بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ وبالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وعلى اله واصحابه اجمعين. نعم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. قال شيخ الاسلام محمد بن عبد رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين. قال باب تفسير الاسلام لله تعالى فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني الاية. قال المصنف رحمه الله باب تفسير الاسلام ان بين رحمه الله في البابين الماضيين فضل الاسلام عظيم مكانته ووجوب الدخول فيه. والمحافظة عليه عقد هذا الباب ليبين به تفسير الاسلام. والتفسير هو التوضيح والكشف والبيان فتفسير الاسلام هو توضيح حقيقة الاسلام وبيان حقيقة الاسلام تفسيره بيان ما هو؟ وكثير ممن كانوا يأتون النبي عليه الصلاة والسلام يسألونه عن الاسلام. وسيأتي بعض هذه الاحاديث عند المصنف رحمه الله فالاسلام الذي جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام والذي هو دين الله ولا يرضى سبحانه وتعالى دينا سواه قد بينه النبي عليه الصلاة والسلام اتم بيان. واوضحه عليه الصلاة والسلام اكمل ايظا فلم يدع لقائل مقالة بل بينه صلى الله عليه وسلم وما ترك شيء من امور الاسلام الا وبينها حتى نزل قول الله تبارك وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. وعليه فان الاسلام هو دين الله الذي بعث به رسله عليهم صلوات الله وسلامه. ان الدين عند الله اي الدين الذي ارتظاه؟ ينحصر في الاسلام الذي بعث به فكل عمل وكل طاعة وكل قربة يتقرب بها ولم تأتي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي ليست من الاسلام. الاسلام هو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم والاسلام هو الاستسلام. اسلم لله اي استسلم له مخلصا متقربا اليه تبارك وتعالى بما يحبه ويرضاه عز وجل اسلم لله هذا فيه امران فيه الاخلاص لله ها وفيه الانقياد. اسلم اي استسلم وانقاد لله اي مخلصا. فالاسلام بالله فيه الاخلاص لله تبارك وتعالى وفيه الانقياد لامره ولهذا من عبد غير الله تبارك وتعالى ليس بمسلم لانه لم يسلم لله. وانما اشرك مع الله تبارك وتعالى غيره. وكذلك من من استكبر ولم يخضع لله تبارك وتعالى. فهذا ليس بمسلم. فالاسلام الاسلام هو الاستسلام لله. فيشمل امرين يشمل الاخلاص والانقياد لله تبارك وتعالى. اصله في القلب. اصل الاسلام في القلب وينبني عليه على ما في القلب عمل الجوارح. بالخضوع والانقياد والتذلل والقيام بعبودية بالعبودية لله تبارك وتعالى وقد عرف المصنف رحمه الله في بعض رسائل الاسلام بتعريف جامع. فقال الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة. والخلوص من الشرك. هذه هي حقيقة الاسلام. حقيقة الاسلام استسلام لله. وهذا فيه الاخلاص. لله تبارك وتعالى. والانقياد له بالطاعة وذلك بلزوم امره تبارك وتعالى. وطاعته فيما امر عباده به والخلوص من الشرك والبراءة منه بالبعد عنه والحذر منه اهله فهذه حقيقة الاسلام. ومن لم يأتي بهذه الحقيقة فليس بمسلم المسلم هو المستسلم لله جل وعلا المنقاد البريء من الشرك البعيد على الشرك ولهذا كما قدمت من عبد مع الله غيره ليس بمسلم ومن استكبر عن عبادة الله تبارك وتعالى ليس بمسلم. والمسلم هو المستسلم لله لاسلم وجهه لله. بالاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول صلوات الله وسلامه عليه. وقد اورد رحمه الله اولا قول الله تبارك وتعالى فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله. ومن اتبعني ساق هذه الاية ليبين بها تفسير الاسلام وحقيقته. وهذه الاية يسبقها قول الله تبارك وتعالى ان الدين عند الله الاسلام. وما اختلف الذين اوتوا كتابة الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم. ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب. فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني. وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين اسلمتم فان اسلم فقد اهتدوا. قال فان حاجوك اي في هذا الدين ان حاجوك في هذا الدين الذي جئت به وما تدعو اليه من التوحيد والاخلاص لله رب العالمين وارتابوا مما جئت به ان حاجوك اي ان جادلوك في دينك الذي ارسلت به وبعثت به فقل اسلمت وجهي لله. وهذه حقيقة الاسلام. وامور الشاهد من الاية للباب فقل اسلمت وجهي لله. اسلمت وجهي لله تجمع هذه الكلمة امران كما قدمت. الاول الاستسلام لله بالانقياد والطاعة والاستجابة والاذعان والامتثال اسلمت وجهي لله اي