمان ولا علي مع الاتفاق على ان اقبل بكر وعمر لكن وقع خلاف ايهما افضل عثمان او عليم والجماهير جماهير اهل العلم على ان عثمان اخبر على ان عثمان احسن والقول الثاني ان علي افضل والقول الثالث وهي ثلاث اقوال قول من توقف بينها اثنان وعشرون ثم كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية استقرت كلمة اهل السنة والجماعة بعد ذلك على ان هؤلاء الاربعة ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة وهذا الذي ايضا قرره ابن ابي داوود في هذا النظم قدم عثمان قال ان تقديمه هو الارجح ثم عثمان الارجح ومعنى يعني الارجح هي الراجح في هذه المسألة ايهما افضل وهو الذي استقرت عليه كلمة اهل السنة والجماعة ان ترتيب الصحابة او ترتيب هؤلاء الاربعة في الفضل كترتيبهم الخلافة ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي قال ورابعهم يعني رابع هؤلاء ان لا اله الا الصحابة المفضلين علي ورابعهم خير البرية بعدهم علي حليف الخير بالخير منجح. ورابعهم خير البرية بعدهم. يعني خير الناس بعد ابي بكر وعمر ولاحظ يعني كلام مو مقيد خير البرية خير البرية بعد من؟ يعني في قبل هؤلاء من هم من هو خير منهم الانبياء ثم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان فخير البرية بعد يعني هؤلاء عم رضي الله عنه علي ورابعهم خير البرية بعدهم. فمنزلته في الفضل بعد هؤلاء. بعد الذكر وعمر وعثمان بعدها ثم ذكر شيئا من مناقبه العطرة وخصاله العظيمة قال علي حنيف الخير بالخير منجية حديث الخير اي الذي يحاربه الخير الذي يحالفه الخير. وبالخير منجح من النجاح يعني امره الى الى نجاة والى الفوز والى بطل علي حليف الخير بالخير منجحه فذكر آآ الاربعة الخلفاء الراشدين وذكر ترتيبا في الفضل ثم قال وانهم للرهف لا ريب فيهما على نجب الفردوس بالنور تفرح. وانهم وانهم للرهب وفي نسخة وانهم والرفض والرهف هو العدد يعني من الثلاثة الى العشرة وانهم لا الرهف وفي نصه وانهم ورثتم اذا قلنا وانهم لرعا لا ريب فيهم على نجد الفردوس بالنور تفرح هذا شهادة لهم بماذا بانهم من اهل الجنة لانهم من اهل الجنة وهنا يريد ان يذكر العشرة المبشرين في الجنة الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة في مجلس واحد وشهد لهم بالجنة في مجلس واحد هو يريد ان يذكر هؤلاء انهم للرهب اي الاربعة والستة المذكورين في البيت الذي بعده او وانهم مرة انهم اي الاربعة والرهف اي المذكورين البيت الذي بعده سعيد وسعد وابن عوف وطلحة وعامر وطهر والزبير الممدح فهؤلاء الرهف العشرة مبشرون بالجنة بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم في في الجنة في مجلس واحد كما هو ذلك غير واحد من الصحابة منهم احد هؤلاء المبشرين وهو عبد الرحمن بن عوف كما في الترمذي عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ابو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة. وعلي في الجنة وطلحة في الجنة وابو عبيدة في الجنة وسعد في الجنة وسعيد في الجنة وعبد الرحمن ابن عوف في الجنة والزبير ابن العوام في الجنة كلهم في نجس واحد شهد لهم عليه الصلاة والسلام بانه في الجنة ولهذا كانوا يمشون على الارض وهم يعلمون انهم من اهل الجنة. ومع ذلك كانوا من اكمل الناس خشية وخوفا وخضوعا لله عز وجل وتذللا له جل وعلا وقياما لطاعته وخوفا منه وهم يمشون على الارض وقد شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بانه في جنة الخلد المصطفى خير صحب نص انهم في جنة الخلد نقصا زادهم شرفا هؤلاء العشرة هم طلحة وابن عوف والزبير مع مع ابي عبيدة والسعدان والخلفاء. فهؤلاء شهد لهم الله عليه الصلاة والسلام بانه في في جنة محمد قال هنا وانهم للرأي لا ريب فيهم اي لا شك في فظلهم وفي مكانتهم وعلو قدرهم وانهم في جنة الخلد لا ريب في ذلك لانه امر شهد به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على نسك الفردوس نسخ جمع نجيبة وهي الخيل ونفائس الخيل ونفائس الابل فهم على نجب الفردوس يعني على آآ النتائج الخيل ونفائس الابل في الجنة وهذا فيه ان الجنة فيها ابل وفيها خيل وقد جاءت احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم آآ تدل على ذلك على نجب الفردوس بالنور تفرح اي بالنور والضياء وبنور من عليها ايضا تسرح اي وتجيء وتروح في جنة الخلد الشاهد ان هذا فيه ذكر الشهادة والايمان بالشهادة للعشرة المبشرين بالجنة بجنة الخلد قال سعيدا سعدا وابن الاوصي وطلحة وعامر وفهر والزبير والمملكة وهؤلاء الستة بالاضافة الى الخلفاء الراشدين سعيد ابن عبيد وسعد ابن ابي وقاص وابن عوف عبد الرحمن وطلحة بن عبيد الله وعامر آآ من الشهري القرشي ولهذا قال وعامر طهر والزبير ابن العوام الممزح اي الذي له المدايا وخصال طيبة وهم كلهم يعني اهل المداعب اخوانا الطيبة والمناخذ العظيمة ومناقبهم محفوظة ومن اهل العلم اخرج مناقب هؤلاء العشرة مثل الطبري في كتابه الرياظة النظرة في العشرة هو كتاب مطبوع في مجلدين خص اه به هؤلاء الاسرى المشهود لهم في الجنة لما ذكر هؤلاء العشرة وبدأ بهم وبين مكانتهم وشأنهم ذكر عموم الصحابة عموم الصحابة والواجب نحو الصحابة عموما بعد ان ذكر مكانة هؤلاء العشرة على وجه الخصوص انتقل للكلام على اه الصحابة الواجب نحو الصحابة على وجه العموم فقال رحمه الله وقل خير قول للصحابة كلهم اي لا يكن قولك الخير في هؤلاء العشرة فقط بل قل خير قول في الصحابة ولا تكن طعام تعيب وتجرح قل خير القول يا صاحب السنة في الصحابة عموما اي واحد من الصحابة ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم وامن به ومات على الايمان قل فيه خير قوم يعني اذا تحدثت عنه اختر في الحديث عنه خير قول يليق به بمقامه ومكانته وفضله قل فيهم خيركم ويدخل في قوله خير قول الاستغفار لهم والدعاء لهم والترضي عنهم وذكر مناقبهم وفضائلهم والثناء عليهم كل هذا يدخل تحت قول الناظم قل خير قول في الصحابة كله وقل هل المراد هنا وهذا سبق ان اوضحته هل المراد هنا باللسان او انها ايضا يتناول قول القلب اه يتناول طول القلب لان ايضا لا لا تقل في قلبك اه عنهم او عليهم الا الخير وهذا فيه اشارة الى سلامة الصدر تجاه الصحابة قال الله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يعني من بعد الصحابة يقولون يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا من الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ولهذا الواجب نحو الصحابة رضي الله عنهم يتلخص في امرين امر يتعلق بالقلب وامر يتعلق باللسان اما القلب بالسلامة ان يكون سليم تجاه الصحابة ليس في ظل ولا حقد ولا ضغينة ولا نحو ذلك. واللسان بان يكون نظيفا الصحابة لا يقول في حقهم الا القول الطيب والكلام الجميل وقل خير قول فالصحابة كلهم ولا تكون طعنا ولا تسوء طعاما والمراد بقوله طعانا اي ذي طعن وليس المراد النهي فقط عن المبالغة لان مع صيغة فعال تكون للمبالغة وقد يؤتى بها آآ يعني ولا يراد بها المبالغة مثل قوله عليه الصلاة والسلام ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البنين. معنى قوله ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان اي ليس بذي طعن وليس بذي لعن وقول الناظم هنا ولا تك طعانا اي لا تك ذا طعن في الصحابة اياك وان تطعن في اي احد من الصحابة احذر ذلك. هذا معنى قوله لا تكن طعانا والطعن في الصحابة هو طريقة من نكست قلوبهم وعكست عقولهم وضلوا عن سواء السبيل لانها احق الصحابة احق الناس بعد الانبياء بان يقال فيهم خير القول هم الصحابة فالذي يعني يطعن في هؤلاء وقد بلغ الذروة في القبح والدناءة والخفة والوقاحة ولهذا لا يقع في الصحابة الا من عقولهم يعني منكوسة وقلوبهم معكوسة مثل ما عبر ابن كثير رحمه الله في تفسيره والطعن فيهم رظي الله عنهم وارضاهم هو طعن في الدين نفسه لانهم هم نقلته هم نقلتهم وما بلغنا الدين الا من طريقه ولهذا قال العلماء الطعن في الناقل طعن في المنقول الطعن في الناقل الطعن في المنقول فالذي يطعن كالصحابة هو في الحقيقة يطعن في الدين لان اذا كان نقلة الدين مطعون فيهم في عدالتهم وفي مكانتهم فماذا يكون شأن الدين الذي نقله ولهذا قال الامام ابو زرعة الرازي رحمه الله اذا رأيتم الرجل ينتقص احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم ان الزنديق لان القرآن حق والدين حق وانما ادى الينا ذلك الصحابة هم الذين نقلوا لنا ذلك فهؤلاء ارادوا ان يجرحوا شهودنا فهم بالجرح اولى فهم زنادقة الصحابة طعن في الدين نفسه لان الصحابة هم نقلة الدين ولهذا نقول ان واجبنا نحو الصحابة جزء من واجبنا نحو اكملته دينه واجبنا نحو الصحابة جزء من واجبنا نحو ديننا. لانهم هم الذين نقلوا الدين ولهذا لا تجد كتاب من كتب العقيدة الا وفيه ماذا؟ الواجب نحو الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم فالواجب نحوهم هو جزء من الواجب نحو الدين قال ولا تكن طعاما سعيد وتجرح كما هي طريقة اهل الخير واهل الضلال همهم العيب والجرح بالصحابة الاخيار ولم يقفوا عند العين بل اه لعنوه ولعنوا خياره وكفروهم ويدعوا انهم في اسفل المنازل في نار جهنم ولم يقفوا عند هذا الحد بل خصوا باللعن وزيادة الوقيعة والتلبية والشتم افظل الصحابة على الاطلاق عن ابو بكر وعمر ولهذا من طريقة الرافضة الذين هم فرسان ميدان الطعن في الصحابة نعم هذين الصحابيين في كل صباح ومساء وجعلوا لعن ابي بكر وعمر وردا لا يتركونه في جملة اذكار الصباح والمساء الضالة المنحرفة التي هم عليها يقولون في وردهم الذي يولدهم الموارد آآ يعني العقدة يقولون اللهم العن جد خير قريش وطاغوتيهما واخاكيهما وابنتيهما وهذا موجود في كتب القوم وهم عليه وهؤلاء لما يطعنون ويلعنون هذين الشيخين الجليلين الذين الذين هما افظل اهل الجنة بعد الانبياء هم في الحقيقة لا يظرون لا يظرون ابي بكر وعمر بشيء لا يضرون بالذبح ابن عمر بشيء مثل ما قال مثل ما قيل قديما لا يضر السحاب نبح الكلاب فما يضر الذكر ابن عمر شيئا لكن كما قالت عائشة رضي الله عنها ان ان هؤلاء الصحابة لما انقطع عنهم العمل ما احب الله ان ينقطع عنهم الاجر واذا اردتم ان تفهموا ذلك فانظروا الى حديث المسلم عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم اتدرون من المفلس قال مفلس من لا درهم له ولا دينار. فقال عليه الصلاة والسلام من المفلس الذي يأتي يوم القيامة وقد شتم هذا ولعن هذا وسفك دم هذا واخذ مال هذا فيؤخذ من حسناته فان فنيت حسناته اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرحت النار هذا في حق من لعن احاد المؤمنين فكيف بمن لعن الصحابة الغر الميامين اذا كان من يلعن احد المؤمنين هذا شأنه فكيف من يلعن الصحابة الغر الميامين؟ بل كيف من يلعن ابو بكر ابن عمر رضي الله عنهما ولهذا من ينفع الله يوم القيامة بلعن الشيخين ومن اعظم الناس الى من اعظم الناس افلاس يأتي مخلص ان كان له حسنات فقد اذهبها بلعنه بهذين الشيخين فلا يضر الصحابة شيء لا يضر الصحابة شيء بل هذا رفعة لدرجاتهم وعلو في منازلهم رضي الله عنهم وارضاهم قال ولا تك طعانا تعيبوا وتجرحوا ثم على طريقته رحمه الله في هذه المنظومة كل شيء مع الدليل يذكره بدليله قال فقد نفخ الوحي المبين بفضلهم وفي الفتح ال للصحابة تمدح فقد نطق الوحي اما قال الله تعالى هذا كتابنا ينطق بالحق فقد نطق الوحي اي القرآن بفضله والقرآن فيه عشرات الايات والادلة الكثيرة الدالة على فضل الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم ثم خط سورة الفتح بالذكر لكثرة الايات فيها الدالة على فضل الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم. ولهذا قال وفي الفتح اعين للصحابة تمدح اي في سورة الفتح بل في سورة الفتح اية وهي الاية الاخيرة من هذه السورة تدل على ان مدح الصحابة ليس فقط في القرآن بل ان مدحهم جاء في التوراة والانجيل من قبل ان يمشي الصحابة على الارض من قبل ان يمشي الصحابة الارض مدحهم الله واثنى عليهم في التوراة وفي الانجيل فمدحهم سبق مجيئهم وجاء قبل وجوده محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار وحماء