بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. نعم. الحمد لله رب العالمين وفي الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. قال الامام رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين قال باب قول الله تعالى يا اهل الكتاب لم في إبراهيم الى قوله وما كان من المشركين. وقوله ومن ترغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن قال المصنف رحمه الله باب قول الله تعالى يا اهل كتاب لما تحاجون في إبراهيم؟ وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده الا تعقلون؟ ها انتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم. فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وانتم لا تعلمون. ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما. وما كان من المشركين. ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين. جعل المصنف رحمه الله هذا السياق العظيم المبارك من سورة ال عمران عنوانا لهذه ترجمة التي اراد من خلالها ان يبين ان حقيقة الاسلام ونيل فضائله العظام لا يكون بمجرد الانتساب او بالانتساب المجرد وانما لابد مع ذلك فمن حقيقة الاسلام والاستسلام لله جل وعلا. ولزوم نهج الانبياء وتحقيق التوحيد الذي دعوا اليه. وان لا يرغب الانسان عن شيء منه. اما مجرد الدعوة فانها لا تكفي. فكم من اناس يدعون اشياء وهم في الحقيقة ادعياء والدعوة ما لم يقم عليها بينات فاهلها ادعياء فاراد رحمه الله ان يبين بهذه الترجمة ان الاسلام لا يكفي فيه الانتماء المجرد بل لا بد من وجود حقيقة الاسلام والاستسلام ولزوم التوحيد والايمان الصحيح الذي بعث الله تبارك وتعالى به انبياءه ورسله والا الدعاوى كثيرة. الدعاوى كثيرة. والدعاء الانسان ما ليس فيه كثير كان يدعي لنفسه انه من الاتقياء او يدعي لنفسه انه من الصالحين او يدعي لنفسه انه من المحسنين او نحو ذلك امر الدعوة امر الدعوة يسير على كل لسان وسهل على كل انسان لكن ذلك لا عبرة به. والعبرة في حقيقة الاستسلام لله تبارك وتعالى فالمصنف رحمه الله اراد ان يبين هذا الامر وان فظل اسلام وفضائله العظام لا ينالها احد بمجرد ادعائه. بل لابد من معرفة الاسلام ولزومه والاستمساك به وعدم الرغبة عنه. فمن كان كذلك فهو الذي ينال فضائل الاسلام وخيراته. يا اهل الكتاب حاجون في ابراهيم؟ وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده. افلا تعقلون الى اخر السياق المبارك هذا سياق جاء في الرد على اليهود والنصارى في دعوى مجردة ادعوها. اليهود ادعت ان ابراهيم ما كان الا يهوديا والنصارى ادعت ان ابراهيم ما كان الا لا نصرانيا ومعنى ذلك انهم يدعون لانفسهم انه معهم وانهم معه. وانه منهم وانهم منه يدعون ذلك لانفسهم. وقد ذكر بعض اهل العلم ان للاية سبب نزول وهو ان يهودا او احبارا من اليهود وجماعة من نصارى نجران تجادلوا عند النبي عليه الصلاة والسلام فقال احبار اليهود ما كان ابراهيم الا يهوديا. وقالت النصارى ما كان ابراهيم الا نصرانيا. فانزل الله تبارك وتعالى هذه الاية الكريمات يا اهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم؟ وما انزلت التوراة الا لا من بعده وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده. افلا تعقلون؟ اي ليس لكم عقول؟ والله جل وعلا ابطل دعوى هاتين الطائفتين ان ابراهيم منهم عدة امور ابطل دعواهم بعدة في امور بينت في هذا السياق العظيم المبارك. الامر الاول ان ادعاءهم هذا مبني على خوض منهم فيما ليس لهم به علم فيما ليس لهم به علم. قال لما تحاجون فيما ليس لكم به علم؟ يا اهل الكتاب لم تحاجون فيما ليس لكم به علم؟ فهو خوض ومحاجة فيما ليس لهم به علم يا اهل الكتاب لم تجادلون في إبراهيم وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده افلا تعقلون ها انتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم؟ فهذا رد على هؤلاء ان خوضهم في هذا الامر خوض في امر لا علم لهم به. ولو ان خوضهم هذا وجدالهم هذا في امر لهم به علم مما انزل عليهم في التوراة بيانه من احكام الحلال والحرام لقبل ذلك. لكن هذه محاجة في امر لا علم لهم به وقد استفيد من هذه الاية تحريم خوض الانسان ما ليس له به قال تعالى ولا تقفوا ما ليس لك به علم. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه وقال تعالى وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. اذا هذا الوجه الاول في الرد على هؤلاء ان هذه الدعوة مبنية على خوض من هؤلاء في امر لا علم لهم به. وهذا باطل ومحرم الوجه الثاني في الرد على هؤلاء وابطال دعواهم من من الناحية التاريخية من الناحية التاريخية. فالله جل وعلا يقول وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده. ولهذا نبه بعض علماء التفسير ان من فوائد هذه الاية اهمية العناية بالتاريخ. في باب الرد على دعاوى اهل الباطل. فهنا ابطل الدعوة هؤلاء من ناحية تاريخية. اليهود يقولون ان ابراهيم عليه السلام يهوديا والنصارى يقولون ان ابراهيم عليه السلام والتوراة التي انزلت عليهم والانجيل الذي انزل على النصارى ما وجدت الا بعد وما انزلت الا بعد ابراهيم. فكيف يكون ابراهيم يهوديا وكيف يكون عيسى وكيف يكون إبراهيم نصرانيا والتوراة التي انزلت على موسى والانجيل الذي انزل على عيسى لم يكن الا بعد ابراهيم. بزمان فهذه ابطال لهذه الدعوة من الناحية التاريخية. الوجه الثالث في ابطال دعوة هؤلاء تبرئة ابراهيم. عليه الصلاة والسلام من هؤلاء. ومما هم عليه ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا. هذي تبرئة له. تبرئة له من من هؤلاء ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين. وهذا ايضا فيه تعريض ببيان حال هؤلاء وما هم عليه من الشرك والكفر بالله تبارك وتعالى وان ابراهيم عليه السلام من ذلك كله. فهو حنيف اي مائل متجانف عن الشرك وعن الباطل. وعن وعن انواع الضلال الى الاخلاص لله جل وعلا وتوحيده والاستسلام له عز وجل وامتثال هذا شأن إبراهيم ما كان يهوديا ولا نصرانيا ليس على ما عليه اليهود ولا ما على ما عليه النصارى بل كانت ملته ودينه الحنيفية. قال تعالى فئة اخرى ملة ابيكم ابراهيم الحنيفية هي ملة إبراهيم ان إبراهيم كان امة قانتا لله حنيفا فهذه ملة إبراهيم الحنيفية والبعد عن الشرك ولكن حنيفا مسلما حنيفا اي مائلا عن الشرك وعن كل باطل ومسلما اي مستسلما لله تبارك وتعالى منقادا له عز وجل وسيأتي قوله الله سبحانه اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت. فهذا شأن ابراهيم الخليل عليه السلام اسلام لله واستسلام لامره تبارك وتعالى. اذا هذا السياق العظيم المبارك افاد ان مجرد الدعوة لا تكفي الان كما نرى اليهود ادعوا ان ابراهيم منهم والنصارى اذ دعوا ان ابراهيم منهم وهذا يعني انهم وعلى ملته واولئك ايضا يدعون انهم اتباعه على ملته وكذلك المسرفون يدعون لانفسهم منهم على ملة ابراهيم وكل هذه دعاوى. كل هذه دعاوى لا قيمة لها. ولا تفيد الانسان. فعلم من ذلك ان مجرد الدعوة لا تكفي. والا امر الدعوة سهل. الدعوة اليهود لانفسهم قالوا نحن ابناء الله واحباؤه وايضا تخاصموا هم النصران النصارى في ادعاءات قالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى امر الدعوة سهل ان يحرك الانسان طرف لسانه بادعاءات وزعم كاذب هذا امر سهل. ولكن كل ذلك لا قيمة له. لا بد من وجود حقيقة الاسلام. لابد من وجود حقيقة الاسلام. والاستسلام لله تبارك وتعالى ولهذا بين الله عز وجل بعد ذلك لما كشف زيف الدعوة واوضح بطلانها قال عقب ذلك ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه لاحظ كلمة لا الذين اتبعوا. اما مجرد الدعوة مجرد الدعوة هذا لا قيمة ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه. ولو كان من الناس من هو اقرب الناس اليه ولم يتبعه ليس من ابراهيم ولا وابراهيم ليس منه. ولهذا تبرأ ابراهيم من ابيه ومن قومه مع ان ابا ابراهيم اقرب الناس اليه نسبا تبرأ منه. لان الامر الى وجود حقيقة الاسلام والاتباع ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه هؤلاء هم اولى الناس به. ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه. هذا النبي والذين امنوا وهذا النبي اي محمد عليه الصلاة والسلام والذين امنوا اي معه مع محمد عليه الصلاة والسلام هؤلاء هم اولى الناس اسم ابراهيم اولى الناس بابراهيم هم اتباعه الذين امنوا به وصدقوه وساروا على نهجه وكذلك نبينا عليه الصلاة والسلام الذي بعث بالحنيفية السمحة ملة ابراهيم وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج قلة ابيكم ابراهيم. هو سماكم المسلمين من هو هو سماكم المسلمين في هذا ومن قبل. من قبل وفي هذا فملة ابراهيم هي ملة محمد عليه الصلاة والسلام وهو على ملته ويدعو الى ملته في صلوات الله وسلامه عليه فاذا اولى الناس به اتباعه ونبينا عليه الصلاة والسلام واتباع نبينا صلى الله عليه وسلم اما المشركون واليهود والنصارى وغيرهم من ارباب الديانات وان ان ابراهيم منهم او انهم منه فهذه دعوة زائفة. وكلام كاذب ليس هناك واقع صدقه ليس هناك واقع يصدقه بل الواقع على نقيض ذلك خلافة ابراهيم له نهج وهؤلاء لهم نهج اخر. والله عز وجل يقول قل ان كنتم يحبون الله فاتبعوني. يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبهم. فاتبعوني اي ان مجرد الدعوة لا تكفي قال يا اهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده افلا تعقلون. قوله هنا في هذا السياق افلا تعقلون دليل واضح على ان اصحاب الدعاوى الزائفة لا عقل لهم لماذا؟ اصحاب الدعوة الزائفة لا عقل لهم. يعني من يقول عن نفسه انه على ملة ابراهيم وهو على الشرك بالله عز وجل. او يقول انا على ملة محمد عليه الصلاة والسلام وهو لا يلزم نهجه بل على البدع والخرافات. هذا دليل على عدم العقل. لماذا لان قوله انني على ملته فهذا يدل على وجود قناعة ان ملته هي الملة المرتظى والا لماذا انتسب اليه؟ والا لماذا انتسب اليه؟ فاذا وجود الانتساب وادعاء يدل على قناعة عند بان ملته هي الملة المرتضى. وهي الملة المقبولة ولهذا ولولا وجود هذه القناعة لم ينتسب. ثم مع وجود هذا الانتساب المدعى يناقض اعماله فاين العقل؟ فاين العقل؟ اين العقل في حق من عرف؟ ان ابراهيم هي الملة المرتضاة وهي الملة المقبولة ثم ادعى لنفسه ان انه على ملته ثم اخذ يمارس في واقعه العملي اعمالا على نقيض ما كان عليه ابراهيم وما كان عليه الانبياء عموما عليهم صلوات الله وسلامه من التوحيد والاستسلام لله تبارك وتعالى. فلا توحيد لله ولا استسلام لله ثم يدعي لنفسه انه على ملة ابراهيم. هذا دليل على فقدان العقل. افلا تعقلون افلا تعقلون؟ اذا هذا يفيدنا ان ارباب هذه الدعاوى الباطلة لا عقول لهم. والا لو كان عندهم قولوا الراجحة لا تبعوا الدعوة ببرهانها. وبما يصدقها من الاتباع لنهج الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه. قال افلا تعقلون ها انتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم. فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم؟ والله يعلم وانتم لا تعلمون حاججتم في امور لكم بها علم اي مما وجد تبيانه في التوراة والانجيل من الاحكام والاوامر ونحو ذلك فلما هذا الخوض والمجادلة في امر ليس لكم به علم وهو خوضكم في ابراهيم عليه السلام وادعاء كل طرف منكم ان ابراهيم على ما هو عليه او على ما هم عليه فالتوراة اليهود يقولون منا والنصارى يقولون منا فهذا خوظ بلا علم وهو من اعظم الاثام ومن المحرمات العظام والله يعلم وانتم لا تعلمون. ثم برأ الله عز وجل نبيه ابراهيم من ذلك ومما عليه هؤلاء قال ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا. ليس على الدعاة النصارى ولا على ما ادعاه اليهود بل كان حنيفا مسلما. ولكن حنيفا مسلما وما كان من هذه ملته هذه ملة ابراهيم. قائمة على امرين الحنيفية والاسلام. الحنيفية تعني ترك الشرك والاسلام تعني الاستسلام لله بما شرع والخضوع له تبارك وتعالى بما امر فهذه ملة ابراهيم الخليل عليه صلوات الله وسلامه. ثم قال ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه. ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه. لما زيف دعوى اولئك وبين بطلانها من وجوه بين من هم؟ الذين هم اولى الناس بابراهيم السلام فذكر ان اولى الناس بابراهيم اتباعه السائرون على على نهجه والنبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو على ملة إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين وكذلك اتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال والذين وهذا النبي والذين امنوا ثم قال والله ولي المؤمنين. وتأمل ختم الاية. بهذه الخاتمة العظيمة. والله ولي مؤمنين ان يتولى يتولاهم سبحانه بحفظه ونصره وعونه وتأييده والله ولي والله ولي المؤمنين. اي الله عز وجل يتولاهم حفظا وتأييدا ونصرا وعونا اما من سواهم فليس لهم حظ من ذلك. الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات. اولئك كاصحاب النار هم فيها خالدون. اذا هذا السياق المبارك المراد من ايراد صنفي له ان يبين ان حقيقة الاسلام لا تكون بمجرد او بالانتماء المجرد بل لابد من لزوم نهج الانبياء والاستسلام لله. واخلاص الدين له والقيام بتوحيده وبشرعه كما امر تبارك وتعالى فهذا هو الاسلام الذي به تنال فضائل الاسلام العظيمة ثم قال وقوله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين ومن يرغب عن ملة ابراهيم. ومن يرغب عن ملة ابراهيم اي يميل عنها ويعدل عنها ويبتغي غيرها ويطلب غيرها. ومن ارغبوا عن ملة ابراهيم. الرغبة تكون في الشيء وعن الشيء. رغب في اي طلبه وحرص عليه واجتهد في تحصيله ورغب عنه اي عدل عنه ومال عنه الى غيره الى وترك وتخلى عنه قال ومن يرغب عن ملة ابراهيم وملة ابراهيم هي الحنيفية السمحة. وهي البراءة من الشرك. فهذه ملته ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين. هذه ملته ملته الحنيفية السمحة ملته البراءة من الشرك صغيره وكبيرة ملته الاسلام والاستسلام. لله تبارك وتعالى. فمن رغب عن هذه الملة فقد سفه نفسه. ومعنى سفه نفسه اي حكم على نفسه بالسفه والسفه هو خفة العقل. والسفيه هو خفيف العقل. عقله اي ليس عنده عقل راجح وعقل متزن بل في عقله خفة وعقله خفيف ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. اي الا من حكم على نفسه ورضي لنفسه بسفه العقل. الا من سفي نفسه وهذا مثل قوله قبل قليل افلا تعقلون؟ هذا كله من السفه وومن عدم العقل ان يمضي الانسان في دعاوى مجردة بلا حقيقة ولا برهان. وتكون حقيقة الانسان الرغبة عن ملة ابراهيم التي هي ملة جميع الانبياء. وهي التوحيد والاستسلام الله تبارك وتعالى فهذا كله من من السفه ومن قلة العقل. في السياق الاول قال افلا تعقلون وفي هذا السياق قال الا من سفه نفسه ومفهوم المخالفة يدل على ان من رغب في ملة ابراهيم من رغب في ملة ابراهيم وحرص عليها وجد واجتهد في تحقيق وتتميمها فهذا يدل على رجاحة العقل. ورزانته. قال ومن يرغب ابراهيم الا من سفه نفسه. ثم بين الملة التي كان عليها ابراهيم وانه عبد الله المجتبى ورسوله المصطفى. قال ولقد اصطفيناه الدنيا اصطفاه الله اجتباه. اجتباه ليكون عبدا مقربا ونبيا مرسلا ليكون عبدا مقربا ونبيا مرسلا بل هو من خيار انبياء ومن اولي العزم من الرسل. صلوات الله وسلامه عليه. قال ولقد اصطفيناه اي اجتبيناه في الدنيا اجتباه في الدنيا كان من صفوة في عباد الله اختاره الله تبارك وتعالى ليكون رسولا يبلغ الناس فدين الله بشيرا ونذيرا فقام بما امر به وافيا على التمام والكمال فما ترك خيرا الا دل امته عليه ولا شرا الا حذرها منه صلوات الله وسلامه عليه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اي اهل المنازل العالية والدرجات الرفيعة في جنات النعيم. فهذا شأن ابراهيم الخليل عليه السلام ثم قال جل وعلا ممتدحا له اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت اسلمت لرب العالمين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين اي استسلمت وانقاد وانقذت لله ممتثلا امرا منقادا لشرعه مذعنا بطواعية وبدون تردد ما ان قال له ربه اسلم الا واعلن اسلامه واستسلامه. فهذه ملة ابراهيم الملة الحنيفية وهي الملة التي وصى بها ابراهيم ذريته واتباعه وبها ايضا وصى الانبياء فهذه هي الملة الحنيفية ولا يكون الانسان من اهلها الا بلزومها وهذا هو المقصود من من هذا الباب؟ نعم. قال رحمه الله تعالى وفيه حديث وفيه حديث الخوارج وقد تقدم قال وفيه حديث الخوارج وقد تقدم يشير رحمه الله الى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج يمرقون من الدين كما يمرق السهم من رمية ثم لا يعودون. وكان قبل هذا وصف عبادتهم. قال تحقرون مع صلاتهم وقراءتكم مع قراءتهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لاحظ هذه الامور التي اتصف بها الخوارج على ضوء ما دل عليه هذا الحديث الخوارج قوم يصلون يصلون ويقرأون القرآن. ويقرأون القرآن وصلاتهم فيها اجتهاد وقراءتهم للقرآن فيها اجتهاد ايضا. يقرأون القرآن ويصلون يجتهدون في الصلاة ويجتهدون ايضا في تلاوة القرآن وقراءته. اذا هم قوم ينتسبون الى الاسلام وينتسبون لهذا الدين ويجتهدون في الصلاة المحافظة عليها ويجتهدون في قراءة القرآن ومداومة القراءة وقراءته والاكثار من قراءة كل ذلك يفعلونه. ولكن وصفهم النبي مع ذلك كله بقوله يمرقون من الدين. يمرقون من الدين. كما يمرق السهم من الربيع والسهم معروف اذا اطلق وصوب نحو رمية معينة ثم خرج من طرفها الاخر ثم خرج من طرفها الاخر فلا يبقى ولا استقر وانما دخول وخروج. ومروق. وقد وصفهم عليه الصلاة والسلام بانهم يصلون ويجتهدون في في قراءة القرآن بل قال مخاطبا الصحابة تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وقراءتكم مع قراءتهم اي للقرآن الكريم. ومع ذلك قال يمرقون من الدين لماذا هنا سر وسبب هو اساس الموضوع وهو انهم لم يجعل كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم حاكما عليه. مع انهم يرفعون شعار رفعوا شعار لا حكم الا لله رفعوا هذا الشعار ورفعوا المصحف رفعوا المصحف ورفعوا شعار لا حكم الا لله ويصلون ويقرأون القرآن باجتهاد ومع ذلك كله. قال النبي صلى الله عليه وسلم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. والسبب في ذلك انه لم يوجد عندهم تحكيم لكتاب لا وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. وانما حكموا اهواءهم. وانما حكموا اهوائهم الاهواء هي المحكمة. لم يكن العلم المستمد من الكتاب والسنة هو المحكم. ولهذا لما ناظرهم ابن عباس بالقرآن واحتج عليهم بالقرآن رجع منهم اربعة الاف لوظوح الامر الامر واضح والدلائل بينة ليس معهم حجة ولا برهان. وانما الذي معهم هو الاهواء. يحكمون احكاما اهوائهم لا لا دليل عليها من كتاب الله ولا دليل عليها من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما يمارسون انواع من الظلم والبغي والعدوان والجور واراقة الدماء والاعتداء على الى غير ذلك من الامور يفعلونها تدينا ويزعمون انهم فيها على بينة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وكل ذلك ادعاء. وكل ذلك ادعاء. ليس معهم برهان من كتاب من كتاب الله ولا برهان من سنة رسوله عليه الصلاة والسلام. ومن كتب الله تبارك وتعالى له الهداية منهم عرفها من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام لما بين لهم بالدليل الواضح من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال المصنف هنا وفيه حديث الخوارج وقد تقدم. الخوارج شأنهم كما تقدم اهل الصلاة واهل قراءة للقرآن. واهل اكتساب للاسلام ومع ذلك قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. ويأتي هنا السؤال الذي يتضح به آآ مراد المصنف من من الاشارة الى هذا الحديث يتضح به مراد المصنف من ارادة لحديث الخوارج وهو لماذا؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج يمرق من الدين مع انهم يصلون ويقرأون القرآن وينتسبون الى الدين لم ينتسبوا لا الى اليهودية ولا الى النصرانية ولا الى ملة اخرى وانما هم منتسبون الى الاسلام فقط. ويصلون ويجتهدون في قراءة القرآن ويكثرون من ذكر الله تبارك وتعالى ولما سئل علي عنهم قيل له امنافقون هم؟ قال المنافقون لا يذكرون الله الا قليلا وهؤلاء يذكرون الله كثيرا. فاذا لماذا؟ لماذا وصفهم والنبي عليه الصلاة والسلام بقوله يمرقون من الدين. يأتيك الجواب وان مجرد الانتساب للدين والصلاة وقراءة القرآن وحدها لا تكفي لابد من وجود حقيقة الاسلام. لابد من وجود حقيقة الاسلام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة. ان يكون في عبادته موحدا مخلصا وان يكون لحكم الله وامره وشرعه منقادا مستسلما. اما الذي يجعل هواه هو الحاكم على شرع الله تبارك وتعالى اين الاستسلام؟ وايضا من لا يخلص العبادة لله تبارك وتعالى اين الاسلام؟ واين الاستسلام؟ وهذا امر وسبقت الاشارة اليه من استكبر عن عبادة الله وطاعته اين اسلامه؟ ومن جعل لله شريكا معه في العبادة اين اسلامه؟ فلا يكون الاسلام الا بالاخلاص للمعبود والاستسلام له تبارك وتعالى بالطاعة وتحكيم شرعه سبحانه والانقياد لحكمه عز وجل نعم. قال وفي انه صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال ان ال ابي فلان ليسوا لي ليسوا لي باولياء انما اوليائي المتقون ثم اورد رحمه الله هذا الحديث ايضا ليبين هذا الامر وان مجرد قرابة الانسان من النبي عليه الصلاة والسلام او نحو ذلك لا يكفي قال عليه الصلاة والسلام ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء انما اوليائي المتقون انما اوليائي المتقون. ابي فلان يشير النبي عليه الصلاة والسلام الى بعض من لهم به صلة من قرابة فيقول ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء لماذا؟ لانه لم يوجد فيهم حقيقة الاسلام ولم يوجد فيهم التوحيد. لله تبارك على فقرابة الانسان بنسبه من النبي عليه الصلاة والسلام لا تفيده فاذا في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون. ان اكرمكم عند الله اتقاكم يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله فالعبرة بتحقيق التقوى لله تبارك وتعالى. ولهذا قال ان انا بفلان ليسوا لي باولياء من الولاية بفتح الواو ليس بالكسر او ياء من الولاية وهي المحبة. اي ليسوا من من احبتي ليسوا من اهل من اهل ليسوا من اهل ولاية اي ممن احبهم. ليسوا لي باولياء. اذا من هم اولياؤه قال المتقون. اولياؤه المتقون اي لله تبارك وتعالى. فمن كان مؤمنا تقيا كان لله وليا. بالايمان والتقوى تنال. الولاية. لا الادعاء ولا ولا بمجرد ايضا القرابة صلة القرابة ولهذا الشرك ابعد ابا لهب مع انه عم النبي عليه الصلاة والسلام ونزل في ذلك وحي يتلى تبت يدا ابي لهب وتب. ما اغنى عنه ما له وما كسب. سيصلى نارا ذات ذهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد. وابو لهب عم النبي عليه الصلاة والسلام اخو والده وقرب الاسلام سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال قربهم وهم من من الموالي فالذي يقرب هو الاسلام والذي يبعد هو الكفر وعدم الاستسلام قال عليه الصلاة والسلام ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء انما اوليائي المتقون انما اوليائي المتقون. الحديث يدل على ان ادعاء لابد من تحقيق التقوى. تقوى الله عز وجل. وتقوى الله احسن ما عرفت به قول احد التابعين هي العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله. وترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله. فهذه حقيقة التقوى. نعم. قال وفيه ايضا عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له ان بعض الصحابة قال اما انا ااكل اللحم وقال اخر اما انا فاقوم ولا انام وقال اخر اما انا فلا اتزوج النساء وقال اخر اما انا فاصوم ولا افطر. فقال صلى الله عليه وعلى اله وسلم لكنني اقوم تنام واصوم واتزوج النساء واكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني تأمل اذا كان بعظ الصحابة لما اراد التبتل للعبادة قيل فيه هذا الكلام الغليظ. وسمي فعله رغوبا عن السنة. فما ظنك بغير هذا من البدع؟ وما ظنك بغير الصحابة في معنى الحديث الاول يقول احدهم نظما وقد اورده ابن رجب رحمه الله في كتابه جامع العلوم والحكم يقول لعمرك ما الانسان الا بدينه فلا تترك التقوى اتك على النسب لقد رفع الاسلام سلمان فارس وقد وضع الشرك الشقي ابا لهب فهذا في معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء انما اوليائي المتقون قال رحمه الله وفيه ايضا عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له ان بعظ بعظ الصحابة قال اما انا فلا اكل اللحم وقال اخر اما انا فاقوم ولا انام وقال اخر اما انا فلا اتزوج النساء وقال اخر اما انا فاصوم ولا افطر. هؤلاء نفر من اهل الاجتهاد والحرص على العبادة والتدين جاءوا وسألوا في بيت النبي صلى الله عليه وسلم عن عبادته سألوا عن عبادته عن صلاته عن قيامه لليل عن صيامه سألوا عن عبادته فوجدوا ان انه عليه الصلاة والسلام متزوج او اكثر من زوجة والزواج والصلة بالزوجة له متطلبات. وخيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي فوجدوا انه متزوج وعنده زوجات. ووجدوا ايضا انه ينام في الليل يأخذ حظا من نوم الليل ينام حظا من الليل ويقوم ايظا حظا منه. لكن ياخذ حظه من نوم الليل. وايظا ليس كل وقته في صلاة بل يصلي آآ ويقوم باعمال اخرى في اوقات اخرى فسألوا عن عبادته بهذه الصفة فتقالوها قالوا هذا قليل تقالوا عبادة من فقالوا عبادة من؟ تقالوا عبادة افضل عباد الله عز وجل. ليس في عباد الله افضل عبادة منه عليه الصلاة والسلام. وتقال عبادته رأوا ان عبادته قليلة. ورأوا انها يعني اقل من المطلوب. العبادة ثم نسى عندهم مخالفة. متى تنسى انا فاهم؟ لاحظ هنا متى تنشأ المخالفة عند الانسان؟ عندما يوجد فيه شيء من الرغبة عن السنة والرغبة عن السنة لها اسباب ومولدات ومن مولداتها ان يرى الانسان في السنة ما لا يكفي انظر هذا على سبيل المثال في من يجتهدون في الاذكار المحدثة. تجد احدهم في يده سبحة فيها الف ولا نعرف في الاذكار الشرعية ما يعد الف مرة. ما يوجد وتجده يعد اشياء بالالاف ويعدها عدا بسبحته تضبط له هذا العدد وفي في الوقت نفسه سنن صحيحة ثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام في ذكر الله هو من اجهل الناس بها. فيجتهد فيما ليس مشروع ويدع ماذا؟ المشروع. ولو ذكرت له اه المشروع مثلا من اذكار الصباح والمساء يقول هذا قليل نحن نشتغل من بعد صلاة الفجر الى الساعة العاشرة بالالاف هذي ما تكفي. قليلة فتجده يرغب عن السنة ولا يراها كافية ويراها قليلة ويشتغل بما ليس بسنة. وبامر الله ليس مشروعا فيمضي آآ يعد اعدادا معينة يضبطها بخرزته او في سبحته وهي لا دليل عليه ولو كان يذكر الله الذكر المطلق لا اشكال في ذلك فالانسان مطلوب منه ان يجتهد في التسبيح في كل اوقاته وجميع احياءنا وذكر الله. لكن هذا التقييد وباعداد اه معينة هذا امر لا دليل على مشروعيته من هدي النبي عليه الصلاة والسلام وسنته. هؤلاء تقالوا عبادته فقالوا عبادته ولما تقالوا العبادة الزم كل واحد نفسه باجتهاد في امر مشروعية عليه او لا دليل على مشروعيته. فقال احدهم اما انا فلا اكل اللحم. اما انا فلا اكل لحم يعني من الان والوقت القادم لن اكل لحما. والنبي صلى الله عليه وسلم ماذا؟ يأكل اللحم ياكل اللحم وكان يحب عليه الصلاة والسلام ماذا؟ الذراع او الكتف ويأكله صلى الله عليه سلم فقال انا لا اكل اللحم. وقال الاخر اما انا فاقوم ولا انام. يعني الليل كله لا انام. اظل قائما اصلي وقال الاخر اما انا فلا اتزوج النساء. لماذا؟ قال يعني كانه ان النساء الزواج يشغل عن الصلاة وعن العبادة قال لا تزوج النساء. وقال الاخر اما انا فاصوم ولا افطر يعني امضي ايامي كلها صائما لا افطر. فسمع النبي عليه الصلاة والسلام بكلام هؤلاء فقال عليه الصلاة والسلام لكني اقوم وانا واصوم وافطر واتزوج النساء واكل اللحم يعني كل هذه الاشياء التي قالوها هي على خلاف هدي وعلى خلاف سنتي انا اقوم وانام واصوم وافطر زوج النساء واكل اللحم. كل هذه الامور افعلها. فمن رغب عن سنتي فليس مني. الان لاحظ ملاحظة مهمة في الموضوع هؤلاء الذين فعلوا هذه الامور فعلوها من اجل التدين تقرب او لم يفعلوها من اجل التدين والتقرب. فعلوها تدينا وتقربا اجتهادا في التقرب الى الله تبارك وتعالى وطلب ثوابه. فعلوا هذه الامور على وجه التدين والتقرب الى الله سبحانه وتعالى. ومع ذلك يقول عليه الصلاة والسلام اني اقوم وانام واصوم وافطر واتزوج النساء واكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني يعني هذه سنتي. فمن رغب عنها فليس مني الان اكل اللحم لو كان الانسان لا لا ياكل لحم قال انا لا اكل اللحم لانه ثبت لي انه صحيا هل هذا يؤثر عليه؟ هل هذا يؤثر عليه على تدينه؟ على اتباعه للسنة انسان يعني نصح ان لا يأكل قيل له ان اللحم اكلك له يضرك. لان معك المرض الفلاني واللحم يضر. فترك اكل اللحم. لهذا الغرض. هل يؤثر لا لكن هو قال انا لا اكل لحم يعني متقربا الى الله يتدين ويتقرب الى الله عز وجل بترك اكل اللحم فهذا تقرب الى الله تبارك وتعالى بما بما لم يشرع. لو ان انسانا قال والله انا ما اكل لحم ما ما ما ما اشتهي ولا ولا احب مثلا اكله. نفسي ما ترغبه اجدني اعافه النبي صلى الله عليه وسلم اكل امتنع من اكل لحم الضب مع انه مباح قال اجدني اعافه. فامتناء الانسان من من اكل اللحم خوفا مثلا على صحته لمرظ معه او لان نفسه لا تقبله او نحو ذلك هذا لا يظر. لكن هذا الذي قال انا لا اكل اللحم فعل ذلك ماذا؟ على وجه التدين يريد ان يتقرب الى الله بهذا وهذا امر ما شرعه الله له فالتدين والتقرب الى الله بما شرع. ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام او اكل اللحم وقال ومن رغب عن سنتي فليس مني ومن رغب عن سنتي فليس مني وذكر انه يتزوج النساء ايضا من ترك الزواج مثلا لفقره او لاربة له في النساء او لسبب اخر هذا لا يضره لكن لو ترك الزواج يتدين بذلك ويرى ان هذه من من القربات ومن العبادات ومن الاعمال الصالحات التي يتقرب بها الى الله عز وجل فتقرب الى الله بترك الزواج هذا ليس على سنة النبي عليه الصلاة والسلام وكذلك من يلزم نفسه بالزام هؤلاء يصلي ولا ينام ويفطر ويصوم ولا يفطر فهؤلاء كلهم ليسوا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم. لاحظ في في حق وصلى وصام واجتهد في الصلاة والصيام ومع ذلك سمى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاجتهاد في الصلاة والصيام رغبة عن عن السنة. اذا لا يكفي مجرد الانتساب ومجرد الصلاة والصيام لا تكفي بل لا بد من وجود حقيقة الاستسلام والاتباع والاهتداء بهدي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قال ولكني اقوم وانام واصوم وافطر واتزوج النساء واكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني. قارن قوله فمن رغب عن سنتي بقوله قريبا ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. فالرغبة عن ملة ابراهيم والرابع عن سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لا يؤدي بالانسان الا للهلكة. والخسران هو الذي يجب على المسلم ان تقوم فيه رغبة في ملة ابراهيم ورغبة في سنة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام حفظا لها ومحافظة عليها وعناية بها واجتهادا في تعلمها والعمل بها ليكون من اهل سنته وليكون من من اهل ملة ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا وعلى جميع الانبياء صلوات الله وسلامه. فهذا كله يبين ان الامر لا ينال مجرد الدعاوى بل لا بد من وجود حقيقة الاتباع. والالتزام بسنة النبي عليه الصلاة والسلام مرة ثانية او ثالثة هؤلاء الان النفر هؤلاء النفر الذين اتوا الى بيت النبي عليه الصلاة والسلام وسألوا عن عبادته اسأل هنا ما سر هذا السؤال رغبة في الخير او رغبة في الشر. رغبة في الخير يريد ان ينظر في عمل النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو القدوة. فنظر في عمله فوجده بظنه قليلا. فالتزم لنفسه صلاة اكثر وصياما اكثر من باب حرصه على الخير ليس من باب حرصه على الشر وانما من باب حرصه على الخير وحرصه على العبادة آآ فالذي وجد منهم صلاة وصيام والذي قاله النبي عليه الصلاة والسلام في حق من رغب عن سنتي فليس مني. صلاة وصيام ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول من رغب عن سنتي فليس مني. وهذا يدلنا على ان الصيام والصلاة لا بد ان يكون على ماذا؟ على السنة. احد السلف مرة رأى رجلا يصلي متنفلا بعد صلاة العصر فقال له نهاه قال له ليس هذا وقت صلاتي. فقرأ الرجل في حقه الله تعالى افرأيت ارأيت الذي ينهى؟ ارأيت الذي ينهى؟ عبدا اذا صلى؟ يعني تنهاني عن الصلاة الله يقول ارأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى؟ قال انا لا انهاك عن الصلاة ولكن انهاك عن البدعة. فالصلاة وهي صلاة صلة بين الله وبين عبده اذا كانت في على غير المشروع او على المخالف للمشروع لا تكون من سنة النبي عليه الصلاة والسلام بل تكون رغبة عن سنته ومن رغب عن سنته يقول عليه الصلاة والسلام فليس مني ولهذا يجب على الانسان ان يكون في صلاته وفي صيامه وفي ذكره لله وفي عباداته ملتزما بهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ليكون من اوليائه صلى الله عليه وسلم حقا وصدقا ثم قال المصنف رحمه الله معلقا على الحديث الاخير فتأمل اي تفكر وتدبر في هذا الامر ينفعك الله به تأمل اذا كان بعظ الصحابة لما اراد التبتل للعبادة ومعنى التبتل اي الانقطاع لا للعبادة وشغل الوقت كله بها. شغل الوقت كله بها. يعني ليس عنده وقت الا للعبادة لا اكل لحم وذاك لا لا ينام وذاك لا يفطر وذاك لا يتزوج اراد ان ينقطع للعبادة اراد ان يتبتل ان ينقطع للعبادة. قيل فيه هذا الكلام الغليظ. قيل فيه هذا الكلام الغليظ وسمي فعله رغوبا عن السنة. وسمي فعله رغوبا عن السنة. اي رغبة عنها دونا عنها قال فيهم النبي عليه الصلاة والسلام هذا الكلام الغليظ فمن رغب عن سنتي فليس مني سمى فعله امرأة عن السنة وقال هذا القول الغليظ ليس مني يعني من كان على هذا النهج وتأمل مرة ثانية يصلي باجتهاد ويصوم باجتهاد والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ماذا؟ ليس مني ويقول من عن سنتي. فتبين بهذا انه لابد. من وجود حقيقة الاسلام وهي الاسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة. واتباع النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ولزوم ما جاء به. ولهذا قال العلماء لا يقبل من انسان دينه وعمله الا بشرطين العمل لله وموافقة العمل لسنة رسول الله. عليه الصلاة والسلام. وقد جمع الله بينهما في قوله فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. قال الفضيل ابن عياض رحمه والله في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا؟ قال اخلصه واصوبه. قيل يا ابا علي وما اخلصه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة قال المصنف رحمه الله فما ظنك بغير هذا من البدع؟ وما ظنك بغير الصحابة؟ انظر امرين ينبه عليهما رحمه الله. الامر الاول يقول فما ظنك بغير هذا من البدع؟ الصلاة والصيام عبادات مشروعة. لكن الصفة التي اه التزمها هؤلاء في اداء هذه العبادات ليس مشروعا. وهو ان يصوم ولا يفطر والاخر يصلي ولا ينام هذا امر غير مشروع مع ان الصلاة من حيث هي مشروعة والصيام ايضا مشروع الابتداع الذي وجد هنا في هذا العمل يسمى بدعة اضافية. وقد مر معنا ان البدعة تنقسم الى قسمين. بدعة اضافية وبدعة حقيقية. فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال هذا في حق هؤلاء الذين ارادوا فعل امر مشروع ولكنهم اضافوا فيه على المشروع وزادوا فيه على المشروع واتوا به في امر غير مشروع فكيف بمن جاء ببدعة حقيقية؟ فكيف بمن جاء ببدعة حقيقية لا اصل لها في الشرع ليس لها اصل في الشرع. واجتهد فيها. وحافظ عليها. مثل من من يحيون بمسميات معينة ليلة كذا وليلة كذا وليلة كذا يحيونها باعمال لا دليل عندهم على مشروعية الاحياء ولا على وقته ولا ايظا على الاعمال التي يمارسونها في ذلك الاحياء لتلك الليالي فهي بدع حقيقية. ويجتهدون فيها. اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حق من قال صوم ولا افطر وحق من قالوا صلي ولا انام من رغب عن سنتي فليس مني. فكيف بمن يأتي بامور لا اصل لها في الشرع ولا وجود لها في الشرع لا في وقتها ولا في حقيقتها ولا في الاعمال التي تمارس فيها فكيف الامر بمثل هذه الاعمال؟ فالمصنف ينبه على هذه الفائدة يقول اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا في اعمال هي مشروعة في الاصل فكيف بمن جاء باعمال لا اصل لها في الشرع؟ محدثة من اساسها في صفتها وفي كيفيتها وفي وقتها من اساسها محدثة. ثم يفعلها الانسان متقربا بها الى الله. اذا اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال في اولئك من رغب عن سنتي فماذا يقال في هؤلاء؟ هذي واحدة. الثانية قال وما ظنك بغير الصحابة. وما ظنك بغير الصحابة؟ فالذين قالوا اه اه الذين قالوا احدهم قال صوم ولا افطر والثاني قال صلي ولا انام الى اخره هؤلاء من الصحابة. ولكنهم اخطأوا او من باب شدة الحرص. والرغبة في الخير ونبههم النبي عليه الصلاة والسلام على هذا الخطأ وبين انه رغوب عن السنة وان من كان كذلك فليس من النبي. عليه الصلاة والسلام. والذي يظن ان هؤلاء هذا التوجيه وعدلوا عن هذا الامر الذي توجهوا اليه من باب الرغبة فنبهوا على الخطأ فالذي يظن انهم عدلوا رجعوا الى ما وجههم اليه النبي عليه الصلاة والسلام. فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا في حق بعض والصحابة فكيف بمن ليس هو منهم من الصحابة؟ فهذه لفتة عظيمة ينبه لها المصنف رحمه الله وكأنه يقول لك اتق الله. اتق الله وانتبه ولا تتقرب الا الى الله ولا تتقرب الى الله الا بما شرع الله لك. لا تتقرب الا الى الله مخلصا له الدين. ولا تقرب الى الله الا بما شرع الله لك. فمن لم اه يجعل تقربه خالصا لم يقبل منه عمل ومن تقرب الى الله بغير ما شرع لم يقبل منه. قال الله تعالى في القدسي في الامر الاول انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا ليس من عمل عملا اشرك معي فيه غيري شركته وشركه وقال النبي صلى الله عليه وسلم في بيان الامر الثاني من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه فالواجب على المسلم ان يحقق حقيقة الاسلام ان يجتهد في تحقيق حقيقة الاسلام بالاخلاص الى المعبود والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل اعمالنا لك خالصة ولسنة نبيك صلى الله عليه وسلم موافقة واهدنا اليك مستقيما ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين واصلح لنا شأننا كله. اللهم اصلح لنا ديننا الذي عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين اللهم احين مسلمين وتوفنا مؤمنين غير ضالين ولا مضلين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين