بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. نعم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. قال المؤلف رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين. قال باب ما جاء ان البدعة اشد من الكبائر وقوله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. نعم قوله تعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم وقوله تعالى ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يظلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون. قال المصنف رحمه الله وغفر له باب ما جاء ان البدعة اشد من الكبائر. الابواب الماظية اشتملت على تحذير بالغ من البدعة وبيان وقد مر معنا قول الله تبارك وتعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. كذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام من عمل املا ليس عليه امرنا فهو رد. ولكن اراد المصنف رحمه الله بعقده لهذه الترجمة ان يزيد في بيان هذا الامر والتحذير من البدع المحدثات التي هي ليست من دين الله تبارك وتعالى وان كان فاعلها يفعلها تدينا وتقربا الى الله جل وعلا الا انها ليست من دينه. ولا يقبلها الله تبارك وتعالى من فاعلها لان شرط قبول الدين ان يكون لله خالصا وللسنة موافقا فان لم يكن كذلك فهو مردود على فاعله غير مقبول منه والبدعة هي الحدث في دين الله عز وجل. كما قال صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. والحدث في الدين سواء كان في باب العقيدة او في باب العبادة والعمل يعد بدعة ويعد حدثا في دين الله تبارك وتعالى. وهو مردود على صاحبه غير مقبول منه فكل عقيدة ليست في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه فهي بدعة ضلالة. وكل عمل يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى ليس في نصوص الشرع دلالة على مشروعيته سواء استحبابا او وجوبا فهو بدعة ضلالة. البدع تكون في الاعتقاد وتكون في الاعمال ومن احدث في دين الله تبارك وتعالى ما ليس منه سواء في باب العقيدة او او في باب العمل والعبادة فهو بدعة. ضلالة. وقد تنوعت البدع الضالة التي احدثها الناس في باب الاعتقاد وفي باب العمل وكلها تنشأ عن الاهواء الباطلة التي ما انزل الله بها من سلطان قد قال الله تعالى فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله. فكل من لم يلزم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهو متبع للهوى وهذه قاعدة. دلت عليها الاية المتقدمة كل من لم يتبع الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو متبع هواه. ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله. البدعة تكون في جانب الاعتقاد وتكون في جانب العمل. ايضا البدعة قد تكون بدعة حقيقية بمعنى ان انها لا اصل لها مطلقا في شرع الله تبارك وتعالى وتارة تكون بدعة اضافية بمعنى ان لها شائبتان ان لها شائبتين شائبة من جهة الشرع وسائل مما لا اصل له في الشرع. وهذه بدعة اضافية كأن يأتي المتعبد لعبادة مشروعة فيوظفها في كمها او كيفها في اوقات مخصوصة على غير الله تبارك وتعالى ومن خصص فقد شرع. من خصص ما لم يشرعه الله بوقت او بحال او عمل فقد شرع في دين الله تبارك وتعالى ما لم يأذن به الله عز وجل. والبدعة شأنها على الانسان خطير جدا لان الانسان يقوم بها ويظن انها تدنيه من الله منه وانها عمل صالح يحبه الله. تبارك وتعالى. بخلاف المعصية المعصية فاعلها يعلم من نفسه انه على معصية. وانه على ذنب ولكن شهوته تغلبه. ويمارس شهوته او المعصية وهو يعرف انه مذنب بينما المبتدع صاحب البدعة يمارسها وهو يظن انه وعلى سنة وانه على هدى وعلى خير وعلى عمل صالح يحبه الله تبارك وتعالى ولهذا البدعة اخطر من المعصية وهذا كما ترجم له المصنف واستدل له بايات واحاديث قال باب ما جاء ان البدعة اشد من الكبائر. باب ما جاء ان البدعة اشد من الكبائر. جاء عن سفيان الثوري رحمه الله الله انه قال البدعة احب الى ابليس من المعصية البدعة احب الى ابليس من المعصية. لان المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها قال لان المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها قوله والبدعة لا يثاب منها اي ان صاحبها يرى انها دين وشرع فلا يتوب