بينهم تراهم ركع سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانه ذلك مثل بالثورات يعني هذا الكلام مكتوب في التوراة ثناه عن الصحابة. التوراة التي انزلت على موسى عليه السلام وايضا فيه ثناء اخر عليه في الانجيل قال ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شره فازره فاستغنط فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار فنحن نؤمن ونعتقد بان الصحابة الاخيار اثنى الله عليهم بالتوراة التي انزلها على موسى واثنى عليهم في الانجيل الذي انزله على عيسى من قبل ان يوجد الصحابة ومن قبل ان يمشوا على الارض وهذا مما يبين عظيم الصحابة ورفيعة قدرهم ونسأل الله عز وجل ان يغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان والا يجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا انه رؤوف رحيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين وسلم تسليما كثيرا. اما بعد قال الناظم رحمه الله وبالقدر المقدور ايقن فانه دعامة عقد الدين والدين افيح هذا البيت الواحد عقده الناظم رحمه الله لبيان الايمان بالقضاء والقدر والايمان بالقضاء والقدر ركن من اركان الايمان واصل من اصوله العظيمة ومن المعلوم ان الايمان يقوم على اصول ستة جاء ذكرها في حديث جبريل المشهور المخرج في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفيه ان جبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره فالايمان يقوم على هذه الاصول الستة ومعنى انها اصول الايمان واعمدته اي ان قيام الايمان عليها لا يقوم الايمان الا على اصوله كما لا يقوم البيت الا على اعمدته ولهذا اذا حصل خلل في اصول الايمان وانتقاص لها اختل الايمان واختل العمل كما قال الله تبارك وتعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين فالعمل بدون الايمان او بدون اقامته على الايمان ليس بناتك لان قيام الدين على اصوله وابتناؤه على اسسه فاذا اختل الاصل اختل ما عليه اذا اختل الاصل اختل ما قام عليه كما هو الشأن في البناء البناء اذا كان عماده واساسه الذي يقوم عليه مختلا يتهاون بنفسه وينهدم ولا ينتفع به فالايمان يقوم على هذه الاصول الستة العظيمة المذكورة في هذا الحديث حديث جبريل وقد رواه ابن عمر عن ابيه عمر رضي الله عنهما ولروايته له قصة جاءت في صحيح مسلم وهي ان نفرا من اهل العراق اتوا اليه رضي الله عنه وقالوا له ان قبلنا اناسا يعني في العراق يقرأون القرآن يقرأون القرآن ويقولون ان الامر اناف يعني مع انهم يقرأون القرآن ايظا يقولون الامر انوف ولا قدر ينكرون القدر ويزعمون ان الامر اولوف اي مستأنف لم يقدره الله جل وعلا هذه الامور التي تقع في في الارض وتكون ليست من مما قدره الله جل وعلا هكذا يدعي هؤلاء الناس الذين سئل عنهم ابن عمر رضي الله عنه فقال لمن سأل اذا لقيتموهم فاخبروهم اني منهم براء وانهم مني براء تبرأ منه لانهم ينكرون الايمان بالقدر او ينكرون قدر الله سبحانه وتعالى ثم قال والذي يحلف به ابن عمر اي الله سبحانه وتعالى لو كان لاحدهم مثل احد من العمل ما تقبله الله منه ما لم يؤمن بالقدر اي فن فانه ماذا؟ زعامة عقد الدين دعامة والدعامة معروفة الدعامة الاساس والعماد الذي يعتمد عليه ويؤسس عليه البناء ويقوم عليه دعامة عقد الدين وقوله عبد الدين العقد ايضا معروف وهو النظم العقد النظر الذي ينتظم امورا ويجمع امورا فالدين عقد عقد يجمع اشياء عديدة فالدين ليس شيئا واحدا بل هو حقد يجمع ويشمل امورا كثيرة كما قال عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان. الرجاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه فالدين يشمل امور كثيرة امور كثيرة وشعب عديدة وهذا معنى قوله عقد الدين الدين مثل العقد يعني يشمل امور كثيرة جدا متعددة والايمان بالقدر بعامة بهذا العقد. بمعنى ان عقد الدين يقوم على هذا هذا الاصل العظيم الذي هو الايمان بالقدر ولهذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال الايمان بالقدر نظام التوحيد الايمان بالقدر نظام التوحيد فمن امن بالله وكذب بالقدر فقد نقض تكذيبه توحيدا فقد نقض تكذيبه توحيدا بمعنى انه لا يكون الايمان بالله سبحانه وتعالى مع تكذيب بالقدر فمن كان مكذبا بالقدر فهو ليس مؤمن بالله ومن لم يكن مؤمنا بالله لا يقبل الله منه طاعة ولا ينتفع بعبادة ولهذا قال ابن عمر كما سمعتم لو ان احدهم يعني عمل مثل احد او قدم مثل احد ما تقبل الله منه ما لم يؤمن بالقدر. لان الذي يكذب بالقدر كافر بالله كافر بالله كافر بالايمان والله يقول ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله. دعامة عقد الدين الايمان بالقدر دعامته وعقد الدين اي ان عقد الدين وشعبه واعماله تقوم على هذه الدعامة او مما تقوم عليه هذه الدعامة العظيمة التي هي الايمان بالقدر ولهذا قال وبالقدر المقدور ايضا وبالقدر المقدور اي فن ومعنى اية اي امن ايمانا جازما لا شك فيه ولا ريب هذا هو اليقين اليقين هو انتفاء الشك والريب. كما قال الله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ومعنى لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا فاليقين هو انتفاع الشك وانتفاء الريب فاذا كان عند الانسان شيء من الشك او التردد او نحو ذلك فوليت بمؤمن يعني لابد من اليقين اي حلم اي ليكن عندك فيه ليكن عندك فيه ايمان جازم ويقين راسخ لا يكفي مجرد العلم مجرد العلم او الظن وانما لابد من الجزم واليقين وعدم وعدم التردد وبالقدر المقدور ايضا اي اية ان الامور كلها بتقدير الله تبارك وتعالى فانه دعامة عقد الدين. فانه دعامة او عقد الدين. والدين اشياء ومعنى الدين افيح افيخ حيوان ويقال ارض فيحاء اي واسعة والدين افيه اي واسع يشمل امور كثيرة وعديدا داخل الحين منها ما هو متعلق بالقلب ومنها ما هو متعلق باللسان ومنها ما هو متعلق بالجوارح. الدين افيه واسع يشمل امور كثيرة مثل ما مر معنا الامام بضع وسبعون شعبة فهو واسع الدين اطيح ان يشمل امور كثيرة وعديدة لكنه له اصول يقوم عليها واسس يبنى عليها من بين اسسه ودعائمه واعمدته الايمان بالقدر ولا يكون الايمان بالقدر الا بالايمان بمراتب القدر الاربعة التي دل عليها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فلا يكون مؤمنا بالقدر الا من امن بمراتبه الاربعة والمرتبة الاولى الايمان بعلم الله سبحانه وتعالى. الازلي المحيط الشامل علمه جل وعلا بما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكن وانه سبحانه وتعالى احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عدد وان علمه وسع كل شيء فهذا هذه مرتبة من مراتب القدر او ركن من الاركان التي يقوم عليها الايمان بالقدر. الايمان بعلم الله سبحانه وتعالى المحيط علم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون. حتى الامور التي لم تكن ولا تكون علم سبحانه وتعالى شأنها لو كانت كيف تكون ولهذا قال الله عز وجل عن اهل النار ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. يعني لو ردوا الى الحياة الدنيا وهم لا يردون هذا امر لا يكون لعادوا لما نهوا عنه اي من الكفر والزيغ والضلال وهذا امر لا يكون لكنه سبحانه وتعالى علمه لو كان. كيف يكون فعلمه سبحانه وتعالى بكل شيء محب بالامور الكائنة وبالامور التي ستكون وبالامور التي لا تكون لو كانت كيدتك فهذا ركن من اركان الايمان بالقدر ومرتبة من مراتب الايمان به والمرتبة الثانية الايمان بان الله عز وجل كتبه كل ما هو كائن في اللوح المشحون ان ذلك في كتاب فيؤمن العبد بان كل ما كان وما هو كائن مكتوب في اللوح المحفوظ والله عز وجل خلق القلم كما جاء في الحديث الصحيح وامره ان يكتب ما هو كائن الى يوم القيامة وهذه الكتابة حصلت ووقعت قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما قال عليه الصلاة والسلام ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كتب كل ما هو كان وكل ما هو مقدر من ذوات واشخاص وحركات واعمال الفلفل الكل قتل والكل قدة قدره الله سبحانه وتعالى فهذه المرتبة الثانية المرتبة الثالثة الايمان بمشيئة الله سبحانه وتعالى النافذة وانه لا يكون شيء لهذا الكون الا بمشيئته ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن الايمان بمشيئته النافذة لانه لانه لا يكون في هذا الكون الا ما شاء الله لان الخلق خلقه والامر امره سبحانه وتعالى. والملك ملكه فلا يكون في هذا الكون من مخلوق او حركة او سكون او غير ذلك الا بمشيئته. فمشيئته نافذة في كل شيء. فهذه مرتبة من مراتب الايمان بالقدر الايمان بمشيئة الله النافذة وانه لا يكون في هذا الكون الا ما شاء الله والرابعة الايمان بانه خالق كل شيء. كما قال تعالى الله خالق كل شيء وكما قال تعالى والله خلقكم وما تعملون. فالايمان بخلقه تبارك وتعالى لكل شيء خلقه للذوات مخالفة للصفات والافعال القائمة في الزواج من قيام او قعود او صلاة او ظلال او غير ذلك كل ذلك خلق الله سبحانه وتعالى الله الله وخالق كل شيء خلق العباد وخلق حركاتهم وسكناتهم وقيامهم وقعودهم كل ذلك خلق الله فمن لا يؤمن بهذا ليس بمؤمن بالقدر. ليس بمؤمن بالقدر. هذه مراتب الايمان بالقدر التي دل عليها الكتاب كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم العلم والكتابة والمشيئة والايجاد. علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوينه. هذا بيت يجمع هذه المراتب الاربعة للايمان بالقدر وكما قلت ليس بمؤمن بالقدر من لا يؤمن بهذه المراتب العلم والكتابة والمشيئة والايجاز ولنضرب على ذلك مثلا يتضح به فهذا الامر اجتماعنا الان في هذا الدرس على دراسة هذه المنظومة هذا امر علمه الله سبحانه وتعالى في الازل وكتبه سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وساءه واوجده سبحانه وتعالى ولهذا يقول ابن عباس كما في خلقه افعال عباد من البخاري يقول كل شيء بقدر حتى وضعك كفك على ذقنك هكذا بقدرك كل شيء بقدر حتى وضعك كفك على ذقنك هكذا بقدر. الامور كلها بقدر لان الخلق خلق الله والكون كون الله والله عز وجل خالق كل شيء ولا يمكن ان يوجد في هذا الكون ذرة واحدة من الذوات او الافعال الا والله خالقه سبحانه وتعالى ولهذا يقول الشافعي رحمه الله في ابيات اللهو هي من احسن ما قيل في القدر يقول ما شئت كان وان لم اسأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن. خلقت العبادة على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسلم على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن. هذا كله بقدم هذا كله بقدر ما شئت كان اي انت يا الله وان لم اساء اي ان ذلك وما شئت اي انا ايها العبد ان لم تشأ انت يا الله لا يكون وهذا معنى قوله تعالى ممن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا من يشاء الله رب العالمين وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فالامر كله بمشيئة الله سبحانه وتعالى وهو الخالق لكل شيء. ولهذا ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل شيء بقدر حتى العجز والكيد حتى العدل والكيف بقدره عجز الانسان وكيسه اي فطنته ونباهته وحقده هذا بكثرة كل شيء بقدر في الحديث الاخر قال اعلم ان واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف فالامور كلها بقدر بقدر الله سبحانه وتعالى. ولهذا من اصول الاعتقاد واسس الايمان الايمان بهذا بالقدر المقدور وبالقدر المقدور اثم فانه دعامة عقد الدين لابد من الايمان بهذا الاصل الاصيل والاساس المتين الذي يقوم عليه الدين ولا قيام للدين الا عليه وهنا يأتي السؤال سؤال مهم للغاية وينقدح كثيرا في الاذهان عندما يفهم الانسان هذه العقيدة العظيمة والاصل المتين من اصول الايمان ينقدح في ذهنه ويقفز الى رأسه سؤال تتكرر كثيرا وايضا وجد من الصحابة طرحوه على النبي صلى الله عليه وسلم في اكثر من مناسبة الا وهو اذا كانت الامور بقدر ومكتوبة وكتبت في اللوح المحفوظ قبل ان يخلق بخمسين الف سنة فتيم العمل ففيم العمل ما دام الامر مكتوب يتكئ الانسان على ما كتب يمتثل على ما كتب في القتل. ان كان من السعداء يتكل على هذا الذي كتب له او وان كان من الاشقياء يتكل على هذا الذي كتب عليه ويبقى جالس في مكانه لا يعمل ولا يشتغل ولا يجتهد ولا يعبد يتكل على القبر فهذا السؤال يأتي هنا ويرد على على الدفن اذا كانت الامور بقدر ففيما العمل؟ ولهذا ثبت في غير ما حديث ان الصحابة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله انعم في امر قدر وقضي او في امر مستأنف قال بل فيما قدر وقضي يعني اعمالكم هذه التي تقومون بها ما شأنها قدرت وقضيت وكتبت في اللوح المحفوظ فقالوا رضي الله عنهم فكيم العمل يا رسول الله؟ ففيم العمل؟ ما دام الامر اه قدر وحظي فسيم الامل؟ لاحظ هنا امرا مهما لا بد من التنبيه عليه الا هو الا وهو ان من يقول ففيما العمل احد شخصين اما مسترشد او ان المسترشد او معتمد الصحابة رضي الله عنهم سؤالهم هذا ليس سؤال اعتراض وانما هو سؤال استرشاد يطلب بسؤاله هذا سبيل الرشاد سبيل الخير يستنفر واذا لم يكن السؤال كذلك فهو مما لا خير فيه. بل هو ظرر على صاحبه. اذا كان يسأل ليعترف لانه اذا كان يعترض هو يعترض على من يعترض على من على رب العالمين جل وعلا الذي خلقه واوجده وتفضل عليه ومن عليه بالسمع والبصر والعقل يليق بمخلوق من مخلوقات الله تبارك وتعالى ان يتجرأ على الاعتراض عن الرب العظيم والخالق الجليل وهذا هو معنى قوله تبارك وتعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون اذا كان سؤال اعتراض فهذا باطل واعتداء وظلم واما اذا كان السؤال استرشاد هذا السؤال النافع الصحابة رضي الله عنهم سألوه النبي صلى الله عليه وسلم فقولهم رضي الله عنهم ففيم العمل هذا سؤاله استرشاد السؤال قيم العمل قال عليه الصلاة والسلام مجيبا على هذا السؤال اعلم اعمل فكل ميسر لما خلق له اعملوا فكل ميسر لما خلق له فمن كان من اهل السعادة يسره الله لعمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة يسره الله لعمل اهل الشر وهذا الجواب لا جواب ناجح في هذه المسألة غيره ولا جواب شافي لهذه المسألة سواه وهو بلسم وشفاء نادى في هذه المسألة التي ترد كثيرا اجاب عليه الصلاة والسلام بهاتين الكلمتين اعملوا فكل ميسر لما خلق له جملته الاولى جملة طلبية والثانية جملة خبرية طلب وخط. اعملوا فكل ميسر لما خلق له وقوله اعملوا انما يخاطب به من له مشيئة واختيار يختار به بها الخير او يختار بها الشر. يختار بها سبيل الهداية او يختار بها سبيل الضلال اما من لا مشيئة له فلا يقال له اعلم لا يخاطب بهذا الامر. فاذا الخطاب بهذا الامر اعملوا دال على ماذا دال على وجود مشيئة في العبد ولهذا يصلح نعمة قال له صلي وصم وتصدق وايضا ينهى يقال له لا تسلم ولا تكذب ولا تقتل ولا فله مسيرة ولهذا امر ونهي اذ لا يؤمر ولا ينهى من لا مشيئة له وهذا امر مستقر في الفطر وفي العقول ان الذي لا مشيئة له لا يؤمر ولا ينهى فاذا قوله اعملوا هذا فيه دلالة على ان الانسان له مشيئة ولهذا يذهب الانسان بمشيئته الى المسجد ويذهب ايضا بمشيئته الى مكان الانحراف ولو اكره على امر لا يريده لا يحاسبه الله عليه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان لكن هو كله تعالى يفعلها بمشيئته ليس مكرها عليه وهذا امر يعلمه الانسان من نفسه يعلم ان قيامه باموره ومصالحه امر بمشيئة وهذا فيه رد على الجبرية برد على الجبرية الذين يمحون مشيئة العبد ويقولون العبد ماله مشيئة بل هو بزعمهم كالورقة في مهب الريح. الورقة التي تصفقها الرياح يمينا وشمالا علوا وانخفاضا لها اختيار في هذه الحركة او لا اختيار لها فيقولون الانسان مثل الورقة في مهبله لا لا مشيئة له ولا اختيار ولهذا يسمون الجبرية يعني ان ان العبد مجهورا على فعل نفسه فاذا كان كذلك العبد هل يقال له اعمل صلي صم لا تفعل كذا يؤمر وينهى هذه الاوامر والنواهي متعلقة بالمشيئة التي في العبد. فاذا كان لا مشيئة له ولا اختيار ففيما هذا الامر فاذا الامر والنهي الوارد في القرآن والسنة دليل على وجود مشيئة في هذا المأمور وهذا المنهي فيه مشيئة بناء عليها يؤمر وينهى بناء عليها يؤمر وينهى قولهم ان ان مجبور كالورقة في مهب الريح هذه المغالطة مغالطة يغالطون فيها في يغالطون بها واقعا هم يعيشونه ولهذا قال العلماء ان هؤلاء لا يصدقون مذهبهم في كل شيء لا يطبقون مذهبهم وهو القول بالجبر لا يطبقونه في كل شيء وانما يطبقونه في اهواء اما في كل الامور ما يصدقونه مثلا لو ان احدهم لم يصلي او فجر وارتكب الحرام واقترف الذنوب والمعاصي وزجر عن ذلك في هذه الحالة ماذا يقول ماذا يقول؟ يقول انا مجبور كانت الورقة في مهد الريح لكن لو جاء شخص الى احد هؤلاء الجذرية ولطمه على وجهه لقمة قوية تففقه على قفاه هل يسقط على قدماه؟ يقول لا تؤاخذني انا مثل الورقة في مال ما شعرت بك ولا ولا دريت عليه يقبل ابدا ما ولا فاذا هو لا يطبق مذهبه في كل شيء لا يطبقه فيكن لا يطردون مذهبهم في كل شيء وانما هو مرتبط بهوى معين عنده وهذا هذا الاضطراب دليل على ايش فساد المذهب هذا الاضطراب دليل على فساد المذهب. اذا وضعت عند الجذر سفرة فيها طعام فيها انواع الملذات المشيئة تشتغل عنده ويبدأ يختار وينتقيه ويقبل هذي على هذي ويختار تلك مشيئة موجودة ويقول انا افضل هذا ولا ارغب في هذا موجب مشيئة قوية يعني تشتغل صلاة عبادة ترك للمحرمات ما بمشيئة ولا اي اختيار هذا يدل على ان ان القوم ما شأنهم ليه تعرف حاجة؟ يعني عقيدة فعلا يطردونها في كل شيء وانما وانما هم اهل هوى اهل هوى معين يغالطون به مغالطة بهذا هذا الادعاء الباطل قال اعمل وقوله عليه الصلاة والسلام اعملوا هذا فيه تقرير ماذا تقرير ان المخاطب بالعمل له مشيئة خلافا هؤلاء الضلال الذين يقولون العبد لا مشيئة له وقوله فكل ميسر لما خلق له فكل ميسر لما خلق له. دليل على ماذا دليل على ان الامور كلها بمشيئة من مشيئة الله وان مشيئة العبد تحت مشيئة الله فكل ميسر لما خلق له اه اي الامور كلها بمشيئة الله تبارك وتعالى بمشيئة الله تبارك وتعالى وهذا فيه رد على النبي ردا على القدرية النفاة الذين يقتلون الامور ليست بمشيئة الله وان العبد هو الذي يخلق فعل نفسه ومعنى ذلك انه يوجد خالق او خالقين غير الله. وهم من وهم العباد الذي الذين بزعم هؤلاء الضلال قال الخالقون لافعال انفسهم فهم هكذا يقولون العبد هو الخالق لفعل نفسه ولهذا سم مجوس هذه الامة لانهم يقولون بوجود خالقين غير الله. تعالى الله عما يقولون سبحان الله عما يصفون فقوله فكل ميسر لما خلق له هذا فيه رد على القدرية النفاة الذين ينفون القدر ويجحدونه ولا يؤمنون به فاذا كان لا قدر فما معنى قوله؟ فكل ميسر لما خلق له وما معنى قوله وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وعقيدة اهل السنة هي واسطة بين القدرية المجبرة والقدرية النفات. وسط بينهما يثبتون مشيئة للعبد خلافا للجبرية ومشيئة الرب خلافا للقدرية ويقولون ان مشيئة العبد تحت مشيئة الله. لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين اعودوا لجواب السؤال الذي سأله الصحابة قالوا ففيمن عمل فيما الامان؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له تأمل المسلك العمل في الباب بناء على هذا الجواب من نسبة العمل الذي يقوم به المؤمن في هذا الباب ماذا عليه؟ قال اعملوا فكل ما يغفر لما خلق له يعني في هذه الحياة الدنيا اجتهد ثلاثا واقبل على الطاعة وحافظ على الصلوات وعلى الاوان وابتعد عن المحرمات وجاهد نفسك على الاقبال على الخير والبعد عن الحرام مجاهدة تامة والناس تحتاج الى مجاهدة في القيام بهذا الامر ثم مع هذه المجاهدة والحرص والجد والاجتهاد اعتمد على من على ربك والتجأ اليه وفوض امورك اليه. وسله الهداية والسداد والثبات والتوفيق والاعانة والا يزيغ قلبك والا يضلك تجتهد انت في خاصة نفسك وتجد في الطاعة والعبادة وفي الوقت نفسه ماذا تعتمد على الله احرص على ما ينفعك واستعن بالله تعبده وتوكل عليه. اياك نعبد واياك نستعين. هذا هو الحل وبدون بدون هذا الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما هناك الا الضلال فماذا بعد الحق الا الضلال يفهم