بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم وانا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. قال الامام رحمه الله تعالى محمد بن عبدالوهاب الامام الاواب وغفر له والسامعين قال تحت باب التحذير من البدع. قال وقال الدارمي قال اخبرنا الحكم ابن المبارك قال انبأنا عمر ابن يحيى قال سمعت ابي يحدث عن ابيه قال كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قبل صلاة الغداة فاذا خرج مشينا معه الى المسجد فجاءنا ابو موسى الاشعري رضي الله عنه فقال اخرج اليكم ابو عبد الرحمن؟ اخرج اليكم ابو عبدالرحمن بعد؟ قلنا لا. فجلس معنا حتى خرج فلما ما خرج قمنا اليه جميعا فقال له ابو موسى يا ابا عبدالرحمن اني رأيت انفا في المسجد امرا انكرته ولم ارى الحمد لله الا خيرا. قال فما هو؟ فقال ان عشت فستراه. قال رأيت في المسجد قوما حلاقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة الرجل وفي ايديهم حصى فيقول كبروا مئة فيكبرون مئة فيقول هللوا مئة فيهللون مئة فيقول سبحوا مئة فيسبحون مئة. قال فماذا قلت لهم؟ قال ما قلت لهم شيئا. ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك او انتظار امرك فقال قال ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك او انتظار امرك قال افلا امرتهم ان يعدوا وضمنت لهم الا يضيع من حسناتهم شيء. ثم مضى ومضينا معه. ثم مضى ومضينا معه حتى اذا حتى اتى حلقة حتى اتى حلقة من تلك الحلق. فوقف عليهم فقال ما هذا الذي اراكم تصنعون؟ قالوا يا ابا عبد حصن نعد به التكبير والتهليل والتسبيح قال فعدوا سيئاتكم فانا ظامن الا يظيع من حسناتكم شيء يا امة محمد ما اسرع هلكتكم! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وعلى اله وسلم متوافرون. وهذه ثيابه لم تبلى وانيته لم تكسر والذي نفسي بيده والذي نفسي بيده انكم لعلى ملة هي اهدى من ملة محمد او مفتتحوا باب ضلالة قالوا والله يا ابا عبدالرحمن ما اردنا الا الخير قال وكم من مريد للخير لم يصبه ان الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم حدثنا ان قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم وايم الله ما ادري لعل اكثرهم منكم ثم تولى عنهم فقال عمرو بن سلمة قال فقال عمرو بن سلمة رضي الله عنه رأينا عامة اولئك الحلق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج والله المستعان وعليه التكلان وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الامام شيخ الاسلام محمد عبد الوهاب رحمه الله في خاتمة كتابه هذا العظيم فضل الاسلام تحت باب التحذير من البدع قال الدارمي اي الامام المعروف صاحب كتاب السنن وهذا الاثر ساقه الامام الدارمي رحمه الله في سننه بسند ثابت عن رسول الله صلى الله الله عليه وسلم وفيه قول النبي عليه الصلاة والسلام عن الخوارج ان قوما يقرأون القرآن ان لا يجاوزوا تراقيهم. هو حديث متواتر عن النبي عليه الصلاة والسلام رواه عنه. جمع من اصحابه رضي الله عنهم اجمعين. والمصنف رحمه الله سبق ان ساق هذا الحديث بلفظ اخر في موظع من كتابه فظل الاسلام لكنه اعاد هذا الحديث هنا للقصة. قصة ابن مسعود رضي الله عنه مع اصحاب تلك كالحلق المحدثة في دين الله تبارك وتعالى. لينبه المصنف رحمه الله ذلك الى خطورة البدع حتى وان صغرت البدعة في عين الانسان فالبدعة ايا كانت خطيرة والبدعة الصغيرة تولد البدع الكبار كما حصل هذه الحلق الذين لما رآهم ابن مسعود رضي الله عنه على تلك الحال اورد حديث النبي صلى الله عليه وسلم في ذم الخوارج والتحذير منهم ثم قال وايم الله ما ادري لعل اكثرهم منكم مشيرا بذلك رضي الله عنه الى خطورة خطورة ان يفتح انسان على نفسه باب الحدث في دين الله واتباع الهوى ولو كان في امر صغير في عينه لانه اذا فتح الباب دخل الانسان والبدعة كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اول ما تبدأ تكون شبرا ثم تكون ذراعا ثم تمتد الى ما شاء الله. فلا يفتح المرء العاقل لنفسه البدايات لانه اذا فتح لنفسه بدايات البدع جرته الى بدع اخرى فالبدعة تولد البدعة كما ان السنة تنادي اختها. اذا عمل المرء بالسنة وحافظ عليها نادت السنة السنن الاخرى واصبح يرغب في السنن. بينما اذا فتح على نفسه باب الهوى وباب البدعة فالبدعة تجر الى البدعة وتدفع صاحبها الى الى الى بدع اخرى والبدع صغار تولد بدعا كبارا. وينفتح على على الانسان الباب. ويصبح الى السنة من الامور الصعبة. وهذا معنى الحديث المتقدم ان الله احتجر التوبة على صاحب البدعة حتى يدع بدعته. ولهذا ايضا كانت البدعة احب الى الشيطان من المعصية لان البدعة صغرت او كبرت يفعلها من يفعلها تدينا. وتقربا واعتقادا غدا لصحتها فالشاهد المصنف رحمه الله اعاد حديث الخوارج او ذم الخوارج هنا مع انه سبق ان اورده من اجل هذه القصة العظيمة قصة ابن مسعود رضي الله عنه مع اصحاب تلك الحلق. الذين اجتمعوا في المسجد واجتمعوا لاجل ذكر الله. والذكر الذي كانوا يذكرون الله به هو الكلمات التي يحب يحبها الله سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وهذا احب الكلام الى الله. ولكن كانت صفة ليست صفة معهودة ولا معروفة من سنة النبي عليه الصلاة والسلام بل صفة محدثة ان يجتمع جماعة ويتحلقون ويقوم عليهم رجل ويضعون بين ايديهم حصى ثم يقول سبحوا مئة فيبدأ الجميع جماعة يعدون الحصى مئة تسبيحة فاذا انتهوا قال هللوا مئة وهكذا. فهؤلاء الذي جمعهم هو ذكر الله. ارادوا ذكر الله تبارك وتعالى ارادوا خيرا لكن النهج الذي سلكوه في ارادة الخير ليس نهجا مشروعا وليست جادة اه مسلوكة في سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ساق المصنف رحمه الله هنا ما رواه الدارمي عن عمرو ابن يحيى قال سمعت ابي يحدث عن ابيه قال كنا نجلس على باب عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قبل صلاة الغداة قبل صلاة الغداة يعني قبل صلاة الفجر يجلسون عند باب عبد الله بن مسعود العالم الفقيه الامام من علماء الصحابة وفقهاء وفقهائهم فكانوا يجلسون عند بابه اي ينتظرون خروجه الى المسجد والقصد من هذا جلوس الاستفادة من الوقت الذي يكون بين المسجد والبيت في سؤاله للتفقه عليه واخذ العلم عنه وهذا يدل على امرين في حق هؤلاء الامر الاول الحرص الشديد على العلم وتحصيله والمكابدة والصبر على ذلك وهذا واضح جدا يأتون قبل صلاة الفجر ويجلسون عند بابه ينتظرون ان يخرج لصلاة الفجر ليمشوا معه اذا خرج فيستفيد علما او يستفسر عن حكم او يستفتوا في امر او نحو ذلك هذا امر واضح في جلوس هؤلاء الصحابة هؤلاء الافاضل عند بيته. والامر الثاني المستفاد من جلوسهم ادبهم في في العلم وتحصيله. وادبهم في صحبة اه العلماء وهذا ايضا واظح يعني ينتظر آآ خروجه ويبكر الى مجلس العلم او الى مكان العالم ويصحب العالم بادب ويسأله بادب ويستفيد من من علمه فهذه صفات كانوا عليها وكل ما عظم ادب الانسان في طلب العلم وتحصيله وادبه مع اهله وحملته عظم نصيبه وحظه منه واذا فقد طالب العلم الادب مع كتاب العلم ومع حملة العلم ضعف حظه من العلم ونصيبه منه. فهذا فيه جد الصحابة في الطلب وادبهم فيه. جد هؤلاء في الطلب فيهم من هو من الصحابة وفيهم كذلك من هو من من التابعين قال كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قبل صلاة الغداة فاذا خرج مشينا معه فاذا خرج مشينا معه الى المسجد وهذا يشير الى ان هذه عادة عادة لهم متكررة للاستفادة من ابن مسعود رضي الله عنه ومن كان عرظ له استفتاء او امر معين ايظا يتحرى هذا الوقت مثل ما حصل من ابي موسى اشعري رضي الله عنه قال فجاءنا ابو موسى الاشعري رضي الله عنه فقال اخر اليكم ابو عبد الرحمن بعد؟ قلنا لا. قلنا لا. وابو موسى الاشعري في ذاك الوقت كان امير الكوفة كان امير الكوفة. ورأى امرا منكرا فجاء الى احد كبار فقهاء الصحابة وعلماء الصحابة ليعرض عليه هذا الامر المنكر الذي رآه. ينتظر رأيه فجاء الى هؤلاء وهم جلوس عند بيت ابن مسعود رضي الله عنه وعن الصحابة اجمعين ينتظرون خروجه فقال اخرج اليكم بعد؟ قالوا لا. فجلس معهم. فجلس معهم ينتظر خروج ابن مسعود فجلس معنا حتى خرج فلما خرج فلما خرج قمنا اليه جميعا. فقال له ابو موسى يا ابا عبدالرحمن اني رأيت انفا في المسجد امرا انكرته. ولم ار والحمد لله الا خيرا انظر عرظ ابن آآ عرظ بموسى الاشعري رظي الله عنه للامر الذي رآه وادبه ايظا مع ابن مسعود يا ابا عبد الرحمن اني رأيت اليوم امرا انكرته. لاحظ تعبيره بانكرته. ولم يقل اني رأيت امرا منكرا جزما منه بان الامر منكر. وانما قال انكرته يعني رأيت او ظهر لي او تبين لي ان انه منكر. انكرته. ولم ارى الا خيرا. يعني الشيء الذي انكرته هو في في ظاهره خير. ذكر لله تبارك وتعالى وتسبيح وتحميد وتهليل. ولم ارى الا الا خيرا فقال فما هو؟ يعني ما هو هذا الامر الذي رأيته وانكرته؟ قال قلت قال فما هو؟ فقال ان عشت فستراه. يعني ان كتب الله عز وجل لك حياة فستر هذا الامر. ولعله هنا يرد قول الناظم الله اخر موتتي فتأخرت حتى رأيت من الزمان عجائبا. فيقول انت ان كتب الله لك كحياة فسترى هذا الامر الذي انكرته وستقف عليه في المسجد كما وقفت عليه وقول ابو موسى هنا ستراه يدل على ان هذا الامر اصبح متكررا في بس بحيث انه جزم بانه سيراه لانه امر متكرر. قال رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة الرجل وفي ايديهم حصى فيقول كبروا مئة فيكبرون. فيكبرون مئة فيقول هللوا مئة فيههللون مئة فيقول سبحوا مئة فيسبحون مئة. انظر جوانب هنا جعلت ابا موسى الاشعري يقول ولم ارى الا خيرا. الجلوس في المسجد هذا امر انتظار الصلاة هذا امر اخر ذكر لله تبارك وتعالى بالفاظ شرعها بل يحبها سبحانه. بل هي احب الكلام اليه. كما قال عليه الصلاة والسلام احب والكلام الى الله سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. قال عليه الصلاة والسلام لان اقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر احب الي مما طلعت عليه الشمس وفي هؤلاء الكلمات ورد احاديث كثيرة تدل على عظم فظلها ورفعة مكانتها ايضا بثوابه عند الله فهم في المسجد وفي انتظار الصلاة وفي ذكر لله تبارك وتعالى بالفاظ يحبها الله عز وجل بل هي احب الكلام اليه سبحانه وتعالى ولكن طريقة الذكر والصفة التي اجتمعوا عليها بحيث يقوم عليهم رجل وبحيث ايضا يأتون بهذه الاذكار جماعة بصوت واحد وايضا استخدام الحصى للعد كلما فرغوا من مئة عدوا مئة اخرى بالحصى هذي امور لما تكن موجودة بين الصحابة. واخذ يمارسها هؤلاء في المسجد الصحابة متوافرون والصحابة متوافرون. ابن مسعود كانت وفاته في سنة اثنين وثلاثين. كان وفاته في سنة اثنين وثلاثين كان اكثر او كثير من اعيان الصحابة موجودون في ذاك الوقت. كان كان اكثر اعيان الصحابة موجودون في ذلك الوقت. وعدد من المبشرين بالجنة كانوا موجودين في ذلك الوقت وعدد من فقهاء فقهاء الصحابة كانوا موجودين ومع ذلك انشغل هؤلاء بهذا الامر الذي لا اصل له بهذه الصفة في دين الله تبارك وتعالى. والذي دفعهم اليه هو حب الخير. حب الخير والرغبة في الخير. ولكن بدون رجوع الى آآ اهل العلم وحملته وبدون فقه وبصيرة في دين الله تبارك وتعالى ايضا لاحظ هنا انها حلق وليست حلقة وحلقة واحدة. يعني حلق عدة حلق وهذا يدل ان آآ البدع دعاه تجر الى البدعة. وفتح الباب على الناس في البدعة يجعل الجهال وما من لا علم لهم بدين الله تبارك وتعالى يدخلون في البدعة وينغمسون فيها. وهذا امر معروف. من حيث الواقع. ان الناس كثير منهم يوجد عنده رغبة في الخير يوجد عنده رغبة في الخير و اي امر يذكر له انه خير؟ ينشره ويعمل به دون تمحيص. ولعلكم تلاحظون ان يكثر في زماننا اما اوراق مكتوبة او عبر رسائل الجوال. يذكر اعمال ويذكر ترغيب فيها والعمل لا اصل له والترغيب لا اصل له ولا دليل عليه وتجد الناس ينشرونها واذا قيل لاحدهم هذا لا اصل له قال والله ما اردنا الا الخير ودنا ان تنتشر الاعمال الصالحة ودنا ينتشر الخير بين الناس ما اردنا الا الخير. فكثير من الناس رغبته الشديدة في خير وفي الوقت نفسه قلة بصيرته وعلمه بالدين تجعله اما يمارس البدعة او يدعو الى البدعة او يكون من انصار البدعة وينفتح عليه باب الاحداث والابتداع في دين الله تبارك وتعالى اتباع الاهواء فهي ليست حلقة واحدة وانما عدة حلق في المسجد. لكنها يقينا بدأت لماذا؟ بواحدة بدأت بحلقة واحدة. وهذه الحلقة وعليهم رجل سبح مئة يدخل الناس المسجد ويرون جماعة ويسبحون ويهنئ ويهللون ويكون الناس لا علم لهم يقولون لماذا لا نكون مثل هؤلاء؟ اهل الجد والاجتهاد في الذكر. والمواظبة على ذكر الله ليسوا غافلين لماذا لا نفعل مثلهم؟ فتبدأ حلقة ثانية والحلقة الثانية تنادي الحلقة الثالثة والثالثة تنادي الرابعة وهكذا فنسوء الفرق والبدع والجماعات هذي بداياتها. حتى الان الفرق المحدثة تنسى فرقة ثم يعجب بها افراد من الناس جهلة بدين الله. فايضا يختطون لانفسهم فرقة اخرى فتكثر الضلالات والاهواء في الناس ويذهب عنهم العلم والدراية بسنة النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن مسعود فماذا قلت لهم؟ يعني لما رأيتهم على هذه الحال ماذا قلت لهم؟ قال ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك او انتظار امرك. يعني انتظار ما ما تأمر به او ما توجه اليه. وهذا ايضا واجب الناس مع اهل العلم والفقهاء ابو موسى الاشعري عنده علم وعنده فقه ولكن ابن مسعود رضي الله عنه منزلته في الفقه ومكانته فيه معروفة. ولهذا لم بانكاره هو لذلك وانكاره لذلك كان عن فقه ولكنه دون اه فقه ابن مسعود رضي الله عنه او دون مكانة مسعود رضي الله عنه في الفقه. فانتظر حتى يلقى ابن مسعود رضي الله عنه ويعرض عليه الامر. قال انتظار رأيك وانتظار امريكا اي توجيهك في في هذا الامر. قال افلا ان يعدوا سيئاتهم وظمنت لهم الا يظيع من حسناتهم شيء افلا امرتهم ان يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم انه الا يظيع من حسناتهم شيء يعني افلا قلت لهم عدوا لان العمل الذي يقومون به عملا غير مشروع حتى وان كانوا يسبحون ويهللون ويحمدون العمل الذي يقومون به غير مشروع في دين الله والله سبحانه وتعالى لا يقبل العمل الا اذا كان مشروعا مأمورا به امر استحباب او امر ايجاب التقرب الى الله تبارك وتعالى بالعمل آآ الغير مشروع هذا من من من موجبات العمل وعدم قبوله كما قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه ولهذا قال افلا امرتهم ان يعدوا سيئاتهم؟ افلا امرتهم ان يعدوا سيئاتهم؟ فاني فاني وامن الا يظيع من حسناتهم شيء. اي نعم قال افلا امرتهم ايعدوا سيئاتهم وضمنت لهم الا يضيع من حسناتهم شيء ثم مضى يعني بعد ان قال لابي موسى هذا الكلام ثم مضى ومضينا معه حتى اتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليها. فقال ما هذا الذي اراكم تصنعون. ما هذا الذي اراكم تصنعون والاستفهام هنا استفهام انكار استفهام انكار فهو يستنكر هذا الامر الذي هم عليه. ما هذا الامر الذي انتم تصنعون؟ قالوا يا ابا عبد الرحمن حصن نعد به التكبير. قوله رضي الله عنه ما هذا الذي انتم تصنعون؟ هذا استفهام كار هو لا يسألهم هنا عن عن هذا العمل هل هل انتم تصنعون مشروع هل عندكم دليل على هذا هو لا يسألهم عن ذلك وانما ينكر ما هذا الامر الذي تصنعونه؟ وفهموا من كلامه انهم يسألهم عن صفة العمل ما صفته؟ وصفته ظاهرة له. سمع بها ورآهم عليها. ففهموا انه يسألهم عن عن صفة العمل او او طبيعة العمل الذي هم عليه فاخذوا يشرحون له عملهم قالوا حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح قالوا حصى نعد به التهليل والتسبيح والتكبير فقال فعدوا سيئاتكم فانا ضامن الا يضيع من حسناتكم شيء. عدوا سيئاتكم لان عمل هذا الذي تعملونه ليس من شرع الله ولا دليل عليه في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن يأمنه الصحابة الذين هم قدوة للناس ومر معنا ثناء الله تبارك وتعالى على اتباع الصحابة باحسان السابقون الاولون من المهاجرين والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان. والذين اتبعوهم باحسان فهذا الذي عليه هؤلاء اصحاب تلك الحلق. ليس الاتباع في شيء بل ومن الاحداث في دين الله تبارك وتعالى فلهذا قال لهم عدوا سيئاتكم لاحظ هنا ملاحظة مهمة القوم يذكرون الله وابن مسعود يقول لهم عدوا ماذا يقول عدوا سيئاتكم. اعظم من ذلك يذكرون الله تبارك وتعالى بافضل الذكر. الذي هو سبحان الله والحمد لله ولا لا اله الا الله والله اكبر وابن مسعود يقول عدوا سيئاتكم. فاذا كان ابن مسعود قال هذا الكلام في حق لمن اجتمعوا في المسجد انتظارا للصلاة. مسبحين مهللين حامدين. مكبرين وقال في حقهم هذا الكلام فكيف بمن اجتمعوا على على غير دين الله لا في الصفة ولا في الذكر ولا في الهيئة والى الى غير ذلك مثل من يجتمعون في المسجد ينشدون الاناشيد بصوت واحد اذا كان انكر ابن مسعود من يسبح ويهلل ويكبر جماعة بهذه الصفة فكيف بمن يجتمعون للاناشيد وخرافات اهل الفرق الباطلة وضلالاتهم او اذكارهم المحدثة فالامر ولا شك اعظم وافظع ويحكم يا امة محمد ويحكم يا امة محمد ما اسرع هلكتكم يعني ما اسرع سيركم الى طريق الهلكة ما اسرع ذهابكم الى طريق الهلكة. وويح هذه كلمة يؤتى بها للتقرير والزجر ونهر الانسان عن الافعال القبيحة الذميمة المنكرة ويحكم يا امة محمد ما اسرع هلكتكم يعني ما اسرع سيركم الى الهلكة. هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون يعني موجودون وهذه الكلمة قول هؤلاء الصحابة متوافرون تشير الى ان اصحاب تلك الحلق ليسوا من من الصحابة ليسوا من الصحابة وانما من المسلمين الذين هداهم الله تبارك وتعالى الى الاسلام وعرفوه من طريق الصحابة ثم اجتهدوا في فعل اعمال في الاسلام يتقربون بها الى الله لم يروا عليها الصحابة وطريق الاسلام اليه جاء من وين من طريق الصحابة الاسلام وصلهم عن طريق الصحابة فاخذوا يعملون اعمالا ليست من هدي الصحابة ولا اه من طريقتهم ولا من سبيلهم ولهذا قال صحابته متوافرون. مشيرا بذلك الى اه قاعدة عظيمة مهمة في الباب الامام مالك رحمه الله ما لم يكن دينا زمن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يكون اليوم دينا. بل قررها حذيفة كما تقدم قريبا. عندما قال كل عبادة لم يتعبدها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها. فهذا مراد ابن مسعود رضي الله عنه بقوله الصحابة منبها الى هذه القاعدة ان كل عمل يتقرب الى الله به ليس عليه عمل الصحابة وليس معروفا عند الصحابة فهو بدعة. فهو بدعة ولهذا جرت عادة اهل العلم في انكار الامور المحدثات بالتنبيه الى انها لم لم تكن موجودة عند الصحابة رضي الله عنهم. فهل يكون هذا الامر الذي يعمله هؤلاء خير حجبها الله عن الصحابة وادخره لهؤلاء هل يكون هذا خير حجبه الله عن الصحابة وحرم الصحابة منه وادخر لهؤلاء؟ قل هذه الكلمة لاصحاب الموالد واصحاب الاحتفالات. قل لهم هذا العمل الذي تمارسونه الان وتدعون انه اظهار لمحبة النبي عليه الصلاة والسلام هل هو خير ادخره الله لكم وحجب عن ابي بكر؟ وحجب عن عمر وحجب عن عثمان وحجب عن علي حجب عن هذا الصدر المبارك حرموا منه. وفزتم به حجب عنهم وادخر لكم ايمكن ذلك؟ من كان عنده ادنى تأمل وادنى فهم في في هذا الامر لابصر ما عليه هؤلاء من ضلالة مخالفة للهدي القويم والصراط المستقيم. لاننا نجزم يقينا ان هذا الامر لو كان خيرا لسبقونا اليه لو كان خيرا لسبقونا اليه لانهم السباقون ولاحظ هنا هذه اللفتة الكريمة في الاية الله عز وجل وصفهم بالسبق وجعل وجعل فرضنا في هذا الباب الاتباع والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعهم باحسان. فرضنا نحن الاتباع اتباعهم باحسان. ولهذا حظنا من الخير بحسب ماذا؟ اتباعنا لهم. اما السبق الى الخير من جميع ابوابه فهو حظهم فكل خير لم يوجد عندهم او بينهم او فيهم فليس خيرا. وليس من دين الله. لانهم السباقون لكل خير بل كل خير وصل الى الامة بعدهم وصل اليها من طريقهم هم نقلته نقلة الخيل للامة سمعوه من النبي عليه الصلاة والسلام وتحملوه بامانة وصدق وبلغوه الامة فهذا اصل في هذا الباب من فقهه سلم من البدع من روض نفسه عليه سلم من البدع. اي عبادة لم يتعبدها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها وهذا الاثر يفتح ايضا لك بابا عظيما في فهم هذا الاصل وهو ماذا؟ ان تقول اذا كان هذا الامر الذي حدث حدث في زمن الصحابة. واعيان الصحابة موجودون ومتواثرون ومع ذلك وجد. والصحابة بين ايديهم فلا ان توجد محدثات اكثر بعد زمانهم من باب احرى واولى. اذا كان وجد هذا المحدث في زمن الصحابة فلا ان توجد المحدثات بشكل اكبر واوسع في في في الازمنة التي بعدهم من باب اولى وهذا ايضا يفتح لك بابا آآ اخر في الفهم وهو الا تستصغر في عينك بدعة. فالبدعة ايا كانت عظيمة وخطيرة وتجر صاحبها الى مخاطر عظام جدا. فلا تستصغر بدعة ولا تقال لها بل اياك واياها احذرها قال صحابة نبيكم متوافرون. وهذه ثيابه اي النبي عليه الصلاة والسلام لم تبلى. وانيته لم تكسر مشيرا الى ان موته عليه الصلاة والسلام مبلغنا الدين كاملا غير منقوص اه كان عهده قريب كم بينهم وبين وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ربما لا يزيد على عشرين سنة ربما لا يزيد اذا قلنا ابن مسعود توفي في الثانية والثلاثين فيكون بينهم وبين وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حدود عشرين سنة. يعني وقت قريب ثيابه لم تبلى. انيته لم تكسر. ثم تذهب تفتتحون هذا الباب في الاحداث في الدين والصحابة لا يزالون بينكم فاذا كان هذا وجد في ذاك الوقت فما فما بالكم بالاوقات المتأخرة ثم قال والذي نفسي بيده انكم لعلى ملة هي اهدى من ملة محمد صلى الله عليه وسلم او مفتتح باب ضلالة او مفتتح باب ضلالة وجاء في في بعض الروايات لقد جئتم ببدعة ظلما او فقتم اصحاب محمد علما. لان هذا العلم الذي عندكم الذي تمارسونه لا وجود له بين الصحابة. لا وجود له بين الصحابة وهنا يقول لقد والذي نفسي بيده انكم لعلى ملة هي اهدى من ملة محمد او مفتتحوا باب ضلالة. كانه يقول لهم امام خياران ليس لهم ثالث. الخيار الاول ان انكم على ملة خير من ملة محمد عليه الصلاة والسلام وانظر هذا الكلام القوي الذي اطلقه في حق ابن مسعود مع انهم كانوا يمارسون نوعا من الذكر بصفة غير مشروعة نوعا من الذكر المشروع بصفة غير مشروعة فقال اانتم على ملة هي خير من ملة محمد صلى الله عليه وسلم. او مفتتحوا باب ضلالة او مفتتح باب ضلالة. وانظر ايضا متأملا قوله او مفتتح باب ضلالة. ففي هذا تنبيه الى ان الدخول في البدع الصغار ماذا يجر الى بدع كبار وقوله مفتتح باب ضلالة تشمل امرين تشمل مفتتح باب ضلالة على انفسكم بحيث توسعون في البدع وتكبر في فيكم البدع وهذا سيأتي شاهده من الحديث وايضا تحتمل معنى اخر افتتحوا باب ظلالة على الناس فتستمر هذه البدعة ونظائرها وامثالها وينطبق عليكم الحديث من سن في الاسلام سنة سيئة فله اجرها واجر فله وزرها ووزر من عمل بها. الى يوم القيامة لا ينقص من اوزارهم شيء وليس من شرط الانسان ان يسن السنة بقوله بل بفعله. مثل ما حصل من هؤلاء في سن هذه الطريقة في الذكر قال او مفتتحوا باب ضلالة باب ضلالة اسمع الان الى الاعتذار قالوا والله يا ابا عبد الرحمن ما اردنا الا الخير والله يا ابا عبدالرحمن ما اردنا الا الخير. يعني لم لم نرد بهذا العمل الا الخير ما اردنا شرا ما قصدنا احداثا في الدين ما قصدنا افتتاح باب ضلالة ما اردنا الا الخير وهذا لسان حال كثيرين ممن يعبدون الله تبارك وتعالى بغير بصيرة وبغير هدى من دين الله اذا سئل عن الامر الذي يعمله يقولون ما اردنا الا الخير احيانا يقولون ما اردنا الا الخير واحيانا يسمون امرا احيانا يقول ما اردنا الا الخير واحيانا يسمون امرا يدل على انهم ما ارادوا الا الخير. يعني مثلا من يقيمون الموالد يقيمونها بزعم لاظهار المحبة محبة النبي عليه الصلاة والسلام ارادوا ان يظهروا محبة هذا اظهار محبته خير خير ارادوه لكن المسلك الذي سلكوه غير مشروع ولا دليل عليه في في كتاب الله ولا في سنة نبيه عليه الصلاة والسلام ولا في عمل الصحابة الاخيار رظي الله عنهم وارظاهم ولو كان فيه خير لسبقنا اليه ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وعيان الصحابة الذين هم اشد الناس حبا للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه فقال ابن مسعود رضي الله عنه وكم من مريد للخير لن يصيبه كم من مريد للخير لن يصيبه؟ يعني كم من انسان اراد الخير ولكنه لا يصيب الخير اذا من الذي يصيب الخير اذا كان ليس كل من اراد الخير اصابه من الذي يصيب الخير؟ من وفق للسنة ولزومها والتمسك بها والعض عليها بالنواجذ والحذر من المحدثات من كان بهذه الصفة اصاب الخير اما الذي يفتح لنفسه او يفتتح لنفسه ولغيره ابواب العمل والتقرب الى الله تبارك وتعالى بغير ما ما شرع الله سبحانه وتعالى فهذا امر في غاية الخطورة قال ثم ساق ابن مسعود رضي الله عنه لهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الخوارج قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكم من مريد للخير لن يصيبه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث ان قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم انا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث عن اقوام يقرأون القرآن لا يجاوز ترقيهم. لاحظ ايراد الحديث في حديث الخوارج هنا وهو ان من يفتتح باب البدعة على الامة ليس من لازم افتتاحه باب البدعة ان يأتي بامر اه اه لا اصل له مطلقا من الدين. بل يأتي باعمال مشروعة وهي ما يسميها يأتي باعمال مشروعة ثم يضيف لها اضافات فتخرج عن ماذا؟ حيز السنة. فيأتي بعمل مشروع لكنه يضيف عليه تخرج عن حيز السنة. فهنا يأتي بالذكر ولكن يضيف له بعض الصفات بحيث يخرج به عن السنة وعن الدين عن هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام آآ اورد هذا الحديث لينبه على هذا الامر يعني ان البدعة تكون احيانا في الاتيان بالامر المشروع ثم يضاف اليه اضافة غير مشروعة. فهنا هؤلاء في بداية امرهم اتوا بالذكر واظافوا اليه ما ليس منه ثم انتقلوا الى امر اخر وهو انهم جاؤوا اه اه مسألة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واظافوا اليها ماذا يعني ارادوا انكار المنكر واضافوا اليه حمل السيف على الامة حملة حمل السيف على الامة ثم انكار المنكر الذي هو بزعم المنكر في حقيقة الامر ليس منكرا وانما هو منكر بزعمهم لانهم جهلة في دين الله فلاحظ كيف يرتقي بهم الضلال ينفصلون عن اهل العلم وعن الرجوع الى العلماء ويستقلون مع جهلهم بدين الله تبارك وتعالى ثم يحصل منهم رفع السيف بزعما منهم انهم يريدون انكار المنكر يرفعون السيف على على الامرا وعلى العلما وعلى افراد المجتمع لانهم على ظلال بزعم هؤلاء قال ان حدثنا ان قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم وايم الله؟ ما ادري لعل اكثرهم منكم يعني كأنه توسم فيهم ورأى من حالهم او علم من حال من فتح على نفسه باب الضلالة انه تجره الى ضلالات اكبر فقال رظي الله عنه لعل اكثرهم منكم ثم تولى عنهم يعني ذهب وتركهم فقال عمرو بن سلمة رضي الله عنه رأينا عامة اولئك اولئك الحلق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج رأينا عامة هؤلاء يعني جل هؤلاء ويكون معنى هذا ان بعضهم اهتدى ورجع وترك وعامتهم يقول عمر رأيناهم يطاعنوننا يوم النهروان والنهروان هي المعركة التي دارت بين علي رضي الله وعنه وبين الخوارج وقتل منهم خلقا عظيما رضي الله عنه وارضاه بعد ان اجتهد في مناصحتهم وارسل لهم ابن عباس وناظرهم ورجع منهم من رجع ثم امتنع منهم من امتنع وقاتلهم رضي الله عنه وارضاه. فيقول عمر رأينا عامة اولئك الحلق يقاتلوننا يوم النهروان مع الخوارج وهذا كما قدمت فيه فائدة عظيمة في خطورة البدع والتحذير منها من جهة ان الانسان لا ينبغي ان يتقال بدعة ببدعة ايا كانت فليحذر من البدع فالبدع تجر الى بدع والبدع الصغار تجر الى بدع كبار والامر جد خطير والواجب الانسان ان يحفظ اسلامه ومن حفظ الاسلام الحذر من البدع ومن ابواب نيل فضائل الاسلام البعد عن البدع. لان البدعة تضر بالانسان وتضر بعمله وتسبب رد العمل وعدم قبوله وعدم نيل فظائل الاسلام فتوج المصنف رحمه الله كتاب فظل الاسلام بالتحذير من البدع مع انه سبق ان عقد ابوابا متعددة في التحذير منها لكن هذا تكرار وهذه المعاودة للبيان كله تنبيه على خطورة البدع وشدة ضررها على اصحابها في البعد عن الاسلام وهديه القويم وسننه المستقيم الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم وارضاهم. ثم ختم رحمه الله كتابه بقوله والله المستعان عليه التكلان اي ان العون من الله والتوكل على الله فكأنه ينبهك هنا قائلا يا من عرفت الحق الزمه واستعن على ذلك بالله. يا من عرفت الحق الزم الحق واستعن على لزومه بالله تبارك وتعالى وتوكل عليه منبها بذلك الى قول النبي عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله ما ينفعك بسطه لك في هذا الكتيب فضل الاسلام وعرفته فاطلب من الله عز وجل العون وتوكل على الله عز وجل بحفظ هذا الامر والمحافظة عليه والثبات عليه. والله المستعان وعليه التكلان لان الامر بيده تبارك وتعالى ثم ختم بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم قائل وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبهذا انتهى هذا كتاب ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا بما علمنا وان يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا وان يغفر مؤلفه شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. وان يجزيه خير الجزاء على هذا الكتاب العظيم وعلى كتبه الاخرى العظيمة النافعة التي ترتب عليها خير عظيم ونفع عميم وفوائد جليلة لامة الاسلام فجزاه الله عن امة الاسلام خير الجزاء واوفره انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل وانبه الاخوة انني اتوقف غدا عن التدريس يوم الجمعة واعاود باذن الله عز وجل يوم السبت في رسالة قصيرة جدا ربما تأخذ منا يومين او ثلاثة للامام نفسه شيخ الاسلام محمد عبد الوهاب رحمه الله وهي الاصول الستة. رسالة بعنوان الاصول الستة. نبدأ بها بعون الله تبارك وتعالى يوم السبت القادم. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين هذي فائدة من كتاب ابن بطة. نعم. كتاب الايمان كتاب ايش؟ كتاب من ضبط الابانة الابانة نعم كتاب الايمان. نعم فائدة في مناظرة اهل البدع قال الامام ابن بطة رحمه الله تعالى معلقا على حديث من سمع منكم بخروج الدجال فلينأ عنه ما استطاع فان الرجل يأتيه يأتيه وهو يحسب انه مؤمن فما يزال به حتى يتبعه لما يرى من الشبهات قال رحمه الله تعالى هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق. فالله الله معشر المسلمين لا يحملن احدا منكم حسن ظنه بنفس وما عهده من معرفته بصحة مذهبه على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض اهل هذه الاهواء. فيقول اداخلكم اداخله لاناظره او لاستخرج منه مذهبه فانهم اشد فتنة من الدجال. وكلامهم الصق من الجرب واحرق للقلوب من اللهب ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم فجالسوهم على سبيل الانكار والرد عليهم فما زالت بهم المباسطة وخفي المكر ودقيق الكفر حتى صبو اليهم. الابانة الكبرى ابن بطة المجلد الثاني صفحة اربع مئة وسبعين ابن بطة اورد هنا حديث النبي عليه الصلاة والسلام من سمع بالدجال فلينأ عنه. وقد قال العلم ان النأي عن الدجال كما انه يتناول النهي عن عن الدجال الذي يخرج في اخر الزمان وهو من اشراط الساعة واماراتها فانه ايضا نأي عن جنس عن جنس من به دجل فيتناول رؤوس الضلال ودعاة الباطل وحملة الاهواء لان القرب منهم فيه مضرة على عقيدة الانسان او على عبادته المجالسة تورث المشاكلة. والصاحب ساحب والمرء على دين خليله كما قال عليه الصلاة والسلام فلا شك ان حذر آآ حذر الانسان من آآ من هؤلاء الذين هم اهل اهواء ودعاة للاهواء يترتب عليه العافية له في دينه وسلامة دينه له اما اذا كان يخاطر بدينه ويستمع لكل احد فهذا يجره على نفسه ابوابا كثيرة من الفساد. واشرت قريبا الى ان حال كثير من الناس مع توافر آآ وسائل الاتصال في زماننا عن طريق القنوات وعن طريق الشبكة العنكبوتية الانترنت اتاحت للكثير من الناشئة والشباب من ابناء المسلمين وبناتهم الى ما يسمى الان الانفتاح. وهو يعني السماع من كل احد. والنظر الى كل احد تجد الشاب الذي بضاعته في العلم ظحلة وضعيفة جدا يجلس امام هذه الشاشات والساعات الطوال مرة يسمع لهذا ومرة يسمع لذاك من ارباب البدع والضلال واهل الاهواء سواء في باب القدر او في باب الايمان او في باب اه مكانة الصحابة او ابواب الدين الاخرى هجمات شرسة جدا في القنوات وفي الشبكات العنكبوتية ولا يدركها كثير من الشباب. ولهذا تلوثت عقول عدد من الشباب بافكار واهواء واباطيل ولجت قلوبهم بسبب سماع سماعهم ومشاهدتهم لهؤلاء والنبي صلى الله عليه وسلم قال من سمع بالدجال فلينع عنه يعني اذا اذا سمعت بدجال فابتعد عنه لا تجالسه والان لما يأتي مثلا في في بعض القنوات من اصحاب البدع الضالة فيلغون في اعراض الصحابة ويطعنون ويخوضون فيما شجر بين الصحابة ثم تجد في ابناء المسلمين من يستمع اليهم ثم فيما بعد لا يسلم قلبه من شيء من الغل. على بعض الصحابة بسبب سماعه لهؤلاء او مثلا يأتي في ابواب اخرى من ابواب الدين فيسمع لرؤوس من البدع او بعض اهل البدع فينحرف فينحرف به طريق وتدخل على قلبه الاهواء اتان هواها قبل ان اعرف الهوى صادف قلبا خاليا فتمكنا اذا لا علم عنده ولا فقه ثم يستمع لهؤلاء فهذا في غاية الخطورة. ولهذا قوله عليه الصلاة والسلام من سمع بالدجال فلينهى عنه هذا يعطي قاعدة مثل ما نبه على ذلك ابن بطة ونبه عليه كذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقال رحمة الله عليه ان فتنة الدجال كما انها فتنة نوع فهي فتنة جنس بمعنى ان الناس يفتنون عن طريق الدجاجلة الدجاجلة الذين يقولون على الله وفي الله وفي دين الله تبارك وتعالى بغير علم وبغير هدى من الله سبحانه وتعالى وهذا ذكر فائدة يقول قال الشيخ الامام الحسن البربهاري رحمه الله تعالى في شرح السنة واعلم ان الناس لم يبتدعوا بدعة قط حتى وتركوا من السنة مثلها فاحذر المحدثات من الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة واهلها في النار واحذر المحدثات من الامور فان صغير البدع يعود حتى يصير كبيرا وكذلك كل بدعة احدثت في هذه الامة. كان اولها صغيرا يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع الخروج منها فعظمت وصارت دينا يدان بها. فخالف الصراط المستقيم فخرج من الاسلام فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من اهل زمانك خاصة فلا تعجلن ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر هل تكلم به اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم او احد من العلماء فان وجدت فيه اثرا عنهم فتمسك به ولا تجاوزه لشيء ولا تختار ولا تختار عليه شيئا فتسقط في النار. واعلم ان الخروج من الطريق على وجهين. اما احدهما اما احدهما فرجل قد زل عن الطريق وهو لا يريد الا الخير فلا يقتدى بزلته فانه هالك. واخر واخر عاند الحق وخالف من كان قبله من من المتقين فهو ضال مضل شيطان مريد في هذه الامة حقيق على من حقيق على من يعرفه ان يحذر الناس منهم ويتبين ويبين للناس قصتهم لئلا يقع احد في بدعته فيهلك واعلم وفقك الله واعلم رحمك الله انه لا يتم اسلام عبد حتى يكون متبعا مصدقا مسلما ومن زعم انه قد بقى ومن زعم انه قد بقي شيء من من امر الاسلام لم يكفناه اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد كذبهم به فرقة وطعنا عليهم. وهو مبتدع ضال مضل. محدث في الاسلام ما ليس منه. انتهى. نعم كلام عظيم هذا سائل يسأل يقول احسن الله اليكم في بلدنا اذا تأخر نزول المطر خرج الناس الى البادية يحملون راية معهم وينادون باسم رجل مجهول ويرددون كلاما ورثوه عن ابائهم. فينزل المطر في كثير في كثير من الاوقات. فما حكم هذا؟ وكيف ننكر عليهم اذا كان ينزل المطر فعلا يعني او يتكرر نزوله بعد اه ممارستهم لهذا الامر هذا نوع من الاستدراج ونستدرجهم من حيث لا يعلمون. لان هذا العمل لا اصل له. ولا دليل عليه في دين الله تبارك وتعالى بل انه قائم على المحادة لدين الله عز وجل والاستغاثة بغيره. والذي شرع لامة الاسلام عند احتباس في المطر عن وقت نزوله ان يصلوا الصلاة المشروعة ويجتمعوا لها ويتوجه فيها الى الله تبارك وتعالى بالدعاء كما دعا نبينا صلى الله عليه وسلم في في الاستسقاء اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا وآآ التوجه يكون الى الله. وهؤلاء يخرجون الى البوادي يهتفون باسم مجهول لا تدري هذا المجهول هل هو شيطان او او ماذا يكون؟ الله اعلم بحاله لكنه نداء لغير الله تبارك وتعالى فاذا كان ينزل المطر فهذا نوع من الاستدراج والا فالعمل باطل وعمل محرم وعمل منكر بل هو قائم على الاستغاثة بغير الله تبارك وتعالى وان مصادمة للتوحيد. نحن امرنا في كل وقت وحين. حتى في في وقت الاضطرار والافتقار وفي كل الاحوال اللجأ الى الله سبحانه وتعالى الذي بيده ازمة الامور. الذي ينزل الغيث سبحانه وتعالى فالشاهد ان هذا العمل قائم على المنكر وقائم على الشرك بالله تبارك وتعالى وكونه ينزل مطر في بعض المرات ليس هذا مقياسا يقاس به صحة العمل وانما يقاس يقاس العمل وبما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم واذا وزن هذا العمل بالسنة تبين انه عمل باطل بلا ريب. نعم هذا السائل يقول كيف يمكن الجمع بين اثر ابن مسعود وحديث سعد ابن ابي وقاص انه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها يديها نوى او حصى تسبح به فقال الا اخبرك بما هو ايسر عليك من هذا او افظل؟ فقال سبحان الله عدد ما خلق في السماء رواه الترمذي وقال حسن وهل يقال بذلك ان السبحة ليست بدعة وان انكار ابن مسعود انكار جملة الفعل الاثر آآ او الحديث الذي اشار اليه آآ السائل هذا محل نظر في من حيث ثبوته محل نظر من حيث ثبوته. ثم الامر مختلف بين عمل هذه المرأة وعمل هؤلاء لانها جالسة بمفردها ولعلها يعني لكبر سنها مثلا لم تتمكن من ضبط العدد بيدها فاتت بهذا حصل مجرد العد لمجرد العد تعد به التسبيحات فلمجرد العد اتت بذلك ويكون فعلها ان ثبت الحديث ان ثبت الحديث يصوغ في حق مثل ان تفعله كما قال بعض اهل العلم آآ لمجرد الاد واذا كان الانسان قادرا على العبد بيده فلا يعدل عنه لانه هو الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم اما هؤلاء فاختاروها طريقة يضعون الحصى بين ايديهم مثل ما اختار اقوام يحسنون التسبيح بايديهم يختاروا السبحة طريقة للتسبيح اختاروا الصبح طريقة للتسبيح. وارتقى الحال ببعضهم الى ان فضلوا التسبيح بها على التسبيح باليد. وارتقى ببعضهم الى امر اعظم وهو ماذا؟ ان آآ ان بعضهم قرر ان التسبيح بالسبحة بل معينة يكون في الخرزة الواحدة ما يعادل الالف تسبيحة وهذا قرروه حتى في بعض كتبهم في سبح معينة فتجد البدع يجر الى بعضا ثم ايضا انتقل بهم الحال الى امر اشد. وهو انهم استخدموا السبحة ليس لعد التسبيح وانما لممارسات اخرى مثل التبرك واذا لقي احدهم مثلا من يدعى ولايته اعطاه السبحة بيده يحركها بيده قليلا حتى تكون سبحة مباركة كلما سبح بها صاحبها ويبدأ يفتخر بسبحته يقول سبحتي لمست يد فلان ولمست يد فلان ولمست يد فلان الى غير ذلك من الخرافات والضلال التي تمارس وايضا ارتقى الامر الى الى اعظم من ذلك في غير العد واستخدامها للعد يجلس بعضهم في الصباح الباكر ومعه سبحة طويلة ربما فيها الف خرزة ويجلس وتراه يسحبها بيدها هكذا. عندما تراه تقول هذا لا يعد تسبيحا. يسحبها بيده بشكل سريع مرات كثيرا مثل الذي يغرف ماء من بئر بدلو يسحب مستمر بهذه الطريقة لفترة طويلة بعضهم يستمر ربما نص ساعة ورأيت احد الذين من من ارباب هذه الطرق ممن هداهم الله سألته عن ذلك. قال هذا كنا نسميه سحب الرزق نسميه سحب الرزق يعني في الصباح الباكر نجلس في المسجد نسحب الرزق بالسبحة. فيجلس له وقت وهو يسحب. بزعمه الرزق والبركة. هذي كلها خرافات يجر اليها فتح باب الظلالة على النفس. فلا يقارن هذا. اولا هذا محل نظر في ثبوته ثم هي جالسة وحدها وقد يكون اه عجزت عن ظبط ظبط العد بيدها للتسبيحات المشروعة مثل ثلاثة وثلاثين قد يكون بعض الكبار يأثر عليه. ان يضبطها فيحمل على هذا ان ثبت. نعم هذا السائل يقول من رد على من يقول ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يمت وانه حي ويستدلون بذلك على انه شهيد والاية بل احياء عند ربهم يرزقون. ما هي عقيدة اهل السنة والجماعة؟ سمعت في هذا المسجد آآ الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه وغفر له سئل عن هذا السؤال فقال في هذا الكرسي الذي يجلس عليه الشيخ ابو بكر الجزائري فقال معنى ذلك اذا قيل انه صلى الله عليه وسلم لم يمت فمعنى ذلك ان الصحابة دفنوا نبيهم صلى الله عليه وسلم وهو حي معنى ذلك انهم دفنوا نبيهم صلى الله عليه وسلم وهو حي. الذي يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت فمعنى ذلك ان الصحابة اخذوا نبيهم حي ودفنوه وهذا ما هو هذا من من اشنع الاعمال ورب العالمين يقول انك ميت وانهم ميتون وابو بكر رضي الله عنه لما وجدهم مختلفين بعض يقول ما مات قال من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات. ومن كان يعبد الله فان الله اي لا يموت والشواهد على ذلك لا حد لها. ثم مع انه صلى الله عليه وسلم باعتبار هذه الحياة ميت فهو في قبره حياة برزخية تختلف عن الحياة الدنيا في في صفتها وفي امورها تختلف حي في قبره حياة برزخية اكمل من حياة الشهداء اما الحياة الدنيا فانه عليه الصلاة والسلام قد مات ودفن دفن ميتا دفنه الصحابة رضي الله عنهم الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد