بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور لانفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما. اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا متقبلا ورزقا طيبا. ونواصل قراءتنا في كتاب اصول الايمان لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وغفر له. نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين. قال وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب اليه من احدكم من احدكم كان على راحلته بارض فلاة فانفلتت منه. وعليها طعامه وشرابه فايس منها فاتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد ايس من راحلته. فبينما هو كذلك اذ هو بها قائمة عنده فاخذ بخطامها فقال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة فرح اخرجه اورد المصنف رحمه الله هنا في باب معرفة الله والايمان به هذا الحديث العظيم حديث انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث من جملة الاحاديث التي يعرف بها المسلم ربه تبارك وتعالى يعرفه ربا رحيما غفورا توابا يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات يفرح توبة التائبين وانابة المنيبين واستغفار المستغفرين مع انه تبارك وتعالى غني عن العالمين. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. وهو سبحانه وتعالى لا تنفعه طاعة من اطاعه. ولا انابة من اناب. ولا توبة من تاب. ولا استغفار من استغفر كل ذلك لا ينفعه تبارك وتعالى ولا يزيد في ملكه شيئا. ولهذا قال سبحانه في الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. ولو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا فهو تبارك وتعالى لا تنفعه طاعة من اطاع ولا تضره تبارك وتعالى المعصية من عصى من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها. ومع هذا كله فمن كمال منه وعظيم لطفه وجميل احسانه يفرح تبارك وتعالى بتوبة عبده اذا تاب وهذا الفرح هو تفضل ومن وكرم واحسان من الله تبارك وتعالى وجل وعلا يفرح كما اخبر عنه بذلك اعلم عباده به. اذ لا يوجد في عباد الله من هو اعلم بالله من رسول الله؟ عليه الصلاة والسلام. وقد صح عنه الحديث انه صلى الله عليه وسلم قال ان اعلمكم بالله واتقاكم لله انا. فهو عليه الصلاة والسلام اعلم عباد الله بالله وهو لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم. واخبر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ان الله يفرح فنحن نخبر عن الله بما اخبر عنه به رسوله ومجتباه صلوات الله وسلامه عليه. نخبر عن الله بالذي اخبر عنه به رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقول مؤمنين معتقدين ان ربنا يفرح بتوبة التائبين ولا نشك في ذلك ولا نرتاب. ولا ندخل في هذا الحديث او غيره من احاديث الصفات دخول المبطلين المعطلين الجاحدين المؤولين المحرفين فكل هذه طرائق زائغة عن سواء السبيل. بل نمر نصوص الصفات كما جاءت اؤمن بها كما وردت وقاعدتنا في هذا الباب من الله الرسالة وعلى الرسول البلاء وعلينا التسليم. فنبينا صلى الله عليه وسلم اخبر ان ان رب العالمين يفرح بتوبة التائبين فنقول معتقدين ان الله يفرح بتوبة التائبين. وصفات وصفات ربنا تبارك وتعالى المضافة اليه سبحانه كلها تليق بجلاله وكماله. فهي ثابتة له سبحانه من غير تشبيه. من غير تمثيل. كما قال عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. اثبت لنفسه السمع والبصر. بعد نفي المثلية. فدل ذلك على ان اثبات الصفات لله سبحانه على الوجه اللائق به لا يستلزم التمثيل والقول في الصفات قول واحد وباب الصفات باب واحد وهو انها كلها تمر كما جاءت ويؤمن بها كما وردت دون ان تحرف ودون ان تعطل ودون ان تمثل بصفات المخلوقين ودون ان يحاول العبد تكييف صفات الرب تبارك وتعالى كل ذلك ضلال وباطن. فمن فمن الايمان بالله فمن الايمان بالله ومن معرفة ها الايمان بانه يفرح بتوبة التائبين. من الايمان بالله سبحانه وتعالى من ايماننا بربنا جل وعلا ان نؤمن بانه يفرح بتوبة التائبين وهذا ما اخبر به رسوله عليه الصلاة والسلام بل انه يفرح بتوبة التائبين فرحا عظيما. يفرح بتوبة التائبين فرحا عظيما مع غناه جل وعز عن توبتهم. ولهذا ظرب عليه الصلاة والسلام مثلا عجيبا عظيما في بيان عظم فرح الله تبارك وتعالى بتوبة عبده المؤمن قال صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب اليه من احدكم كان على راحلته بارض فلاه الى اخر الحديث. وقوله لله قيل اللام لام الابتداء وقيل لام التأكيد. لله اشد فرحا. وهذا فيه وهذا فيه تبيان لعظم فرح الله. تبارك وتعالى بتوبة عبده المؤمن بعبده اذا تاب اليه. واناب اليه ورجع الى الله. قال الله اشد فرحا بتوبة عبده وعبده هنا ان كان توبة من الكفر الى الايمان فالعبودية هنا العبودية العامة التي هي العبودية لربوبيته سبحانه وتعالى وان كان توبة من العصيان فيما دون الكفر الى الطاعة فالعبودية فالعبودية الخاصة التي هي عبودية لالوهيته. لان العبودية تطلق ويراد بها نوعان العبودية لربوبية الله والعبودية لالوهيته. العبودية العامة التي هي مودية الذل والطواعية لتدبير الله سبحانه وتعالى وتسخيره لهذه الكائنات ولهذه المخلوقات وكونها جميعها طوع تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى و لا تخرج عن مشيئته وارادته عز وجل فهذا يشمل جميع مخلوقات يشمل مسلم والكافر والبر والفاجر والنوع الثاني العبودية لالوهيته وهي عبودية الطاعة وهذه يتفاوت الناس فيها بتفاوتهم في طاعتهم لله سبحانه وتعالى. قال لله اشد فرحا. بتوبة عبده حين يتوب. بتوبة حين يتوب. وهنا ينبغي ان يفقه ما يفرح الرب به. هو التوبة. توبة العبد والتوبة هي انابة العبد ورجوعه الى الله عز وجل بترك ما فرط فيه من واجب ترك التفريط في الواجبات وترك ما كان يغشاه من محرمات ومنهيات. بالرجوع الى الله سبحانه وتعالى وذلك بفعل ما امر وترك ما نهى عنه وزجر. فالتوبة رجوع بترك التفريط في الواجب وترك فعل المحرم. والعودة الى الله عز جل والانابة اليه بفعل ما امر وترك ما نهى عنه تبارك وتعالى وزجر هذه حقيقة التوبة التي دعا الله سبحانه وتعالى عباده اليها وامرهم بالنصح فيها توبوا الى الله توبة نصوحة. ان يكون ناصحا في توبته. والتوبة التي امتدح الله عز وجل اهلها وعظم شأنهم واخبر عن فرحه تبارك وتعالى بتوبتهم وذكر انه يحبهم ان الله يحب التوابين وذكر لهم فضائل وثمار واثار ينالونها في الدنيا والاخرة اهل التوبة هم من استجمعت توبتهم شروطا لان التوبة لا تكون مقبولة الا اذا استتمت شروطها التي دل عليها كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. واولها ان يكون التائب في توبته تائب الى الله. عز وجل مخلصا يبتغي بتوبته وجه الله. لهذا قال توبوا الى الله قال توبوا الى بارئكم. فالتوبة الى الله سبحانه وتعالى. والنبي عليه الصلاة والسلام في قصة الاسير التي سبق ان اشرت اليها لما اعلن ذاك الاسير توبته قال اني تائب اني اتوب الى الله ولا اتوب الى محمد. قال عليه الصلاة والسلام عرف الحق لاهله. عرف الحق لاهله فالتوبة لله توبوا الى الله. ولهذا لابد ان يكون التائب في توبته مخلصا يبتغي بتوبته وجه الله سبحانه وتعالى. يريد بها الله عز وجل والدار الاخرة لا يتوب من اجل شهرة يطلبها او مراعاة يقصده او شيئا من هذه المقاصد وانما يتوب يبتغي بتوبته رضا الله عنه. وان لا يسخط فربه تبارك وتعالى عليه وان يحظى بثوابه تبارك وتعالى للتائبين. فهذا الشرط الاول ان ان ان تكون التوبة خالصة لله عز وجل. والشرط الثاني ان يندم التائب على ذنوبه. وتفريطه وتقصيره ووقوعه في المحرمات. يندم على ذلك ندما شديدا ويأسف على ما كان منه. من من تقصير في جنب الله وفي طاعة الله وفي القيام بالواجبات التي امر الله تبارك وتعالى بها يندم على ذلك. والامر الثالث ان يعقد العزم على الا يعود الى هذه الذنوب. يعزم في قلبه عزما اكيدا بينه وبين الله تبارك وتعالى الا يعود الى هذه الذنوب والا يقارف شيئا منها وان يمضي على الاستقامة وعلى طاعة الله وعلى ما يرظي الرب تبارك وتعالى. والامر ان يقلع عن الذنوب. ان يقلع عن الذنوب. لا يسوف في الاقلاع وانما يقلع عنها ويتركها. ويقبل على الطاعات. وكم فوت كثير من الناس حظهم من اقبال قلوبهم على التوبة الى الله سبحانه وتعالى بالتسويف والتأجيل وكم من اناس اجلوا التوبة واحترمتهم المنية قبل ان يحققوها. لا زال يؤجل التوبة يندم على ذنوب فعلها. ويتألم على فعله لها. ونفسه لا تطاوعه على تركها فيبقى مطاوعا لنفسه متماديا في عصيانه مؤجلا توبته الى ان يدهاه الموت وهو غير تائب فيلقى الله عز وجل بغير توبة. ولهذا لابد في التوبة من الاقلاع يقلع عن الذنب فورا ويتركه ومع اقلاعه عنه وتركه له يعزم ان لا يعود اليه عزما اكيدا بينه وبين الله. ويبقى نادما على تفريطه مقبلا على طاعته لربه سبحانه وتعالى. والشرط الخامس ان تكون توبته في وقت قبول التوبة والتوبة تقبل في كل وقت وحين في اي ساعة من ليل او نهار باب باب التوبة مفتوح وسيأتي معنا قول النبي عليه الصلاة والسلام ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار. ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. فالتوبة بابها مفتوح في كل ساعة وفي كل لحظة. من ليل او نهار بابها مفتوح ولكن دلت النصوص على ان هناك وقتان لا تقبل فيهما التوبة. مع ان باب مفتوح في كل ساعة وفي كل لحظة فقد دلت النصوص على ان هناك وقتان لا تقبل فيهما التوبة الاول ان يغرغر الانسان. وان تصل اه روحه وان يعاين الموت ويشاهد المفارقة لهذه الحياة فيعلن توبته في في تلك اللحظات في في تلك اللحظات فمن كانت توبته في ذلك الوقت لا تقبل منه. وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان. هذا ليس وقتا للتوبة. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام تقبل توبة احدكم ما ما لم يغرغر تقبل توبة احدكم ما لم يغرغر اذا بلغت الروح الحلقوم ثم قال اني اتائبنا الان اعلن توبتي اتوب الى الله هذا لا ينفع. قال العلماء لان هذه التوبة توبة مشاهدة وليست توبة غيب. والذي ينفع هو الايمان بالغيب. اما الذي يشاهد الموت ويعاينه ويرى قدومه على الله سبحانه وتعالى ومغادرته لهذه الحياة. ثم في تلك اللحظة يعلن توبته هذا ليس وقتا لها ولهذا لا تقبل التوبة. والله عز وجل لم يقبل من فرعون قوله امنت بالذي امنت به بنو اسرائيل. لانه قالها عن مشاهدة. للموت ومعايشة الله لما ادركه الغرق والوقت الثاني الذي لا تقبل فيه التوبة طلوع الشمس من مغربها. واذا رآه الناس امنوا جميعا. لكن لا يقبل الله عز وجل توبة حينئذ اذا طلعت الشمس من مغربها وتاب الناس لا يقبل الله عز وجل منهم توبة في ذاك الوقت. كما اخبر بذلك الرسول عليه الصلاة والسلام فهذه شروط للتوبة وهي في الوقت نفسه يمكن على ضوء شرح هذا الحديث هي شروط لهذا الامر العظيم الذي يفرح الله به. تبارك وتعالى. الذي يفرح الله تبارك وتعالى به قال عليه الصلاة والسلام لله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب اليه. ثم ظرب مثالا بين عظيم فرح توبة الله عز وجل عظيم فرح الله تبارك وتعالى بتوبة التائبين من عباده قال من احدكم كان على راحلته بارض فلاة اي بصحراء قاحلة لا ماء فيها ولا طعام ولا شراب بارض فلا. فانفلتت منه اي راحلته وعليها طعامه وشرابه. فايس منها اي بحث عنها وطلبها هنا وهناك هو في الصحراء القاحلة فلم يجد لها اثر ولم يقف لها على عين ولا على خبر بحث ولم يجدها. فايس ووقع في قلبه يأس من الحصول على الناقة. فاتى شجرة فاضجع في ظلها اضطجع على جنبه في ظل تلك الشجرة وقد ايس من راحلته. وجاء في بعض الالفاظ وجاء في بعض اضطجع في ظل شجرة ينتظر الموت. ينتظر الموت لا طعام ولا شراب ويأس من الراحلة فاستظل في ظل شجرة واضطجع ينتظر الموت ونتصور هذه الحال رجل في صحراء قاحلة وراحلته ظلت يعني ظاعت عنه وبحثها فلم يجدها. وعياه التعب وجلس بلا طعام ولا شراب تحت ظل الشجرة ينتظر الموت الذي يأتيه بالتدريج ضعفا ضعفا ضعفا الى ان تزهق روحه. فهذه شديدة جدا على الانسان. شديدة جدا على الانسان. فيقول عليه الصلاة والسلام فبينما هو كذلك هو بختام اذا هو بها قائمة عنده فاخذ بخطامها. اذا بناقة واقفة عند رأسه وفي المضطجع ينتظر الموت واذا بخطامها يتدلى عند رأسه. رجعت اليه. وعليها طعامه وشرابه فاخذ بخطامها وامسك به فرحا غاية الفرح يقول فاخذ بخطامها فقال من شدة اللهم انت عبدي وانا ربك. يقول عليه الصلاة والسلام اخطأ من شدة الفرح. هذا مثل ضربه النبي عليه الصلاة والسلام لاشد ما يكون تصورا للفرح الذي يقع الاب فرح في في في غاية الشدة. ومثل ضربه النبي عليه الصلاة والسلام لاحد الاعظم ما يكون من فرح العبد في في مثل هذه الحالة التي وصفها النبي عليه الصلاة والسلام ولم يكتفي عليه الصلاة والسلام بشوق المثال وامسك بخطام ناقته. بل زاد في البيان قال فامسك بخطام ناقته وقال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح. وقوله لهذه كلمة قالها عن ذهول بسبب الفرح الشديد الذي سيطر على عقله. فذهل فقال كلمة الكفر ولم ولم يكن من ولا يكون من يقولها في مثل هذا الذهول كافرا. لانه لم يقلها عن اعتقاد بها او قصد لها او ارادة لقولها وانما اه لسانه ارتبك من شدة فرحه فقدم كلمة على على كلمة لا يقصد ذلك هو. لكنه مع ذهوله ومع شدة الفرح الذي عنده تقدمت عنده كلمة على كلمة بدل ان يقول اللهم انت ربي وانا عبدك اخطأ من شدة الفرح فقدم كلمة على كلمة هذا التقديم والتأخير لو كان الانسان يقصده ينتقل من ملة الاسلام ينتقل من ملة الاسلام ويخرج من حظيرة الدين. ولكنه لذهوله ولسيطرة الفرح عليه حصل عنده هذا الخطأ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اخطأ من شدة الفرح فهو نوع من الخطأ المعفو عنه نوع من الخطأ المعفو عنه ولا يؤاخذ العبد عليه اذا حصل له شيء من هذا اه الشاهد ان هذا الفرح الذي ذكر هنا فرح عظيم وهو اشد ما يوصف في فرح العباد. فقال لله اشد فرحا بتوبة عبده اذا تاب من هذا الرجل. من هذا الرجل. وهذا يبين لنا ان اذا كان هذا اعظم فرح يقدر في فرح العباد والله عز وجل فرحه بتوبة عبده من هذا فمعنى ذلك ان كل فرح يوجد عند العباد باي امر يكون مما يفرحون به فرب العالمين سبحانه وتعالى فرحه بتوبة عبده اشد لان هذا مثل هذا مثل لاشد ما يكون من فرح يكون عند العباد. فهذا كله يبين لنا عظيم لطف الله عز وجل وعظيم منه واحسانه. حيث انه عز وجل مع غناه عن عباده. يفرح بتوبة التائبين يفرح سبحانه وتعالى بتوبة التائبين. والعبد العاقل الناصح لنفسه هذا حديث عندما يقرأه متأملا له واقفا عند دلالاته. يفتح له بابا عظيما في الاقبال على الله والتوبة اليه سبحانه وتعالى. لو عقل الانسان وتأمل هذا الحديث. لو عقل هذا الحديث وتأمله فتح له بابا عظيما في التوبة والاقبال على الله سبحانه وتعالى والانابة اليه. فالرب جل وعلا يفرح عز وجل بتوبة عبده اذا تاب وهو غني عن توبة عبده. والمحتاج الى التوبة هو العبد الفقير الى التوبة هو العبد المنتفع بالتوبة هو الاب. الذي ينال ثمار التوبة هو العبد. اما الله سبحانه وتعالى غني غني عن عن العباد وغني عن عن توباتهم. وانتفاع العبد بتوبته انتفاع العبد بتوبته هو انتفاع في الدنيا والاخرة لان التوبة بركة على العبد. في دنياه وبركة عليه في اخراه والمعاصي والذنوب شؤم ومضرة عليه في دنياه وفي اخراه. فالحديث يفتح على على العبد بابا للتوبة بل بابا للمسارعة اليها. والمسابقة اليها والمبادرة اليها. وعدم تأخيرها هذا الحديث ساقه المصنف رحمه الله لان فيه تعريفا بالرب وانه رب كريم رب محسن رب جواد رب لطيف سبحانه وتعالى رب غني عن عن العباد وعن طاعاتهم وعن عباداتهم. رب يفرح بتوبة عباده اذا تابوا اليه ويقبل التوبة. يقبل التوبة وليلحظ هنا ان من دلالات هذا الحديث ان الله عز وجل آآ فتح باب التوبة للعباد من كل ذنب لا لم يخص ذنبا دون ذنب بالقبول. فكل ذنب يتوب منه العبد توبة صادقة يقبل الله تبارك وتعالى منه توبته ويفرح سبحانه وتعالى بتوبته. كل ذنب يتوب منه العبد لو لو كان الذنب من اعظم الذنوب ومن اكبرها واشنئها من تاب تاب الله عليه ولهذا تجد في القرآن الدعوة للتوبة موجهة للنصارى موجهة للمشركين موجهة للعصاة كل احد كل احد مدعو للتوبة. وكل احد مفتوح له باب التوبة. مهما عظم جرمه وكبر ذنبه قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا ان الله يغفر الذنوب جميعا يعني بدون استثناء. ايا كان الذنب. من تاب منه صادقا تاب الله عليه وقبل توبته وفرح سبحانه وتعالى بتوبته. فهذا الحديث من الاحاديث العظيمة التي تعرف الناس بربهم تبارك وتعالى. ومن عرف هذا الحديث حسن اقباله على الله. وزال عنه القنوط من رح الله وعظم رجاؤه في الله عز وجل وفي وفي ثوابه لم يسيطر عليه يأس يقيده او قنوط عن الخير يحجبه. بل انه يقبل على الله عز وجل. وينيب اليه ويكون تائبا اوابا فالحديث يفتح للعبد ابواب عظيمة جدا من ابواب الاقبال على الله سبحانه وتعالى اللهم تب علينا. نعم. قال وعن ابي موسى رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها. رواه مسلم. ثم اورد المصنف رحمه الله حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه وايضا من الاحاديث التي فيها التعريف بالرب تعريف من ربه سبحانه وتعالى. قال عليه الصلاة والسلام ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها وهذا الحديث فيه من البيان فيما يتعلق بمعرفة الله تبارك وتعالى ان انه سبحانه وتعالى تواب. يقبل التوبة من عباده. مهما كانت ذنوبهم ومهما كانت معاصيهم وجرائمهم يقبل التوبة في كل وقت وحين. في اي ساعة من ليل او نهار في اي لحظة يقبل تبارك وتعالى التوبة. ويقول هنا عليه الصلاة والسلام لان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب هو مسيء الليل فهذا فيه دلالة على ان باب التوبة مفتوح قيل التوبة حاصل وكائن في كل وقت. وفي اي لحظة من تاب في اي لحظة من اللحظات تاب الله عليه عليه وهذا فيه من الدلائل وجوب المبادرة الى التوبة حرمة تأخيرها والتسويف فيها. حتى ان ابن القيم رحمه الله في كتاب مدارج السالكين نبه على امر قد الا ان يتفطن له كثير من الناس وهو ان تأخير ان تأخير الذنب ان تأخير التوبة من ذنبي يعد يعد ذنبا يجب ان يتاب منه. قال وكثير من التائبين يتوبون من ذنوبهم وينسون التوبة من تأخيرهم للتوبة منها. وهي فائدة عظيمة جدا نبه عليها ابن القيم رحمه الله. تأخير التوبة هذا ذنب ذنب ومعصية يقع فيها العبد ان يؤخر التوبة يعني يعلم انه مذنب وانه مقصر وانه فعلا او يسخط الله ويندم على هذا الامر ثم يقول الشهر القادم اتوب. واذا جاء الشهر القادم اجله للذي بعده وهكذا هذا بحد ذاته يعد ذنبا. وبعض التائبين يتوب من ذنوبه وينسى ان يتوب. من تأخيره ينسى ان يتوب من تأخيره. يتوب من المعصية المعينة او المعاصي المعينة التي كان يفعلها ولا يتوب من تأخيره للتوبة منها. فالحديث فيه المسارعة والمبادرة للتوبة قبل فوات اوانها. وقبل حصول الحرمان منها ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. كانه يقال هنا للتائب يا من اردت التوبة بادر لا تقل اؤجلها للوقت الفلاني افضل. او الانتهاء من الامر الفلاني احسن او نحو ذلك من الخواطر التي تجعل كثير من الناس يؤخرون توبتهم بل سارع اليها في اي لحظة. متى وجد الانسان من قلبه اقبالا وفي قلبه ندما فليبادر الى آآ التوبة الى عز وجل توبة صادقة وليسأل ربه تبارك وتعالى الثبات على هذه التوبة والعافية والوقاية من الذنوب ويصدق الله عز وجل ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار. ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. ولاحظ هنا مسيء الليل ومسيء النهار. وهذا فيه ان ساعات العباد تقع منهم في الليل وتقع منهم في النهار وكثير من بعد يتقلب في لياليه وايامه في اساءة تلو اساءة. يتقلب في لياليه من اساءة تلو اساءة رب العباد باسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار وباسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل وذاك غافل عن هذا كله ويتقلب في لياليه في ليله ونهاره من مشاءة الى اخرى ومن ذنب الى اخر يصبح على ذنوب ويمسي على ذنوب. ثم يمسي على ذنوب ويصبح على ذنوب ويتقلب في في ذنوب في في لياليه وايامه. ثم تكون مصيبته عظيمة. عندما يلقى الله عز وجل بهذه المسائل المتراكمة التي اجتمعت له في لياليه وايامه. يقدم على الله سبحانه وتعالى ويلقاه بتلك المساء التي كانت منه والذنوب التي كان يقارفها في في لياليه وايامه. ويندم ولا ينفعه حينئذ ندم فكم يغفل الناس عن هذا الحديث العظيم؟ ولو تفكر فيه الانسان لفتح له بابا عظيما للتوبة الى الله. وهذا مما يبين لنا ان نقص الناس في ايمانهم واعمالهم وانابتهم من نقص معرفتهم بربهم. من نقص معرفتهم بربهم. ولو تحققت القلب المعرفة صحيحة قوية لترتب عليها صلاح في اعمال العبد واقواله. فاذا نقصت المعرفة معرفة العبد بربه سبحانه وتعالى ترتب على ذلك من من ضعف الدين ورقة الايمان وفساد الخلق وفساد العمل الشيء الكثير. قال ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها. اي انها اذا طلعت من مغربها طبع على كل قلب بما فيه. اذا طلعت من مغربها طبع على كل قلب بما فيه. ان كان على الاستقامة فهو على الاستقامة وان كان على الضلال والضياع والعياذ بالله كان عليها يطبع على كل قلب بما فيه ولا لا يقبل التوبة ممن يقول يا رب انا تبت اليك يا ربي انا تائب انني تائب انا نادم هذه كلها لا تفيد ولا تنفع اذا طلعت هذه الاية العظيمة يصلح الناس يوما واذا بدل ان تطلع على عادتها من المشرق اذا بهم يفاجئون ويرونها تخرج من المغرب. متجهة من جهة الغرب الى جهة الشرق. ايذانا بتغير حال العالم وخراب الدنيا. وانتهائها وقرب انقضائها وزوالها وذهابها قدوم ناس الى الله سبحانه وتعالى فمن تاب عند معاينة هذا الامر لا يقبل الله تبارك وتعالى توبته كما انه ايضا لا يقبل توبته كما تقدم الاشارة عندما يعاين الموت عندما يعاين الموت ويغرغر وتبلغ روحه حلقومه فهو في هذه الحالة ايضا لا بل منه توبته. العاقل عندما يسمع هذا الحديث العظيم يتحرك في قلبه اه اقبالا على الله عز وجل ويقول لنفسه محاسبا معاتبا يا نفس الى متى؟ الى متى هذا التمادي في الاساءة والى متى هذا التمادي في العصيان؟ متى تقلعين ايتها النفس؟ ومتى تتوبين؟ ومتى تندمين؟ يا نفس رب يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. وهو غني على العباد وانت يا نفس لا تزالين مصرة على العصيان متمادية في الخطأ متى يا نفسك توبين؟ يحاسب نفسه ويعاتبها وهذا يؤكد ما سبق الاشارة اليه ان معرفة العبد بالله كلما قويت في قلب العبد زال حال العبد وطاب امره واستقام ونسأل الله عز وجل ان يتوب علينا وان يرزقنا اجمعين الاستقامة على صراطه المستقيم. نعم قال ولهما ولهما عن عمر رضي الله عنه قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بسبي هواز فاذا امرأة من السبي تسعى اذ وجدت صبيا في السبي فالزقته ببطنها فارضعته فقالت قال النبي فقال النبي صلى الله عليه فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا لا والله. فقال الله ارحموا بعباده من هذه بولدها. ثم اورد المصنف رحمه الله هذا الحديث العظيم ايضا في باب التعريف تعريف العباد بالرب سبحانه الم. ومن نصح النبي عليه الصلاة والسلام. ومن عظيم بيانه في دلالة الناس وتعريفهم بالله معينة التي من خلالها عليه الصلاة والسلام يقوي في القلوب ويمكن في النفوس المعرفة بالله عز وجل. منبها بذلك عليه الصلاة السلام ان معرفة الله عز وجل هي غاية المطالب. واجل المقاصد وهي الباب العظيم هداية العبد وصلاح قلبه وصلاح اموره كلها. فكان عليه الصلاة والسلام ينوع البيان ويستغل المواقف ليمكن في في القلوب المعرفة بالله تبارك وتعالى وقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام احاديث كثيرة في ذكر رحمة الله جل وعلا رحمته وانه تبارك وتعالى ارحم الراحمين جل وعلا. وآآ استغل الصلاة والسلام هذا الموقف المثير للقلوب في في جانب قوة الرحمة يشد القلوب شدا موقف رعاه الصحابة يسد القلوب شدا في جانب الرحمة والاحساس بقوتها. فاستغل هذا الموقف عليه الصلاة والسلام لبيان عظيم رحمة الله سبحانه وتعالى. جاء في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي هوازن. فاذا امرأة من السبي اي من جملة في هذا السب تسعى يعني تجري وتعدو هنا وهناك تبحث عن ولدها وولدها طفلها ربيعها وتبحث عنه. تفتش عنه بين الناس. وقلبها وايضا صدرها وثديها امتلأ بالحليب وابتلاء الصدر بالمرأة بالحليب يعد مضرة لها واذى لها. فصدرها امتلأ حليبا وولدها مفقود وتعدو هنا وهناك تبحث عن ولدها وهي في غاية اللهف وغاية الشوق تريد ولدها بينما هي كذلك اذا وجدت صبيا في السبي فاخذته اخذته فانزل ببطنها يعني ضمته الى الى الى بطنها ظما شديدا والقمته ثديها واخذت ترضعه واخذت ترضعه. هذه الرحمة التي في هذه المرأة في جريها وبحثها عن هذا الولد وسعيها وراءه. ثم الزاقها له وضمها الى صدرها بحنان ورحمة هذه الرحمة ما هو قدرها وهنا حقيقة يا اخوان ينبغي ان نقف ونعرف فضل الامهات كم نغفل عن هذا الامر؟ كم يغفل الناس عن فظل الام ورحمتها وحنانها واحسانها. كم يغفل الانسان عندما يكبر ويترعرع وينشغل بامور الحياة عن احسان قديم وجميل سابق ورحمة متوالية وحنان عظيم. كم يغفل الانسان عن ذلك فهذا الحديث يصور يصور الرحمة العظيمة التي جعلها الله سبحانه وتعالى في قلب الام لوالدها امر عجب حتى ان النبي عليه الصلاة والسلام لما اراد ان يبين عظم رحمة الله عز وجل او عظم رحمة الله عز وجل بعباده اختار اعظم مثل يمكن ان ان يقدر ويوصف وهو رحمة الام بوليدها. واذا اراد الناس ان يضربوا مثلا في رحمة الناس بعضهم ببعض لا يجدون مثلا اعظم من رحمة الام بولدها والنبي عليه الصلاة والسلام لما اختار هذا المثل اختار المثل في اعظم شيء في بابه. اعظم شيء في بابه ورحمة الام. بولدها. ليس هذا ليست هذه الرحمة في في في الام من بني ادم حتى في الحيوانات. سبحان الله الحيوان الوحش الضاري جعل الله سبحانه وتعالى في قلبه رحمة لولده رحمة عجيبة جدا حتى ان انه يرفع خفه وحافره لا يطأ لا يطأ ولده مع انه وحش ضاري رحمة جعلها الله سبحانه وتعالى في في قلب الام عجيبة جدا. ثم في كثير من الناس تتلقى هذه الرحمة بعقوق وجحود واساءة وغلظة وفظاظة وينسى ذاك المعروف العظيم. وهذا كله من نقص العقول ونقص الدين. ولاجل عظم حق الوالدين وحق الوالدة على على وجه الخصوص قرن الله سبحانه وتعالى حقها بحقه في اكثر من اية في القرآن الكريم. قضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ولايات في هذا المعنى كثيرة ان اشكر لي ولوالديك فيقول عليه الصلاة والسلام لما رأوا هذا المنظر العجيب من الرحمة المتدفقة والحنان العظيم من هذه المرأة بصبيها ولدها وضمته الى صدرها واخذت ترضعه بكل حنان وكل شفقة انتهز النبي عليه الصلاة والسلام هذه المناسبة لتعريف الناس بعظيم رحمة الله. قال لهم اترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ اترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ يعني هل هذه المرأة التي بهذه الصفة وبهذه الحال التي رأيتم هل تتصورون انها تأخذ هذا الولد الذي ارظعته وتلقيه في وسط النار آآ رحمتها تمنعها من ذلك. وتمنعها من امور اقل من ذلك. تمنعها من ذلك وتمنعها من امور اقل من ذلك فيقول هل تتصورون ان ان هذه المرأة تلقي ولدها في النار؟ قال الصحابة قلنا لا والله ما يمكن. يعني رحمة بهذا الحجم. وبهذا القدر ما يمكن تلقي ولدها في النار. قال عليه الصلاة والسلام قال عليه الصلاة والسلام الله ارحم بعباده من هذه بولدها الله ارحم بعباده من هذه بولدها. وهذا المعنى موجود في القرآن وهو ارحم الراحمين هو ارحم الراحمين يعني مهما قدرت اه اه الرحمة التي في العباد بل لو ان رحمات الراحمين من من الناس جمعت كلها. رحمات الراحمين كلها جمعت واصبحت رحمة واحدة. كل رحمة وجدت في الناس جمعت واصبحت رحمة واحدة فالله عز وجل ارحم جل وعلا. ارحم بعباده من كل رحمة تقدر عند العباد. وهذا ايضا من الدلائل العظيمة والشواهد البينة على ان صفات الله سبحانه وتعالى لا لا يدرك كنهها الواصفون. ولا ولا يمكن ان تقدر. كل ما يخطر ببال الانسان من من كمال يظنه وصفا لله فالله اكمل واعظم لان صفاته سبحانه وتعالى لا يبلغ كونه مهما قدر الانسان في في في دهنه من كمال وجلال وعظمة وهذا المثل ذكره النبي عليه الصلاة والسلام لتبيين الامر والا رحمة الله عز وجل لا لا يبلغ كنهوها ولا تعرف كيفيتها. ورحمة لا لا يدور عظمها وكمالها في بال ولا يخطر في خيال. وكيف وكيف يبلغ كنه رحمته او صفاته الواصفون وهو سبحانه وتعالى الكبير المتعال. السنا نقول الله اكبر الله اكبر من كل شيء والله اكبر من كل ما يدور في خيالنا او في خواطرنا فهذا مما يبين لنا عظمة الله سبحانه وتعالى اذا كان آآ العبد متماديا في العصيان غير مقبل على طاعة الرحمن. ثم يوم القيامة يصلى النيران فهذا غاية لماذا؟ لان الله عز وجل رحيم بعباده واشد رحمة بهذه بولدها ثم آآ العبد يعيش في هذه الحياة ولا يعرض نفسه لنيل رحمة الله رحمة الله عز وجل للمؤمنين للمتقين للتائبين للمنيبين للمقبلين على الله سبحانه وتعالى ولاحظ المصنف رحمه الله اورد هذا الحديث بعد الاحاديث التي في التوبة. يعني كانه يقول تفكر وتأمل في ايضا ما فرح الله جل وعلا بتوبة عبده ثم اعلم انه سبحانه وتعالى ارحم الراحمين ارحم الراحمين ورحمته بعباده لا تقدر. ولا يبلغ قدرها او كونها. فهذا فيه دعوة عظيمة للتعرض لرحمة الله ونيل رحمة الله سبحانه وتعالى وكما ان الحديثين الذي الذين قبل فيهم الدعوة الى التعرظ للتوبة والانابة الى الله عز وجل. قال لله ارحم بعباده من هذه بولدها لله ارحم بعباده من هذه بولدها. فهو عز وجل لا يلقي عباده في النار لا يلقي في النار الا من استحق العقوبة بها ويلقيه تبارك وتعالى فيها عدلا منه عدلا منه سبحانه وتعالى. فالحديث يحرك في القلب رجاء وخوف. رغبة ورهبة ويجاهد العبد نفسه على الا يكون محروما من هذه الرحمة. التي يكتبها الله عز وجل هذه المؤمنين التائبين المنيبين. ونسأل الله عز وجل ان يتغمدنا جميعا برحمته وان يوفقنا لسلوك صراطه المستقيم. قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لما خلق الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش. ان رحمتي غلب غضب رواه البخاري. ثم ساق هذا الحديث في ايضا بيان رحمة الله عز وجل وعظم رحمته جل وعلا قال لما خلق الله الخلق كتب كتابا كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش فهو عنده فوق العرش عنده اي عند الله فوق العرش اي العرش المخلوق العظيم الذي ذكره الله عز وجل في القرآن وذكر جملة من صفاته وذكره النبي عليه الصلاة والسلام في وذكر جملة من صفاته وهو سقف المخلوقات واعلاها وارفعها. واخبر جل وعلا في القرآن في سبع ايات انه استوى على العرش استواء يليق بجلاله فهو سبحانه علي على خلقه مستو على عرشه استواء يليق بجلاله وكماله سبحانه. وقد كتب كتابا لما خلق الخلق كتب كتابا وهو عنده سبحانه وتعالى فوق العرش ان رحمتي سبقت اه ان رحمتي غلبت غضبي وفي رواية سبقت ان رحمتي غلبت غضبي. وهذا فيه كما بين اهل العلم تفاضل آآ الصفات. قال رحمتي سبقت سبقت غضبي وايضا مما يدل على هذا المعنى قوله عليه الصلاة والسلام اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك فقال ان رحمتي سبقت غضبي. ان رحمتي سبقت غضبي. وهذا من الدلائل الدالة على عظيم رحمة الله تبارك وتعالى بعباده. بان رحمته سبحانه وتعالى تسبق غضبه. ولا ينال غضب الله تبارك وتعالى الا الظالم المضيع المفرط الذي استحق غضب الله تبارك وتعالى عليه نعم. قال وله ما عنه ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال جعل الله الرحمة مئة جزء جعل الله الرحمة مئة جزء فامسك عنده تسعة وتسعين جزءا وانزل في الارض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفعوا حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه ولمسلم معناه من حديث سلمان وفيه كل رحمة طباق ما بين السمى بين السماء والارض وفيه فاذا كان يوم القيامة كملها بهذه الرحمة. وهذا ايضا فيه بيان الرحمة قال جعل الله الرحمة مئة جزء. جاء جعل الرحمة مئة جزء والرحمة هنا المذكورة في في هذا الحديث ليست الرحمة التي هي صفة الله وانما ما هي وانما هي الرحمة التي اثر صفة الله جل وعلا. ان الله عز وجل لما جعل الرحمة اي الرحمة التي يتراحم بها المخلوقين جعلها مئة جزء يعني قسم هذه الرحمة الى مئة جزء. فامسك عنده تسعة وتسعين جزءا وانزل في الارض جزءا واحدا. وانزل في الارض جزءا واحدا. فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه. فهذه الرحمة الموجودة بين العباد من جملتها ما سبق ذكره في في رحمة المرأة بوليدها هذه رحمة اه هي في الحقيقة جزء من مئة جزء. اه رحمة هي جزء من مئة جزء. و قد جاء في الحديث الاخر عند مسلم قال كل رحمة طباق ما بين السماء والارض يعني مئة جزء وكن رحمة يعني كل جزء من هذه آآ الاجزاء آآ طباق ما بين السماء والارض يعني يملأ ما بين السماء والارض يملأ ما بين السماء والارض. ووفيه اذا كان يوم القيامة كملها بهذه الرحمة يعني كمل المئة او التسعة والتسعين جزء بهذه الرحمة. فهذا يبين لنا آآ رحمة الله سبحانه وتعالى يبين لنا رحمة الله عز وجل اذا كانت هذه الرحمة التي بين العباد وو ويتراحمون بها وهي رحمة مخلوقة وهي من اعمال العباد اذا كانت بهذا الوصف فكيف فكيف اذا كانت هذا الوصف بينهم فكيف برحمة معطي هذه الرحمة والمال بهذه الرحمة والمتفضل بها فهذا مما يبين عظيم رحمة الله سبحانه وتعالى لان معطي الكمال اولى به ولله المثل الاعلى. قال وعن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان الكافر اذا عمل حسنة اطعم بها طعمة في الدنيا واما المؤمن فان الله يدخر له حسناته في الاخرة. ويعقبه رزقا في الدنيا على طاعته. رواه مسلم. وهذا ايضا من الاحاديث التي تبين اه وتعرف الناس بالله تبارك وتعالى. وعظيم احسانه ولطفه بعبده المؤمن المنيب التائب المقبل على الله عز وجل وبيان الفرق بين حاله وحال كافر الكافر يعامله الله جل وعلا بعدله والمؤمن يعامله الله تبارك وتعالى برحمته ونواله وعطائه وفضله. ولهذا قال هنا ان الكافر اذا عمل حسنة اطعم بها اه طعمة في الدنيا. اطعم بها طعمة في الدنيا. اذا عمل حسنة اي من الحسنات التي لا تفتقر لنية لانه لو صلى وهو على كفره او او صامه على كفره او غير ذلك وعلى كفره لا تعد حسنات لكنه لو ساعد فقيرا اطعم محتاجا آآ الى غير ذلك من ابواب والمساعدات للناس فقال اذا عمل حسنة اطعم بها قامة في الدنيا يعني يعطيه الله سبحانه وتعالى آآ شيئا في الدنيا. وويأتي يوم القيامة ليس عنده الا الا السيئات وحسناته التي قدمها اخذ عليها حظه في الدنيا فيلقى الله عز وجل بسيئاته فيفرح في النار يبقى فيها مخلدا ابد الاباد. لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها. وهذا يبين لنا ان الكافر بالله سبحانه وتعالى لو كان يقدم من الاعمال امثال الجبال من النفقات والمساعدات والبذل والمعاملة لطف وغير ذلك من الامور كل هذه لا تشفع له يوم القيامة في النجاة من النار بل يعطيه الله عز وجل عليها في الدنيا من مثلا الولد او مثلا الصحة او التوسيع في المال او العافية او غير ذلك. ويوم القيامة يلقى الله عز وجل بكفره فيعاقبه عليه بالنار خالدا مخلدا فيها. قال واما المؤمن فان الله يدخر له حسناته في الاخرة. فان الله يدخر له حسناته في الاخرة. يعني يدخر يدخر له حسناته ثوابا ففي الاخرة يثيبه فيها عليه بالثواب العظيم. مع رزقا في الدنيا على طاعته يعني يرزقه في الدنيا تفضل عليه بالدنيا بالصحة بالعافية بالمال بغير ذلك على تفاوت بين العباد في هذا الامر لحكمة يعلمها سبحانه ولكنه جل وعلا يدخر للمؤمن. يدخر للمؤمن حسناته. مع ما يعطيه من الرزق. حتى وان كان اه رزقه وكفافا فقد اعطاه الله من انشراح الصدر والقناعة والرضا وسماحة النفس وسرور القلب الى غير ذلك من المعاني التي يهبه الله يهبه الله جل وعلا لعبده المؤمن. فهذا من الاحاديث العظيمة التي تعرف الناس بعدل الله جل وعلا ورحمته. وفضله ومنه واحسانه. حتى ينتبه العبد ويطرد الغفلة عنه ويقبل على الله سبحانه وتعالى لانه اذا حسن اقباله على الله نال خيري دنيا والاخرة كما هو بين في هذا الحديث. وفاز بخيري الدنيا والاخرة لانه قال ادخر له له حسنات في الاخرة ويعقبه رزقا في الدنيا على طاعته. فجمع بطاعته ومحافظته على الطاعة بين خيري الدنيا والاخرة والكافر خسر الدنيا والاخرة والعياذ بالله. ونقف الى هنا ونسأل الله جل وعلا ان يغفر لنا اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم تب علينا واغفر لنا انك انت التواب الرحيم. اللهم اغفر لنا آآ ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه انك انت الغفور الرحيم. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم واهدنا اليك صراطا مستقيما انك سميع الدعاء وانت اهل الرجاء وانت حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه