بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه اعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد تحدث المصنف رحمه الله عن مكانة التوحيد مبينا ان التوحيد هو الغاية من خلق الناس من خلق الثقلين الجن والانس وانه الغاية من بعثة الرسل وانه اعظم الوصايا وهو حق الله تبارك وتعالى على عباده وهو في ذلك يبين مكانة التوحيد العظيمة ومنزلته الرفيعة. وعلى كل ذلك ذكر ما تيسر من الدلائل من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. ثم عقد رحمه الله ترجمة جديدة في بيان فظل التوحيد. وما يترتب عليه من الاثار العظيمة والثمار المتعددة. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. قال الامام الاواب شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الله تعالى باب فضل التوحيد وما يكفره من الذنوب وقول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ما لهم بظلم اولئك لهم الامن. اولئك لهم الامن وهم مهتدون. الاية قال رحمه الله باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب هذه الترجمة معقودة لبيان فضائل توحيد وان التوحيد له فضائل لا حد لها ولا عد ولا احصاء لها ولا حصى. وقوله رحمه الله فضل التوحيد فضل مفرد مضاف والقاعدة انه يعم فيكون المراد بقوله فظل التوحيد اي فظائل التوحيد. فالتوحيد له فظائل وكثيرة ومتنوعة وهو في هذه الترجمة ينبه على بعضها وشيء منها وقوله وما يكفر من الذنوب هذا معطوف على قوله فضل ومن باب عطف الخاص على العام. فالتوحيد له فضائل عديدة من جملتها تكفيره للذنوب. وما في قوله وما يكفر يحتمل ان تكون موصولة. بمعنى الذي اي فظل التوحيد والذي يكثره من الذنوب. ويحتمل ان تكون مصدرية وهو الاظهر والاقوى. فيكون المعنى فضل التوحيد وتكفيره للذنوب. وهذا اولى. لان الاحتمال الاول قد يفهم منه ان بعض الذنوب لا يكفرها التوحيد وليس هذا بمراد قال رحمه الله باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب وقول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. هذه الاية دلت على فظيلتين للتوحيد وثمرتين عظيمتين تجنى من قيام او العبد من قيامه بالتوحيد وتحقيقه له. وهما نعمة الامن ونعمة الاهتداء كما قال عز وجل اولئك لهم الامن وهم مهتدون. واتاني ثمرتان وفضيلتان مترتبتان على القيام بالتوحيد وتحقيقه قال الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم. امنوا اي بالله جل وعلا ربا خالقا رازقا منعما متصرفا مدبرا امنوا بالله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العظيمة. وامنوا بالله جل وعلا معبودا بحق ولا معبود بحق سواه. فافردوه بالطاعة. وخصوه وحده سبحانه وتعالى بالعبادة دون شريك امنوا بالله والذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم ولم يلبسوا ايمانهم بظلم. واللبس الخلط. ومعنى لم يلبسوا اي لم يخلطوا. فدينهم وايمانهم صافي. لم يخلق بظلم لم يمزج بظلم بل هو صافي ايمان صافي ايمان نقي لم يمزج به ما يفسده. ولم يخلط به ما يفسده بل هو على صفائه ونقائه وبهائه وحسنه. الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم والمراد بالظلم هنا الشرك بالله عز وجل الذي هو اظلم الظلم وافظعه واشنعه والظلم يأتي في القرآن تارة يراد به بالله عز وجل كما في قوله والكافرون هم الظالمون ويأتي ويراد به ظلم العبد لنفسه بالمعاصي والذنوب ويأتي يراد به ظلم العبد لغيره. باخذ مال او الاعتداء على عرض او غيبة او نميمة او غير ذلك. فالظلم ثلاثة انواع ولهذا جاء في حديث ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام ان الظلم يوم القيامة ثلاثة دواوين. ظلم لا يغفره الله وظلم لا يتركه الله وظلم لا يعبأ الله به. وبين ذلك عليه الصلاة والسلام. قال اما الظلم الذي لا يغفره الله فهو الشرك بالله عز وهذا دل عليه القرآن. في غير موضع منها قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. واما الظلم الذي لا يتركه الله فهو ظلم العباد. بعضهم لبعض. حتى يقتص للمظلوم من ظالمه. واما الظلم الذي لا يعبأ الله به فهو ظلم العبد لنفسه فيما دون الشرك. وفيما دون الكفر بالله عز وجل. فهذه انواع الظلم. وهي انواع ثلاثة ظلم بمعنى الشرك وظلم بمعنى ظلم النفس بفعل المعاصي التي دون الشرك وظلم بمعنى ظلم العبد لغيره باعتدائه عليه على ماله او عرظه او او نفسه او غير ذلك فدواوين الظلم ثلاثة. قوله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم الظلم هنا من اي هذه الانواع؟ لما نزلت هذه الاية كما جاء في المسند وغيره لما نزلت هذه الاية ظن الصحابة رظي الله عنهم ان المراد بالظلم هنا ظلم العبد لنفسه بالمعصية. فشق الامر عليهم ظنوا ان المراد ظلم العبد لنفسه بالمعصية وبالذنب فشق الامر عليهم واتوا الى النبي عليه الصلاة والسلام وقالوا يا رسول الله اينا لم يظلم نفسه؟ اينا لم يظلم نفسه يعني ما منا الا ويقع في ظلم لنفسه كل بني ادم خطاء فما منا الا ويقع في ظلم لنفسه بمعصية او همه او زلة او خطأ فشق الامر عليهم لان ترتب على عدم ظلمه لنفسه كما فهموا من الاية ان كون له الامن والاهتداء التام. بينما اذا ظلم نفسه لا يكون له هذه الثمرة. فشق الامر وعليهم وقالوا يا رسول الله اينا لم يظلم نفسه؟ اينا لم يظلم نفسه؟ قال عليه الصلاة والسلام ليس ذاك اما قرأتم قول العبد الصالح؟ يعني لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم. ان الشرك لظلم عظيم. ففسر عليه الصلاة والسلام الظلمة هنا في قوله الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم فسره عليه الصلاة والسلام بالظلم الذي هو الشرك بالله. فمن امن اي وحد الله واخلص توحيده لله واخلص ايمانه لله ولم يخلط توحيده بشرك له الامن وله الاهتداء له الامن وله الاهتداء فهذا هو معنى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. اي وحدوا الله جل وعلا ولم يخلطوا توحيدهم بشرك اما ظلم العبد لنفسه فليس هو المراد هنا على ان بعض السلف قالوا ان الظلم هنا في الاية ان اريد به ظلم العبد لنفسه فيكون الامن من كل عذاب وليس الامن من مطلق العذاب بينما اذا كان تحقيقا وتتميما واكمالا للايمان فهو امن من كل عذاب فيكون المعنى اذا اذا اريد بالظلم المعصية او الذنب يكون المعنى انه له امن يعني له حظ من الامن. وان لم يكن امنه تام وان لم يكن امنه تاما فله حظ من الامن. ولهذا نستطيع ان نقسم الناس من حيث حصولهم للامن والاهتداء على ضوء هذه الاية الى اقسام ثلاثة قسم لهم امن واهتداء تام كامل وهؤلاء هم الذين تمموا ايمانهم ولم يخلطوه بشرك ولم يخلطوه بذنب وما وقعوا فيه من ذنب توبوا الى الله منه. فهؤلاء تمموا ايمانهم وكملوا توحيدهم. وحققوا دينهم فهؤلاء لهم الامن والاهتداء التامان الكاملان. والقسم الثاني لم يخلطوا ايمانهم بشرك. لم يخلطوا ايمانهم بشرك. لكنهم وقعوا في بعض الذنوب والكبائر والمعاصي. فهؤلاء لهم امن واهتداء ناقص بحسب ما عندهم من الايمان. والقسم الثالث اهل الشرك بالله عز وجل وهؤلاء لا امن لهم ولا اهتداء. فاهل الايمان المطلق التام الكامل لهم الامن المطلق التام الكامل. ومن كان ذا ايمان ناقص فله امن ناقص ومن لا ايمان له لا امن له ولا اهتداء. فهذه اقسام ثلاثة على ضوءه هذه الاية عرفنا الفرق بين ظلم العبد لنفسه وظلمه لها بالشرك بالله. وعرفنا ان من اشرك بالله عز وجل ومات مشركا لا مطمع له ولا سبيل الى نيل رحمة الله ومغفرته لان الظالم ظلم الشرك ليس له يوم القيامة الا النار خالدا فيها ابد الاباد. لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها. بينما من ظلم نفسه ظلما دون ذلك فانه ان عذب يوم القيامة بالنار فان مآله ومصيره الى الجنة. وتأملوا ذلك في قوله عز وجل ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها. من هم؟ لاحظ الاية فيها ذكر ثلاثة اصناف ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات. والله جل وعلا اعقب ذلك بقوله جنات وعد يدخلونها كلهم او بعضهم الضمير يعود على البعض او على الجميع على الجميع الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات كلهم يدخلون الجنة. جنات عدن يدخلون لكن المقتصد الذي فعل الواجب وترك المحرم والسابق بالخيرات الذي زاد ذلك منافسة في فعل الخيرات هؤلاء يدخلون الجنة بدون حساب ولا عذاب. وسيأتي مزيد بيانا لهذا في باب تحقيق التوحيد. يدخلون الجنة بدون حساب ولا عذاب. والظالم لنفسه عرظة للعذاب على ذنوبه ومعاصيه لكنه ان عذب لا يخلد في النار. لا يخلد في النار الا الكافر المشرك ان عذب لا يخلد في النار وانما يكون مآله الى الجنة. اذا قوله قول الله عز وجل عن الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات جنات عدن يدخلونها هي في حق السابق بالخيال والمقتصد دخولا اوليا. وفي حق الظالم لنفسه دخول قد يسبقه مرحلة او مرحلة تعذيب. قد يسبقه مرحلة تعذيب. ومرحلة التعذيب هذه التي قولوا له هي تعذيب تطهير وتنقية وتصفية له من ادران المعاصي والذنوب التي اقترفها لان الجنة دار الطيب المحض الذي لا خبث فيه. فمن جاء يوم القيامة يحمل خبثا دون الشرك طهر في النار ليدخل طيبا مطيبا منقى فالجنة دار الطيب لا يدخلها الا الطيب. طبتم فادخلوها خالدين. فاذا كان هناك خبث لم يأتيه في الدنيا ما يطهره طهر في النار حتى يدخل الجنة نقيا مصفا. طيبا من الخبث. ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله في الجنة يقول رحمه الله في الدنيا ثلاثة انفر يقول رحمه الله في في الدنيا ثلاثة انهر يتطهر الانسان بها الحسنات الماحية والتوبة النصوح والمصائب المكفرة ثلاثة الحسنات الماحية والتوبة النصوح والمصائب المكفرة فمن تطهر بها ومن لم يتطهر بها طهره الله يوم القيامة في نهر جهنم. اذا قوله جل وعلا فمنهم ظالم لنفسه المراد بالظلم هنا ظلم الانسان لنفسه فيما دون الشرك وهذا يدل عليه قوله في تمام السياق جنات عدن يدخلونها ويدل عليه ايضا قوله في بدء السياق ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا. فهم مصطفون وهم من عباد الله عز وجل هم من ورثة الكتاب. وهؤلاء المصطفون ورثة الكتاب عباد الله اقسامهم ثلاثة. منهم ظالم لنفسه اي بالمعصية لكنه عبد لله مطيع لله موحد مؤمن بالله عز وجل لكن غلبته نفسه على فعل المعاصي فهو من فهو من عباد الله وهو من اهل الجنة لكنه قد يسبق دخوله الجنة تعديل كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر من قال لا اله الا الله نفعته يوما من الدهر يصيبه قبل ذلك ما يصيبه اي ان الموحد ماله الى الجنة وقد يصيبه قبل ذلك ما يصيبه بسبب وخطاياه وخطاياه واثامه. ثم استمر في السياق في هذه السورة لما ذكر جل وعلا اقسام عباده الثلاثة وبين انهم ان مآلهم الى الجنة انتقل السياق الى ذكر كفار قال والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من بها كذلك نجزي كل كفور. وهم يصطرخون فيها. ربنا اخرجنا نعمة صالحا غير الذي كنا نعمل. اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما اكملوا للظالمين. فما للظالمين من نصير. لاحظ هنا قال الظالمين وهنا قال ظالم لنفسه فهل هذا نوع واحد او نوعان؟ نوعان هناك فمنهم ظالم لنفسه اي بالمعصية وهنا قول فمال الظالمين من نصير اي بالشرك. فهذا ظلم الشرك. قوله هنا فما للظالمين المراد بالظلم هنا ظلم الشرك والكفر بالله. وهو يختلف عن قوله فيما سبق في هذا السياق فمنهم ظالم لنفسه فما للظالمين من نصير المراد الشرك. مثل والكافرون هم الظالمون. مثل ان الشرك لظلم عظيم كثير في القرآن. على ضوء ما سبق عرفنا فضيلة التوحيد من خلال قول جل وعلا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. اي ولم يخلطوا ايمانهم بشرك الثمرة ان ان لهم الامن والاهتداء. اولئك لهم الامن وهم مهتدون. ومن لم يخلط ايمانه بشرك اما ان يكون متمما ايمانه فهذا له الامن والاهتداء التام واما ان يكون في ايمانه نقص لا يصل الى حد الكفر والشرك فهذا له امن واهتداء بحسب ايمانه. الشاهد من هذه الاية الكريمة ان فيها بيانا لفظل التوحيد ووذلك بذكر فظيلتين له وهما حصول الامن وحصول الاهتداء. نعم قال وعن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم روح منه وان الجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة. ادخله الله الجنة على ما كان من العمل اخرج هذا الحديث حديث عظيم جدا في بيان او امور الايمان والعقيدة والتوحيد. بل قال النووي رحمه الله صاحب رياض الصالحين قال ان هذا الحديث من اجمع او اجمع الاحاديث في العقائد. لانه اشتمل على اصول العقائد واساس الدين. اجتمع على اشتمل على اصول عظيمة واسس مباركة توجب لمن قام بها وحققها دخول الجنة. كما بين ذلك رسول والله صلى الله عليه وسلم في تمام هذا الحديث. ولهذا جدير بالمسلم ان يعنى بهذا الحديث عناية عظيمة حفظا وفهما وتطبيقا. حتى يفوز بهذه الثمرة العظيمة قال عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شهد ان لا اله الا الله من شهد ان لا اله الا الله. بدأ اول ما بدأ في في هذه الاصول باصل الاصول واعظمها على الاطلاق وهو التوحيد. توحيد الله عز وجل قال من شهد ان لا اله الا الله وبدأ به لانه هو المقدم وبه يبدأ وهو اول ما يكون الاصول تبع له. وهو اصل الاصول واعظمها. من شهد ان لا اله الا الله والشهادة لله بالوحدانية المطلوبة هنا في قوله من شهد ان لا اله الا الله لابد فيها من علم بالمشهود به ولابد فيها من اعتقاد لذلك. ولابد فيها من من نطق واخبار الان فهذه كلها من معاني الشهادة. فلو نطق بدون علم لا يكون نطقه شهادة قال عز وجل الا من شهد بالحق وهم يعلمون. قال غير واحد من مفسرين الا من شهد بلا اله الا الله. فهي كلمة الحق. وهم يعلمون اي معنى ما شهدوا به وقال جل وعلا فاعلم انه لا اله الا الله فلا بد من العلم بالمشهود به حتى تستقيم الشهادة. ولابد من الاعتقاد. فلا تكون شهادته مجرد فلا تكون شهادته مجرد تلفظ باللسان. فلا بد من عقيدة. ولابد من نتقن بهذه الشهادة واخبار واعلام. فكل ذلك لابد فيه في الشهادة. فقوله من شهد اذا ان لا اله الا الله يتطلب ذلك كله. لا ان يتلفظ بلا اله الا الله بلسانه دون فهم لمعناها ولا ايظا ان يتلفظ بهذه الشهادة دون ايمان منه في في بمقتضاها ولا ان يتلفظ ايضا بهذه الشهادة دون قيام بما تقتضيه من من انقياد لله سبحانه وتعالى. ولهذا قال اهل العلم لا بد في هذه الشهادة من العلم والصدق والعمل. لا بد فيها من العلم و الصدق والعمل فاذا كان عنده علم يخرج بهذا العلم من طريقة النصارى الذين يعملون بلا علم. ولهذا وصفوا في القرآن بالظلال والظال هو الذي يعمل بلا علم عنده عمل وعنده جد واجتهاد لكن لا علم عنده. يعمل بلا علم. فاذا كان عند العبد علم ما شهد به علم بلا اله الا الله خرج من طريقة النصارى واذا كان عنده عمل خرج من طريقة اليهود المغضوب عليهم فهم عندهم علم لا يعملون به. وقد امرنا في كل صلاة ان نقول بل في كل ركعة من كل صلاة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. والمغضوب عليهم من عندهم علم بلا عمل والظالون من عندهم عمل بلا علم اذا بالعلم يخرج من طريقة النصارى وبالعمل يخرج من طريقة اليهود. وبالصدق يخرج من طريقة المنافقين. لان المنافق يشهد يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن بلسانه فقط. دون ان ينطوي قلبه على هذه الشهادة ولهذا قال الله عنهم اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. كاذبون في ماذا في ان ما نطقوا به في بالسنتهم ليس قائما في قلوبهم. لم تواطئ قلوبهم السنتهم. فوصفهم الله كذب ووصفهم بالنفاق. ولم تكن شهادتهم هذه نافعة. قالوا نشهد ان لا اله الا وقالوا نشهد ان محمدا رسول الله ولم تنفعهم هذه الشهادة لانها ليست عن صدق. لم تنفعهم هذه الشهادة لانها ليست عن صدق فلا بد ان يكون صادقا. فاذا الشهادة لله بالوحدانية اليست مجرد قول يقولها العبد بلسانه لو قالها الف مرة دون تحقيق لهذه المتطلبات لم ينتفع بها لم ينتفع بها فلا بد من تحقيق ضوابطها وقيودها الواردة في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام حتى يكون بذلك من اهلها حقا وصدقا من شهد ان لا اله الا الله من شهد ان لا اله الا الله وهذه الكلمة لا اله الا الله هي اعظم الكلمات على الاطلاق. لا يوجد كلمة افضل من هذه الكلمة فهي افضل الكلام واحسنه واطيبه على الاطلاق. ليس في الكلام كلمة احسن من هذه الكلمة كما قال عليه الصلاة والسلام افضل الذكر لا اله الا الله وكما قال عليه الصلاة والسلام وخير ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. فكلمة لا اله الا الله هي افضل الكلمات وهي كلمة التوحيد. وهي كلمة الشهادة. وهي الكلمة الطيبة كما قال تعالى الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة وهي كلمة الحق كما قال عز وجل الا من شهد بالحق وهي دعوة الحق كما قال جل وعلا له دعوة الحق وهي كلمة التقوى كما قال جل وعلا والزمهم كلمة التقوى وصفت هذه الكلمة بصفات عظيمة بالغة في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام تدل على علو شأنها ورفعة مكانتها وعظيم قدرها. فهي افضل الكلمات. وهي دالة على التوحيد وعلى وحدانية وعلى تفرد الله سبحانه وتعالى. لا اله الا الله. لا اله الا الله كلمة دالة على التوحيد لله عز وجل. ودلالتها على التوحيد دلالة هذه الكلمة على التوحيد بالنفي والاثبات بالنفي والاثبات. وهما ركنان لهذه الكلمة لا توحيد الا بهما النفي في قوله لا اله والاثبات في قوله الا الله. ولا توحيد الا بالنفي اثبات لا يكون المرء موحدا الا بالنفي والاثبات الذين دل عليهما او جاء في هذه الكلمة. لا اله الا الله. فلا توحيد الا بهما وهما ركنان للتوحيد نفي العبادة عن كل من سوى الله واثبات العبادة بكل افرادها وكل معانيها لله وحده فمن نفى ولم يثبت لا يكون موحدا. ومن اثبت ولم ينفي لا يكون موحدا. ولا يكون المرء موحدا الا بالنفي والاثبات. مرة ثانية. من نفى ولم يثبت. هذا لا كونوا من اهل التوحيد بل يكونوا من اهل الالحاد لان الملاحدة عقيدتهم ما هي؟ ما عقيدتهم لا اله هذه عقيدة الملاحدة لا اله ويكتفون عند هذا الحد. لا اله يقولون لا اله والحياة مادة يعني لا وجود لاله فالنفي الحاد النفي المطلق الحاج النفي بدون بدون اثبات التوحيد والوحدانية لله جل وعلا هذا الحاد. ومن اثبت ولم ينفي ماذا يكون؟ من اثبت ولم ينفي من قال انا انا اؤمن بان الله معبود انه يعبد وانه يستحق ان يعبد لكن لا انفيها عمن سواه. مثل ما قال ذلك من؟ كفار قريش والمشركين عموما. من قال انا اثبت العبادة لله انا اثبت انه يعبد ويستحق ان يعبد واعبده واصرف له انواع انواع من العبادة لكن لا ينفي العبادة عمن سواه. لا ان فيها عمن سواه. هذا ماذا يكون؟ يكون مشركا. فمن اثبت ولم ينفي مشرك ومن نفى ولم يثبت ملحد فلا يكون توحيد الا بالنفي والاثبات ولهذا يجب ان نعي هذا من كلمة يجب ان نعي هذا من كلمة التوحيد بتحقيق هذين الركنين العظيمين والاصلين المتينين الذين عليهما قيام التوحيد. النفي والاثبات. نفي العبودية عن كل من سوى الله واثبات العبودية لله سبحانه وتعالى وحده لا اله هذا نفي لا اله والاله هو في اللغة المعبود معنى الاله في اللغة اي المعبود. الذي يؤله ويعبد ويخظع له ويذل. ويركع له وتصرف له انواع الطاعة. فلا اله هنا نفي لا العبادة عن كل من سوى الله الا الله اثبات العبادة بكل معانيها لله وحده فلا يكفي ان يقال لا اله ولا يكفي ايظا ان يقال الا الله. بل لا بد من ان يؤتى بها كما هي محققة متممة حتى يكون الانسان من اهلها ومن اهل الشهادة بها. لا اله الا الله. اي لا معبود بحق الا الله. ولا في قوله لا اله هذه نافلة الجنس ولاء النافية للجنس تحتاج الى اسم والى خبر اسم اسمها اله لا اله اسمها اله وخبر وخبرها محذوف مقدم دل عليه المقام. ويسوق سوق الحذف اذا اذا علم الامر فقول لا اله الا الله لا اله اسم لا وخبرها محذوف تقديره حق تقديره حق لا اله حق. لا اله مستحق للعبادة لا اله حق لا اله بحق الا الله. كما قال عز وجل ذلك بان الله هو الحق. وان ما من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير. ذلك بان الله هو الحق وانه يحيي الموتى وانه على كل شيء قدير. وقال له دعوة الحق لا اله حق الا الله. لا يصلح ان ان يقدر المحذوف موجود بان يقول لا اله موجود الا الله. لان الالهة الباطلة موجودة كثيرة. فيكون المعنى على هذا كله الاله موجود اله هو الله هذا باطل. فلا اله الا الله اي لا اله حق وكل ما من عبد وكل ما عبد من دون الله فعبادته ما نوعها؟ باطل ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه ايا كان هو الباطل. وان الله هو العلي الكبير. فكل عبادة تصرف لغير الله وضلال والاله الحق هو الله وحده ولهذا كان بعض الصحابة يقولون في التلبية لبيك اله الحق. لبيك اله الحق. اي وما سواك اله باطل. الان اله المتخذة من دون الله كلها باطلة. لا احد يستحق من العبادة اي شيء. لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي من الاوليا لا احد يستحق من العبادة شيء. العبادة حق لله. نبينا عليه الصلاة والسلام سمع رجلا يقول له يقول للنبي عليه الصلاة والسلام ما شاء الله وشئت قال اجعلتني لله ندا؟ قل ما شاء الله وحده اجعلتني لله ندا؟ قل ما شاء الله وحدك. فحقوق الله عز وجل وخصائصه له سبحانه لا يصرف شيء منها لغيره سبحانه وتعالى. فلا اله الا الله لا يكون العبد من اهلها الا اذا حقق ركنيها النفي والاثبات. ويأتي في اضافة وحده لا شريك له. الى هذه الكلمة ما معنى هذه الاظافة؟ مثل ما مر معنا قريبا في قول النبي عليه الصلاة والسلام خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلته انا والنبيون من من قبل لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا اله الا الله وحده لا شريك له. ما معنى هذه الاظافة؟ قلنا ان لا اله الا الله فيها نفي واثبات ولا توحيد الا بهما ولما كان هذا المقام مقاما عظيما اكده بقوله وحده لا شريك له. اكد هذا المقام مقام التوحيد بقوله وحده لا شريك له. قوله وحده تأكيد لماذا عندنا في لا اله الا الله نفي واثبات. فقوله فقوله وحده هذا تأكيد للاثبات الذي في قوله الا الله وقوله لا شريك له تأكيد للنفي في قوله لا اله. فلا اله الا الا الله نفي واثبات اكد في قوله وحده لا شريك له اكد الاثبات بقوله وحده واكد النفي بقوله لا شريك له. وهذا تأكيد من بعد تأكيد لبيان عظم مقام التوحيد لبيان عظم مقام التوحيد. وان التوحيد لا يكون مقبولا او ان الشهادة لا تكون مقبولة الا بهذا. بالنفي والاثبات المحقق المؤكد الثابت بحيث يكون قائل لا اله الا الله موحدا لله وحده غير متخذ معه شريك ويدل هذا على ان من قال لا اله الا الله ولم يوحد الله ولم ينفي عنه الشريك لم يكن من اهل هذه الكلمة وسيأتي عند المصنف رحمه الله باب نفيس جدا للغاية عنوانه تفسير توحيد. عنوانه تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله. وشرح رحمه الله هذه الكلمة شرحا من اروع ما يكون بالايات والاحاديث لم يأتي بشيء من عنده وانما جاء بايات من القرآن وحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام وبين بها ومن خلالها معنى كلمة التوحيد لا اله الا الله قال من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وحده لا شريك له اظن موجودة في حديثنا هنا. نعم. من ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا صلى الله عليه وسلم وان محمدا عبده ورسوله. العطف هنا على الشهادة. اي وشهد ان محمدا عبده ورسوله. فهذه شهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالعبودية وبالرسالة. شهادة له بالعبودية وبالرسالة. والمراد بالعبودية العبودية الخاصة. عبودية الذل والخضوع والانقياد. والانكسار والتذلل والطاعة والامتثال لاوامر الله سبحانه وتعالى. وقد كمل نبينا عليه الصلاة والسلام هذا قام اتم تكميل فعبد الله حتى اتاه اليقين صلوات الله وسلامه عليه. وكان عليه الصلاة السلام في عباداته وطاعته قدوة المؤمنين واسوة الطائعين. لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا. وما من مقام من مقامات العبادة الا وتممه عليه الصلاة والسلام. واتى به على الوفاء والتمام. فكان في كل عبادة قدوة وفي كل طاعة اسوة صلوات الله وسلامه عليه فهذه شهادة له بالعبودية. وان محمدا عبده. شهادة له بالعبودية انه عبد لله تمم مقام العبودية وكملها. ورسوله اي شهد له بالرسالة بانه رسول الله. مرسل من الله حقا وصدقا. بعثه الله عز وجل رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وفراجا منيرا وانه عليه الصلاة والسلام بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين. وما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه صلوات الله وسلامه عليه. فهذه شهادة له بالرسالة الشهادة له بالعبادة وانه عبد لله تقتضي الا يصرف له شيء من العبادة. فالعبد لا يعبد. العبد لا يعبد الشهادة له بالعبادة وانه عبد لله هذا هذه من مقتضايا من مقتضياته الا يصرف له شيء من العبادة. فالعبد لا يعبد. من يمد يديه ويقول مدد يا رسول الله. ان ادركني اغثني انقذني اعطني الى اخره. هل فهم هذا هذه الشهادة هل فهم اشهد ان محمدا عبده؟ الاب ما يعبد. العبد لا يعبد. الذي يعبد الرب. جل وعلا العبادة لله الرسل كلهم من اولهم الى اخرهم انما بعثوا لدعوة الناس الى عبادة الله جل وعلا اول ما يصادفك وانت تقرأ القرآن من الاوامر قول الله جل وعلا يا ايها الناس اعبدوا ربكم فالعبادة حق لله عز وجل. لا لا يستحقها احد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا اي احد كائنا من كان العبادة حق لله سبحانه وتعالى. فمن شهد انه عبد فمن شهد ان الرسول صلى الله عليه وسلم عبد فالعبد لا يعبد. لا يعبد لا يصرف له شيء من العبادة. العبادة لله قال عليه الصلاة والسلام لابن عباس رضي الله عنهما اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك. وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء كتبه الله عليك. رفعت الاقلام وجفت الصحف. فالامر لله سبحانه وتعالى والعبادة حق لله لا يصرف شيء منها لغيره سبحانه وتعالى. ومن صرف شيئا منها لغيره ايا كان هذا الغير فقد اشرك بالله جل وعلا. والشهادة له بالرسالة هذه تقتضي وتستوجب طاعته عليه الصلاة والسلام وامتثال امره والرسل انما قيلوا لي وطاعوا كما قال سبحانه وتعالى وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله فالرسل ارسلوا ليطاعوا لتمتثل اوامرهم ليتبعوا ليقتدى بهم ليثار على نهجهم لهذا ارسل الرسل فمن شهد انه رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه يلزمه ان يطيعوا ان يطيعه. ولهذا قال اهل العلم معنى شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر والانتهاء عما نهى عنه والزجر والا يعبد الله الا بما شرع ولو تأملت ما جاء به عليه الصلاة والسلام لوجدت انه لا يخرج عن ثلاثة اشياء اوامر ونواهي واخبار. امور ثلاثة جاء بها عليه الصلاة والسلام. اوامر ونواهي واخبار فمن شهد انه رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا عليه تجاه هذه الامور الثلاثة؟ التي جاء بها الرسول عليه الصلاة والسلام الاوامر والنواهي والاخبار. الاوامر تطاع والنواهي ينتهى عنها والاخبار تصدق اذا شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم هي طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر انتهى عما نهى عنه وزجره. ثم ان في شهادتك ان محمدا عبد الله ورسوله توسط واعتدال وبعد عن الغلو والجفاء فهذا الايمان وهذه الشهادة تعطي العبد وسطية واعتدالا في حق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بدون غلو ولا جفاء. عبد ورسوله. فهذا يعطيك توسط. توسط بين الغلاة وبين الجفاة لان من غلا في حق النبي صلى الله عليه وسلم من غلب في حقه ورفعه فوق قدره واعطاه اعطاه فوق اعطاه من خصائص ربي سبحانه وتعالى اما خصائص الربوبية او خصائص الالوهية او خصائص الاسماء والصفات فمن اعطاه من خصائص الرب خرج عن مقام الشهادة له بماذا بالعبادة وقد قلنا قبل قليل العبد لا يعبد. والعبد العبد هذه الكلمة لها معنيان عبد بمعنى العابد وعبد بمعنى المعبد قوله وعباد الرحمن هذا بمعنى العابد من عبدوا الرحمن قاموا بعبادة الرحمن وعبد بمعنى المعبد اي المذلل والخلق كلهم عبيد لله. كلهم عبيد لله عز وجل اي انه هو ربهم وخالقهم ورازقهم فنبينا عليه الصلاة والسلام عبد اي مخلوق لله وعبد اي اي اي عابد لله وممتثل امر الله. ولهذا في القرآن قل انما انا بشر مثلكم يوحى اليه فهو بشر انما انا بشر هذا مثل قولنا هنا عبد اي مذلل عبد لله اي عبد مذلل خاضع لله سبحانه وتعالى الله خلقه وعبد لله بمعنى انه عابد لله مطيع لله ممتثل اوامر الله كمل مقام العبودية. فمن هذا شأنه لا لا يعطى شيء من خصائص الرب لا يعطى شيء من خصائص الرب ولهذا في حياته عليه الصلاة والسلام انكر كل ما سمعه من ذلك. مثل ما مر معنا قبل قليل اذ اجعلتني لله ندا؟ ولما سمع امرأة تمدحه قائلة وفينا رسول الله يعلم ما في غد غضب وقال لا يعلم ما في غد الا الله. هو هو نفسه عليه الصلاة والسلام لا يرضى ان يعطى شيئا من من خصائص الرب العظيم والخالق الجليل سبحانه وتعالى. فاذا من امن بانه عبد وحقق مقامه هذا الايمان خرج من طريق من؟ الغناة. ومن امن بانه رسول وحقق هذا المقام خرج من طريق الجفاة الذين خرجوا من الطاعة والامتثال والاتباع للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. فعبده ورسوله فيها الوسطية. وسطية السلام واعتداله. قال وان عيسى عبد الله ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه ذكر عيسى دون غيره من الانبياء هنا لان تجاذب فيه اهل الضلال تجادبا عجيبا فمنهم من جعله الها او ابنا للاله او ثالث ثلاثة. ومنهم من ان حط من قدره حطا سيئا للغاية فقال انه ابن بغي والعياذ بالله قسم رفعه عن مقام البشرية وجعله في مقام الالوهية اله او ابن للاله او ثالثة ثلاثة. كما فعل ذلك النصارى. وقسم وصفه انه ابن بغي والعياذ بالله والحق وسط بين الغلو والجفاء بين الافراط والتفريط. ولهذا جاءت هذه الشهادة عند اهل الاسلام معتدلة متوسطة لا غلو ولا جفاء. وان عيسى عبد الله ورسوله وكما سبق فيما ذكرنا في نبينا عليه الصلاة والسلام عبد الله ورسوله وهذا يعطي الوسطية والاعتدال. فهو لله وهو مرسل حقا وصدقا من الله جل وعلا ارسله الله. واتاه الانجيل وكلمته القاها الى مريم. عيسى عليه السلام الله كلمته القاها الى مريم. ومعنى عيسى كلمة الله اي انه اثر الكلمة. لا انه نفس الكلمة. عيسى ليس هو نفس الكلمة وانما هو اثر الكلمة. وقيل له كلمة الله لانه بالكلمة كان ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون فليس عيسى هو كلمة كن ولكنه بهذه الكلمة كان. قال الله كن فكان اليس هو نفس الكلمة؟ وانما هو بالكلمة كان ولهذا قيل له كلمة. والمصدر اذا اضيف الى الله مثل كلمة الله قد يراد به الصفة وقد يراد به اثرها. وقولنا هنا عن عيسى كلمة الله اي بالكلمة كان. فليس هو كلمة كن وانما هو بهذه الكلمة كانت قال الله كن قال الله له كن فكان. انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وكلمته القاها الى مريم. وروح منه عيسى روح من الله اي من الارواح التي خلقها الله عز وجل. ولكل واحد من بني ادم روح مخلوقة خلقها الله عز وجل وروح عيسى هي كذلك من الارواح المخلوقة التي خلقها الله جل وعلا. واضافها اليه روح منه تشريفا لها تشريفا لروحه عليه السلام. والا فهي من الارواح المخلوقة روح منه اي خلقا. كما في قوله عز وجل وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه. من الله ماذا؟ خلقا. وهنا روح منه اي خلقا فعيسى روحه مخلوقة من جملة الارواح التي خلقها الله جل وعلا. من جملة الارواح التي خلقها الله هذه العقيدة الحقة في شأن هذا الرسول العظيم عيسى عليه سلام لا غلو ولا جفاء وانما هو توسط واعتدال. وان عيسى عبد الله ورسوله اصوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه. والجنة حق اي وشهد ان الجنة حق وشهد ان الجنة حق. ويدخل تحت بان الجنة حق وشهادتنا بان الجنة حق. الايمان بان الجنة مخلوقة وانها موجودة اعدها الله سبحانه وتعالى للمتقين وان فيها من النعيم المقيم والثواب العظيم ما لا عين رأت. ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر والايمان بكل صنوف النعيم وانواع المنن التي اعدها الله سبحانه وتعالى لاهل الجنة في الجنة فهذا كله يدخل تحت الشهادة بان الجنة حق. والنار حق ايها شهد ان النار حق ويدخل تحت هذه الشهادة الايمان بانها مخلوقة وانها موجودة وانها اعدت لاهلها وان فيها من صنوف العذاب وانواع النكال ما اعده الله سبحانه وتعالى للكافرين المعرضين. فمن من شهد هذه الشهادة شهد لله بالوحدانية ولنبينا عليه الصلاة والسلام بالعبودية والرسالة ولعيسى بالعبودية والرسالة وانه كلمة الله القاها الى مريم وروح منه وان الجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة. ادخله الله الجنة على ما كان من العمل وقوله ادخله الله الجنة هذا هو الشاهد من الحديث للترجمة هذا هو الشاهد من الحديث للترجمة لان في فضائل لا اله الا الله في فضائل التوحيد. والحديث يدل على هذه الفضيلة العظيمة من فضائل التوحيد. ان التوحيد من موجبات دخول الجنة. بل لا دخول للجنة الا بالتوحيد لا دخول لا دخول للجنة الا بالتوحيد. فان لم يوجد لا فان لم يوجد توحيد فلا دخول دخولا الجنة. ولا يذوق الكافر طعمها ولا يشم ريحها فالجنة لاهل التوحيد. فاذا وجد التوحيد وجدت هذه الثمرة وان لم يوجد لم توجد ولهذا قال الله عز وجل عن الكفار لا لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط. لا تفتح لهم ابواب السماء ولا الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط. الكافر لا لا يدخل الجنة ولا حظ له فيها ولا نصيب. وماله في الاخرة من خلاق. اي لا حظ له ولا نصيب ليس له الا النار. خالدا مخلدا فيها ابد الاباد. فاذا لم يوجد التوحيد لا بل ليس هناك الا العذاب. والتوحيد لاهل الجنة. او الجنة لاهل التوحيد الجنة لاهل التوحيد. فلاحظ هنا هذا هو موضع الشاهد. قوله دخل الجنة. الا قاله الله الجنة هذا هو الشاهد من الحديث ان فيه ثمرة من ثمار التوحيد العظيمة وهي دخول الجنة قال الا ادخله الله الجنة على ما كان من العمل. وهذا فيه عدم الاتكال على التوحيد قال لا تبشرهم فيتكلوا كما مر معنا. في عدم الاتكال على التوحيد وان تفاضل منازل الناس في الجنة ودرجاتهم يرجع الى الاعمال. ولكل درجات مما عملوا فهم يتفاوتون في الجنة تفاوتا عظيما بحسب تفاوتهم في الايمان والاعمال الصالحة المقربة الى الله سبحانه وتعالى. فهذا التنبيه فيه التنبيه على اهمية العمل وعظم شأنه اذا الشاهد هنا ان من ثمار التوحيد وفضائله دخول الجنة والى هنا مر معنا ثلاث ثمار ذكرها المصنف رحمه الله ثلاث فضائل للتوحيد الامن حصول الامن وحصول الاهتداء ودخول الجنة نعم. قال وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال في قبل حديث نعم قال وله ما من حديث عتبان فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله ولهما اي البخاري ومسلم من حديث عتبان اي بن مالك رضي الله عنه. وهذا الحديث له سياق طويل اكتفى المصنف رحمه الله منه بذكر الشاهد للترجمة. وهو قوله فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله. والحديث في ثمرة من ثمار التوحيد وهي التحريم على النار الحديث الاول دخول الجنة وهذا الحديث التحريم على النار. تحريم النار على الموحد عند الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله والتحريم تحريمان تحريم للدخول قل وتحريم للخلود. تحريم للدخول وتحريم للدخول. تحريم تحريم للدخول وتحريم للخلود. تحريم الدخول هو في حق من حقق لا اله الا الله على ما سيأتي معنا في باب تحقيق التوحيد. فمن حقق لا اله الا الله كان من السابقين او المقتصدين. فهذا محرم حرم الله عليه الدخول دخول النار لا يدخلها لا يدخل النار ولا يعذب فيها ولا يصيبه شيء من عذابها فهذا تحريم للدخول. وقول من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله. يقول هذه الكلمة محققا لها يبتغي بها وجه الله. ويقوم بما تقتضيه هذه الكلمة. فهذا محرم عليه دخول النار محرم عليه دخول النار. ومن كان قد اتى بالتوحيد ولكنه خلط عمل سيئات دون الكفر والشرك. فهذا ان دخل النار فمحرم عليه الخلود فيها. لانه لا يخلد في النار الا المشرك لا يخلد في النار الا المشرك. اما الموحد ان دخل النار بسبب ذنوبه واثامه وخطاياه فانه لا يخلد فيها. محرم عليه الخلود فيها. ولهذا جاء في الحديث اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله. اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله يبتغي وجه الله وهنا قال ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله كيف نجمع بين الحديثين الجمع ظاهر. اما ان يكون قال لا اله الا الله وحققها فهذا محرم عليه الخلو واما ان يكون مع قوله لها واتيانه بالتوحيد خلط بفعل السيئات دون الكفر يكون محرم عليه ما هو الخلود. لانه لا يخلد في النار الا المشرك. اذا الحديث يدل على فضل التوحيد. وان التوحيد وجوده موجب لا تحريم النار فان كان توحيدا متمما مكملا فهو تحريم للدخول وان كان توحيد معه معاص وخطايا واثام فهو تحريم الخلود نعم الان الان كم فضيلة مر معنا؟ عدها الامن والاهتداء ودخول الجنة وتحريم دخول النار هذي الان اربعة فظائل نعم. قال وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال قال موسى يا رب يا رب علمني شيئا اذكرك وادعوك وادعوك به قال قل يا موسى لا اله الا الله. قال كل عبادك يقولون هذا. قال يا موسى لو ان السماوات السبعة وعامرهن غيري والاراضين السبع في في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله. رواه ابن حبان والحاكم وصححه. ثم اورد المصنف رحمه الله هذا الحديث حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه في في بيان فضيلة خامسة من فضائل قائل التوحيد الا وهي ثقل التوحيد في الميزان. ثقل التوحيد وثقل كلمة التوحيد في الميزان وانه لا اثقل من من هذه الكلمة في الميزان. ولا يثقل مع اسم الله شيء فساق المصنف رحمه الله هذا الحديث للدلالة والتنبيه على هذه الفضيلة العظيمة من فضائل التوحيد وانه ثقيل في الميزان. ثقيل وزنه لا يثقل معه شيء عن ابي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام قال يا رب علمني شيئا اذكرك وادعوك به. فاراد موسى عليه السلام كلمة يعلمها يعلمه اياها رب العالمين. اشتملت على الذكر والدعاء. اذكرك وادعوك به فقال يا موسى قل لا اله الا الله. يا موسى قل لا اله الا الله. فلا اله الا الله فيها الذكر وفيها الدعاء فيها الذكر وفيها الدعاء. فيها الذكر واضح وفيها الدعاء لان الذاكر يرجو بذكره ويطلب بذكره رحمة الله وفضله ونعمته وثوابه وعطاءه وما اعده الله عز وجل للذاكرين قال قل لا اله الا الله. قال قل لا اله الا الله. قال يا رب كل عبادك يقولون دون هذا. قال كل عبادك يقولون هذا يعني كأنه اراد شيئا يختص به وكلاما يختص به يعلمه اياه رب العالمين. فقال كل عبادك يقولوا يقولون هذا فبين الله له عظم شأن هذه الكلمة وفظلها قال المصنف المسائل حاجة الانبياء الى التنبيه لها الى فظل لا اله الا الله الى فظل فكل قد يحتاج كل احد يحتاج الى ان ينبه الى فضل هذه الكلمة وعلو مقامها وشأنها فقال يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري والاراظون السبع وضعت في كفة ولا اله الا الله في كفة لمالت بهن لا اله الا الله لاوتي بميزان والميزان كما هو معلوم له كفتان. ووضعت السماوات السبع والاراظون السبع في احدى الكفتين ولا اله الا الله في الكفة الاخرى لثقلت لا اله الا الله بالسموات والارض وهذا يدل على ثقل هذه الكلمة العظيمة في الوزن. ولا يثقل معها شيء. لا يثقل قولوا معها شيء قال لو ان السماوات السبع وعامرهن غير وعامرهن اي عمار السماوات السبع. غيري اي غير الله والاستثناء هنا منقطع الاستثناء هنا منقطع عاملهن غيري فسجد الملائكة كتور آآ كلهم آآ اجمعون الا ابليس. ان استثنى منقطع يعني ليس المستثنى من من المستثنى فالاستثناء منقطع وعامرهن غيري والاراظون السبع يعني لو وضعت السماوات السبع والاراضون السبع في في كفة في الميزان ولا اله الا الله في كفة لثقلت بهن لا اله الا الله. فهذا يدل على عظم شأن هذه الكلمة وثقلها في الميزان. وهذا الحديث في سنده كلام لكن له يدل على صحته. وعلى صحة موضع الشاهد من الحديث. وما ساق المصنف رحمه الله الحديث لاجله وما رواه الامام احمد في المسند باسناد جيد عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان نوحا قال لابنه يا بني امرك بلا اله الا الا الله امرك بلا اله الا الله. فان السماوات السبع والاراضين السبع لو وضعت في كفة ولا اله الا الله في كفة لمالت بهن لا اله الا الله. اذا آآ هذا هذا هذه الفظيلة ثابتة. هذه الفظيلة ثابتة ثقل لا اله الا الله في الميزان وانه لا يدخل معها شيء. قال لمالت بهن لا اله الا الله. وبقية الحديث ولو كانت السماوات والارض. حلقة مفرغة لفصمتهن او لقصمتهن لا اله الا الله. وايضا يدل على ثقل لا اله الا الله في الميزان حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الاخر وهو ثابت المعروف عند اهل العلم بحديث طاقة قال عليه الصلاة والسلام يصاح برجل من امتي يوم القيامة على رؤوس الخلائق فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر فيقال اتنكر من هذا الشيء؟ فيقول لا يا رب. فيقال لك حسنة فيهاب الرجل ويقول لا يا رب. فيخرج له بطاقة فيها لا اله الا الله. فيقول يا رب وما هذه البطاقة؟ مع هذه السجلات. فيقال انك لا تظلم فتوضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة قال فثقلت البطاقة وطاشت السجلات ولا يثقل مع اسم الله شيء يذكر مع اسم الله شيء فهذا يدل على ثقل كلمة التوحيد لا اله الا الله في الميزان فهذه فضيلة آآ خامسة من فضائل آآ التوحيد فضيلة خامسة من فضائل التوحيد فباب آآ فضل التوحيد وهو ما يكفر من الذنوب اخذ المصنف يعدد فيه فضائل للتوحيد فذكر الى هنا خمس فضائل وبقيت الفضيلة السادسة وهي تتعلق بقوله وما يكفر من الذنوب نعم قال وللترمذي وحسنه عن انس رضي الله عنه قال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض بقرابها بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. ثم اورد المصنف رحمه الله هذا الحديث القدسي ومن كلام الرب جل وعلا يرويه النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الترمذي. وهذا الحديث يتكون من ثلاث جمل اكتفى المصنف رحمه الله بذكر الجملة الثالثة اه التي لها تعلق بالترجمة. والا الحديث يتكون من ثلاث جمل كل جملة مبدوءة بقوله سبحانه يا ابن ادم واكتفى المصنف بالثالثة منها لتعلقها بالترجمة يقول الله جل وعلا يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك لا ابالي يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا اتيتك بقرابها مغفرة. المصنف رحمه الله قال فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب اي تكفيره للذنوب وانظر هذا التكفير العجيب للذنوب. يقول الرب جل وعلا يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض اي ملء الارض او ما يقارب ملئها ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا. لاتيتك بقرابها مغفرة. ولكن ان تنبه لهذا القيد قال لا تشرك بي شيئا وقوله شيئا جاءت نكرة في سياق النفي وهذا من صيغ العموم. لا تشرك بي شيئا اي اي شيء من الشرك لا قليل ولا كثير ولا صغير ولا كبير لا تشرك بي شيئا اي تبرأ من الشرك وتحاذر من والوقوع فيه وتبتعد عنه وتجانبه. لا تشرك به شيئا. فاذا كان كهذا حال العبد اذا اتى الله يوم القيامة اتاه الله عز وجل ملؤها ملء الارض مغفرة المغفرة ثمرة ماذا؟ ثمرة التوحيد. هذه المغفرة ثمرة التوحيد. قال لا تشرك بي شيئا موحدا غير مشرك. فالثمرة قراب الارض اي ملؤها او ما يقارب منها مغفرة. فهذا يدلنا على ان مغفرة من ثمار التوحيد العظيمة. بل ان التوحيد هو اعظم اسباب حصول المغفرة. وانتفاء التوحيد موجب لانتفائها. وعدم حصول فاذا لم يوجد التوحيد لا مغفرة ابدا ولا مطمع لمشرك قدم يوم القيامة مشركا بمغفرة الله لا مطمع له في ذلك. فسيأتي عندنا في باب الخوف من الشرك. قول الله عز وجل ان الله لا يغفر ان به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. الشاهد من الحديث ان فيه دلالة على تكفير التوحيد للذنوب. وانه من موجبات المغفرة. بل هو اعظم موجبات المغفرة ووجوده تنال به المغفرة وانتفاؤه تنتفي معه المغفرة فلا مغفرة لمشرك. مات على الشرك نعم نعم. قال وفيه مسائل الاولى سعة فضل الله نعم الاولى سعت فظل الله بما رتبها الله عز وجل واعده لاهل توحيد من الفضائل العظيمة والخيرات العميمة في الدنيا الاخرة. نعم. الثانية كثرة ثواب التوحيد عند الله كثرة ثواب التوحيد عند الله والمصنف عقد الترجمة لبيان ذلك بيان كثرة ثواب التوحيد عند الله سبحانه وتعالى وما ساقه المصنف من دلائل يشهد لذلك ويدل عليه. الثالثة مع ذلك للذنوب تكفيره مع ذلك اي مع كثرة فضائله تكفيره للذنوب وشاهدوا ذلك الحديث الذي اتم وختم به المصنف هذا الباب. الرابعة تفسير الاية التي في سورة الانعام تفسير الاية التي في سورة الانعام اي قول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم من اولئك لهم الامن وهم مهتدون. وقد مضى تفسيرها. الخامسة تأمل الخمس اللواتي في عبادة تأمل الخمس اللواتي في حديث عبادة اي الشهادة لله بالوحدانية ولنبينا صلى الله عليه وسلم بالعبودية والرسالة ولعيسى بالعبودية والرسالة وان الجنة حق والنار والنار حق. تأمل هذه الخمسة وما يترتب عليها من فضل وهو دخول الجنة نعم. السادسة انك اذا جمعت بينه وبين حديث عتبان وما بعده تبين لك معنى قول لا اله الا الله فتبين لك خطأ المغرورين انك اذا جمعت الى وبين حديث عتبان وغيره من الاحاديث التي تأتي مضموما فيها الى كلمة التوحيد قيودا لا بد منها. قيودا لا بد منها في التوحيد. تبين لك خطأ المغرورين اي الذين يظنون ان ان مجرد القول يكفي في نيل هذه الفضائل وتحصيل هذه الثمار. هذا خطأ من هؤلاء المغرورين اذ لم يتنبهوا لهذه القيود التي جاءت في الاحاديث الاخرى للا اله الا الله احاديث عتبة ان قيد القول بان يبتغى به وجه الله. وجاء في بعظ الاحاديث تقييد القول بصدقا من قال لا اله الا وجاء في بعض الاحاديث تقييدها من غير شك غير شاك فيهما وهكذا تأتي احاديث تذكر قيود فمن اخذ لا اله الا الله مجردة من قيودها الثابتة في الشرف وهو مغرور. فهو مغرور ومعطل الاحاديث جاءت في لا اله الا الله تذكر قيود وضوابط لا بد منها لنيل فضائل لا اله الا الله نعم السابعة التنبيه للشرط الذي في حديث عتبان التنبيه الشرط الذي فيه حديث عثمان وهو قوله يبتغي بذلك وجه الله نعم. الثامنة كون الانبياء يحتاجون للتنبيه على فضل لا اله الا الله الان عندي درس الله يحفظك عندي درس الله يحفظك الثامنة كون الانبياء يحتاجون للتنبيه على فضل لا اله الا الله. كون الانبياء يحتاجون للتنبيه على فضل لا اله الا الله مثل ما سمعنا في الحديث قال يا موسى لو ان السماوات السبع لاخره هذا فيه التنبيه الى فضل لا اله الا الله نعم. التاسعة التنبيه لرجحانها بجميع المخلوقات مع ان كثيرا ممن يقولها ممن يقولها يخف ميزانه. هذه هذا تنبيه عظيم وفائدة جليلة جدا. في شأن لا اله الا الله يقول لا اله الا الله دلت النصوص على انها تثقل بجميع المخلوقات في السماوات والجبال وعامرهن فهي تثقل بين لو وضعت في السماوات السبع والاراظون السبع وعامرهن في كفة ولا اله الا الله في كفة ثقلت بهن لا اله الا الله هذا يدل على عظم شأنها ومع ذلك تخف في في ميزان بعض من من يقولها لماذا تخف؟ يعني ما حققها ما جاء بها كما ينبغي لم يأتي بها على وجهها وهذا يؤكد ما سبق ان مجرد القول لا يكفي مجرد القول لا يكفي لو كان مجرد القول كافيا لكان ميزان المنافقين يوم القيامة من اثقل ما يكون. يشهدون اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك انك لرسول الله. هذه شهادة باللسان. مجرد نطق باللسان دون عقيدة اذا مجرد النطق باللسان وحده لا يكفي لا بد من ضوابط وقيود لهذه الكلمة جاءت مبينة الشرع في الكتاب والسنة لابد ان يحققها قائل لا اله الا الله ليكون من اهل هذه الكلمة المباركة ولعله يتسنى لنا في لقاء قادم آآ نذكر فيه شروط لا اله الا الله المستنبطة والمستمدة من كتاب الله نبيه صلوات الله وسلامه عليه. قال العاشرة النص على ان الاراضين سبع كالسماوات. النص على ان الاراضين الى سبع كالسماوات اي عددهن سبع. وهذا منصوص عليه في الحديث. وايضا في قوله تعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن نعم. الحادي عشر ان لهن عمارا ان لهن اي السماوات عمارا وهما الملائكة يقول عليه الصلاة والسلام في السماء وحق لها ان تئط ما فيها موضع شبر الا وفيه ملك ساجد لله. انظر هذا العدد العجيب كل هؤلاء العمار وهذا العدد الكبير من الملائكة والسماوات والارض كلها لو وضعت في كفة ولا اله الا الله في كفة ثقلت بهن لا اله الا الله. احد الملائكة حتى ايظا نستوعبك ترى احد الملائكة يقول عليه الصلاة والسلام قيل لي ان احدثكم عن احد الملائكة ما بين شحمة اذنه الى عاتقه تخفق فيه الطير سبع مئة سنة يعني لو طار طير من عاتق الملك متجها الى شحمة الاذن يحتاج الى سبع مئة سنة طيران حتى يصل. كل هذه المخلوقات السماوات والارض وعمارها من الملائكة كلهم لو وضعوا في كفة ولا اله الا الله في كفة ثقلت بهن لا اله الا الله ومع ذلك تخف لا اله الا الله في بعض في موازين بعض من من يقولها بل بعض من يقوله من الموحدين يدخلون النار لفترة يعذبون على جرائم وذنوب وقد مر معنا الحديث اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله نعم الثاني عشر اثبات الصفات خلافا للاشعرية اثبات الصفات خلافا للاشعرية لان من يتأمل هذه الاحاديث ومنها قوله في الحديث يبتغي بذلك وجه الله اثبات صفة الوجه لله سبحانه وتعالى من يتأمل هذه الاحاديث يدل عليه يجدها دالة دلالة واضحة على اثبات الصفات وجادة اهل السنة في في هذا الباب انهم يثبتون لله ما اثبته الله لنفسه. وما اثبته له رسوله عليه الصلاة والسلام. خلافا لغيرهم من المتكلمة الذين شأنهم مع الصفات تأويلها وصرفها عن ظاهرها نعم. الثالثة عشر انك اذا عرفت حديث انس الله عنه عرفت ان قوله في حديث عتبان فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي وجه الله انه ترك الشرك ليس انه تركه انه ترك الشرك ليس قولها الجمع بين حديث انس وحديث عتبان حديث انس هو الحديث الاخير في هذا الباب يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض بخطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة فحديث انس قال فيه لا تشرك بي شيئا فاذا جمعت بين هذا الحديث وبين عتبان ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله. افادك الجمع بين الحديثين ان القول لا يكفي وان المراد ترك الشرك ان المراد بقوله في حديث عثمان من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله تركه الشرك. فمن لم يترك الشرك لم ينفعه القول المجرد. فالجمع بين هذين الحديثين يفيد هذه الفائدة العظيمة نعم. الرابع عشر تأمل الجمع بين كون عيسى عبدي الله ورسوله. وهذا الجمع كما سبق فيه فائدة البعد عن الغلو والجفاء. والافراط والتفريط وفي تحقيق الوسطية نعم. الخامسة عشر معرفة اختصاص عيسى بكونه كلمة الله. معرفة اختصاص عيسى بانه كلمة الله. اي ان هذا فيه فضيلة عيسى. عليه السلام والمراد بكونه كلمة الله اي بالكلمة كان كما يوضح ذلك قوله تعالى ان مثل عيسى والله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون. فهو بالكلمة كان ليس عيسى هو كن ولكن بني كان نعم. السادسة السادسة عشر معرفة كونه روحا منه. معرفة كونه روحا اي روحا من الارواح التي خلقها الله عز وجل واوجدها بقدرته سبحانه وفي فضيلة عيسى في اظافة هذه الروح الى الله واظافة خلق على وجه التشريف. السابعة معرفة فضل الايمان بالجنة والنار. معرفة فضل الايمان بالجنة والنار لانه يترتب عليه دخول الجنة والنجاة من النار. نعم. الثامن عشر معرفة قوله على ما كان من العمل. معرفة قوله على ما كان من العمل حتى لا يكون هناك اتكال بل لابد من العمل والعناية به ورعايته والحرص على تحقيقه وتكميله نعم التاسع عشر معرفة ان الميزان له كفتان معرفة ان الميزان له كفتان كما في حديث ابي سعيد. نعم. وهو ميزان حقيقي ينصب يوم القيامة. وتوزن فيه الحسنات والسيئات وله كفتان نعم. العشرون معرفة ذكر الوجه. معرفة ذكر الوجه في قوله في حديث عثمان يبتغي بذلك وجه الله. الوجه صفة لله سبحانه وتعالى ثابتة في القرآن والسنة واهل السنة يثبتونها لله ويثبتون لله عز وجل جميع صفاته على ما يليق بجلاله وكماله سبحانه انتهت المسائل؟ نعم. نعم. احسن الله اليكم يقول السائل هل ما ورد في حديث البطاقة ينزل على رجل معين من الامة ام ان الامر عام؟ لا بد من جمع هذا الحديث مع غيره من الاحاديث. والنظر في المسألة بمجموع الاحاديث هذا حديث يدل على فضيلة هذه الكلمة وعظم شأنها وثقل وثقلها في الميزان وهناك احاديث تدل على ان من اهل لا اله الا الله من القائلين للا اله الا الله من اهل لكنهم وقعوا في ذنوب وخطايا منهم من يدخل النار. فلا بد من الجمع بين الاحاديث نعم احسن الله اليكم يقول السائل هل يصح ان يقال ان ادم عليه السلام كلمة الله استدلالا بقوله تعالى مثل عيسى وعلى كل حال ذكرى الكلمة كلمة القاها الى مريم هذه جاءت في حق عيسى ويقال عيسى كلمة الله لانه اه بالكلمة كان وادم المخلوقات كلها هذا شأنها كما قال عز وجل انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون لكن هنا فيه مزيد فضيلة لعيسى في قوله كلمته وقوله روح منه مع ان كل الارواح من الله لكن هذا هذا التقصير فيه مزيد تشريفا يقول ما حكم عوام الناس عندنا في البلاد الذين ينطقون بكلمة الاخلاص دون العمل دون العلم بتفاصيلها. لابد من من تعليم الناس التوحيد وتعليمهم الشهادة واقامة الحجة وابراء الذمة. ولابد ان تتظافر الهمم الى لتنبيه الناس وتعليمهم هذا الامر وكثير من الناس يأتي ينبه على التوحيد وينبه على ما تنعقد به كلمة التوحيد فيقول كثير منهم ما احد علمنا هذا الشيء ولا احد نبهنا على هذا الشيء ويرى ان الامر يعني امر احوج لي وقيام الدين انما يكون به ولكن يقول ما احد نبهنا على ذلك. فهذا يتطلب تظافر جهود وتكاتف الهمم في في في تعليم الناس التوحيد. وتعليمهم ما ينعقد به الايمان. فالتوحيد لا الا بالكفر بالطاغوت والبراءة من كل ما يعبد من دون الله وافراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة لا ينعقد ولا ينعقد الايمان الا بهذا فلا بد من تعليم الناس واقامة الحجة وازالة الشبه هذا الذي ينبغي آآ ان يحرص عليه نعم. يقول السائل هل الملائكة الساجدين الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه السماء يدخل فيهم جبريل وميكائيل واسرافيل امهم ملائكة غير والله تعالى اعلم يعني ما يتعلق بعمار السماء من الملائكة واحوالهم واعمالهم آآ نؤمن من ذلك بما ورد ولا نزيد على الوارد بشيء من او القيود او نحو ذلك. نعم. وهذا السائل يقول هل ورد في النصوص ذكر ان للميزان لسان جاء في بعض الاثار جاء في بعض الاثار ان له لسان اما حديث يرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم في في في بهذا لا اعلم. وجود حديث يرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم بذكر اللسان. احسن الله اليكم يقول وما هو الدليل؟ ما هو الدليل على ان العبادة لا تسمى عبادة الا اذا خلت من الشرك. الدليل على ان العبادة لا تسمى عبادة الا اذا خلت من الشرك ما سبق ان مر معنا في لقائنا السابق صنف لما ذكر ان العبادة لا تكون عبادة الا بالتوحيد قال لان الخصومة فيه ان الخصومة فيه فالله جل وعلا لما قال يا ايها الناس اعبدوا ربكم يا ايها الناس اعبدوا ربكم المشركون يعبدون الله لكن لا يوحدونه فامر بالعبادة امر بالتوحيد. لان الخصومة في التوحيد. ليست في العبادة ان الله يعبد بدأوا لا يعبد لا لا هم لا يختلفون في هذا ولا ينازعون فيه ولكن الخصومة في التوحيد افراد الله سبحانه وتعالى عبادة فكل امر بالعبادة في القرآن امر بالتوحيد. كل امر بالعبادة في القرآن مأموم بالتوحيد لهذا قال ايضا المصنف رحمه الله وفيه معنى قوله ولا انتم عابدون ما اعبد قال لهم ذلك مع انهم يعبدون الله لكنهم لما كانوا مشركين قال ولا انتم عابدون ما اعبد. فمن كانت عبادته لله اه مشركا مع الله فيها غيره فعبادته ليست عبادة ويمثل اهل العلم هذا بالطهارة مع الصلاة. الصلاة لا تكون صلاة الا بطهارة والعبادة لا تكون عبادة الا بالتوحيد. فاذا خلت العبادة من التوحيد فليست عبادة هذا السؤال يقول سائلة ما صحة هذه العبارة امر الله بين الكاف والنون هو الله جل وعلا قال انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. فما يقال امره بين اه الكاف والنون وانما يقول امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن امره ان يقول كن ان يقول للشيء كن كما اخبر الله عز وجل الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين