بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب واليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل للفلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله رسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين وسلم تسليما كثيرا اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما. اللهم انا نسألك الهدى والسداد نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه قال المؤلف رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين باب قول الله تعالى امنوا مكر الله فلا يأمنوا مكر الله الا القوم الخاسرون. نعم وقوله ومن يقنط من رحمة من رحمة ربه الا الضالون هذه الترجمة صدرها المصنف رحمه الله هاتين الايتين بقول الله تبارك وتعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. وقول الله تبارك وتعالى قال ومن يقنطوا من رحمة ربه الا القوم الضالون. والمصنف رحمه الله صدر هذه الترجمة بهاتين الايتين لبيان عظيمتين من عبودية القلب. وهما الرجاء الذي هو ضد القنوط والخوف الذي هو ضد الامن الامن من مكر الله. فعقد هذه الترجمة لبيان العبوديتين العظيمتين وان المؤمن لا يكون امنا من مكر لله ولا يكون ايضا خانطا من رحمة الله. ليس عنده امن من مكره وليس عنده قنوط من رحمته. بل هو خائف يرجو رحمة الله ويخاف عذاب الله تبارك وتعالى رجاؤه لرحمة الله يجعله لا يقنط وخوفه من عذاب الله يجعله لا يأمن من مكر الله ولهذا هو بين الرجاء والخوف. الرجاء يقوده لكل فضيلة والخوف يسوقه ويبعده عن كل رذيلة. كما قال على وهب ابن منبه رحمه الله الخوف قائد قال الرجاء قائد والخوف سائق والنفس حرون. النفس حرون اي متفلتة من الانسان ولا سيما مع كثرة الصواد والصوارف عن الخير وكثرة في المغريات وبواعث الشر ودوافعه من نفس امارة بالسوء الى شيطان عدو لدود الى فتن في الدنيا مغرية الصوارف كثيرة والنفس اي متفلتة. ويحتاج الانسان في خضم لهذا الى سائق وقائد حتى يمضي قدما في طريق الخير وحتى يسلم من الشرور الكثيرة التي تكتنفه من كل جانب يحتاج الى سائق وقائد. قائد يا الى المضي والمسارعة في الخيرات والمسابقة الى فعل الطاعات يحتاج الى قائد يقوده ويحتاج الى سائق والقائد امام الانسان والسائق خلفه يسوقه من الخلف يدفعه ووهب رحمه الله يقول الرجاء قائد الرجاء قائد. رجاء رحمة الله وفضله قائد يقودك الى كل خير لانك دائما عندما تكون راجيا متحركا في قلبك الرجاء لرحمة الله عز وجل تجتهد في الاعمال الصالحة التي تنال بها رحمته. فيقول للاعمال الصالحة والطاعات الزاكية والقربات العظيمة من فرائض وواجبات ورغائب ومستحبات الرجاء يقودك والخوف يسوقك يكون سائقا لك اذا مضيت في طريق الخير وابتعدت عن المعاصي والاثام ثم حدثتك نفسك الى الالتفات وراء الى حيث المعاصي والذنوب حدثتك نفسك لترجع الى المعصية. جاء الخوف من ورائك خوف الله وساقك ساقك الى الامام. فتجد الخوف من النار الخوف من سخطه الخوف من الخوف من انتقامه يمنعك اذا اذا استحضرت خوف الله تبارك وتعالى منعك من المعصية. اما اذا تبلد الحس ولم يشعر بخوف الله تبارك وتعالى يمضي في المعصية ولا يبالي. هذا معنى قوله رحمه الله الرجاء قائد والخوف سائق والنفس حارون وهي كلمة عظيمة جدا نحتاج ان نتأملها كثيرا حتى تكون منهجا للانسان متوازنا في في سيره في في هذه الحياة بين الرجاء والخوف. ولهذا قال اهل العلم ان الذي ينبغي على المسلم في هذا الباب ان يكون رجاؤه وخوفه متوازنا لا يغلب احدهما على الاخر بل يكون عنده الرجاء والخوف بتوازن. بتساوي لانه اذا اذا غلب احدهما على الاخر قد يظره هذا التقليد. فمثلا لو غل جانب الخوف واهمل جانب الرجاء قد يفضي به هذا الخوف لا القنوط من رحمة الله قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. واذا غلب جانب الرجاء اذا غلب جانب الرجاء واهمل جانب الخوف قد يأمن من مكر الله ولا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. ولاجل هذا صدر المصنف فرحمه الله هذه الترجمة بالايتين معا. لان المطلوب هنا في هذا الباب ان يؤتى بالامرين بتوازن. بالخوف والرجاء. يؤتى بهما بتوازن دون ان يغلب جانبا على اخر والقرآن والسنة كلاهما قائمان على هذا على الترغيب والترهيب. الرجاء والخوف. الرغبة والرهبة الخوف والطمع الجنة والنار. وهكذا بشارة والنذارة القرآن قائم على هذا والسنة قائمة على هذا. ولهذا تجد ايات ذكر الجنة تتبع بايات ذكر النار فتذكر الجنة والنار. يذكر الرحمة وتذكر العقوبة نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم لما وقف كثير من عوام المسلمين وجهالهم عند اول هذه الاية واهملوا اخرها امنوا من مكر الله. يقال لبعضهم اتق الله لا تفعل كذا اتق الله فان هذا حرام. اتق الله فان هذا قد نهى الله عنه. يقول ربك غفور رحيم لما غلب جانب الرحمة وجانب الرجاء واهمل جانب الخوف امن من مكر الله. امن من ذكر الله وفقد هذا هذا التوازن والاعتدال الذي ينبغي ان يكون عليه المؤمن في سيره في صراط على صراط الله المستقيم. ان يكون متوازنا. اما ان غلب ايات الرجاء واهمل ايات الخوف فانه يأمن من مكر الله واذا غلب ايات الخوف واهمل ايات الرجاء يقنط من رحمة الله. ولهذا جاء القرآن وجاءت السنة وجاء منهج الانبياء رسلا مبشرين ومنذرين. ليس بالبشارة فقط ولا بالنذارة فقط بل بهما معا. يبشر وينذر وهذا مهم غاية الاهمية في الدعوة والتربية والتعليم حتى تعليم الاولاد وتربية النشء لا لا يربى النشء بالتقريع والتخويف والتهديد بل يربى بالترغيب والترهيب. بالبشارة والنذارة الرجاء والخوف هذا الذي يوجد التوازن في حياة الانسان وفي وفي مساره ان يكون راجيا خائفا لا يغلب احدهما على الاخر لان تغليب احدهما على الاخر يظره. وبعظ اهل للعلم يشبه هذا التوازن في هذين بجناحي الطائر. يقول الرجاء والخوف مثل جناحين للطائر. وكلكم يعلم ان جناحي الطائر يطير بهما بتوازن لو ظعف احد الجناحين او اختل احد الجناحين فانه لا يطير وان طار لا يكون وازنا تجد الطائر الذي في احد جناحيه عطب ان طار لا يطير طيرانا مستقيما وانما تجد هي يجنح الى جهة معينة ثم يسقط بعد قليل. لان احد جناحيه به عطب فلا يستقيم له طيران ولا يستتم له سير. ولا يكون ذلك الا بهذا التوازن. في جناحيه وهكذا في امر الايمان والطاعة والمضي على صراط الله المستقيم لا بد من الرجاء والخوف معا بتوازن دون ان يغلب احدهما على الاخر وهذا الباب يحتاج المسلم الى الفقه فيه. والى القراءة ايضا فيه باعتدال وقد كان من نصح اهل العلم في هذا الباب ان الكتب التي الفت في هذا الباب وهي كثيرة قديما وحديثا تجمع بين الامرين معا. فلاهل العلم كتب عديدة بعنوان الترغيب والترهيب. ويذكر لك الامرين معا. يذكر لك الترغيب ويذكر لك الترهيب كما هو الشأن في ايات القرآن واحاديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ومن لم يضبط هذا الامر على سنن القرآن والسنة ونهج سلف الامة يزل في هذا الباب. عقيدة وعملا. وقد وجد في الامة مذهبان فاسدان احدهما غلب جانب الرجاء والاخر غلب جانب جانب الخوف اما الاول فهم من يعرفون بالمرجئة اهل الارجاء وهو مذهب فاسد ذمه اهل السنة وبينوا مفاسده واضراره على الناس وشدة خطورته على اديانهم وما يترتب عليه من ضياع الاعمال ونقص الدين. الى غير ذلك من المفاسد والاضرار الكثيرة وهو ناشئ من اعمال ايات الوعد والرجاء واهمال ايات الوعيد والتخويف. والمذهب الاخر مذهب الخوارج الذين اعملوا ايات التخويف ونصوص التخويف والوعيد واهملوا نصوص الرجاء اولئك قالوا لا يظر مع الايمان ذنب وهؤلاء كفروا بكل ذنب من اهمل نصوص التخويف قال لا يضر مع الايمان ذنب ومن اهمل الرجاء كفر بكل ذنب. وكل منهما ضلال وباطل. ودين الله تبارك وتعالى قوام بين ذلك وهدى بين هاتين الضلالتين وحسنة بين هاتين السيئتين. فيه الرجاء وفيه الخوف فيه رجاء يجعل الانسان لا يقنط وفيه خوف يجعل الانسان لا يأمن اعتدال وتوازن. اما من دعا الناس بالرجاء وحده دون الخوف ودون التخويف فهذا يفضي بهم الى ان يأمنوا من مكر الله ها ولا يبال بفعل الذنوب والمعاصي واذا دعاهم بايات الخوف وحدة دون ايات الرجاء يفضي بهم الى القنوط. من رحمة الله. يقنطون من رحمة الله لانهم لم يسمعوا عنها شيء ولم يذكر لهم منها خبر لم يذكر لهم الا التخويف والتهديد والتقريع ولم يذكر لهم عن الرحمة شيء فيصابون بالقنوط. ولهذا الاعتدال كل الاعتدال ان يكون المرء في هذا الباب متوازنا بين الرجاء والخوف. ولهذا قال من من قال من السلف من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق. ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجع ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري اي من الخوارج الذين قطنوا حرورا ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد. وهذا التوازن مطلوب من المسلم يحب الله ويرجو رحمته ويخاف عذابه. اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. ان عذاب ربك كان محظورة وكل من هذين الامرين مضر الامن من المكر والقنوط من الرحمة غاية ضرر لمن تلبس باحدهما او وقع في احدهما. الامن من مكر الله والقنوط من رحمته اما الامن من مكر الله فانه تصيبه غرة وغفلة شديدة. فيرى ان توسيع الله عليه بالصحة والعافية والمال والولد هذا ناتج عن حب الله له وان الله يحبه ولهذا وسع عليه في الرزق وسع عليه في المال عليه في الولد في الربح في التجارة. فيظن ان هذه التوسعة هي نتيجة حب الله له. فتجده امن من مكر الله. يستمر في المعصية يستمر في في التفريط يستمر في التضييع للاوامر وهو في امن من مكر الله ولا يدري ان هذه التوسعة قد تكون استدراجا. استدراجا له كما في هذه الاية التي هي في عنوان هذه الترجمة افأمنوا مكر الله وحتى تفهم الاية ينبغي ان يتأمل السياق الذي وردت فيه. في سورة الاعراف. قال الله تبارك وتعالى ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون. افأمن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون؟ اوامن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون افأمنوا مكر الله؟ فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون وقوله افأمنوا مكر الله اي هؤلاء المكذبين اي هؤلاء المكذبين في في غفلة وفي لهو ووفي تفريط وتظييع واهمال طاعة الله تبارك وتعالى فلهذا يقول افأمنوا مكر الله ومكر الله سبحانه وتعالى ان يملي لهم يملي لهم يوسع عليهم بالنعمة يمهلهم يكثر عليهم خيره نعمته فظله ويكون مقيما على على عصيانه مستمرا على ضلالة الى ان تدهاه العقوبة. وتحل به العقوبة افأمنوا مكر الله؟ فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. لا فمن مكر الله الا الخاسر في دينه ودنياه. الخاسر في كل شيء. خسران في الدنيا والاخرة افأمنوا مكر الله فلا يأمنوا مكر الله الا القوم الخاسرون. والاية دلت على ان آآ الامن من مكر الله ينافي ما ينبغي ان يكون عليه العبد من اقبال على الله وتوحيد واخلاص قياما بطاعة الله سبحانه وتعالى وان آآ الامن من مكر الله لا يخاف العقوبة بسبب امنه لا يخاف العقوبة. ولا تزعجه. ولا يخاف من نزولها عليه ويفعل الذنب ولا يبالي له ولا يبالي به ولا يحس بثقله مثل ما جاء في مثل المؤمن ومثل المنافق في الذنب. قال ان المؤمن اذا اذا اذنب لم احسه كأنه كأنه جبل عليه. والمنافق اذا اذا فعل الذنب كأنما وقع على انفه ذباب فقال به هكذا وطار. يعني لا لا لا يبالي ولا يخاف ولا يكترث هذا الامن من مكر الله الامن من مكر الله. وهو خاسر كما اخبر الله جل وعلا افأمنوا مكر الله لا يأمنوا مكر الله الا القوم الخاسرون. فالاية تدل على اهمية الخوف من الله وخطورة الامن من مكره ليه؟ والاية الثانية وهي قول الله تبارك وتعالى قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون هذه جاءت في سياق حديث امام الحنفاء ابراهيم الخليل عليه السلام مع اضيافه من الملائكة. كما قال الله تبارك وتعالى في سورة الحجر ونبئهم عن ضيف إبراهيم ادخروا عليه فقالوا سلاما قال انا منكم وجلون. قالوا لا توجل انا نبشرك بغلام عليم. قال ابشرتموه على ان مسني الكبر فبما تبشرون؟ قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين. قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. فجاءت هذه الاية في هذا السياق. سياق حديث امام الحنفاء ابراهيم الخليل عليه السلام مع اضيافه من الملائكة. وقد جاءوا اليه بالبشارة يبشرونه باسحاق غلام عليم بشارة تحمل ان مولوده ذكر وانه من اهل العلم جاؤوا يحملون له هذه البشارة بشارة عظيمة وجاءته هذه البشارة عن سن كبيرة. على على ان مسني الكبر وهذا موطن عجب. موطن عجب وليس استبعاد لانه ليس ببعيد وليس بعزيز على الله ان الله على كل شيء قدير. لكن موطن عجب. ووالناس يعجبون من هذا يعجبون من اه اه كون الكبير او او الكبيرة يا يحصل لهم اه الولد على الكبر يعجبون من ذلك. ويحصل هذا بتوفيق الله وتيسيره قد يحصل يعني بعضهم يتعدى المئة من الرجال ويكتب الله له. نعرف رجلا في في ثمانين عمره قارب المئة قارب المئة الا السنتين وانجى في هذا السن لكن موضع عجب ولهذا تعجب بابراهيم ولم يقنط لم يقنط لانه ليس عزيز على الله ان الله على كل شيء قدير. كيف يقنط من من يعتقد ان الله على كل كل شيء قدير وابراهيم الخليل امام الحنفاء وامام الموحدين. فليس القنوط آآ ليس عنده قنوط. ليس القنوط منه ولا اليه. بل بعيد عنه لكنه تعجب من الامر. ولهذا قال على ان مسني الكبر يعني في هذا السن في هذا السن الكبير قال ذلك تعجبا ودهشة من هذا الامر وليس استبعادا له لان الله على كل شيء قدير. فقالوا لا تكن من القانطين. ابشرتموني على ان مسني الكبر فبم تبشرون؟ قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين. فقال عليه الصلاة والسلام هذه الكلمة. قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون لا يقنط من رحمة الله الا الظال. اي المنحرف عن طريق الحق وطريق الاعتدال وعن طريق القوام. من ضل سواء السبيل هو الذي يقنط. اما الذي يمضي في في الصراط المستقيم مضيا صحيحا لا لا لا يتطرق له القنوط. بل لا يرجو رحمة الله ويطمع في فضله. ويتحرى خيره ونواله وبركته وبره احسانه كيف يقنط وهو يؤمن بان ربه محسن رزاق كريم منعم متفضل جواد كيف يقنط؟ كيف يقنط وهو يؤمن ان انه على كل شيء قدير وان امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. كيف يقنط؟ ولهذا لا يدخل القنوط الا مع رقة الدين وظعف الايمان وقلة معرفة بالله سبحانه وتعالى اما الذي يعرف الله سبحانه وتعالى ويعرف قدرته وان الامور كلها بيده سبحانه وتعالى لا يقنط. لا يقنط بل بل هو راج. ولهذا قال قال ابراهيم قال ومن يقنط من رحمة ربه. يعني كيف من يعرف رحمة الله؟ ويعرف فضله الله وكرمه وانعامه واحسانه ومنه وجوده وعطاءه سبحانه وتعالى كيف يقنط ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار. ويبسط يده بالنهار لتوب ليتوب مسيء الليل. كيف يقنط الانسان قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم الذي يعرف الله سبحانه وتعالى كيف يقنط من رحمته؟ كيف يقنط من رحمته والنصارى نسبوا اليه الولد فقال لهم في القرآن فلا يتوبون الى الله. نسبوا اليه الولد الاخرون خدوا اخاديد في الارض وقتلوا فيها عباد الله فماذا قال الله؟ قال ان الذين فتنوا والمؤمنات ثم لم يتوبوا. احد السلف قرأ هذه الاية قال انظروا الى هذا الجود. انظروا الى هذا الكرم قتلوا اولياءه ويدعوهم للتوبة. كيف يقنط الانسان؟ قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون لا يقنط من رحمة الله عز وجل الا الضال اما المؤمن الذي عرف الله سبحانه وتعالى فهو لا يقنط من رحمته بل يرجو رحمة الله ويطمع في فظله يرجو احسانه وكرمه وجوده وينمو في في قلبه هذا الرجاء ويزيد في قلبه ويكون بعيدا عن القنوط قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون اي الا من ضل عن سواء السبيل اما من كان على سواء السبيل فانه غير قانط. آآ المصنف رحمه الله صدق هذه الترجمة بهاتين الايتين للجمع بين الرجاء والخوف للجمع بين الرجاء والخوف. رجاء بلا قنوط وخوف بلا امن. رجاء بلا قنوط من رحمة الله وخوف بلا امن من مكر الله. وهذا التوازن الذي ينبغي ان يكون عليه المؤمن في سيره على صراط الله المستقيم. قال وعن ابن عباس رضي الله عنهما اما رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله واليأس من رح الله والامن من مكر الله ثم اورد المصنف شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه هذا التوحيد اورد حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله وعليه وسلم سئل عن الكبائر. فقال الشرك بالله والامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله. واليأس من رح الله. قال الشرك بالله واليأس من روح الله والقنوط من رحمة الله. ذكر هذه الثلاث. وذكره لهذه الثلاثون ليس للحصر لان الكبائر ليست محصورة بهذا العدد الثلاث وليست محفورة بسبع كما سبق ان مر معنا في باب السحر اجتنبوا السبع الموبقات. وهي كلها من الكبائر فليست محصورة في هذه الثلاث ولا في السبع في الحديث الاول بل هي كثيرة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما راوي هذا الحديث هي الى السبعين اقرب. الى السبعين اقرب وقد كتب بعظ اهل العلم في الكبائر ومنهم المصنف رحمه الله كتبا مفردة وجمعوا فيه وجمعوا فيها كبائر كثيرة دل عليها كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. والمعصية تعرف انها كبيرة بالتنصيص على انها كبيرة كما في هذا الحديث سئل عن الكبائر فقال بالتنصيص على انها كبيرة او بان تصدر بلعن لعن الله من فعل كذا. او غضب غضب الله عليهم او او ذكر العقوبة بالنار. او تحريم دخول الجنة. لا يدخل الجنة قتات. يدل على ان النمام فعل كبيرة لان جاء في الحديث انه لا يدخل الجنة. ومر معنا في حديث سابق ثلاثة لا يدخلون الجنة جنة منهم مصدق بالسحر فهذا هذا من علامات الكبيرة ومن علاماتها كذلك نفي الايمان لا ايمان لمن لا امانة له. او ان يقال ليس منا كما سيأتي في الحديث القادم ليس في الباب القادم ليس فمنا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. فكل حديث جاء او نص كل نص جاء بهذه الصفة فهو يدل على ان الامر الذي ذكر فيه كبيرة من الكبائر فهنا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام ثلاثا من الكبائر وهي الشرك بالله والامن والامن من رح الله اليأس واليأس من رح الله والقنوط من رحمة الله. والامن من مكر الله. اليأس من روح الله والقنوط والامن من مكر الله. ذكر عليه الصلاة والسلام هذه الثلاث وعدها من الكبائر. اما الشرك وهو الامر الاول فقد مر معنا الكلام عنه كثيرا وهو غير الله بالله وهو اكبر الكبائر واخطرها. ولهذا بدأ به عليه الصلاة والسلام ومثل هذا ايضا حديث اخر سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر فقال الاشراك بالله وعقوق الوالدين شهادة الزور فبدأ بالشرك بالله لانه اعظم ذنب واكبر جرم ثم ذكر الامر الثاني وهو اليأس من رح الله اي اليأس من رحمته وفضله وواحسانه واليائس من روح الله قانط اليائس من رح الله قانط. ولهذا اليأس والقنوط معناهما متقارب وبينهما فرق دقيق واليأس اشد القنوط. قال اليأس من رح الله اي ان يكون قانطا من من رحمته وفضله وعفوه وصفحه واحسانه كل هذا يشمله قوله اليأس من رح الله. فهذا عده عليه الصلاة والسلام من الكبائر بالشرك في هذا الحديث. اليأس من روح الله اي القنوط من رحمته وعدم الطمع في في فظله وجوده واحسانه اليأس من روح الله. ثم ذكر الامر والثالث وهو الامن من مكر الله. الامن من مكر الله مر معنا فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. والامن من مكر الله نتيجة تغليب الرجاء مع اهمال الخوف. ولهذا الامن من مكر الله لا يخاف لا يخاف من العقوبة يستمر في العصيان ويستمر في التهاون والتفريط في في طاعة الرحمن وهو غير مبال ولا مكترث. وقوله هنا في الحديث في عد اليأس من رح الله والامن من مكر الله. اليأس من رح الله هذا كما في الاية في قول ابراهيم قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. والامن من مكر الله كما ايضا في الاية التي قبلها افأمنوا مكر الله فلا يأمنوا مكر الله الا القوم الخاسرون الحديث جمع فيه ما ورد في الايتين اللتين صدر بهما المصنف رحمه الله هذه الترجمة. قال وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال اكبر الكبائر الاشراك بالله والامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله. رواه رزاق ثم اورد المصنف رحمه الله هذا الاثر عن ابن مسعود رضي الله عنه في مصنف عبد الرزاق الصنعاني رحمه الله ان ان ابن مسعود قال اكبر الكبائر الاشراك بالله. اكبر الكبائر الاشراك بالله. وهذه الكبيرة كما مر هي اكبر الكبائر. واذا عدت الكبائر ذكرت في اولها لانها اخطر واعظمها على الاطلاق. الثاني قال والامن من مكر الله قال والامن من مكر الله. وهذه كبيرة من الكبائر الامن من مكر الله دل على انها كبيرة ما مر في الحديث الذي قبله والقرآن الكريم. القرآن الكريم قال افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. القوم الخاسرون. فالامن من مكر الله كبيرة وسبب الامن تغليب الرجاء واهمال الخوف. قال والقنوط من رحمة الله قال والقنوط من رحمة الله وهذه ايضا كبيرة ان يكون قانطا من رحمة الله لقلة الرجاء وظعف الرجاء عنده فهو قانط ما من رحمة الله قانط من رحمته آآ سبحانه وتعالى التي وسعت كل شيء ان تنال ان تنال او ان يكون له حظ ونصيب منها من رحمة الله لسيطرة ذنوبه عليه فيشعر انه لا سبيل له ولا قدرة على التخلص منها. وهذا يقع في كثير من من العصاة تسيطر عليه ذنوبه ويظن وان مثله لا لا سبيل له الى التوبة. وولا قدرة له على على التوبة فيكون قانطا فالقنوط من رحمة الله كبيرة والواجب الا يقنط الانسان مهما عظم ذنبه ومهما كبر جرمه. والله يقول قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. اي مهما كانت ذنوبكم ومهما كانت خطاياكم لا تقنطوا ان الله يغفر الذنوب جميعا لا يتعاظمه تبارك وتعالى ذنب ان يغفره فهو تبارك وتعالى الغفور الرحيم. نعم. قال واليأس من روح الله واليأس من روح الله هو معناه مقارب للقنوط و وقيل في معناه انه اشد القنوط. ولهذا ذكره ابن ابن مسعود عقب القنوط. فاول ما يكون قنوط ثم يشتد فييأس. ييأس ينقطع من قلبه الطمع نهائيا. اليأس سوء من رح الله اي ان ان يكون يائسا من رحمة الله وانعامه وفضله وجوده توبته وصفحه يائسا. قال فيه مسائل الاولى تفسير اية الاعراف الاولى تفسير اية الاعراف في ذكر ما يتعلق اهل القرية المكذبة او القرى المكذبة وقول الله تبارك وتعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. وقد مر معنا تفسير الاية. الثانية تفسير اية هجر تفسير اية الحجر في آآ سياق قصة ابراهيم الخليل عليه السلام مع اضيافه وقوله قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. وفي ذكر اليأس والتحذير منه جاء في قصة يعقوب عليه السلام مع بنيه قال ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. في سورة يوسف يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تيأسوا من روح الله. انه لا ييأس من روح الله الا قوم الكافرون نعم. الثالثة شدة الوعيد في من امن مكر الله وشدة الوعيد في من امن مكر الله لان عقوبته الخسران كما جاء في الاية. ثم هذا الخسران من ماذا هل ذكر؟ قال الا القوم الخاسرون خسروا ماذا؟ يقول اهل العلم في في مثل هذا قاعدة يقولون ان المتعلق اذا حدث يعم اذا حذف المتعلق يعم قال الخاسر ولم يذكر خسر ماذا فيعم ان يتناولوا كل خسران في الدنيا والاخرة. الرابعة شدة الوعيد في القنوت. شدة الوعيد في القنوط. كما في قوله تعالى قال ومن يقنط من رحمة رب به الا الظالون. فالوعيد في في وصفه بالظلال. وما يترتب على الظلال من عقوبة في الدنيا والاخرة. انتهى؟ نعم. من باب قال رحمه الله تعالى باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله. وقول الله تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه والله بكل شيء عليم. الباب في الصبر. ان شاء الله تصبرون قال رحمه الله تعيد مرة ثانية قال باب من من الايمان بالله الصبر على اقدار الله. قال رحمه الله من الايمان بالله الصبر على اقدار الله عقد المصنف رحمه الله لبيان عبودية عظيمة من من العبوديات التي يحبها الله والله سبحانه وتعالى ولها اثر كبير في في حياة الانسان كلها في عباداته وطاعاته وبعده عن الحرام وصبره على الاقدار والالام لها اثر عظيم ومبارك على العبد وهي من الايمان. ولهذا صدر المصنف رحمه الله الترجمة بقوله من الايمان بالله الصبر على اقدار الله وقوله رحمه الله من الايمان هذا فيه ان الايمان يتناول شعبا كثيرة واعمالا عديدة قلبية وباللسان وبالجوارح. كما في حديث الشعب المشهور قال عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان. فالايمان شعب كثيرة ولهذا قال صنف من الايمان بالله الصبر على اقدار الله. والصبر عمل وهو عمل قلبي فيه ان اعمال القلوب داخلة في مسمى الايمان. وفي حديث الشعب المتقدم قال والحياء شعبة من شعب الايمان والحياء عمل من اعمال القلوب. ولهذا عقيدة اهل السنة والجماعة في الايمان انه قول اعتقاد وعمل. شامل لهذا كله شامل للعقيدة. والاقوال والاعمال شامل لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة كل ذلك داخل في مسمى الايمان. بل ايضا يدخل في في مسمى الايمان ما حرم الله فكما ان فعل الطاعة ايمان فان ترك المعصية ايمان ولهذا جاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. فدل على ان ترك المعاصي الايمان ترك المعاصي ايمان فالايمان يتناول فعل الطاعات وترك المحرمات يتناول الاقوال آآ السديدة وترك الاقوال المحرمة يتناول ايظا الاعمال القلبية الصالحة وترك الاعمال القلبية السيئة فالاعمال القلبية السيئة مثل الغيبة والنميمة مثل الغيبة والحقد ونحو ذلك هذه تركها والبعد عنها ايمان وفعلها نقص في في الايمان فاذا الايمان شعب كثيرة وعديدة. يتناولها هذا الاثم الشريف المبارك قال من الايمان بالله اي من خصال الايمان ومن شعب الايمان ومما يدخل في مسمى الايمان الصبر على اقدار الله. والصبر هو حبس النفس. ومنعها واصله في اللغة الحبس. ولهذا يقال لمن حبس حتى مات قتل صبرا اي بالحبس فالصبر هو الحبس حبس النفس حبس النفس عن ماذا؟ حبسها اه ان لا تجزع ولا تسخط ولا تعترض على القدر وهذا معنى قوله الصبر على اقدار الله اي اقداره المؤلمة التي تؤلم العبد فيتلقاها بالصبر يتلقاها صابرا محتسب راجيا ثواب الله تبارك وتعالى. الصبر على اقدار الله. والصبر شأنه عظيم بل بل تكرر ذكره كثيرا في القرآن يقول الامام احمد ذكر في الصبر في القرآن اكثر من تسعين مرة. مما يدل على مكانة الصبر في الدين. وهو يتناول امورا ثلاثة الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي والصبر على دار الله المؤلمة يتناول هذه الامور الثلاثة ولهذا قال اهل العلم الصبر ثلاثة انواع صبر على الطاعات الطاعة تحتاج منك الى صبر. ان تصبر عليها بان تحبس نفسك على فعلها. وتلزم نفسك فبفعلها فالطاعة تحتاج الى صبر. والمعصية ايضا تحتاج الى صبر ان تصبر عنها. بان احبس نفسك وتمنعها من فعل المعصية. والاقدار تحتاج الى صبر تحتاج الى صبر. بمنع النفس من الجزع والسخط. وقد جمع الله تبارك وتعالى هذه الانواع الثلاثة في قوله فاصبر لحكم ربك. لان الحكم يتناول الحكم القدر ويتناول الحكم الشرعي الديني. فاذا حكم الله عليك قدرا بمصيبة فاصبر واذا حكم الله شرعا بامر فاصبر على فعله. واذا حكم بنهي نهي عن امر فاصبر على تركه لحكم ربك اي الكون القدر والشرع الديني فيتناول انواع الصبر الثلاثة الصبر على اقدار الله والصبر عن معصية الله والصبر على والصبر والصبر وعلى طاعة الله والصبر عن معصية الله. والمصنف رحمه الله يتحدث هنا عن احد انواع الصبر وهو الصبر على اقدار الله. اي المؤلمة عندما يصاب الانسان بمصيبة. والدنيا دار ابتلاء كما قال الله تبارك وتعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس ثمرات وبشر الصابرين. الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون. من الايمان بالله من الايمان بالله الصبر على اقدار الله اي ان تصبر على ما قدره الله عليك من امر مؤلم بفقد محبوب او فوات مرغوب او موت قريب او خسارة في مال او مرض في الجسم او غير ذلك من المصائب التي يتعرض لها الانسان ويبتلى بها في هذه الحياة والمصيبة اذا اصابت الانسان وايمانه ضعيف وودينه رقيق يجنح لافعال الجاهلية. يجنح لافعال الجاهلية. من من لطم للخدود وشق للجيوب ودعوى بدعوى الجاهلية وكل هذا من رقة الدين وضعف الصبر بينما اذا كان العبد متحليا بالصبر فانه يحبس نفسه ويمنعها عن فعل اي في شيء من هذه الافعال المحرمة المنكرة. ثم اورد قول الله تبارك وتعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. قوله ما اصاب من مصيبة الا باذن الله اي ان المصائب كلها بقدر الله ولا يمكن ان يقع في هذا الكون شيء لم يشأه الله ولم يقدره سبحانه وتعالى. فكل مصيبة باذنه كل مصيبة باذنه واذا علم المسلم ان كل مصيبة باذن الله اي بقدره وبمشيئته سبحانه وتعالى فانه يتلقاها بماذا؟ بالصبر. ولهذا قال ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ومن يؤمن بالله ان يؤمن بان المقادير بيده وان ما شاء الله كانوا وما لم يشأ لم يكن وانه المتصرف في هذا الكون وحده سبحانه وتعالى يهدي قلبه اي يهدأ الله قلبا لما فيه راحة قلبه وسعادة قلبه. ومن ذلك ما الصبر. ومن ذلكم الصبر. ولهذا قال علقمة رحمه الله في في معنى هذه الاية ما نسمعه. قال علقمة رحمه الله والرجل هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم. قال علقمة اي في معنى قوله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله لا فيرضى ويسلم. تصيبه المصيبة اي من فقر او موت قريب. او مرض في او غير ذلك من المصائب في علم انها من عند الله. يعلم انها من عند الله هذا في قوله ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. فيرضى ويسلم هذي هداية القلب. يهدي الله قلبه للرضا والتسليم هو الرجل تصيبه المصيبة فيرضى ويسلم. ولهذا اخذا من الاية وتفسير علقمة لها لو قيل ما الذي يعين على الصبر؟ لو قيل ما الذي يعين العبد على الصبر يقال علمه بان المصيبة ماذا؟ باذن الله ما اصاب من مصيبة الا باذن الله علمه انها باذن الله وان الله كتبها والله عز وجل يبتلي عباده بالسراء والظراء ونبلوكم بالشر والخير فتنة يبتلي يبتلي سبحانه وتعالى بهذا وهذا فالمسلم في سرائه شاكر اذا ابتلاه الله بما يسره شكر وفي ضراءه صابر اذا ابتلاه بما فيه ظرر عليه صبر ولهذا جاء في الحديث الصحيح قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. ولا يكون ذلك الا للمؤمن فالمؤمن في سرائه شاكر وفي ضراءه صابر فهو في خير في كل احواله. بينما من سوى المؤمن فانه في سرائه ماذا؟ في في سرائه جاحد يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. ووفي ضراءه ساخط الخدود وسقل الجيوب ودعوة بدعوى الجاهلية. اما اما المؤمن فان امره عجيب. في في في غاية انينه في غاية الراحة في السراء والظراء. لعلمه بان كل ذلك من عند الله. فان سراء سراء شكر وان اصابته ضراء صبر. قال هو المؤمن تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم. وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت ثم اورد رحمه الله هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اثنتا بالناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت. اثنتان اي خصلتان. في الناس اي باقية. والناس هنا بها ووليس المراد كلهم بل يسلم الله تبارك وتعالى من عباده اه فلا يقع فيها توفيق الله تبارك وتعالى له. اثنتان في الناس هما بهم كفر وفي هذا ان الخصلتين المذكورتين من خصال الكفر من خصال كفر ومن شعب الكفر. الطعن في النسب. والنياح على الميت الطعن في النسب اي الطعن في انساب الناس. القدح فيهم والحط منهم والتعالي عليهم والترفع والتكبر الطعن في النسب اي طعنه في انساب الناس. والاصل في اه في الناس مع انسابهم انهم مؤتمنون على انسابهم. ولا يطعن في النسب. ويقدح فيه للنقيص فهو الاستهزاء والسخرية والتعالي على الناس. اما اذا ادعى انسان الى غير ابيه وهذا من المحرمات ومن الكبائر ومن الذنوب العظيمة. فطعن انسان في دعواه وبين انه آآ كاذب يحول بين آآ الشر الذي الذي يترتب على هذه الدعوة الكاذبة فهذا من الخير ليس مما يدخل في الحديث. الطعن في الانساب النياحة على الميت وهذا موضع الشاهد للترجمة. والنياحة على الميت تنشأ من قلة الصبر على اقدار الله فمن لا يكون صابرا على اقدار الله يكون منه النياح على الميت ولطم الخدود وشق الجيوب والدعوة بدعوى الجاهلية. والنياحة هي رفع الصوت بالبكاء والعويل وما يترتب على ذلك ايضا من شق الجيوب ولطم للخدود ودعوة بدعوى الجاهلية كل ذلك يشمله النياحة. اما كون العين تدمع والقلب يخشع ويحصل الانسان بكاء يسير فهذا لا يتنافى مع الصبر بل هذه رحمة بل هذه رحمة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في في قصة وفاة ابراهيم قال العين تدمع والقلب يخشع ولا نقول الا ما يرضي الرب سبحانه وتعالى فهذه رحمة. رحمة ولين ورقة في القلب. يترتب عليها هذا عند المصيبة لكن المحرم الذي هو من شعب الكفر النياحة. رفع الصوت بالبكاء والعويل والندب اه التسخط على على اقدار الله ولطم الخدود وشق الجيوب هذا كله باطل وهو من شعب الكفر ومن خصال اه اهل الجاهلية. وقوله هما بهم كفر دليل على ان هذه الخصال من شعب الكفر دليل على ان هذه الخصال من بالكفر ولا يلزم في قيام بعظ شعب الكفر في في الانسان ان يكون كافرا اثرا لا يلزم من قيام بعظ شعب الكفر فيه ان يكون كافرا. كما انه لا يلزم من قيام بعظ شعب النفاق فيه ان يكون منافقا قد قال عليه الصلاة والسلام اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان فالكذب في الحديث والاخلاف في الوعد هذي من شعب النفاق. ولا يلزم في اه من قيامه في الانسان ان يكون ان يكون منافقا كما لا يلزم من قيام بعظ شعب الايمان في الشخص ان يكون مؤمنا. قد قد يكون من الكفار من لا يكذب في حديثه. فقيام هذه الشعبة فيه لا يلزم منها ان يكون مؤمنا فاثنتان بالناس هما بهم كفر فهذا مما يقال عنه كفر دون كفر اي كفر دون الكفر الاكبر المخرج من الملة كفر دون الكفر الاكبر المخرج من الملة فهذا كفر لا يخرج من الملة بل هو من الكبائر العظيمة ومن الذنوب الخطيرة وهو من من خصال اهل الجاهلية وافعالهم قال وله ما عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا ليس منا من ضرب قدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية ولهما اي للبخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنهما مرفوعا ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. ليس منا هذا فيه وعيد شديد. وفيه دلالة على ان ما ذكر امر كبير من كبائر الاثم ولهذا قال عليه الصلاة والسلام عن فاعله بانه ليس منا ليس منا من لطم الخدود. لطم الخدود الخد معروف. واللطم ايضا معروف وخص الخد بالذكر هنا لان الغالب ان اللطم عليه والا اللطم في المصيبة على اي موضع من البدن محرم. لكن خص الخد لان الغالب آآ انه هو الذي يلطم من اهل الجاهلية عندما يصاب الانسان بمصيبة. اذا اصيب بمصيبة مد يده خده وانهال على خده لطما وظربا جاهلية. جاهلية حمقاء اعلان ماذا يفيد هذا اللطم؟ ماذا ماذا يقدم؟ يمد يده على نفسه يضرب خده مرات وكرات جاهلية وحماقة وتفاهة في العقل ماذا ماذا يقدم وماذا يغني؟ هذا اللطم لطم الخدود وشق الجيوب والجيب هو موضع ادخال الرأس من الثوب واهل الجاهلية في المصيبة يقع منهم لطم للخدود وشق للجيوب ان يمسك ثوبه من جيبه ويقطعه قطعتين وهذه جاهلية ماذا يفيد هذا هذا الشق؟ وماذا يفيد هذا القطع سوف في مصيبته وماذا يغني عنه؟ لكنها جاهلية ومن حماقات اهل الجاهلية التي انقذنا الله سبحانه وتعالى وسلمنا منها بالاسلام. لولا نعمة الله علينا بالاسلام لكان فينا مثل هذه الاعمال واشد لكن فضل الله سبحانه وتعالى ومنه وانعامه والا كل تفاهات الجاهلية وحماقاتهم ووشرهم سلم الله منها المسلمين بالاسلام فهذه منة الله. ونعمته سبحانه وتعالى اخرج الناس من الظلمات الى النور فهذه من ظلمات الجاهلية وغيرها. والدعاء بدعوى الجاهلية. ودعوى الجاهلية التسخط وعلى الله سبحانه وتعالى في اقداره. وعدم تلقيها بالصبر. فقال عليه الصلاة والسلام ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. وسبق ايضا ان مر معنا قوله صلى الله عليه وسلم والنائحة اذا لم تتب تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب قال وعن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال اذا اراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة عجل له العقوبة في الدنيا واذا اراد بعبده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة. ثم اورد رحمه الله هذا الحديث حديث وفيه تسلية للمصابين في تسلية للمصابين وسلوى لهم قال عليه الصلاة والسلام اذا اراد الله بعبده خيرا اجل له العقوبة في الدنيا. ولهذا المصائب كفارات المصائب ما يصيب الانسان في في بدنه او في ماله او في ولده آآ وما يصيبه من هم او غم او نحو ذلك. هذه كلها كفارات. كما قال عليه الصلاة والسلام ما اصاب عبد هم ولا حزن ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها عنه وكما قال عليه الصلاة والسلام. فالمصائب كفارات يكفر بها عن العبد. ما ما وقع فيه من خطأ او تقصير او ذنب. وقد قال ابن رحمه الله في الدنيا ثلاثة انهر تطهر الانسان فمن تطهر بها طهرته. ولم ومن لم يتطهر بها طهر يوم القيامة في نهر جهنم. وهي الماحية والتوبة النصوح والمصائب المكفرة. فالمصائب كفارات. ولهذا ينبغي على من اصيب مصيبة بمصيبة في بدنه او في ولده او او في تجارته ان يحتسبها عند الله كفارة ولا يتلقاها ابي الجزع او التسخط او ان يفتح على نفسه عمل الشيطان بلو او نحو ذلك بل يحتسب ذلك عند الله ويعلم انه من عند الله فيرضى ويسلم ويكون ما اصابه كفارة وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم على اعرابي كانت اصابته الحمى واشتد واشتدت معه قال له عليه الصلاة والسلام طهور ان شاء الله. طهور ان شاء الله. فكان فكان منه ان قال بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور. لم يتلقى الامر باب الصبر بينما المؤمن الواجب عليه ان يتلقى المصاب بالصبر ما يصيبه من حمى ما يصيبه من مرض ما يصيبه من نقص في المال ايا كان يتلقاه بالصبر ويحتسبه عند الله. ويقول في كما جاء في الحديث اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا. ويقول في مصابه كما جاء في القرآن ان لله وانا اليه راجعون. قال تعالى وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. وينبغي على من يقول هذه الكلمة في مصابه ان يفهم معناها. لان كثير من الناس قد يقولها ولا يفهم معناها. وبعض الناس قد يقول في في في لا حول ولا قوة الا بالله. وهذا من عدم العلم بمعاني الاذكار المشروعة. يقول ابن ابن تيمية رحمه الله كلمة لا حول ولا قوة الا بالله كلمة كلمة استعانة وليست كلمة استرجاع. فهي كلمة استعانة ولهذا كان عليه الصلاة والسلام اذا خرج من بيته قال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله لانك على اعمال فتستعين بالله اعمال دينية او دنيوية فتستعين بالله قائلا لا حول ولا قوة الا بالله اما الذي يشرع في المصيبة هو الاسترجاع وليس الحوقلة. ولهذا بعض العوام بسبب الجهل بالمعاني في المصيبة يحوقل. بينما يقال في المصيبة الاسترجاع الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. وينبغي ان يقولها وهو يفهم معناها ما معنى انا لله؟ وانا اليه راجعون. واسمعوا هذه القصة وهي اه ان اه الحسن اه اه رحمه الله او الفضيل ابن عياض لقي رجلا قارب او تجاوز سنه الستين سنة. تجاوز سنه الستين سنة فقال له كم تبلغ من العمر؟ قال ستون قال وما علمت انك في طريق وقد اوشكت ان تبلغ نهايته فقال الرجل انا لله اه وانا اليه راجعون. قال له الحسن او او تعرف تفسيره؟ هل تعرف تفسير هذا الكلام الذي قل قال وما تفسيره؟ وهذا يبين لنا ان في الناس من يقول الاذكار ولا يدري معناها لا يدري ما معناها. وهذا يظعف تأثيرها فيه. وفائدتها. قال وما تفسيره قال انا لله اي انا لله عبد. وانا اليه راجعون اي انا اليه راجع فاذا علمت انك لله عبد وانك اليه راجع فاعلم انه سائلك. واذا علمت انه سائلك فاعد للمسألة جوابا لاحظ هذا المعنى الجميل العظيم في فهم هذا الدعاء او هذا الذكر المبارك انا لله وانا اليه راجعون حتى اذا اصبت بمصيبة فقلت انا لله يعني انا لله عبد. وكلنا عبيد لله وهذا ملك الله. وانا راجع الى الله سارجع اليه وسيسألني ويحاسبني عندما اقف بين يديه انشغلت بما ينفعك فتحت لك فتح لك الاسترجاع ابوابا كثيرة من ابواب الخير. قال الرجل ما الحيلة؟ فهم الان خطأ وتقصير قال ما الحيلة؟ قال الحيلة يسيرة. قال وما هي؟ قال احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى. فانك ان اسأت فيما بقي اخذت فيما بقي وفيما مضى. وهذا المعنى جاء في حديث مرفوع الى النبي عليه الصلاة والسلام. وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى على عباده ان من احسن فيما بقي غفر غفر ما قد مضى يغفره له الغفور الرحيم التواب سبحانه وتعالى نعم. قال وقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بقي في الحديث الاول اخره قال اذا اراد اذا اراد الله بعبده خيرا اذا اراد الله بعبده خيرا عجل له العقوبة في الدنيا اذا من ارادة الله بعبده الخير ان يؤجل له العقوبة يعني لا تكون عقوبته مؤجلة الى يوم القيامة فاذا عوقب في الدنيا بمرظ او بمصيبة او اه ارق او بهم او بغير ذلك واحتسب ذلك عند فهذا من ارادة الله الخير بعبده. واذا اراد الله بعبده شرا امسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة. بمعنى انه يكون مقيم على الذنب ومستمر عليه. والنعم تزيد والصحة وافرة يمسك عليه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة فتكون العقوبة على الذنب يوم القيامة من ارادة الشرب بالعبد. ولهذا اذا كان الانسان في صحة وفي عافية وفي مال وخيرات من خيرات الدنيا وهو مقيم على المعصية فليعلم ان هذا من الاستدراج. ان هذا استدراج مستمر على المعاصي وعلى الذنوب والخيرات عليه تتوالى هذا استدراج فليتنبه لنفسه وليرجع الى الى ربه ولا يأمن من مكر الله كما مر معنا افأمن مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. ومن مكره سبحانه وتعالى بهؤلاء انه يملي لهم ويوسع عليهم ثم يوافي هؤلاء يوم القيامة بالذنوب يأتون بها يحاسبون عليها الحساب الشديد. قال وقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان عظم الجزاء من عظم البلاء وان الله تعالى اذا احب اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط قافلة السخط حسنه الترمذي. ثم اورد رحمه الله هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان عظم الجزاء مع عظم البلاء. او ان من عظم الجزاء من عظم البلاء فاذا كان البلاء عظيما وصبر عليه العبد فالجزاء عظيم. اما اذا كان البلاء عظيم وتلقاه العبد بالسخط والجزاع والاعتراض على على الله تبارك وتعالى فهذا يجمع على نفسه مصيبتين مصيبة البلاء ومصيبة ماذا مصيبتي اعتراضه عليه وعدم صبره. وما يترتب على ذلك من عقوبة. ان عظم الجزاء من عظم البلاء وان الله اذا اذا احب قوما ابتلاهم بل جاء في الحديث ان اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل قال ان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط عز وجل يبتلي والابتلاء امتحان امتحان واختبار فمن رضي بما ابتلاه الله تبارك وتعالى به من مصيبة وتلقاها بالصبر وتلقاها بالرضا وعدم السخط واحتسبها عند الله ورجا ثواب الله موعوده الكريم الذي اعده للصابرين فانه حينئذ يفوز بثواب الصابرين ومن سخط فعليه السخط. اي من تلقى المصيبة بسخط فعليه السخط. كما قال الله من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ظل فانما يضل عليها. فذنبه عليه. ذنبه عليه وعلى نفسه جنى وعلى على نفسه جنى يداك اوكتا وفوك نفخ كما يقولون. فهو الذي جنى على نفسه وجر على نفسه فمن سخط فعليه السخط. نعم. قال فيه مسائل الاولى تفسير اية التغابن اي قول الله تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه الثانية ان هذا من الايمان بالله ان هذا من الايمان بالله اي الصبر على اقدار الله تبارك وتعالى من الايمان بالله الثالثة الطعن في النسب اي خطورته. وان النبي صلى الله عليه وسلم عده من خصال الكفر ومن اعمال اهل الجاهلية. الرابعة شدة الوعيد في من ضرب حدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. لقوله في الحديث ليس منا فهذا فيه وعيد شديد وفيه ان هذا الامر من كبائر الذنوب. الخامسة علامة ارادة الله بعبده الخير. علامة ارادة الله عبده الخير انه آآ آآ اذا اراد بعبده خيرا عجل له العقوبة في الدنيا بان بمرض او يصيبه اه فقر او يصيبه. ولهذا بعض الناس تجده في في في عصيان وفي تمادي في ذنوب ثم يصيبه مرض شديد او تصيبه مصيبة ثم يتحول الى رجل من اهل احسن الناس ومن اطيبهم. يعني الشواهد على ذلك عبر التاريخ كثيرة والقصص في هذا كثيرة نعرف شابا في في زماننا كان كثير المقارفة للذنوب والخطايا والتهور ارتكاب المحرمات الى غير ذلك. ثم حصل له حادث في في سيارة فاصيب بدنه بشلل. واستمر معه الشلل واصبح على فراشه اصبح على فراشه وبدأ يشتغل حفظ القرآن الى ان حفظه كاملا الى ان حفظه كاملا وبالقراءات التحق وهو وهو وهو مقعد بالكلية في الشريعة وتخرج بتقدير عالي ويؤتى به الى بعض المساجد يعظ الناس ويخوفهم واهتدى على يديه خلق. فمن ارادة العبد الخير ان تصيبه المصيبة التي ترجع تجعله يرجع. لكن لو استمر بصحته وعافيته وعلى ذنوبه وعلى اخطائه الى ان ويلقى الله باخطائه هذا ليس من الخير له. فمصيبة تجعله يتوب ويرجع الى الله خير له من تجعله يستمر على عصيانه الى ان يموت ويلقى الله سبحانه وتعالى. ولهذا كم من انسان اكرمه الله عز وجل بالمصيبة فاعتدل اكرمه الله بمصيبة فاعتدل واستقام ورجع الى الله تبارك وتعالى وتاب من غيه والا في ثورة الصحة وفورة الشباب وفورة العافية. وفورة الشهوة ينسى ويغفل وينهل في الصيانة فان اكرمه الله سبحانه وتعالى بشيء من هذا بمصيبته تعيده او بعودة بسبب اخر فهذا من ارادة الله الخير بعبده. السادسة ارادة الله به الشر ارادة الله به الشر بان يمسك عليه بذنبه الى ان يوافي به يوم القيامة السابعة علامة حب الله للعبد. علامة حب الله للعبد كما جاء في الحديث ان الله اذا احب قوما ابتلاهم. فالابتلاء اه من علامات الحب اذا صبر الانسان عليه واحتسبه عند الله تبارك وتعالى نعم. الثامنة تحريم السخط. تحريم السخط لانه قال في في الحديث فمن سخط فعليه السخط. التاسعة ثواب الرضا بالبلاء. ثواب الرضا البلاء لقوله فمن رضي فله الرضا اي له الرضا ثوابا وجزاء وانعاما واكراما من الله سبحانه وتعالى احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا لكم وللمسلمين اجمعين. امين. هذا السائل يقول عرفنا في الدرس الماضي ان الانسان لا يجوز له ان يقول توكلت على الله ثم عليك فهل هذا خاص بالتوكل؟ ام هو يشمل الاعمال القلبية كلها؟ اه التوكل كل عبادة وقلبية لا يجوز صرفها لغير الله تبارك وتعالى. وكذلك عبودية القلب التي هي خاصة بالله جل وعلا لا يجوز ان تصرف لغيره وصرفها لغيره شرك هذا الثاني يقول هل هناك فرق بين الخوف والخشية الخوف والخشية والرهبة هي بمعنى متقارب وقد يكون بينها فروق دقيقة والا معناها متقارب. ويقول في سؤاله الثاني ولهذا الترجمة التي سبق ان مرت معنا في الخوف فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين اورد فيها المصنف قول قول الله عز وجل انما يعمر مساجد والله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله. الخشية والخوف معناه متقارب وقد يكون بينهما فروق دقيقة نعم. يقول من عذب في القبر واخذ جزاءه فهل كذلك يعذب يوم القيامة في النار؟ عذاب القبر وفيه كفارة ايضا مما يصيب الانسان مكفرا له. فعذاب القبر يكون كفارة. وقد اه يكون عذابا القبر هو اخر عذاب يكون له ويمحصه وقد يكون عذاب القبر هو بعظ العذاب آآ الذي يناله على جرمه وينال باقي العذاب في النار يوم القيامة. هذا السائل يقول احسن الله اليكم قول النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا الى نهاية الحديث ما المقصود بيده؟ قوله عليه الصلاة والسلام من رأى منكم منكرا فليغيره بيده. فان لم يستطع فبلسانه. فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان هذا فيه ذكر مراتب تغيير المنكر. وان المنكر يغير باليد ان كان ان هناك قدرة والا باللسان ان كان هناك قدرة والا يغير بالقلب بانكاره في القلب وذلك اضعف الايمان وفي الحديث قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فالتغيير باليد بالاستطاعة ويكون لمن عنده سلطة وعنده القدرة فمثلا الوالد في في بيته عنده قدرة على اولاده ان يغير في بيته بيده ووالوالي الذي اعطاه الله عز وجل الولاية والسلطان له قدرة. اما افراد الناس ما يستطيع الواحد آآ ان يغير المنكرات بيده بل قد يترتب على تغييرها باليد مفاسد ووسرور لا حد لها ويصبح امر الناس فوظى. فالتغيير باليد بمرتبة ان استطاع غير بيده مثل ان يكون واليا او يكون نائبا للوالي. مثل اهل اهل حسبة وما اعطوا من صلاحيات في التغيير ومنع المنكرات والتأديب عليها. و فان لم يستطع فبلسانه فبلسانه اي بالبيان والنصيحة والتوجيه والتخويف والترهيب فان لم يستطع لا هذا ولا ذاك فبقلبه. وذلك اظعف الايمان يعني بان ينكر المنكر قلبه وفي الحديث الاخر وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل. هذا حاج يقول انه وتشاجر بالكلام ولكن ذلك كان بعد الانتهاء من المناسك الا طواف الوداع. فهل عليه شيء على كل حال يتوب الى الله ويستغفر المسلم مطلوب منه في حجه كله الى ان ان يودع ان يبتعد عن الجدال الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وفي الحديث من حج ولم يرفث ولم يفسق. فعلى كل حال يتوب الى الله ويستغفر والله تبارك وتعالى غفور رحيم ونسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يوفقنا واياكم لكل خير وان يهدينا سواء السبيل وصلى الله وسلم مع نبينا محمد واله وصحبه اجمعين