منها بل يدافع عنها. ويسعى في نشرها. بينما المعصية يتاب منها لان يرى انه عاص وانه مذنب ويندم كثيرا على فعله لها فهو قريب من التوبة. بينما المبتدع بعيد من التوبة لانه لا يرى نفسه اصلا مذنب. لا يرى نفسه مذنبا. وانما يرى نفسه على سنة ولو قيل هذا خطأ او هذا ليس من دين الله لغضب ولما قبل لان لو يرى ان العمل الذي يمارسه من الدين ومن شرع الله تبارك وتعالى. ولهذا قال البدعة المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها. لان صاحبها لان صاحبها يرى انه على دين وعلى حق وعلى صواب والمصنف رحمه الله هنا يقول ان البدعة اشد من الكبائر. البدعة التي هي حدث في دين الله تبارك وتعالى اشتد من الكبيرة الكبيرة يتاب منها وصاحبها يعلم انه مذنب. في الغالب الاعم ان صاحب كبيرة يعلم انه مذنب وانه مقصر في جنب الله وانه مرتكب لاثم وخطيئة يعلم ذلك. لكن تغلبه شهوته بينما المبتدع لا يرى انه على خطأ بل يرى ان الذي هو عليه هو الصواب. فهي اشد من هذه الجهة. من جهة ان ان المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها. وهي اشد من جهة اخرى انها حدث في دين الله تبارك وتعالى. حدث في دين الله احداث في دين الله ما ليس منه. اما المعصية لم يحدث في الدين وانما عصى. عصى الله تبارك وتعالى بفعله للذنب. والحدث في دين الله شأنه خطير. لانه قول الله وفي الله بغير علم وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. فهذه خطورة للبدعة وانها اكبر من الكبائر. وايضا البدعة اكبر من الكبائر لان البدعة كما يقول اهل العلم بريد كفر وبريد الشرك بالله تبارك وتعالى. لان فتح لنفسه باب الحكم في دين الله بغير شرع الله. الحكم في دين الله بغير شرع الله وانما يحكم بدين الله في دين الله بهواه وبما لم يأذن به الله تبارك وتعالى وهذا باب يفضي به الى الكفر والشرك بالله تبارك وتعالى تعالى ان الحكم الا لله. امر الا تعبدوا الا اياه. الحكم الكوني والقدر والشرع والجزاء لله تبارك وتعالى ليس له شريك في ذلك. فمن ترك شرع الله الى المحدثات فهذه خطورة بالغة اشد من مجرد فعل الكبيرة او او المعصية فالبدعة اشد من الكبيرة من وجوه عديدة. البدعة اشد من الكبيرة من وجوه عديدة والمصنف رحمه الله عقد هذه الترجمة في كتابه فضل الاسلام تحذيرا من البدع لانها ليست من الاسلام. والله جل وعلا لا يقبل الا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. البدع ليست من الاسلام. ليست من دين الله والله لا يقبل الا الاسلام. ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. ان الدين عند الله الاسلام. ثم اورد اول ما اورد رحمه الله من ادلة لهذه الترجمة قول الله تبارك وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وتصدير المصنف لدلائل او لبيان ان البدعة اشد من الكبيرة بهذه الاية. التي تبين خطورة الشرك في دين الله تبارك وتعالى. لان البدع منها ما هي بدع شركية؟ لان منها ما هي بدع شركية يمارسها المبتدع وهي شرك بالله عز وجل. كقصد القبور عبادة والتبرك وطلب المدد والنذور والطواف وغير ذلك من القرب التي هي لله وحده وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ومن البدع ما هي وسائل للشرك بالله عز وجل كالبناء على القبور. قال عليه الصلاة والسلام لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد او الصلاة الى القبور او اسراجها او غير ذلك من البدع التي هي وسائل مفضية الى الشرك بالله تبارك تعالى بدأ البدع بعامة بريد للشرك لان مبتدع فتح لنفسه بابا التفلت من الاستسلام لله بما شرع الى ممارسة الاهواء والبدع. ولاجل ذلك صدر المصنف رحمه الله هذه الترجمة بهذه الاية الكريمة التي تحذر من الشرك. لان البدعة اما شرك او مفضية اليه لان البدعة اما شرك بالله عز وجل او مفضية الى الشرك بالله والكفر سبحانه وتعالى قال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وكذلك ايضا التصدير بهذه الاية في اشارة الى ما دل عليه قوله الله تبارك وتعالى افرأيت من اتخذ الهه هواك؟ وهذا نوع من الشرك بالله تبارك وتعالى. فهذه الاية فيها تحذير من من البدع وبيان لخطورتها وبيان لخطورتها. ومن المعلوم ان اعظم الذنب الشرك بالله عز وجل. وقد سئل عليه الصلاة والسلام اي الذنب اعظم؟ قال الشرك بالله قال الشرك بالله و المصلي رحمه الله استدل بالاية هنا على خطورة البدعة وانها اشد من المعصية لان البدعة اما هي في ذاتها شرك بالله عز وجل او انها مفظية الى الى الشرك والشرك اعظم الذنوب. والشرك اعظم الذنوب اخطرها ولهذا لا تقارن البدعة بالمعصية البدعة اشد واخطر على صاحبها من المعصية وهنا ينبغي ان ان هذا الكلام لا يعني التقليل من المعاصي. والتهويل من شأن المعاصي المعاصي خطيرة المعاصي خطيرة وخطرها بالغ لكن معرفة الانسان لتفاوت المعاصي فيه فائدة له في الحذر من المعاصي كلها ولهذا كان الصحابة يسألون النبي عليه الصلاة والسلام عن التفاوت بين المعاصي والذنوب اي الذنب اعظم هذا باب من الفقه مهم. ولولا اهميته لما سأل عنه الصحابة. ولما عليه الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا باب باب عظيم من الدين لابد من فهمه وعندما يختل فهم الناس لهذا الباب ترى فيهم من يمارس معصية اعظم ويتورع عن عن معصية دون ذلك. يتورع عن دم البعوض ولا يتورع عن قتل مسلم بغير حق. عندما يختل فهم الانسان في فهم تفاوت الذنوب وعظم جرمها وتفاوتها في ذلك تجد من الناس من لا من يتورع عن معصية هي من صغائر الذنوب ولا يتورع عن الشرك مثلا او عن بدعة من عظائم البدع ولهذا هذا الباب من العلم في غاية الاهمية اي الذنب اعظم؟ هكذا سأل الصحابة رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم لم يسألوا هذا السؤال من اجل الاستهانة بالاصغر او الاقل اثما ليس هذا القصد وانما من اجل ماذا؟ معرفة الاخطر ليزداد البعد عنه. ولهذا اعيد ما سبق وهو ان آآ ذكر ذكر ان البدعة اشد من المعصية لا يعني باي حال التقليل من المعاصي المعاصي خطيرة ولكن يقصد منه مزيد الحيطة والحذر من البدع التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان. ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى قول الله تبارك وتعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم وهذا ايضا مما يبين خطورة البدعة. والحدث في دين الله تبارك وتعالى لان الله عز وجل حكم على هؤلاء بانه لا احد اظلم منهم. والاستفهام في هذه الاية بمعنى النفي قوله فمن اظلم اي لا احد اظلم ممن كانت هذه صفته وهذه حاله يفتري على الله الكذب ليضل الناس بغير علم. يفتري على الله ويفتري على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقول هذا حلال وهذا حرام حرام وهذا مشروع وهذا من الدين وهذه من القرب كذبا وافتراء على الله تبارك وتعالى وقولا عليه سبحانه بغير علم. والقول على الله تبارك وتعالى بغير علم. اعظم المحرمات واخطرها واشدها اثما في جميع الشرائع في جميع الشرائع اخطر الذنوب القول على الله بلا علم. ويدخل في القول على الله بغير علم شرك والبدع كل ذلك من القول على الله وفي الله وفي دينه بغير علم قال فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم ظلهم اي عن دينهم الذي شرعه الله. وليخرجهم من الاسلام الى نقيضة من الشرك وانواع الضلالات وكم من مفتريات افتريت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ترويجا للباطل. واعظم ما افتري على الرسول عليه الصلاة الصلاة والسلام مفتريات يروجها بعض ائمة الباطل ودعاة الضلال فيها ترويج للشرك الذي امضى حياته عليه الصلاة والسلام كلها في محاربته. ومن اشنع ذلك وافظعه. قول احدهم كذبا مفتريا على رسول الله صلى الله عليه وسلم زاعما انه عليه الصلاة والسلام قال اذا اعيتكم الامور فعليكم باهل القبور. ينسب ذلك كذبا وافتراء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليروج الشرك. يروج الشرك الذي اعظم الذنوب بالكذب على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. واخر يكذب عليه انه قال من اعتقد في حجر نفعه وهذا كله من كذب عباد الاصنام. اهل الشرك بالله تبارك وتعالى ترويجا لباطلهم وظلالهم. وهذا كله مما يبين لنا خطورة البدع وانها فتح باب شر على الناس وفي دين الله تبارك وتعالى لانها تلصق بالدين يعدها اربابها ومن تروج عندهم يعدونها جزءا من دين الله تبارك وتعالى. ويمارسونها على كأنها دين وقربة يتقربون بها الى الله عز وجل. قال فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم. والعلم قال الله قال