بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. نعم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. قال الامام رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين. قال باب ما جاء ان الله احتجز التوبة على صاحب البدعة قال هذا مروي من حديث انس ومن مراسيل الحسن وذكر وذكر ابن وضاح عن ايوب قال كان عندنا رجل يرى رأيا فتركه. فاتيت محمد ابن السيرين. فاتيت محمد ابن سيرين فقلت ان فلانا ترك رأيه قال انظر الى ماذا يتحول. ان اخر الحديث اشد عليهم من اوله. اشد اشد عليهم من اوله يمرقون من الاسلام ثم لا يعودون اليه. وسئل احمد بن حنبل عن معنى هذا الحديث فقال لا يوفق للتوبة. قال رحمه الله باب ما ان الله احتجز التوبة على صاحب البدعة. هذا الباب هو بمثابة التفريع للباب الذي قبله في الباب الذي قبله قال باب ما جاء ان البدعة اشد من الكبائر البدعة اشد من الكبائر لوجوه عديدة منها ما ثبت في الحديث ان الله احتجز التوبة على صاحب البدعة. فهذا الباب بمثابة التفريع. للباب الذي في بيان خطورة البدعة وانها اعظم من الكبيرة وقوله احتجز التوبة على صاحب البدعة. اي حال بينه وبينها كما قال اهل العلم اي لا يوفق للتوبة والسبب في ذلك انه لا يرى نفسه مخطئا او مذنبا بل يرى نفسه على هدى وعلى حق وعلى صواب. بخلاف صاحب الكبيرة صاحب الكبيرة يرى انه مخطئ وانه على ذنب ولهذا تكون التوبة قريبة منه. لان اول التوبة العلم بالذنب. والعلم بالخطأ وصاحب البدعة علمه انه على صواب وانه على هدى ولهذا لا يوفق للتوبة لانه يرى ان الذي عليه هو الحق وايظا من جهة اخرى ان قلبه اشرب البدعة وقد مر معنا قريبا قول النبي صلى الله عليه وسلم انه سيكون في امة في اقوام تتجارى بهم الاهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه. فلا يدع عرقا ولا صنم الا دخله وهذا معنى وهذا معناه تمكن الهوى والبدعة منهم وتغلغلها فيهم وان قلوبهم اسربت البدعة. فمثل هؤلاء لا يوفقون لا يوفقون للتوبة وهذا معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام ان الله احتجز التوبة على صاحب البدعة. والتوبة ما هي؟ التوبة ندم على الذنب واقلاع عنه وعزم على العودة اليه. ندم على الذنب لكن المبتدع ما الذي يرى نفسه عليه؟ هل يرى نفسه على ذنب؟ هل يرى على معصية ليس عنده شيء يندم عليه. بل انه يسأل الله ان يميته على هذا العمل وان يلقى الله به ويعده في صالح عمله. فليس عنده ندم على عمله فظلا ان ان يكون منه اقلاع وعزم. بخلاف العاصي. العاصي يرد عليه الندم مرات وتارة يقلع ويعود تغلبه نفسه ويعزم على الاقلاع ويرجع وهكذا هو والذنب سجال. اما صاحب البدعة لا يندم. وعلى ماذا يندم؟ وهو يرى ان هذا هو الهدى وهذا هو الحق وهو دين الله تبارك وتعالى. قال ان الله احتجز التوبة على صاحب البدعة. هل معنى ذلك ان صاحب البدعة لا وهل ايضا معنى ذلك ان صاحب البدعة لو تاب لا يقبل منه؟ الجواب ليس هذا معنى الحديث. وانما معنى الحديث بيان خطورة البدعة على صاحبها وتغلغلها من نفسه وكونه يرى انها الحق فمثل هذا لا يوفق للتوبة فمثل هذا لا يوفق للتوبة. وقد يمن الله تبارك وتعالى على بعض اه بدعة او كثير منهم فيتبصرون الحق ويعرفون الهدى ويرجعون اليه. ومن يقرأ التاريخ يجد ان عددا من المبتدعة وبعضهم كانوا رؤوسا في البدعة هداهم الله تبارك وتعالى الى وبصرهم به وتابوا وندموا مما كانوا عليه من خرافة او بدعة او ضلالات متكلمين تاب عدد منهم. ورجعوا عن الباطل الذي كانوا عليه واعلنوا توبتهم صريحة اما في كتاب او في مجلس او في خطبة جمعة او نحو ذلك فقد يوفق قد يوفق يعلم الله تبارك وتعالى منه صدقا ونصحا وحرصا وقد يكون يلهج بالدعاء الى الله تبارك وتعالى ان يهديه فيهدى الى صراط الله المستقيم لكن الغالب ان من اشرب البدعة لا يتحول منها الا الى بدعة اخرى. لا يتحول منها الا الى بدعة اخرى. ولا ينتقل من عقيدة فاسدة الا الا الى عقيدة اخرى مثلها في الفساد او اشد ولهذا كانوا ولهذا كان السلف قديما يذمون اهل البدع بالتلون والتنقل من مذهب الى اخر ومن بدعة الى بدعة كانوا يذمونهم بهذا. وكانوا يقولون في ذم البدع اياكم في الدين لان هذه حال اهل البدع يتلونون ويتنقلون من دين الى اخر ومن عقيدة والى فاذا ليس عندهم ثبات وقد قال بعض السلف من جعل دينه عرظة للخصومة اكثر التنقل اي من دين الى دين ومن مذهب الى مذهب ومن عقيدة الى عقيدة هذا التنقل في البدع وليد الضلال. اما من كان على الحق علم ولزم لا ينتقل عنه باذن الله تبارك وتعالى. ولا يتحول منه الا الى غيره. ولا سيما اذا اجتمع له في طريق الحق صلاح الباطن وصلاح الظاهر ولما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام تحول بعض الناس من الهدى الى الضلال اشار من فساد الباطل. قال وان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس. كما في حديث سهل وان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. وقد نقل ابن القيم والله في كتابه الفوائد عن بعض ائمة العلم انه لا يعرف من كانت من كان على عقيدة صحيحة وتحول منها الى عقيدة باطلة على عقيدة صحيحة عرفها وفهمها وعمر قلبه منها او بها ثم يتحول منها الى عقيدة باطلة. هذا التحول لا يكون الا من انسان عمل بظاهر الاسلام. ولم يعمر باطنه الايمان ولم يعمر باطنه بحقائق الايمان قد يتحول. اما الذي دخل الايمان في قلبه وذاق طعمه وعرف لذته وعرف قدره ومكانته ثم يتحول فهذا لا يعرف كما نقل ذلك ابن القيم وكما يدل على ذلك الاحاديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه والعقيدة الصحيحة تقوي صلة العبد بالله عز وجل صدقا معه انا ولجوءا اليك ودعاء وتذللا وايمانا بقضائه وقدره سبحانه كل ذلك من اسباب الثبات على الحق والهدى. وكذلك العقيدة الصحيحة تدعو صاحبها الى صالح العمل وسديد القول وحسن الخلق. وكل ذلك من اسباب الثبات على الحق والهدى بينما البدعة تحول بين صاحبها وبين الخير تحول بين صاحبها وبين الخير والحق والهدى تشغل صاحبها بانواع من الضلالات التي تبعده من الله تبارك وتعالى فكل هذا يبين لنا معنى هذا الحديث والمراد به ان الله احتجز التوبة على صاحب البدعة. وتأمل قوله صاحب البدعة. وهذا فيه اشارة الى ملازمته لها. مشارة الى ملازمته لها. وصحبته لها ومحافظته عليها والدفاع عنها اما الشخص الذي يقع في زلة او في في خطأ او يقع في في في بدعة وقلبه مستوحش منها هذا قريب من التوبة ليس ببعيد عنها. لكن الذي اشرب قلبه البدعة وتجارى تجارت به الاهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه فهذا على خطر على خطر عظيم من هذا الوعيد الذي جاء في الحديث قال المصنف هذا مروي من حديث انس مروي اي عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث انس اي بن مالك رضي الله عنه. والحديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولفظه في بعظ مصادره ان الله يحتاج التوبة عن صاحب البدعة. ان الله احتجز التوبة عن صاحب البدعة اي يحول الله تبارك وتعالى بينها بينه وبينها. والله يحول بين المرء وقلبه. وقلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ومن مراسيل الحسن اي البصري رحمه الله الله والمرسل من اقسام الضعيف لكنه يصلح شاهدا لحديث انس ابن مالك ومن مراسيل الحسن بمعنى هذا الحديث بمعنى هذا هذا الحديث جاء عن الحسن مرسلا بمعنى حديث انس ابن مالك رضي الله عنه قال وذكر وظاح عن ايوب ابن وظاح من ائمة المالكية وله كتاب مطبوع. بعنوان البدع والنهي عنها وهو كتاب قيم ونافع. في هذا الكتاب نقل ابن وضاح عن ايوب السختيان قال كان عندنا رجل يرى رأيا فتركه يرى رأيا ان كان على بدعة على ظلالة وتعبير السلف رحمهم الله عن البدعة الرأي اي لان هذا هو ما بنيت عليه البدعة البدعة تبنى على الاراء وعلى العقول وعلى التخرصات. فكان يرى رأيا اي ابتدع بدعة مبنية على الرأي. كان يرى رأيا فتركه. يعني رجع عنه رجع عن ذلك الرأي الذي كان عليه لكن الى اين مر معنا قريبا ان من من صفات اهل البدع كثرة التنقل كثرة التنقل يرى رأيا ثم يتركه الى رأي اخر. والى بدعة اخرى. تنقل في اودية الضلال قال كان يرى رأيا فتركه. فاتيت محمد ابن سيرين ايوب ذهبا الى محمد ابن سيرين. فقلت اشعرت ان فلانا ترك رأيه اشعرت ان فلانا يعني هل بلغك ان فلان ترك راية؟ يعني ترك البدعة التي كان عليها؟ هل شعرت بذلك؟ هل بلغك شيء من ذلك؟ قال اي محمد ابن سيرين انظر الى ماذا يتحول؟ انظر الى الى ماذا يتحول؟ يعني هو ترك بدعة ولكن اذا اذا ماذا تحول؟ انظر. ستجده تحول الى بدعة اخرى. ستجد تحول الى بدعة اخرى. وهذا الذي قاله محمد ابن سيرين علمه على ضوء ما دلت عليه النصوص وعلى ضوء ايضا حال اهل البدع حيث عرفوا بكثرة التنقل من بدعة الى بدعة وظلالة الى الى ضلالة قال انظر الى ماذا يتحول؟ يعني ما هي العقيدة الجديدة التي ذهب اليها او البدعة الاخرى التي تحول اليها انظر الى ماذا تحول؟ ان اخر الحديث اشد عليهم من اوله ان اخر الحديث اشد عليهم من اوله ما هو اخر الحديث؟ يمرقون من الاسلام ثم لا يعودون اليه يمرقون من الاسلام ثم لا يعودون هكذا قال عليه الصلاة والسلام. ثم لا يعودون اليه يمرق ثم لا يعود قول ثم لا يعودون هي اشد من قوله يمرقون. لان الذي يمرق ويعود امره اهون من الذي يمرق ولا يعود. فاخر الحديث اشد فهو لم يقتصر في في وصفه لهم بقوله يمرقون من الدين. بل بل زاد على ذلك امر اشد وهو عدم العودة قال يمرقون من الدين ثم لا يعودون اليه. ولهذا قال ابن سيرين اخر الحديث اشد عليهم من اوله واخبار النبي عليه الصلاة والسلام انه لا يعود. هنا يتساءل متسائل لماذا لا يعودون؟ لماذا اذا مرق من الدين الى الى البدعة والظلالة واشرب قلبه البدعة لماذا لا يعود؟ عرفنا ذلك فيما سبق لان البدعة التي لها قلبه قد احبها ومال قلبه اليها واعتنقها ورأى انها هي الحق والصواب فلا يعدل عنها. ولا يرجع الى الحق والهدى. واذا من اكتسب بهذه البدعة زعامة او رئاسة او هو حظوظا عظيمة من الدنيا فهذه ايظا تزيده تمسكا بالباطل الذي عليه بل جاء في الحديث في في شأن من يطلب لنفسه زعامة كيفما كان ان جاء في الحديث وهو في سنن ابي داوود بما معناه ان الرجل يقرأ القرآن ثم قول يعني ثم يقول انه لم يجد احدا اتبعه لم يجد احدا اتبعه فيفتح باب ضلالة يفتح باب ضلالة حتى يجدوا اتباعا. حتى يجد اتباعا جاء حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في سنن ابي داوود وغيره بهذا المعنى. قال ما هم بمتبعية حتى افتتح لهم باب ضلالة يريد زعامة فقرأ القرآن فلم يجد اتباعا له ثم يقول ما هم بمتبعية حتى افتتح لهم باب ضلالة. جاء هذا الحديث او هو اثر عن احد الصحابة. ما هم بمتبعية حتى افتتح لهم باب ضلالة فاياكم وما احدث. فبعض الناس قد يكون سيره في البدعة لزعامة ولرئاسة ولتسلط على الناس ولاشباع غرائز باطلة فمثل هذا لا يوفق للتوبة ويشمله قول النبي عليه الصلاة والسلام ام ان الله احتجز التوبة على صاحب البدعة؟ قال ان اخر الحديث عليهم من اوله يمرقون من الاسلام ثم لا يعودون. هذا الحديث ورد في بدعة الخوف وقد ما سبقت الاشارة اليه قريبا. وبدعة الخوارج هي من اشد البدع التي يتعصب لها اصحابها. ويستمسك بها اربابها وذلك لانهم يرون في انفسهم انهم انهم الوحيدون على وجه الارض حماة الدين انهم حماة الدين وانصاره. وان حماية الدين لا تكون الا بطريقتهم فهو لا يرى لا يرى نفسه فقط على الدين. بل يرى نفسه انه هو الوحيد الذي يعمل لحمايته وان حماية الدين لا تكون الا الا بهذا الطريق الذي سلكه. فمثل هذا لا يوفق للتوبة. لماذا؟ لانه ترى انه هو الذي على الدين ويرى ايضا انه هو الذي يحمي الدين. وقد كان من طريقة هؤلاء دعاة عقيدة الدعاة الى عقيدة الخوارج في قديم الزمان وحديثه كان من من شأن هؤلاء في بث العقيدة اول ما يبدأون به مع من يدعونه بقطع صلته باهل العلم. واهل الحق واهل الهدى. وتزهيده فيهم. وانتقاص عند وسلبهم وسبهم حتى يسقطوا من عينه. ولا يبقى لهم مكانة في قلبه وهذا ايضا من الحوائل والحجب التي توضع لامثال هؤلاء لئلا يعود لئلا لئلا يعود الى الحق والهدى. لان قلبه كره اهل العلم كره فحملة الحق كره انصار الحق واعوانه فاذا حيل بينه وبينهم وملئ قلبه ومقتا لهم كيف يكون منه سماع لهم فضلا عن ان يكون منه قبول فهو لا يسمع اصلا لا يسمع اصلا لهم كلمة فظلا عنان يتقبل حقا يدعون اليه. وهذه كل من الاشياء التي تؤكد معنى الحديث من حيث واقع اصحاب البدع ولا لا سيما وخاصة الخوارج الذين قال فيهم عليه الصلاة والسلام يمرقون من الدين ثم لا يعودون اليه ثم لا يعودون اليه. قال وسئل احمد بن حنبل عن معنى ذلك الاشارة في قوله ذلك اين الحديث؟ الذي هو قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله احتجز التوبة على صاحب البدعة. فسئل عن معنى ذلك كما في مصادر هذا الاثر عن الامام احمد رحمه الله فقال لا يوفق قال لا يوفق للتوبة سئل معنا عن معنى قوله ان ان الله احتجز التوبة على صاحب البدعة ما المراد به؟ قال اي لا يوفق للتوبة لا يوفق اي لا يوفقه الله والتوفيق بيد الله وفي القرآن وما الا بالله عليه توكلت فالتوفيق بيد الله عز وجل يهدي من يشاء ويظل من يشاء قال لا يوفق للتوبة. وهنا ايظا امر اخر اشير اليه في عدم توفيق هؤلاء للتوبة وهو ان هؤلاء زين لهم سوء عملهم فرأوه حسنا كما قال الله عز وجل افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء زين له سوء عمله. اصبح عمله في عينه زينا وحسنا وجميلا طيبا فلما يتوب منه؟ وهو يراه من احسن الاعمال؟ واطيبها وكيف يتوب منه وهو يراه عملا صالحا؟ البدعة من مصيبتها على اصحابه انها تتزين له. وتتجمل. وايضا دعاتها يجملونها. ويزخرف هنا في اعين من يدعونهم اليها. وهذه ايضا من الحجب. هذه من الحجب التي تحول بين الانسان وبين التوبة من البدعة والرجوع الى الحق لان البدعة تتزين وتزين له ويراها حسنة فيكون ذلك حائلا وحاجبا بينه وبين ان يتوب الى الله تبارك وتعالى من بدعته. وامر اخر وهو ما دل قول الله تبارك وتعالى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم اهتدوا اي صاروا في طريق الهدى. والهدى هو ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام واصحابه قد قال عليه الصلاة والسلام ان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن سار في طريق الهدى الذي هو السنة وامر السنة على نفسه وسعى في طلبها وجد واجتهد في تحصيلها ولم يجعل في نفسه حائلا من قبولها فمثل هذا يزداد هدى وصلاحا كما قال الله والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم اما الذي لا يعظم السنة ولا يعرف حرمتها ويذكر له الحديث فيرده ويكذبه او يسعى جاهدا في تحريفه وصرفه عن معناه وعن دلالته واقره الى بدعة فمثل هذا وقع في هذه الحوائل التي تحوله بينه وبين التوبة. وقع وفي هذه الحوائل التي تحول بينه وبين التوبة. وهذه الحوائل وضعها وضعها اهل اذا او ائمة البدع لاتباعهم لتكون حائلا بينهم وبين التوبة الى الله عز وجل وحتى لا يقبل الهدى الذي جاء في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. فوضعوا طرائق لرد معاني الايات وطرائق لتكذيب الاحاديث الثابتات عن الله صلى الله عليه وسلم تحريفا للنصوص وتكذيبا فهذا التحريف والتكذيب هو في الحقيقة من الحوائل والحجب التي تحول بين الانسان وبين الحق والهدى وعلى كل حال قول النبي عليه الصلاة والسلام ان الله احتجز التوبة على صاحب البدعة معناه ان البدعة وما يكتنفها تكون حائلا للقلب من قبول الحق والرجوع اليه. تكون حائلا للقلب عن قبول الحق والرجوع الى والرجوع اليه وليس معنى ذلك كما قدمت ان صاحب البدعة لا توبته غير ممكنة توبته صاحب البدعة ممكنة وواقعة ايضا. الخوارج الذين ورد فيهم هذا الحديث. ثم لا يعودون. لما ناظرهم ابن عباس رضي الله عنه عنهما رجع منهم اربعة الاف. رجع منهم اربعة الاف لما ناظرهم ابن في مناظرة مشهودة مشهورة رجع منهم عدد كبير جدا وايضا العلماء يشيرون الى ان الغالب في الرجوع في في العوام وفي الاتباع وفي من لم تتغلغل بدعة في في قلوبهم اما الذي اشربت والعياذ بالله قلب البدعة واظلم قلبه بها فانه لا يقبل لا يقبل الحق ولهذا لما وصل ابن عباس الى اولئك من اجل المناظرة بعض كبراء هؤلاء ارادوا ان يقطعوا وان يحولوا بين الناس وبين التوبة فقالوا محذرين للناس من ابن عباس قالوا ان انه من قريش والله عز وجل قال عن قريش بل هم قوم خصمون. احذروه انه من قريش والله يقول عن قريش بل هم قوم خصمون. فنزلوا ما وصف الله تبارك وتعالى به آآ المشركين نزلوه في هذا الصحابي الجليل حبر الامة الذي جاء لدلالتهم على السنة فوضعوا حائض ومثل هذا كلام قد يخلخل الجاهل ويؤثر فيه. فالكبراء الذين اسربت قلوبهم البدع الامر فيهم اعسر واشد واما الاتباع والجهال والعوام وبسطاء الناس فهؤلاء قريبون قريبون من من الحق وقريبون من من الهدى واذا قيل له اه واذا قيل له كلمة الحق وبصر بها ودل عليها رجع. بخلاف الذي هو متمكن من من البدعة ولقن ولقن الحجة وكان السلف رحمة الله عليهم يحذرون من مجالسة اهل البدع يقولون لان صاحب البدع ملقن حجته. ملقن حجته. فما كانوا يستمعون اليهم لانهم اهل شبهة والشبهات تؤمي القلوب وتفسد الافكار وتضر بالناس غاية الضرر فكانوا يحذرون من مجالسة اهل البدع وخاصة الرؤوس الذين يحملون انواع الشبهات اما العوام والبسطاء فما اقربهم من الحق. قريبون جدا من الحق وكلمات قليلة تكفيهم في في الرجوع الى الحق ووالعودة اليه. والقصص في هذا عبر التاريخ في عودة بعظ المبتدعة او عدد من المبتدعة من وقعوا في البدعة القصص في ذلك كثير. يعودون افراد ويعودون ايضا جماعات مثل رجوع اربعة الاف من الخوارج بعد المناظرة التي كانت بين اه ابن عباس وبين الخوارج. وايضا من تلوثوا بهذه الافكار في زماننا. وصلت اليهم كلمة اكابر اهل العلم وكتب الله عز وجل لهم هداية فتابوا والقوا اسلحتهم ورجعوا الى الحق والهدى بمن الله تبارك وتعالى وفضله. هنا ايها الاخوة عندما يقرأ الانسان هذا الحديث عندما يقرأ هذا الحديث ان الله احتجز التوبة عن صاحب البدعة. والله ان هذا الحديث يجلب لقلب العاقل خوفا. هذا الحديث يجلب لقلب العاقل خوفا ان يدخل في هوى من الاهواء ثم يتجارى به هذا الهوى الى ان يتغلغل الهوى في نفسه ويتمكن منه ويدخل في كل عرق ومفصل منه ثم لا يعود الى الحق والهدى. يمشي في في هذه الحياة يرى المعروف منكرا والمنكر معروفا. والسنة بدعة والبدعة سنة فهذا الحديث يجذب للقلب خوفا من من البدع والضلالات والاهواء ويجلب له ايضا انكسارا وذلا بين يدي الله تبارك وتعالى ان يعصمه. وان يحميه وان يسلمه وان يقيه من هذه البدع وغوائلها وجناياتها على اصحابها واربابها يسأل الله عز وجل ان من ذلك ولهذا صح في الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اللهم اني اعوذ بك من منكرات الاخلاق هو ولا دواء والهوى الذي هو البدعة شأنه خطير على قلب الانسان اذا اذا دخل الى القلب وهو اخطر على الانسان بمراحل كثيرة من من المعصية المعصية مع مع خطورتها امرها اهون. لكن البدعة شر مستطير وفساد غريب اذا دخل فيه اذا دخل فيه الانسان فهذا الحديث يخيف العاقل يخيف العاقل من من البدعة ثم هنا اذا اذا وجد الخوف اذا وجد الخوف في قلب الانسان من البدعة ما الذي عليه؟ ما الذي على من خاف من البدعة ان يفعله؟ ثمة امور عديدة هنا ينبغي ان يسلكها من خاف على نفسه البدعة. الامر الاول ان يكثر من الالتجاء الى الله عز وجل والالحاح اليه سبحانه ان يهديه وصراطه المستقيم اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. يسأل الهداية كما في دعاء الفاتحة ويتعوذ بالله تبارك وتعالى من الضلال كما في ادعية كثيرة عن رسولنا عليه الصلاة سلام ومنها ما ثبت في الصحيحين انه صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت اعوذ لا اله الا انت ان تظلني فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون الشاهد قوله ان تضله يتعوذ بالله تبارك وتعالى من الضلال. بل كان عليه الصلاة والسلام في كل مرة يخرج من بيته اقول اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او اذل او اذل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي فهذا الامر الاول. الامر الثاني ان يعظم السنة. ان يعظم السنة في قلبه وان يكون لها حرمة في نفسه. واذا بلغه كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام لا يقدم عليه قول احد كائنا من كان مهما علا قدره وعلى منزلته اذا كان ابن عباس رضي الله عنه قال في مسألة من مسائل الفروع والمفاضلة بين الانساك قال يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السماء. اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر اذا كان قال ابن عباس في مثل هذه هذا المقام فكيف بمن يرد السنة الصحيحة الصريحة ويقبل البدع التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان واحمد رحمه الله يقول عجبت من قوم عرفوا الاسناد وصحته يذهبون الى رأي فلان وفلان. والله تعالى يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او طيبهم عذاب اليم. فالامر الثاني ان يعظم الانسان السنة. وان يأمرها على نفسه وقد قال اهل العلم قديما من امر السنة على نفسه نطق بالحكمة. من امر السنة على نفسه نطق بالحكمة وقال الامام مالك رحمه الله السنة سفينة نوح السنة سفينة نوح من ركبها نجا من تركها غرق وهلك فيتعوذ بالله عز وجل من البدع ويعظم السنة يجاهد نفسه على لزومها علما وتعلما وعملا وتعليما هذا الامر الثاني الامر الثالث ان يحترم العلماء الذين هم دعاة للسنة وهداة اليها وان يعرف اقدارهم وان يحذر اشد الحذر من انتقاصهم او سماع انتقاصهم لان هذا من الحوائل والحجب التي توظع بين الناس وبين قبول الحق والهدى. الوقيعة في السنة ودعاة الحق والهدى. فهذا امر ينبغي ان يتنبه له الانسان الامر الرابع ان يحذر من مجالسة اهل البدع. ان يحذر من مجالسة اهل البدع قال الحسن البصري رحمه الله ليس للمرء ان يجلس مع من شاء ليس للمرء ان يجلس مع من شاء. وقال بعض السلف من فقه الرجل مأكله ومشربه وممشاه واعظم من ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه في سنن ابي داوود وغيره انه قال المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل وكانوا يقولون اعتبروا الناس باقدامهم يعني انظروا الى جليس الشخص لتعرفوا توجهه وعقيدته فيحذر الانسان اشد الحذر مجالسة اهل البدع ودعاة البدعة وقد قال عليه الصلاة والسلام ان اخوف ما اخاف على امتي ائمة الضلال. ان اخوف ما اخاف على امتي ائمة الضلال اي الضلال ودعاة الباطل كان عليه الصلاة والسلام اخوف ما يخاف على امته من هؤلاء. فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاف على امته من هؤلاء كيف يجالسهم الانسان؟ ويسمع اليهم الامر الخامس وهو الا يقرأ كل كتاب. وانما يقرأ الكتب التي بنيت على السنة. واسست على الحق والهدى اما الكتب التي اقيمت على الفكر وعلى العقول وعلى وعلى الاراء فكل هذه يحذر منها الانسان لانه قد يقرأ فيها فتجره عبارة منمقة او كلمة مزوقة وتسده الى الضلال والبدعة الامر السادس وهو ما استجد في زماننا هذا من وسائل الى الناس شبهات كثيرة. وهي القنوات والشبكة العنكبوت وبعض الناس وبعض الشباب يجلس امامها ومن باب حب الفضول وحب الاستطلاع يدخل في مواقع اهل البدع يدخل في مواقع اهل البدع ويقول ننظر ماذا عندهم؟ وماذا يقولون لهذا ويسمع لذاك حتى يشرب قلبه البدعة والعياذ بالله. واذا كان الائمة الاكابر يوصون تلامذتهم المتميزين في العلم والطلب والمتأهلين للرد على اهل البدع يوصونهم بعدم التعمق في النظر الى البدعة عند الرد عليها مثل تلك الوصية العظيمة التي اوصى بها شيخ الاسلام تلميذه ابن القيم. ويقول ابن القيم نفعني الله بهذه الوصية نفعا عظيما. قال قال لي اجعل قلبك للشبهة مثل المرآة ولا يكن قلبك للشبهة مثل الاسفنجة. مثل المرآة المرآة تعكس الشيء مباشرة اما الاسفنجة فهي تشرب وتمتص فلا يمتص الانسان الشبهة ويمكنها من اذا كان في مقام الرد اما اذا كان ليس اهلا للرد فلا ينظر اصلا. لا ينظر اصلا. و نظره وجلوسه وسماعه وهو ليس من اهل الرد على البدعة مخاطرة بدينه. وقد قال السلف رحمه الله ان كنت مخاطرا بشيء فلا تخاطر بدينك. ان كنت مخاطرا بشيء فلا تخاطر بدينك وما ومع ما تقدم كله. يقول احد اهل العلم ليس العجب ممن هلك كيف هلك؟ ولكن العجب ممن نجا كيف نجا وقليل ما هو التوفيق بيد الله تبارك وتعالى فهو الموفق وهو الهادي الى سواء السبيل ونسأله تبارك وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يهدينا جميعا اليه صراطا مستقيما وان يثبتنا على الحق والهدى وان يعيذنا من البدع والاهواء وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى صنيع الدعاء وهو اهل الرجاء هو حسبنا ونعم الوكيل