مخلصا لا اجعل مع الله تبارك وتعالى شريكا فالاسلام دين الله تبارك وتعالى الذي يتقرب به اليه جل وعلا. فمن لم يتقرب لله تبارك وتعالى بالاسلام فليس بمسلم ومن تقرب بالاسلام لغير الله او جعل مع الله شريكا فيه ليس بمسلم هذه حقيقة الاسلام حقيقة الاسلام استسلام لله فمن ترك الاسلام وترك الاستسلام لله فليس بمسلم ومن جعل مع الله غيره في في استسلامه فليس بمسلم. فالاسلام استسلام لله وحده. تبارك وتعالى باخلاص الدين له والانقياد له سبحانه وتعالى والتذلل بين يديه. قال فقل اسلمت لله هذا حقيقة ديني وحقيقة ما جئت به هو اسلام الوجه لله تبارك وتعالى فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني ومن اتبعني ان يقولوا بقوله اتباع مثلي وعلى منهاجي وعلى طريقتي فانا ومن اتبعني اسلمنا وجهنا او وجوهنا لله تبارك وتعالى. مثلها قول الله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. اي انا واتباعي على هذا النهج. وهنا اي انا واتباع على هذا السبيل وعلى هذا الاستسلام لله تبارك وتعالى. الشاهد ان الاية فيها تفسير للاسلام وبيان لحقيقته بانه استسلام العبد لله واسلام الوجه لله تبارك وتعالى خضوعا وتذللا ورغبا ورهبا وقياما بطاعة الرب جل وعلا مخلصا له الدين. قال وفي الصحيح عن عمر رضي الله رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا سبيل ثم اورد حديث عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان ان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان تحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. فسر عليه الصلاة والسلام الاسلام بهذه الخمس وتفسيره للاسلام بهذه الخمس لا لان الاسلام منحصر فيها لا لان الاسلام منحصر في هذه الخمس ولكن لان هذه الخمس هي مبانيه. لان هذه الخمس هي مباني الاسلام فالاسلام عليها يبنى كما في حديث ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الاسلام على وذكرها ذكر هذه الامور الخمسة وهي تعرف بمباني الاسلام ومعنى كونه فيها مباني الاسلام اي ان قيام الاسلام عليها وبناؤه عليها فكما ان البيت لا يبنى الا ولا يقوم الا على عماده فالاسلام لا يقوم الا على هذه المباني فهي اعمدة الاسلام ومبادئها التي عليها قيام الاسلام. فتفسير النبي عليه الصلاة والسلام للاسلام بهذه الامور الخمسة لانها هي الاساس وهي الاصل هي التي عليها يبنى دين الله تبارك وتعالى الاسلام. وبدأها شهادتين وهي اساس الاسس. واول ما يدخل به في هذا الدين شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. الدين كله هنا على الشهادتين الصلاة والصيام والحج وكل طاعة الدين كله يبنى على الشهادتين فهي اساس الدين واصله. الشهادة لله تبارك وتعالى بالوحدانية والشهادة لنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة. قال ان تشهد ان لا اله الا الله تشهد اي تقر وتعلن وتعترف وتخبر كل هذه معاني للشهادة ان لا اله الا الله ان لا اله الا الله اي لا معبود بحق سواه فهي كلمة مبنية على ركنين وقائمة على اصلين النفي اثبات النفي العام في اولها والاثبات الخاص في اخرها. فلا اله نفي للعبودية عن كل من سوى الله والا الله اثبات للعبودية بكل معانيها لله وحده وهذه حقيقة التوحيد. هذه حقيقة التوحيد. نفي للعبودية. عن كل من سوى الله واثبات للعبودية بكل معانيها لله وحده سبحانه وتعالى. فلا يكون المرء موحدا الا بهذين الركنين النفي والاثبات. فمن نفى ولم يثبت فهو ليس بموحد بل الملحد ومن اثبت ولم ينفي فهو ليس بموحد بل مشرك. وحقيقة التوحيد قائمة على النفي والاثبات. نفي العبودية عن كل من سوى الله ثبات العبودية بكل معانيها لله وحده. ولا يكون موحدا الا من عرف العبادة. فنفاها عن كل من الله واثبتها لله تبارك وتعالى وحده وخضع وذل لله تبارك وتعالى بالقيام بهذه العبادة له عز وجل كما امر وكما شرع. لا اله الا الى الله اي لا معبود بحق سوى الله هو عبادة كل من سوى الله مهما علا مقامه ومهما ارتفع شأنه فهي عبادة باطلة. ذلك بان الله هو الحق. وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير. ذلك بان الله هو الحق. وانه يحيي الموتى. وانه على كل كل شيء قدير فالعبادة الحق عبادة الله واما عبادة من سواه من كان ومهما كان فهي عبادة باطلة. ان تشهد ان لا اله الا الله. وان محمدا رسول الله والشهادة لنبينا صلى الله عليه وسلم بالرسالة قرينة الشهادة لله بالوحدانية بل ان الله تبارك وتعالى لا يقبل شهادة من شهد له بالوحدانية حتى يشهد لنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة. ولهذا جاءت مقترنة ويقال لهما الشهادتان الشهادتان وهما متلازمتان لا تقبل واحدة منهما الا بالاخرى الشهادة لله بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة ومن شهد له عليه الصلاة والسلام بالرسالة فان مقتضى هذه الشهادة طاعته صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ولهذا فان حقيقة الشهادة له صلى الله عليه وسلم بالرسالة طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر والانتهاء عما نهى عنه وزجر. والا يعبد الله الا بما شرع من شهد له بالرسالة من شهد له صلى الله عليه وسلم بالرسالة فان الواجب عليه ان يطيعه. في اوامره وان ينتهي عن نواهيه. وان الاخبار التي جاء بها. وهذه الامور الثلاثة هي خلاصة ما جاء به عليه الصلاة والسلام. جاء باوامر وجاء بنواهي وجاء باخبار. فمن قال اشهد انه رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليه ان يطيعه في اوامره وان ينتهي عن نواهيه وان يصدقه في اخباره صلى الله عليه وسلم ولهذا عرف المصنف رحمه الله شهادة ان محمدا رسول الله في بعض برسائله بقوله طاعته فيما امر. وتصديقه فيما اخبر والانتهاء عما نهى عنه وزجر والا يعبد الله الا بما شرع. قال وتقيم الصلاة ان تقيم الصلاة التي كتب الله عليك. والصلاة المكتوبة هي خمس صلوات في اليوم والليلة افترضها الله تبارك وتعالى على عباده. وامرهم باقامتها واخبر نبي الله صلى الله عليه وسلم بان من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة. ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وحشر مع قارون وفرعون وهامان وامية بن خلف وابي بن خلف وهؤلاء رؤساء الكفر واعمدة الباطل فالصلاة كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث اخر عماد الدين وقال العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. وعندما فيسأل اهل النار ما سلككم في سقر؟ يقولون لم قالوا لم نك من المصلين. فالصلاة شأنها في الاسلام عظيم بل جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ان اول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة صلاته. وجاء فيها متكاثرة تدل على عظم فضلها وعظم مكانتها بل قال بعض السلف من اراد ان ينظر الى حظه في الاسلام فلينظر الى حظه من الصلاة. فلينظر الى حظه من الصلاة لعظم مكانة الصلاة في الاسلام. ولهذا ذكر النبي عليه الصلاة الصلاة والسلام الصلاة عقب الشهادتين مباشرة. وهذه الاركان في الحديث رتبت حسب اهميتها ومكانتها فاعظم شيء في الاسلام الشهادتان ثم الصلاة التي هي عماد الدين واعظم اركانه بعد الشهادتين. وهي خمس صلوات. في في اليوم والليلة كتبها الله تبارك وتعالى على عباده. وجعل فيها صلاحهم وفلاحهم وقرة عينهم وسميت صلاة لانها صلة بين العبد وبين ربه يقرب من الله ويناجي ربه ويتذلل بين يديه راكعا ساجدا خاضعا متذللا منكسرا متطهرا ذاكرا شاكرا عبادة عظيمة جليلة قربة لله تبارك وتعالى من اعظم القرب واجلها. قال وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة والزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله وكثيرا ما تأتي في القرآن مقرونة بالصلاة. اقيموا الصلاة واتوا الزكاة. يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة. في ايات كثيرة في كتاب الله عز وجل والزكاة جزء يسير من المال افترضه الله عز وجل على الاغنياء كما قال عليه الصلاة السلام صدقة تؤخذ من اغنيائهم وترد على فقرائهم. والزكاة لا تجب على كل احد ليست واجبة على كل مسلم. وانما هي واجبة على من اتاه الله مالا بلغ النصاب ولا يخرج ماله كله ولا نصفه ولا ثلثه وانما يخرج جزءا يسيرا من ماله وسميت زكاة لان فيها تزكية للمال وتزكية لصاحب المال وتزكية ايضا للمجتمع وذهاب للشحناء البغضاء والعداوات بين الناس فهذا المال المخرج فيه زكاة للمال ولصاحب المال وللمجتمع الذي تخرج فيه الزكاة وتصوم رمضان وهو شهر واحد في السنة كتب الله تبارك وتعالى على عباده صياما. يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. وهي عبادة عظيمة يتقرب بها المسلم الى الله تبارك وتعالى وهي سر بين الصائم وبين ربه تبارك وتعالى. ولهذا جاء في الحديث القدسي يقول الله تبارك وتعالى الصيام لي وانا اجزي به. لانه اسر بين الصائم وبين الله تبارك وتعالى. يمتنع فيه الصائم عن طعامه وشرابه وشهوته من طلوع الفجر الى غروب الشمس في ايام شهر رمضان طالبا بذلك تقوى الله عز وجل متقربا بذلك الى الله سبحانه وتعالى ثم ذكر فريضة الحج قال وان تحج وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. والحج فريضة من فرائض الاسلام قال الله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. فهي فريضة من فرائض الاسلام ولا وليس مفروضا على كل احد وانما هو مفروظ على المستطيع. وهو الذي يجد الزاد الراحلة ولا يجب على الناس كل عام وانما هو فريضة في العمر كله مرة واحدة. الحج مرة وما زاد فهو تطوع. فالحج فريضة وركن من اركان الاسلام ولا يجب على الناس لا يجب على الناس الا من واحدة في الحياة كلها وفي العمر جميعه مرة واحدة فهذه مباني الاسلام مباني الاسلام واذا تأملت هذه المباني الشهادتان يبنى عليها الدين كله والصلاة اعمال ميسرة في اليوم والليلة خمس مرات في اليوم والليلة خمس مرات وايضا هي على الاستطاعة صلي قائما فان لم تستطع فقائدا فان لم تستطع فعلى جنب لها اوقات محددة ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا يؤديها او يؤدي المسلم كل صلاة في وقتها على قدر استطاعته ما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم. والزكاة لا تجب الا على الاغنياء ومن بلغ ماله النصاب يخرج منه جزءا قليلا وفيه تزكية للمال ما نقصت صدقة من مال بل تزده وفيها تزكية للمال وبركة ونماء والصيام فرض على الناس شهر واحد في السنة من صام من اطاقه صام ومن كان غير مطيق لمرضه او لكبره فهو معذور. المريض لا يصوم وانما يؤجل الصيام حتى يشفى من مرضه ومن كان غير قادر على الصيام لكبره وهرمه لا يصوم ثم انما يطعم عن كل يوم مسكين والحج فرظ في العمر كله مرة واحدة وايضا ليس على كل احد وانما على المستطيع ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا قال وان تحج البيت ان استطعت اليه سبيلا فاذا قرأت هذه الاركان التي يبنى عليها الدين ظهر لك ان دين الله تبارك وتعالى دين ميسر لعنة فيه ولا مشقة كما قال النبي نبينا عليه الصلاة والسلام ان هذا الدين يسر. فعقائده صحيحة قويمة تقبلها تقبلها العقول السليمة وتتلقاها الفطر القويمة بانشراح واعماله اعمال يسيرة وسهلة لا مشقة فيها ولا عنج يدعو الى كريم الاخلاق وعالي الاداب ورفيعها ولهذا سيأتي معنا المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده فهذه حقيقة الاسلام وهذه حقيقة الدين دين السمح وقد مر معنا قريبا بعثت بالحنيفية فهو دين سمح ودين ميسر فيه رفعة الانسان وفلاحه في الدنيا والاخرة اذا هذا الحديث حديث عمر بن الخطاب ومثله حديث ابنه ابن عمر فيه تفسير للاسلام باعظم اه شيء فيه وهي هذه الاسس الخمسة والمباني خمسة التي يبنى عليها الاسلام. نعم. قال وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا المسلم من المسلمون من لسانه ويده. عودا الى حديث عمر فسر فيه النبي عليه الصلاة والسلام الاسلام باستسلام مخصوص. عرفه باستسلام مخصوص الاسلام عرفنا انه الاستسلام لله وهو الانقياد لله تبارك وتعالى. مخلصا مخلصا ومطيعا. له جل وعلا. ففسره باستسلام مخصوص. ذكر فيه مباني الاسلام الخمسة خاصة لانها اعظم شيء في الاسلام. لا ان الاسلام هو هذه الخمس فقط ولهذا يأتي في احاديث اخرى ذكر امور عديدة تدخل في الاسلام تدخل في الاسلام ويشملها اسمه مثل هذا الحديث الذي ساقه المصنف المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ومثل قوله عليه الصلاة والسلام من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه واحاديث كثيرة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم تبين ما يشمله اسم الاسلام من انقياد وامتثال وطاعة لله تبارك وتعالى ثم اورد المصنف حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وقال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. عرفنا ان حقيقة الاسلام هي استسلام العبد لله وذلك بخضوعه له مخلصا منقادا ممتثلا ولا يكون ذلك الا بطاعة الله سبحانه بالقيام بحقوقه. التي امر عباده بها لصلاة وصيام والقيام بحقوق عباده. القيام بحقوقه هو وهي العبادة العبادة المحضة القيام بحقوقه هو سبحانه وتعالى التي امر العباد بالقيام بها من صلاة وصيام وزكاة وحج حقوق افترضها الله تبارك وتعالى على عباده. افترضها الله تبارك وتعالى على عباده. وهي العبادة المحضة التقرب الى الله تبارك وتعالى بما آآ شرع وبما امر عباده ان يتقربوا لعباده به من فرائض وواجبات والامر الثاني حقوق العباد وحقوق العباد من بر الوالدين وصلة الارحام والاحسان الى الناس والبعد عن اذائهم كل يعد عبادة من جهة انه طاعة لله. ويعد اسلاما لان فيه استسلام لله بامتثال امره للقيام بهذه الحقوق. فهي تسمى عبادة من هذه الجهة. والا العبادة المحضة هي التقرب الى الله عز وجل بالعبادات التي يخضع فيها العبد لا من صلاة وصيام ودعاء وغير ذلك من القرى. قال ممن سلم المسلمون من لسانه ويده عرفنا ان من الاسلام القيام بحقوق العباد. واعظم ما يكون في ذلك ان تحب لاخيك ما تحب لنفسك. وان تأتي اليها الشيء الذي تحب ان يؤتى اليك من يقول عليه الصلاة والسلام من احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته ويؤمن بالله واليوم الاخر وليأتي الى الناس الشيء الذي يحب ان يؤتى اليه. فلتأته نيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر حق الله وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه حقوق العباد فحقوق العباد القيام بها من الاسلام اي من الاستسلام لله من الطاعة لله لان الله امر بذلك ودعا اليه ودعا عباده الى ذلك ان تأتي الى الناس الشيء الذي تحب ان يؤتى اليك وان تحب لهم ما تحبه لنفسك وهنا قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. من سلم المسلمون من لسانه ويده وهذي اقل درجة تنتظر من المسلم في اسلامه. اقل درجة ستنتظر منه اقل درجة فيما يتعلق بحقوق العباد ان يسلموا من لسانه ويده. والا الاسلام يتناول مقامات اعظم من ذلك. اعظم من كف الاذى. يتناول اعانة المسلم وصلة الرحم بر الوالدين الاحسان الى المحتاج اغاثة الملهوف الى غير ذلك من اعمال الاسلام التي دعا اليها وامر بها في ايات واحاديث عديدة فقول المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده هذه اقل درجة تتعلق بحقوق العباد. تتعلق بحقوق العباد من لم يقم بحقوق العباد من البر والصلة والاحسان والوفاء وغير ذلك فلا اقل من ان يسلم المسلمون من لسانه ويده ان يكف اذاه عن الناس. قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. اي سلموا من اذاه القول والفعل قولي باللسان والفعل باليد او غيرها من اعضاء الانسان قال وعن باز بن حكيم عن ابيه عن جده رضي الله عنه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن الاسلام فقال ان تسلم قلبك لله وان تولي وجهك الى الله وان تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروظة رواه احمد. ثم اورد المصنف رحمه الله هذا الحديث العظيم في بيان حقيقة الاسلام. وعن بهز بن حكيم عن ابيه عن جده انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام قبل سؤاله للنبي عليه الصلاة والسلام عن الاسلام وعن حقيقة الاسلام قال كلمة عجيبة تبين الواقع الذي كان يعيش الناس عليه بسبب الدعاية المغرظة ظد دعوة النبي عليه الصلاة والسلام. فيقول والد حكيم يقول والله يا رسول الله لما وصل الى النبي عليه الصلاة والسلام قال والله يا رسول الله ما اتيتك حتى حلفت عدد اصابعي هذه. الا اتيك. لماذا هذا الحدث قال والله ما اتيتك حتى حلفت عدد اصابعي هذه الا اتيك. بسبب سمع من دعائش حوله ناس يقولون مجنون وناس يقولون ساحر وناس يقولون كاهن وناس يقولون دعايات بثت حوله دعايات مغرضة لصد الناس عن دينه فلما سمع عنه هذه الدعايات حلف عدد اصابعه ان لا يذهب اليه حلف عدد اصابعه الا يذهب اليه. ولهذا لما وصل الى النبي عليه الصلاة والسلام قال والله يا رسول الله ما اتيتك حتى حلفت عدد اصابعي هذه الا اتيه. فبالذي بعثك بالحق ما بعثك به فبالذي بعثك بالحق ما بعث ما بعثك به اقتنع انه بعث عليه الصلاة والسلام بالحق فسأله قال ما الذي بعثك به؟ قال الاسلام بعثني الله بالاسلام. قال ما الاسلام؟ قال ما الاسلام؟ يعني النبي عليه الصلاة والسلام عن الاسلام. فعرفه بهذه الكلمات. قال ان تسلم لله. وان تولي وجهك الى الله. وان تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروظة. تأمل تفسير الاسلام العظيم هنا. وايظا سيأتي في الحديث الذي بعده ان تسلم قلبك لله ففسر عليه الصلاة والسلام الاسلام باستسلام القلب لله ومعه العمل الظاهر. فسر عليه الصلاة والسلام الاسلام باستسلام القلب لله مع العمل الظاهر. وتأمل ذلك واضحا في الحديث. قال ان قلبك لله وان تولي وجهك لله وان تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة فبماذا فسر عليه الصلاة والسلام؟ الاسلام فسره باستسلام القلب وهو خضوع القلب وانقياده واذعانه لله تبارك وتعالى وبالاعمال الظاهرة ان تؤدي او تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروظة. فالنبي عليه الصلاة والسلام فسر الاسلام باستسلام القلب لله ومع هذا العمل الظاهر قال تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروظة. قوله ان تسلم قلبك لله. اي ان تجعل قلبك مسلما لله تبارك وتعالى. وكيف يكون القلب مسلما؟ كيف يكون القلب مسلما لله يكون بانقياده يكون مسلما لله بانقياده واذعانه. لله جل وعلا وقبوله لدين الله ورضاه به واقباله عليه وانشراح الصدر له افمن شرح الله صدره بالاسلام فهو على نور من ربه ينشرح الصدر ويقبل على الاسلام ويحب الدين واوامر الدين ويذعن وينقاد ان تسلم قلبك ولله تتكرر معنا تنبيه على الاخلاص. اي لله وحده دون جعل شريك معه لذلك وان تولي وجهك الى الله. كما قال تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا تقيم وجهك لله وذلك باقبالك على اوامر الله عز وجل وتوجهك اليها وامتثالك لها وطواعيتك لربك تبارك وتعالى فيما امر فيما امرك تبارك وتعالى به وان تولي وجهك الى الله. وان تولي وجهك الى الله اي مقبلا عليه سبحانه وتعالى وعلى دينه غير معرض ولا مدبر. وان تصلي الصلاة المكتوبة اي التي افترضها تبارك وتعالى على عباده وان تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة. فهذا هو الاسلام. استسلام للقلب وانقياد للجوارح. نعم. قال وعن ابي قلابة عن رجل من اهل الشام عن ابي انه سأل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من اسلام. قال ان تسلم قلبك لله. ويسلم ويسلم المسلمون من لسانك ويدك. قال اي الاسلام افظل؟ قال الايمان قال الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت ثم اورد حديث ابي قلابة عن رجل من اهل الشام عن ابيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام؟ وقوله عن ابي قلابة عن رجل من اهل الشام عن ابيه الحديث له شواهد صح بها وثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام قال ان تسلم قلبك لله ان تسلم قلبك لله ويسلم المسلم هنا من لسانك ويدك. فجمع في هذا الحديث ما تقدم في الاحاديث الماضية جمع في هذا الحديث ما تقدم في الحديث في الاحاديث الماظية من ان الاسلام يشمل حقوق الله القيام بحقوق الله وحقوق العباد. جمع في هذا الحديث ما تقدم في الاحاديث الماظية من ان الاسلام يشمل حقوق الله تبارك وتعالى وحقوق العباد. فقوله ان تسلم لله اقتصر على اسلام القلب لله تبارك وتعالى ولم يذكر الصلاة و الزكاة وبقية الاركان وحقوق الله تبارك وتعالى لان اسلام القلب لله يقتضي القيام بحقوقه سبحانه وتعالى. كما قال عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة. اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. فاذا استسلم القلب لله انقادت الجوارح بالصلاة والصيام وسائر الطاعات. فقوله ان تسلم قلبك لله تنبيه على حقوق الله تبارك وتعالى وقوله ويسلم المسلمون من لسانك ويدك تنبيه على القيام بحقوق العباد وعليه فان الاسلام هو الانقياد لله تبارك وتعالى بالقيام بحقوقه وحقوق عباده. قال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ ابن جبل لما بعث الى اليمن اتق الله حيثما كنت. واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. ويأتي في في احاديث كثيرة جدا الجمع بين حقوقه وحقوق عباده. وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ثم ذكر بعدها حقوق للعباد عديدة اظافها كلها الى حقه سبحانه وتعالى والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون. ذكر حقه وحقوق والعباد قال في الحديث عليه الصلاة والسلام الا انما هن اربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا. ذكر حقوقه ذكر حقه وحقوق عباده تبارك وتعالى وقوله عليه الصلاة والسلام يسلم المسلمون من لسانك ويدك. هذا يتناول التحذير من جميع انواع الاذى وصنوف الكبائر التي حرمها الله تبارك وتعالى على عباده. الكذب والغش والسب والشتم واللعن والدخول في اعراض الناس. والسرقة وانتهاك الاعراض كلها داخلة تحت قوله ان يسلم المسلمون من لسانك ويدك. يسلمون من الانسان القوي والفعلي فلا يؤذي احدا لا بقول ولا بفعل. ثم قال قال اي الاسلام افظل قال الايمان قال اي الاسلام افظل؟ قال الايمان. كنا عرفنا فيما سبق ان للاسلام اطلاقان. اطلاق يراد به الدين كله. اطلاق يراد به الدين كله واطلاق يراد به الاعمال. لان الدين ايمان وعمل والعمل هو الاسلام الاستسلام. فتارة ان يطلق الاسلام ويراد به الدين كله كما قال عز وجل ان الدين عند الله الاسلام. فالاسلام الدين كله قال اي الاسلام افضل؟ يعني اي الدين افضل؟ فالاسلام المراد به هنا الدين. كاملا قائده واعماله. ولهذا قال اي الاسلام افضل؟ قال الايمان. قال اي الاسلام افظل؟ قال الايمان. فقوله اي الاسلام افظل؟ المراد بالاسلام عموم الدين كما قال عز وجل ان الدين عند الله الاسلام فهذا يتناول العقيدة والعمل. فقال اي الاسلام افضل؟ قال الايمان قال وما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت. والبعث بعد الموت. وهذه الامور التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام هنا هي اركان الايمان. اركان الايمان وعليها بناء الاعمال الاعمال التي هي استسلام لله بالقيام بالعبودية والطاعة والامتثال تبنى على هذه الاركان التي هي اصول الايمان التي عليها بناؤه قال قال الله تعالى الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها السماء فالايمان والدين له اصل في القلب. وان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره فهذه اصول واركان للايمان ان يبنى عليها الدين. ولهذا لا يقبل اي عمل لا صلاة ولا صيام ولا حج. ولا غير ذلك من الطاعات الا اذا كانت قائمة على هذه الاركان. قال الله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وقال وقال تعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن. فاولئك كان سعيهم مشكورا. فلا يقبل السعي وهو العمل الا بالايمان. وقال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن. فلنحيينه حياة طيبة فالايمان اساس لا لا تقبل الاعمال الا به ولهذا لما قال اي الاسلام افظل؟ قال الايمان قال وما الايمان؟ فذكر هذه الاركان. وهذا تأخذ منه فائدة ان اعمال الاسلام وفرائضه لا تكون مقبولة عند الله تبارك وتعالى الا اذا وجد في القلب ايمان يصحح الاسلام. الا اذا وجد في القلب ايمان يصحح الاسلام فان لم يوجد في القلب ايمان لا تقبل الاعمال الظاهرة. مجردة عن الايمان لا تقبل. بل لا بد ان يكون في القلب ايمان يصححها. ولهذا المسلم هو من جاء باعمال اسلام الظاهرة وعنده من الايمان القلب ما يصحح اسلامه اما من جاء باعمال الاسلام الظاهرة ولم يترك منها عمل دون ان يكون في قلبه ايمان صححوا هذا الاسلام فلا تقبل منه. وان كثرت. وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله. فانتفاء الايمان القلبي مانع من قبول العمل الظاهر. انتفاء الايمان القلبي مانع من قبول العمل الظاهر. فالمسلم هو الذي جاء باعمال الاسلام الظاهرة وعند من الايمان القلبي ما يصحح اسلامه. فان فان انتفى الايمان القلب المصحح للاسلام لم تقبل الاعمال. كما هو واضح في الاية الكريمة ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين. ثم اذا تمكنت امور الايمان وخصاله من القلب يرتقي الانسان الى درجة الايمان كما سبق بيان ذلك. قال وما ايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت كم عددها ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت. بقي الايمان بالقدر والايمان بالقدر جاء ذكره في حديث عمر قال اخبرني قال جبريل للنبي عليه الصلاة والسلام اخبرني عن الايمان قال تؤمن بالله قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن وان تؤمن بالقدر خير وسلم. فالقدر تارة يذكر مع هذه الاصول وتارة لا يذكر. تارة يذكر مع هذه الاصول لا يذكر من الامثلة على ذكره حديث عمر ومن الامثلة على عدم ذكره في هذا الحديث وكذلك قول الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. فذكر هذه الخمس ولم يذكر الامام بالقدر. وكذلك قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا الله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر ظل ضلالا بعيدا. فذكر هذه الخمس ولم يذكر الامام بالقدر. وعدم ذكر الايمان بالقدر في بعظ النصوص لانه داخل في الايمان بالله. لانه داخل في الايمان بالله. فمن الايمان لا الايمان بقدره. وتقديره للامور. قال الامام احمد رحمه الله القدر قدرة الله. القدر قدرة الله فالايمان بالقدر من الايمان بالله. الايمان بالقدر من الايمان بالله. ولهذا تارة يذكر وتارة لا وعدم ذكره في بعض النصوص لا اشكال فيه. لانه داخل في الايمان بالله عز وجل لان القدر هو قدرة الله ولا يؤمن عبد بالله عز وجل حتى يؤمن بالقدر. قال ابن عباس رضي الله عنهما القدر نظام التوحيد. فمن امن بالله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده فمن امن بالله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيدا فلا يكون مؤمنا بالله من لا يؤمن بقدر الله تبارك وتعالى ولا يكون ايضا المرء مؤمنا بالقدر حتى يؤمن بمراتبه الاربعة. علم الله عز وجل الازلي لما كان وما سيكون. وكتابته ذلك تبارك وتعالى في اللوح المحفوظ ومشيئته النافذة سبحانه وتعالى وايجاده للمخلوقات وخلقه لها فهذه مراتب القدر. علم وكتابة ومشيئة وايجاد. وكل هذه من ربي تبارك وتعالى وافعاله. وهذا كله يوضح لنا ان الايمان بالقدر من الايمان بالله. ان الايمان بالقدر من الايمان بالله. ولهذا كما قلت احيانا يذكر في بعض النصوص واحيانا لا يذكر لدخوله في الايمان بالله عز وجل والايمان بالله هو اصل اصول الايمان الايمان بالله هو اصل اصول واليه ترجع ولهذا قال في الاية ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله فاركان الايمان كلها راجعة الى هذا الاصل العظيم. والايمان بالله هو الايمان بوحدانية الله تبارك وتعالى في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته. ودين الاسلام سمي وحيدا لان مبناه على الايمان بوحدانية الله. في الربوبية والالوهية والاسماء والصفات فمن لم يوحد الله في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته فليس بمسلم. لان مبنى الاسلام على التوحيد. والتوحيد هو الايمان بوحدانية الله عز وجل في الربوبية والالوهية والاسماء والصفات والايمان بالملائكة هذا الاصل الثاني من اصول الايمان الايمان بالملائكة والايمان بهذا الخلق العظيم. وهذا الجند الكبير الذي خلقه الله عز وجل وما يعلم جنود ربك الا هو والايمان بكل ما يتعلق بهم مما جاء الكتاب والسنة من اسماء او اعداد او وظائف او اوصاف هذي امور اربعة ننتبه لها. الايمان بالملائكة هو الايمان بكل ما جاء بالكتاب والسنة. مما يتعلق بالملائكة من اسماء ماء او اعداد او اوصاف او وظائف. اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل والايمان بالكتب اي المنزلة. وقل امنت بما انزل الله من كتاب نؤمن بها ما علمناه منها وما لم نعلمه نؤمن بانها كتب هداية وانها كلام الله تبارك وتعالى وتنزيله وان فيها صلاح وفلاح من انزلت عليهم تلك الكتب وانها ختمت بكتاب الله عز وجل القرآن الكريم والايمان بالرسل الايمان بانهم بعثوا وارسلوا من الله حقا ارسلهم الله عز وجل وانهم بلغوا البلاغ المبين ونصحوا اممهم وما تركوا خيرا الا دلوا عليه ولا شرا الا حذروهم من والايمان بانهم ختموا بمحمد عليه الصلاة والسلام ما كان محمد ابى احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. قد قال عليه الصلاة والسلام انا خاتم النبيين ولا نبي بعدي والباءث بعد الموت في الحديث الاخر قال واليوم الاخر الباء بعد الموت اي ان الناس يقومون لرب العالمين ويبعثون من قبورهم. من يدفن لا يبقى في قبره ابد الاباد. بل سيأتي يوم يبعث الناس لرب العالمين يوم يقوم الناس لرب العالمين. يقومون من قبورهم. وقيام الناس لرب العالمين ليس مختصا بمن مات ودفن في قبر. هذا الغالب من احوال الناس انهم كونوا يدفنون ثم اماته فاقبره هذا الغالب من حالهم. لكن منهم من يموت ولا يقبر. منهم من يموت وتأكله السباع. يموت وتأكله السباع. ويخرج من ادبارها روثا ويذهب ولا يبقى له اثر ومنهم من تأكله الحيتان ومنهم يحترق في النار فيصبح رمادا الى غير ذلك من انواع الميتات والهلكات فلا يتناول القيام لرب العالمين من مات فقبر. بل الجميع يقومون لرب العالمين حتى من اكلته السباع وخرج من ادبارها روتا يقوم لرب العالمين الكل يقومون لرب العالمين يوم يقوم الناس لرب العالمين. الكل يجمعون لرب العالمين. ويبعثون للجزاء والحساب فالايمان باليوم الاخر والايمان بالبعث هو الايمان بكل ما يكون بعد الموت. كل ما يكون بعد اولا ما يكون في القبر من فتنة وعذاب او نعيم ثم القيام لرب العالمين والحشر والدواوين والصراط والجنة والنار الى غير ذلك. من التفاصيل. فهذه فالايمان بها اصل لا بد منه. ولا قيام للدين الا عليه. ولهذا يأتي في احاديث كثيرة من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليفعل كذا او ليقل كذا لان الدين يبنى على هذه الاركان قال هنا اي الاسلام افظل؟ قال الايمان؟ يعني اي الدين افظل؟ قال ومعلوم ان هذه الامور مكانتها اعظم من الاعمال الظاهرة لانها الذي تبنى عليه الاعمال الظاهرة. ولهذا قال لما قال هذا السائل اي الاسلام افضل؟ قال الايمان قال قال وما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت هذا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يزيننا اجمعين بزينة كالايمان وان يحيينا مسلمين وان يتوفانا مؤمنين. وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاسنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم