بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان نعم الله عز وجل على عباده كثيرة لا تحصى وعديدة لا تستقصى وما بكم من نعمة فمن الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وان اجل نعم الله تبارك وتعالى على عباده هدايته لهم الى دينه الحنيف الذي ارتضاه تبارك وتعالى لعباده دينا كما قال سبحانه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فالاسلام اعظم منا واكبر عطية انعم بها تبارك وتعالى على عباده ومن من الله عليه بالاسلام فليعرف نعمة الله العظيمة عليه بهذا الدين وليعرف فضل هذا الدين ومكانته فضل الاسلام وحقيقة الاسلام وما هي الامور التي تنافي الاسلام او تنافي كماله الواجب يتعلم ذلك ليزداد استمساكا ومحافظة على هذا الدين وعناية به وبين يدينا كتاب بين يدينا كتاب نافع جدا في بيان فضل الاسلام لامام وعلم نفع الله تبارك وتعالى به بمؤلفاته وكتبه القيمة التي انتشرت في انحاء العالم بيانا للدين وبيانا للتوحيد وبيانا للاسلام الذي شرعه الله تبارك وتعالى لعباده وهو الامام المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وغفر له وبين يدينا كتاب له عظيم عنوانه فظل الاسلام وحقيقة ايها الاخوة عندما تقرأ عن فظل الاسلام تستفيد فوائد عديدة اهمها ما يلي اولا ان تستشعر وتستحضر نعمة الله تبارك وتعالى عليك بهذا الدين الذي هو اعظم النعم واجل المنن فيوجد عندك هذا الاستحضار شكرا لله تبارك وتعالى على هذه النعمة العظيمة ومن شكر الله تبارك وتعالى على هذه النعمة العمل بالاسلام كما قال الله تعالى اعملوا ال داوود شكرا العمل بهذا الاسلام والمحافظة عليه والاستمساك به والبعد عن الامور التي تنقصه او تظعفه كل ذلك من شكر الله تبارك وتعالى على هذه النعمة الامر الثاني في دراستك وقراءتك عن فضل الاسلام ان هذا سبب من الاسباب المعينة لك على الثبات على هذا الدين والمحافظة عليه والعناية به والامر الثالث ان معرفة فضائل الاسلام تزيد المسلم في اسلامه قوة وفعلا لاوامر هذا الدين وبعدا عما حرمه الله تبارك وتعالى على عباده لان معرفة الفضائل توجد في العبد الرغبة في الزيادة من هذا الدين والعناية به الامر الرابع ان معرفة فضائل الاسلام توجد عند العاقل زهدا في البدع والمحدثات والامور التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان لانها ليست من الاسلام وهذه الفضائل مختصة بالاسلام الذي بعث الله تبارك وتعالى به رسله ورضيه لعباده كما مر معنا قول الله تبارك وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وهو الدين الذي رظيه الله تبارك وتعالى لعبادة الامر الخامس ان واقع الناس الان بسبب كثرة الفتن والصوارف والصواد فيه ضعف في الاستمساك بهذا الدين وضعف في العناية به عقيدة وعبادة وخلقا فكان الناس بحاجة الى ان تبين لهم فضائل الاسلام ليعودوا من النقص الى التمام ومن الضعف الى القوة فهذا الكتاب الذي بين ايدينا عنوانه فظل الاسلام وقد ظمنه مؤلفه رحمه الله فوائد عظيمة تتعلق بالاسلام بيانا لفظله وايظاحا لحقيقته وتحذيرا من الامور المخالفة له ونبدأ مستعينين بالله تبارك وتعالى في قراءة هذا الكتاب والوقوف على فوائده واشير الى امر لا بد من الاشارة اليه وهو ان طريقة هذا المصنف اعني شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتبه كلها انه يجمع الايات والاحاديث الواردة في الباب ولا يزيد على ذلك ولهذا سنرى هذا الكتاب ليس فيه كلام المصنف لا تجد فيه كلاما للمصنف وانما تجد فيه ايات واحاديث فهو رحمه الله جمع لك الايات والاحاديث التي تتعلق بهذا الموضوع ولم يزد على ذلك بخلاف كتب اهل البدع فانهم يجمعون للناس فيها ارائهم وتصوراتهم وعصارات افكارهم اما فهذا المصنف وائمة السلف وعلماء السنة في القديم والحديث فطريقتهم جمع الايات من كلام الله عز وجل والاحاديث في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وتبويبها وترتيبها وربما علق بعضهم عليها بما يقتضيه المقام من ايضاح وبيان يستفيد منه القارئ نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال الامام الاواب شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالته فضل الاسلام قال بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين باب فضل الاسلام وقول الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا قال المصنف رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين فبدأ هذا المؤلف القيم بالبسملة مقتديا بكتاب الله عز وجل ومقتديا بسنة النبي عليه الصلاة والسلام وطريقته بمراسلاته ومكاتباته صلوات الله وسلامه عليه فكان يبدأ بالبسملة وقول من يكتب بسم الله اي بسم الله اكتب والباء في البسملة باء الاستعانة فالمبسم هو في الحقيقة مستعين بالله جل وعلا طالب عونه متيمن بذكر اسم ربه تبارك وتعالى في اول عمله وبداية عمله ولهذا تشرع البسملة في بداية الاعمال بداية الاكل وبداية الشرب وعند دخول المنزل وعند الخروج منه لاي مصلحة من المصالح وعند قراءة القرآن وفي اول الصلاة فتشرع البسملة في اوائل الاعمال تيمنا وتبركا بذكر اسم الله جل وعلا وطلبا لمده وعونه وتوفيقه سبحانه لان الباء في بسم الله باء الاستعانة ومن يكتب ويبدأ كتابته ببسم الله فتقدير قوله هذا اي بسم الله اكتب بسم الله اكتب الجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره اكتب وان كان المبسمل قارئا التقدير باسم الله اقرأ داخلا بسم الله ادخل بسم الله اخرج يحذف متعلق الجار والمجرور للعلم به قال بسم الله الرحمن الرحيم ذكر ثلاثة اسماء حسنا لله جل وعلا الله وهو كما قال ابن عباس رضي الله عنهما ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين والرحمن الرحيم اسمان دالان على ثبوت الرحمة صفة لله جل وعلا والرحمن دال على قيام هذه الصفة بالله والرحيم دال على تعلقها بالمرحومين كما قال عز وجل وكان بالمؤمنين رحيما ولا يوجد كان رحمانا بالمؤمنين فالرحمن يدل على الرحمة التي هي الصفة القائمة بالله والرحيم دال على تعلقها بالمرحومين قال بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين به اي بالله جل وعلا نستعين اي نطلب العون وطلب العون على كل عمل ديني ودنيوي امر لا بد منه طلب العون من الله في كل عمل ديني ودنيوي امر لا بد منه لان العبد لا حول له ولا قوة الا بالله فلا بد من طلب العون والذل بين يدي الله تبارك وتعالى والاستعانة به وحده جل وعلا لان الامور كلها بيده سبحانه فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لا يستطيع الانسان ان يقرأ كتابا الا اذا اعانه الله ولا يستطيع ان يحضر درسا الا اذا اعانه الله ولا يستطيع ان يعمل بذكرى او موعظة الا اذا اعانه الله ولا يستطيع ان يؤدي صلاة الا اذا اعانه الله قد قال الله سبحانه وتعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا فالامور كلها بتوفيق الله جل وعلا وعونه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ ابن جبل اني احبك يا معاذ فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وفي سورة الفاتحة اياك نعبد واياك نستعين فالاستعانة وهي طلب العون عبادة عظيمة لا بد منها لابد منها في كل شؤون الانسان واموره ومصالحه الدينية والدنيوية يطلب عون الله تبارك وتعالى ومده سبحانه وتعالى وتوفيقه قال بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين باب فضل الاسلام اي هذا باب معقود لبيان فظل الاسلام وفضل هنا مفرد مضاف والقاعدة المفرد اذا اضيف انه يعم واما بنعمة ربك فحدث اي نعم ربك فضل الاسلام اي فظائل الاسلام فالمفرد اذا اظيف يعم والاسلام له فضائل لا تحصى بل ان كل خير يناله العبد في دنياه واخراه هو ثمرة من ثمار الاسلام ونتيجة من نتائجه وكل شر يناله العبد في في في دنياه واخراه فسببه تضييع الاسلام الاسلام سبب العز والرفعة والتمكين والامن والسعادة والفلاح في الدنيا والاخرة وتضييعه هو سبب الحرمان والخسران في الدنيا والاخرة ففظائل الاسلام لا تعد ولا تحصى وهذا الباب عقده المصنف رحمه الله ليبين شيئا من فضائل الاسلام وفضائلي هذا الدين العظيم معرفة فظائل الاسلام مفيدة للمسلم ولطالب العلم لانها كما تقدم تحرك في القلب شكرا منعم وتعين على الثبات وتكون سببا للزيادة من هذا الدين والمحافظة عليه وسببا للبعد عن الامور الصادة عنه والصارفة عنه وهي كثيرة فمعرفة فضائل الاسلام والعناية بها مفيدة جدا للمسلم خاصة في مثل هذا الزمن الذي راجت فيه الدعوات الباطلة للرذيلة من جهة وللضلالات بانواعها من جهة اخرى تحتاج المسلم ان ان يقف على فضائل دينه لتكون هذه المعرفة بفظائل الدين سببا لزيادة زيادة الاستمساك به والمحافظة عليه والثبات عليه والبعد عن الامور المخالفة له وان بهرجت وزينت وكثرت دعايتها فلا يغتر بها المسلم لا يغتر بها العاقل بل يقف على على دينه وعلى فضائله ويستمسك به الى ان يتوفاه الله تبارك وتعالى وهو على ذلك كما قال الله سبحانه يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون قال باب فضل الاسلام فضل الاسلام والاسلام الذي الف المصنف رحمه الله هذا الكتاب لبيان فضله هو دين الله جل وعلا الذي رظيه لعباده قال الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام قال جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وقال جل وعلا اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فالاسلام هو دين الله الذي رضيه تبارك وتعالى لعباده دينا الذي رضيه تبارك وتعالى لعباده دينا فالاسلام هو دين الله الذي لا يقبل دينا سواه دين الله الذي رضيه لعباده واختاره لهم وامرهم به ورظيه دينا لهم والاسلام وهو الاستسلام لله جل وعلا الاسلام هو الاستسلام لله جل وعلا وقد قال مصنف هذا الكتاب في تعريف له قيم للاسلام قال الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك هذا هو الاسلام الاسلام ان تستسلم لله تبارك وتعالى ان تستسلم لله ان تكون مستسلما اي منقادا مطيعا ممتثلا ما يأمرك ما يأمرك الله تبارك وتعالى به تطيعه تطيعه فيه وتمتثل امره جل وعلا وتنقاد ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من استقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فهو المسلم وقال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده المسلم هو المستسلم لله المنقاد الممتثل المطيع لله جل وعلا واعظم ما يجب في هذا الباب الاستسلام لله بالتوحيد بان تكون عبدا موحدا امرك الله بالتوحيد والاخلاص وخلق وخلقك لذلك فالواجب ان يستسلم العبد لذلك وانظر اروع مثلا في تحقيق الاستسلام للملك العلام سبحانه وتعالى في قول امام الحنفاء وانظر ما جاء قبله من تمهيد وتوطئة لذلك بقوله سبحانه ومن يرغب عن ملة إبراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين. اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لاحظ هذا الانقياد الفوري والطواعية السريعة والاستجابة بلا تردد قال له ربه اسلم قال اسلمت اي انقذت وانا عبد مطيع منقاد مستسلم لله رب العالمين اسلمت اسلمت اي انقذت فالاسلام هو دين الله تبارك وتعالى وهو يعني الانقياد لله تبارك وتعالى بالتوحيد والاخلاص والبراءة من الشرك والبعد عنه الامتثال لله تبارك وتعالى بالطاعة طاعته سبحانه وتعالى بان يكون المسلم عبدا مطيعا لربه سبحانه وتعالى فيما يأمره وفيما ينهاه يمتثل الاوامر ويجتنب النواهي وعندما نتأمل في نصوص القرآن والسنة التي ورد فيها ذكر الاسلام نجد ان للاسلام بالنصوص اطلاقين تارة يطلق الاسلام منفردا وتارة يطلق الاسلام مضموما الى الايمان تارة يأتي ورود الاسلام مفردا وتارة يأتي مضموما اليه الايمان والاسلام عندما يأتي في النصوص مفردا فانه يشمل الدين كله يشمل الدين كله فقوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا وقوله ورضيت لكم الاسلام دينا ونحوها من الايات المراد بالاسلام هنا الدين كله عقائده وعباداته واخلاقه كل ذلك داخل في قوله ان الدين عند الله الاسلام وقوله ورضيت لكم الاسلام دينا فالاسلام عند الاطلاق المراد به الدين كله بعقائده واعماله واخلاقه المراد به الدين كله عقيدة وشريعة هذا عند الاطلاق او عند الافراد الاطلاق الثاني يأتي الاسلام مضموما الى الايمان يأتي الاسلام مضموما الى الايمان قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا غير بيت من المسلمين في الحديث قال سعد للنبي عليه الصلاة والسلام ما لك لم تعطي فلانا واني لاراه مؤمنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم او مسلما واعاد سعد واعاد النبي عليه الصلاة والسلام فيأتيه بعض النصوص ذكر الاسلام مضموما مضموما الى الايمان ومن ذلكم ايضا حديث جبريل المشهور قال اخبرني عن الاسلام ثم قال اخبرني عن الايمان ففي هذه الحالة التي يذكر فيها الاسلام مضموما الى الايمان يراد بالاسلام اعمال الدين الظاهرة ويراد بالايمان عقائد الدين الباطنة عندما يظم الاسلام الى الايمان في النص الواحد يراد بالاسلام اعمال الدين الظاهرة ويراد بالايمان عقائد الدين الباطنة كما جاء ذلك في حديث جبريل قال اخبرني عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمظان وتحج بيت الله الحرام ففسر الاسلام باقوال بالاقوال والاعمال الظاهرة فسره بالاقوال والاعمال الظاهرة ثم قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره ففسر الايمان بالعقائد الباطنة التي في القلب والايمان بالله الايمان بالملائكة والايمان بالكتب والايمان بالرسل والايمان باليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره فاصبح يراد بالاسلام والايمان حال اجتماعهما يراد بالاسلام جنس الاقوال والاعمال ويراد بالايمان جنس التصديق والاقرار فكل ما كان عملا او قولا فهو من الاسلام وكل ما كان تصديقا واقرارا بالقلب فهو من الايمان هذا عندما يذكران معا كما في النصوص التي اشرت الى جملة منها وهذا مبني على قاعدة ليست مختصة بهذين الاسمين بل تتناول كثير من الاسماء الشرعية والقاعدة هي قول اهل العلم ان من الاسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند افراده واطلاقه فاذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعض تلك المسميات والاسم المقرون به دال على باقيها هذه القاعدة تشمل الاسلام والايمان والبر والتقوى والكفر والشرك والفقير والمسكين واسماء شرعية كثيرة جدا اسماء شرعية كثيرة جدا يعبر بعض اهل العلم عن هذه القاعدة بقولهم عن هذا النوع من الاسماء اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت اذا اجتمعت اي في الذكر ذكرت في نص واحد افترقت في المعنى واذا افترقت في الذكر اي ذكر كل واحد منها مفردا اجتمعت في في المعنى وهذا كما قدمت يتناول اسم يتناول الاسلام والايمان ويتناول ايضا اسماء شرعية كثيرة جدا وعلى ضوء ما تقدم لو قيل لنا من المسلم ومن المؤمن وهذا سؤال مهم قد مر معنا قول الله سبحانه وتعالى قالت الاعراب امنا قل لم قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا الاية واظحة ان رتبة الايمان رتبة اعلى من الاسلام الايمان رتبته اعلى من رتبة الايمان ولهذا لما قال هؤلاء العرب امنا وهم لم يصلوا الى هذه الرتبة رتبة الايمان قال قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا يعني ما زلتم في رتبة الاسلام ولم تصلوا الى رتبة الايمان بعد والدين رتب ومراتب ومراتبه ثلاث جاءت في حديث جبريل ذكر الاسلام ثم ذكر الايمان ثم ذكر الاحسان وقال في تعريفه ان تعبد الله كأنك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك ثم ختم الحديث بقوله ذاك جبريل اتاكم يعلمكم دينكم فديننا مراتب ثلاثة الاحسان والايمان والاسلام رتبة الاحسان هي اعلى رتب الدين ورتبة الايمان اقل منها ورتبة الاسلام اقل وليس بعد الاسلام الا او ليس وراء الاسلام الا الكفر احد العلماء المتقدمين ضرب مثالا جميلا لتوظيح هذه الرتب الثلاث لتوضيح هذه الرتب الثلاث فوضع ثلاث دوائر وضع ثلاث دوائر كل دائرة في داخل الاخرى دائرة صغيرة ويحيط بها دائرة اكبر ويحيط بها دائرة ثالثة اكبر فقال عن الدائرة الصغيرة هذه الاحسان والدائرة الاوسع منها قال هذه الايمان والدائرة الاوسع قال هذه الاسلام فاذا دخل الانسان في دائرة الدين اول ما يبدأ بالدخول يكون دخوله في ماذا فالاحسان او الاسلام في الاسلام اول ما يكون دخوله يدخل في اول رتب الدين وهي الاسلام اول رتب الدين وهي الاسلام وما هو الاسلام الذي هو اول رتب الدين ان يستسلم ينطق بالشهادتين ينطق بالشهادتين ويمتثل ما ما تقتضيه الشهادة الشهادتان من طاعة وامتثال لله فهذا مسلم المسلم هو الذي ينطق بالشهادتين ويستسلم لله تبارك وتعالى يمتثل الاوامر يفعل شعائر الدين الظاهرة مع عنايته بالاسلام وفهمه له تحققه القلب هذا الدين وملأ قلبه بعقائده ينتقل من رتبة الاسلام الى الايمان وهي رتبة اعلى وهي عمارة القلب وملئه بحقائق الايمان قد قال عليه الصلاة والسلام عن عمار ابن ياسر قال ان ان عمار ابن ياسر ملئ ايمان الى مشاشه يعني الى اطراف قدميه ملئ من الداخل ايمانا هل يسوى بين من من امتلأ قلبه ايمانا وبين من يعبد الله وهذا وهذا مسلم ولكنه على حرف ومن الناس من يعبد الله على حرف اقل فتنة تبعده عن دينه هل يسوى بين من امتلأ قلبه بالايمان ومن هو مسلم يعبد الله ولكنه على حرف على طرف فاذا المسلم هو الذي جاء باعمال الاسلام الظاهرة مع ظابط هنا لابد منه وهو وجود شيء من الايمان يصحح اسلامه مرة ثانية المسلم هو الذي جاء باعمال الاسلام الظاهرة وعنده شيء من الايمان يصحح اسلامه لان الاعمال الظاهرة بدون شيء من الايمان يصحح هذا الاسلام لا تقبل لان الايمان الباطن اساس لقبول العمل الظاهر ولهذا قال الله عز وجل ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وقال تعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فوجود شيء من الايمان يصحح الاسلام لابد منه فاذا المسلم هو الذي جاء باعمال الاسلام الظاهرة وعنده شيء من الايمان يصحح اسلامه والمؤمن هو الذي عمر قلبه بحقائق الايمان عمر قلبه بحقائق الايمان وهذا ما جاء الاشارة اليه في قوله ولما يدخل الايمان في قلوبكم يعني يتغلغل ويتمكن في القلب وقد سئل احد السلف ايزيد الايمان وينقص قال يزيد حتى يكون امثال الجبال وينقص حتى لا يبقى منه شيء فحتى يتغلغل الايمان في القلب ويتمكن في فالقلب ويرسخ في القلب ينتقل الانسان الى رتبة الايمان وهي الرتبة الاعلى ومن نرى فيه خيرا من اهل هذا الدين. نحكم عليه بالاسلام لان حكمنا عليه بالاسلام حكم بماذا بالظاهر لان هذا حكم بالظاهر مما ظهر لنا منه فنقول مسلم ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين اما الباطن فامره لا يعلمه الا رب العالمين سبحانه وتعالى فلا يزكي الانسان نفسه بذلك ولا يزكي غيره وانما يجاهد نفسه على تحقيق الايمان وتقويته والبحث عن الاسباب التي تزيده وتقويه والبعد عن الاسباب التي تظعفه وتنقصه وتوهيه ثم اعلى من ذلك رتبة الاحسان ويا على رتب الدين اعلى رتب الدين واذا تصورت هذه على ضوء المثال الذي ضرب احد السلف تعلم من خلال هذا المثال ان كل محسن ماذا مؤمن مسلم لان الذي يصبح في الدائرة الصغرى تحيط به الدوائر الاخرى ولا يصل اه الى الاحسان الا من خلالها فكل محسن مؤمن مسلم وكل مؤمن ماذا مسلم ثم اذا اردنا ان نعكس نقول ليس كل مسلم مؤمنا ولا محسنا وليس كل مؤمن محسنا وهذا واظح في الاية رب العالمين قال قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا اي لم تصلوا بعد الى لم تصلوا بعد الى رتبة الايمان ما زلتم في رتبة الاسلام فليس كل مسلم مؤمنا يعني ليس كل من دخل الاسلام بلغ رتبة الايمان هذه الرتبة العالية. متى يبلغها اذا تمكن الايمان من قلبه اذا تمكن الايمان وتمكنت عقائد الايمان الصحيحة من قلبه ورسخ الايمان في قلبه يبلغ حينئذ رتبة الاسلام كثير من الناس تجده يحدث عن الاسلام وعن اعمال الاسلام ويراها اعمال جميلة وطيبة فينطق بالشهادتين ويسلم ويبدأ يصلي ويصوم ولكن حقائق الايمان الباطنة ليست متمكنة في قلبه فهو في رتبة الاسلام ويصل الى رتبة الايمان اذا دخل الايمان وتمكن من قلبه يصل الى رتبة الايمان ثم اذا بلغ حاله في عبادة الله والتقرب اليه الرتبة التي جاء بيانها بقوله ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك فهذه آآ رتبة الاحسان والاحسان له ركن واحد وان تعبد الله كأنك تراه اي ان يكون الانسان في عبادته لله تبارك وتعالى بهذه الصفة العظيمة بهذه الصفة العظيمة اذا الاسلام هو هو الاستسلام لله تبارك وتعالى والانقياد لامره ويشمل الدين كله عند افراد الاسلام واطلاقه ويكون مختصا باعمال الاسلام الظاهرة عند ظمه لا للايمان عند ظمه للايمان وقرنه معه في في النص الواحد قال باب فضل الاسلام وقول الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. هذه الاية عظيمة جدا عظيمة جدا في بيان قيمة هذا الدين ومكانته من جهة وبيان تمامه وكماله من جهة اخرى وانه لا نقص فيه دين تام دين تام كامل لا نقص فيه قال اليوم اتممت لكم دينكم اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي اكملت الدين قوله اكملت لكم دينكم لان شرائع شرائع الدين واوامره جاءت تباعا لم يؤمر بها الناس كلها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم دفعة واحدة وانما جاءت تتنزل بالتدريج يأتي امر ثم يأتي اخر ثم يأتي اخر الى ان كمل الدين جاءت فرائض الاسلام وواجباته واحدا تلو الاخر واحيانا يكون بين فريضة وفريضة ليس شهر ولا شهرين ربما سنة او سنتين فجاءت فرائض الاسلام وواجبات الاسلام واحدا تلو الاخر الى ان كمل الدين ولهذا لما نزلت هذه الاية اليوم اكملت لكم دينكم لم ينزل بعدها حلال ولا حرام وتوفي بعدها النبي صلى الله عليه وسلم بقرابة الثمانين يوما ولم ينزل بعدها حلال ولا حرام لماذا لان بنزول هذه الاية كمل كمل الدين كمل الدين وهذه الاية الواجب على كل مسلم ان يشتد فرحه بها ان يشتد طرحه بها وان تعظم في قلبه والقرآن كله عظيم لماذا؟ لانها اية تخبرك وتدلك ان الدين الذي اكرمك الله به دين كامل لما يمت عليه الصلاة والسلام حتى انزل الله اليوم اكملت لكم دينكم فهو دين كامل لا نقص فيه كامل في عقائده كامل في عباداته كامل في اخلاقه ومعاملاته كامل من كل وجه دين كمله من انزله وهو رب العالمين سبحانه وتعالى ولهذا جاء في الصحيحين عن طارق بن شهاب قال جاء بعض اليهود الى عمر ابن الخطاب جاء بعض اليهود الى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وقالوا له لقد انزلت عليكم معشر المسلمين اية لو انزلت علينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا عرفوا قيمة الاية او لم يعرفوه عرفوا قيمة الاية او لم يعرفوا قيمتها قالوا لو نزلت علينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال وما هي قال قول الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فقال عمر رضي الله عنه اني لاعرف اليوم الذي نزلت فيه هذه الاية واعرف الساعة التي نزلت فيها هذه الاية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة يوم جمعة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة يوم جمعة نزلت هذه الاية في هذا اليوم العظيم المبارك الذي هو سيد الايام على الاطلاق فيوم عرفة سيد ايام السنة ويوم الجمعة سيد ايام الاسبوع افضل ايام الاسبوع يوم الجمعة وافضل ايام السنة يوم عرفة خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة وقد قال عليه الصلاة والسلام مبينا هذه الخيرية خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وعلى كل شيء قدير وتأمل هذه اللطيفة كان عليه الصلاة والسلام في خير الايام يكثر من ماذا من خير الكلام لان خير الكلام لا اله الا الله وخير الايام يوم عرفة فناسب غاية المناسبة الاكثار من خير الكلام في خير الايام ليس في الكلام خير من لا اله الا الله وليس في الايام خير من يوم عرفة فكان في غاية المناسبة الاكثار من خير الكلام في خير الايام فالشاهد ان يوم عرفة خير ايام السنة ويوم الجمعة خير ايام الاسبوع ويوم الجمعة يوم عيد يقول عمر اني لاعلم اليوم الذي نزلت فيه والساعة التي نزلت فيه اما الساعة قال عشية يوم عرفة. واما اليوم قال يوم جمعة فنزلت في هذا الوقت المبارك العظيم ثم مات النبي عليه الصلاة والسلام بعدها ثمانين يوما تقريبا ولم ينزل بعد هذه الاية حلال ولا حرام اذا الواجب على اهل الاسلام ان يعرفوا هذه الاية ومكانتها التي تدلهم على فضل الاسلام من اعظم فظائل الاسلام انه دين كامل من اعظم فضائل الاسلام انه دين كامل لا نقص فيه بوجه من الوجوه واذا عرفت ان دين الاسلام كامل لا نقص فيه بوجه من الوجوه فعليك ان تعرف ان كل بدعة فهي ضلالة عليك ان تعرف ان كل بدعة ضلالة كما قال ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام بل لم يقل ذلك مرة واحدة ولا مرتين ولا ثلاث ولا عشر كان اذا خطب الناس قال اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشر الامور ومحدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة لم يستثني عليه الصلاة والسلام بل عمم واطلق كل بدعة ضلالة لماذا كل بدعة ضلالة اسأل هنا سؤال لماذا كل بدعة ضلالة لان الدين كامل من يقول في البدع بدعة ليست ضلالة بل هي حسنة فان هذا يعني ان في الدين امور حسنة مات نبينا عليه الصلاة والسلام ولم يبينها وهذا امر خطير ولهذا قال امام دار الهجرة الامام مالك ابن انس رحمه الله قال كلمة عظيمة جدا قال من قال في الدين بدعة حسنة من قال في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة من قال في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة. لماذا؟ قال لان الله تعالى يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. ثم قال رحمه الله فما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فلن يكون اليوم دينا ما ما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فلن يكون اليوم دينا. ولن يكون دينا الا ان تقوم الساعة الدين هو الدين الذي مات النبي صلى الله عليه وسلم وترك الناس عليه وما سوى ذلك محدثات وامور مردودة على فاعليها ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد قال صلوا كما رأيتموني اصلي. قال لتأخذوا عني مناسككم فالدين هو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اليوم اكملت لكم دينكم اليوم ما هو اليوم يوم عرفة نزلت في يوم عرفة في يوم عرفة عشية عرفة والنبي صلى الله عليه وسلم قائم واقف في عرفة نزلة اليوم اكملت لكم دينه ففي يوم عرفة الدين كمل الدين كمل بحلاله وحرامه وفرائضه وواجباته واوامره كمل الدين ولهذا بعد ذلك اليوم بعد يوم عرفة عاش النبي صلى الله عليه وسلم فترة ليست بطولة لم ينزل فيها حلال ولا حرام. لان الدين كمل في ذلك اليوم. اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي. تمت النعمة بماذا بكمال الدين وهذا فيه فائدة لك ان تمام النعمة عليك بحسب ماذا حظك من الدين تمام النعمة عليك بسبب حظك حظك من الدين فكلما كان حظك من الدين اعظم كان نصيبك من النعمة اوفر واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وهذه فضيلة من فضائل فهذا الدين وهو الديء وهو انه دين رضيه الله تبارك وتعالى لعباده بل لا يرضى دينا سواه ولهذا قال تعالى في اية اخرى ومن يبتغي غير الاسلام دينا ان يقبل منه ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. يعني من ابتغى لنفسه دينا غير هذا الدين الذي بعث به النبي عليه الصلاة والسلام فلن يقبل منه وليس فقط لا يقبل منه ثم يكون الامر لا له ولا عليه لا وهو في الاخرة من الخاسرين وفي الاخرة من الخاسرين اذا قول الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. في هذه الاية ثلاثة فضائل للاسلام في الاية ثلاثة فضائل للاسلام الفظيلة الاولى انه دين كامل لا نقص فيه والفظيلة الثانية ان تمام النعمة على العبد لا تكون الا به والفظيلة الثالثة انه الدين الذي رظيه تبارك وتعالى لعباده ولهذا بدأ المصنف رحمه الله بهذه الاية العظيمة لا لما اشتملت عليه من بيان فظائل هذا الدين وكمالاته وانه سبب النعم والسلامة من النقم النعم بكل ما تعنيه هذه الكلمة من من معنى وكذلك البعد من النقم كل ذلك لا يكون الا بالمحافظة على هذا الدين والعناية به عقيدة وعبادة وخلقا وسلوكا قال رحمه الله تعالى وقوله تعالى قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم الاية ثم تم بهذه الاية العظيمة وهي ايضا تبين مكانة هذا الدين وعظم شأنه بقوة حججه وبراهينه وانه دين واظح براهينه واضحات دلائله جليات وما سواه اديان باطلة قائمة على الخرافة وعلى الوهم وعلى الظنون الفاسدة والافكار الفاسدة اما دين الاسلام فهو دين عظيم دين قائم على البراهين الواضحة والحجج البينة والدلالة الساطعة الشاهدة بصدقه وانه الدين الحق وانه ليس دين حق سواه ولهذا جاء بهذه الاية مبينا ذلك في فضل الاسلام ومكانته قال قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني ان كنتم في شك من ديني قل اي يا رسول الله يا نبي الله قل للناس يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني يعني ان كان عندكم شك او ارتياب من صحة الدين الذي انا عليه ان كان عندكم شك في ان الدين الذي انا عليه هو الدين الحق ان كنتم مرتابين من هذا الدين ان كانت قلوبكم مرتابة منه وتظنون ان الدين الذي انتم عليه هو الدين الحق فانني اقول لكم ماذا؟ فلا اعبد الذي تعبدون من دون الله ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم وتأمل هنا تأمل بيانك مال هذا الدين وبطلان ما سواه بهذه الكلمة التي امر النبي عليه الصلاة والسلام ان يقولها لكل مرتاب شاك مقبل على عبادة الاوثان والاصنام تاركا عبادتي الرب العظيم الخالق لهذه الاكوان المتصرف في المخلوقات خلقا ورزقا واحياء واماتة وتدبيرا فيقول قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله لا اعبد الذين تعبدون من دون الله لان كل من يعبد من دون الله تبارك وتعالى ليس على عبادته اي دليل ليس على صحة عبادته اي دليل فكل من يعبد من دون الله عبادته من دون الله لم يقم عليها اي دليل وليس عليها اي برهان وليس فيها اي اثارة من علم كل عبادة من دون الله عبادة ليست قائمة على دليل ولهذا قال عليه الصلاة والسلام كما كما اخبر الله افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى الكم الذكر وله الانثى تلك اذا قسمة بيزا ان هي الا اسماء سميتموها انتم وابائكم ما انزل الله بها من سلطان وقال تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به وقال تعالى فيما ذكر عن يوسف عليه السلام ارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ولهذا كل تعبد بغير الاسلام وكل عبادة على غير الاسلام فهي على غير برهان وعلى غير حجة بل قائمة على الخرافة وعلى الباطل وعلى الفكر القاصر والتصورات الضعيفة القاصرة فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله. لان كل من تعبدونه من دون الله عبادته من دون الله ليست قائمة على اي برهان اعطونا دليلا واحد هاتوا دليلا واحدا يبين صحة عبادة هذه الاشياء هل هذه الاشياء التي تعبدونها هل تملك لكم ضرا او نفعا عطاء او منعا خفظا او آآ رفعا هل تملك شيئا من ذلك هل بيدها احياء؟ هل بيدها اماتة؟ هل بيدها تصرف هل هل القرآن جاء باسئلة كثيرة في هذا الباب تبين فساد عبادات هؤلاء القائمة على الشرك وعلى الخرافة ولهذا قال ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله لان كل ما يعبد من دون الله فعبادته قائمة على الباطل كل عبادة من دون الله فكل من عبد من دون الله فعبادته قايمة على الباطل ولكن اعبد الله ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم هذا برهان واحد من الاف البراهين ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم خذوا برهانا واحدا ودليلا واحدا على صحة هذا الدين وهو الاخلاص لله تبارك وتعالى وافراده سبحانه وتعالى وحده بالعبادة الذي يتوفاكم من الذي يتوفاكم موتكم بيد من ليس بيد احد الا رب العالمين سبحانه وتعالى الذي يتوفاك هذا برهان واحد من مئات والاف البراهين الدالة على وجوب اخلاص الدين لله والاستسلام لله رب العالمين الذي بيده ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض ولهذا ساق لهم دليلا واحدا وابانا انهم ليس عندهم اي دليل ليس عندهم اي برهان فهذا مما يبين فضل الدين ومكانته فظل دين الاسلام ومكانته انه الدين الذي قامت عليه البراهين الظاهرات والحجج الجليات الواضحات واما ما سواه من من الاديان والعقائد فهي عقائد ليست قائمة على دليل ما انزل الله بها من سلطان ما انزل الله بها من سلطان ومما سبق نستفيد فائدة عظيمة بل قاعدة مهمة وهي ان الاديان الموجودة على وجه الارض بين الناس ويعتقدونها ويدينون بها هي على قسمين القسم الاول دين نازل ممن ممن خلق هذا الكون واوجده دين نازل وانه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الامين. على قلبك لتكون من المنذرين. بلسان عربي مبين دين نازل نزل من الله سبحانه وتعالى وانظر في في في تمام هذا التنزل للدين ونزوله من رب العالمين ان ختم بقوله ماذا اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ماذا قال عمر رضي الله عنه اني لاعرف اليوم الذي نزلت فيه نزلت اليوم الذي نزلت فيه هذه الاية والساعة التي نزلت فيها هذه الاية نزلت في عشية عرفة في يوم جمعة هو دين نازل نزلت تباعا تنزل من رب العالمين الى ان كمل وانزل الله تبارك وتعالى مخبرا بكماله وتمامه قوله اليوم اكملت لكم دينكم فهو دين نازل من رب العالمين وهذا الدين النازل من رب العالمين وحده هو الدين الحق وما سواه من الاديان التي على وجه الارض كلها باطلة لماذا لانها اديان نابتة في الارض اديان نابتة في الارض ما انزل الله بها من سلطان والسلطان هو الحجة وسميت الحجة سلطانا لانها تتسلط على القلب ولا يستطيع ان ينفك عنها خانقة وماسكة بالانسان قال ما انزل الله بها من سلطان اي ما انزل الله بها من حجة ولهذا مما سبق نستفيد قاعدة في الباب وهي ان كل الاديان التي وجدت كل دين لم ينزل الله تبارك وتعالى به من سلطان فهو دين نابت في الارض يعني اخترعه الناس بعقولهم بافكارهم بارائهم بتجاربهم الى غير ذلك وكل دين نابت وهو دين باطل دين باطل لان الله سبحانه وتعالى لا يرظى اي دين مهما استحسنه الناس ومهما استجودوا ومهما عظموه لا يقبله الله تبارك وتعالى فهو جل وعلا لا يقبل من الاديان الا الدين الذي ماذا نزل منه لا يقبل الله سبحانه وتعالى من الاديان الا الدين الذي نزل منه. ولو سألتكم الان ما هي امارة الدين النازل ما هي الامارة التي يعرف بها الدين النازل من غيره قال الله وقال رسوله هذه الامارة امارة الدين النازل قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم فاذا وجد الدليل من كلام الله او كلام رسوله عليه الصلاة والسلام فهذا دليل على انه ماذا الدين نزل من رب العالمين لكن لو قال لك شخص نريد ان نفعل كذا نتقرب الى الله بهذا. لاني جربت انا وشيوخي جربوا مثلا وهل مو دليل او قال لك نريد نعتقد كذا لان في تصوري وفي خيالي وفي فكري وبدأ يسوق يسوق لك عقليات وخيالات تقول هذا لا يبنى عليه دين. الدين لا يبنى الا على ماذا الا على شيء نازل من رب العالمين وما لم ينزل من رب العالمين فهو باطل مهما استحسنه صاحبه ومهما استجوده ومهما رآه جميلا فالله جل وعلا لا يقبل من آآ من الاديان من الاعمال من العقائد الا ما كان ماذا نازلا منه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه قال وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم. والله غفور رحيم ثم ختم الايات بهذه الاية الكريمة في بيان فضل الاسلام قال وقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله ناداهم باسم الايمان يا ايها الذين امنوا ناداهم باسم الايمان وقد قيل في في تفسير هذه الاية ان المراد بهؤلاء من امن من اهل الكتاب وقيل ان المراد عموم من امن عموم من امن وهو الاقرب والاظهر ولهذا قيل في معنى يؤتكم كفلين من رحمته اي من امن من اهل الكتاب يؤتهم نصيبين وافرين من رحمته نصيب على ايمان بالانبياء ثم نصيب على ايمانهم بخاتم الانبياء عليهم الصلاة عليهم صلوات الله وسلامه وقيل المراد عموم اأهل الايمان وايتاء الكفلين من رحمته قيل على التقوى وعلى الايمان المأمور بهما في الاية وقيل على فعل الاوامر واجتناب النواهي وهو ما يقتضيه الجمع بين التقوى والايمان في النص الواحد التقوى اتقاء المحرمات والايمان العقائد الصحيحة هو فعل الاوامر والطاعات وهذا حال اجتماع الايمان والتقوى في النص الواحد اما اذا ذكر كل واحد منهما مفردا شمل معنى الاخر على ما بين في القاعدة المتقدمة قال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله ناداهم باسم الايمان وامرهم بمقتضيات هذا الايمان تقوى الله والايمان برسوله اتقوا الله وامنوا برسوله اتقوا الله وامنوا برسوله اتقوا الله وذلك بتحقيق تقواه سبحانه بان تجعلوا بينكم وبين ما تخشون من عقاب الله وسخطه وقاية تقي من ذلك وامنوا برسوله وانه وانه رسول حق مرسل من رب العالمين وهذا الايمان يقتضي طاعته صلى الله عليه وسلم بما يأمر به وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله اتقوا الله وامنوا برسوله وهذه حقيقة الاسلام حقيقة الاسلام تقوى الله والايمان بالرسول انقيادا وامتثالا وطاعة لله سبحانه وتعالى تقوى الله بتحقيق توحيده واخلاص الدين له والايمان برسوله بطاعته وامتثال اوامره عليه الصلاة والسلام واجتناب نواهيه هذي حقيقة الاسلام اما الفضائل ما هي قال يؤتكم كيف ليلة من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم. فهذه فضائل للاسلام الفظيلة الاولى قال يؤتكم كفين من رحمته يؤتكم كفلين من رحمته هيا نصيبين وافرين وحظين عظيمين من رحمته سبحانه وتعالى التي كتبها لاهل الايمان واهل الاسلام ويجعل لكم نورا تمشون به ويجعل لكم نورا تمشون به اي ان استمساك العبد بالاسلام وطاعته للرسول وايمانه بما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ومعرفته بذلك هو في الحقيقة نور يضيء له طريقه افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه فمن كان عنده الاسلام فعنده نور يضيء له الطريق في الظلمات ولهذا ايضا قال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب والايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا فالاسلام نور وظياء يعرف به صاحبه الحق من الباطل والهدى من الضلال يعرف به الطريق الذي يوصله الى رضا الله تبارك وتعالى وجنات النعيم قال ويجعل لكم نورا تمشون به تمشون به اي بهذا النور ويغفر لكم ان يغفر لكم ذنوبكم والمغفرة هي العفو والصفح والستر قد قال عليه الصلاة والسلام الاسلام يهدم ما كان قبله كما انه قال الحج يهدم ما كان قبله كما قال التوبة تهدم ما كان قبلها فالاسلام وتحقيقه اعظم ما تمحى به الخطايا وتكفر به السيئات قال والله غفور رحيم ختمت بهذه الاية ختمت هذه الاية بهذين الاسمين لتعلقها لتعلقهما بالمعنى الذي ورد في الاية المعنى الذي ورد في الاية الدعوة للاسلام وتحقيق تقوى الله وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام وبيان ما يترتب على ذلك من الاثار والعوائد ومنها ايتاء الله عز وجل لمن كان كذلك كفلين من رحمته ويجعل له نورا يمشي به ويغفر له وهذا كله من اثار هذين الاسمين العظيمين الغفور الرحيم فالله عز وجل اذا اراد بعبده خيرا ورحمة ومغفرة وفقه لهذه الاعمال وجعله من اهلها فينال بذلك رحمة الله عز وجل ومغفرته ونسأل الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين لما يحبه ويرضاه من صالح الاعمال وسديد الاعمال ونسأله تبارك وتعالى ان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. ونسأله جل وعلا ان يزيننا بزينة الايمان وان يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين ونسأله تبارك وتعالى من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ به من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونسأله تبارك وتعالى الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ به من النار وما قرب اليها من قول او عمل وان يجعل عاقبتنا في الامور كلها رشدا انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وحسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين