بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه نعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما. اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا ورزقا طيبا لا انت الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اما بعد قال الامام الاواب شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى له وللشارح والسامعين. قال باب ما جاء في الخروج عن دعوى الاسلام. وقوله تعالى هو اماكم المسلمين من قبل ومن وفي هذا قال المصنف رحمه الله باب ما جاء في الخروج عن دعوى الاسلام. اي ما جاء في التحذير من ذلك. والنهي عنه وبيان ان الواجب على من حباه الله بالاسلام ومن بهذا الدين واكرمه بان كان من اهله ان يكون انتمائه اليه وانتصاره له وعمله لاجله ودعوته لتحقيقه فيجمع الفضائل يجمع الفضائل فضيلة الامتثال والعمل بالاسلام وفضيلة الدعوة الى الاسلام والى شرائعه واعماله طيلة الانتماء اليه وهذه ثلاثة فضائل عظيمة جدا. فضيلة العمل بالاسلام وفضيلة طيلة الدعوة اليه والسعي في نشره وفضيلة الانتماء اليه. ومن كانت فيه هذه الفضائل فليس هناك من هو احسن منه حالا. كما قال الله تبارك وتعالى في جمع هذه الفضائل العظام الثلاث وبيان انه لا احد احسن ممن كانت هذه حاله قال ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين. ثلاث فضائل عظيمة امتدح الله تبارك وتعالى المتصف بها وبين انه لا احد احسن منه. فمن من الله تبارك وتعالى عليه بالاسلام عليه ان يحمد الله تبارك وتعالى على هذه النعمة وان يسعى جاهدا في تكميل اسلامه في نفسه وتحقيق دينه والسعي في البلوغ به الى عالي الرتب وايضا يسعى في نشره ودعوة الناس اليه. وترغيب الناس فيه. قال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه ادعهم الى الاسلام. قال ثم ادعهم الى الاسلام ثم قال له لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر من حمر النعم. وفي الاية المتقدمة قال قال رب العالمين ومن احسن قولا ممن دعا الى الله ونبينا صلى الله عليه وسلم امر كما جاء في القرآن قال قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. وان يكون انتمائه الى هذا الدين وقال انني من المسلمين وهذا الاسم العظيم اسم سمى الله تبارك وتعالى به اهل الاسلام في كتابه العظيم القرآن الذي ختم به الكتب المنزلة منه تبارك وتعالى على عباده. وسماهم بهذا الاسم قبل القرآن ولهذا جاء المصنف بهذه الاية التي ختمت بها سورة الحج. مبينا عظمة الانتماء الى الاسلام. والاعتزاء الى هذا الدين. قال هو سماكم المسلمين. هو سماكم المسلمين في هذا ومن قبل. في هذا اي في القرآن الكريم. ومن قبلي في الكتب المنزلة قبل على رسل الله الكرام عليهم صلوات الله وسلامه. وقوله هو سماكم اي الله وليس ابراهيم عليه السلام. قال ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين. قال قبلها وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم. هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا فبعض المفسرين قالوا هو اي إبراهيم سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ولكن هذا خلاف الصواب الصواب ان الذي سمى اهل هذا الدين هو رب العالمين هو سماكم اي الله. المسلمين من قبل اي في هذا اي في القرآن الكريم ومن قبل اي في الكتب. التي انزلها على رسله الكرام. عليهم صلوات الله وسلامه فيكون عمل المرء بالاسلام ودعوته الى الاسلام وانتماؤه الى الاسلام فهو دين الله تبارك وتعالى الذي رظي ودعا عباده الى العمل به ودعاهم ايظا الى الانتماء والاعتزاء اليه دعاهم الى الايمان به والعمل والانتساب الى هذا الدين فاذا سئل من من الله عليه بدخول هذا الدين واكرمه بان كان من اهله عن عن دينه قال دين الاسلام. دين الاسلام. فهو دينه الذي يدين الله تبارك وتعالى به يحافظ على عقائد الدين ويحافظ على اعمال الدين. ويحافظ على اخلاقه وادابه جاهدا في حياته الى دعوة الناس الى هذا الدين. لا يدعو الناس الى شخصه ولا لا يدعو الناس الى شهرة يطلبها ولا يدعو الناس الى تحزبات باطلة ما انزل الله بها من سلطان وانما يدعوهم الى دين الله الاسلام. وهمه انتشار هذا الدين. قال بعض السلف لو دخل الناس في دين الله افواجا ولو قرض جسمي بالمقاريض. لم يكن هم الواحد منهم سمعة ان يكتسبها او شهرة ووصيتا يذيع له او زعامة يطلبها او اصواتا يكتسبها او غير ذلك. وانما كان همهم انتشار دين الله. ودخول الناس في الاسلام ومعرفتهم بهذا الدين وذهاب الباطل وزهاقه وانتشار الحق وعلو كلمته هذا هم المسلم هم من امتدحه الله تبارك وتعالى في في الاية المتقدمة بقوله ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين. ولهذا قال المصنف رحمه الله باب ما جاء في الخروج عن دعوى الاسلام باب ما جاء في الخروج عن دعوى الاسلام. وارباب المذاهب الباطلة ارباب المذاهب الباطلة المنحرفة ينسب باطلهم الى من اسس او من اخترع او من اوجد تلك البدع فينسبون الى المؤسسين او ينسبون الى البدع فيها ينسبون الى البدع نفسها. اما اهل الحق والاستقامة والتمسك بالاسلام الصحيح فان نسبتهم الى هذا الاسلام. او الى الالفاظ الشرعية او الى الالفاظ الشرعية التي تدل على حقيقة الاسلام الخالص فهي تسمية صحيحة شرعية تدل على حقيقة الاسلام الخالص. مثل تلقيبا من ليسوا من اهل البدع الذين هم اهل المحافظة على الاسلام الخالص والدين الصحيح. البعيدون عن البدع والخرافات والضلالات ونحوها باهل السنة والجماعة. فهذه التسمية تسمية صحيحة هذه التسمية تسمية صحيحة لانها نابعة من الاسلام وهي انتساب الى الاسلام ليست انتساب الى شخص ولا انتسابا الى حزب ولا انتسابا الى شعار من الشعارات الزائفة وانما وانتساب الى الاسلام. لان الاسلام حقيقته تمسك بالسنة ولزوم للجماعة. تمسك بالسنة ولزوم للجماعة. قال باب ما جاء في الخروج عن دعوى الاسلام. اي بالاعتزال لاشخاص او شعارات او نحو ذلك ينبني عليها التفرق وتشيع الناس الى الى شيع واحزاب وتفرقوا كلمتهم واختلال صفهم وان ان يدب الوهن والظعف فيهم فهذا امر ذمه الله تبارك وتعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء والواجب ان ينطوي اهل الاسلام تحت الاسلام ملتزمين به محافظين على شعائره منتمين اليه داعين اليه. نعم. قال وعن الحارث الاشعري الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال امركم بخمس الله امرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فانه من فارق الجماعة قيل شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه الا ان ومن دعا بدعوى الجاهلية فانه من جثى جهنم. فقال رجل يا رسول الله وان صلى وصام قال وان صلى وصام فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله. رواه احمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث رواه الامام احمد في مسنده الترمذي وغيرهما وسياقه طويل واقتصر المصنف رحمه الله على موضع الشاهد للترجمة من الحديث. ولكن لاهمية سياق حديث ولعظيم ما فيه من فوائد نسمع الى الحديث بتمامه فعن الحارث الاشعري رظي الله عنه ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل امر يحيى ابن زكريا عليه السلام بخمس كلمات ان يعمل بهن وان يأمر بني اسرائيل ان يعملوا بهن. فكاد ان يبطئ فقال له عيسى عليه السلام انك امرت بخمس كلمات ان تعمل بهن وان تأمر بني اسرائيل ان يعملوا بهن. فاما ان تبلغهن واما ان فقال له يا اخي اني اخشى ان سبقتني ان اعذب او يخسف بي قال فجمع يحيى بن اسرائيل في بيت المقدس. قال فجمع يحيى بني اسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد وقعد او قعد على السرف فحمد الله واثنى عليه ثم قال ان الله عز وجل بخمس كلمات ان اعمل بهن وامركم ان تعملوا بهن. اولهن ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. فان مثل ذلك كمثل رجل اشترى عبد من خالص ماله بورق او ذهب فجعل يعمل ويؤدي قلته الى غير سيده. هذا مثل المشرك. فجعل يعمل ويؤدي الى غير سيده. فايكم يسره؟ ان يكون عبده كذلك؟ ايكم يسره ان يكون عبده كذلك ان يعمل ويعطي الغلة لغير السيد. قال وان الله عز وجل خلقكم ورزقكم قم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا. تأمل هذا البديل المثل بديع الذي يوظح حال المسرف المشرك مثل رجل عنده عبد اشتراه بخالص ماله ثم يعمل ذلك العبد ويعطي الغلة والمكسب والربح لغير السيد. والله عز وجل خلق العبد واوجدهم من العدم. ويرزقه صنوف النعم وانواع المنن ثم يجعل عبادته ودعائه لغير الله تبارك وتعالى. قال امركم بالصلاة فان الله عز وجل ينصب وجهه لوجه عبده ما لم يلتفت فاذا صليتم فلا تلتفتوا وامركم بالصيام فان مثل ذلك كمثل رجل معه صرة من مسك في عصابة كلهم يجد ريح المسك. وان خلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك. وامركم بالصدقة فان مثل ذلك كمثل رجل اسره العدو فشدوا يده الى عنقه. وقربوه ليضربوا عنقه. فقال هل لكم ان افتدي نفسي منكم فجعل يفتدي نفسه منهم بالقليل والكثير. حتى فك نفسه هذا مثل الصدقة والانفاق في سبيل الله. وامركم بذكر الله كثيرا فان مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا اي ادركه عدوه ولحقه عدوه طلبه العدو سراعا في اثره. فاتى حصنا حصينا. فتحصن فيه وان العبد احصن ما يكون من الشيطان اذا كان في ذكر الله عز وجل. انتهت توصايا يحيى لقومه. وقد ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام منوها بها. مبينا عظمتها ومكانتها وهي وصية بالتوحيد وصية بالصلاة ووصية بالصيام وصية بالصدقة و وصية بالاكثار من ذكر الله تبارك وتعالى مع ضرب مثل لكل وصية من هذه الوصايا الخمس يبين مكانة هذه الوصية وعظيم منزلتها. ثم ان نبينا عليه الصلاة السلام لما انهى ذكر هذه الوصايا وصايا يحيى عليه السلام قال وانا امركم قم بخمس. يقول عليه الصلاة والسلام وانا امركم بخمس الله امرني بهن وانا امركم بخمس الله امرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة. فانه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه الا ان يرجع. او الا ان يراجع. ومن دعا بدعوى الجاهلية فانه من جثا جهنم. فقال رجل يا رسول الله وان صلى وصام قال وان صلى وصام فادعوا بدعوى الله. الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله المصنف رحمه الله ساق هذا الجزء من الحديث المشتمل على وصايا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم الخمس لامته وامره امته بهن وقال ان ربي امرني بخمس انه قال امركم بخمس الله امرني بهن. فالله عز وجل امر بها نبيه عليه الصلاة سلام ونبينا صلى الله عليه وسلم امر بها امته مبلغا ما امره الله تبارك وتعالى به فذكر هذه الوصايا الخمس قال السمع والطاعة هذه الوصية الاولى او الوصيتان الاوليان السمع والطاعة. اي السمع لمن ولاه الله تبارك وتعالى امر المسلمين وقد تكاثرت الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. عليكم بالسمع والطاعة اسمع واطع وهنا قال السمع والطاعة اي لمن ولاه الله تبارك وتعالى امر المسلمين. يسمع كلامه ويطاع امره. وذلك لان الاسلام وجماعة المسلمين واجتماع كلمتهم والتئام شملهم لا يكون الا بجماعة ولا جماعة الا بامام ولا امام الا بسمع وطاعة. فجماعة المسلمين معهم على الاسلام مطلوب والاجتماع على الاسلام واجتماع الناس عليه وكون كلمتهم واحدة هذا لا بد فيه من امام وولا امامة الا بسمع وطاعة. ولهذا جاء الاسلام بالتأكيد على السمع والطاعة. جاء ذلك في القرآن وجاء ذلك ايضا في سنة النبي عليه الصلاة والسلام فالقرآن قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم والسنة مليئة بالاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الامر بالسمع والطاعة لمن ولاه الله تبارك وتعالى امر المسلمين. يسمع ويطاع. حتى وان لم يكن هذا الذي ولي امر المسلمين عدلا حتى وان لم يكن قائما بالعدل حتى وان كان عنده هو شيء من الحيث ولهذا اكد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك قال اسمع واطع وان اخذ مالك فظهرت لماذا؟ لان نزع اليد من الطاعة الخروج من السمع في شق لكلمة المسلمين. في تفرقة لصفهم. فيه خلخلة لجماعتهم فيه زعزعة لامنهم. بل فيه اراقة دماء. وانتهاب اموال وانتهاك اعراض واختلال للامن وذهاب للكلمة لهذا جاء الاسلام بالسمع والطاعة والصبر. يصبر على ظلم الولاة ان وجد. كما فقال الامام احمد رحمه الله اصبر حتى يستريح بر او يستراح من فاجر. فجاء الاسلام بالوصية بالسمع والطاعة وعدم نزع اليد من الطاعة وعدم الخروج على على لما في ذلك من الشر العظيم والفساد العريض. والطاعة التي امر بها هنا في قوله السمع والطاعة ليست طاعة مطلقة في كل ما يأمر به ولهذا قال الله عز وجل اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. ولم يقل واطيعوا. اولي الامر منكم لانه ليس ليس له طاعة مطلقة يبين ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم انما الطاعة في المعروف ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. فاذا امر بمعصية لا يطاع. يعني اذا امر بترك الصلاة او امر شرب الخمر او بالفواحش لا يطاع لا يطاع ولا ولا ايظا تسقى العصا وانما يمتنع من من طاعته فيما يدعو اليه من حرام. يمتنع من طاعته فيما يدعو اليه من حرام. ومن الامور نهى الرب تبارك وتعالى عنها لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. قال السمع طاعة والجهاد اي الجهاد في سبيل الله. لاعلاء الله ولنصر دينه تبارك وتعالى. وايضا الجهاد الذي هو اساس هذا الامر وهو جهاد النفس. على طاعة الله جل وعلا والبعد عن ما حرم كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله. ومن انهزم امام نفسه ولم يجاهدها في طاعة الله ليس اهلا ان يجاهد العدو الخارجي وهو لم يجاهد العدو الداخلي الذي بين جنبتيه. من لم يجاهد نفسه على طاعة الله. فلا يستطيع ان يجاهد نفسه ليصلي الفجر مثلا ليس اهلا ان يجاهد العدو ولهذا قال بعض اهل العلم مشيرا الى هذا المعنى وملمحا الى هذه الحقيقة قال اعظم اسباب النصر المحافظة على صلاة الفجر. يعني قاصدا بذلك الاشارة الى هذا المعنى. من لم يجاهد نفسه على الصلاة وخاصة صلاة الفجر التي هي باكورة اليوم ومفتتح وينهزم امام نفسه فينام عن الصلاة يقدم النوم على هذه الصلاة هذا ليس اهل. ان يجاهد عدوا او ان ينصر دينا. لانه لم ينصر دين الله تبارك وتعالى في نفسه فليس مؤهلا ان ان ينصر دين الله تبارك وتعالى وان يكون من اعوان نصر دين الله جل وعلا. من لم ينتصر على نفسه ليس اهلا ان ينتصر لدين الله جل وعلا ولهذا قال عليه الصلاة والسلام المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله فالذي يجاهد نفسه في طاعة الله تأهل بهذا الجهاد. لنصرة دين الله تبارك وتعالى. اما اذا كان منهزم امام الد اعدائه وهي نفسه التي بين جنبيه. تذهب به الى كل حرام وتجنح به الى كل باطل وتبعده عن كل فضيلة وهو منهزم امامها هذا من باب اولى ان يكون منهزما امام عدوه. ولهذا اعظم اسباب تسلط الاعداء على المسلمين هي هزيمة المسلمين الداخلية مع انفسهم. عندما يهزم داخليا مع نفسه فيضيع دينه. يغشى الحرام ولا يبالي ويضيع الواجبات ولا يبالي. فيكون في هذه الهزيمة يهزم من الاعداء. واذا انتصر على نفسه بالمحافظة على الدين. رعاية هذا الدين. فالله جل وعلا ينصرنا ويمكن له. وتأمل هذا في قول الله تبارك وتعالى وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منكم وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا. امن وتمكين وعز ونصرة يعبدونني لا يشركون بي شيئا. يؤمنون ويعملون الصالحات. فالمجاهد من جاهد نفسه على طاعة الله تبارك وتعالى. وبهذا يتأهل لان يكون من انصار الدين. واعوانه قال والهجرة والهجرة هذا اللفظ العظيم يتناول الهجرة من ديار الكفر الى ديار الاسلام ولما كانت مكة دار كفر كانت الهجرة منها واجبة ثم لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة قال لا هجرة بعد الفتح. لانها اصبحت دار اسلام والكلمة فيها للاسلام للمشركين ولا هجرة بعد الفتح اي من مكة اما ديار الكفر فالهجرة منها الى ديار الاسلام باقي الحكم ولكن لا هجرة بعد بعد الفتح اي من مكة لانها اصبحت دار اسلام. فلا هجرة منها واجبة. لانها اصبحت دار اسلام ذلك يتناول الهجرة هجرة المعاصي. والذنوب والتوبة منها. والاقبال على الله تبارك وتعالى ولهذا ايضا صحفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال والمهاجر من من هجر الخطايا والذنوب والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب. هذا ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة لله في حجة الوداع. قال الا اخبركم بالمؤمن المؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله. والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب فالهجرة تكون بالانتقال من ديار الكفر الى ديار الاسلام ايضا تكون الهجرة بهجر البدع بتركها والبعد عنها الى السنة وترك والذنوب الى الطاعة فيتوب الى الله تبارك وتعالى من البدع ويتوب الى الله من المعاصي ويقبل على الله عز وجل تائبا منيبا فهذه هجرة. هجرة الى الله تبارك وتعالى والى دينه. والى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وهذه المعاني تكلم فيها بايجادة وافادة ابن القيم رحمه الله في رسالة له صغيرة عنوانها الرسالة التبوكية عظيمة الفائدة في في هذا باب وتكلم عنها توسع في كتابه طريق الهجرتين. قال والجماعة وهذه الوصية الخامسة. الاولى السمع والثانية الطاعة. والثالثة الجهاد الرابعة الهجرة والخامسة الجماعة. والجماعة اي لزوم جماعة المسلمين ولزوم الجماعة يتناول لزوم امرين لزوم الحق الذي عليه جماعة المسلمين وهو دين الله تبارك وتعالى ومن لزم الحق الذي يجب ان تكون عليه ان يكون عليه اهل واهل الدين فهو جماعة ولو كان وحده بلزومه للحق. ولهذا قال الله تبارك وتعالى ان ابراهيم كان امة بلزوم الحق والمحافظة عليه. والامر الثاني في في الجماعة لزوم جماعة المسلمين وامامهم. لزوم جماعة المسلمين وامامهم فاذا كان المسلمون مجتمعون وكلمتهم مجتمعة على امام واحد فالسمع والطاعة واجب ولزوم الجماعة واجب ونزع اليد من الطاعة محرم وذنب عظيم وجرم وخيم. يجر على صاحبها وعلى غيره هلك وشر في دينه ودنياه. ولهذا لزوم الجماعة جاء التأكيد عليه في احاديث كثيرة. بل قال عليه الصلاة والسلام الجماعة رحمة. والفرقة عذاب وهذه كلمة دالة على حقيقة الامر باحسن ما يكون واوجز ما يكون. الجماعة رحمة. عندما يكون المسلمون مجتمعون على امام واحد حتى لو كان هذا الامام ظالم وجائر وعنده نقص اجتماعهم عليه خير من تفرقهم بلا امام. لان تفرق الناس بلا امام اراقة الدماء يعني انتهاك الفروج والحرمات. يعني انتهاب الاموال. يعني اختلال الامن لا يستطيع الناس يجلسون في المساجد ولا يستطيعون يطلبون العلم ولا يستطيع الانسان يحفظ ماله او عرظه او اهله او بيته الى غير ذلك كل هذه تضيع. ولكن اذا كانوا عليهم امام ولو كان فيه شيء من الجور او الظلم او الاثرة بالمال او نحو ذلك هذا ارحم لهم. الجماعة رحمة. والفرقة عذاب الفرقة ويلات على الناس وشر وبلاء لا يعلم به الا الله سبحانه وتعالى. ولهذا جال الاسلام بحفظ الجماعة والمحافظة عليها. وان يجتمع الناس على امامهم وعلى اميرهم وان يسمعوا له ويطيعوا ويحافظ على على جماعتهم باصلاحها لا بافسادها. الخروج على جماعة المسلمين ليس اصلاحا بل هو افساد واراقة للدماء. واختلال للامن وضياع للكلمة. وتجرئة اعداء الدين على اهله ليس فيها خير. الخير في اجتماع المسلمين. واجتماع كلمتهم. ولهذا جاء الاسلام ليس بالخروج على ولي الامر وان بالنصيحة له. قال عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامته. ولائمة المسلمين بالنصيحة لهم لا بالخروج ونزع اليد من الطاعة وشق العصا وتفرقة الكلمة فهذا كله شر. ومن مارسوا هذه الامور بنية الاصلاح لم يترتب على هذه الممارسة على مر التاريخ الا الا الفساد. ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية في رصد له لمن مارسوا مثل هذه الاعمال قال فما اقاموا دينا ولا ابقوا دنيا فما اقاموا دينا ولا ابقوا دنيا لا يقام الدين بمثل هذه الممارسات ولا تبقى دنيا الناس بل يحصد بل يحصل فساد عريض وشر ولهذا جاء الاسلام بحفظ الجماعة واعيد ما قدمته وهو ان آآ امر المسلمين لا ينتظم الا بجماعة ولا جماعة الا بامام ولا امام الا وطاعة. ولهذا جاءت هذه الامور مرتبطة. جاءت هذه الامور مرتبطة. الوصية بالسمع والطاعة والوصية بلزوم الجماعة. يقول العرباض ابن سارية رضي الله عنه وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة فقلنا يا رسول الله كانها موعظة مودع فاوصنا قال اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد حبشي وعليكم بسنتي قال وان انه من يئس منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي. وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها امضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة الجماعة بلزوم الحق ولزوم جماعة المسلمين وامامهم وعدم الخروج هذا من الامور التي اكد النبي عليه عليه الصلاة والسلام اكد عليها تأكيدا عظيما في احاديثه. بل انه صلى الله عليه وسلم ثبت عنه انه قال في خطبة الله في حجة الوداع قال اتقوا ربكم وفي رواية اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وادوا زكاة مالكم واطيعوا ذا امركم تدخلوا جنة ربكم لاحظ قرن طاعة ولي الامر ورتب عليها دخول جنة قرنها بالصلاة والصيام والزكاة وكلها رتب عليها دخول جنة قال اطيعوا ذا امركم. واذا وجدت الشبهات بين في هذا الباب افسدت عليهم قبول احاديث النبي عليه الصلاة والسلام التي فيها الامر بالسمع والطاعة ولننتبه لهذا. اذا جاءت الشبهات افسدت على الناس قبول الاحاديث تأتي فيها الامر بالسمع والطاعة. تجد بعظ الناس اذا تلوت عليه الاحاديث التي فيها الامر بالصلاة انشرح صدره. واذا عليه الاحاديث التي فيها الامر بالصلاة انشرح صدره لحديثه. واذا تلوت عليه الاحاديث التي فيها الامر بالزكاة انشرح صدره لحديثه. واذا تلوت عليه الاحاديث التي فيها الامر بالسمع والطاعة انقبض صدره. واستوحش هذا الانقباظ وهذه الوحشة من السنة ومن الاحاديث التي هي الامر بالسمع والطاعة سببها الشبهات والاهواء التي تدخل على النفوس والا كلها سنن كلها دين. صلوا خمسكم ادوا زكاة مالكم صوموا شهركم اطيعوا ذا امركم. الذي امر بطاعة ولي الامر هو الذي امر بالصلاة وهو الذي امر بالصيام. فلماذا ايات الصيام الصلاة والحج تقبل بانشراح واحاديث والايات المتعلقة بما يتعلق بولي الامر تقابل استيحاش لولا الاهواء التي تدخل على النفوس وعلى القلوب. فتمرضها وتصدها عن دين الله تبارك وتعالى. ولهذا ينبغي على المسلم ان يعالج نفسه بالسنة. وان يقرأ احاديث النبي صلى الله عليه وسلم وان يأمرها على على نفسه. وان يأمرها على نفسه. قال بعض السلف من امر السنة على نفسه نطق بالحكمة. من امر السنة على نفسه نطق بالحكمة. لكن الذي يأمر الهوى على نفسه بماذا ينطق؟ ينطق بالبدعة وبالظلالة ولهذا ينبغي الانسان ان يأمر السنة على نفسه بمعنى بمعنى ان يجعل السنة هي قائده. قال لما ذكر الوصية بالجماعة قال مؤكدا فان من فارق الجماعة قيد شبر لاحظ هذه الكلمة قيد شبر قيد بكسر القاف اي قدر شبر الشبر هذا هو. الشبر ذرع يسير قدر يسير جدا من من فارق الجماعة عقيد شبر يعني ولو مسافة قليلة ولو جزءا يسيرا ولو امرا قليلا فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه الا ان يراجع. من فارق الجماعة يعني جماعة المسلمين من فارق الجماعة اي جماعة المسلمين ونزع اليد من الطاعة وخرج على جماعة مسلمين يقول عليه الصلاة والسلام فقد خلع ربقة الاسلام ربقة الاسلام الرقة في اللغة هي الحبل الذي يلف به عنق الدابة حتى لا لا تشرد وحتى لا تضيع وحتى لا تكون نهبة للسباع تأكلها ومن خرج من الجماعة اصبح نهبة للسباع وعرضة للضياع والهلكة. ولهذا قال من فارق الجماعة قيد شبر اي قدرا يسيرا قليلا فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه. لماذا؟ لان هذا هذا ضياع للدين للدين. الدين يتحقق بالامن والطمأنينة. وهذه الامور اضاعة الكلمة ونشر للشر والفساد. ولهذا اذا اذا وجد في بلد من البلدان مثل هذه امور اختل الدين وقويت شوكة اهل الباطل وضعفت كلمة اهل الحق ولم يتمكن الناس من الصلاة في مساجدهم ولم يتمكنوا من طلب العلم ولم يتمكنوا من ابواب الخير. ويضيع امرهم. قال فقد خلع رفقة الاسلام من عنقه الا ان يراجع. يعني يتوب الى الله عز وجل من هذا الافتيات وهذا الخروج وهذا النزع والمفارقة لجماعة المسلمين قال الا ان يراجع اي يتوب الى الله تبارك وتعالى من ذلك. قال ومن دعا بدعوى الجاهلية دعوى الجاهلية اي ازاؤها وهو عصبيتها اما عصبية لعرق او لقبيلة او لشخص او لفئة او نحو ذلك عصبية عمياء على الحق والباطل. وعلى الهدى والضلال وانتصار في في هذا التعصب لمن يتعصبون له حتى في ظلمه وعدوانه وبغيه. كان اهل الجاهلية اذا احدهم على اخر ثم غلبه من اعتدى عليه نادى هذا المعتدي الظالم الباغي نادى عشيرته يا لفلان ثم او منتصر منتصرين له على ظلمه. عصبية جاهلية وانتماءات باطلة. ونصرة للظلم هوى والضلال هذه دعوة الجاهلية. ينصرون الظالم باعانته على ظلمه ينصرون الظالم باعانته على ظلمه. وعلى بغيه وعلى عدوانه. قال ومن دعا بدعوة الجاهلية. دعا بدعوى الجاهلية ان يوجد لنفسه انتماء حتى ولو كان هذا الانتماء انتماء مباح مثل الانتماء الى القبيلة او الانتماء الى البلد الذي ولد فيه ونشأ فيه الانسان هذا انت ما مباح. هذا انت ما مباح لا شيء فيه انتمائه الى قبيلته او انتمائه الى بلده الذي نشأ فيه هذا انتماء مباح او الانتماءات ايضا المستحبة مثل انتماء الانسان الهجرة مهاجر او النصرة انصاري هذه انتماءات صحيحة كلها. لكن اذا جعلت الانتماءات من اجل التعصب الباطل. ودعوى الجاهلية وعزاءها فهذا امر محرم جاء الاسلام بتحريمه والمنع منه. كما سيأتي بيان ذلك. قال ومن دعا بدعوى الجاهلية فانه من جثاء جهنم. من جثاء جهنم اي من جماعاتها الذين يلقون فيها ومن حطبها ووقودها فانه من جثا جهنم. اي ان الله يلقيه في النار يوم القيامة من دعا بدعوى الجاهلية وهذا وعيد شديد لمن كان بهذا الوصف من جثى جهنم وايضا ضبطت من جثي جهنم اي ممن يجلسون في جهنم والجثي هو على الركب جثا يجدوا جثيا اي على ركبه. فهو من جثي جهنم ممن يجثون في في جهنم اي يلقون فيها. فقال رجل يا رسول الله وان صلى وصام يعني من دعاء بدعوى الجاهلية حتى وان كان مصليا صائما يعني من اهل الصلاة ومن اهل الصيام يصلي ويصوم ولكنه يدعو بدعوى الجاهلية. فهل ايضا العقوبة نفسها قال وان صلى وصام. يعني حتى وان كان مصليا صائما حتى وان كان محافظا على الصلاة محافظا على الصيام من دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثاء جهنم. قال وان صلى وصام فهو فهو كذلك حتى وان صلى وصام. فادعوا بدعوى الله الذي سماكم والمؤمنين عباد الله وجاء في في بعض الروايات قال ادعوهم باسمهم الذي سماهم الله به نعم جاء في بعض الروايات قال فادعوا المسلمين بما سماهم الله المسلمين المؤمنين عباد الله. فادعوا المسلمين بما سماهم الله المؤمنين عباد الله وهنا قال فادعوه بدعوى الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله ولهذا انتماء الانسان من باب التعريف لبلده او لقبيلته هذا امر مباح. انا من قبيلة كذا انا من بلدي كذا هذا مبال. اما اذا كان هذا الانتماء نوع من عزاء الجاهلية ودعوى الجاهلية وتعصب للعشيرة او البلد بالحق باطل بالهدى والضلال بالسنة والبدعة. فهذا امر محرم وهذه دعوة الجاهلية التي حذر منها النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. نعم. قال وفي الصحيح من فارق الجماعة قيد شبر فمات فميتة فميتة فميتته جاهلية وفيه ابي دعوى الجاهلية وانا بين اظهركم قال ابو بس كل ما خرج عن دعوى الاسلام والقرآن من نسب او بلد او جنس او مذهب او طريقة فهو من عزاء بل لما اختصم مهاجري وانصاري فقال المهاجري يا للمهاجرين وقال الانصاري يا للانصار قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم ابدعوة الجاهلية وانا بين اظهركم؟ وغضب لذلك غضبا انتهى كلامه رحمه الله تعالى قال وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من فارق الجماعة قيد شبر قيد شبر اي قيد شبر كما تقدم فمات ميتته جاهلية. وهذا فيه وعيد. لان ميتته ماتت لان ميتته كانت على هذه الجاهلية جاهلية اهل الشرك والضلال الذين من من شأنهم مفارقة الجماعة ومن شأنهم عدم السمع والطاعة ومن شأنهم ترك التوحيد هذه الامور الثلاث من ابرز صفات الجاهلية. ترك التوحيد ومفارقة الجماعة عدم السمع والطاعة يا انا فالواحد منهم ان يسمع ويطيع للامير ويستكبر عن عن السمع والطاعة في في في انفة من السمع والطاعة مع ان السمع والطاعة في انتظام للكلمة. واجتماع للصف ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم. اخلاص العمل لله ولزوم جماعتهم ومناصحة ولاة امرهم. لا يغل يعني لا يجد قلب المسلم على هذه الامور غل بل يقبله بانشراح وطمأنينة. اما المشركون ففي قلوبهم غل. لهذه الامور الثلاث. ومن فارق الجماعة ففيه شعبة من شعب الجاهلية التي كان عليها اهل الجاهلية. ولهذا مصنف هذا الكتاب في كتابه الذي سبق ان اشرت اليه مسائل جاهلية التي جاء الاسلام بمخالفتها بدأ بهذه الامور الثلاث. لان ابرز صفاتهم بهذه الامور الثلاث. ترك التوحيد وترك السمع والطاعة وترك الجماعة. هذي من ابرز صفات الجاهليين. فمن فارق الجماعة قيد شبر فمات مات ميتة جاهلية. لان هذي من خصال من خصالهم ومن شعب الجاهلية ليست من شعب الاسلام. فمن مات على هذه الحال مات ميتة جاهلية. قال وفيه اي صحيح ابي دعوة الجاهلية وانا بين اظهركم اي لم امت بعد ابدعوة الجاهلية يعني تدعون وانا بين اظهركم لم امت بعد وهذه قالها النبي عليه الصلاة والسلام في في في قصة حصلت وانهم كانوا مع النبي عليه الصلاة والسلام في سفر او في غزوة فكان كما جاء في في الصحيحين كان احد المهاجرين لعابا قالوا في في شرحها اي كثير اللعب يحب اللعب يحب المزاح واللعب كان لعابا فكسع انصاريا. كسع انصاريا قالوا كسعه اي ظربه مع قفاه بيده او بظهر طرف قدمه. يحب اللعب ويحب المزاح فمن هذا الباب. يعني من باب المزح ضربه بيده والحديث في الصحيحين ضربه بيده او بطرف قدمه كسعه اي ضربه مع قفاه بيده او بطرف قدمه فغضب الانصار غضبا شديدا وهما شابان فغضب الانصاري غضبا شديدا. فقال يا للانصار وقال النبي وقال المهاجر يا للمهاجرين فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم هذه المقالة فقال ابدعوة الجاهلية وانا بين اظهركم؟ ابي دعوة الجاهلية وانا بين لاحظ مجيء هذه الكلمة في هذا الوقت وقت الانتصار كل ينتصر لصاحبه ايا كانت صفته صاحبه هذا يقول يا اهل المهاجرين وهذا يقول لاهل الانصار وكل يطلب النصرة من جماعته او ممن هو منهم وينتصرون له كيفما كان الامر. هذا عزاء الجاهلية. الانتماء للمهاجرين والانتماء للانصار هذا الاسم مهاجر وانصار اسم شرعي او غير شرعي الله عز وجل سماهم به مثل ما سماهم مسلمين سماهم مهاجرين. اسم شرعي قال قال الله تعالى للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم. وقال السابقون الاولون من المهاجرين والانصار. الله سماهم سماهم انصار فهو اسم شرعي سماهم الله تبارك وتعالى به. ليس هو من الاسماء المباحة. التي هي انتماء الانسان قبيلته او بلده هذا مباح اذا كان لمجرد التعريف. بل هذا اسم ممدوح شرعا والله سماهم به الذي سماهم مسلمين سماهم ايضا مهاجرين وسماهم انصار في ايات في غير ما اية في السابقون الاولون من المهاجرين والانصار الله سماهم بهذا. فالتسمية من حيث هي صحيحة او لا؟ شرعية او غير الشرعية اسم سماهم الله به. والحديث الذي مر معنا قريبا قال ادعوهم بماذا؟ فادعوهم فادعوا المسلمين بما سماهم الله هذا اسم سماهم الله به. فاذا قيل في في انسان مهاجر قيل هذا مهاجر او واحد من انصار الدين قيل انصاري هذا صحيح ولا خطأ؟ هذا صحيح لا شيء فيه. اسم شرعي صحيح. لكن لما جاء في هذا الموضع موضع ماذا؟ موضع عزاء الجاهلية موضع عزاء الجاهلية كل ينتصر او يطلب النصرة سواء بالحق او بالباطل. فهذا ذمه الاسلام ولهذا لو رفعت في الاسلام شعارات صحيحة تجلب للناس عصبية باطلة وفرقة واختلافا قمنا اذا كانت رفعت لاجل هذا الغرض. اذا كانت رفعت لاجل هذا الغرض. ولهذا لما قال الانصاري يا للانصار وقال المهاجر يا للمهاجرين قال النبي عليه الصلاة والسلام ابدعوة الجاهلية وانا بين اظهركم فبينوا له عليه الصلاة والسلام القصة وسبب ذلك وقالوا ان المهاجر كسع فقال عليه الصلاة والسلام دعوها فانها منتنة. قال دعوها فانها منتنة. الشاهد ان النبي عليه الصلاة والسلام حذر من ذلك اشد التحذير. ثم نقل المصنف كلاما عظيما لشيخ كالاسلام ابن تيمية رحمه الله وهو في كتابه السياسة الشرعية في الصفحة السابعة والتسعين قال فقال ابو العباس كل ما خرج عن دعوى الاسلام والقرآن من نسب او بلد او جنس او مذهب او طريقة فهو من عزاء الجاهلية. فهو من عزاء الجاهلية. هل يقصد هل يقصد شيخ الاسلام؟ بقوله من نسب او بلد او جنس. هل بذلك حرمة الانتماء الى الى البلد او النسب او الجنس للتعريف عندما يقال لاحدنا من من انت؟ يقول من قبيلة كذا؟ او انا من بلدي كذا. للتعريف هل هل هذا مقصود هنا؟ لا. المقصود هنا دعوى الجاهلية. المقصود دعوى الجاهلية وهي الانتباه بتعصب للبلد او النسب او نحو ذلك الانتماء بالتعصب بالحق والباطل بالهدى والضلال. قال من نسب او بلد او جنس او مذهب او طريق ثقة فهو من عزاء الجاهلية وعزاء الجاهلية هي دعوة الجاهلية وتعصباتها الباطلة التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان. قال بل لما اختصم مهاجري وانصاري في القصة التي اشرت اليها وفي الصحيحين فقال المهاجري يا للمهاجرين وقال الانصاري يا للانصار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابدعوة الجاهلية وانا بين اظهركم وغضب لذلك غضبا شديدا اذا انتهى كلامه رحمه الله تعالى اي كلام ابن تيمية قال وغضب لذلك غضبا شديدا اي غضب هذا العزاء لدعوى الجاهلية الباطلة وتعصباتها المقيتة التي تفرق ولا تجمع وتمزق الكلمة وتفرق الصف وتوجد العداوات لا يترتب عليها خير ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ابدعوى الجاهلية يعني تدعون وبعزاء الجاهلية تعلنون وانا بين اظهركم اي حي بينكم لم امت بعد قال ذلك عليه الصلاة والسلام محذرا من ذلك اشد التحذير. اشير مرة ثانية الى ان مهاجري وانصاري هذي اسماء شرعية سماهم الله بها في القرآن. فهي ليست خارجة عن دعوى الاسلام والقرآن. هي اسماء في القرآن. سماهم الله بها فهي تسمية صحيحة تسمية شرعية ليست مباحة فقط وليست مكروهة بل هي مستحبة اسماء امتدحها الله عز وجل وامتدح اهلها واثنى عليهم. ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم قال هذه الاسماء مستحبة ليست مباحة ولا مكروهة. لان الله سماهم في بها في القرآن. لكن اذا اعلن هذا الاسم مرورا رفع من اجل تفرقة وعزاء الجاهلية فهذه دعوة الجاهلية. حتى وان كان الاسم شرعيا اذا قصد به التعصبات الباطلة وايجاد العداوات والشحناء ونحو ذلك المصنف رحمه الله اورد هذه الترجمة في كتابه فضل الاسلام ليبين مكانة الاسلام ووجوب الانضواء تحت لوائه. والسعي في نصرته والانتماء اليه. وان يكون هم الانسان تحقيق الاسلام في نفسه ودعوة الناس اليه. ونسأل الله عز وجل ان يحيينا مسلمين وان يتوفانا مؤمنين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. انه تبارك وتعالى سميع مجيب قريب وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه