بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين نعم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل واتم التسليم قال الامام الاواب شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى بكتابه اصول الايمان باب الايمان بالقدر وقول الله تعالى ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون قوله تعالى وكان امر الله قدرا مقدورا وقوله تعالى والله خلقكم وما تعملون قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر نعم قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه اصول الايمان باب الايمان بالقدر الايمان بالقدر اصل من اصول الايمان وركن من اركان الدين واساس من اسسه العظام بل لا ايمان لمن لا يؤمن بالقدر لا يؤمن بالله عز وجل من لا يؤمن بقدره عز وجل من لا يؤمن بان الامور بقدره جل وعلا فالايمان بالقدر اصل عظيم من اصول الايمان ولهذا لما سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور عن الايمان قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره فذكر عليه الصلاة والسلام وصول الايمان ستة وعد منها الايمان بالقدر فالايمان بالقدر اصل من اصول الايمان ولا ينتظم لعبد ايمان ولا توحيد الا اذا امن بالقدر ولهذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال الايمان بالقدر نظام التوحيد الايمان بالقدر نظام التوحيد فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده اي نقض تكذيبه بالقدر توحيده لله عز وجل بمعنى انه لا يمكن ان يكون مؤمنا بالله عز وجل الا اذا امن بالقدر ويوضح هذا المعنى الذي قرره ابن عباس رضي الله عنهما قول الامام احمد رحمه الله القدر قدرة الله القدر قدرة الله فالذي يجحد القدر ولا يؤمن به ليس مؤمنا بقدرة الله ومن لا يكون مؤمنا بقدرة الله تبارك وتعالى فهو ليس فهو ليس مؤمنا بالله تبارك وتعالى فينتقض الايمان وينهدم التوحيد اذا جحد الانسان القدر او لم يؤمن بقدر الله تبارك وتعالى فالقدر او الايمان بالقدر اصل عظيم من اصول الايمان وركن عظيم من اركان الدين ودعامة من دعائمه كما قال ابن ابي داود رحمه الله في احائيته المشهورة وبالقدر المقدور ايقن فانه دعامة عقد الدين والدين افيح فالايمان بالقدر دعامة لهذا الدين ومن المعلوم ان دعامة الشيء هي اساسه الذي عليه بناؤه وقيامه والبيت لا يبتنى الا باعمدة ولا عماد اذا لم ترسى اوتادوا فالايمان لا يقوم الا على اصول عظيمة واسس متينة ودعائم قويمة عليها بناؤه وقيامه من هذه الاصول العظام والاسس الكبار الايمان بقدر الله تبارك وتعالى ولهذا عقد الامام رحمه الله تعالى هذه الترجمة في كتابه الايمان مبينا فيها فهذا الاصل العظيم عقد هذه الترجمة مبينا فيها هذا الاصل العظيم الا وهو الايمان بالقدر والايمان بالقدر اساس لسعادة الانسان وفلاحه في الدنيا والاخرة وطمأنينة قلبه وسكون نفسه اسعد الناس في الدنيا والاخرة المؤمنون بالقدر اسعد الناس في الدنيا والاخرة واهنئهم عيشا واكثرهم طمأنينة وسكونا وقرارا اهل الايمان بالقدر الايمان بالقدر يجلب للعبد الخيرات والمسرات والراحات في الدنيا والاخرة وقد قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن المؤمن يعلم ان ما وفق له او ما ناله من نعمة فهي من الله عز وجل فيحمد المنعم جل وعلا لانه يسرها وقدرها وكتبها فيحمده فيحمده تبارك وتعالى عليها واذا اصيب بمصيبة او بلاء او نحو ذلك فانه يعلم انه من عند الله ما اصاب من مصيبة الا باذن الله يعلم انها من عند الله فيرضى ويسلم ويصبر ولهذا قال ولا يكون ذلك الا للمؤمن لان الايمان هو الذي يوجد هذه الطمأنينة ويوجد فهذه الراحة والقرار والسكون للقلب فالايمان بالقدر له اثاره العظيمة على العبد من حيث قوة صلته بالله وتمام التجائه اليه وكثرة دعائه سبحانه وتعالى وسؤاله والالحاح عليه لان الامور بيده وبقظائه وقدره سبحانه فله فوائد عظيمة وجليلة جدا والمصنف رحمه الله عقد فهذه الترجمة ليبين فهذا الاصل العظيم من اصول الايمان وينبغي ان يعلم هنا ان العبد لا يكون مؤمنا بالقدر الا اذا امن بمراتب القدر التي دل عليها القرآن ودلت عليها سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فلا يؤمن بالقدر من لا من لا يؤمن بمراتبه المذكورة في القرآن والسنة وهي كما بين اهل العلم اربعة مراتب الاولى الايمان بعلم الله تبارك وتعالى الشامل المحيط الذي وسع كل شيء علمه تبارك وتعالى بما كان وبما سيكون وبما لم وبما لم يكن لو كان كيف يكون وانه عز وجل احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا ووسع كل شيء رحمة وعلما وان علمه تبارك وتعالى محيط بكل شيء يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا فمن الايمان بالقدر الايمان بعلم الله وانه سبحانه وتعالى علم ما كان وعلم ما سيكون واحاط علمه بكل شيء في الازل احاط علمه تبارك وتعالى بكل شيء في الازل علما محيطا بكل شيء كل ما وقع وكل ما يقع احاط به علم الله سبحانه وتعالى في الازل فمن الايمان بالقدر الايمان بعلم الله عز وجل وانه علم محيط وسع كل شيء الامر الثاني او المرتبة الثانية الايمان بان الله كتب ذلك او كتب ما هو كائن مقادير الخلائق الى يوم القيامة كتبه جل وعلا في اللوح المحفوظ كتبه جل وعلا في اللوح المحفوظ وهذه الكتابة لمقادير الخلائق كانت قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كانت قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كتبت مقادير الخلائق الان الذين بدأوا يتوافدون على هذه البلاد الطيبة لاداء فريضة الحج والعمرة وزيارة مسجد النبي عليه الصلاة والسلام هذا امر كتبه الله عز وجل لهم قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كتب ذلك وكل ما يكون كتب وسيأتي الدليل عند المصنف رحمه الله من السنة ان الله كتب مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كل شيء كتب فمن الايمان بالقدر ان نؤمن بان الله عز وجل كتب كل شيء كتب كل ما هو كائن الى يوم القيامة من حركة من سكون من قيام من قعود من نوم من طاعة من فجور من بر او احسان او عصيان او غير ذلك كل ذلك كتب كتبه الله سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ. ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطر فكل شيء كتب كتبه الله سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ فهذه المرتبة الثانية فمن لا يؤمن بالكتابة لا يؤمن بالقدر لان من الايمان بالقدر ان نؤمن بالكتابة كما ان من الايمان بالقدر ان نؤمن بعلم الله سبحانه وتعالى الذي احاط بكل شيء المرتبة الثالثة ان نؤمن بمشيئة الله سبحانه وتعالى النافذة وقدرته سبحانه وتعالى الشاملة وانه وانه جل وعلا على كل شيء قدير وان ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وان كل شيء يقع انما يقع بمشيئته واذنه جل وعلا قالت قال تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فالامور لا يمكن ان تكون الا بمشيئة بمشيئة الله سبحانه وتعالى فمشيئته نافذة مشيئته نافذة ومعنى مشيئته نافذة اي اي ان اي شيء يشاؤه لابد ان ينفذ لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه سبحانه وتعالى فاي شيء يشاء سبحانه وتعالى لا بد ان ينفذ وان يقع طبقا لما شاء لان مشيئته سبحانه وتعالى نافذة وقدرته جل وعز شاملة فهو قدير على كل شيء لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء فمن الايمان بالقدر الايمان بالمشيئة النافذة والقدرة الشاملة وان ما شاء الله عز وجل كان وما لم يشأ لم يكن وفي هذا يقول الامام الشافعي رحمه الله تعالى في ابيات له جميلة يقول ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن خلقت العبادة على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسن على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن كل ذلك بتقدير الله سبحانه وتعالى وكل ذلك بمشيئته سبحانه وتعالى النافذة ما شئت كان والا ما شاء اي اي شيء تشاؤه يا الله يكون ويقع وان لم انا والشيء الذي اشاؤه انا ايها العبد ان لم تعشاه يا الله لا يكون وهذا هو معنى قوله سبحانه وتعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين اذا من ايماننا بالقدر ان نؤمن بمشيئة الله تبارك وتعالى النافذة وبقدرته تبارك وتعالى الشاملة. ومن لا يؤمن بهذا لا يؤمن بالقدر المرتبة الرابعة من مراتب الايمان بالقدر الايمان بان الله خالق كل شيء الايمان بان الله عز وجل خالق كل شيء خالق العباد وخالق ايضا حركات العباد وسكناتهم واعمالهم فالعباد مخلوقون وايضا اعمالهم مخلوقة لله عز وجل كما قال الله تبارك وتعالى والله خلقكم وما تعملون والله خلقكم وما تعملون اي انه تبارك وتعالى الخالق للعباد والخالق ايضا لاعمال العباد. فالكل مخلوق لله تبارك وتعالى. فالكل مخلوق لله تبارك وتعالى. العباد في اشخاصهم وذواتهم وهيئاتهم وصورهم مخلوقين لله فمنهم قبيح ومنهم حسن واعمال العباد من اه اعمال بر واحسان او اعمال فسق وعصيان كل ذلك مخلوق لله تبارك وتعالى فنؤمن بان الله خالق كل شيء قال عز وجل الله خالق كل شيء وقال جل وعلا والله خلقكم وما تعملون. وقال تعالى الحمد لله رب العالمين فمن الايمان بالقدر ان نؤمن بانه جل وعلا خالق كل شيء فهذه مراتب اربعة للقدر جمعها احدهم في بيت فقال علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين. فهذه المراتب الاربعة التي لا يؤمن بالقدر من لا يكون مؤمنا بها العلم والكتابة والمشيئة والايجاد العلم اي علم الله المحيط بكل شيء والكتابة اي كتابة الله عز وجل لما بمقادير الخلائق والمشيئة اي مشيئته تبارك وتعالى النافذة والخنق اي كونه تبارك وتعالى خالق كل شيء وهذا كله كما تلاحظ كله من الايمان بالله. ايمان بعلمه ايمان بانه كتب كل شيء. ايمان بمشيئته بقدرته ايمان بانه الخالق جل وعلا فكيف يكون مؤمنا بالله من لا يؤمن بهذه المراتب للايمان بالقدر وبهذا البيان نعلم ان التوحيد كما قال ابن عباس رضي الله عنهما لا ينتظم ولا يستقيم ولا يصلح الا اذا امن العبد باقدار الله تبارك وتعالى وان الامور كلها بقدر الله جل وعلا وهذا الاصل بل عظيم من اصول الايمان وردت عليه دلائل كثيرة تدل على آآ وجوب الايمان بالقدر وتقرر ان الامور كلها بقدر الله سبحانه وتعالى ومشيئته سبحانه وهي كثيرة جدا في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وقد اورد المصنف رحمه الله تعالى طرفا من هذه الادلة فبدأ اولا بقول الله سبحانه وتعالى ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها اي عن النار التي ذكرت في الاية التي قبل هذه الاية فهم عنها مبعدون اي لا يسمعون حسيسها ولا يقتربون منها ولا يدخلونها بل ينجيهم الله تبارك وتعالى منها بمنه وكرمه والشاهد من الاية للترجمة قوله سبقت قوله تبارك وتعالى سبقت لهم منا الحسنى سبقت لهم منا الحسنى اي فيما علمه الله سبحانه وتعالى في الازل وكتبه تبارك وتعالى في اللوح المحفوظ فمن علم الله سبحانه وتعالى في الازل وكتب في اللوح المحفوظ الا يدخل النار لا يدخلها لا يدخلها لان آآ اهل النار كتب الله عز وجل في في اللوح المحفوظ من هم واعمالهم وما يقومون به واهل الجنة ايضا كتب الله سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ من هم واعمالهم وما يقومون به فالذي سبقت لهم من الله عز وجل الحسنى فيما علمه سبحانه وتعالى في الازل وفيما كتبه تبارك وتعالى في اللوح المحفوظ هؤلاء مبعدون عن النار لهؤلاء مبعدون عن النار لا يدخلونها ولا وينجيهم الله تبارك وتعالى منها لانهم سبقت لهم من الله تبارك وتعالى الحسنى وهنا يتبين لك الفائدة العظيمة التي يربحها المؤمن عندما يكون مؤمنا بالقدر وان اهل الجنة كتبوا وان اهل النار ايضا كتبوا يظهر لك هنا الفائدة العظيمة الا وهي قوة التجاء المؤمن الى الله سبحانه وتعالى انطراحه بين يديه جل وعلا رجاء وطمعا ورغبا ورهبا في منه وفضله وجوده واحسانه دعاء ورجاء وسؤالا والحاحا لان الامر كله بيد الله سبحانه وتعالى عندما يقرأ المسلم هذه الاية متأملا لمعناها حقا وصدقا ان الذين لهم ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون قلبه يمتلئ طمعا في ان يكون من هؤلاء الذين سبقت لهم الحسنى من الله تبارك وتعالى يرجو ذلك ويطمع ويسأل الله عز وجل ان يجعله من هؤلاء وان يعيذه من سبيل اهل الشقاء والهلاك قال ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون ثم اورد قول الله جل وعلا وكان امر الله قدرا مقدورا وهذا ايضا دليل من الادلة الواضحة والصريحة على ان الامور كلها بقدر وكان امر الله قدرا مقدورا وهذا فيه بيان ان كل امر يقع ويوجد على مر العصور واختلاف الايام كل ذلك قدر قدره الله سبحانه وتعالى وكتبه جل وعلا وكان امر الله قدرا مقدورا. ليست الامور تقع هكذا بدون سابق علم من الله عز وجل وبدون سابق كتابة او تقدير ليست الامور تقع على على هذا الوصف بل الامور كلها بقدر وكان امر الله قدرا مقدورا قال الله عز وجل في في قصة موسى ثم جئت على قدر يا موسى ليس مجيء موسى هكذا وانما جاء لكون الله سبحانه وتعالى قدر ذلك وكتبه سبحانه وتعالى قال وكان امر الله قدرا مقدورا وقول الله تعالى والله خلقكم وما تعملون والله خلقكم وما تعملون وهذا فيه ان الامور كلها خلق لله العباد في اشخاصهم وذواتهم وهيئاتهم وايضا في اعمالهم من بر وفجور وطاعة وعصيان وايمان وكفر وغير ذلك كل ذلك مخلوق لله والله خلقكم وما تعملون اي وخلق ما تعملون فالله عز وجل خالق كل شيء ثم ختم ادلة القرآن بقول الله سبحانه وتعالى ان كل شيء خلقناه بقدر ان كل شيء خلقناه بقدر فكل شيء خلقه الله عز وجل واوجده اوجده بقدر قدره سبحانه وتعالى وكتبه جل وعلا في اللوح المحفوظ ثم خلقه واوجده كما قدره وكما كتبه سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ فهذه بعض الادلة من القرآن الكريم على الايمان بالقدر. سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى فالامور كلها بقدره تبارك وتعالى ثم بعد ذلك شرع رحمه الله تعالى في ذكر الادلة على الايمان بالقدر من السنة نعم قال وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قدر مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قال وعرشه على الماء ثم اورد رحمه الله تعالى فهذا الحديث في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة ان الله كتب مقادير الخلائق وهنا ينبغي ان تفهم قوله مقادير الخلائق اي الامور التي قدر للخلائق ان يفعلوها وان تقع منهم فمقادير الخلائق كتبت كتبها الله سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وقوله مقادير الخلائق شامل لكل امر قدر للخلائق افراد وجماعات ان يقع منهم فكل ما قدر للخلائق او كل ما يفعله الخلاء قدر عليهم وكتب في اللوح المحفوظ ايا كان حتى ولو دق الامر ولو كان من الامور الصغيرة او الامور التي لا لا يأبى بها الناس فكل شيء يقع من الانسان كتب وقدر ولهذا انظر الى فقه الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب جاء عن الصحابي الجليل رظي الله عنه عبد الله ابن عباس انه قال كل شيء بقدر حتى وظعك كفك على ذقنك هكذا بقدر حتى وظعك كفك على ذقنك هكذا بقدر اي شيء يقع من من الانسان قدر كتب في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة تبارك الله رب العالمين الذي وسع كل شيء علما الذي وسعت قدرته كل كل شيء ولا يعجزه شيء تبارك وتعالى وكيف يؤمن بالله من يجحد هذه الحقائق العظيمة والاصول الكبار الذي دل عليها كتاب الله ودلت عليها سنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه قال ان الله كتب مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وعرشه على الماء وهذا فيه اثبات العرش والايمان به وانه مخلوق من مخلوقات الله تبارك وتعالى العظيمة بل واكبر المخلوقات واعظمها واوسعها والله عز وجل خلقه من العدم واوجده بعد ان لم يكن واستوى عليه تبارك وتعالى استواء يليق بجلاله وكماله كما اخبر بذلك عن نفسه في ايات في القرآن منها قوله تعالى الرحمن على العرش استوى قوله جل وعلا ثم استوى على العرش فنؤمن بالعرش ووجوده ونؤمن باستواء الله تبارك وتعالى عليه استواء يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى الشاهد هنا الايمان بالكتابة والتقدير العام الذي اه كان قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة والله سبحانه وتعالى من حكمته في هذه المخلوقات وعموم الكائنات انه قدر كل ما هو كائن منها تقديرا عاما شاملا قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة ثم بعد هذا التقدير العام الشامل تأتي تقديرات اخرى مندرجة وداخلة في هذا التقدير العام وسيذكر المصنف رحمه الله تعالى تلك التقديرات التي التي هي داخلة في هذا التقدير العام كالتقدير الذي قدره الله سبحانه وتعالى على الخلائق عندما اخرجهم من ظهر ابيهم ادم واشهدهم على انفسهم فلست بربكم وقسمهم الى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير فهذا تقدير وسيأتي دليله وايضا التقدير العمري الذي يتعلق بعمر كل انسان سيأتي دليله عند المصنف وايضا التقدير الحولي او السنوي في ليلة القدر بها يفرق كل امر حكيم وايضا التقدير اليومي كل يوم هو في شأن فهذه التقديرات كلها داخلة ومندرجة في التقدير العام فهي تقديرات من بعد تقدير اي من بعد التقدير العام الذي قدره الله سبحانه وتعالى وكتبه قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة نعم قال وعن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من النار. ومقعده من الجنة. قال قالوا يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له اما من كان من اهل السعادة فسييسر لعمل اهل السعادة واما من كان من اهل الشقاوة فسييسر لعمل اهل الشقاوة ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. متفق عليه ثم اورد رحمه الله تعالى حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه آآ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة وهذا هو موضع الشاهد من الحديث للترجمة ان المقادير كتبت والتقدير هنا مثل سابقه التقدير العام الذي كان قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وان رب العالمين جل وعلا كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ قبل خلقه خلقه السماوات والارض بخمسين الف سنة فقوله هنا في حديث علي رضي الله عنه وقد كتب مقعده كتب مقعده اي كتب في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة هذا هو التقدير العام هذا هو التقدير العام وهو نظير ما دل عليه الحديث السابق حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال ما منكم من احد وهذا ايضا يفيد فالعموم وانه لا يشد احد ولا يند فكل فرد من افراد الناس كل عمل من اعماله كتب في اللوح المحفوظ وكتب هل هو من اهل الجنة او من اهل النار كل كل فرد من من افراد الناس كتب امره وحاله واعماله كل ذلك كتب ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة الا كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة هنا عندما يسمع المؤمن هذه الادلة البينة في باب القدر وان الامور قدرت وكتبت وكتب مقعد الانسان من الجنة ومقعده من النار كتب هل هو مؤمن او كافر؟ هل هو بر او فاجر كتب في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة عندما يسمع المسلم هذه الايات البينات والدلائل الواضحات المكررة للقدر وان الامور كتبت وقدرت وقضيت يأتي سؤال في ذهنه وينقدح في في باله وهو سؤال كما يقال يفرض نفسه وسؤال يفرض نفسه سواء طلبها الانسان او لم يطلبه هو سؤال ينقدح في الذهن رأسا عندما يسمع هذه الادلة ان الامور بقدر وان مقعد الانسان من الجنة او مقعده من النار كتب في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة عندما يسمع هذه الادلة لابد ان ينقدح في في ذهنه سؤال وهذا السؤال الذي اشير اليه طرحها الصحابة رضي الله عنهم في اكثر من مناسبة على النبي صلى الله عليه وسلم عندما سمع سمعوا منه بيان القدر وان الامور مكتوبة وان مقعد الانسان من الجنة او مقعده من النار كتب والسؤال هو اذا كانت الامور مقدرة ومكتوبة فيما العمل اذا كانت الامور مقدرة ومكتوبة فيما العمل؟ الا نتكل على القدر الا نتكل على القدر؟ الا يقول الواحد منا طالما ان الامور كتبت وقدرت وعلم مقعد الانسان من الجنة او مقعده من النار ليس هناك حاجة للعمل بل آآ لا اعمل شيئا متكلا على قدر السابق وعلى ما كتبه الله تبارك وتعالى علي في القدر على ما كتبه الله علي في اللوح المحفوظ ولهذا قال علي رضي الله عنه ومثل هذا السؤال جاء عن غير واحد من الصحابة قال علي قالوا يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل هذا السؤال مبني على التقرير السابق النبي صلى الله عليه وسلم ذكر لهم ان ما من احد الا وعلم مقعده من الجنة ومقعده من النار فقالوا على اثر هذا البيان الا نتكل على كتابنا وندع العمل وجاء في بعض الروايات انهم قالوا ففيما العمل يا رسول الله ففيما العمل طالما ان الامر كتب وقدر الا نتكل على كتابنا وندع العمل نتكل اي نعتمد نتكل على كتابنا اي نعتمد على ما كتب علينا ونبني على ذلك وندع العمل لا نعمل لا نعمل شيئا متكلين على على كتابنا فما الجواب على هذا السؤال اجاب النبي عليه الصلاة والسلام بجواب واف كافي مع انه في جملة لا تتجاوز السطر الواحد لكن فيها الغنية والكفاية وفيها الشفاء لمن وفقه الله تبارك وتعالى لفهم كلام النبي صلى الله عليه وسلم والعمل به اما من لم يفهم كلام النبي عليه الصلاة والسلام ولم يستطع بظياء هديه صلى الله عليه وسلم فانه سيتخبط في الظلمات ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور فذكر عليه الصلاة والسلام كلمات او جملة جمعت الخير كله في هذا الباب لما قالوا له الا نتكل على كتابنا ونادى على العمل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له هذا هو الجواب اعملوا فكل ميسر لما خلق له وما بعده بيان له. اما الجواب انتهى هنا اعملوا فكل ميسر لما خلق له. فهذا هو جواب هذا السؤال في هذه الجملة المختصرة التي جمعت الخير كله وهذا مما يبين لك ان نبينا عليه الصلاة والسلام اعطي جوامع الكلم يقول الكلمات القليلة والاحرف اليسيرة التي تجمع للعباد خير الدنيا والاخرة فلما سألوا هذا السؤال الكبير العظيم السؤال الذي ينقدح في الاذهان ويستشكل كثير من من الناس اجاب عنه عليه الصلاة والسلام بكلمة لا لا لا تبلغ سطرا لا تبلغ سطرا قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له وهنا انبه لا يمكن لاحد ان يستفيد من هذه الجملة المختصرة الا اذا وعاها وفهمها وحقق وحقق ما دلت عليه كما كان الصحابة الكرام رظي الله عنهم وارظاهم قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له فهي كلمة فيها شفاء وفيها بركة وفيها وفاء في هذا المطلب العظيم الجليل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له وهذا الجواب الذي ورد في هذه الجملة بين فيه النبي عليه الصلاة والسلام اصلين عظيمين في هذا الباب لا يتحقق للعبد سعادة الا بتحقيقهما والاتيان بهما على التمام والكمال الاصل الاول مستفاد من قوله عليه الصلاة والسلام اعملوا مستفاد من قوله عليه الصلاة والسلام اعملوا وهذا امر لهم بالعمل اعملوا يدخل تحتها صلوا صوموا تصدقوا قوموا باعمال البر والاحسان ايضا يدخل تحتها تجنبوا الحرام ابتعدوا عن الاثام كل ذلك داخل تحت قوله عليه الصلاة والسلام اعملوا وغير خاف عليك ان مثل هذا الخطاب اعملوا او اعمل او صلي او صم او تصدق او نحو ذلك لا يخاطب به الا من له مشيئة وارادة اما من لا مشيئة له ولا ارادة لا يقال له اعمل فالامر بالعمل لا يكون الا لمن له مشيئة وهذا فيه اثبات المشيئة للعبد والارادة وهي ثابتة في القرآن لمن شاء منكم ان يستقيم فالعبد له مشيئة ليس منزوع المشيئة والارادة وليس كالورقة في مهب الريح كما يدعيه بعض اهل الضلال والباطل فالعبد له مشيئة وله ارادة وهديناه النجدين طريق الخير وطريق الشر فالذي يمشي الى طريق الخير مشى اليه بمشيئته وارادته ومن ايضا مشى الى طريق الشرمشة اليه بمشيئته وارادته ارأيتم الرجل اذا رغب بعمل صالح واتجهت اليه عزيمته كيف انه يبحث عن وسائله واسبابه ويسعى في تحقيقه ونيله وكذلك والعياذ بالله اذا بلي طلب امر سيء كيف انه يسعى في تحصيله فالعبد له مشيئة فاذا مما يجب ان نقر به هنا وان نؤمن به ان العبد له مشيئة مشيئة وارادة يختار بها طريق الخير يختار بها طريق الشر ويعمل بموجب هذه المشيئة ولهذا اذا عمل الصالحات يثاب عليها واذا عمل السيئات يعاقب عليها لانه فعل ذلك بمشيئته لانه فعل ذلك بمشيئته فاذا قوله عليه الصلاة والسلام اعملوا هذا يفيد ان العبد له مشيئة وارادة ولهذا خوطب بهذا الامر قيل له اعمل ويدخل تحت قوله اعمل كما سبق الامر بالصلاة الامر بالصيام الامر بالبر الامر بالاحسان الامر بالبعد عن المعاصي والاثام اعملوا وهنا تطبيق العمل لتوجيه النبي عليه الصلاة والسلام في قوله اعملوا ان يجاهد الانسان نفسه على العمل يجاهد نفسه على العمل كما قال ربنا جل وعلا والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون لو لم يكن للانسان مشيئا يقال له اصبر وصابر ورابط واتق الله ما يقال له اذا كان ليس له مشيئة اذا كان حاله امره كالورقة في مهب الريح فقول اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله هذا يدل على انه له مشيئة فاذا العبد هنا مطالب بان يجاهد نفسه على العمل ويجاهد نفسه على العمل ويصابر ويرابط يدفع نفسه الى الاستقامة وسلوك سبيلها والبعد عن مواطن الاثام والمعاصي هذا كله مستفاد من قوله اعملوا وهو الاصل الاول الاصل الثاني مستفاد من قوله عليه الصلاة والسلام فكل ميسر لما خلق له فكل ميسر لما خلق له وهذا آآ فيه ان الامور كلها بتقدير الله وبتيسيره وبمشيئته وباذنه وبقدرته جل وعلا فكل ميسر لما خلق له اي لما خلقه الله عز وجل له من كفر او ايمان طاعة او عصيان دخول جنة او دخول نار كل ميسر لما خلق له اي لما خلقه الله سبحانه وتعالى له فكل ميسر لما خلق له فهذا يستفاد منه ان الامور كلها بمشيئة الله سبحانه وتعالى وبقدرته جل وعلا وانه لا يمكن ان يقع شيء في هذا الكون الا بماذا الا بمشيئة الله عز وجل فالملك ملكه والخلق خلقه جل وعلا ولا يمكن ان يقع في بهذا الكون امر خارج عن مشيئته او امر ليس مخلوقا له تبارك وتعالى ولهذا من لا يؤمن بهذا الامر فكل ميسر لما خلق له. من لا يؤمن بهذا الامر ان الامور كلها بتيسير الله وتقديره فانه من لازم عدم ايمانه بهذا الامر ادعاء ان مع الله ماذا خالقا ولهذا جاء في جاء عن السلف وجاء في حديث يرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم حسنه بعض اهل العلم القدرية مجوس هذه الامة لان من ينفي القدر من لازم نفيه للقدر ان يثبت خالقا مع الله ان يثبت خالقا مع الله تبارك وتعالى من لا يؤمن ان الامور كلها تيسير الله وتوفيقه اه خلقه وايجاده من لازم ذلك انه يثبت مع الله خالقا. ولهذا قالوا القدرية مجوس هذه الامة. والمراد بالقدرية اي نفاة القدر اذا نستفيد من قوله فكل ميسر لما خلق له اصل عظيم في هذا الباب الا وهو ان الامور كلها بتقدير الله وتيسيره وعونه وتوفيقه وتأييده جل وعلا فنستفيد من هنا من هذا فائدة في الباب الا وهي ان اننا نجاهد نفسنا على الاعمال كما يدل على ذلك شطر هذه الجملة الاول وفي الوقت نفسه لا لا نتكل على اعمالنا ولا نلتفت اليها بل نتوكل على على الله سبحانه وتعالى ونطلب مده وعونه وتوفيقه سبحانه قال فكل ميسر لما خلق له فيجاهد الانسان نفسه على الاعمال الصالحة وفي الوقت نفسه يسأل ربه تبارك وتعالى الثبات توفيق التأييد الهداية الا يزيغ قلبه ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اني اسألك الهدى والسداد اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تظلني فانت الحي الذي لا يموت هذه كلها احاديث ثابتة عن نبينا عليه الصلاة والسلام وكان اذا خرج من بيته قال اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او اذل او اذل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي. لان الامور بقدره جل وعلا لان الامور بقدره سبحانه فاذا الجواب المسدد في هذا الباب في السؤال الذي طرحه الصحابة الا نتكل على القدر وندع العمل الا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له اي جاهد نفسك على الاعمال الصالحات والبعد عن الاعمال السيئات وسل الله التيسير واطلب منه العون والتوفيق كما قال جل وعلا اياك نعبد واياك نستعين كما قال جل وعلا فاعبده وتوكل عليه كما قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله كما قال عليه الصلاة والسلام اعقلها وتوكل فجمع عليه الصلاة والسلام بين هذين الامرين كما قدمت هذا الجواب جواب وافي في الباب اعملوا فكل ميسر لما خلق له وخلاصة الجواب انه لابد لكل عبد في هذا الباب ولينال السعادة في الدنيا والاخرة ان يحرص على فعل الاسباب ويجاهد نفسه عليها الاسباب الطيبة التي ينال بها رضى الله والفوز بجنته والنجاة من غضبه وفي الوقت نفسه يسأل الله عز وجل دوما وابدا التوفيق والسداد والهداية والرشاد ويتعوذ به جل وعلا من الزيغ والضلال والانحراف قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له فمن كان من اهل السعادة يسره الله اما من كان من اهل السعادة فيسره يسره الله لعمل اهل السعادة واما من كان من اهل الشقاوة فسييسره الله لعمل اهل الشقاوة اما من كان من اهل السعادة اي من كان ممن كتب الله عز وجل لهم السعادة في اللوح المحفوظ فسييسره الله لعمل اهل السعادة وهذا معنى قوله فكل ميسر لما خلق له ان خلق للسعادة يسر لعملها وان خلق للشقاوة يسر لعملها. اما من كان من اهل السعادة فسييسره الله لعمل اهل السعادة واما من كان من اهل الشقاوة فسييسره الله لعمل اهل الشقاوة اذا السعادة لها اهل كتبوا في اللوح المحفوظ والشقاوة لها اهل كتبوا كتبوا في اللوح المحفوظ ومن كان من اهل السعادة يسره الله لعمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة يسره الله لعمل اهل الشقاوة وهذا يتطلب من المسلم كما قدمت وكما جاء مبينا في الحديث ان يجاهد نفسه على العمل بعمل اهل السعادة ويطلب من الله التيسير وبيان ذلك في الاية التي اوردها النبي عليه الصلاة والسلام والايات قال تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى لاحظ هذي اسباب يفعلها العبد تماما اعطى واتقى وصدق بالحسنى هذا مثل قوله في الحديث اعملوا اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى فالعبد يجاهد نفسه على الاعمال الصالحات وفعلها ويطلب من الله تبارك وتعالى دوما التيسير والتوفيق نعم وعن مسلم ابن يسار الجهني قال قال سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن هذه الاية. واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم الاية فقال عمر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل سئل عنها فقال ان الله خلق ادم ثم مسح ظهره بيمينه استخرج منه ذرية فاستخرج منه ذرية فقال خلقت للجنة وبعمل اهل الجنة يعملون. ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقتها هؤلاء للنار وبعمل اهل النار يعملون. فقال رجل فقال رجل يا رسول الله ففيما العمل فقال ان الله اذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل اهل الجنة حتى يموت حتى يموت على عمل من اعمال اهل الجنة فيدخله به الجنة. واذا خلق العبد للنار استعمله بعمل اهل النار حتى يموت حتى يموت على عمل من اعمال اهل النار فيدخله النار. رواه مالك والحاكم وقال على شرط مسلم ورواه ابو داوود من وجه اخر عن مسلم ابن يسار عن نعيم ابن ربيعة عن عمر رضي الله عنه ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه سئل عن معنى قول الله تبارك وتعالى واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم هم؟ قالوا بلى ما ما معنى هذه الاية؟ وما المراد بها سئل عمر رضي الله عنه وارضاه عن معناها فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها اي سئل عن معنى هذه الاية ما المراد بقوله واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم من ظهورهم ذريتهم ما معنى هذا فيقول عمر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها فقال ان الله خلق ادم ثم مسح ظهره بيمينه اي مسح الله سبحانه وتعالى ظهر ادم بيمينه سبحانه وتعالى فاستخرج منه ذرية استخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل اهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل اهل النار يعملون وهذا اه اه كما بين اهل العلم تقدير من بعد تقدير تقدير داخل في التقدير العام الذي مر في حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص تقدير عندما اخرج الله سبحانه وتعالى ذرية ادم من ظهره واشهدهم على انفسهم الست بربكم اخرجهم في عالم من العوالم واوجدهم تبارك وتعالى واشهدهم على انفسهم الست بربكم وقسمهم فريقين طريق في الجنة كما قال هنا خلقت هؤلاء للجنة وبعمل اهل الجنة يعملون ثم اخرج من ظهره ذرية وقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل اهل النار يعملون فهذا يسميه اهل العلم التقدير الذي كان عندما اخرج ذرية ادم من ظهره وجعلهم فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير وهذا التقدير داخل في التقدير العام داخل في التقدير الذي كتب في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة هذا الامر طرحوا السؤال المتقدم قال رجل يا رسول الله ففيما العمل قول هذا الرجل ففيما العمل؟ هو نظير ما تقدم في حديث علي ماذا الا نتكل على كتابنا وندع العمل وكما قلت لكم سابقا هذا سؤال ماذا يطرح نفسه عندما يسمع الانسان ان اهل الجنة كتبوا واهل النار كتبوا وان هذا كله في في اللوح المحفوظ قدر وقظي يأتي هذا السؤال ففيما العمل؟ او الا كل على القدر او الا ندع العمل قال رجل ففيما العمل يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم ان الله اذا خلق العبد للنار استعمله بعمل اهل النار حتى يموت على عمل من اعمال اهل النار فيدخل النار. ان الله اذا خلق العبد للنار استعمله بعمل اهل النار حتى يموت على عمل من اعمال اهل النار فيدخل النار وهذا فيه تنبيه لما سبق بيانه في حديثه عليه الصلاة والسلام الا وهو ان العبد ينبغي عليه ان ان يجاهد نفسه على العمل بعمل اهل الجنة والبعد عن اعمال اهل النار ويسأل ربه تبارك وتعالى العون والتيسير والتوفيق كما جاء في الدعاء الذي علمه النبي عليه الصلاة والسلام عائشة رضي الله عنها وفي المسند وغيره قال قال وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا يسأل الله عز وجل ان ان يقدر له الخير وان يكتب له الخير حيث كان يرجو الله سبحانه وتعالى يطمع في فضله في الوقت نفسه يجاهد يجاهدها على الاعمال الصالحات الشاهد ان هذا الحديث فيه تقدير داخل في التقدير العام الذي كان كتب في في اللوح المحفوظ وهو التقدير الذي اه قدره الله عز وجل على الخلائق عندما اخرجهم من ظهر ابيهم ادم وقسمهم الى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير وهذا الحديث في في سنده شيء من الكلام لكن هناك شواهد اه له يتقوى بها ويكون بها صحيحا لغيره ومن شواهده الحديث الاتي بعده. نعم. وقال اسحاق ابن وقال اسحاق ابن راهوية. حدثنا بقية ابن الوليد. قال اخبرني الزبيدي محمد ابن الوليد عن راشد ابن سعد عن عبد الرحمن ابن ابي قتادة عن ابيه عن هشام عن هشام ابن حكيم ابن حزام ان رجلا قال يا رسول الله اتبتدأ الاعمال ام قد قضي القضاء؟ فقال ان الله لما اخرج ان الله لما اخرج ذرية ادم من ظهره اشهدهم على انفسهم ثم افاض بهم في كفيه فقال هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار فاهل الجنة ميسرون لعمل اهل الجنة واهل النار ميسرون لعمل اهل النار. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انبتدأ الاعمال ام قد قضي القضاء انبتدأ الاعمال ام قظي القظاء معنى قول الرجل في سؤاله ان ابتدي الاعمال اي هل ان اعمالنا ليست مقدرة وليست مكتوبة فنفعلها نحن ابتداء دون ان تكتب علينا ودون ان تقدر اي ان الامر انف وليس مقدرا هل هذا هل هذا هو هل امره كذلك؟ ان ابتدأ الاعمال اي هل الاعمال تقع منا ابتداء دون قضاء مسبق ودون قدر مسبق ام قد قضي القضاء ام قد قضي القضاء؟ اي الامرين؟ هل الاعمال التي تقع منا تقع ابتداء دون ان تقدر ام هي مقدرة ومقظية علينا؟ ومكتوبة علينا؟ اي الامرين الحق والصواب يسأل النبي عليه الصلاة والسلام فقال صلى الله عليه وسلم ان الله لما اخرج ذرية ادم من ظهره اشهدهم على انفسهم ثم افاض بهم في كفيه فقال هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار فاهل الجنة ميسرون لعمل اهل الجنة واهل النار ميسرون لعملي اهل النار تبين عليه الصلاة والسلام ان الامر وقدر وقضي وليس امرا انفا وليس امرا يقع ابتداء من العباد دون سبق تقدير وقضاء بل الامر قدر وقضي هذا ومعنى الجواب مفاده قال ان الله لما اخرج ذرية ادم من ظهره اشهدهم على انفسهم ثم افاض بهم في كفه فقال هؤلاء الجنة وهؤلاء للنار هذا في العالم الذي اخرج فيه الناس من ظهر ادم كما تدل عليه الاية الكريمة والاحاديث المبينة لمعناها قسمهم الله عز وجل لما اخرجهم من ظهر ابيهم الى فريقين. قال هؤلاء للجنة وبعملها يعملون وهؤلاء للنار وبعملها يعملون اي ان الامر مقضي ومقدر ومكتوب مكتوب على كل انسان هل هو من اهل الجنة او من اهل النار ومن كان قدر له انه من اهل الجنة فانه بعملها يعمل ومن قدر له انه من اهل النار فانه بعملها يعمل والواجب على من عرف هذا الامر وفهمه من كلام نبينا عليه الصلاة والسلام ان يجاهد نفسه على تحقيق التوجيه النبوي الكريم الذي مر معنا في حديث علي اعملوا فكل ميسر لما خلق له وهذه منهج في الباب اعملوا فكل ميسر لما خلق له وكلما اه وقع في نفسك شيء من التكاسل او التثبط او التواني او نحو ذلك فداوها بهذه الكلمة اعملوا فكل ميسر لما خلق له اعملوا اي جاهد نفسك. على العمل لا تتوانى ولا تكسل ولا تفتر عن امور الخير وابواب البر فكل ميسر لما خلق له سل الله تبارك وتعالى العون والتيسير والتوفيق. نعم وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله اليه ملكا باربع كلمات في كتب عمله واجله ورزقه وشقي او سعيد ثم ينفخ فيه الروح هو الذي لا اله غيره ان احدكم يعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع في سبق فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. متفق عليه لعلنا نكتفي اليوم الله تعالى يمكن يحتاج وقت والله تعالى اعلم ما صلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين هذا السائل يقول هل يجوز للانسان ان يقول اللهم ان كنت كتبتني من اهل النار فاكتبني من اهل الجنة الواجب على الانسان في في باب الدعاء ان يكون دائما مرتبطا بالدعوات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم فانها وهذا امر اؤكد عليه في مناسبات كثيرة فيما يتعلق بالدعاء المأثور عنه صلوات الله وسلامه عليه فانه جمع بين امرين الامر الاول السلامة والعصمة الدعوات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم سالمة ومعصوما ليس فيها خطأ ومعنى ذلك ادعو بالدعاء وانت مطمئن ما يحتاج ان تسأل الان هذا الدعاء آآ صاحب هذا السؤال ومن يسمع هذا الدعاء لا يكون مطمئنا يحتاج الى ان يسأل هل هو سالم او غير سالم لكن اذا صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وثبت هل يحتاج ان تسأل احدا من الناس هل هذا الدعاء سليم او غير سليم ابدا فالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم سالم ومعصوم ليس فيه اي خطأ هذا هذا جانب الجانب الاخر الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم يجمع الخير كله لانه عليه الصلاة والسلام اعطي جوامع الكلم وكان يحب من الدعاء اجمعه فجمع عليه الصلاة والسلام في ادعيته المطالب العالية والمقاصد الجليلة والاهداف النبيلة وخيري الدنيا والاخرة فيحرص المسلم على دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ومن الادعية التي تتعلق بهذا الباب ما جاء في حديث عائشة واشرت اليه قريبا وقال وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا ببعض روايات هذا الحديث وان تجعل عاقبة امري رشدا وايضا من الادعية الواردة في هذا الباب التعوذ بالله من سوء القضاء تعوذوا بالله من سوء القضاء وشماتة الاعداء ودرك السقاء فهذا مما جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه نعم هذا يسأل هل تجوز مثل هذه العبارة التقينا صدفة هذه العبارة لا تخلو من حالتين اما ان ان يقول التقينا صدفة او اتفاقا وهو في قرارة نفسه يؤمن بانها بتقدير الله. ان الله كتب ذلك وقدره ليس امرا خارجا عن ما قدره الله سبحانه وتعالى وقضاه او او يقولها دون اه ان يكون منه ايمان بهذا الامر فالثاني خطأ وخلل في فالايمان والدين والاول لا بأس به واذا ضم الى ذلك يعني اه بتوفيق الله بتيسير الله عز وجل يقول التقينا او تواجهنا صدفة او مصادفة او اتفاقا بتوفيق من الله عز وجل وتيسير فلا شك ان هذا اه اكمل نعم هذا يسأل يقول ما معنى حديث لا يرد القدر الا الدعاء واذا صح هذا الحديث فهل يفيد ان القدر يمكن ان يتغير هذا الحديث صحيح ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام لا يرد القدر الا الدعاء وهذا فيه فضل الدعاء وعظيم مكانته وعظيم اثره على العبد قال لا يرد القدر الا الدعاء ومما يزيل الاشكال الذي يرد في بعض الاذهان عند سماع هذا الدعاء عند سماع هذا الحديث ان الدعاء نفسه من القضاء ومن الامور المقدرة ليس الدعاء امرا خارجا او منفكا عن القضاء فدعاؤك آآ دعاؤك من دعاؤك الله عز وجل هو من الامور التي قدرها الله لك وداخل تحت قوله كل كل شيء بقدر وداخل تحت قوله ان الله كتب مقادير الخلائق فالدعاء الذي تدعو به ورفعك يديك بالدعاء هذا امر كتب وقدر الدعاء نفسه هو من الامر الذي قظي وقدر وعليه فيكون المعنى لا يرد القدر الا الدعاء اي ان الله عز وجل قدر في سابق علمه ان ان العبد اه يقع عليه من المصيبة كيت وكيت وانه يدعو الله عز وجل وان الله عز وجل يرفع عنه هذه المصيبة بهذا الدعاء مثل بعض الناس يا يا يصاب مثلا بحادث من حوادث السيارات التي تفضي الى الهلكة وينجو ومثل هذا الحادث يكون فيه فيه الهلاك ويكتب الله له نجاة ويكون من اسباب نجاته بتوفيق الله انه دعا الله عز وجل وسأله السلامة سأله العافية واستجاب الله دعاءه فيكون هذا الدعاء وهو من القضاء رد عنها آآ الهلاك والعطب بتوفيق من الله سبحانه وتعالى فاذا قوله لا يرد الدعاء الا القضاء اذا عرفنا ان الدعاء نفسه داخل في في قضاء الله سبحانه وتعالى لم يبقى اشكال هذا السائل يقول اذا نويت فعل شيء ولم يتيسر او لم ييسره الله لي هل يجوز ان اقول لم يكتب الله لم يكتب الله عز وجل ان افعله اذا كان اذا كان من امور الطاعات اذا كان من امور الطاعات وفرائض الاسلام وواجبات الدين التي امر العبد بفعلها ثم يلام على ثم يتركها ويلام على على تركها فيحتج على ذلك بالقدر يقول لم يسر الله لي قال له ليش ما صليت يقول لم يسر الله لي الصلاة لماذا لما تتجنب هذا الامر المحرم يقول لم ييسر الله لي تجنب هذا الامر المحرم هذا هذا المسلك او هذا المنهج اه منهج باطل وهو على نهج المشركين الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم ويعبدون قال الله عنهم اه لو ولو شاء الله ها ما اشركنا يعني يفعلون الشرك يفعلون الشرك ويمارسون الباطل وينسبون ذلك الى المشيئة ويقول لو شاء الله ما فعلنا كذا او او ما لو شاء الله ما وقعنا في الشرك فهكذا من يمتنع عن الطاعات وعن الفرائض وعن الواجبات ثم يقول لم يسر لي اما اذا كان امرا يتعلق بشيء من مصالح الانسان واموره الدنيوية او ايظا ما يتعلق بالمصائب التي تلحق به يحتج على ذلك بالقدر لا بأس به. ولهذا قال العلماء رحمهم الله ذكروا في هذا اصلا قالوا يحتج بالقدر على المصائب دون المعائب بالقدر اه على المصائب دون المعايب يعني المصيبة لك ان تحتج بالقدر مثل مشيت في طريق وحصل لك حادث وقال لك شخص لماذا ذهبت من هذا الطريق وقلت قدر الله وما شاء فعل هذا هو الصواب تحتج بالقدر على المصيبة لكن الانسان لم يصلي لم يذهب الى الصلاة وقيل لماذا لم تصلي؟ قال لم يشأ الله او لم يقدر الله او لم يسر لا هذا احتجاج باطل لان الله سبحانه وتعالى اعطاك مشيئة واعطاك ارادة فلماذا لم تنهض الله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين