ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فاولا اسأل الله جل وعلا ان يجزي كل من كان سببا في ترتيب هذا اللقاء وتنظيمه خير الجزاء وان يثيبهم على هذا الجهد الذي اسأل الله جل وعلا ان يجعله جهدا مباركا نافعا لنا اجمعين وان يجعل اجتماعنا هذا على طاعته وما يقرب اليك وان يمنحنا فيه العلم النافع والعمل الصالح وان يهدينا سواء السبيل وان يبصرنا بدينه وان يوفقنا لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وان يزيدنا علما وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان ينفعنا بما علمنا انه تبارك وتعالى السميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل الموضوعات التي سيتم دراستها في هذا الدرس هي قواعد باسماء الله تبارك وتعالى وصفاته اوردها الامام والعلامة والمحقق الفهامة ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه بدائع الفوائد كتاب بدائع ابن القيم كتاب حافل من فوائد العظيمة والنفائس الفريدة التي وفق رحمه الله في جمعها وتحريرها وترتيبها وكان من جملة فوائد هذا الكتاب الجليلة بل من نفائس تحفه المفيدة هذه القواعد وهي عشرون قاعدة اوردها رحمه الله في موضع واحد مرتبة منمقة منسقة باجمل ما يكون واحسن ما يكون من عرظ وبيان وايظاح وهذا الجمع من ابن القيم رحمه الله بهذه القواعد ايرادها في موضع واحد على هذا الترتيب وعلى هذا النسق لا اعلم احدا رحمه الله سبقه الى هذا الجمع الا ما كان من شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه التجمهرية فشيخ الاسلام بالتدميرية اورد قواعد في باب الاسماء والصفات وعرظها عرظا من ابدع ما يكون وما ذكره في كتابه هو سبع قواعد من اهم ما يكون في هذا الباب تقريرا وردا ثم جاء هذا الجهد الذي قام به ابن القيم رحمه الله بهذا الموضع من كتابه بدائع الفوائد حيث جمع عشرين قاعدة بهذا الباب العظيم الشريف ونبه على اهميتها وضرورة العلم بها وان من يتكلم في باب الاسماء والصفات ليس له ان يتكلم في هذا الباب الا اذا كان على علم بهذه الاصول العظيمة والقواعد المتينة وقد كان من قبلهما من اهل العلم ذكروا هذه القواعد ذكروا هذه القواعد ولكنها اتت مبثوثة مفرقة في بطون الكتب وفي ثنايا ابحاث اهل العلم وتقريراتهم ومؤلفاتهم فذكروا هذه القواعد ولهذا ترى كثيرا منها في كتب الدارمي رحمه الله وابن بطة رحمه الله وابن خزيمة وغيرهم من اهل العلم فمن يقرأ تلك الكتب يرى فيها هذه القواعد في تقرير الاعتقاد بيان اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته او في باب الرد على المخالفين لاهل السنة والمخالفين للجادة السوية التي كان عليها اهل السنة والجماعة في هذا الباب العظيم ما سبق يدلنا على اهمية هذا الجمع المبارك الذي قام به هذا الامام ابن القيم رحمه الله وقد كان مشائخنا رحمه الله رحمهم الله وحفظهم كثيرا ما يوصون بهذه القواعد كثيرا ما كانوا يحيلون على بدائع الفوائد لابن القيم الى هذا الموضع كثيرا ما كنا نحال الى هذه القواعد العظيمة التي جمعها ابن القيم رحمه الله ولاهمية هذه القواعد وحاجة طلاب العلم اليها ولكونه لا ينشط الكثير الى اقتناء الاصل الذي هو بدائع الفوائد افردتها من سنوات عديدة في رسالة وقابلت فهذه هذا الموضع على ثلاث نسخ خطية لكتاب بدائع الفوائد لان الاصل المطبوع فيه فيه العديد من الاخطاء المطبعية وتم تلافيها بفظل الله تبارك وتعالى في رسالة افردت في هذه القواعد على وجه الخصوص وتمت مقابلتها على نسخ خطية ثلاث لكتاب آآ بدائع الفوائد لابن القيم رحمه الله تعالى وهذه القواعد التي فجمع ابن القيم في هذا الموضع هي قواعد في باب الاسماء والصفات في غاية الاهمية في غاية الاهمية حتى ان ابن القيم رحمه الله نص في تمام هذه القواعد وخاتمتها ان من لا يحسن معرفة هذه القواعد وليس على علم بها فان الاولى به ان لا يخوض في هذا الباب والا يتحدى يتكلم في هذا العلم لان الكلام في امور العلم وبخاصة امورهم الكبار وما يتعلق باسماء الله تبارك وتعالى وصفاته ينبغي ان يكون مبنيا على وعلم ينبغي ان يكون على عدل وعلم. واذا لم يكن عند طالب العلم قواعد واصول يبني عليها علوم ويؤسس عليها كلامه ويفرع عليها تفاصيل فانه يزل في هذا الباب وقد نقلت في في المقدمة كلمة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تبين اهمية هذا الامر يقول رحمه الله لا بد ان يكون مع الانسان اصولا كلية ترد اليها الجزئيات ليتكلم بعلم وعدم ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت والا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات وجهل وظلم في الكليات فيتولد فساد عظيم وهذا النقل موجود في مجموع الفتاوى لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في المجلد التاسع عشر في الصفحة مئتين وثلاثة ومن لا يتكلم بهذا الباب العظيم موجب هذه القواعد وعلى ضوء هذه القواعد فانه لا بد ان يتولد عنده زلل واذا وجد الزلل وجد الفساد العظيم العريظ الذي اشار اليه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ومن هنا تعلم حاجة طالب العلم الظرورية الى معرفة القواعد العامة والاصول الكلية والضوابط الجامعة التي تبنى عليها العلوم وليس هناك فن من فنون الشريعة الا وفيه قواعد جمعها اهل العلم بالاستقراء والتتبع وحسن الفهم لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والف فيها المؤلفات الكثيرة فتجد القواعد الفقهية وقواعد التفسير وقواعد اللغة وقواعد آآ المتعلقة بالتوحيد او القواعد المتعلقة بالاسماء والصفات وغير ذلك وهذا كله يدلنا على شدة حاجة طالب العلم الى معرفة القواعد واتقانها وضبطها ليتسنى له بذلك ضبط العلم الذي هو بصدد دراسته وفهمه والقاعدة فهي حكم كلي يتوصل من خلاله الى معرفة احكام جزئياته القاعدة هي حكم كلي يتوصل من خلاله الى معرفة احكام جزئياته اي ان القاعدة لها جزئيات كثيرة وفروع عديدة تجمعها قاعدة تجمعها قاعدة واحدة تبنى عليها تلك الفروع وتقام عليها تلك الجزئيات فتكون القاعدة على هذا للعلوم كالاساس للبنيان وكالاصول للاشجار فكما ان البناء لا قيام الا على فاساسه والاشجار لا قيام لها الا على اصولها فالعلوم قيامها على قواعدها فاذا ضبطت القاعدة وفهم الاصل عرف تطبيقات القاعدة وتفريعاتها ظبط بهذه الطريقة العلم. واقام علمه على اصول وقواعد فيتحقق له في علمه خير كثير ولهذا ذكر العلماء رحمهم الله فوائد عظيمة جدا لمعرفة القواعد وبناء العلوم على القواعد والضوابط والاصول وذكروا في ذلك فوائد عظيمة عظيمة جدا منها تسهيل العلم منها تسهيل العلم وتيسير ظبطه وفهمه واتقانه وحفظه لان العلوم متشعبة وفروعها متكاثرة وما مجالاتها عديدة ولا سبيل الى آآ حصرها والاحاطة بها لكن اذا وجد عند الانسان قواعد واصول ترجع اليها جميع تلك العلوم ترجع اليها جميع تلك العلوم وتقام عليها جميع تلك الاحكام والتفاصيل والجزئيات اذا وجد عنده ذلك كان هذا ايسر واضبط واتقن له في فهم العلم ومن فوائد القواعد جمع الاشباه والنظائر الذي من زينة العلم وجماله جمعها وليس هناك سبيل لجمع القواعد وليس هناك سبيل لجمع الاشباه والنظائر الا بظبط القواعد التي ترد اليها تلك الاسباب والنظائر وتجتمع فيها تلك الاشباه والنظائر فاذا كان المرء على علم بالقواعد وضبط لها امكنه بذلك جمع الاسباب والنظائر في ابواب العلم ومن فوائد القواعد بزوال الاشتباه وامن الخلق بمسائل العلم فلا تلتبس عليه لان كل مسألة يردها الى قاعدتها وكل فرع يرده الى اصله فتكون المسائل واضحة عنده بينة لا اشتباه فيها ولا التباس لان كل مسألة من المسائل يعرف اصلها ويعرف الى ماذا ترجع من القواعد فتكون فهذه المسائل عنده من اوضح وابين ما يكون من فوائد القواعد ايضا ثبات العلم وقوته ونماؤه بل ان من اعظم ما يعينه على ثبات العلم وقوته ونماءه العلم بالقواعد الكلية الجامعة فهذه بعض الفوائد المهمة التي يستفيدها طالب العلم بمعرفة القواعد بمعرفة القواعد عموما اما معرفة قواعد الاسماء والصفات شأنها اكبر ومقامها اجل ودرجة ودرجتها اعظم لان قواعد الاسماء والصفات بالعلم بها ينضبط لطالب العلم هذا الباب العظيم الذي هو اشرف العلوم واهمها على الاطلاق لانه ليس هناك في العلوم ما هو اشرف من العلم باسماء الله وصفاته وكما قيل شرف العلم من شرف معلومه وليس هناك اشرف من العلم بالله تبارك وتعالى وباسمائه وصفاته فان هذا اشرف العلوم واجله على الاطلاق واذا كان علم توحيد توحيد الاسماء والصفات اشرف العلوم فان قواعد هذا العلم اشرف القواعد وانفسها واهمها لان لان في هذه القواعد المتعلقة باسماء الله تبارك وتعالى وصفاته ينضبط لطالب العلم الكلام في باب الاسماء والصفات بعدل وانصاف بعيدا عن شطط اهل الاهواء وضلال اهل الباطل وتعطيل المعطلين وتشبيه المشبهين والحاد الملحدين وزيغ الضالين ولا مجال الى السلامة من فهذه الضلالات وهذه الانحرافات الا ببناء هذا العلم الشريف على اصوله ومواعده المحكمة المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولهذا يتأكد يتأكد امر العناية بقواعد الاسماء والصفات لما كثرت الاهواء والضلالات في هذا الباب وتكفأ وكثرت الاراء المنحرفة والاقاويل الباطلة والتقريرات الفاسدة المبنية على تخرصات العقول وتكلفات الناس واعمال الفهوم القاصرة في هذا الباب العظيم فكثرت الشبهات وتعددت وتنوعت فاذا لم يكن عند طالب العلم في هذا الباب قواعد يبني عليها علما ربما اثرت في تلك الشبهات ربما اثرت فيه تلك الشبهات بينما اذا وجدت القواعد سلم باذن الله تبارك وتعالى ولهذا لو نلاحظ ما ذكره اهل العلم من قواعد في هذا الباب نجد ان هذه القواعد في الجملة ترجع الى قسمين قسم في تقرير الحق وبيانه وايظا وجمع فروعه وتفاصيله وقسم اخر في رد الباطل قسم اخر في رد الباطل وردي اقاويل اهل البدع والضلال في هذا الباب فلما قال بعض اهل اهوال في بعض صفات الله تبارك وتعالى وفي جملة منها قولا باطلا وقالوا في بعضها قولا صوابا او قريبا من الصواب قرر اهل العلم في هذا الباب قاعدة فقالوا القول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر. اي ان باب الصفات واحد باب الصفات واحد والكلام به واحد كما يقال في باب منها او في صفة منها يقال في الصفة الاخرى لانه باب واحد فكلها تثبت لله تبارك وتعالى فعلى الوجه اللائق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه ولما وجد اخرون عطلوا صفات الله تبارك وتعالى كلها قال اهل العلم القول في الصفات كالقول في الذات فكما انكم تثبتون ذات ذاك الزواج فايضا لتثبتوا صفات الله كالصفات. لان القول في صفات الله كالقول في ذاته كالقول في ذاته. فهذه قواعد قررها اهل العلم في الرد على باطل المبطلين وضلال الضالين وهناك قواعد كثيرة قررها للعلم في في باب التقرير تقرير الحق وبيان المعتقد الصحيح وسيمر علينا الكثير من هذه القواعد كقاعدة اسماء الله توقيفية واسماء الله كلها حسنى ونظائر ذلك مما سيمر فهي قواعد نفيسة جدا يحتاج اليها طالب العلم حاجة ماسة حتى ينضبط عنده هذا الباب ولا يقع عنده به اي اشتباه او التباس وحتى يمضي في هذا العلم الشريف على جادة سوية وعلى صراط مستقيم بعيدا كل البعد عن تعطيل المعطلين تحريف المحرفين والحاد الملحدين وتمثيل الممثلين ويكون في هذا الباب على جادة اهل السنة والجماعة ووطريقتهم وهي صراط الله المستقيم ويزيد من قيمة هذه القواعد التي نحن بصدد دراستها انها من جمع الايمان المحقق ابن القيم رحمه الله وابن القيم عالم محقق وبارح في علوم الشريعة كما ذكر غير واحد في ترجمته منهم ابن رجب رحمه الله في ذيل طبقات الحنابلة ذكر عن هذا الامام براعته في التفسير وان له اليد الطولى فيأتيه وبراءته في الفقه واصوله وانه لا يسابق في هذا الباب وبراعته في اصول الدين وابواب الاعتقاد وامور الايمان وان له يدا طولى في هذا الباب وبراعته في علوم اللغة وعلوم الالة وتفننه واتقانه في ذلك واذا تكلم في فن من الفنون حسبت انه فنه المتخصص بي المتقن له هو يتحدث في كل فن من فنوع فنون الشريعة باتقانه وظبط وايجادة وهذا يعلم بمطالعة كتبه رحمه الله وقد استفاد هذا الامام من شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية اعظم فائدة بل هو من ابرز تلاميذ شيخ الاسلام واخصهم واكثرهم فائدة اه واكثرهم استفادة من علومه وقد استفاد رحمه الله من من كلام شيخ الاسلام وتقاليده وشافه بالكثير من الاسئلة وطرح عليه العديد من الاشكالات بل كانت نجاة هذا الايمان اعني ابن القيم من الضلال بفضل الله تبارك وتعالى ومنته على يد شيخ الاسلام لانه كان في في بداية حياته متورطا في بعض اباطيل المتصوفة واضاليل المتكلمين حتى من الله عليه واكرمه ووفقه للقاء شيخ الاسلام ابن تيمية يقول فرأيت انوار السنة وضياء التوحيد وابصرت الطريق وسجل هذه الهداية وهذه المنة بابيات رائعة في قصيدته النونية الشهيرة في قرابة خمسة عشر بيتا في النونية اوردها رحمه الله كلها في ذكر منة الله عليه بلقائه بشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وان الله عز وجل انقذه من الضلال على يد هذا الامام العظيم فلازم شيخ الاسلام ملازمة طويلة فحصل من علومه واستفاد على يديه واعتنى بكتبه رحمه الله ولهذا اذا في كتب ابن القيم رحمه الله فكأنما تقرأ في كتب شيخ الاسلام ولربما زادت اه كتب ابن القيم في باب الترتيب والتنظيم وسلاسة العبارة ونحو ذلك فهذا كله يدلنا على مكانة كتب ابن القيم رحمه الله على وجه العموم ومكانة هذه القواعد التي ساقها في كتابه الفوائد على وجه الخصوص واؤكد ثانية على ضرورة العناية بهذه القواعد التي جمعها هذا الامام واعيد ما قلته في ببدأ حديثي ان مشايخنا كانوا كثيرا ما يحيلون الى هذه القواعد العظيمة ومن كتب بعد في قواعد هذا الباب فهو عيال على ما كتبه ابن القيم رحمه الله وعلى ما كتب من قبله شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وجزاهما عن الاسلام خيرا خير الجزاء ومما ينبغي ان يعلم هنا عظيم عناية شيخ الاسلام وتلميذه ابن القيم بباب القواعد في كتبهم كلها وان شئت فاقرأ في هذا الباب ما كتبه العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي في كتابه طريق الوصول الى آآ اه طريق الوصول بمعرفة القواعد والضوابط والاصول طريق الوصول الى علم الاصول بمعرفة القواعد والضوابط والاصول فهذا الكتاب يقع في مجلد واحد اشتمل على ما يزيد على ما يزيد على الف قاعدة وضاغط واصل جمعها كلها من كتب هذين الامامين فقط فبدأ اول ما بدأ بكتب ابن تيمية رحمه الله وقرأ كل كتبه التي بين يديه كتابا كتابا واستخرج منها ما فيها من قواعد قاعدة القاعدة فلما فرغ من كتب ابن تيمية انتقل الى كتب ابن القيم وقرأ ما بين يديه منها كتابا كتاب واستخرج ما فيها من قواعد وجمعها في كتاب واحد اسماه طريق الوصول وفيه ما يزيد على الف قاعدة وضابط واصل كلها جمعت بانتقاء وحصلت من كتب شيخ الاسلام ابن اه ابن تيمية وتلميذه ابن القيم فانت عندما تطالع هذا الكتاب العظيم تدرك من خلاله عظيم عناية شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذي ابن القيم بالقواعد والاصول والضوابط واذا كان على هذا القدر من من العناية بالقواعد والضوابط فان هذه القواعد التي بين ايدينا من اضبط واتقن واهم ما في في في هذا الباب آآ العظيم حررها ابن القيم ببراعة والفها باتقان وعرضها وذكر لها امثلة وعرضها بعبارة من اوضح ما يكون فهي قواعد جامعة واصول نافعة وكليات مفيدة نحتاج اليها جميعا عندما نتكلم في هذا الباب العظيم وقد ذكر بعض اهل العلم ان الحكيم اذا اراد ان يتكلم في فن من الفنون فانه يحتاج عند كلامه فيه الى نوعين من البيان الى نوعين من البيان الى اجمال تتشوق اليه القلوب والى والى تفصيل تطمئن اليه النفوس الى اجمال تتشوف اليه القلوب والى تفصيل تطمئن اليه النفوس فاذا كان كلامه في العلوم بهذه الطريقة كان كلامه بعلم وعدل كما نقلت لكم في ذلك عبارة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فيحتاج الى بيان الى اجمال تتشوف اليه النفوس لان الاجمال يكون في الاصول والقواعد والضوابط الجامعة والنفوس اذا ظبطت القاعدة تسوقت الى ماذا الى تفاصيلها ومعرفة جزئياتها وفروعها ثم يذوق بذلك طالب العلم حلاوة العلم لانك اذا ظبطت القاعدة ومظيت في العلم مفرعا عليها كل فرع من فروع هذه القاعدة تتذوق حلاوته بقراءة بقراءتك له. لانك تجد ان هذا الفرع ينبني على ماذا على تلك القاعدة ويلتحق بذلك الشبيه وذلك النظير الذي يجتمع هو اياه في تلك القاعدة والقاعدة تجمعهما. ولهذا تنطلق في انواع العلوم وابوابها وانت تفرع على هذه القواعد التي عندك فاذا وجد الاجمال بمعرفة القواعد تشوهت النفوس الى معرفة التفاصيل ثم ايضا اذا جاءت التفاصيل مضبوطة متقنة محررة مبنية على تلك القواعد اطمأنت اليها النفوس فلا يكون عندك اصل غير منضبط او اصل لا تطمئن اليه نفسك بل تجد ان ما عندك من فروع تجد ان ما عندك من فروع كلها مبنية على اصول محكمة وقواعد متقنة وكليات من جامعة وعلى كل حال كل ما سبق يدلنا على اهمية معرفة القواعد بعموم على اهمية معرفة قواعد الاسماء والصفات على وجه الخصوص وعلى ايضا اهمية معرفة هذه القواعد العظيمة النفيسة التي حبرها الامام المدبر ابن القيم رحمه الله تعالى كنت كما ذكرت لكم كتبت مقدمة لهذه القواعد لكنها آآ لا اراها في النسخة التي آآ بين ايديكم فلعلها من المفيد ان نقرأ هذه المقدمة وفي ثلاث صفحات ثم بعد ذلك ندخل باذن الله تبارك وتعالى في قراءة الكتاب تفضل. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين الحمد لله المحمود على كل حال. الموصوف بصفات الجلال والكمال. له الاسماء الحسنى وهو الكبير المتعالي وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى الصف والاله. اما بعد فان من اجل العلوم واعظم وبها نفعل واكثرها فائدة معرفة معرفة القوام معرفة القواعد معرفة معرفة القواعد والاصول والضوابط الكلية ثالثا الاصول والقواعد للعلوم منزلة الاساس للبنيان والاصول للاشجار. لا ثبات لها الا بها والوصول والفروع بالاصول. وبالقواعد والاصول يثبت العلم ويقوى وينفع نماء مطردا وينمي ويأتي نماء مطردا وبها تعرف مآخر الاصول وبها يحشر بين المسائل التي تشتمل كثيرا كما انها تتبع النظائر والاشباه التي من جمال العلم جمعها. هذه كلمة عظيمة جدا للشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله ذكرها في مقدمة كتابه طريق الوصول ذكرها في مقدمة كتابه طريق الوصول وتأملوا هنا قوله رحمه الله ان الاصول والقواعد للعلوم بمنزلة الاساس للبنيان والاصول للاشجار القواعد والاصول بمنزلة الاساس للبنيان. والاصول للاشجار اي كما ان البنيان لا يقوم الا على قواعد وعلى اصول وكما ان الاشجار لا تقوم الا على اصول فكذلك علوم الشريعة لا لا تقوم ولا تبنى الا على اصول وقواعد كلية تبنى عليها تلك الفروع وتلك التفاصيل والجزئيات نعم. يا ويلي ذلك من الفوائد العظيمة والمنافع الجليلة التي لا تحصى. بل ان من محاسن الشريعة وكمالها وكمالها وجلالها ان احكامها الاصولية والخضوعية والعبادات والمعاملات وامورها وامورها كلها لها اصول وقواعد تربط احكامها وتجمع متفرقها وتنشر فروعها وتوجهها الى اصولها والقاعدة يوم كلي ينطبق على جنسيات كثيرة تفهم احكامها منها. فاذا ضبطت القاعدة وظلم الاصل هنا هذا تعريف للقاعدة ومر معنا القاعدة امر كلي ينطبق على جزئيات كثيرة تفهم احكامها منها ويمكن ايضا ان نقول القاعدة حكم كلي يتوصل به الى معرفة احكام جزئياته امر كلي او حكم كلي واذا تخلف عن هذا الحكم الكلي بعض الجزئيات فهذا لا يؤثر ولا يخدم القاعدة لان العبرة في الغالب والاعم ولهذا يقولون القاعدة لها سواد فوجود بعض السواد القليلة لا تخرج تخرج القاعدة عن كونها حكم كلي لانها هي حكم كلي يجمع فروعا كثيرة فاذا خرجت بعض الفروع او قليل من من الفروع عن هذا الحكم الكلي هذا لا يؤثر في في بقاء هذا الامر على كليته وكونه حكما اه كليا جامعا. نعم فاذا ضبطت كثير من المسائل التي هي بمثابة الفرع لهذه القاعدة. وهو من بين المسائل التي وكان فيها تسكين لفهم لفهم العلم وحفظه وبطنه. وبها يكون الكلام مبنيا على علم متين وعزم وانصاف. ولذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لابد ان يكون مع الانسان كلية ترد ليتكلم بعلم وعدل. ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت. والا سيبقى في كذب وظلم في الكليات فيتولى انسان عظيم. لاجل هذا علي بالعلم كثيرا بوضع القواعد وجمعها بالفنون المختلفة. فلا تكاد تجد فنا من الفنون الا وله قواعد كثيرة. وظواف عديدة تجمع تفرغه وتزيل مشتبه وتزير معاشه. وتيسر فهمه وحفظه وربه. وهذا النفس الذي بين يديك مشتمل على عظيمة وقواعد وضوابط مهمة في فقه اسماء الله الحسنى مستمدة من الشرع معلومة بالاستقرار والتتبع اوصي الكتاب والسنة وعينوا مع تعين مطالعها. تعين مطالعها وطالعها على فهم الاسماء الحسنى فهما صحيحا سليم بعيدا عن الاهواء وانحرافاتهم المثيرة في قواعدهم التي قعدوها ووصولهم التي ارسلوها بعقولهم الفاسدة واغوائهم المنحرفة ويقعوا فيها اصول الشريعة وعرفوا بها النصوص المحكمة واضلوا بها كثيرا سواء السبيل. هنا لاحظ ملاحظة الفرق بين القواعد التي قررها ائمة السلف وعلماء السنة والجماعة وبين القواعد التي قررها اهل البدع والضلال فقواعد اهل السنة مستمدة من الكتاب والسنة معلومة بالاستقراء والتتبع لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بينما قواعد اهل البدع مبنية على اراء الفاسدة واهواء ظالة ووانحرافا عن دين الله تبارك وتعالى ولهذا قواعد اهل السنة قامت بتقرير الشرع وبنيت على الكتاب والسنة وقواعد اهل البدع قامت على مصادمة الشرع ومخالفة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا البول شاسع والفرق واسع بين قواعد اهل السنة التي بها يحصل الاستقامة وبين قواعد اهل البدع التي يحصل بها الزيغ والانحراف ومن جميل ما يذكر هنا في هذا الباب سبب تأليف العلامة عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله لكتابه طريق الوصول وقد ذكر هو سبب تأليفه له في مقدمة في مقدمة الكتاب يقول سمعت بكتاب لشيخ الاسلام ابن تيمية اسماه قواعد الاستقامة وبحثت عنه كثيرا وسألت عنه طويلا وتحريت فلم اقف على هذا الكتاب ولم اعثر عليه فرأيت من المناسب ان اجمع من كتب هذا الامام قواعد تكون بها الاستقامة تكون بها الاستقامة فبدأ يتتبع كتب ابن تيمية رحمه الله التي بين يديه كتابا كتابا يستخرج منها ما فيها من قواعد ثم انتقل الى كتب ابن القيم حتى جمع ما يزيد على الف قاعدة فابن تيمية رحمه الله له كتاب بعنوان قواعد الاستقامة فقواعد اهل السنة هي قواعد للاستقامة بينما قواعد اهل البدع قواعد للانحراف من اقام دينه على قواعد اهل السنة استقام ومن اقام دينه على قواعد اهل البدع انحرف والعياذ بالله وصف فائدة جليلة اودعها الامام المحقق العلامة المدفق ابن القيم الجوزية كتابه العظيم المجلد الاول صفحة مئة وتسعة وخمسين الى مئة وسبعين المجلد الاول صفحة مئة وتسعة وخمسين الى مئة وسبعين من كتاب بدائع الفوائد لابن القيم نبتهل فيها رحمه الله على مواقف مهمة وقواعد عظيمة ووصول كلية متينة متعلقة بفهم اسماء الله الحسنى قال في تمامها رحمه الله فهذه عشرون فائدة مضافة الى القاعدة التي بدأنا بها في اقسام الرب تبارك وتعالى فعليك بمعرفتها ومراعاتها ثم اشرح الاسماء الحسنى ان وجدت قلبا عاقلا ولسانك قائلا ومحلا قابلا والا السكوت اولى به فجنابه واعز مما يغطر بالبال او احذروا عنه من الظالم. يكفي لهما. تأمل هنا ما ختم به ابن القيم رحمه الله كتابه هذا قال فعليك بمعرفتها ومراعاتها اي هذه القواعد المذكورة في هذا الكتاب ثم اشرح الاسماء الحسنى ان وجدت قلبا عاقلا ولسانا قائلا ومحلا قابلا والا فالسكوت اولى بك يعني سكوتك عن الكلام في هذا الباب اولى به لانه سيكون كلامك ليس مبنيا على علم فلا يكون قائما على العدل السكوت اولى بك فجناب الربوبية اجل واعز مما يخطر بالبال او يعبر عنه المقال. اي ليس من الهين ولا من السهل ان يخوض الانسان في جناب الرب عز وجل وفي اسمائه وصفاته عن غير علم وعن غير تأصيل يبني عليه كلامه باسماء الله تبارك وتعالى. ووصفاته الحسنى والخطأ فيما يتعلق باسماء الله تبارك وتعالى وصفاته ليس كالخطأ في اي امر اخر بل يترتب عليه من الاخطار العظيمة والابرار الفادحة ما لا حد له ودائما اضرب في هذا المقام مثلين من القرآن الكريم ندرك من خلالها خطورة الغلط باسماء الله تبارك وتعالى وصفاته وان الخطأ فيها ليس كالخطأ في ايام اخر وباب الاسماء والصفات هو باب اثبات ونفي كما تعلمون يقول الامام احمد نثبت لله ما اثبته الله لنفسه وما اثبته له رسوله. عليه الصلاة والسلام لا نتجاوز القرآن والحديث باب الاسماء والصفات باب اثبات ونفي اثبات ما اثبته الله لنفسه وما اثبته له رسوله عليه الصلاة والسلام ونفي ما نفاه الله عن نفسه ونفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم فمن نفى عن الله ما اثبت الله لنفسه او ما اثبت له رسوله عليه الصلاة والسلام فقد وقع في اه منزلق خطير ومن نفى عن ومن نفى عن الله ومن اثبت لله ما نفاه عن نفسه فقد وقع ايضا في منزلق خطير ولهذا يتحدد الغلط في هذا الباب في نوعين. اما في نفي المثبت او ماذا؟ في اثبات المنفي. وعامة اغلاط واخطاء اهل البدع في هذا الباب من هذا القبيل. اما اثبات من في او نفي مثبت فمن اثبت منفيا او نفى مثبتا في في في اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته فقد وقع في جرم خطير من اخطر ما يكون وتأملوا ذلك في مثلين من القرآن الاول في باب الاثبات والاخر في باب النفي ندرك من خلالهما خطورة الغلط في في هذا الباب اما في باب الاثبات فالله تبارك وتعالى يقول بل ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين هؤلاء اخطأوا في ماذا في باب الاثبات فنفوا شيئا يتعلق في هذا الباب حيث ظنوا اي اعتقدوا ان الله لا يعلم كثيرا مما يعملونه وهذا خطأ فادح كيف يقال في حق علم الله تبارك وتعالى؟ انه لا يعلم كثيرا ان يخفى عليه كثير من احوال الناس واعمالهم واقوالهم وافعالهم وعقيدة المسلم في هذا الباب ان الله احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فلما قال هؤلاء ان الله لا يعلم كثيرا قال عز وجل وذلك ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم اي اوقعكم فالردى والهلاك. فاصبحتم من الخاسرين تنظر الى هذا الخسران والى هذا الردى الذي وقع فيه هؤلاء بسبب هذا الخطأ ظنوا ان الله لا يعلم كثيرا فكيف بمن ينفي العلم اصلا وينفي عموم صفات الله تبارك وتعالى لا شك ان الامر اشد. والخطب اكبر كما وقع من ولاة اهل البدع الذين نفوا صفات الله تبارك وتعالى ومن جملة ومن جملتها صفة العلم ولاحظ هنا ان هؤلاء المشار اليه في هذه الاية لم ينفوا صفة العلم اصلا لم ينفذ صفة العلم اصلا بل اثبتوها وانما نفوا ماذا؟ الاحاطة قالوا ان الله لا يعلم كثيرا فهم يثبتون العلم لكنهم يلقون احاطة الله عز وجل احاطة علمه بكل المعلومات ومع ذلك ترتب على فخطأهم هذا ما سمعته هذا في باب الاثبات في باب النهي قال الله تبارك وتعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا والخطأ الذي حصل هنا ماذا؟ اثبات المنفي الله جل وعلا نفى عن نفسه الولد قال لم يلد ولم يولد فهؤلاء اثبتوا لله ما نفاه عن نفسه فقالوا اتخذ الله اتخذ الرحمن ولدا. فاثبتوا ما نفاه الله. قال لقد هذا في اثبات المنفي والاول في نفي المثبت اثبت الله لنفسه العلم فلقوه او نفوا كثيرا منه فقال الله في حقهم ما قال وهؤلاء نفوا وهؤلاء اثبتوا ما نفاه الله وترتب على قولهم ما ذكره الله بقوله لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض تخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا ومن خلال هذين المثلين تتبين خطورة الغلط في هذا الباب العظيم وان الغلط فيه ايا كان سواء باثبات ما نفي او بنفي ما اثبت من افضل ما يكون وابر ما يكون على الانسان في دينه ودنياه وهذا ايضا يؤكد يؤكد لنا ضرورة معرفة القواعد الشريفة والتأصيلات النافعة التي ذكرها اهل العلم في هذا الباب العظيم ليكون كلام المرء فيه بعدل وانصاف وعلم واحكام والا كما يقول ابن القيم السكوت اولى السكوت اولى بك. يعني اذا لم يكن كلامك مبنيا على قواعد واصول وضوابط. فالسكوت اولى به انك ان اخطأت فالخطأ فادح وان زللت فالزلل كبير لان الامر يتعلق بمقام الرب جل وعلا. ويتعلق باسمائه سبحانه وتعالى وصفاته الان ندخل في القواعد ولكن الوقت يعني آآ لي الى السادسة فنقف الى الى هنا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين السلام عليكم