رسول صلى الله عليه وسلم ثم اورد قول الله تعالى ليحملوا اوزارهم كاملة تن يوم القيامة ومن اوزار الذين يظلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون وهذي ايظا من اخطر ما يكون في بيان حال اهل البدع ودعاة البدع وائمة الظلال فالداعي الى ضلال يحمل اثم نفسه يحمل اثم نفسه فيما يمارسه من بدع وضلالات ويحمل اثم اتباعه. ومن اضل لهم بغير علم فهو يحمل وزر نفسه ووزر اتباعه وليس فقط وزر اتباعه الذين تلقوا عنه مباشرة. بل يحمل وزر الاتباع اتباع الاتباع واتباعهم الى يوم القيامة. ليس فقط يحمل وزر الاتباع الذين تلقوا عنه مباشرة. بل يحمل وزر الاتباع واتباع الاتباع واتباع الى يوم القيامة. وهذا من اخطر ما يكون. يلج الداعية الى الضلال قبره ويدرج في قبره ولا يزال على مر التاريخ تتوالى عليه الاوزار يكتب عليه الذنوب يوما تلو يوم. وهو ميت في قبره وكل يوم يأتيه في قبره اوزار كل يوم ربما انه مات قبل الف سنة او اكثر او اقل ولا يزال الذنب يأتيه. وقد قال عليه الصلاة والسلام ما من نفس قتلت ظلما الا وكان لابن ادم الاول كفل منها. لانه اول من سن القتل وقد قال عليه الصلاة والسلام كما سيأتي من سن في الاسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها فهذا مما يبين خطورة الدعوة الى البدعة. وان داعي الى البدعة والى الضلالة يحمل اثم نفسه واثم اتباعه الى يوم القيامة وهذا غاية الخطورة والله جل وعلا يقول ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون. الا ساء ما ما ينظرون اي ان ما ارتكبوه من وزر وذنب هو من اعظم السوء واشنعه اذا هذه الايات الثلاث تدل على خطورة الشرك تدل على خطورة البدعة من جهات عديدة يمكن ان نلخصها في نقاط ان البدعة شرك او بريد اليه. والثانية ان هذا من اعظم الظلم. والثالثة انها افتراء كذب ابن على الله جل وعلا. افتراء كذب. على الله وعلى رسوله وفي دينه والرابعة انها ضلال. قال ليضل الناس والخامسة انها قول على الله تبارك وتعالى بغير علم والسادسة ان صاحبها يحمل اثم نفسه واثم اتباعه. الداعي اليها يحمل اثم نفسه واثم اتباعه الى يوم القيامة. والسابعة ان ذلك الوزر اسوأ الوزر وافظعه الا ساء ما يزرون. نعم. قال وفي الصحيح لانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال في الخوارج اينما لقيتموهم فاقتلوهم لان لقيتهم لاقتلنهم قتل عاد. وفيه انه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل امراء الجؤ نهى عن قتل امراء الجور ما صلوا. ثم اورد هذين الحديثين. الاول يتعلق باهل البدع والثاني يتعلق باهل المعاصي الاول يتعلق باهل البدع. والثاني يتعلق باهل المعاصي. واراد المصنف الله في ايراده لهذين الحديثين ان يبين ان حال البدعة اخطر من حال المعصية قال في الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج اين اين ما لقيتموهم فاقتلوهم؟ لان لقيتهم لاقتلنهم قتل عاد حكم فيهم هذا الحكم عليه الصلاة والسلام قال اينما لقيته لقيتموه فاقتلوهم وقال لئن لقيتهم لاقتلنهم قتل عاد. بينما ائمة الجور امراء الجور والجور ظلم وهو معصية. ذنب من الذنوب التي يعصى الله تبارك وتعالى بها. قال في ائمة الجور نهى عن عن قتل امراء الجور ما ظلوا نهى عن قتل امراء الجور ما صلوا هناك اولئك قالوا اقتلوهم اقتلوهم وهنا قال نهى عن قتلهم ما صلوا. فهذا مما يبين ان البدعة اخطر من المعصية البدعة اخطر من من المعصية وضررها في المجتمع اشد من المعصية وانت في هذه المسألة قارن بين شخصين شخص يحمل عقيدة الخوارج بما فيها من فكر فاسد وضلال عظيم وما يترتب عليها من اضرار في المجتمع لا حد له. و امير الجور وما عنده من ظلم وظلمه فيه ظرر على مجتمعه لكن قارن بين المضرتين. امير الجور مع وجوده جائرا امور الناس في عباداتهم في امنهم في حفظ اعراضهم في تحقق مصالحهم ماضية ساعة امام جور خير للناس من من ازمنة بلا امام امام جور تنتظم فيه امورهم يصلون ويمارسون اعمالهم على اعراضهم الى غير ذلك من مصالح التي لا تتحقق لو لم يوجد امام. فامام جور خير من بقاء الناس بلا امام خير من بقاء الناس بلا بلا امام لكن وجود بدعة الخوارج ونظائرها وانتشارها في المجتمع يترتب عليها الامن واراقة الدماء وانتهاك الاعراض واستلاب الاموال وغير ذلك من المفاسد التي لا حد لها ولهذا دعا عليه الصلاة والسلام الى القضاء عليها فورا. قال فاقتلوهم لئن لقيتم لاقتلنهم قتلى امر بالقضاء الفوري عليهم. لان بقائهم في المجتمع ماذا ماذا يترتب عليه؟ ينشر فكرة في المجتمع ولا سيما في حدثاء الاسنان ويمرر عليهم ضلالة على انه جزء من الدين الذي يتقرب به الى الله تبارك وتعالى. اما امام الجور او امير الجور فوجوده يترتب عليه حفظ الامن وبقاء العبادة وصلاح احوال الناس مع الظلم الذي قد يمارس في حقهم. وعليهم في هذا الباب كما قال السلف ان يصبروا. حتى يستريح بر او يستراح الفاجر حتى يستريح بر او يستراح للفاجر. وعلى الناس في مثل هذه الحالة ان يصلحوا حالهم يصلح الله تبارك وتعالى من عليهم. يرفع الظلم عن نفسهم ويرفع الله عنهم مولاتهم كذلك نولي بعض الظالمين بعضا. في رفع الانسان عن نفسه بتقوى الله وصلاح حاله واقامة دين الله تبارك وتعالى في نفسه وفي بيته وفي جيرانه بالدعوة الى الله جل وعلا ولهذا ليس هناك مقارنة بين من آآ من يحمل ذكرى الخوارج وبين من هو امام اي امام جور. والنبي صلى الله عليه وسلم فر. في الخوارج قال اقتلوهم. وفي وفي امير الجور قال لا. ما صلوا طيب يسأل هنا سؤالا الخوارج يصلون ولا يصلون؟ هنا قال لا ما صلوا الخوارج هل يصلون او لا يصلون قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة تحقرون صلاتكم مع صلاتهم. ما هو فقط يصلون. ليس فقط يصلون قال تحقرون صلاتكم ومع صلاتهم وقراءتكم مع قراءتهم. ليسوا تاركين للصلاة يصلون وهنا في ائمة الجور قال لا ما صلوا واولئك لم يذكروا من الصلاة من انها معروفة عندهم مشهورة بينهم مع وجود الصلاة قال لاقتلنهم قتل عاد. مع انهم يصلون ويقرأون القرآن ويذكرون الله تبارك وتعالى ولم يقل هنا في الخوارج لم يقل لا ما صلوا لا اقتلوهم اذا رأيتموهم يصلون او رأيتموهم محافظين على الصلاة لم يقل ذلك. وفي ائمة الجور قال لا ما صلوا فرق بينهم. هنا تلاحظ ملاحظة تستفاد هنا ان الظالم تنفعه صلاته وقد تكون صلاته سبب لحجزه عن ظلمه اما المبتدع فانه لا يستفيد من صلاته. المبتدع لا لا لا يستفيد من صلاته لماذا؟ لان قلبه قائم على على الهوى قلبه قائم على الهوى ويعتقد ان ما يعمله من عمل هو مثل الصلاة بل اعظم. يعتقد ان ما يعمله ومن عمل باطل شأنه مثل الصلاة وربما اعظم من الصلاة. فهو لا يرى نفسه مذنبا تحجزه صلاته عن ذنبه بخلاف الظالم عندما يصلي ويقف بين يدي الله ويستحضر عظمة الله له عليه دعوا عليه ربما ان الصلاة تمنعه اما هذا يصلي وفي صلاته يدعو ماذا؟ ان يمكن الله له في باطله الذي يرى هو انه حق وانه من دين الله تبارك وتعالى. فلا يقارن بين هذا وذاك البدعة اخطر من المعصية وهذا مثال عظيم جدا ساقه المصنف ليبين الفرق بين البدعة والمعصية في الخوارج الذين هم اهل بدع قال النبي عليه الصلاة والسلام اينما لقيتموه اقتلوهم لئن لقيتهم لاقتلنهم قتل عاد مع اخباره عنهم انهم يصلون. بل قال تحقرون صلاتكم مع صلاتهم. وقراءتكم مع قراءتهم وفي ائمة الجور يعني ائمة الظلم امراء الظلم والجور قال نهى عن قتلهم وقال لا ما صلوا. ما دام يصلون لا لا تفعلون ذلك وفي رواية قال لا ما اقاموا فيكم الصلاة. وفي رواية قال لا ما لم تروا كفرا احن عندكم من الله برهان. عندكم فيه من الله برهان. لاحظ عدة قيود. لم قل ما لم تروا كفرا. قال ما لم تروا كفرا بواحا ولم يكتفي بهذا. قال كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان يعني انتبهوا لا ان الانسان يبدو له من اول وهلة ان هذا الامر كفر ثم ثم يشرع في قتال بل انتبهوا ما لم تروا كفرا بواحا عندكم فيه من والله برهان بل قواعد الشريعة تدل انه لو كان الامام عنده كفر بواح عند الناس فيه من الله برهان. وكان في خروجهم عليه من الفساد والظرر اعظم من عدم خروج ينهون عن الخروج عليه. ويسعون في في اصلاح الامور من ابواب اخرى. واعظم ذلك اصلاح انفسهم بلزوم شرع الله تبارك وتعالى. ومن الاخطاء الشائعة ان ينشغل الناس بظلم الولاة عن الظلم الذي يمارسونه هم. تجده هو نفسه ظالم لنفسه بترك الصلاة عالم لنفسه بترك المحرمات ظالم لنفسه بفعل الذنوب ظالم لنفسه بترك الواجبات وينسف ظلم نفسه ولا ادت الا عن ظلم الولاة. وهذي من اخطاء المفترض في الانسان ان ينظر اولا في نفسه ويصلح نفسه ويجاهد نفسه على الاستقامة على طاعة الله ولزوم شرع الله تبارك وتعالى سيصلح ولده يصلح بيته يصلح جيرانه بالدعوة الى الله حتى ينتشر فيهم الخير ويصلح لهم الله تبارك وتعالى الامر الشاهد ان هذا الايراد من من المصنف رحمه الله ايراد عظيم لهذين الحديثين في التنبيه على ان جرم البدعة اعظم من جرم المعصية. والتفرقة بينهما في حديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. نعم. قال وعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه ان رجلا تصدق بصدقة ثم تتابع الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها من بعده. من غير ان ينقص من اجورهم شيء ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير ان ينقص من من من اوزارهم شيء رواه مسلم. وله مثله من حديث ابي هريرة ولفظه من دعا الى هدى ثم قال من دعا الى ضلالة قول المصنف فيما سبق وفيه اي في الصحيح انه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل امراء الجور ما لو اشار الى معنى الحديث والحديث جاء في الصحيح عن عوف ابن مالك الاشجعي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم. وتصلون عليهم ويصلون عليكم يعني تدعون لهم ويدعون لكم. وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم. قالوا يا رسول الله افلا ننابذهم عند ذلك ما معنى افلا ننابذهم؟ يعني نحمل عليهم السيف. افلا ننابذهم عند ذلك؟ يعني اذا بلغ الحال هذا المبلغ افلا ننافذه هم؟ قال لا. ما اقاموا فيكم الصلاة. لا ما اقاموا فيكم الصلاة الا من ولي عليه وال فرآه يأتي اي الوالي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة. فانظر هذا التحذير البالغ وفي هذا المعنى جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه احاديث ويمكن ان يقف المسلم وطالب العلم على طرف كبير منها في كتاب الامارة من صحيح مسلم. من يقف على طرف منها كتاب الامارة من صحيح مسلم وبعض من اصابهم هوى يستوحش من كتاب الامارة من صحيح مسلم. ولا يستوحش من كتاب الصلاة في صحيح مسلم ولا من كتاب الزكاة ولا من الكتب الاخرى وكتاب الامارة يستوحش منه وربما لا يطيق قراءته. مع ان الذي في كتاب الامارة احاديث صحيحة ثابتة عن رسول صلى الله عليه وسلم ثبوت احاديث الصلاة. وثبوت احاديث الزكاة. فلما الاستحاش من هذا استئناس بذاك وكله دين الله. بل جمع عليه الصلاة والسلام بين هذه الامور في بعض الاحاديث مثل قوله في حجة الوداع صلى الله عليه وسلم اتقوا ربكم وصلوا خمس وصوموا شهركم وادوا زكاة مالكم واطيعوا ذا امركم. تدخلوا جنة ربكم. كلها ساقها في واحد فبعض الناس بسبب الهوى يستوحش من الاحاديث التي تتعلق بالامارة ولا يستوحش من الاحاديث التي تتعلق بالصلاة والصيام ويصاب بعنترية الجاهلية وان نفثهم ومن امور الجاهلية التي خالفها الاسلام وجالسة بمخالفتها عدم السمع والطاعة. ولهذا جاء في الحديث الصحيح انه عليه الصلاة والسلام قال ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم اخلاص العمل لله ولزوم جماعتهم ومناصحة من ولاه الله امرهم لا يضل يعني لا يجد في قلبه غلا. لا يجد حسيك في قلبه بل صدره منشرح لها. الاخلاص لله بالتوحيد ولزوم الجماعة ولاة الامر وعدم غشهم. وقد ثبت في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لا تسبوا امراءكم الامراء اذا كانوا عندهم ظلم او عندهم ذنوب يدعى لهم بالصلاة. يدعى لهم بالهداية اية الفضيل ابن عياض رحمه الله يقول لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان ان يهديه الله لان صلاح السلطان فيه صلاح لرعيته ومجتمعه وهذا لا يقوى عليه كل احد وانما يقوى عليه الائمة الاكابر لو كان لي دعوة مستجابة يقول لجعلتها للسلطان. ثم اورد المصلي رحمه الله حديث جرير ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه ان رجلا تصدق بصدقة ثم تتابع الناس تتابع الناس في الصدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من اجورهم شيء ومن سن في الاسلام سنة سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير ان ينقص من اوزارهم شيء رواه مسلم. المصنف رحمه الله لما اورد الحديث اشار الى قصة الحديث والحديث له قصة وهي ان النبي عليه الصلاة والسلام كان في المسجد وجاء اليه وفد وكانوا فقراء. اعياهم الجوع والفقر والحاجة. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الى الصدقة. دعا الى الصدقة على هؤلاء فبادر احد الانصار وجاء بمال يصعب عليه حمله من ثقله ووضعه بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام. فرآه الناس فتتابعوا في الصدقة. على اثر هذه الصدقة الكبيرة التي قدمها على اثر الصدقة الكبيرة التي قدمها. فتتابع الناس في الصدقة ارأيتم لو كان اناس في في مجلس فعرظ عليهم الانفاق في في في امر معين وذكر لهم ثمرته وفائدته قد لا ينشط كثير من الناس لكن لو قام احدهم وقال هذه عشرة الاف ريال مني لهذا المشروع. تجد كل ينفق حتى الفقير يخرج اذا كان عنده درهمين اخرج واحدا هذي سنة حسنة. سنة حسنة بالقدوة. سنة حسنة بالقدوة والقدوة بفعل المأمور. والقدوة بفعل المأمور. فيسن الانسان للناس حسنة بفعل المأمور فيقتدي الناس به. فيكون بذلك سن سنة حسنة. حينئذ قال النبي عليه الصلاة والسلام من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من اجورهم شيء. القصة توضح لك معنى الحديث لو قيل لك ما معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام من سن في الاسلام سنة حسنة؟ الجواب من عمل عملا مشروعا ثابتا في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم واقتدى به الناس فانه بهذا العمل سن في في الناس سنة حسنة. فانه بهذا العمل سن في الناس سنة حسنة لماذا؟ لانه دعاهم الى المشروع ورغبهم فيه بالقدوة. وكذلك بالدعوة والترغيب فانه بذلك سن فيهم سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها لو كان في في مجتمع يجهل الناس سنة من السنن الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام فذكرهم بها وعلمهم وبين لهم الدلائل عليها. وعملوا بها يكتب له اجره واجرهم. فله اجرها واجر من عمل بها لا ينقص من اجورهم شيء. فيكتب له اجره هو لعمله واجورهم هم من غير ان ينقص من اجورهم شيء. قال من سن في الاسلام سنة حسنة. الذين يمارسون البدع يحدثونها يستدلون بهذا الحديث. البدع التي ما انزل الله بها من سلطان يستدلون عليها بهذا الحديث وهي ما يسمونها بالبدع الحسنة يحدثون في الدين. ما ليس منه ثم يسمونه حسنا وتسمية باطلة لان النبي صلى الله عليه وسلم وصف كل بدعة بانها ضلالة لم يستثني وتسمية بعض البدع بانها حسنة مناقضة لقوله ومصادمة لقوله ومصادرة لقوله عليه الصلاة والسلام ثم يستدلون لها بهذا الحديث من سن في الاسلام سنة حسنة وفي الرد على هؤلاء نقول ليس فيه ذكر للبدعة هنا وانما ذكر للسنة. السنة الحسنة ما هي السنة الحسنة التي جاءت عن النبي عليه الصلاة والسلام والا يلزم هؤلاء الزام لا مفك لهم عنه وهو ماذا؟ ان في السنن الحسنة ما لم يبينه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يلزمهم ان هناك سنن حسنة من دين الله تركها النبي عليه الصلاة والسلام دون بيان ولاجل ذا قال ما لك رحمه الله من قال في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم فخان الرسالة لان الله يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام فما لم يكن دين الزمن محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فلن يكون اليوم دينا ولن يكون دينا الى قيام الساعة قال ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرا وهنا تدخل البدعة هنا البدعة تدخل ليس في القسم الاول او الشطر الاول او الجانب الاول من الحديث البدعة هنا داخلة تحت قوله ومن سن في الاسلام سنة سيئة. وصاحب البدعة يأتي الى الحديث ويستدل به فيما لا دلالة بالحديث عليه ويدع من الحديث ما فيه رد عليه. وهنا يقول النبي عليه الصلاة والسلام من سن في اسلام سنة سيئة. اي بالبدع والمحدثات وغيرها. فعليه وزرها كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير ان ينقص من اوزارهم شيء رواه مسلم. قال ولا اي لمسلم مثله من حديث ابي هريرة. ولفظه من دعا الى هدى كان لهم الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص من اجورهم شيء. ومن دعا الى ظلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه لا ينقص من اثامه شيء ووالهدى ما هو؟ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول كل جمعة اما اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى رسول الله. صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. فقوله الهدى مثل قوله سنة حسنة. والمراد دين الله الذي شرعه وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما سوى ذلك هو سنة سيئة وهو في الوقت نفسه ضلالة لانه ليس من دين الله تبارك وتعالى. في هذا الحديث والذي قبله فائدة عظيمة جدا لمن وفقهم الله سبحانه وتعالى للدعوة الى الله. والى دينه بالقدوة والبيان بالقدوة الصالحة وبالبيان. فهؤلاء لهم اجر عظيم لا يعلم قدره الا رب العالمين. لا يعلم قدره الا رب العالمين تبارك وتعالى. لماذا؟ لان له من الاجر مثل اجور من تبعه. مثل اجور من تبعه. وهو من الصدقة الجارية كما قال عليه الصلاة والسلام اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث وذكر منها علم ينتفع به. علم ينتفع به هذا صدقة جارية ولهذا دعاة الهدى دعاة الهدى الذين ماتوا من قريب او من بعيد لا تزال الاجور تتوالى عليهم في قبورهم. يوما بعد يوم ساعة بعد ساعة لحظة بعد لحظة. وهو في قبره تتوالى عليه الاجور. وتتكاثر عليه الاجور بعد يوم لم ينقطع عمله لم ينقطع عمله العابد الذي عبادته لا ده ينتهي الاجر عند هذا الحد الا ان قيظ الله له ولدا صالحا يدعو له او ترك صدقة من ما له جارية يستفاد منها فلا يزال الاجر يأتيه ما استفيد منها وما بقيت منتفع بها ودعاة الحق والهدى لهم هذه الاجور العظيمة اه وهي بقاء الاجر والثواب المستمر بعد وفاتهم. وهذا مما يجعل الانسان يجاهد نفسه على العلم النافع ومعرفة سنن النبي صلى الله عليه وسلم ونشرها وبثها في الناس ودعوة الناس اليها حتى يبقى له بعد مماته عمر ثاني. تترى وتتوالى عليه وتكتب في حسناته عليه في في قبره وتتوالى عليه الاجور فهذا باب عظيم من الخير دل عليه هذا الحديث. ومن فوائد هذا الحديث عظم مكانة النبي عليه الصلاة والسلام. لان كل اجور الامة له مثلها عليه الصلاة والسلام. الى قيام الساعة كل اجور امته صلى الله عليه وسلم له مثلها لانه هو الذي دعاهم ودلهم الى هذا الخير فله مثل اجور امته عليه الصلاة والسلام وايضا هذا الحديث يدل على عظم فضل الصحابة. الذين نقلوا للامة ما عهد اليهم النبي عليه الصلاة والسلام من السنن والخير فبلغوه. وافيا تاما بامانة وبدقة وبعدالة وبثقة فهذا يدل على مكانة الصحابة. ويدل ايضا على ان الطعن في الصحابة طعن في دين الله. لماذا؟ لان دين الله تبارك وتعالى لم يصل الينا الا من طريقهم فالطعن في الناقل طعن في المنقول. الطعن في الصحابة طعن في الدين نفسه. لان الدين لم يصل الينا الا من طريقنا. فهذا الحديث يدل على عظم مكانة الصحابة. ويدل ايضا على عظم مكانة اهل العلم وفظلهم ومكانتهم وان العالم شأنه اعظم من من العابد وان العالم لماذا؟ لان الخير الذي عنده تعدي وليس تعد لمن حوله في زمانه بل متعد لاقوام واجيال وامم تأتي بعده نفع العالم متعدي ليس فقط لمن حوله من الناس الان عندما تقرأ علم ابن تيمية علم شيخ الاسلام محمد عبد الوهاب علم الائمة قبلهم وبعدهم احمد الشافعي الامام مالك سفيان الثوري وغيرهم من ائمة الاسلام. هل النفع الذي حصل منهم قاصر على التلاميذ الذين كانوا حولهم نحن الى الى يومنا والى ان يرث الله الارض ومن عليها لا نزول لا نزال نقول قال الامام الشافعي قال الامام مالك قال الامام سفيان الثوري قال الامام فلان وفلان وفلان علمه متعدي. ليس علمهم متعدي من حولهم فقط بل الى اجيال وامم. بعدهم لا يعلم عددهم الا الله تبارك وتعالى. فهذا يبين مكانة علماء وعظم الاثر والخير الذي يجريه الله تبارك وتعالى على ايديه ايضا هذا الحديث يدل على فضل طلب العلم. ومكانة العلم واهمية الحرص عليه بغرض نفع النفس ونفع الخير ونفع الغير. وقد قال الامام احمد رحمه الله العلم لا يعدله شيء. اذا صلحت النية قيل وما صلاحها؟ قال ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك. ونسأل الله عز وجل يمن علينا اجمعين بالعلم النافع والعمل الصالح وان يهدينا جميعا سواء السبيل وان يوفقنا لكل خير يحبه ويرضاه وان يغفر لنا تقصيرنا واسرافنا في امرنا وان يهدينا اليه صراطا المستقيم انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم عن نبينا محمد واله وصحبه