بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما. وبعد معاشر المؤمنين في موضوع فضل الاسلام والحديث عن فضائل الاسلام والاسلام فضائله لا حصر لها ولا عد قد مر معنا بالامس من فضائل الاسلام ما دل عليه قول الله تبارك وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فهذه ثلاثة فضائل للاسلام ذكرت في هذه الاية الكريمة فهو الدين الذي اكمله الله تبارك وتعالى لعباده وهو الدين الذي به تمام النعمة على العباد وهو الدين الذي رضيه الله تبارك وتعالى لعباده دينا ولا يقبل منهم دينا سواه كما قال سبحانه وتعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ومر معنا كذلك من فضائل الاسلام انه الدين الذي قامت عليه وادلت عليه الحجج الواضحات البينات وكل ما سواه من الاديان ليس لها حجة ولا برهان وما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان قد مر معنا في هذا المعنى قول الله تبارك وتعالى قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم ومر معنا كذلك من فضائل الاسلام العظيمة ان من كان مسلما مؤمنا متقيا يؤتى اجره يوم القيامة مرتين ويؤتيه الله عز وجل نورا يبصر به الطريق ويرى به السبيل وتغفر له ذنوبه كما هو مبين في قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم وبعد هذه الفضائل المنتقاة من كتاب الله عز وجل يشرع المصنف رحمه الله وغفر له في ذكر بعض فضائل الاسلام التي وردت في سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال المؤلف رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين قال وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال مثلكم ومثل اهل الكتابين كمثل رجل استأجر اجراء فقال من يعمل لي من غدوة من يعمل لي من غدوة الى نصف النهار على قيراط فعملت اليهود فعملت اليهود ثم قال من يعمل لي من نصف النهار الى صلاة العصر على قيراط فعملت فعملت النصارى ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر الى ان تغيب الشمس على قيراطين فانتم هم فغضبت اليهود والنصارى. وقالوا ما لنا اكثر عملا واقل اجرا. قال هل نقصتكم من حقكم شيئا قالوا لا قال ذلك فضلي اوتيه من اشاء اورد المصنف هنا هذا الحديث العظيم ببيان فضل الاسلام وانه افضل دينا انزله الله تبارك وتعالى على عباده وختم به الاديان ببعثة محمد عليه الصلاة والسلام هذا الدين العظيم الذي هو اخر الاديان المنزلة من الله تبارك وتعالى على عباده وقد شاء تبارك وتعالى ان يكون هذا الدين الذي هو اخر الاديان المنزلة وخاتمتها اعظم دينا اعظم دين باحكامه واعماله وما جاء فيه من اوامر ونواهي وفضائل واجور مضاعفة وهذا فضل الله تبارك وتعالى يؤتيه من يشاء والاية التي ختم بها المصنف رحمه الله فضل الاسلام يليها قول الله سبحانه وتعالى لئلا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل الله وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم فالفضل بيد الله تبارك وتعالى والله عز وجل يؤتي الفضل من يشاء فالامور بتدبيره عز وجل وهو الذي يحكم بين العباد الى الحكم الا لله امر الا تعبد الا اياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون فالفضل فضله سبحانه وتعالى ولهذا خص هذا الدين العظيم دين الاسلام بان جعله متميزا عن غيره من الاديان المنزلة باحكامه واجوره المضاعفة وفضائله العظيمة وخيراته العميمة وفضل هذا الدين بالقرآن الكريم الذي هو اعظم كتاب انزله الله تبارك وتعالى على اعظم وافضل رسول صلى الله عليه وسلم ولهذا فان الفضل الذي ناله اهل الاسلام بهذا الدين الذي ختمت به الرسالات المنزلة والاديان المنزلة يرجع الى فضل الكتاب الذي نزل عليهم يرجع الى فظل الكتاب الذي نزل عليهم وهو القرآن الكريم افضل كتاب انزله الله تبارك وتعالى ولهذا فان الامام البخاري رحمه الله في كتابه الصحيح اورد هذا الحديث في فصل عنوانه فضل القرآن اورد هذا الحديث في فصل عنوانه فضل القرآن او فضائل القرآن والقرآن ليس له ذكر في هذا الحديث والامام البخاري رحمه الله اورد الحديث في فضائل القرآن ونبه اهل العلم في شرح الحديث الى ان صلة هذا الحديث بالترجمة من جهة ان فضل الاسلام من فضل القرآن فضل الاسلام وفضل هذا الدين الذي انزله الله تبارك وتعالى يرجع الى فضل القرآن الذي انزله الله تبارك وتعالى على امة محمد عليه الصلاة والسلام ولهذا جاء في هذا القرآن الكريم من الفضائل والخصائص والمميزات ما لم يأتي في كتاب اخر ولهذا جاء في حديث صحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال انزل علي سورة لم يأتي في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور مثلها. فاتحة الكتاب فهذه فضائل وجاءه ملك يبشره بهذه السورة العظيمة كما جاء في الصحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال بين جبريل قاعد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ سمع صوتا من جهة السماء فرفع رأسه اي جبريل وقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط قبل اليوم ونزل منه ملك فقال جبريل هذا ملك نزل اليوم لم ينزل قط قبل اليوم ثم جاء هذا الملك الذي نزل الى الارض اول مرة من ذاك الباب الذي فتح من السماء لاول مرة وجاء الى النبي عليه الصلاة والسلام وقال يا محمد ابشر بنورين اوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك ابشر بنورين اوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك. فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة وانك لن تقرأ بحرف منهما الا اوتيته فهذه فضائل وخصائص مميزات خص الله تبارك وتعالى بها كتابه العظيم القرآن الكريم الذي ختم به الكتب المنزلة وجاءت الاجور مضاعفة تضعيفا لم تكن عليه في الاديان التي قبلنا التي انزلها الله تبارك وتعالى وجاءت الامور فيها من التيسير والتخفيف ما لم يكن ايظا في الاديان التي قبلنا وفي الدعاء في القرآن الكريم في الايات التي في خواتيم سورة البقرة وقد اوتيها النبي عليه الصلاة والسلام ولم يؤتها نبي قبله يقول الله عز وجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا هذي من الخصائص والفظائل التي من الله تبارك وتعالى عليه على امة محمد صلوات الله وسلامه عليه بها كان بعض من قبلنا توبته لا تقبل منه الا ان يقتل نفسه ان يقتل نفسه توبة الى الله تبارك وتعالى وحملوا من الامور امورا خففت عن امة محمد عليه الصلاة والسلام ورفعت عنهم منا من الله تبارك وتعالى وفضله ولهذا قال جل وعلا في اوصاف هذا النبي ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم هذا كله من فضل الله تبارك وتعالى بهذا الدين الاسلامي الدين العظيم الذي بعث الله تبارك وتعالى به رسوله ونبيه محمدا عليه الصلاة والسلام ومما تميز به هذا الدين دين الاسلام خاتمة الاديان المنزلة ان الاجور فيه مضاعفة والعمل فيه قليل العمل فيه قليل والاجور فيه مضاعفة الصلاة التي امرنا بها مخففة عن خمسين صلاة ولما اسري بالنبي صلى الله عليه وسلم الى السماء وكان يتردد بين رب العالمين وموسى عليه السلام ففرضت الصلاة اول ما فرضت خمسين صلاة في اليوم والليلة ونزل بها عليه الصلاة والسلام مستجيبا فلقيه موسى وقال ان امتك لا تطيق ذلك. فاسأل الله التخفيف واخذ عليه الصلاة والسلام في في سؤال التخفيف وكلما نزل بتخفيف اخر قال موسى ان امتك لا تطيق ذلك فخففت الصلاة الى خمس صلوات في اليوم والليلة فهي خمسون في العمل وخمسون فهي خمس في العمل وخمسون في الاجر والثواب فهذا من تخفيف الله ومنه تبارك وتعالى على هذه الامة امة الاسلام امة محمد عليه الصلاة والسلام فالعمل الذي طلب من اهل الاسلام قليل والاجور التي اثيب بها كثيرة جدا والاديان التي قبلنا العمل اكثر والاجر عليه اقل دون ان يظلم تبارك وتعالى اهل تلك الاديان لكنه تفضل على امة محمد عليه الصلاة والسلام باجور مضاعفة ولهذا في الحديث الذي سيأتي معنا الان شرحه وبيان معناه لما غضبت اليهود والنصارى قال رب العالمين هل نقصتكم من اجلكم شيء؟ قالوا لا قال هذا فضلي اوتيه من اشاء فالامم التي قبلنا لم ينقصوا شيئا من اجورهم لم ينقصوا شيئا من اجورهم ولكنه عليه الصلاة والسلام خص امة الاسلام ولكن الله تبارك وتعالى خص امة الاسلام باجور مضاعفة لم تكن للامم التي قبلنا فلله تبارك وتعالى الحمد اولا واخرا وله تبارك وتعالى الشكر ظاهرا وباطنا على هذه المنة العظيمة التي نسأله تبارك وتعالى ان يوزعنا شكرها وتحقيق القيام بهذا الدين على الوجه الذي يرضيه عنا قال وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثلكم ومثل اهل الكتابين مثلكم ومثل اهل الكتابين اهل الكتابين المراد بهما اليهود والنصارى اليهود الكتاب الذي انزل عليهم التوراة والنصارى الكتاب الذي انزل عليهم الانجيل فهم اهل كتابين اي لكل منهما كتاب اليهود كتابهم التوراة والنصارى كتابهم الانجيل ونبينا عليه الصلاة والسلام يضرب هنا مثلا لحال هذه الامة مقارنة بحال اليهود والنصارى بالاجور والثواب والجزاء على الاعمال ومحصلة هذا المثل بيان ان الاجر لامة الاسلام اجرا مضاعفا وزائدا على الاجور التي كانت لمن قبلنا والعمل الذي لامة الاسلام اقل من عملهم فالعمل اقل والاجر اكثر واولئك كان العمل عندهم اكثر والاجر اقل دون ان ينقصوا شيئا ولكنه تفضل تبارك وتعالى على امتي الاسلام بالتضعيف في الاجور والثواب وهذا مثل ضربه النبي عليه الصلاة والسلام ليوضح هذا الامر ليوضح هذا الامر وهو الاجر على العمل لامة الاسلام مقارنا بالاجر على العمل لليهود والنصارى اهل الكتابين والامثال لها شأن في توضيح الامور وتبينها وجعل الامر المعنوي بمنزلة الامر المحسوس المعاينة المشاهد فالامثال يقصد بها توظيح المعاني وتجليتها بحيث ترى الامر المعنوي امامك شيئا محسوسا بالمثال الذي ضرب له ولهذا كثرت الامثال في القرآن ففي القرآن ما يزيد على الاربعين مثل وكثرت الامثال في السنة حتى انها لكثرتها بعض العلماء افردوها بالتصنيف افرد غير واحد من اهل العلم كتبا في الامثال امثال السنة كذلك امثال القرآن ففيها توضيح بحقائق الدين واصول الايمان وفضائل الدين والمثل يكون به الامر المعنوي بمثابة ومنزلة الامر المحسوس فالان في هذا الحديث سيبين النبي عليه الصلاة والسلام الاجر الذي لامة الاسلام مقارنا بالاجر الذي اهل الكتابين مع كثرة العمل عندهم وقلة العمل عند امة الاسلام واستمع الى هذا المثل قال مثلكم ومثل اهل الكتابين كمثل رجل استأجر اجراء استأجر اجراء اي استأجر عمالا يعملون عنده باجر وبمقابل وهؤلاء الاجراء كما هو في الحديث لهم ثلاثة اوقات لهم ثلاثة اوقات فقال من يعمل لي من غدوة الى نصف النهار من غدوة من الفجر الى نصف النهار الى صلاة الظهر او قريبا منها وهذا وقت طويل من يعمل لي من غدوة الى نصف النهار على قيراط وقت العمل طويل والاجر عليه قيراط واحد وقيل في في القيراط انه من اجزاء الدينار على قيراط فعملت اليهود يعني في هذا الوقت عملت اليهود في في هذا الوقت من غدوة الى نصف النهار والاجرة قيراط ثم قال من يعمل لي من صلاة من نصف النهار الى صلاة العصر على قيراط وهذا وقت طويل الا انه اقصر من الوقت الذي قبله الوقت الذي من غدوة الى نصف النهار اطول من الوقت الذي من نصف النهار الى صلاة العصر فعملت النصارى فعملت النصارى ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر الى ان تغيب الشمس على قيراطين من يعمل لي من صلاة العصر الى ان تغيب الشمس على قيراطين على من صلاة العصر الى غروب الشمس هذا الوقت اقل وقت العمل اقل من الوقت الذي هو من غدوة الى نصف النهار ومن الوقت الذي هو من نصف النهار الى العصر فالوقت اقل والاجر ماذا الاجر دبل مظاعف اولئك الوقت اطول وهؤلاء وامة الاسلام الوقت اقل واولئك الاجر قيراط وامة الاسلام الاجر قيراطان يعني دبل ظعف الذي يؤتاه اولئك يعني الاجر الذي يؤتاه اولئك مدبولا القيراط معه قيراط اخر قال عليه الصلاة والسلام فانتم هم انتم هم يعني انتم يا امة الاسلام هم يعني انتم هؤلاء الذين عملهم من العصر الى غروب الشمس واجرهم قيراطان مشيرا عليه الصلاة والسلام بهذا المثل وعرفنا ان الانف لا يؤتى بها للتوضيح والبيان اذ ليس وقت العمل لامة الاسلام محصورا في هذا الوقت ولا ايظا وقت العمل للنصارى محصورا في الوقت المشار اليه في الحديث ولا وقت العمل لليهود محصورا في الوقت المشار اليه في الحديث وانما هذا مثال للتوضيح والبيان فقال انتم هم اي انتم الامة التي خصت وميزت بعمل اقل واجر مضاعف عمل اقل واجر مضاعف فهذه فضيلة هذه فضيلة لامة الاسلام دل عليها هذا الحديث ان عملها اقل واجرها مضاعف على الامم التي قبلنا قال فانتم هم يعني يا امة الاسلام فغضبت اليهود والنصارى وقالوا ما لنا اكثر عملا واقل اجرا ما لنا اكثر عملا واقل اجرا العمل الذي عملناه اكثر والاجر الذي اوتيناه اقل فقال هل نقصتكم من حقكم شيء هل نقصتكم من حقكم شيء شيئا يعني هل الاجور التي لكم نقص منها شيء ام اخذتموها وافية والجواب انهم اخذوا اجورهم وافية لا نقص فيها قالوا لا يعني لم ننقص شيئا من اجورنا قال ذلك فضلي اوتيه من من اشاء ذلك فضلي اوتيه من اشاء فاذا اعطى اولئك اجورهم وافية لم يظلمهم واذا خص امة الاسلام بمزيد اجره بمزيد اجر ومضاعفة ثواب فهذا فظله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم قال ذلك فضلي اوتيه من اشاء والله تبارك وتعالى قال بالاية التي مرت معنا مختومة بها سورة الحديد لئلا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل الله وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم فهذا من فضل الله والواجب على امة الاسلام ان يستشعروا هذه النعمة العظيمة ان يستشعروا هذه النعمة العظيمة والمنة الكبيرة التي من بها عليهم ربهم تبارك وتعالى وان يذكروا منة الله تبارك وتعالى عليهم بالاسلام فانها اعظم المنن ورب العالمين سبحانه وتعالى يحب من امة الاسلام ان يذكروا هذه النعمة يحب من امة الاسلام ان يذكروا هذه النعمة جل وعلا بل جاء في صحيح مسلم من حديث معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه قال كنا جلوسا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر قلنا حلقة جلوس في المسجد نتذاكر فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ما اجلسكم ما اجلسكم يعني لماذا هذا الجلوس؟ ما المقصد منه قالوا جلسنا نذكر الاسلام وما من الله تبارك وتعالى علينا به نذكر منة الله علينا بالاسلام والهداية لهذا الدين والنعمة التي انعم الله علينا بها بهذا الدين وانقاذ الله تبارك وتعالى لنا من الجاهلية الجهلاء والظلالة العمياء فجلسوا في المسجد يذكرون نعمة الاسلام قال معاوية فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم االله ما اجلسكم الا ذلك استحلفهم بالله الله ما اجلسكم الا ذلك؟ يعني ما جلستم الا لهذا الامر لا لامر اخر قال فقلنا والله ما اجلسنا الا ذلك والله ما جلسنا الا لتذكر هذا الامر ومذاكرة هذا الامر فقال عليه الصلاة والسلام اما والله اني لم استحلفكم تهمة لكم يعني لم اطلب منكم الحلف لانني اتهمكم على الكذب ليس هذا الغرض وليس هذا السبب اذا ما هو السبب قال اما والله اني لم استحلفكم تهمة لكم ولكن اتاني جبريل انفا فاخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته اتاني جبريل انفا فاخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته فهذا الحديث العظيم وهو في صحيح مسلم يفيد ان الله تبارك وتعالى يحب من عباده ذلك ان يجلسوا لتعلم الاسلام وفضائل الاسلام ومكانة الاسلام ونعمة الله تبارك وتعالى على عباده بالاسلام يحب ذلك تبارك وتعالى من عباده ولهذا جاء جبريل الى النبي عليه الصلاة والسلام يخبره بان الله يباهي ملائكته بهؤلاء الذين جلسوا في المسجد مذاكرة الاسلام وفضائل الاسلام ومنة الله تبارك وتعالى عليهم بالاسلام وهذا من فظله تبارك وتعالى على عباده وعظيم منه عليهم مع انه سبحانه غني عن العباد غني عن العباد وغني عن جلوسهم لطاعته وذكره وعبادته غني عن ذلك كله فهو سبحانه وتعالى لا تنفعه طاعة من اطاع ولا تضره معصية من عصى فمن الخير للمسلم ان يتذكر نعمة الله تبارك وتعالى عليه بالاسلام ومنة الله عليه بهذا الدين وان يحرص على تحقيق شكر هذه النعمة ان يحرص على تحقيق شكر هذه النعمة فشكر الله على الاسلام ان تعمل بالاسلام. اعملوا ال داوود شكرا وان تحرص على تعلم الاسلام ومعرفته ومعرفة اركانه وواجباته ومعرفة فضائله تتعلم ذلك والنبي عليه الصلاة والسلام شرح الاسلام بينة ووضح فتقبل على سنة النبي عليه الصلاة والسلام تتعلم هذا الدين العظيم تتعلم هذا الدين العظيم وتجاهد نفسك على القيام به كما امرك الله تبارك وتعالى نعم قال وفيه ايضا عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اظل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وللنصارى يوم الاحد فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة نحن الاخرون نحن الاخرون من اهل الدنيا والاولون يوم القيامة ثم اورد رحمه الله هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا اضل عن الجمعة من كان قبلنا ومن الله تبارك وتعالى على امة الاسلام بمعرفة هذا اليوم ومعرفة قدره ومعرفة عظيم الثواب الذي اعده تبارك وتعالى لعباده في هذا اليوم العظيم ويوم الجمعة له خصائص عجيبة وميزات عظيمة وفضائل كبيرة وقد اطال في عدها وبيانها وتفصيلها العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد بالمجلد الاول منه فقد تكلم كلاما بديعا وعظيما بخصائص وفضائل يوم الجمعة وقد عدد من خصائصه وفضائله ما يزيد على الثلاثين ما يزيد على الثلاثين مما يبين مكانة هذا اليوم وعظيم فضل الله تبارك وتعالى على عباده به فهذا اليوم العظيم المبارك الذي هو خير ايام الاسبوع وافضلها اظل الله تبارك وتعالى عنه كما جاء في في هذا الحديث من كان قبلنا وهدى امة الاسلام اليه هدى امة الاسلام اليه قال فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الاحد فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة فهذا فهذه منة الله تبارك وتعالى ان هدى امة الاسلام لهذا اليوم العظيم وعرفهم بفظائله وخصائصه وميزاته ولهذا فان ليوم الجمعة عند اهل الاسلام شأن وله مكانة وفيه فريضة عظيمة دعا تبارك وتعالى اليها امة الاسلام في كتابه في سورة الجمعة قال تعالى يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا لذكر الله وذروا البيع دعاهم الى هذه الفريضة العظيمة التي في يوم الجمعة فيجتمع الناس ويغدون ويذهبون الى المسجد في هذا اليوم المبارك واجورهم وثوابهم عند الله تبارك وتعالى بهذا اليوم بقدر تبكيرهم فمن جاء في الساعة الاولى فكأنما قرب بدنه ومن جاء في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن جاء في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا ومن جاء في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن جاء في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة اجورهم متفاوتة في هذا اليوم بقدر تبكيرهم ودنوهم من الامام وطمأنينتهم في هذا اليوم وحرصهم على سماء الخير والعلم الذي يلقى في هذا اليوم في الخطبة خطبة الجمعة التي كان لها شأن عظيم عند نبينا عليه الصلاة والسلام حيث كان كل جمعة يخطب الناس وكان في خطبته كانه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم وكان يقول اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وقد جاء لهذا اليوم ولحضور هذه الصلاة والتبكير لها جاء في ذلك اجور عظيمة جدا ولا ولا يهولك عظم الاجر عندما تسمع به ولكن انظر الى او تأمل في عظمة المعطي والمال سبحانه وتعالى على امة الاسلام وقد جاء في الحديث ان الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر وجاء في الحديث ان من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر ومشى ولم يركب كان له بكل خطوة يخطوها اجر سنة كان له بكل خطوة يخطوها اجر سنة او اجر صيام سنة فهذه فضائل فضائل لهذا اليوم العظيمة المبارك وجاء في الحديث ان في يوم الجمعة ساعة يعرف عند اهل العلم بساعة الاجابة لا يوافقها عبد لا يوافقها عبد يسأل الله تبارك وتعالى الا اعطاه الله ما سأل وهذا اليوم له فضائل وخصائص عظيمة يحسن مطالعتها في كتاب زاد المعاد لابن القيم رحمه الله قال فهدانا ليوم الجمعة وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة يبين ذلك عليه الصلاة والسلام بقوله نحن الاخرون من اهل الدنيا والاولون يوم القيامة نحن الاخرون لان امة محمد عليه الصلاة والسلام اخر الامم ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم خاتمة الرسالات وهو عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين قال نحن الاخرون يعني ختمت بنا الامم الاولون يوم القيامة لان امة الاسلام مقدمة على الامم التي قبلها فهم جاؤوا اخرا ولكنهم يأتون مقدمين يوم القيامة ولعله ينطبق هنا قول قول الشاعر من لي بمثل مشيكي المدلل تمشي رويدا وتجيء في الاول امة الاسلام عمل قليل واجر مضاعف وتأتي هذه الامة العظيمة مقدمة على الامم السابقة سابقة عليها بالاجر والثواب والجزاء عند الله تبارك وتعالى. قال وفي تعليقا عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال احب الدين الى الله الحنيفية السمحة انتهى. قال وفيه تعليقا عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه اي في صحيح البخاري والبخاري رحمه الله اورد هذا الحديث في صحيحه معلقا في ترجمة باب لانه ليس على شرطه في الصحيح ولكنه خرجه باسناده في كتاب الادب المفرد وخرجه غيره من اهل العلم وهو حديث حسن الاسناد قال عليه الصلاة والسلام احبوا الدين الى الله الحنيفية السمحة وهذا الحديث فيه ذكر ثلاثة فضائل للاسلام الفظيلة الاولى انه احب الاديان الى الله تبارك وتعالى احب الاديان الى الله تبارك وتعالى والفظيلة الثانية في قوله الحنيفية السمحة فهو دين حنيف ودين سمح والحنيفية هي البعد عن الشرك والاقبال على التوحيد كما قال تبارك وتعالى ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا فالحنيف هو المائل عن الشرك الى التوحيد فدين الاسلام دين حنيف ليس فيه خرافات وليس فيه ضلالات وليس فيه ترهات واوهام وانما هو دين قائم على صحة المعتقد وسلامة الدين وحسن الصلة برب العالمين بالاقبال عليه تبارك وتعالى وحده خضوعا وتذللا ورغبا ورهبا طوادين مائل عن الضلالات متجاف عن الاباطيل والخزعبلات قائم على الحق والهدى والاقبال على الله تبارك وتعالى بصدق واخلاص والسمحة هذه ايضا من فضائل هذا الدين العظيمة انه دين السماحة ودين اليسر وما جعل الله تبارك وتعالى في هذا الدين على العباد من حرج اعماله اعمال ميسرة لعنة فيها ولا مشقة وقد قال عليه الصلاة والسلام في هذا وقد قال عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح ان هذا الدين يسر ولن يساد الدين احد الا غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا فسددوا وقاربوا ابشروا وصف عليه الصلاة والسلام بهذا الدين بانه يسر يسر في عقائده لان عقائده عقائد صحيحة واضحة بينة ليست عقائد قائمة على الخرافة او على الضلال بل هي عقائد سليمة توافق الفطر وتقبلها العقول السليمة واعماله اعمال ميسرة في فرائضه وواجباته ومستحباته امور ميسرة صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب امور ميسرة يسرها رب العالمين اتقوا الله ما استطعتم ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم فهو دين سماحة ودين يسر وليس فيه مشقة وليس فيه عنج قد قال الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فهو دين دين سمح دين ميسر دين سهل فيها هذه الصفات العظيمة التي تدل على كماله ورفعته قال وعن ابي بن كابر رضي الله عنه قال عليكم بالسبيل والسنة فانه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار. نعم وليس من عبد وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن فاقشعر جلده من خشية الله الا كان مثله كمثل شجرة يبس ورقها فبينما هي كذلك اذ اصابتها الريح اذا اصابتها الريح فتحات عنها ورقها الا تحاتت عنه ذنوبه كما تحات عن هذه عن هذه الشجرة الا كما الا عنه ذنوبه كما تحات عن هذه الشجرة ورقها وان اقتصادا في سبيل وسنة خير من اشتهام اجتهاد في خلاف سبيل وسنة ثم اورد المصنف رحمه الله هذا الاثر العظيم عن ابي ابن كعب وفيه توضيح لحقيقة الاسلام حقيقة الاسلام وفيه ايضا ذكر فظائل عظيمة جدا لمن يحافظ على الاسلام كما امر كما امر بذلك فاستقم كما امرت فثمة فظائل عظيمة جدا ينالها من حافظ على الاسلام كما امره الله تبارك وتعالى بالمحافظة عليه بخلاف حال كثير من الناس الذي يعملون اعمالا يظنونها من الاسلام ويظنونها من دين الله ويظنونها من شرعه تبارك وتعالى وهي بخلاف ذلك ولهذا جاء في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري ومسلم انه عليه الصلاة والسلام قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه فابي بن كعب رضي الله عنه وارضاه في هذا الاثر العظيم يبين لنا حقيقة الاسلام وما يترتب على قيام العبد بهذه الحقيقة كما امر وعلى الوجه الذي امر به فيقول عليكم بالسبيل والسنة عليكم بالسبيل والسنة السبيل والسنة هو الاسلام لان الاسلام هو سبيل الله الذي دعا عباده الى سلوكه على وفق السنة وما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعل مما يبين لنا هذا المعنى آآ ذلك المثل العظيم الذي ضربه النبي عليه الصلاة والسلام لبيان الدين وبيان الاسلام وحقيقة الاسلام فقال صلى الله عليه وسلم ان الله ظرب مثلا صراطا مستقيما ان الله ظرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران يعني جداران وتأمل المثل جيدا صراط مستقيم ومبني على جنبتين الصراط المستقيم سوران اي جداران وفي وفي السورين ابواب وانت تمشي مع هذا الصراط على يمينك جدار وعلى يسارك جدار وفي الجدار ابواب تمر عليك على يمينك وعلى يسارك قال وفي الابواب سطور مرخاة يعني الابواب ليس لها اقفال وانما كل باب عليه ستارة وعلى الابواب ستور مرخاة ومناد ينادي من اول الصراط ومناد ينادي من جوف الصراط قال عليه الصلاة والسلام اما الصراط فالاسلام الصراط المستقيم الاسلام والشوران حدود الله لان لك في طريق الاسلام حدود ما تخرج عنها وان هذا صراطي مستقيم فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله فلك حدود لا لا لا تتعداها قال واما الابواب التي عليها الستور المرخاة فمحارم الله هذه ابواب تخرج الانسان عن الطريق المستقيم الى حيث الحرام ولاحظ هنا ملاحظة عجيبة ان الطريق الحرام ما يحتاج من داخله الى وقت لان عليه باب والباب عليه الستارة ومن اراد ان يدخل من باب عليه الستارة هل يحتاج الى وقت عند الدخول هل يحتاج الى ان يقف ويعالج يد الباب ليفتح الباب او يفتح القفل ثم يفتح ويدخل الباب الذي عليه ستارة وانت على هيئتك تمشي تلمس الستار بكتفك واذا بك داخل. بدون ما يأخذ منك وقتا او جهدا قال والابواب التي عليها سطور مرخاة هذه آآ المحرمات محارم الله والداء الذي يدعو من اول الصراط كتاب الله يقول يا عباد الله ادخلوا هذا الصراط ولا تعوجوا يعني انتبه ادخل ولا تلف عنه لا يمين ولا شمال والداعي الذي يدعو من جوف الصراط يقول يا عبد الله لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلجه تدخل لا تفتح باب الحرام على نفسك لانك ان فتحت باب الحرام على نفسك دخلت في الحرام فاجعل الباب الذي بينك وبين الحرام مغلق لا تفتحه فانك ان فتحته تلجه قال والدائن الذي يدعو من جوف الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم ولهذا سبحان الله المسلم الذي هو ماض على الطريق المستقيم اذا بدأت نفسه تدخل في معصية يجد في صدره ماذا حزة ووخزة هذا واعظ واعظ الله تبارك وتعالى في في قلب كل مسلم لكن هذا الواعظ يتبلد عند الانسان اذا تعمق في الحرام ومضى فيه فيصبح والعياذ بالله يمضي في الحرام ولا يحس لانه تعطل عنده هذا الاحساس وتبلد عنده هذا الواعظ فهذا مثل عظيم جدا ضربه النبي عليه الصلاة والسلام للاسلام واذا قول ابي عليكم بالسبيل اي عليكم بهذا الصراط الذي هو الاسلام والسنة اي اسلكوا هذا الصراط المستقيم على ضوء السنة التي بعث بها نبينا عليه الصلاة والسلام فليس لك ان تعمل متقربا الى الله سبحانه وتعالى بما شئت من الاعمال قائلا اريد ان اسلك السبيل الموصل الى الله تبارك وتعالى باعمال اخترعها ليس لك ذلك من احدث اامرا من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اي مردود على صاحبه فعليك ان تسلك هذا السبيل على وفق سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال عليكم بالسبيل والسنة ثم انظر الاجر فانه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار لا تمسه النار انتبه لهذا القيد العجيب القيد العظيم الذي نبه عليه ابي رضي الله عنه قال ما من عبد على سبيل وسنة لكن الذي على ضلالة وبدعة وعلى هوى وخرافة لو فاضت عيناه لو فاضت عيناه بالدموع فهو على خطر عظيم من ماذا وعلى خطر عظيم من هذه البدعة التي هو عليها قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ظلت والذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا هو على خطر عظيم ولهذا ينبغي ان يكون العبد وهذا تنبيه عظيم مبارك من ابي رضي الله عنه ينبغي ان يكون العبد في خشوعه وبكائه وخشيته واقباله على الله على السنة لان يجلس الانسان خاشعا باكيا ولكنه على ظلالة وبدعة البدعة لا توصلك الى الله البدعة لا توصلك الى الله ولا تقربك البدعة من الله. البدعة تبعد الانسان من الله ولا تقربه من الله ولهذا لا بد من مع خشية الانسان وخشوعه وبكائه ورقة قلبه لابد مع ذلك من ماذا من من اقبال على الله بالسنة سنة النبي عليه الصلاة والسلام ارأيتم لو ان رجلا جلس عند قبر خاشعا باكيا متذللا دموعه تنهمر لا تقف ويبكي بكاء متواصلا وهو على هذه الحال قائما وعاكفا عند القبر مناجيا صاحب القبر طالبا متوسلا هل هذا العمل وهذا البكاء وهذا الخزوع هل يدنيه من الله او يبعده من الله سبحانه وتعالى يبعده من الله ما يقربه من الله لا يقربه من الله لا يقرب من الله الا العمل الصالح الخالص فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ولهذا نبه هذا الصحابي الجليل على هذا القيد المهم الخشوع ودقة العين والدموع امر طيب لكن على ماذا على سبيل وسنة على سبيل وسنة. اما اذا كانت هذه الدموع وذاك الخشوع على غير سبيل وسنة فالله لا يقبل من العمل الا الخالص الموافق للسنة ولهذا قال العلماء لا يقبل العمل الا بشرطين لا يقبل العمل الا بشرطين الشرط الاول الاخلاص والشرط الثاني المتابعة ولعل في قول اه ابي بن كعب عليكم بالسبيل والسنة اشارة الى هذين الشرطين فالسبيل هو الاسلام وهو الاستسلام لله على وجه الاخلاص والسنة هو هي الاتباع والاقتداء بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام والله تبارك وتعالى لا يقبل العمل الا اذا كان بهذا الوصف خالصا لله موافقا لسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ولهذا قال الفضيل ابن عياض رحمه الله في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة والصواب ما كان على السنة اي على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ابي وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن تقشعر جلده من خشية الله لاحظ ايضا القيد مرة ثانية اعاده ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن فاقشعر جلده من خشية الله الا كان مثله انظر الثواب كمثل شجرة كمثل شجرة يبس ورقها يعني جفت واصبح فيها ورق يابس فبينما هي كذلك اذ اصابتها ريح اللي جاء هواء فتحات عنها ورقها الا تحاتت عنه ذنوبه كما تحات عن هذه الشجرة ورقها هذا مثال وهذا المثال الذي ذكر ابي جاء ذكره في السنة جاء في السنة ان النبي عليه الصلاة والسلام مر بشجرة يابسة فاخذ آآ خشبة او لوحا وظرب به الشجرة فتساقط من الشجرة ورقها وتحات منها ورقها فقال النبي عليه الصلاة والسلام ما معناه ان مثل من يذكر الله بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير الا تحات عنه ورق الا تحاتت عنه ذنوبه كما يتحات عن هذه الشجرة ورقها. والصحابة يرون الورق يتحاد فيقول هذا مثل عليه الصلاة والسلام لمن يكثر ذكره لله تسبيحا وتحميدا وتهليلا ولاحظ هنا ذكر الله بما شرع يحصل به تحات الذنوب اما ذكر الله بالبدع والاهواء والخرافات والطقوس التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان هذه لا يتحاك فيها الورق لا تحط فيها الذنوب بل يخشى على العبد فيها من الاثم ويخشع العبد فيها من العقوبة فالاعمال التي يتحاد فيها الورى يتحاد فيها الذنوب كما يتحات ورق الاشجار هو التقرب الى الله بالاذكار المشروعة والعبادات التي امر الله تبارك وتعالى عباده بها ثم ختم هذا الاثر ابي بقوله وان اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة الاقتصاد هو التوسط والاعتدال وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال والقصد القصد تبلغ القصد هو التوسط لا غلو ولا جفاء لا افراط ولا تفريط لا تزيد عن المأمور ولا تنقص عنه التوسط هو ان تلزم السبيل والسنة حتى وان قل عملك حتى وان قل العمل فالعبرة ليست بالكم ولكنها بالكيف ان يكون العمل موافق للسنة فانت اجتهد في عمل في في سبيل وسنة ان تقتصد في عمل على سبيل وسنة خير لك من ان تجتهد في عمل ليس على سبيل ولا على سنة اضرب لك مثالا لو انك صليت في ليلة ركعتين بعد صلاة العشاء او قرب صلاة الفجر او قرب صلاة الفجر وختمتها بركعة الوتر واستغفرت الله سبحانه وتعالى من ذنبك هذا الذي كان منك في تلك الليلة هذا الامل ما اسمه اقتصاد في سنة لان عمل مشروع مأمور به عليه عند الله تبارك وتعالى ثواب جزيل اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة هذا خير لك من ان تحيي الليلة الليلة كاملة في بدعة ما انزل الله بها من سلطان مثل مثلا بدعة المولد او بدعة الاحتفال بليلة الاسراء او غير ذلك لو جلست تلك الليلة من صلى ركعتين خير منك بدون هذه الاعمال التي ما شرعها الله لان الله شرع لك في الليل صلاة الليل وشرع لك في الليل ان تستغفر والمستغفرين بالاسحار فان تأمل في الليل الاعمال التي شرعت لك ولو كان العمل الذي قمت به قليل خير لك من ان تجتهد ليلة كاملة في عمل ليس على سبيل ولا على سنة وهذا مثال قس عليه بقية الامور والاعمال وهي قاعدة عظيمة احفظها من هذا الصحابي الجليل ليست هذه القاعدة من آآ اي احد وانما هي من صحابي عرف اه عرف الحق وعرف الهدى ولزم النبي عليه الصلاة والسلام اعطاك هذه القاعدة الذهبية اقتصاد في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة فاذا كان العمل ليس عليه دليل من السنة دعك منه ابتعد عنه وانا حثك عليه الناس وان رغبوك فيه ابتعد عنه وعليك بالعمل الذي هو على السنة ولو كان قليلا فاذا كنت مبتلى في بلدك بمثل هذه الاحتفالات اذا احتفل الناس توجه الى بيتك وصلي ما كتب الله لك من صلاة وحافظ على ما تصلي عليه في لياليك واستغفر الله ونام فانت خير فانت على خير لان اقتصادك هذا وعملك هذا على سنة وفي عمل صالح امرك الله به ورغبة النبي عليه الصلاة والسلام وجاءت فيه احاديث كثيرة جدا عن النبي صلى الله عليه وسلم والف العلماء مؤلفات كثيرة في فضل قيام الليل وثواب قيام الليل فعليك بهذا العمل الصالح الذي فيه فضائل ودعك من الاعمال التي يقوم بها الناس ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان مثل اجتماعهم على انشاد القصائد واجتماعهم على الاراجيز وربما اجتماع بعضهم على الطبول وعلى اعمال من مثل هذه الاعمال ويعدونها من صالح عملهم وهي ليست من السنة ومن يقول انها من السنة يأتي بالدليل السنة بينة ومحفوظة وكتبها معروفة ومشهورة وليس فيها دعوة الى مثل هذه الاعمال فالواجب على المسلمين عموما ان يتقوا الله تبارك وتعالى وان يحافظوا على دينهم على هذا النهج المبارك الذي رسمه النبي عليه الصلاة والسلام وسار عليه الصحابة من بعده ولا يفتح للانسان لنفسه في هذا المقام مبررات لا يفتح لنفسه مبررات ما تقبل منك المبررات مهما كانت اذا لم يقم على عملك دليل من سنة النبي عليه الصلاة والسلام فلنحفظ هذه الوصية المباركة عليك عليكم بالسبيل والسنة عليكم بالسبيل والسنة ثم ختم هذه الوصية بقوله وان اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة واتوجه الى من بيده ازمة الامور ومن بيده مقاليد السماوات والارض اتوجه الى الهادي سبحانه وتعالى ان يجعلنا واياكم كذلك نسأل الله تبارك وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلنا واياكم على السبيل والسنة وان وان يعيذنا جميعا من الضلالة والبدعة. اللهم اجعلنا اجمعين على السبيل والسنة وابعدنا يا الله عن الضلالة والبدعة. اللهم انا نسألك يا رب العالمين ان تجعلنا اجمعين على السبيل والسنة وان تعيذنا من الضلالة والبدعة. نعم قال وعن ابي الدرداء رضي الله عنه قال يا حبذا نوم الاكياس وافطارهم كيف يغبنون سهر الحمقى وصومهم ولمثقال ذرة ولا مثقال ذرة من بر مع تقوى ويقين اعظم وافضل وارجح من امثال الجبال عبادة من المغتربين ان لا اله الا الله تأمل هذا الاثر العجيب عن الصحابي الجليل ابي الدرداء رضي الله عنه. اثر عظيم جدا وتأمل هذا الاثر جيدا ينفعك الله تبارك وتعالى به حتى قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد عن هذا الاثر قال وهذا من جواهر الكلام قال وهذا من جواهر الكلام واذله على فقه الصحابة وتقدمهم على من بعدهم في كل خير اعيد كلام ابن القيم رحمه الله وهو في كتابه الفوائد قال وهذا من جواهر الكلام وادله على فقه الصحابة وتقدمهم على من بعدهم في كل خير كلام نفيس جدا كلام جواهر كلام كما يقولون يكتب بماء الذهب من انفس الكلام يقول هذا الصحابي الجليل فتأمله يقول يا حبذا نوم الاكياس يا حبذا نوم الاكياس وافطارهم نوم وافطار نوم في الليل وافطار في النهار يا حبذا نوم الاكياس وافطارهم يعني ان ان يكون الانسان فينام ويفطر ولكنه ماضي على السنة ماضي على السنة على الجادة على هدي النبي صلى الله عليه وسلم مجانب للبدع والضلالات هذا خير من ان يعمل اعمالا مثل الجبال ليست على ماذا اليست على سنة لان تلك الاعمال التي مثل الجبال على غير السنة هل هي تقبل لا يقبلها الله لان النبي صلى الله عليه وسلم جزم قال من عمل عملا ليس عليه رد ليس عليه امرنا فهو رد طيب هل ايضا الامر كفاف لا له ولا عليه؟ ترد اعماله ولا له ولا عليه ام انه يأثم بتلك البدع والاعراض عن سنة النبي؟ عليه الصلاة والسلام ولهذا يقول يقول ابو الدرداء يا حبذا نوم الاكياس يعني كون الانسان ينام في الليل افضل وخير من شخص يحيي الليل من اوله الى اخره على غير ماذا هذا غير سنة هذا ينام من اول الليل يصلي العشاء وينام واذا اذن الفجر قام وصلى وقد قال عليه الصلاة والسلام من صلى العشاء مع جماعة فكأنما احيا نصف الليل ومن صلى الفجر مع جماعة فكأنما احيا الليل كله. فهذا صلى الفجر العشاء مع الجماعة وصلى الفجر مع الجماعة والاخر احيا الليل في بدع وخرافات وربما لم يصل وقت صلاة الفجر الا وهو متعب ومكدود ونام عن صلاة الفجر فيقول ابو الدرداء يا حبذا نوم الاكياس وافطارهم ايضا صيامهم قليل يفطرون وصيام قليل لكنهم ما يمارسون اعمالا مبتدعة وامورا محدثة ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان قال كيف يغبنون سهر الحمقى وصومهم الحمقى يشير بذلك رضي الله عنه الى من يسهر على بدع وايضا يصوم على ظلالة يصوم على ظلال ليس كل صوم يقبل اليس قال النبي عليه الصلاة والسلام عن اولئك النفر الذين اتوا الى بيت النبي صلى الله عليه وسلم وسألوا عن عبادته فكأنهم تقالوها فقال احدهم اما انا فاصوم ولا افطر اما انا فاصوم ولا افطر وقال الاخر اما انا آآ اقوم ولا ارقد وقال الاخر اما انا فلا اتزوج النساء فسمع النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال اني اصوم وافطر واقوم وارقد واتزوج النساء ومن رغب عن سنتي فليس مني هؤلاء عندهم صيام وعندهم قيام ولكنها على غير السنة وفيهم قال عليه الصلاة والسلام وفي امثالهم قال من يأمن رغب عن سنتي فليس مني ليس مني ولهذا قال يقبلون سهر الحمقى وصومه الحمقى الذي يكون سهره على غير سنة وصيامه على غير سنة وعبادته على غير سنة. هذي نوع من الحماقة لانها تظييع الاوقات واهدار للجهود على من غير طائل بل يأتي وهو يأثم باعراضه عن السنة واقباله على البدع والخرافات والضلالات التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان قال رضي الله عنه مبينا ولا مثقال ذرة ولا مثقال ذرة يعني عمل يسير قليل جدا ولا مثقال ذرة من بر مع تقوى ويقين اعظم وافضل وارجح من امثال الجبال عبادة من المغترين قارن مثقال ذرة ويقابلها ماذا جبال والذرة افضل من الجبال لماذا لان هذه الذرة وهي العمل القليل ماذا كانت منبر والبر هو الامر الذي شرعه الله تبارك وتعالى مع تقوى ويقين لاحظ صفات العمل الذي هو قليل ولكنه مقبول واجره مضاعف ان يكون من بر ان يكون منبر اي من الامور اه اه امور البر التي شرعها الله تبارك وتعالى وامر عباده بها واقرأ على سبيل المثال في ذلك اية البر في سورة البقرة قال ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهد اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون فان يكون العمل منبر اي من عمل بر مشروع امر الله به وان يكون مع تقوى ويقين تقوى لله عز وجل بان يقع منك خالصا لا تبتغي به الا وجه الله ويقين بثواب الله وجزائه وما اعده الله تبارك وتعالى لعباده المتقين اعظم وافضل وارجح وكل واحدة من هذه الكلمات الثلاث تغني عن الاخرى لكن من باب التأكيد لو قال اعظم كانت كافية لكنه اراد ان يؤكد هذه الحقيقة قال اعظم وافضل وارجح من امثال الجبال عبادة من المغترين عبادة من المهتدين ويشير بالمغتردين الذين تمضي اوقاتهم في ممارسات محدثة واعمالا مبتدعة لم يكن عليها هدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فكرر رعاك الله تأمل هذا الاثر وتأمل بدايته العجيبة يا حبذا يا حبذا يقول ابو الدرداء والذي كان عليه ابو الدرداء والصحابة الاخيار ومن اتبعهم باحسان هو الاجتهاد بالتقرب الى الله عز وجل بالسنن والاعمال المشروعة التي امر الله تبارك وتعالى بها عبادة ودعوة الناس الى ذلك نختم بسؤال الله تبارك وتعالى التوفيق لرضاه والاعانة على طاعته وهداه وان يرزقنا اتباع سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وان يعيذنا من البدع والاهواء وندعو بدعوة عظيمة كان يدعو بها عليه الصلاة والسلام عندما يقوم ليصلي الليل اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم نسأل الله جل وعلا بمنه وكرمه ان يهدينا جميعا اليه صراطا مستقيما. اللهم اهدنا اليك صراطا مستقيما. اللهم اهدنا اليك صراطا مستقيما اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نسألك الهدى والسداد. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر. اللهم زينا زينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين