بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما. اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا ورزقا طيبا ونسألك اللهم الهدى والسداد يا ذا الجلال والاكرام. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. قال الامام المؤلف رحمه الله تعالى وغفر وللشارح والسامعين قال باب قول الله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. قال المصنف رحمه الله باب قول الله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم ثم خافوني ان كنتم مؤمنين به. عقد المصنف رحمه الله هذه الترجمة لبيان هذه العبودية عبودية الخوف وهي عبودية قلبية والقلب له عبوديات منها المحبة والرجاء توكل والانابة ومنها الخوف. فالخوف عبادة قلبية والعبادات كلها قلبية كانت او بدنية لله عز وجل. لا يجوز صرف شيء منها لغيره سبحانه وتعالى. فلا يكون من المسلم عبودية قلبه او بلسانه او بجوارحه الا لربه وخالقه وسيده ومولاه تبارك وتعالى الذي خلقه واوجد وتفضل عليه بانواع النعم وصفوف وصنوف المنن هو وحده تبارك وتعالى الذي تكون له العبودية. والخوف عبودية قلبية كما قال الامام احمد رحمه الله الخوف عبودية القلب. فالقلب من انواع عبوديته وتذلله لله جل وعلا خوفه من الله. و هذا الخوف من الله عز وجل والخشية منه سبحانه وتعالى اساس لكل خير لان من خاف الله تبارك وتعالى اطاعه. واقبل عليه. وفر اليه. كل شيء اذا خيف منه فر منه الا الله جل وعلا اذا خافه العبد فر اليه ففروا الى الله وكلما عظم خوف العبد من الله عظم فراره واقباله الى ربه سبحانه وتعالى. بخلاف الخوف من المخلوقات فان من خاف شيئا فر منه. اما الخوف من الله تبارك وتعالى فبه الفرار الى الله ولهذا قيل من كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد فكلما عظم الخوف من الله سبحانه وتعالى عظم الاقبال عليه جل وعلا ولهذا كان الخوف مطلوبا من العبد في كل طاعة. ولهذا كان الخوف مطلوبا من العبد في كل طاعة. مطلوبا منه في صلاته في صيامه وفي صدقته وفي جميع عباداته مطلوب منه الخوف قد مر معنا في الدرس الماظي او الذي قبله ان القلب ان هناك ثلاثة اركان قلبية لكل عبادة. ان هناك ثلاثة اركان قلبية لكل عبادة وهي المحبة والرجاء والخوف. بمعنى آآ اننا في كل عبادة نتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى لابد ان تكون قيمة على هذه الاركان. فنعبد الله حبا فيه ورجاء لثوابه. وخوفا من عقاب وهذا يكون منا في كل طاعة في صلاتنا وصيامنا وحجنا و جميع طاعاتنا لابد ان تكون قائمة على هذه الاركان الحب والرجاء والخوف قد جمعها الله سبحانه وتعالى في قوله اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. ان عذاب ربك كان محظورا. فهذا اركان لابد منها. والخوف وواحد هذه الاركان الثلاثة يقود العبد الى اجتناب المحارم. ويقود العبد ايضا الى الاحسان في الطاعات. فهو يحسن في طاعته وعبادته وتقربه الى الله وهو خائف. يجتنب المحارم خوفا من سخط الله ويفعل الطاعات ايضا وهو خائف يحسن فيها ويتقنها وهو يخاف ان لنقص او تقصير او خلل او رياء او سمعة او نحو ذلك يخاف ايضا لان المسلم يعلم ان قلوب العباد بيد الله تبارك وتعالى يقلبها كيف يشاء. فما شاء اقامه منها وما شاء ازاغه يهدي من يشاء ويظل من يشاء. فيخاف العبد. يخاف ان يتقلب قلبه ويخاف ان ينتكس على عقبيه. ويخاف ان يفتن. فيضيع دينه وهذا الخوف من تمام الايمان. وكماله وكلما قوي الايمان قوي الخوف. واذا ضعف الايمان ضعف الخوف من الله جل وعلا فقوة الخوف من الله بحسب قوة الايمان. ولهذا يقول عبد الله ابن ابي مليكة وهو احد التابعين يقول ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا. كلهم يخاف النفاق على نفسه فهم مع الاحسان في العبادة وكمال الطاعة وحسن المراقبة لله والجد في في قلوبهم خوف ولهذا ايضا يقول الحسن البصري رحمه الله ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة. والمنافق جمع بين اساءة وامن. المنافق يسيء وهو امن امن من مكر الله. ولا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون والمؤمن يبذل وسعه ونشاطه وجهده في طاعة ربه وهو خائف كما قال الله تبارك وتعالى في مدحه وثنائه على المؤمنين قال الذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة اي خائفة والذين يؤتون ما وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. قال الله عز وجل ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون. الى ان قال والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. تقول عائشة رضي الله عنها كما في المسند وغيره. بسند ثابت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معنى هذه الاية. قلت له اهو الرجل يزني ويسرق ويقتل ويخاف ان يعذب؟ هل هذا هو المعنى؟ قال لا يا ابن كالصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف الا يقبل لاحظ هنا هذا الحديث ودلالة عظيمة على مكانة الخوف ومنزلته في الدين. يصلي ويصوم ويخاف اذا الخوف ينبغي ان يكون مع المسلم ماذا؟ في كل طاعة يكون معه في صلاته ويكون معه في صيامه ويكون معه في حجه ويكون معه في كل طاعاته. يكون معه هذا الخوف ليكون سببا في الكمال كمال الطاعة وكمال العبادة وتمام المراقبة وايضا يكون مع العبد الخوف في جانب المعاصي والبعد عنها. فيبتعد عن المعاصي والمحرمات والاثام لانه خائف من الله يحجزه عن الوقوع في المعصية خوفه من الله. وكلنا نذكر اه قصة الثلاثة الذين اطبقت عليهم الصخرة وكان احدهم شديد الولع ببنت عمه وكانت فقيرة وتتردد عليه تطلب منه المساعدة والعون فقال لها لا لا اساعدك بشيء حتى تمكنيني من نفسك فكان التاب ثم رضخت له في طلبه امام حاجتها. فلما كان من شعبها الاربع قالت له اتق الله. ولا تفظ الخاتم الا بحقه فقام الرجل تذكير بالله والتخويف بالله يمنع يمنع الانسان من الوقوع في المعصية يقول ابن رجب رحمه الله في كتابه شرح كلمة الاخلاص يقول راود اعرابي اعرابية في الصحراء. راودها عن نفسها. وقال لها نحن في مكان لا يرانا الا الكواكب. نحن في مكان لا يرانا الا النجوم. لا احد يرانا فمما تخافين؟ مما تخشين؟ لا احد يرانه. نحن في مكان لا يرانا الا الكواكب. فقالت المرأة واين مكوكبها اين موكوكب الكواكب؟ الا يرانا؟ فذكرته بالله ولهذا اذا تذكر الانسان الله وعظم وقدرته ووكماله واطلاعه وعلمه سبحانه وتعالى بالكائنات وشدة بطشه انتقامه وعقوبته وسخطه وغضبه ولعنته كل هذه الامور اذا تذكرها العبد فانها تقوي الخوف في قلبه وتمنعه من وقوع من وقوعه في المعصية. احد الناس اراد ان وان يقع في معصية فاتى عالما يسترشده. قال اريد ان افعل كذا وكذا من المعاصي قال لا بأس. ولكن اذهب في مكان لا يراك الله فيه. افعل هذه المعصية ولكن في مكان لا يراك الله فيه. قال ما يمكن. اينما اكون الله يراني. ويطلع علي قال اذهب لا بأس اذهب وافعل معصية ولكن لا تستعمل اي نعمة من نعم الله عليك في معصية الله قال ما يمكن كل ما عندي هو من نعمة الله يدي سمعي بصري اعظائي كلها من نعمة الله علي اخذ يعدد له اشياء يعرفه بالله. ثم قال له تعصي الله بنعمة الله والله يراك وعدد له امورا من هذا القبيل فامتنع الرجل. اذا تذكر الله وتذكر عظمته ورؤيته سبحانه وتعالى وعلمه وانه سبحانه وتعالى احاط بكل شيء علما واحصن كل شيء عدد يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون. يسمع تبارك وتعالى جميع الاصوات على اختلاف اللغات وتفنن الحاجات وانواع الطلبات لو ان الناس كلهم وبلغاتهم الشتى تكلموا في لحظة واحدة لسمع الجميع دون ان تختلط عليه لغة بلغة او حاجة بحاجة او مطلب بمطلب لو انهم كلهم تكلموا لسمعهم. تقول عائشة رضي الله عنها سبحان الذي وسع سمعه الاصوات وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا الى ان قال يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئا الا كما ينقص المخيط اذا غمس في اليم. فهو تبارك وتعالى يسمع. وهو تبارك تعالى بصير يرى جميع المخلوقات يرى سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات دبيب النمل السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء. ويرى تبارك وتعالى جريان الدم في عروقها ويرى كل جزء من اجزائها. فاذا تذكر الانسان هذه المعاني العظيمة عمرت قلبه بخوف الله. ولهذا قال الله تبارك وتعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. كلما ازدادت معرفة الانسان بربه زاد خوفه منه. وزاد تعظيم له وعظمت عبادته ورغبته ورهبته بحسب المعرفة. والمعرفة تولد في القلب الرجاء والخوف والمحبة. تولد المحبة والرجاء والخوف وهذه الثلاثة عليها تقوم العبادات فالعبادات يفعلها المسلم حبا لله ورجاء لثوابه وخوفا من عقابه سبحانه وتعالى الخوف عبادة قلبية لا يجوز ان تصرف الا لله ومن صرفها لغيره فقد اشرك. واتخذ مع الله تبارك وتعالى شريكا. والمراد بالخوف الذي هو عبادة هو ما تحدثنا عنه قبل قليل. خوف الذل والخضوع. الخوف الذي يقتضي الاقبال على الطاعة والبعد عن المعصية. خوف السر. خوف تغير القلب خوف الضلال خوف الا تقبل العبادة. الخوف الذي يقود لفعل الطاعة خوف العبد من دخول النار. خوفه من الحرمان من دخول الجنة خوفهم من تغير قلبه خوفه من الزيغ فالخوف عبادة لا تكون الا للرب جل وعلا. هذا الخوف هو عبادة لا يجوز صرفها الا لله وهي حق خالص له سبحانه وتعالى. ومن صرفها لغيره سبحانه فقد اشرك. والمؤلف الله عقد هذه الترجمة لبيان ان الخوف عبادة وهي حق خالص لله تبارك وتعالى وصرفها لغيره سبحانه وتعالى شرك بالله عز وجل اما الخوف الطبيعي فهو غير داخل هنا الخوف الطبيعي غير داخل هنا خوف الانسان من السبع او خوفا من الحية او خوفا من الاشياء التي يخاف منها ليس داخلا هنا ولا ولا يذم. كذلك فعل الاسباب هذا لا يذم عليه العبد. قال الله تعالى عن موسى عليه السلام فخرج منها خائفا يترقب فهذا خوف لا يلام عليه العبد خوف من عدو جاء في الحديث كان عليه الصلاة والسلام اذا خاف عدوا قال اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورها فمثل هذا الخوف لا يلام عليه العبد هذا يسمى خوف طبيعي يخاف من حية يخاف من سبع يخاف من عدو ولكن يذم على هذا النوع من الخوف اذا خرج عن حجه. واصبح نوع من الوهم. ونوع من المرظ وشيء من التخيلات بعض الناس يزيد آآ فيه الخوف الطبيعي الى ان يصل الى درجة الوهم وتجده دائما يشعر بخوف بدون مقتضي وبدون موجب موجب وانما اوهام يتوهمها وتخيلات يتخيلها اه فتجده خائف خائف من عدو لا وجود له. خائف من لا وجود لها الا في خياله. وفي وهمه فهذا نوعان هو مرض مرض قد يصيب بعض الناس ووهن وربما ايضا يرتقي بالانسان الى ان يضر الى ان يضر بدينه. وبعبادته. ولا سيما اذا سيطر هذا النوع من الخوف على قلب الانسان. فانه يحرمه من كل خير. ويوقعه في في كل شر. بل قد يوقعه وفي الالتجاء الى غير الله تبارك وتعالى فيقع في الشرك الصراح. والكفر والكفر البواح هذه الامراض هذا المرض الذي يكون سببا كارتقاء الخوف الطبيعي الى درجة لا تحمد بل تذم ينشأ من ضعف الايمان. ينشأ من ضعف الايمان ورقة الدين. اما قوة الايمان وصلاحه يستقيم امر الانسان في خوفه. ويكون معتدلا فعلى كل حال الخوف الطبيعي لا يلام عليه الانسان ما لم يتعدى حده. الى نوع من الوهم او الوسواس قاسوا المرض او نحو ذلك. اه ايضا من الخوف المحرم الذي يذم عليه الانسان وهو من الشرك الاصغر خوف الانسان الذي قد يمنعه او يحجزه من فعل طاعة او قربة الى الله سبحانه وتعالى فيدعها خوفا من الناس. فهذا ايضا خوف محرم يذم عليه الانسان ويذم على فعله. ويكون اثما بوجود هذا الخوف فيه ثم قول الله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافو ان كنتم مؤمنين. الترجمة في الخوف عبودية الخوف. والمصنف رحمه الله جعل هذه الاية الكريمة عنوانا للترجمة لانها دالة على وافية ببيان المراد. وتقرير ان الخوف عبودية قلبية لا يجوز لغير الله تبارك وتعالى. والشاهد من الاية قوله فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. فجعل من من الايمان خوف الله وخافوني ان كنتم مؤمنين. فجعل من ايمانهم خوفا من الله تبارك وتعالى والاية تدل على ان الخوف من الايمان. قال فخافوهم فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. فالايمان الصحيح يقتضي ان يصرف الخوف لله وحده ولا يصرف لغيره. فلا تخف خافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. وقوله تعالى في اول الاية انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. اي يخوفكم باولياءه. هذا معنى الاية عند جمهور المفسرين ان يخوفكم باوليائه. اي باولياء الشيطان. يلقي في قلوب المؤمنين خوفا من اولياء الشيطان. من ان يضر العبد او ينالوه باذى قبل هذه الاية قال الله تبارك وتعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم هذا من التخويف من تخويف الشيطان للمؤمنين باوليائه الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم. لكن انظر الى الايمان ايمان الصحابة رضي الله عنهم ماذا حدث؟ فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء المؤمن اذا خوف بغير الله تبارك وتعالى يزدد ايمانا بالله وثقة به والتجاء اليه وطلبا منه جل وعلا لانه يعلم ان الله تبارك وتعالى ذو القوة المتين. وانه تبارك وتعالى على كل شيء قدير ولو كادت السماوات والارض ومن فيهن عبدا وتولى الله تبارك وتعالى حفظه لم تضره بشيء. واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء كتبه الله عليك. انما ذلك الشيطان يخوف اولياءه. اي يخوفكم باوليائه. اي يلقي في قلوبكم خوفا من اولياءه واعوانه وانصاره فلا تخافوهم. لا يقع في قلوبكم خوف منهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. وخافوني ان كنتم مؤمنين. ولهذا في هذا المقام ينبغي على العبد ان ان ان يجاهد نفسه على عمارة قلبه بخوف الله. لا بخوف المخلوقات ويذكر نفسه بان الله تبارك وتعالى على كل شيء قدير. وانه حسب المؤمن وكافيه يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين يتذكر ذلك ويقوي ذلك في قلبه حتى لا في قلبه الا خوف الله عز وجل. نعم. قال وقوله انما لا يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخشى الا الله اعد وقوله انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر الصلاة واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله. الاية ثم اورد المصنف رحمه الله هذه الاية الكريمة في بيان من هم عمار المساجد؟ وما هي وما هي حليتهم؟ قال انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر اقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخشى الا الله فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين هذه الاية فيها عد لاوصاف عمال المساجد عمار بيوت الله تبارك وتعالى التي اذن الله تبارك وتعالى ان ترفع ويذكر فيها اسمه كما قال في اية اخرى في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة ايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار. وتأمل المعاني التي ذكرت في الاية التي اوردها المصنف فهي موجودة في هذه الاية. اقام الصلاة وايتاء الزكاة والايمان بالله والخوف من الله. يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار هو نظير قوله في الاية الاولى ولم يخش الا الله. فهذه بصفة عمار المساجد صفة عمار المساجد ايمان بالله وايمان وباليوم الاخر واقامة اقام للصلاة ومحافظة عليها وايتاء للزكاة وخوف من الله ومراقبة له وتحقيق لتقواه جل وعلا. هذه صفات عمال المساجد. وتأمل هنا قول الله تبارك وتعالى في وصف هؤلاء العمار بانهم رجال. والرجولة لها شأن في احاديث الناس. ولكنهم يتفاوتون في فهم الرجولة ومعناها وما هي المراجل؟ وذهبت فهوم بعضهم للرجولة وللمراجع الى فعل امور تافهة جدا وحقيرة ومخالفة للفطرة يمارسها على نوع من الرجولة والمرجلة. لا بأس ان اضرب امثلة. بعضهم يعد من الرجولة اطالة الشارب. وتجده يطيل شاربه طالة كبيرة ويفتل شاربه بطريقة معينة امام من حضر كنوع من المرجلة. هذا مبلغه من العلم. وتجده في الوقت نفسه يحلق لحيته. مخالفة للفطرة امن في وجهه لحيته محلوقة وشاربه طويل. ينزل الشارب على فمه ويغطيه تد من الجانبين ثم يمارس فتل الشارب امام الناس كنوع من المرجلة. وعند نفسه انه محقق للرجولة وان هذه مراجل فاي رجولة هذه في مخالفة الفطرة؟ وو الوقوع في في ظد الفطرة ونقيظها. حتى يعني بلغ ببعظهم في طالت الشارب ومخالفة الفطرة في هذا الباب ان ان يغطي الشارب فمه حتى ان بعضهم اذا رأيته تتعجب كيف يشرب الايدام بالملعقة؟ بمنظره كيف يشرب الايدام بالملعقة؟ وربما انه يحتاج الى عمليتين لادخال الايدام في فمه. العملية الاولى رفع الشارب عن الفم. والثانية ادخال الملعقة في في ولو انه حن على طفله الصغير لو حن على طفله الصغير وقبله كنوع مداعبة ربما قال الطفل قاتل الله هذه القبلة وليت الله اراحنا منها. وهذا يبين لنا التفاهة. ثم عند نفسه انه في مراجل رجولة ونادي المرجلة هكذا يرى نفسه. وتجد فهوم كثيرة هذا مثال والا تجد فهوم كثيرة في الناس يفسرون فيها المراجل يعني منهم من يعد المراجل اذية الناس والاعتداء عليهم والظلم واخذ اموالهم بالباطل يعدها مرجلة هذا نوع من الفهم لكن المرجع حقيقة ننظرها حقيقة ننظرها هنا في الاية. في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه سبح له فيها بالغدو والاصال من رجال رب العالمين يقول رجال هذي الرجولة في ابهى صورها واتم حللها. رجال لا تلهيهم تجارة. ولا بيع عن ذكر الله ولهذا من تنهيه تجارته وبيعه عن ذكر الله يقال يقال له وين الرجولة؟ اين الرجولة التي ذكرها الله في القرآن؟ قال رجال اين الرجولة اذا كانت تجارتك الهتك عن عبادة الله وعن ما خلق خلقك الله له اين رجولتك الحقة اين الرجولة؟ رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة يخافون يوما تتقلب فيه قلوب اذا لم يكن في القلب خوف من الله اين الرجولة؟ ولهذا هذه معاني الرجولة حقا ووصدقا على ما بين ربنا وخالقنا ومولانا تبارك وتعالى. الشاهد ان هذه الاية وكذلك اية سورة النور في بيوت الى اخرها فيها بيان اوصاف عمار المساجد وقد ذكر تبارك وتعالى من اوصاف عمال المساجد انهم لا يخشون الا الله ولم يخشى الا الله وهذا هو الشاهد من الاية للترجمة لم يخشى الا الله اي ليس في قلبه خوف كن او خشية الا من الله تبارك وتعالى. وهذه الخشية التي قامت في قلبه من الله هي التي آآ ترتب عليها محافظته على العبادة واداءه للصلاة وايتاءه للزكاة الان في ايتاء الزكاة بعض الناس ربما يمتنع من الزكاة خوفا من نقص ماله لكن من كان لا يخشى الا الله ولا يخاف الا الله ينفق زكاته كما امره الله الله تبارك وتعالى وهو لا يخاف بل مطمئن ان هذه الزكاة بركة لماله ونماء له ووقاية غاية له من الافات وزيادة في ماله. بينما الذي انصرف خوفه الى غير هذا المعنى تجده يمتنع عن ايتاء الزكاة ويمتنع عن انواع من الطاعات لان خوفه ليس من الله. نعم قال وقوله ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس على فتنة الناس كعذاب الله. الاية نعم اعد. ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله. ثم اورد رحمه الله هذه الاية وهي قول الله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله. فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب قد ساق المصنف رحمه الله فهذه الاية لبيان اهمية عبودية في القلب وعظم اثرها على العبد في الثبات على الايمان. والسلامة من الفتن اذا كان الخوف من الله في قلبه عظيم. بينما اذا كان لا يخاف الله او خوفه من من الله ضعيف فانه عندما يفتن عندما يفتن يجعل الفتنة او ما يناله من عذاب وابتلاء من الناس بالله قال قال تعالى ومن الناس من يتخذ من ومن الناس من يقول امنا بالله ومن يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله يعني اذا اوذي في في الله بسبب ايمانه به وطاعته له اي اذاه المخلوقون واذاه اعداء الدين اذا اودي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ماذا يترتب على هذا الجعل؟ اذا جعل فتنة الناس كعذاب الله تجده ربما يرتد عن دينه ليسلم من من عذاب الناس ومن اذى الناس فيرتد عن دينه اترك دينه لخوفه من عذابهم. ولانه جعل عذابهم كعذاب الله. وهذا من حماقة هؤلاء ومن حماقة من يكون كذلك. لانه كيف يسوى بمن اه عذابه لساعة او للحظات بالعذاب الدائم. كيف يخاف من من هو اه من تراب كيف يخاف من هو من تراب وصائر الى تراب ولا يخاف من رب الارباب جل وعلا. كيف تكون هيبة من المخلوق المخلوق من تراب ولا يخاف من العظيم الوهاب سبحانه وتعالى من يجعل فتنة الناس كعذاب الله هذه حماقة. تردي بالانسان ملكه اشد الهلكة لان عذاب الناس عذاب الناس لا ليس بشيء امام العذاب الابدي والعذاب السرمدي الذي اعده الله تبارك وتعالى للكافرين بل ان المؤمن مهما فعل به مع قوة ايمانه لا يبالي مثل ما نقل عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال ماذا يصنع اعدائي بي؟ ماذا يصنع اعداء اعدائي بي؟ نفي سياحة وقتل شهادة وسجن خلوة. ماذا يفعل اعدائي بي؟ بينما من من كان الايمان ويسوي فتنة الناس بعذاب الله هذا الذي يقع في الهلكة او يقع في الارتداد او النكوص على على العقبين. فاذا الاية شاهد على وجوب الخوف من الله تبارك وتعالى وان يخافه وحده ولا يخاف سواه ولا يكون كهؤلاء الذين شأنهم في ايمانهم انهم يسوون عند الفتنة وعند الاذى بين عذاب الله وفتنة الناس ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله اي بسبب ايمانه بالله جعل في فتنة الناس اي اذاهم وعذابهم له كعذاب الله. نعم. قال عن ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعة ان من ضعف ان من ضعف اليقين ان ترضي الناس ان ترضي الناس بسخط الله وان على رزق الله وان تذمهم على ما لم يؤتيك الله ان رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره. عن ابن مسعود قال رحمه الله ثم اورد رحمه الله الحديث عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انا من ضعف اليقين. قال ضعف بالظم فيما يصيب وضعف في الفتح ما يكون في الرأي رأي الانسان. في بدنه ضعف وفي رأيه ضعف فمن جاء في الحديث هنا ان من ضعف اليقين اي مما يترتب عليه ضعف في يقين العبد. واليقين هو كمال الايمان وكمال العلم بالله سبحانه وتعالى. هو اساس لا بد منه كما قال عز وجل في في وصفه للمؤمنين انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا. تم يقينهم. وقال عليه الصلاة والسلام اشهد ان لا اله الا الله واني الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما اي موقن يقين مطلوب واساس في الدين كله. وكلما قوي يقين العبد بالله وبموعوده وبثوابه وباليوم الاخر عظم الخير فيه. واذا ضعف اليقين ضعف الخير واليقين لضعفه في العبد امارات. اذا وجدت علم من خلالها ان يقينه بالله ضعيف. فما هي امارات ضعف اليقين؟ عددت في هذا الحديث ذكر جملة من علامات ضعف اليقين او من ابرز علامات ضعف اليقين في هذا الحديث قال في ذكر العلامة الاولى ان ترضي الناس بسخط الله ان ترضي الناس بسخط الله هذا من ضعف اليقين. ان ان ان ينشد العبد رضا الناس بسخط الله عليه همه ان يرضى الناس عنه مع ان رضا الناس كما يقال غاية لا قدرة ومطلب لا ينال مهما فعلت لا لا يمكن ان ترظي الناس. فمن ضعف يقين العبد بالله ان يلتمس رضا الناس في سخطه سبحانه وتعالى. والا لو كان يقينه به قويا لما كان كذلك. فمن علامات ضعف اليقين التماس رظا الناس سخط الله. هذه العلامة الاولى. العلامة الثانية ان وان تحمدهم على رزق الله. العلامة الثانية ان تحمدهم على رزق الله. ان تحمدهم على رزق الله. فيكون الله تبارك وتعالى قد تفضل عليك ومن وجعلهم سببا في وصول هذه النعمة اليك فتح على رزق الله يعني لا يكون حمدك لله والحمد له وحده اولا واخرا ظاهرا فتحمدهم على رزق الله اي لا يكون حمدك للمنعم المتفضل بالنعمة وانما حمدك لمن جعله الله سببا. فهذا من ضعف اليقين. من ضعف اليقين ان ان يحمد الانسان الناس على رزق الله. فهذا من علامات ضعف اليقين لا يتنافى هذا مع ما جاء في الحديث الاخر لا يشكر الله من لا يشكر الناس. وحديث من صنع دعا اليكم معروفا فكافئوه لا يتنافى معه ولكن الذي يذم وهو من ضعف اليقين هنا ان تحمده على رزق الله ان يكون حمدك لهم وان تكون اضافة النعمة اليهم كأن يقول من وصله احسان ومساعدة من احد المخلوقين يسرها له رب العالمين يقول لولا فلان لكنت فقيرا. لولا فلان لكنت فقيرا. او لولا الطبيب فلان لبقيت مريضا او لولا قائد السيارة الفلانية لكنت في عداد الموتى هذا كله مما يتناوله الحديث ان تحمد ان تحمدهم ان تحمد الناس على رزق الله. يتفضل الله عليك تضيف النعمة الى غير المنعم. المنعم هو الله وهؤلاء سبب جعلهم الله تبارك وتعالى سببا لا تظاف النعمة اليهم وانما تظاف النعمة الى المنعم وهو الذي يحمد على النعمة ولا بأس من شكرهم ولا بأس ايضا من مكافأتهم ان استطاع وان لم يستطع يدعوا لهم. والعلامة ان تذمهم على ما لم يؤتك الله. ان تذمهم على ما لم يؤتك الله اي ما لم يكتبهم والله تبارك وتعالى لك ولم يقدره لك. فتذهب ذاما للمخلوقين في شيء لم يكتبه الله لك ولم يقدره لك فهذا من ضعف يقينك. والا لو كان اليقين قويا لقال صاحب اليقين في مثل هذه الحال ماذا؟ قدر الله وما شاء فعل لله الامر ومن قبل ومن بعد نسأل الله ان يعوظنا خير نسأل الله ان ييسر امرنا لكن من عنده ضعف يقين ماذا يفعل؟ لولا فلان لكنت كذا ولولا ان فلان منعني من كذا لحصل لي كذا. واشياء من هذا القبيل. فهذا من ضعف اليقين. والا لو كان اليقين قال قدر الله وما شاء فعل. نسأل الله ان يعوضنا نسأل الله ان يكتب لنا الخير. اليس هذا اللائق بمن يقرأ اليس هذا اللائق ان يقوله من يقرأ قول الله تعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده اين يقيننا بهذه الاية اذا كان آآ اتجاهنا في حال عدم حصول امر يريده العبد الى ذم المخلوقين. لو كان ذاك مقدرا مكتوبا لا لما منعه احد لما منعه احد فيتجه الانسان الى في مثل هذا المقام اذا قدر الله وما شاء فعل ولا يأتي بلولى هنا فانها تفتح عليه عمل الشيطان. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن ولا تقل لو اني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ولا يمنع هذا ان ان يواصل الانسان بذل السبب في تحصيل خيري الدنيا والاخرة لا يمنع ايمانك بالقدر وثقتك بالله ويقينك به وتوكلك عليه من ان تباشر الاسباب فلا لا يزال المؤمن مباشرا للاسباب حريصا على ما ينفعه ولكنه قلبه ليس ملتفتا اليها وانما على الله يسأل منه تبارك وتعالى وحده التوفيق والهداية والاعانة والسداد. ثم قال ان رزق الله لا يجره حرص حريص. نعم. ولا يرده كراهية كايد. ثم قال ان رزق الله لا لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره. لان هذا هذا اليقين. هذا اليقين رزق الله تبارك وتعالى بيده يؤتيه من يشاء. لا يمكن ان ان يحول احد بينك وبين رزق كتبه الله لك ولا يمكن ان يجلب لك احد رزق رزقا لم لم يكتبه الله لك فرزق الله لا يجلبه حرص ولا يرده كراهية كاره. لماذا؟ لان الامر بيده. والفضل فظله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم فرزق الله بيد الله. وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. فرزقه سبحانه وتعالى بيده هو الذي يعطي ويمنع ويخفض ويرفع ويقبض ويبسط الامر بيده سبحانه وتعالى فلا فلا يجلبه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره قوله لا يجلبه حرص حريص ليس هذا فيه تعطيل الى الاسباب وانما بيان لحقيقة التوكل والثقة بالله. وليس هذا قوله لا يجلبه حرص حريص ليس المراد هنا الا تحرص. بان يقول قائل اذا كان حرص الحريص لا يجلب رزقا فلا داعي له. هذا خطأ وانما المراد هنا ان حرص الحريص ليس هو الذي به يكون جلب الرزق. جلب الرزق بيد لله فقد يحرص الانسان ويبذل اسبابا كثيرة ولا يكتب الله له رزقا. وربما يبدو الاخر اسبابا دون الاسباب الاول ويكتب الله له رزقا كثيرا. فحرص حريص ليس هو الجانب للرزق الجالب للرزق هو من الله. وتفضله سبحانه وتعالى. فاذا بذل السبب مطلوب. بذل السبب كما قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك. وربنا تبارك وتعالى قال في القرآن فامشوا في مناكبها. وكلوا من رزقه امر ببذل السبب. ولكن لا تعتمد عليه ولا تبتغي رزقا من جهته وانما من جهة الله فابتغوا عند الله الرزق. فتبذل السبب وتكون على يقين ثقة بالله واعتماد عليه وتوكل عليه. هذا هو المراد بقوله فان رزق الله لا يجلبه حرص حريص لا يجلبه حرصه حريص. فالحرص مطلوب كما مر في الحديث احرص على ما ينفعك. ولا يكون الاعتماد على السبب وانما الاعتماد على المسبب وهو الله. والامر الثاني قال ولا يرده كراهية كاره لو ان كارها كره لك رزقا او حسدك على على نعمة او حرص حرص على ان لا تتحقق لك فهذه الكراهية ان كان الله كتب وقدر لك رزقا فهذه الكراهية لا تحول بينك وبين رزق الله بينك وبين نعمة الله. كما في الاية التي مرت ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم. نعم قال وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضى عنه الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس رواه ابن حبان في صحيحه ثم اورد المصنف رحمه الله هذا الحديث حديث عائشة رضي الله عنها وجاء في روايات الحديث ان معاوية كتب الى عائشة رضي الله عنها طلب منها ان تكتب له بوصية وان توجز. قال اوصيني واوجزي. فكتبت له اه السلام عليكم وذكرت الحديث طلب منها وصية موجزة جامعة فكتبت له هذا الحديث فقط وصية جامعة ومن يتأمل هذا الحديث يجد انه وصية جامعة للخير في الدنيا والاخرة وجماع الخير للعبد في دنياه واخراه ان يكون رائده دائما التماس رضا الله وطلبوا رضا الله جل وعلا لانه في هذا الكون عبد لله خلق لطاعة الله واوجد لعبادة الله. وخلق ليحقق ما ينال به رضا الله. فيكون هذا رائده. رائده ان يرظى عنه ربه جل وعلا وان سخط عليه الناس. ان يرظى عنه من خلقه من اوجده من تفضل عليه بالنعم حتى وان سخط عليه الناس لا يبالي المهم ان يرضى عنه الله. قال عليه الصلاة والسلام من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضى عنه الناس. من التمس رظا الله بفعل امر يحبه الله او امور يحبها سبحانه وتعالى. بسخط الناس اي بما يكون سببا لسخط الناس عليه في فعله لهذه الامور. ما الذي يترتب على ذلك وما هي نتيجته؟ قال رضي الله عنه وارضى عنه الناس. وارظى عنه الناس لان قلوب الناس بيده جل وعلا. وقد قال الله في القرآن في تحقيق معنى وفي تحقيق معنى هذا الحديث قال الله في القرآن في سورة مريم ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم هم الرحمن ودا. قوله ان الذين امنوا وعملوا الصالحات هذا التماس رظا الله جل وعلا النتيجة او من النتائج سيجعل لهم الرحمن ودا اي مودة في قلوب الخلق ومن ذلكم ايظا ما جاء في الحديث ان الله عز وجل اذا احب عبدا نادى جبريل يا جبريل اني احب فلانا فاحبه فيحبه جبريل. وينادي جبريل في في اهل السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه فيحبه اهل السماء. قال ويطرح له القبول في الارض. فالامر بيد الله سبحانه وتعالى والذي يجب على العبد ان يحرص عليه وان يجتهد في تحقيقه هو التماس رضا مولاه. جل قال من من التمس رظا الله بسخط الناس رظي الله عنه وارظى عنه الناس. اما اخر قال ومن التمس سخط الله ومن التمس رضا الناس بسخط الله ومن التمس رظا الناس بسخط الله اه سخط الله عليه واسخط عليه الناس. فيعامل بنقيظ قصده فلا يكون ايمانه سلم له بالتماس رضا ربه ولا يكون الشيء الذي اراده وهو رضا الناس حاصل له ينقلب اه من اراد منه اه الرضا عنه ساخط عليه سخط الله عليه واسخط عليه الناس. وبهذا الحديث يعلن ان فلاح الانسان وسعادته في دنياه لا يكون الا بالتماس رضا الله جل وعلا. لا يكون الا بالتماس رضا الله والسعي في نيل رضا الله تبارك وتعالى وان يكون رضا الله عنك رائدا لك في امورك كلها وشؤونك جميعها. نعم. قال فيه مسائل تفسير اية ال عمران قال فيه مسائل الاولى تفسير اية عمران اي قول الله تبارك وتعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. وقد مر معنا تفسير الاية. الثانية تفسير اية براءة الثانية تفسير اية براءة اي قول الله تبارك وتعالى انما يعمر مساجد الله الاية وقد مر معنا تفسيرها الثالثة تفسير اية العنكبوت الثالثة تفسير اية العنكبوت وهي قول الله تعالى ومن الناس من يقول وامنا بالله الاية وقد مر معنا تفسيرها. الرابعة ان اليقين يضعف ويقوى ان اليقين يضعف ويقوى. والدليل على ذلك الحديث. قال ان من ضعف اليقين فقوله من ضعفه هذا دليل على انه يضعف ويقوى. وان لضعفه اسبابا ولقوته اسباب وان الواجب على العبد ان يبحث عن اسباب قوة اليقين ليقوي يقينه ويبحث عن اسباب ضعف اليقين يبتعد عنها. ومن ذلك ومن ذلكم ما ذكر في الحديث. فهذه اسباب لضعف اليقين وعلامات على ضعفه فاذا عرفها العبد واتقاها وابتعد عنها كان هذا من تمام يقينه وكماله الخامسة علامة ضعفه. ومن ذلك هذه الثلاث علامة ضعفه ومن ذلك هذه الثلاثة. اي ان هذه اي ان هذه الثلاثة المذكورة في الحديث ليست هي كل علامات ضعف اليقين. وانما هي بعض العلامات او ابرز العلامات والا لضعف اليقين علامات كثيرة ابرزها هذه الثلاثة المذكورة في هذا الحديث السادسة ان اخلاص الخوف لله من الفرائض ان اخلاص الخوف لله من الفرائض والادلة على ذلك كثيرة وقد مر معنا بعضها كقوله فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين وقوله ولم يخش الا الله ونظائرهما من الايات نعم. السابعة ذكر ثواب من فعله ذكر ثواب من فعله. اي من فعل هذا الاخلاص في الخوف. ومن ذلك على سبيل المثال في اية ذكر عمار المساجد. قال انما يعمر مساجد الله من امن بالله اليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخشى الا الله يعني اخلص في خوفه وخشيته ولم يخشى الا الله ما هي الثواب ما هو ثواب فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين. اي ان اولئك مهتدين. اي ان اولئك من المهتدين. فكما قال ابن عباس رضي الله عنه الكل عسى في القرآن فهي واجبة. فقوله فعسى ان يكونوا من المهتدين اي هم من المهتدين. من كانوا من كان من اهل هذه الصفات فهو من المهتدين. نعم. الثامنة ذكر عقاب من تركه ذكر عقاب من تركه. اي من ترك الخوف من الله تبارك وتعالى. فانه لا يحصل الا الخيبة والحرمان والخسران في الدنيا والاخرة. نعم. انتهى؟ نعم احسن الله اليكم وبارك لكن يطول الوقت على الاخوان. احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم غفر الله لنا ولكم والمسلمين اجمعين. امين. هذا السائل يقول اذا مات الكافر النصراني هل يجوز لابنائه المسلمين الذهاب الى جنازته ولو كانت في الكنيسة؟ آآ اما زيارة القبر قبر الكافر من اجل الاتعاظ والاعتبار فهذه لا بأس فبها زيارة قبره لان يتعظ. اما كونه يذهب مع جنازته ويشارك في في تشييعها والامور الباطلة التي تفعل ويفعلها فهذا لا لا يجوز للمسلم ان يفعله. وانما يتولاه آآ آآ قرابته من من الكفار وجماعته من الكفار هم هم يتولون وان رغب ان يزور قبره للعظة والاعتبار لا بأس بذلك. احسن الله اليكم هذا السائل يقول هل الخوف من الجن؟ هل هو من الشرك الاكبر مطلقا ام فيه تفصيل؟ اه خوف السر خوف السر الذي هو عبادة انصرفه للجن او لغيرهم فقد اشرك شركا اكبر بالله تبارك وتعالى ناقل من الملة. مثل ان يخاف ان يكون منهم تقليب لقلبه او اه صرف له عن عن الهداية او ان بيدهم اظلال وهداية او نحو ذلك من الامور فهذا ينتقل به من الملات. اما اذا كان اه خوف اه دون ذلك وانما هو خوف من اذية خوف من اذيتهم او خوف من اعتدائهم او نحو ذلك فهذا لا لا يكون من من الشرك الاكبر وانما هو من الاصغر. نعم وهذا السائل يقول واذا كان في في واذا كان في حدود يعني امور آآ طبيعية خوف الانسان من اذى محقق من اذى محقق فهذا امر لا يذم عليه العبد اذا كان فيه اشياء محققة ليست اوهام ولا مخاوف آآ وهمية وانما اشياء محققة فخاف منها الخوف الطبيعي فلا بأس بذلك. نعم. هذا السائل يقول انا مبتلى ببلاء عظيم كلما تكلمت عن شيء للناس من امور الخاصة يتعطل ذلك الشيء. فاقول اقضوا حوائجكم بالسر والكتمان فهل فهل حسد الناس يمنع النعمة؟ هو الحاسد نعمة الله وقد يصل الى الانسان اذى باذن الله تبارك وتعالى ويكون سبب حسد وحاسد او نفس خبيثة وتكون باذن الله تبارك وتعالى وصول الاذى. ولهذا لكونه يترتب عليه شر واذى للانسان امرنا بالتعوذ منه قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق اذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد اذا حسد فهو له اه شر وله ظرر ولا ولا يكون ظرره الا باذن الله. ولهذا امرنا ان نتعوذ بالله تبارك وتعالى من من شره. الحاسد والعائن ومن هو صاحب نفس خبيثة قد يضر باذن الله تبارك وتعالى لانه لا يمكن ان يكون في هذا الكون الا شيء قدره الله وكتبه. فعلى كل حال صاحب النعمة عندما يخشى على نعمته اذى فانه يلتجئ الى الله ويفوض امره الى الله ويطلب من الله سبحانه وتعالى حفظه ووكفايته وعونه نعم هذا السائل يقول ما معنى لا خلاف في الحديث؟ ايش حديث انه الرجل الذي كان اذا يخدع في البيع فامر النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول لا خلاف لا لا خلافة يعني لا خديعة لا خلاف اي لا فاذا كان يعني رجل ضعيف الرأي ضعيف البصيرة في الامور فيقول قل هذه الكلمة لا خلاف اي اي لا خديعة. يعني يشعرهم آآ انه قد يعني يذكر له شيء لقصوره فهمه يظن في الفهم يظنه يعني آآ تاما او حسنا بخلاف من عنده بصيرة بالامور هذا هو المراد. هذا السائل يقول انسان مقيم هنا في السعودية هل يجوز له ان يرسل لاهله اموال بواسطة البنك وهل يعتبر هذا من الربا؟ لا يعد هذا من من الربا وانما اذا احتاج الى ايصال المال من طريقه بالحوالة هذا لا يعد من الربا ولا الشيء الذي يعطى للبنك هو يعطى مقابل تحويل المال. يدفع عشرة آآ ريالات او يدفع اقل او اكثر. هذه يدفعها لهم مقابل نقل المال من هذا البلد الى الى بلده. يقول شيخنا احسن الله اليكم كيف الجمع بين حديث من صنع اليكم معروفا فكافئوه وحديث هدايا العمال غلول من صنع اليكم معروفا فكافئوه لا علاقة له بهدايا العمال لان هدايا العمال آآ المراد بها كسب قلوب العمال الدخول عليهم في تحقيق مصالح ما من يعطيهم فهو يعطيهم لاجل مصلحة. ليس عطاء لهم المراد به المعروف وانما المراد به مصالح ينشدها من ورائهم. ولهذا منع العمال من اخذ اه الهدايا. ووصفت بانها غلول لماذا؟ لان من يهديهم من يهدي اه العمال والمراد بالعمال الامراء والمسؤولون فهذا المراد وبعض بلاد المغرب الى الان موجود هذا الاسم يعني يطلق على الامير او الوالي عامل عامل منطقة كذا فالمراد بالعمال اي المسؤولون من هو على رأس المسؤولية. فالهدية التي تعطى او تقدم اليه هذه غلول لماذا؟ لانها لا لها مصالح ليست هي من