بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور لانفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله اصحابه اجمعين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا. اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما. اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا ورزقا طيبا. نعم. الحمد لله رب رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. قال الامام الاواب رحمه الله تعالى محمد بن عبدالوهاب وغفر له والشارح والسامعين قال باب التحذير من البدع قال عن العرباب ابن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون قلنا يا رسول الله كانها موعظة مودع فاوصنا قال اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد وانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عظوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات فان كل بدعة ضلالة. قال الترمذي حديث حسن صحيح. قال المصنف الله باب التحذير من البدع. التحذير من البدع اي ذكر الدلائل والشواهد الدالة على خطورة البدع وشدة ضررها على فاعليها واهلها وانها ليست من دين الله تبارك وتعالى وهي عبادة له جل وعلا بغير ما شرع بغير ما اذن به عز وجل. وقد جعل المصنف رحمه الله هذا خاتمة لكتابه فضل الاسلام منبها بذلك ان فضائل الى الاسلام العظيمة وخيراته العميمة لا تنال بالانشغال بالبدع والاهواء وبالتعبد لله تبارك وتعالى بغير ما شرع وانما تنال الاستسلام لله بما شرع. وبما اذن به تبارك وتعالى. وبما بعث به رسله عليه الصلاة والسلام فمن اراد لنفسه تلك الفضائل العظيمة المترتبة على حفظ الاسلام والمحافظة عليه فليحذر من البدع. فليحذر من البدع وهذا هو السبب الذي لاجله اورد المصنف رحمه الله هذا الباب وجعله خاتمة لكتابه فضل الاسلام. والتحذير من البدع اي ذكر ما يدل على وجوب الحذر منها والبعد عنها ومجانبتها. والنصوص في هذا المعنى متكاثرة عن نبينا عليه الصلاة والسلام في تحذيره من من البدع بل هو وصيته صلى الله عليه وسلم لامته كما في حديث العرباض ابن قرية الذي ساقه المصنف رحمه الله في هذه الترجمة. والبدع سبق الكلام على المراد بها عند ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. فالبدعة هي التقرب الى الله عز وجل بما لم يشرع وبما لا اصل له في الدين. بما لم يأتي في الدين الامر به امر وايجاب او امر استحباب فكل قربة يتقرب بها الانسان الى الله تبارك وتعالى لم يشرعها الله ولا اصل لها في دين الله ولا دليل عليها في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة الصلاة فهي من البدع المحدثات حتى وان حسن قصد صاحبها حتى وان رآها صاحبها حسنة ولهذا روى محمد بن نصر المروزي رحمه الله في كتابه السنة بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال كل بدعة ضلالة وان رآها الناس حسنة. قال رضي الله عنه كل بدعة ضلالة. وان رآها الناس حسنة لانه لا يشفع للانسان استحسانه للبدعة ورؤيته لها انها حسنة فلا يشفع له كذلك لا يشفع له اعجابه بها. كل هذه لا تفيد فالبدعة ضلالة مهما كان مبرر الانسان لها ومسوغاته فهي ظلالة كل بدعة ظلالة والنبي صلى الله عليه وسلم اكد هذا المعنى اكد هذا المعنى مرات كثيرة بل بل كان عليه الصلاة والسلام في كل جمعة يقرر هذا الامر كل كل بدعة ضلالة. كل بدعة ضلالة ترسيخا لهذا الاصل العظيم ليحذر الناس من البدع وهذا التأكيد المتوالي منه عليه الصلاة والسلام في بيان ضلالة البدعة وبطلانها لان قلوب كثير من الناس تستهويهم البدع وتستميلهم. وقد يدخل بعضهم في البدعة من باب حسن وهو باب حب الخير. كما سيأتي معنا في اثر ابن مسعود الذي ختم به رحمه الله هذه الترجمة فقد يفعلها الانسان من باب ارادة الخير والرغبة فيه والحرص عليه ولكن كما قال ابن مسعود رضي الله عنه ليس كل من اراد الخير حصله. الذي يحصل الخير ويفوز به هو من لزم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وامرها على نفسه. ولهذا ايضا قال بعض من امر السنة على نفسه نطق بالحكمة ومن امر هوى على نفسه نطق بالبدعة. الذي يجعل السنة هي المحكمة وعليها المعول واليها المرجع وهي المعتمد هذا ينطق بالحكمة. اما الذي يطلق لهواه العنان ويرخي له الزمام فانه ينطق بالبدعة وتكون افعاله واعماله وممارساته هي البدع ثمان هذا فيه تنبيه الى ان كون الانسان من اهل السنة او من اهل البدعة مرتبط بحقيقة عمله لا بمجرد دعواه اذ لا يكفي في هذا الباب ادعاء الانسان انه من اهل السنة بل لابد من وجود حقيقة هذه الدعوة بلزوم السنة ولهذا قال شيخنا الاسلام ابن تيمية رحمه الله اهل السنة سموا اهل السنة لانهم مظاهر. ظهرت السنة او عليهم السنة. واهل البدعة واهل البدعة سموا اهل بدعة لانهم مصادر. صدرت منهم البدعة ولهذا صاحب السنة صاحب الحق يحتاج الى مجاهدة لنفسه ليحذر من البدع فلا تستهويه ولا يستجرنه الشيطان الى حيث البدع ولا تستميله نفسه الى اعمال لم ان يشرعها الله تبارك وتعالى ولم يأذن بها قال عن العرباظ ابن السارية رظي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون قوله وعظنا الموعظة هي النصيحة المشتملة على ترغيب وترهيب فاذا كان نصح فيه ترغيب. بالفظائل وترهيب من من الرذائل. وذكر للثواب والعقاب فيقال لها موعظة يقال لها موعظة ففيها ترقيق للقلوب وتلين النفوس تأثير بما اشتملت عليه من ذكر للثواب وذكر للعقاب. فيقول العرباظ رضي الله عنه وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون وصف رظي الله عنه هذه الموعظة بصفات ثلاث الاولى بلاغتها بلاغة وهذه الموعظة قال موعظة بليغة والمراد بالبلاغة هنا ايصال المقصود بالكلام الواضح الجلي البين دون ان يكون فيه تعقيد او او غموض كلمات بليغة اي كلمات واضحة سهلة يسيرة الفهم مؤثرة قال كلمات بليغة ذرفت منها وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون هاتان الصفتان الاخريان. ذرفت منها او وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. وجلت القلوب اي اصاب القلوب منها وجل. وهو الخوف من الله سبحانه وتعالى. والخوف من عقابه ولا وتأثرت وذرفت العيون اي سال الدمع منها ذرفت العيون اي بالدمع متأثرة بهذا الوعظ من النبي صلى الله عليه وسلم وقد اخذ اهل العلم من هذا الحديث ونظائره اهمية اهمية تخول الناس الموعظة بين الفينة والاخرى. فلا يتركون هكذا بدون وعظ. ولا يكون ايظا الوعظ هو كل حديثهم وانما يتخولون بالموعظة تليينا للقلوب جلبا لها ده اللي لغفلتها فيذكرون بالثواب والعقاب فلا تترك الموعظة يعني لا يترك الناس بلا بلا موعظة ولا ايظا تكون الموعظة هي غاية ما ما عندهم في العلم. فلا ينشغلون الا الا بها ولا يجلسون الا لها لان القلوب اذا اذا لانت بالموعظة ولم يبين لها العلم ربما انشغلت البدع لان الموعظة اوجدت فيها رغبة في الخير وحرصا عليه فاذا وعظ الانسان ولم يدل على الحق والهدى بالعلم الصحيح المسدد من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام اقبلت نفسه على العمل بلا علم قد قال عمر ابن عبد العزيز رحمه الله من عبد الله بغير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح. ولهذا ترك الناس بلا وعظ وهذا خطأ والاقتصار على الوعظ في تعليم الناس وحده هذا خطأ والصواب التخول بالموعظة بين الفينة والاخرى والوقت والاخر حسب حاجة الناس وينشغل بالعلم. وبيانه ودلالة الناس الى السنن وقد صار واضحا في حال اقوام قصروا علمهم على الوعظ وحده ان جر ذلك الى اعمال وامور لم يأذن بها الله تبارك وتعالى وقع فيها من وقع بسبب لين قلبه وشدة حرصه وعظيم رغبته وفي الوقت نفسه قلة علمه. لدين الله عز وجل وسنة رسوله. صلوات الله وسلامه عليه. ولعل هذا الحديث يرسم للدعاة والمعلمين منهاجا يحتذى ومسلكا يسار على ظوءه. فهو عليه الصلاة والسلام وعظهم فطلبوا منه الوصية يعني وصية يعملون بها اثر تأثرهم بهذه الموعظة فلم يقتصر عليها لم يقتصر عليها فارشدهم الى التقوى والسمع والطاعة والحرص على السنة والحذر من البدع اوصاهم عليه صلوات الله وسلامه بهذه الوصايا العظام التي هي من العلم النافع بل هي اساس العلم. بل هي اساس العلم الذي يبنى عليه وتبنى عليه الاعمال الصالحات والطاعات الزاكيات قال قلنا يا رسول الله كانها موعظة مودع فاوصنا ولعل هذا الحديث كما اشار بعض شراحه كان في اواخر حياته عليه الصلاة والسلام وكان الصحابة احسوا بقرب توديعه. ودنو اجله عليه الصلاة والسلام فارادوا ان يعهد اليهم بوصية وتكون هذه الوصية جامعة لابواب الخير مقررة لاصوله وقواعده فقالوا كانها موعظة مودع ليس هناك جزم وانما احس او وجد عندهم شيء من الاحساس بذلك فقال قالوا كانها موعد موعظة مودع فاوصنا ووصية المودع وصية المودع سواء كان مسافرا وودع اهله وقرابته ولا سيما ان كان السفر الذي يقصده طويلا او كان ايظا مسافرا السفر الذي لا عودة بعده الى اهله وهو الى الدار الاخرة. الى الله عز وجل بمعنى ان يحس ان منيته دنت. واجله اقترب. فتجد وصية من كانت هذه حاله ابلغ واجمع واوعب وقد كان من سنن الانبياء وهديهم عند دنو الاجل العهد لذويهم ولعموم الناس بالوصية ووصى بها ابراهيم وبنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم ثم مسلمون هذه وصية. والله عز وجل سماها وصية. وصية من يعقوب ومن ابراهيم. عليهما صلوات الله وسلامه والوصية هي قولهما يا يا بني ان الله اصطفى لكم الدين. فلا تموتن الا وانتم والعادة في الوصية ان يكون فيها كلام قليل جامع لابواب الخير. لا ينشغل فيها بالتفاصيل. الا عند الحاجة. عند الحاجة للتفصيل اما الاصل فيها ان تكون مشتملة على جوامع جوامع الخير على كلمات قلائل جامعة للخير ويفصل عند الحاجة. ولهذا كان بعض الصحابة في وصيته يأتي يعني كان يأتي ببعض وصايا الصحابة شيء من التفاصيل يقتضيها المقام في وصايا بعض السلف ايضا شيء من التفاصيل يقتضيها المقام او يحتاج اليها مثل قول بعضهم في وصيته اني ابرأ من كل حالقة وصالقة ونائحة اذا اذا خشي او وجد في مجتمع الانسان من البدع التي تمارس في حق من مات والميت يعذب ببكاء اهله. قال اهل العلم اذا كان مقرا لذلك راضيا به. او داعيا اليه فمثل هذه الوصايا التي هي نوع من التفصيل تأتي للحاجة والا فالاصل ان تكون الوصية تجمع يعهد اليهم بحفظ الاسلام والمحافظة عليه يعهد اليهم بلزوم تقوى الله عز وجل جل في السر والعلانية يعهد اليهم التحذير من الاهواء واتباع حظوظ النفس والشهوات الى غير ذلك من الاصول الجامعة والكليات والقواعد قال كانها موعظة مودع فاوصنا قال اوصيكم بتقوى الله عز وجل استهل صلوات الله وسلامه عليه وصيته الجامعة هذه بتقوى بالوصية بتقوى الله عز وجل وتقوى الله عز وجل هي وصيته سبحانه وتعالى للاولين والاخرين من خلقه ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله وهي وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لامته وهي وصية السلف الصالح رحمهم الله فيما بينهم فاستهلها عليه الصلاة والسلام بالوصية بتقوى الله عز وجل وتقوى الله هي ان يجعل العبد بينه وبينما يخشاه من سخط الله تبارك وتعالى وعقابه وقاية تقيه وقاية تقيه الذي يشعر ببرد يتقيه بملابس الشتاء الذي يخشى الشمس يتقيها بمظلة والذي يخشى عقاب الله تبارك وتعالى وسخطه يجعل بينه وبين هذا العقاب والسخط شيئا يقيه منه تقوى الله عز وجل ان يجعل العبد بينه وبين ما يخشاه من سخط الله وعقابه وقاية تقيه وذلك بفعل المأمور وترك المحظور وتصديق الاخبار التقوى تكون بهذا بان يفعل المأمور وان ينتهي عن المحظور وان يصدق الاخبار واي اخلال بشيء من هذه الثلاث نقص في التقوى. نقص في تقوى الله عز وجل ولا تتحقق هي الا بهذه الامور ان يفعل العبد ما امر به وان ينتهي عما نهي عنه وان يصدق الاخبار الواردة عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ومن اجمع ما قيل في حد التقوى قول قول طلق ابن حبيب رحمه الله ومن علماء التابعين عندما سئل عن التقوى سألوه اولا عن الفتنة التي حصلت كيف الخلاص منها؟ قال اتقوها بالتقوى اتقوها بالتقوى فقالوا له اجمل لنا التقوى اذكر لنا تعريفا مجملا جامعا لتقوى الله عز وجل فقال رحمه الله التقوى الله هي العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله وهذا التعريف للتقوى هو من احسن ما قيل. في حدها وقد اثنى على هذا تعريف جمع من اهل العلم منهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه العلامة ابن القيم والذهبي وابن رجب واخرين من اهل العلم وقد جمع رحمه الله في تعريفه للتقوى بين فعل الامر وترك النهي وفي كل منهما ان يكون الانسان على علم فقوله على نور اي على علم علم بالمأمور ان يفعله وعلم بالمحظور ليجتنبه ثم الجمع في ذلك بين الرجاء والخوف يكون راجيا يفعل ما امره الله تبارك وتعالى راجيا ثوابه ويجتنب ما نهاه الله تبارك وتعالى عنه خائفا من عقابه ففيه احسان العمل يرجو ثواب الله عز وجل وبعد عن الاساءة يخاف من عقابه تبارك وتعالى وسخطه سبحانه وبهذا يعلم ان تقوى الله عز وجل ليست مجرد دعوة يدعيها الانسان لانه من اليسير على كل انسان ومن السهل على كل لسان ان يقول انني من المتقين فالدعوة امرها سهل ولكن العبرة بتحقيق التقوى والقيام بحقيقتها ذلا وخضوعا لله تبارك وتعالى وقياما بطاعته وبعدا عن نواهيه ومعرفة بعظمته جل وعلا وقدرته واطلاعه وانه لا تخفى عليه تبارك وتعالى خافية في الارظ ولا في السماء وانه الغفور الرحيم وانه شديد العقاب كل هذا تحقيق لتقوى الله جل وعلا قال اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة اي لمن ولاه الله تبارك وتعالى امركم السمع والطاعة اي لمن ولاه الله امركم السمع لكلامه والطاعة لامره من ولي امر المسلمين والسمع والطاعة لم يأتي في هذا الحديث فقط السمع والطاعة لولاة الامر بل جاء في احاديث كثيرة جدا عنه صلوات الله وسلامه عليه تأكيدا على هذا الامر العظيم الذي به انتظام امر المسلمين. واجتماع كلمتهم لان انتظام امر المسلمين لا يكون الا بجماعة ولا جماعة الا بامام ولا امام الا بسمع وطاعة امور مترابطة انتظام امر المسلمين لابد فيه من جماعة لابد ان يكونوا مجتمعين والا لو كان كل انسان على رأسه كيف يتحقق لهم امن كيف تتحد لهم كلمة كيف تجتمع القلوب كيف يؤمن على الدماء او الاعراض كيف تسترد الحقوق كيف تعاد المظالم الى اخره فهذا لا لا يتحقق الا بجماعة اما اذا كانوا متفرقين لا تنتظر امورهم ابدا فامور المسلمين لا تنتظم الا بجماعة ولا جماعة الا بامام لا بد من وجود امام ولا امام الا بسمع وطاعة اذا كان لهم امام ولا ولا يسمع له ولا يطاع وجوده مثل عدمه لا لا تتحقق المصلحة لا تتحقق المصلحة بمثل هذا ولهذا تكاثرت الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحث على السمع والطاعة. بل جاء في بعض الاحاديث ضم السمع والطاعة لولي الامر ضم ذلك الى الطاعات الكبار. مثل الصلاة والزكاة وعدوا ذلك من اسباب دخول الجنة. ومن خطب النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع عليه الصلاة والسلام اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وادوا زكاة مالكم واطيعوا امركم تدخلوا جنة ربكم. تدخلوا جنة ربكم. فظم عليه الصلاة والسلام طاعة لولاة الامر ضمها الى الصلاة والزكاة والصيام ظمها الى هذه الطاعات الكبيرة وجعل هذه كلها من اسباب دخول الجنة هناك ارتباط بين الصلاة والصيام والزكاة وبين طاعة ولي الامر لان هذه هذه المصالح الدينية العظيمة لا تتحقق للناس الا باجتماع امن وسلامة وزوال للمخاوف والاعتداءات والظلم وهذي كلها لا بد فيها من جماعة والجماعة فيها لابد من امام. ولهذا اذا لم يكن الناس في في جماعة امرهم منتظم ولا امام قد لا يتمكنون من اداء الصلاة في المساجد. وقد لا يتمكنون من الاجتماع فيها لطلب العلم. وقد وقد امور كثيرة والله عز وجل يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. يعني بعض الناس لا يردعه عن ممارسات خاطئة واعتداءات اثمة الا خوفا من السلطان. مجرد وعظه او نهيه او تذكيره لا يكفيه فالسلطان يتحقق بوجوده مكاسب كبيرة وعظيمة لامة وهذه المصالح لا تتحقق الا بالقيام بهذا الامر وهو السمع والطاعة بل انه عليه الصلاة والسلام اكد في بعض احاديثه على السمع والطاعة حتى وان كان السلطان او ولي الامر ظالم او جائر او غير عدل اكد على ذلك وهذا السمع والطاعة على خلاف ما يفهم بعض الناس انه يرجع الى شخص السلطان هو يرجع الى مكانة السلطان ومنزلته. هو ولي ولي امر المسلمين. وهذه مكانة عظيمة فالسمع والطاعة لمكانته. لمكانته ومنزلته. وهي ولاية الامر ولاية امر المسلمين فيسمع له ويطاع حتى تنتظم الامور. وتصلح وتستقيم. هذا اذا كان اذا كانت حاله كما اشرت الظلم والجور والفسق والاعتداء يسمع له ويطاع من اجل مكانته ومنزلته التي بها تنتظم الامور ولا تصبح امور الناس فوظى تراق الدماء وتنتهك الاعراظ وتستلب الاموال وتتفرق الكلمة وتعم الفوضى وينتشر الفساد الى غير ذلك من المفاسد التي تترتب على ذلك بل لو فرض ان السلطان من من جوره وظلمه اعتدى على مال الشخص اعتدى على ما للشخص واخذه ظلما. قال عليه الصلاة والسلام مؤكدا على هذا الامر العظيم اسمع واطع. وان اخذ ما لك وظرب ظهرك. اسمع واطع وان اخذ مالك. وظرب ظهرك. وهذا فيه تنبيه من النبي عليه الصلاة والسلام الى ان بعض الناس عندما يؤخذ بعض حقه مقابل اخذ آآ حقه او عدم ايظا ايصال حقه اليه ينزع اليد من الطاعة. لحظ نفسه. ينزع اليد من من الطاعة لحظ نفسه وقد يكون فيه هو نفسه خلل فيكون المقياس في باب السمع والطاعة عنده النظر الى لنفسه ان اعطوا منها رضوا. وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطوني. اذا اعطي من من المال رضي. وبارك سلطان واثنى عليه وان لم يعطى او اخذ منه شيء من حقوقه نزع اليد من الطاعة فاصبح نزع يد من الطاعة ليس مرتبطا بماذا؟ ليس مرتبطا بقضية نصرة كالدين وانما مرتبطة بمطامع. ولهذا عمر ابن عبد العزيز جاءه مرة نفر من الخوارج وهو حال ولايته وجاؤوا بزعمهم انهم يعارضونه في في في المال مال المسلمين ومصارفه فاخذوا يتكلمون عن عن المال وكان كل ما اوردوا عليه شيئا اجابهم حتى لم يبقى عندهم شيء كل ما كان عندهم اوردوه عليه فاجابهم. بالاية والحديث. والحجة والبرهان. فلم يبقى عندهم متعلق فسكتوا ما بقي عندهم شيء. فلما انتهوا قالوا نحن جئنا من من بلد كذا وكذا وآآ المسافة بعيدة وليس عندنا مال. قالوا له وليس عندنا مال ونريد ان ان تحملنا على البريد حتى نذهب الى قال عجبا انتم تكلمون الان في المال ولا حق لكم في مال البريد ان تحملوا عليه يعني ليس لكم حق في مال البريد ان تحملوا عليه. يعني معنى كلامه كيف تجادلون في المال؟ وانتم تطالبون في امر تعلق بالمال لا حق لكم فيه. ثم اعطاهم شيء من الصدقات اموال الصدقة ونحو ذلك يركب بها الى بلادهم وابن السبيل. فاعطاهم من الشيء الذي من هذا القبيل فبعض الناس في في هذا الباب يستنكف من السمع والطاعة لحظ نفسه فتجده مثلا يخوض في اعراض الولاة ويطعن فيهم وفي عدالتهم وفي مثلا لانه لم يجد عملا مثلا او لم يعط مالا او مثلا لكون لكونه فقيرا. ونحو ذلك من المعاني فالنبي صلى الله عليه وسلم نبه على هذا الامر قال اسمع واطع وان ضرب ظهرك واخذ مالك. هذه الكلمة لو قيلت لاحد لاحد الناس اسمع واطع ولو اخذ ضرب ظهرك واخذ قال لا والله وربما اتبعها بسب وشتم هذا انفة انفا من قبول الحق هذا دين الذي قال اسمع واطع وان ضرب ظهرك واخذ مالك هو الذي قال اقيموا الصلاة واتوا الزكاة هو نفسه آآ اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وادوا زكاة مالكم واطيعوا ذا امركم هو نفسه الذي فبعض الناس يتقبل الصلاة ويتقبل الزكاة ولا يأنف واذا جاء الى باب سمع الطاعة يستوحش يستوحش ايضا كتب اهل العلم وكثيرا ما اظرب المثال بكتاب الامارة في صحيح مسلم كتاب الامارة في صحيح مسلم مضموما الى كتب الصلاة الزكاة الحج الامارة. فبعض الناس يقرأ كتاب الصلاة وكتاب الحج ولا يستوحش واما كتاب الامارة يستوحش منه لانه مليء بالاحاديث اسمع واطع اسمع واطع اسمع واطع هو نفسه ما تقبل ذلك فيها هوى منعه من قبول ذلك فيها هوى منعه من قبول ذلك. فلا يسمع ولا يطيع. ولهذا جاءت التأكيدات عنه عليه الصلاة والسلام في قضية السمع والطاعة لمن ولي امر المسلمين مراعاة لمكانة ومنزلة من ولي الامر وحفظا لجماعة المسلمين واجتماع كلمتهم واتحاد صفهم وبقاء هيبتهم في نفوس الاعداء وهنا ايضا ينبغي ان يلاحظ ان العدو لا يريد للمسلمين الاجتماع اجتماع الكلمة ولهذا ربما غرس فيهم من بني جلدتهم وممن يتكلمون بالسنتهم من يفتي في الاجتماع ويخلخل الاجتماع فيتكلم من الداخل لانه لو تكلم العدو الخارجي لما قبل منه فربما زرع فيهم من داخلهم من يتكلم بالسنتهم وهو من جلدتهم من يفت في في في هذا الاجتماع ويخلخل هذا الاجتماع من داخله من اجل انهيار الكيان الاسلامي والكلمة الاسلامية واجتماع المسلمين وهذا من كيد الاعداء. من كيد الاعداء ومكرهم باهل الاسلام فلهذا ينبغي ان ان يلاحظ المسلم هذا الامر العظيم وان يكون محل اهتمامه وعنايته عملا بوصية النبي عليه الصلاة والسلام وانظر في قيمة هذه الوصية حيث ضمها الى تقوى الله. قال اتق الله اتقوا الله وعليكم بالسمع والطاعة ومعنى عليكم اي الزموا قال عليكم اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة. نعم. قال اوصيكم بتقوى الله عز وجل والطاعة اوصيكم بالتقوى اي واوصيكم بالسمع والطاعة. اوصيكم بالتقوى واوصيكم بالسمع والطاعة اي لمن والله ولاه الله امركم ونبه هنا عليه الصلاة والسلام بل حذر من الاستنكاف والاستكبار ولاحظ تنبيهه وتحذيره من الاستنكاف والاستنكار والاستكبار بقوله وان تأمر عليكم عبد لان النفس قد يدخلها ماذا استكبار بعضهم يقولون من يكون لا اسمع ولا كرامة. يستكبر ولا ينظر الى مصلحة الامة واجتماع المسلمين وانما ينظر الى انفة انفة جاهلية كانت معهودة في اهل الجاهلية بل من اعظم خصال الجاهلية وابرزها ثلاث خصال. الشرك الفرقة ليسوا والامر الثالث عدم السمع الانفة من السمع والطاعة لمن ولي الامر. هذي من ابرز ولهذا شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب لما الف كتاب تاء الجاهلية بدأها بهذه الامور الثلاثة وقال عليه الصلاة والسلام ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم وذكر هذه الامور الثلاثة يعني لا يجد فيها غل قلبه نظيف تجاهها لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم آآ اخلاص العمل لله ولزوم جماعتهم ومناصحة من ولاه الله امرهم قلب المسلم نظيف تجاه هذه الامور الثلاث قال وان تأمر عليكم عبد بل ايضا زاد في الاوصاف في بعض الاحاديث قال وان تأمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة عبد وحبشي ورأسه كأنه زبيبة وايضا ماذا؟ اسمع واطع هذا كله تنبيه وتحذير من قظية الانفة والكبر التي قد توجد في بعض قلوب الناس لاي مبرر كان فكانه يقول عليه الصلاة والسلام لا تأنف ولا تستكبر من السمع والطاعة مهما كان الامر وان تأمر عليكم هل قوله عليه الصلاة والسلام وان تأمر عليكم عبد تحديد ولا ولا ضرب مثال ضرب مثال يعني لا اسمع واطع هذه مصلحة للامة مصلحة للمسلمين استماع لكلمة المسلمين اسمع واطع وان تأمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة وباجماع اهل العلم ان العبد ليس اهل للولاية باجماع اهل العلم ان العبد ليس اهلا للولاية لكن ان تأمر ان تأمر وغلب واصبحت لها ولاية بالغلبة واستتب له الامر واصبحت الولاية بيده قال اسمع واطع وان تأمر عليكم عبد حبشي بعض اهل العلم قالوا ان قوله وان تأمر عليكم عبد هذا مبالغة اريد بها التأكيد على قظية السمع والطاعة في كل الاحوال ومن اهل العلم من قال بل حتى ولو حصل هذا الامر له بالغلبة وقد يفيد في هذا المعنى قوله وان تأمر وان تأمر عليكم يعني ان حصلت له ولاية عليكم بالغلبة تغلب عليكم واصبح له غلبة واصبح له ولاية واستقر له الامر قال وان تأمر عليكم عبد. الشاهد ان هذا فيه تأكيد اه عظيم جدا على قضية السمع والطاعة والتحذير من النزع نزع اليد من الطاعة والخروج على على الولاة الذي لا يترتب عليه الا الشرور واراقة الدماء. جاء نفر من اهل بغداد الى الامام احمد رحمه الله وذكروا اه الحالة التي الت اليه ولاية امر المسلمين وانتشار البدع بل والكفريات على ايدي بعض الولاة في زمانهم والقول بخلق القرآن وغير لذلك فجاءوا الى الامام احمد بعظ بعظ علماء بغداد يشاورونه في الخروج على ولي الامر ونزع اليد من الطاعة واخذوا يعددون عليه فعل كذا وفعل كذا وفعل كذا. فناظرهم ساعة قال لهم اتقوا الله لا تريقوا دماءكم ولا دماء المسلمين. وقال لهم اصبروا حتى يستريح بر او يستراح من فاجر. وقرأ عليهم الاحاديث الواردة في الباب حديثا تلو الاخر ذكرهم بذلك كله ولما خرجوا عند باب بيته بعد بيانه لهم ونصحه قالوا لحنبل ابن حنبل ابن اسحاق او اسحاق ابن حنبل ابن اخي احمد قالوا قالوا له اه تخرج معنا والامام احمد نصحهم الان في البيت وعند باب بيته يكلمون ابن اخيه قالوا تخرج معنا؟ يقول فشاورت والدي فقال لا تصاحبهم فانما نهاهم احمد عن شر لا تصاحبهم فانما نهاهم احمد عن شر قال حنبل بن اسحاق ثم انهم خرجوا فقتل منهم من قتل وسجن من سجن وهذه نتيجة متكررة عبر التاريخ نتيجة متكررة عبر التاريخ. وابن تيمية رحمه الله في كتابه منهاج السنة تقرأ قصص من كان منهم خروج على الولاة من اجل انكار المنكر وخرج من ذلك بخلاصة قال فما اقاموا دينا ولا ابقوا دنيا. يعني هؤلاء الذين خرجوا خلاصة امرهم انهم ما اقاموا دينا ولا ابقوا دنيا. يعني ما اقاموا دين الذي بزعمهم انهم سيقيمونه ولبقيت دنيا الناس لان الدماء ريقات والاموال انتهبت والاعراض انتهكت والفوضى عمت الى غير ذلك وهذا كله يأتي بسبب تضييع السنة والانفة من فعل ما اوصى به النبي عليه الصلاة والسلام فعهد اليهم عليه الصلاة والسلام هنا بالسمع والطاعة قال والسمع والطاعة وان تأمر عبد حبشي وان تمر عليكم وفي رواية عبد وفي رواية حبشي. كأن رأسه زبيبة ثم قال وانه من يأس منكم فسيرى اختلافا كثيرا لاحظ بعد امره بالتقوى بعد امره بالتقوى والسمع والطاعة لولي الامر اشار الى انه سيوجد فيما بعد اختلاف كثير وهذا علم من اعلام نبوته عليه الصلاة والسلام يخبر بامور تقع في المستقبل يخبره الله تبارك وتعالى بها وينبئه بها وتقع طبقا لما اخبر عليه الصلاة والسلام فقال للصحابة الذين حوله انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا من يئس منكم اي من يطول عمره منكم من يمتد به العمر من يطول به العمر منكم سيرى اختلاف اما من يموت قريبا فلا يرى ذلك ولكن من يأس منكم يعني من يطول عمره من الصحابة فيرى اختلافا كثيرا اختلافا كثيرا ولهذا في اخر عهد الصحابة بدأت بذور البدع بذور البدع واصول البدع الكبار بدأت في اخر عهد الصحابة وانكروها واحدة واحدة فوجدت بدعة القدر ووجد ايضا بدع تتعلق بالايمان والتكفير وجد بدع السبابة الذين يطعنون في اه الصحابة رضي الله عنهم وجد بدء اصول البدع وجدت واصول البدع وجدت وانكرها الصحابة كل من كان من الصحابة في قد ادرك تلك البدع اعلن انكاره لها وبراءته منها لما نقل كما في صحيح مسلم لابن عمر بدعة القدرية قال اخبروهم انني بريء منهم وانهم مني برآء ولو انفق احدهم مثل احد ذهبا ما تقبل منه ما لم يؤمن بالقدر ثم ساق الحديث الطويل حديث جبريل فالصحابة رضي الله عنهم من تأخر او طال به العمر ادرك بدايات البدع وآآ بدايات خروجها وانكروا ذلك وهنا عليه الصلاة والسلام اشار الى هذا قال انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ثمان تساؤلا يأتي هنا في قلب الناصح المحب للخير الطالب للفوز والنجاة اذا سمع انه من يئس منكم فسيرى اختلافا كثيرا سيرد في ذهنه ماذا سؤال ما هو الحل ما هو المخرج؟ كيف النجاة هذا كما يقولون سؤال يطرح نفسه وقد اجاب عليه الصلاة والسلام عن هذا السؤال دون ان يسأل اجاب عنه دون ان يسأل. فذكر الاختلاف وذكر المخرج قال انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة في بعض الروايات فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة المخرج يتلخص في امرين المخرج عند وجود الاختلاف الكثير يتلخص في امرين لا نجاة الا بهما ولا سلامة الا بتحقيقهما الامر الاول لزوم السنة والتمسك بها والعض عليها بالنواجذ سنة النبي عليه الصلاة والسلام وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده قال سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي والخلفاء الراشدون المهديون من بعده المعنيون بهذا الحديث هم اربعة ليس لهم خامس اربعة هم وقد قال عليه الصلاة والسلام الخلافة بعدي ثلاثون خلافة النبوة بعدي ثلاثون وهي مدة خلافة هؤلاء الاربعة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم اجمعين. وهم خير الصحابة اوصى هنا بلزوم سنته وسنتهم ليست امرا جديدا خلاف ما كان عليه عليه الصلاة والسلام بل هو توطيد وتثبيت لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فليس منهم من يأتي بشيء من قبل نفسه فقوله والسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي سنتهم توقيد لسنة النبي عليه الصلاة والسلام وتثبيت لها وليس منهم من يجيء بشيء من قبل نفسه وعمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قال نعمة البدعة هذه وهي كلمة كم تعلق بها من يحدثون في الدين هي هي من هذا الباب توطيد السنة هي من هذا الباب توطيد السنة وتثبيتها. لان لما جمع الناس على امام واحد في صلاة التراويح واعجبه هذا الاجتماع قال نعمة البدعة هذه هل هذا احداث في الدين او تثبيت وتوطيد لسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ثبت انه عليه الصلاة والسلام صلى بالناس التراويح واجتمعوا خلفه جماعة في المسجد وتوقف عن ذلك ولما سألوه قال خشيت ان تفترظ عليكم. هذا هو الذي منعه اذا هي سنة ثابتة وتوقف عنها عليه الصلاة والسلام خشية ان تفرض رحمة بامته وهل هذه الخشية موجودة في زمن عمر خشية ان تفترظ عليكم هل هي موجودة في في زمن عمر؟ انتفت فجمع الناس اذا هذا توطيد للسنة وقوله نعمة البدعة هذه هذا هذه بدعة لغوية ليست بدعة شرعية لم يحدث في الدين ما ليس منه لم يخالف قول النبي عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. ثم يأتي اقوام بامور لا اصل لها في الدين ويقولون هذه ماذا بدعة حسنة قد مر معنا قريبا قول ابن عمر رضي الله عنهما كل بدعة ضلالة وان رآها الناس حسنة يعني لا يشفع لهم ذلك ثم لاحظ في الحديث وصف النبي عليه الصلاة والسلام لهؤلاء الخلفاء بوصفين قال الراشدين المهديين الراشدين المهديين وصفهم بهاتين الصفتين الرشاد والهداية وهما وصفان وصف بهما رب العالمين نبيه عليه الصلاة والسلام. في قوله تبارك وتعالى ما ضل صاحبكم وما غوى فنفي الضلال يقتضي ثبوت ضده وهو الهداية ونفي الغواية يقتضي ثبوت ظدها وهو الرشاد والضلال فساد العمل والرشاد فساد والغواية فساد العلم واثبات الرشاد والهداية يعني صلاح العلم والعمل اثبات الرشاد والهداية يعني صلاح العلم والعمل فهنا قال عليه الصلاة والسلام عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين خص هاتين الصفتين بالذكر منبها بذلك الى صلاح علم الخلفاء وصلاح عمل الخلفاء فهم في باب العلم والعمل قدوة بباب العلم والعمل قدوة علمهم صالح وعملهم صالح فهم في العلم اهل علم نافع وفي العمل اهل العمل الصالح فامر بلزوم سنتهم والتمسك بها وقوله الراشدين المهديين هذا فيه تنبيه لما اشرت اليه وهو ان سنتهم ما هي وصف راشد ومهدي سنتهما هي تثبيت وتوطيد ليس عنده شيء من قبل نفسه فالراشد المهدي هو من صلح علمه وعمله بالسنة والاقتداء بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام فسنتهم من سنته وهديهم من هديه وطريقتهم من طريقته عليه الصلاة والسلام وهم ابعد الناس عن البدع والاهواء وعن الوقوع فيها فجعلهم النبي عليه الصلاة والسلام فاكد عليه الصلاة والسلام على لزوم سنتهم قال وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ. بعض العلماء قال ان مثل الانسان في الفتن والبدع مثل شخص في بحر لجي يعني مثل شخص سقط في بحر لجي متلاطم الامواج ووجد في هذه الامواج الجارفة حبل وجد في هذه الامواج الجارفة حبل من شدة حرصه على الخلاص لا يكتفي بمسك الحبل بيده يقول ربما اني امسكه بيدي وماذا وترتخي يدي تنفلت منه فتجده من شدة حرصه يعض عليه بناجته يدخل الحبل في ناجزه في اضراسه ويعض عليه بقوة اضافة الى امساكه بماذا؟ بيديه وليته ايضا ليتي يسلم يخشى من الغرق فهذا يعني يوضح لنا ظرورة وحاجة الانسان الشديدة في خضم الفتن والبدع والاهواء الى اتصال بالسنة والتمسك بها والتعويل عليها وان تكون هي قائد الانسان وهي وهي اميره يأمرها على على نفسه وعظوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور واذا كان عليه الصلاة والسلام اوصى في هذا الحديث بسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده اذا كان اوصى بها ولم يتهيأ للانسان لقي هذه هؤلاء الخلفاء ولم ايظا يعطي نفسه وقتا لمعرفة سير هؤلاء الخلفاء فكيف يعض على ابن نواجد كيف يعظ بالنواجذ واذا كان جل اهتمام الانسان في قراءاته فيما يسمى بالثقافة العامة قراءاته اليومية في ما يسمى بالثقافة العامة ولا يقرأ سير هؤلاء واخبارها فكيف يعض بالنواجذ وفاقد الشيء لا يعطيه فهذا فيه تنبيه على اهمية معرفة سير هؤلاء الاجلاء النبلاء الافاضل وتكرار مدارسة اخبارهم واخبار غيرهم من الصحابة فانه بمثل هذه القراءة وبمثل هذه المعرفة للسير واخبار هؤلاء يتيسر للانسان العض عليه بالنواجذ والا كيف يتسنى لشخص ان يعض بناجذيه على سنة الخلفاء الراشدين وهو ما عنده منها خبر. وليس لديه بها معرفة ولا قرأ عنهم يوما حرفا. بل يوجد في بعض المسلمين من قيل له من هم الخلفاء الراشدون الاربعة؟ قال ما ادري ربما غلط في في اسمائهم مثلا يقول بعضهم عمر بن عفان او يقول الاخر عثمان بن الخطاب يحصل هذا. يعني حتى في اسمائهم لا اسماءهم ما يعرفها. وربما لو سئل عن بعض التافهين من البشر عرف اسمائهم وتفاصيل حياتهم. لو سئل عن بعض التافهين من البشر وحثالات الناس لكان عنده معرفة تفصيلية باسمائهم وتفاصيل حياتهم. فكيف يتسنى للانسان الاستنان بسنة الخلفاء الراشدين وهو ما عنده منهم خبر. ولا قرأ لهم سيرة ولا وقف لهم على اثر فهذا فيه تنبيه على اهمية النظر في في سير هؤلاء واخبارهم وهديهم وسلوكهم ومنهجهم وطريقتهم ومجاهدة النفس على الاقتداء بهم. هذا معنى قوله وعليكم بسنتي هذا به النجاة. هذا الذي به النجاة عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عظوا عليها بالنواجذ هذا الامر الاول الامر الثاني واياكم ومحدثات الامور قلت فيما سبق الحديث دل على ان المخرج من الاختلاف الكثير بامرين الاول لزوم السنة والثاني مجانبة البدعة وذلك في قوله واياكم ومحدثات الامور. فان كل بدعة ضلالة واياكم ومحدثات الامور اياكم والامور المحدثة التي احدثها الناس واوجدها الناس اوجدوها من باب التدين والتقرب الى الله عز وجل او اوجدوها من باب النصرة للدين. اوجدوهم من باب ذكر الله والتقرب الى الله. اياكم محدثات الامور. والمراد بالامور اي الامور التي احدثت في الدين كما يوضح ذلك قوله من عمل عمل ليس عليه امرنا فهو رد فالمراد بالامور اي الامور التي احدثت في دين الله مما ليس عليه امر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احذروها قوله اياكم هذا تحذير اياكم هذا تحذير كما ان قوله السابق عليكم هذا ترغيب فجمع عليه الصلاة والسلام في هذا الباب بين الترغيب والترهيب رغب في السنن وحذر من البدع قال في السنن عليكم بها اي الزموها وقال في في البدع اياكم واياها اي احذروها اياكم ومحدثات الامور. اياكم وكل امر احدث في دين الله لا اصل له ولا لا دليل عليه في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. فكل ما كان من هذا القبيل احذروه. كونوا منه على حذر. تريدون النجاة كونوا من كل امر احدث في دين الله لا دليل عليه من كتاب الله ولا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم كونوا منه على احذروه حتى وان اعجبك حتى من رأيته حسنا حتى وان زين في عينك حتى وان مظيت عليه سنوات حتى وان مظيت عليه سنوات حتى وان مظيت عليه عمرك دعه اياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة وقوله فان كل بدعة ضلالة هذي قاعدة واصل كل جامع لا يخرمه شيء ولا يستثنى منه شيء كل بدعة ضلالة والنبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الكليات الجوامع اذا كان فيها استثناء يستثني هو عليه الصلاة والسلام نصحا للعباد وقد مر معنا قوله عليه الصلاة والسلام كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى لما كان من هذا العموم في هذا العموم استثنى استثنى عليه الصلاة والسلام فهنا قولك كل بدعة ضلالة لا يستثنى منه بدعة حتى ما كان من البدع ما يراه الناس حسنا جميلا جيدا نافعا مفيدا الى غير ذلك فهو ضلالة ولهذا قال الامام مالك رحمه الله كلمة العظيمة التي اوردها الشاطبي في كتابه الاعتصام قال روى ابن الماجسون عن الامام مالك رحمه الله انه قال من قال في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لان الله قال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فما لم يكن دينا زمن محمد الله عليه وسلم فلن يكون اليوم دينا فالبدع كلها ضلالات حتى وان استحسنها الناس حتى وان قال صاحبها ما اردت الا الخير. وهذا سيأتي معا وكم من بدعة فعلت واصحابها لم يريدوا بها الا الخير. لكن هذا لا يكفي لابد مع ارادة الخير من موافقة السنة ولزومها والتمسك بها. فمن اراد النجاة فليحذر من البدع. قال واياكم ومحدثات الامور. فان كل بدعة ضلالة نعم قال قال وعن حذيفة رضي الله عنه قال كل عبادة لا يتعبدها اصحاب محمد فلا تعبدوها. فان الاول لم للاخر مقال فاتقوا الله يا معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم. رواه ابو داوود. ثم اورد هذا الاثر عن عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه انه قال كل عبادة لا يتعبدها اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها كل عبادة لا يتعبدها اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها يعني كل عبادة لم تكن موجودة اه عند الصحابة وبين الصحابة فلا تعبدوها. لماذا لانها ليست من دين الله لانها ليست من دين الله. دين الله عز وجل هو الدين الذي بلغه النبي صلى الله عليه وسلم وترك الصحابة عليه هذا هو دين الله دين الله هو الدين الذي بلغه النبي صلى الله عليه وسلم وترك الصحابة عليه مات وهم عليه هذا هو دين الله عز وجل ولعلك تلاحظ هذا المعنى في قوله فانه من يئس منكم فسيرى اختلافا كثيرا اما الدين فهو الدين الذي ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة عليه. وكانت توجد بعض الاخطاء من بعض الافراد فينبه على الخطأ في حين عليه الصلاة والسلام ويترك ينبه عليه في حينه الدين هو الدين الذي كان عليه الصحابة وما نشأ بعد مما لم يكن عليه الصحابة فهذا ليس من دين الله فهذا ليس من دين الله ولهذا سيأتي انكار ابن مسعود البدع التي وجدها في بعض مساجد الكوفة انكر عليهم بان هذا العمل ليس معهودا بين الصحابة فقال لهم لقد جئتم ببدعة ظلما او فقتم اصحاب محمد علما يعني بلغتم بالعلم آآ موصلا ودرجة لم يبلغها الصحابة فالدين هو ما كان عليه الصحابة. ولهذا جاءت هذه الوصية من اه من من من اه من ابن مسعود اه من حذيفة قال كل عبادة لا يتعبدها اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها يعني كل عبادة لا لا يوجد آآ عليها عمل الصحابة لا تعبدوها. وهذا فيه اشارة الى الطريقة الان بسبب كثرة المحدثات تسمع هنا وهناك ان طريقتي كذا وانا طريقتي كذا وانا طريقتي كذا من الطرق المحدثة. وتحت كل طريقة من تلك الطرق المحدثة طرق المتصوفة تحت كل طريقة منها ركام هائل من البدع وزخما كبير من الضلالات لا حد لها ولا عد. وكل مفتخر بطريقته وكل من تسلب الى الى طريقته. بما فيها من ذاك الركام الكبير من الضلالات البدع بدءا من بدءا من الشرك وانتهاء الى انواع كثيرة من الخرافات التي ما انزل الله بها من سلطان فالطريقة هي طريقة الصحابة الطريقة هي طريقة الصحابة ما الطريقة التي ينبغي ان يكون عليها المسلم؟ قال كل عبادة لا يتعبدها اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها اي لتكون لتكونوا لتكون طريقتكم طريقتهم. ومسلكهم ومسلككم مسلكهم ولم يرظى هذا اقوام ولهذا بعضهم يقسم اه امره في الاعتقاد يعتقد عقيدة احد مؤسسي البدع وفي العمل يذهب مذهب بعض اهل الخرافة والضلال وهو في بعد تام عن هدي الصحابة الكرام رظي الله عنهم وارظاهم فهذه وصية عظيمة اوصى بها حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه قال كل عبادة لا يتعبدها اصل اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها. كل عبادة لا يتعبدها آآ اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها هذه قاعدة قاعدة عظيمة في في في هذا الباب يعني كل عبادة لم يكن لها وجود في زمن الصحابة لا تعبدوها ولهذا وجدنا اهل العلم لما انكروا بدعة المولد ماذا قالوا في الانكار؟ طرحوا سؤالا لم يجب عنه اصحاب المولد قالوا لهم هل انتم احرص على الدين واحرص على النبي صلى الله عليه وسلم وابلغ في حبه من الصحابة هل انتم افضل في محبة النبي صلى الله عليه وسلم من ابي بكر ومن عمر ومن عثمان ومن علي هل درجة المحبة التي عندكم ابلغ من درجة هؤلاء واكبر؟ الجواب ماذا لا ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة مع شدة حرصهم وعظيم حبهم للنبي عليه الصلاة والسلام ما منهم واحد ماذا احتفل لم يحتفلوا لا بمولد ولا برجبية ولا شعبانية ولا ولا الى غيره ما وجدت هذي وجدت من بعد في القرن الثالث فكل عبادة لم يتعبدها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها. اذا جاءك شخص وقال هذا من باب كذا ومن باب كذا وهذا امر حسن وهذا امر عظيم قل له قال ابن عمر رظي الله عنه كل بدعة ظلالة وان رأها الناس حسنة والهدي القويم والصراط المستقيم هو ما كان عليه الصحابة يقول من من يحيون المولد يقول نظهر حب نبينا عليه الصلاة والسلام هلا ند هذا الاظهار عن ابي بكر وعمر وهم احرق منك وغاب عنهم هل هو خير حجبها الله عز وجل عن الصحابة وادخره لك لو كان خيرا لسبقوا اليه ولهذا قال الله سبحانه وتعالى ممتدحا ومثنيا قال والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان هؤلاء هم اهل الثناء والذين اتبعوهم باحسان. اما الذين احدثوا هذولا هؤلاء شأنهم اخر. ليسوا من اهل هذا الثناء والذين اتبعوهم باحسان وهذا يؤكد لنا وصية حذيفة هذه والذين اتبعوهم باحسان يعني اتبعوا السابقين الاولين من المهاجرين والانصار اما شخص لا لا يقنع بطريقتهم ولا يرظى سلوكهم ويخترع وينسئ ويحدث ويعمل اعمالا ليست من هديهم ولا من طريقتهم فهذا خاسر والربح انما يكون باتباعهم باحسان قال والذين اتبعوهم باحسان هذا معنى قول حذيفة كل عبادة لا يتعبدها اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها فان الاول لم يدع للاخر مقالا وهذا حق فان الاول لم يدع للاخر مقالا هل ترك لنا شيء من من الحق والهدى لم يبين في الصدر الاول ولم يتبين في الزمن الاول لم يدع لقائل مقالة. ولهذا كل مقال لا يكون قائما على الكتاب والسنة ليس منطلقا من الكتاب والسنة ليس مؤسسا على الكتاب والسنة فهو ظلال لا مانع ان يتحدث العالم على ضوء الكتاب والسنة موضحا ومبينا موظحا المعاني مبينا الدلالات رابطا بين النصوص متكلما في هذا الباب بعلم وفهم واصل ودراية من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام لا مانع من ذلك اما ان يترك الكتاب والسنة ثم يتكلم الانسان في باب العبادات من خلال الذوق او يتكلم في باب العبادات من خلال التصور او من خلال الفكر او من خلال الرأي او من خلال نظريات العقلية او من خلال التجارب او من خلال الى اخره هذا كله ظلال فان الاول لم يدع للاخر مقالا وكل مقال لم يؤسس على ما كان عليه الاول ولا ولم يبنى على ما كان عليه الرعيل الاول فهو ضلال هذا معنى قوله فانه فانه فان الاول لم يدع للاخر مقالا فاتقوا الله يا معشر القراء. فاتقوا الله يا معشر القراء. والقراء عندما تطلق في هذا الزمان لا يراد به بها حفظة حروف في القرآن لا يراد به حفظة حروف القرآن ومن يجودونه ويحسنون مخارجه ليس هذا هو المراد المراد بالقراء العلماء الذين جمعوا في قراءة القرآن بين العلم والعمل لان الجادة التي كان عليها الصحابة يتعلم القرآن الجمع بين العلم والفهم والعمل وبعضهم يمكث في سورة البقرة سبع سنوات والان في في زماننا يعني في ستة شهور لتعقد منافسات ويحفظ القرآن. ليحفظ القرآن فيه ستة شهور ما الذي يحفظ في ستة شهور حروف القرآن حروف القرآن تحفظ في ستة شهور. ابن عمر مكث في سورة البقرة سبع سنوات. لماذا؟ حفظ وفهم وتدبر وعمل جمعوا بين بين العلم والعمل فالقراء المراد بهم المراد بهم من من اعتنوا بالقرآن علما وعملا وقد ذم النبي عليه الصلاة والسلام من كان حظه من القرآن آآ مجرد القراءة دون عناية بفهم القرآن ودون عناية بالعمل بالقرآن. بل ذكر عليه الصلاة والسلام من حال الخوارج انهم يقرأون القرآن قراءة يحقر الصحابة قراءتهم مع قراءتهم. ويصلون صلاة يحقر الصحابة صلاتهم مع صلاتهم ووصفهم مع ذلك كله بقوله يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيه يقرأون القرآن ما يجاوز ترقية يعني ما يتعدى حظه من القرآن الحنجرة. ما معنى الحنجرة؟ يعني صوت جميل رائع. مخارج جميلة. اه قراءة حسنة عظيمة ما يجاوز هذا الحد حظهم القرآن الصوت الذي يخرج من الحنجرة هذا معنى قوله لا يجاوز ترافيهم يعني لا يتجاوز حظه من القرآن الحنجرة التي يخرج منها. فاذا قرأ قيل ما اجمل صوته. ما احسن صوته اما فهم القرآن والعمل بالقرآن والعناية هذا شأن امر اخر فقال اتقوا الله والقراء يخصون بالوصية بالتقوى لانهم اصلحوا بذلك موضع قدوة للناس فاذا كان من قرأ القرآن وحفظه مضيعا مضيعا مقصرا متهاونا مفرطا فكيف بمن؟ بمن سواك واذا كانت قراءة القرآن هي مجرد منافسة في باب حفظ القرآن فقط دون فهم ودون عمل فهذا فيه خطر على على الناس قد جاء عن الحسن البصري رحمه الله في زمانه انه ذكر جماعة من القراء في زمانه قال يقول الواحد منهم قرأت القرآن كله ولم اسقط منه حرفا قرأت القرآن كله ولم اسقط منه حرفا يعني انني قرأت من اوله الى اخره بدون لحن بدون اي خطأ لا في المخارج ولا في المدود ولا الى اخره. وقد اسقطه والله كله. وقد اسقطه والله كله لا يرى عليه القرآن لا في خلق ولا في عمل. يعني ان نظرت الى اخلاقه لا تجد فيه الاخلاق الموجودة في القرآن. واذا نظرت الى اعماله لا ترى فيه الاعمال التي يدعو اليها القرآن لا يرى عليه القرآن في خلق ولا عمل ثم قال رحمه الله ما هؤلاء بالقراء؟ قال ما هؤلاء القراء من هم القراء؟ قال ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعه. واذا كانت القراء مثل هؤلاء لاكثروا ترى الله في الناس مثل هؤلاء هكذا قال هذا في زمن الحسن البصري زمن التابعين زمن التابعين فالقراء هم اهل العلم بالقرآن والعمل بالقرآن ومجاهدة النفس على القيام بما جاء في القرآن والان تجد في في زماننا من يشتهر بقراءة القرآن بصوته الجميل ثم اذا رأيت اعماله تصدم والله فبعضهم يعني يكون سمعت صوته في القرآن وقتا واثرت فيك قراءة الجمال صوته ثم اذا رأيت اعماله تصدم يعني تجد معاصي معروفة ومتكررة وبينة في الكتاب والسنة ما يبالي بها. تجد فيهم من هو حليق وتجد فيهم من هو مدخن وتجد فيه من هو مثمن ثيابه تجد فيهم من هو اعظم من ذلك متهاون في صلاته ينام عن صلاة الفجر وينام وينام الى اخره. بل وجد في فترة ماظية احد مشاهير القراء افتتح اغنية لاحدى المغنيات الكبار بايات جاء وقرأها بين يدي الاغنية يا سبحان الله اي اي حال هذه؟ واي امر هذا؟ وعبارة الحسن التي قالها في زمانها خفيفة في مثل هؤلاء وبعضهم اخذ ايضا يطوع القرآن وصوته بالقرآن الى ايقاعات معينة. الى ايقاعات معينة تعرف عند اهل الموسيقى وذهب بالقرآن مذهبا اخر هذا كله عبث هذا وكله من عدم معرفة قدر القرآن ومكانة القرآن تنزه كلام الله سبحانه وتعالى وقد قال احد اهل العلم قديما من اراد ان يعرف الفرق بين كلام الله وكلام البشر فهو كالفرق بين الله وبين خلقه. هذا كلام رب العالمين سبحانه وتعالى فاوصى هذه الوصية العظيمة حذيفة قال فاتقوا الله يا معشر القراء خصهم بالوصية مع ان التقوى يوصى بها الجميع لان القراء في موضع القدوة. ارأيتم الان لما ينظر الناس الى احد آآ المشاهير الذين عرفوا بالصوت الجميل وتأثر بصوته وقراءته ثم لما رأى عمله ماذا سيقول من رآه؟ يقول اذا كان هذا هذا بهذه الصفة فانا من باب اولى فكم يكون على ايديهم من خطر على اعمال الناس وعلى على سلوكهم والقرآن كما قال الحسن انزل ليعمل به. قال القرآن انزل ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا. واذا اذا اردت ان تعرف معنى قوله انزل ليعمل به اقرأ حديث عائشة لما سئلت عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام قالت كان خلقه القرآن كان خلق القرآن. ونسأل الله عز وجل ان ان يهدينا اليه صراطا وان يصلح احوالنا وان يمن علينا بهداه وان يبلغنا رضاه. وان يهدينا سواء السبيل خذوا طريقة قال فاتقوا الله يا معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم. خذوا طريق من كان قبلكم يعني يا معشر القراء اذا اردتم النهج السديد والمسلك القويم فخذوا طريق من كان قبلكم. ما معنى ذلك؟ يعني انظروا في طريقة الصحابة رضي الله عنهم في طريقة الصحابة ولهذا من الحسنات الطيبة والجميلة ان مدارس القرآن ومدارس التحفيظ تسمى باسماء مشاهير القراء من الصحابة يسمى هذه دعوة للطلاب ان ينظروا الى الى هؤلاء القدوات. من من الصحابة الاعلام قراء القرآن حفظة كتاب الله الذي اذ جمعوا بين العلم والعمل وهذا فيه تنبيه من حذيفة الى ان من اكرمه الله عز وجل بالقرآن وقراءته لحفظه عليه ان يأخذ بطريقة الصحابة وينظر في هدي الصحابة ونهج الصحابة مع كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين هذا السائل يقول هل يمكن صيام التتابع لمن كانت شهوته مرتفعة؟ صيام التتابع بمعنى انه يصوم كل الايام لا يجوز وانما يعني خير خير الصيام في مثل هذه الحال صيام داوود يعني يصوم يوما ويفطر يوما نعم هذا السائل يقول اذا ذهبت الى اداء عمرة هل يمكن ان اقوم بعمل عدد من العمرات لوالدي وبعض الاقارب في سفرة واحدة يمكن لك ذلك اذا تعدد السفرات. السفرة الواحدة تؤدي فيها عمرة واحدة. واذا تهيأ لك سفر اخر تعتمر مرة اخرى واذا كان عندك سعة في الوقت تبقى في مكة تطوف. ما تيسر لك من من الاسواق تطوف تبعا وتصلي ركعتين وتطوف سبعا وتصلي ركعتين ما تيسر لك من ذلك وكما قال اهل العلم لا تخرج من مكة نمرا وانما تدخلها معتمرا اذا اذا تهيأ لك سفر اخر اما ما دمت في مكة تبقى فيها تصلي وتذكر الله وتقرأ وتطوف وتعبد الله عز وجل وتدعو لنفسك والمسلمين ولا تخرج منها. الا اذا انتهت حاجتك واذا رغبت في عمرة اخرى فتكون العمرة في سفرة اخرى. نعم. احسن الله اليكم هذا السائل يقول كيف نوفق بين حديث اسمع اطع وان اخذ ما لك وظرب ظهرك وحديث من قتل دون ما له فهو شهيد. لا تعارض بين الحديثين لان الحديث الاول يختص بولي الامر والحديث الثاني يتعلق بغير ولي الامر بعامة الناس. اذا اخذ ولي الامر ما لك لا تقاتل. وانما تترك الامر بدون مقاتلة. اما اذا كان شخص اخر قاتله دون مالك اذا اذا اعتدى على ما لك شخص اخر تقاتله دون مالك اما ولي الامر فامره اخر لان النبي عليه الصلاة والسلام لاحظ هنا مصلحة اجتماع المسلمين والتئام كلمتهم وظياع مال شخص في الدنيا لا يكون ضياعا لماله في الاخرى. ولكن يبقى تبقى المحافظة على كلمة المسلمين واجتماع امرهم. فالشاهد ان الحديث الاول يختص بولي الامر والحديث الثاني يتعلق بعموم الناس ولا تعارض بينهما والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد