بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم تسليم قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه اصول الايمان تحت باب القدر قال وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة. ثم يكون علقة مثل ذلك. ثم كونوا مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله اليه ملكا باربع كلمات في كتب عمله واجله ورزقه وشقي او سعيد. ثم ينفخ فيه الروح. فوالذي لا اله غيره ان احدكم يعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينها بينه وبينها الا ذراع ويسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها متفق عليه هذا الحديث حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه اورده المصنف رحمه الله تعالى في باب الايمان بالقدر. وقد مضى الحديث بالامس عن اهمية الايمان بالقدر وانه اصل من اصول الايمان العظيمة وركن من اركان هذا الدين وانه نظام التوحيد كما قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال القدر او الايمان بالقدر نظام التوحيد فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده نقض تكذيبه توحيدا فالايمان بالقدر شأنه في الدين عظيم. ومكانته فيه عليا. وايضا مر معنا بالامس الكلام على مراتب القدر الاربعة التي لا ايمان لاحد بالقدر حتى يؤمن بها. وساق المصنف رحمه الله تعالى جملة من الادلة الدالة على مكانة الايمان بالقدر وعظم شأنه في دين الله تبارك وتعالى من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. ثم بعد ذلك شرع رحمه الله تعالى في ذكر ادلة التي تتعلق بمراتب التقدير. الادلة المتعلقة بمراتب التقدير وذلكم ان من الايمان بالقدر الايمان بالتقديرات التي قدرها الله سبحانه وتعالى على فترات كالتقدير العام الذي مر ومعنا في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وكالتقدير الذي مر معنا في حديث عمر وحديث هشام ابن حكيم وذلك عندما اخرج الله عز وجل ذرية ادم من ظهره فهذه التقديرات كذلك ما سيأتي معنا في هذا الحديث حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه فهذه التقديرات الايمان بها من الايمان بالقدر. الايمان بها من الايمان بالقدر ولهذا ينبغي على المسلم ان يجعل من ايمانه بالقدر ايمانه بهذه التقديرات التي ثبتت في الاحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والنصوص نصوص السنة دلت على انواع من التقديرات. اولها التقدير العام اولها التقدير العام وهو الذي كان قبل خلق السماوات والارض خمسين الف سنة وهذا التقدير العام يدل عليه حديث عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه اه حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب مقادير طلق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. وهذا يقال له التقدير العام. وقد كان هذا التقدير العام قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. ثم يأتي بعد هذا التقدير تقديرات اخرى قال اهل العلم هي كالتفصيل للتقدير العام. وهي داخلة فيه ليست خارجة عنه فهي كالتفصيل للتقدير العام. وهي تقدير من بعد تقدير. تقدير من بعد بتقدير وكل التقديرات التي اتت بعد التقدير العام هي اخلة فيه ليست خارجة عنه. كلها داخلة فيه ليست خارجة عنه. فاذا التقدير الاول هو التقدير العام التقدير الاول هو التقدير العام. ثم بعد ذلك يأتي التقدير الذي كان عندما اخرج الله سبحانه وتعالى ذرية ادم من ظهر ابي فيهم وقسمهم الى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير. فهذا ايضا تقدير دل عليه حديث عمر والحديث الذي بعده حديث هشام ابن حكيم وغيرهما من الاحاديث الواردة في هذا الباب. ثم النوع الثالث من انواع مع التقدير او المرتبة الثالثة من مراتب التقدير التقدير العمري التقدير العمري الذي يتعلق بعمر كل انسان بعينه او بشخصه. الذي يتعلق بعمر كل انسان. وذلك عندما يكون جنينا في رحم امه. حيث يبعث الله تبارك وتعالى اليه ملكا ويؤمر بكتب اربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي هو او سعيد فهذه آآ فهذا التقدير الذي جاء في حديث عبد الله ابن مسعود الذي اورده المصنف هنا هذا يسمى التقدير العمر وهو الذي يتعلق بعمر كل انسان في شخصه حيث يرسل الملك ويؤمر بكتب اربع كلمات كتب رزقه واجله وعمله وشقي هو او سعيد وهذه الامور التي يكتبها الملكية تقدير يتعلق بشخص هذا الانسان ماذا يرزق ومتى يموت وما هي اعماله اطاعات ام سيئات؟ كل ذلك يكتب عليه. وهذه الكتابة التي تكون على الانسان وهو في رحم الام ليست خارجة عن التقدير العام الذي كتب في اللوح المحفوظ بل هي داخلة فيه. ولهذا قال العلماء رحمهم الله تعالى عن هذه التقديرات انها تقدير من بعد تقدير وقالوا ايضا ان هذا تقدير يعتبر تفصيلا للتقدير السابق التقدير العام الذي كتب في اللوح المحفوظ النوع الرابع او المرتبة الرابعة من مراتب التقديرات التقدير السنوي التقدير السنوي اي التقدير الذي يكون في كل سنة والله عز وجل شاء ان يقدر كل سنة ما هو كائن فيها الى السنة الاخرى وذلك في ليلة القدر كما قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم فيها يفرق كل امر حكيم قد جاء عن غير واحد من الصحابة والتابعين لهم باحسان ان معنى قوله فيها يفرق كل امر حكيم ان يقدر فيها يقدر فيها ما هو كائن طوال السنة الى ليلة القدر الاخرى في قدر في في تلك الليلة من يموت في هذه السنة من يمرض من يهتدي من الى اخره حتى ذكر بعض المفسرين انه يكتب فيها من سيحج. فلان ابن فلان وفلان ابن فلان وفلان ابن فلان هؤلاء سيحجون هذه السنة يكتب في ليلة القدر في كتب في ليلة القدر ويقدر في ليلة القدر ما هو كائن الى ليلة القدر الاخرى ولهذا لما سألت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم ماذا تقول ليلة القدر ماذا تقول ليلة القدر قال تقولين اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني لانك اذا كتبت في ليلة القدر من اهل العافية واهل المعافاة سعدت في العام كله فيها يفرق كل كل امر حكيم فيا ليلة ليست كاليالي ليلة ليلة لها شأن عظيم ولها مكانة عالية وهي خير من الف شهر وفيها يقدر ما هو كائن الى ليلة القدر الاخرى انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربه من كل امر وقوله هنا باذن ربهم من كل امر نظير قوله فيها يفرق كل امر حكيم فليلة القدر يكتب ويقدر فيها ما هو كائن الى ليلة القدر الاخرى هذا يسميه هذا يسميه اهل العلم التقدير السنوي التقدير السنوي اي التقدير الذي يكون في يوم من السنة لما هو كائن في السنة كلها تقديري السنوي المراد به اي التقدير الذي يكون في يوم من السنة لما هو كائن في السنة كلها وشاء الله عز وجل ان يكون هذا اليوم الذي يقدر فيه ما هو كائن في السنة كلها هو ليلة القدر خير الليالي واشرفها وافضلها ثم يأتي التقدير اليومي التقدير اليومي لما هو كائن في كل يوم بعينه وهذا يدل عليه قول الله سبحانه وتعالى كل يوم هو في شأن يدل عليه قول الله تعالى كل يوم هو في شأن قال اهل العلم في تفسير الاية اه كل يوم هو في شأن الشأن ان يحيي هذا ويميت هذا ويمرض هذا ويسقم هذا ويصح هذا ويهدي هذا ويظل هذا الى اخره كل يوم هو في شأن فهذه تقديرات ثابتة في كتاب الله وثابتة في سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ومن ايمان العبد باقدار الله تبارك وتعالى ان يؤمن بهذه التقديرات من ايمان العبد باقدار الله تبارك وتعالى ان يؤمن بهذه التقديرات وهي خمس تقديرات التقدير العام والتقدير الذي يكون عند الذي كان عندما اخرج الله عز وجل ذرية ادم من ظهره وبعض اهل العلم يعرض عن ذكر هذا التقدير ويكتفي التقدير العام والتقديرات الثلاث التي ذكرت على اعتبار انه داخل في التقدير العام وهو قريب من من التقدير العام من حيث انه يكتب فيه ما هو كائن لا لذرية ادم بعمومهم الى ان تقوم الساعة بخلاف التقدير العمري يتعلق بعمر كل انسان بعينه والثانوي يتعلق السنة كل سنة بخصوصها واليوم يتعلق بتقدير كل يوم بخصوصه ولهذا بعض العلماء يعدها اربع تقديرات العام والعمر والسنوي واليومي وبعضهم يضيف اليها التقدير الخامس الذي هو تقدير الذي التقدير الذي كان عندما اخرج الله عز وجل ذرية ادم من ظهره وقسمهم الى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير كما مر معنا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وهذا الحديث حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وقد بدأه ابن مسعود رضي الله عنه بقوله حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق الصادق اي فيما يخبر به عن الله وفيما يبينه من دين الله وشرعه فهو صادق عليه الصلاة والسلام بل لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ومصدوق اي مؤيد من ربه بالشواهد والايات والحجج والبراهين التي تدل على صدقه صلوات الله وسلامه عليه وصدق ما جاء به قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال ان احدكم ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ان احدكم هذا يشمل كل بني ادم يشمل كل بني ادم آآ شاء الله سبحانه وتعالى ان يكون خلق الواحدة من بني ادم يمر بهذه المراحل ان خلق كل واحد وكل فرد من افراد بني ادم يمر بهذه المراحل فاول ما يكون فهذا الانسان السوي الممتع بالسمع والبصر والقوى اول ما يكون نطفة نطفة من ماء مهين تخرج من صلب الاب وتستقر في رحم الام وتستقر في رحم الام ولهذا قال هنا ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة تستقر النطفة في في رحم الام وتبقى على هذه الهيئة وكونها نطفة اربعين يوما وتأخذ التغير الى علقة الى قطعة صغيرة من الدم تأخذ وقتا تتغير بالتدريج وتتحول بالتدريج بقدرة رب العالمين تبارك وتعالى فتتحول هذه النطفة الى علقة اي قطعة صغيرة من الدم قطعة صغيرة من الدم وهذي المرحلة الثانية من المراحل التي ينتقل اليها آآ الانسان والتي يمر بها الانسان في تكوين الله تبارك وتعالى له قال ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك اي ان هذه النطفة تتحول الى علقة وتبقى اربعين يوما على هذه الصفة والعلقة هي القطعة الصغيرة من الدم ثم بعد ذلك تتحول هذه القطعة الصغيرة من الدم الى مضغة تتحول الى مضغة ولهذا قال ثم يكون مضغة مثل ذلك والمضغة كما قال اهل العلم رحمهم الله تعالى هي القطعة الصغيرة من اللحم بقدر ما يمضغه الانسان قطع صغيرة من اللحم بقدر ما يمضغه الانسان او ما يتمكن الانسان من مظغه من اللحم وهذا اشارة الى انها قطع صغيرة ليست اه هبرة او او قطعة كبيرة وانما هي قطعة صغيرة من اللحن وهذه المرحلة الثالثة نطفة ثم علقة ثم مضغة بعد ذلك يكون اكمل في رحم الام من حين ان استقر نطفة فيها يكون اكمل مئة وعشرين يوما اربعين يوم النطفة واربعين يوما علقة واربعين يوما مضغة فيكون بذلك اكمل في مراحل تكوينه مئة وعشرين يوما مئة وعشرين يوما وتفكر الانسان في في مثل هذه المراحل التي مر بها تفكر الانسان بهذه المراحل التي مر بها يهديه الى كمال الخالق وعظمة الرب سبحانه وتعالى كيف ان هذه النطفة تتحول هذه التحويلات الى ان اصبح انسانا سويا الى ان اصبح انسانا سويا هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا. انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا فتفكر الانسان في في هذه المراحل يهديه بل انه يفيده فوائد عظيمة في حياته في مسلكه ولهذا احد احد السلف يقول متعجبا معنى كلامه يقول كيف يتكبر الانسان وقد خرج من مخرج البول مرتين كيف يتكبر الانسان ويختال ويتعاظم وقد خرج من مخرج البول مرتين لانه لو تفكر الانسان في مخرجه لابتعد عن عن الكبر ولا تواضع ولا لان جانبه ولا عرف حقيقة نفسه خرج من مخرج البول مرتين مرة نطفة من مخرج بول والده ومرة انسانا او طفلا صغيرا من مخرج بول امه فخرج من مخرج البول مرتين فكيف يتكبر؟ وكيف يختال وكيف يتعاظم وكيف يغتر وهذه حقيقة حالة بل قال بعض اهل العلم ايضا قريبا من هذا المعنى كيف يتكبر الانسان واوله نطفة واخره واخره جيفة في في القبر عندما يدفن وهو بين ذلك يحمل العذرة في بطنه فلماذا يغتال؟ ولماذا يتكبر وهذه حقيقة حاله الشاهد ان تفكر الانسان في هذه المراحل من الامور العظيمة المهمة التي تفيد الانسان فوائد عظيمة جدا لا حد لها حتى من الفوائد التي تستفاد بيان قدرة الله سبحانه وتعالى الله يقول يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من نطفة هذا من البراهين من البراهين على كمال قدرة الله ان كنتم في ريب يعني ان كنتم في صك من البعث من قدرة الله سبحانه وتعالى على باءة الاجساد بعد دفء دفنها وموارتها في التراب فانظروا في الخلق الاول فانا خلقناكم من نطفة فخلق الانسان من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة الى غير ذلك من المراحل كل ذلك من الامور التي تبعث في في الانسان وتحرك في الانسان ابوابا كثيرة من الهداية والانسان مر بمراحل سبعة جاء ذكر بعظها في فهذا الحديث وفي بعض الايات وجمعت في الايات التي جاءت في سورة المؤمنون قد كان جاء عن ابن عباس رضي الله عنه انه كان يقول ان ابن ادم خلق في سبع مراحل ان ابن ادم خلق في سبع مراحل اي التي يمر بها ابن ادم ثم كان يتلو قول الله سبحانه وتعالى في قول الله عز وجل في سورة المؤمنون ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين هذه هذه المرحلة الاولى ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشأناه خلقا اخر هذي سبعة مراحل ثم انشأناه خلقا اخر اي اصبح انسانا سويا له السمع وله البصر وله اليد وله حتى تحول قطعة اللحم الى العظام ثم من من هذه القطعة من اللحم ينهض الرأس ويبدأ ثم تخرج الايدي ثم الارجل كل هذه حلو التي تتكون ويمر بها الانسان كلها من دلائل قدرة الله تبارك وتعالى ولهذا قال فتبارك الله احسن الخالقين فتفكر الانسان تفكر الانسان في هذه المراحل العظيمة من الامور التي تهديه الى الى الامام بكمال قدرة الله وكمال صنعه وخلقه تبارك وتعالى وكمال تقديره وتدبيره وانه عز وجل المستحق للعبادة والذل والخضوع جل وعلا وايضا يهديه الى قدرته على على البعث يهديه ايضا الى معرفة الانسان بحقيقة نفسه وحقيقة حاله الى غير ذلك من انواع من الهدايات ثم وانت تتأمل في الهدايات المستفادة هنا في هذا الباب العظيم تعجب غاية العجب عندما ترى اقواما خلقهم الله عز وجل ومروا بهذه المراحل العظيمة العجيبة الى ان استووا على على هيئة الانسان السوي بالسمع والبصر ثم تراهم يعكفون على احجار او على قباب او على اضرحة يسألونها ويرجونها ويخظعون لها وينطرحون بين يديها راغبين راهبين ينسون رب العالمين تبارك وتعالى الذي اوجدهم وخلقهم وامدهم بالسمع والبصر اين عقول هؤلاء في في في التفكر بهذا بهذا الخلق وهذا الايجاد وهذا الابداع وهذا التصوير وهذا التكوين من الله جل وعلا لو فكر هؤلاء في حقيقة حالهم لما كان منهم ذل ولا خضوع ولا انكسار الا لله تبارك وتعالى الذي خلقهم هل من خالق غير الله يرزقكم هو الخالق وحده ولقد خلقنا الانسان في احسن تقويم هو هو الخالق وحده ولقد كرمنا بني ادم كل كل ذلكم لله تبارك وتعالى فكيف يذل لغيره وكيف يرتجى لغيره وكيف ينكسر بين يدي غيره وتصرف العبادة لغيره مع انه جل وعلا المتفرد بخلق الاشياء يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اي لا تجعلوا لله شركاء في العبادة وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله تبارك وتعالى قال هنا في حديث ابن مسعود ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل اليه الملك ثم ثم يبعث الله اليه ملكا باربع كلمات يبعث اي يرسل ملكا اي ملكا من الملائكة وكل الله عز وجل اليه هذه الكتابة كتابة ما يتعلق الانسان الى ان يموت يكتب كل ما هو اه متعلق به قال يؤمر بكتب اربع كلمات في كتب عمله عمله اي ماذا سيعمل؟ صلاة صيام حج صدقة بر الوالدين الى اخره وايضا ان كانت اعمالا سيئة تكتب من سرقة من كذب من غش من زنا من فواحش الى اخره كل ذلك يكتبه الملك يكتبه في هذا الوقت كما بين نبينا الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه. في كتب عمله اي الاعمال التي سيقوم بها وعمل هنا مفرد مضاف فيعم كل عمل سيقوم به الانسان فيؤمر بكتب اربع كلمات عمله اي كل عمل يقوم به الانسان الى ان يموت جميع الاعمال يكتبها الملك وكلها تسطر وتكتب قال اه يؤمر بكتب اربع كلمات في كتب عمله واجله اي متى سيموت كم عمره ما هو الوقت الذي يموت فيه والله عز وجل يقول لكل اجل كتاب. ويقول فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون فالاجل محدد وكتب على الانسان كما انه كتب على الانسان في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة فكتب ايضا ثانية على الانسان وهو في رحم امه كتب الملك متى سيموت فموت الانسان والاجل الذي اجل له وحد له لن يتجاوز ولن ايضا يموت قبل اجله لن يموت الانسان الا اذا جاء الاجل وحظرت المنية التي كتبت قال واجله ورزقه ايضا يكتب ما سيطعم وما سيشرب كل ذلك يكتب الطعام والشراب الذي يتناول الانسان على مر الايام كل ذلك يكتب كل ذلك يكتب على الانسان وهو في رحم امه قبل ان يخرج الى الدنيا وقبل ان يشاهد الدنيا يكتب كل ما فهو اه متناول له او طاعم له او شارب له مدة حياته كل ذلك يكتب وهذا فيه احاطة علم الله سبحانه وتعالى بمخلوقاته. الا يعلم من خلق في احاطة علم الله تبارك وتعالى من مخلوقات احاط بها علما جل وعلا وهذا وهذا ايضا اضافة الى احاطة علم الله به يكتب على الانسان يكتب ماذا سيطعم؟ ماذا سيتناول؟ ماذا سيشرب؟ كل ذلك يكتب على الانسان خلق الله سبحانه وتعالى لهذه المخلوقات وايجاده لها هو من الشواهد والدلائل على احاطة علمه بها كما قال جل وعلا الا يعلم من خلق هذا من الشواهد والدلائل ولهذا من بديع الاستدلال وجميله في الرد على الملاحدة ما ذكره الامام الحافظ التيمي رحمه الله تعالى في كتابه الحجة عندما اشار الى ان احد الملاحدة اراد ان يشكك بعض المسلمين في هذه المسألة ان الله عز وجل هو المتفرد بالخلق احذر كوبا ووضع فيه الشام متعفنة من اللحم او غيره واغلقها وتركها بضعة ايام ثم احضرها واذا بها ممتلئة من الدود واذا بها ممتلئة من الدود فقال لهم مشككا هذه انا الذي خلقتها الكوب لم يكن فيه شيء من هذه الكائنات وانا بهذه الطريقة وبهذه العملية انا الذي خلقت هذا الدود فقال له احد الحاضرين وهو اصغرهم سنا يسر الله عز وجل الحجة على على لسانه فقال له لم يكن احد ليخلق الا ويعلم عدد ما خلق وارزاقهم واجالهم فابن لنا ذلك كله لم يكن احد ليخلق الا ويعلم عدد ما خلق. وذكورهم من اناثهم وارزاقهم واجالهم فاب لنا ذلك كله اذا كنت تدعي ان هذه مخلوقات لك وانت الذي خلقتها كم عدد مخلوقاتك كم عدد هذا الدود الذي خلقته هذا السؤال الاول السؤال الثاني كم الذكور من الاناث كم عدد الذكور من هذا الدود؟ وكم عدد الاناث السؤال الثالث كل واحدة من هذه الدود ماذا ستطعم؟ وماذا ستأكل والسؤال الرابع كل دودة متى ستموت ما دمت تدعي ان مخلوقات لك الا يعلم من خلق؟ هذا هذا برهان. الخلق دليل على العلم الخلق دليل على العلم ولهذا من مراتب الايمان بالقدر ايمان الايمان بعلم الله كما سبق بيان ذلك في لقاء الامس الايمان بعلم الله سبحانه وتعالى الازلي الايمان بعلمه تبارك وتعالى المحيط بما كان وبما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وانه تبارك وتعالى احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا فاذا هذا الذي يمر علينا الان في حديث ابن مسعود الا وهو ان الله عز وجل يبعث ملكا ويأمره بكتابة عمل الانسان ورزقه واجله وشقي هو او سعيد هذه كلها من الدلائل والبراهين على كمال احاطة الله عز وجل لاحاطة علم الله جل وعلا بكل شيء بما كان وبما سيكون وبما لم يكن لو كان كيف يكون قال قال في كتب عمله واجله ورزقه وشقي او سعيد ان يكتب هل هو من اهل الشقاء او من اهل السعادة جعلنا الله واياكم من اهل السعادة. امين يكتب هل هو من اهل الشقاء او من اهل السعادة ومر معنا في حديث علي رضي الله عنه قال لما قال قال لما قال لما قال النبي عليه الصلاة والسلام ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة الا كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة وهذا فيه تمييز للسعداء من الاشكيا فقال علي الا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له. فمن كان من اهل السعادة يسره الله لعمله للسعادة ومن كان من اهل الشقاوة يسره الله لعمل اهل الشقاوة فهنا يقول وشقي هو او سعيد ان يكتم وهذه الكتابة شقي هو او سعيد هي ايضا كتبت في اللوح المحفوظ كتب في اللوح المحفوظ السعداء وكتب ايضا في اللوح المحفوظ الاشقياء ومن كان من اهل السعادة يسره الله تبارك وتعالى لعمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة يسره الله لعمل اهل الشقاوة فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى قال ثم ينفخ فيه الروح ثم ثم ينفخ فيه الروح. اي ينفخ في في هذا الكائن في في في رحم الام الذي تحول من نطفة الى علقة الى مضغة فبعد ان يكمل مئة وعشرين يوما ينفخ فيه الروح وتصبح الروح تتحرك فيه تتحرك فيه قال ثم ينفخ فيه الروح قال فوالذي لا اله غيره يقسم صلوات الله وسلامه عليه بالله قال فوالذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب. فيعمل بعمل اهل للنار فيدخلها فيسبق عليه الكتاب ذكر النبي عليه الصلاة والسلام تأكيدا مقسما بالله تبارك وتعالى على ذلك تأكيدا الى ان الامور مكتوبة ان الامور مكتوبة وان من كان كتب من اهل الشقاوة من كتب من اهل الشقاوة ومن كتب من اهل النار حتى لو عمل بعمل اهل الجنة يختم لهم بامل اهل النار يختم له بعمل اهل النار فوالذي نفسي بيده ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب في عمل بعمل اهل النار فيدخلها ولهذا كان السلف وينقل عنهم في هذا نقول كثيرة اورد بعضها الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في شرحه للاربعين في شرحه لهذا الحديث في الاربعين النووية ان انهم كانوا يخافون من شيئين كان كانوا يخافون من سيئين كانوا يخافون من الكتاب السابق ويخافون من الخواتيم يخافون من الكتاب السابق ويخافون من الخواتيم لا يدري الانسان ماذا كتب له وبما وبماذا يختم له في كتابه الذي كتب له ويخافون من الخواتيم اي من سوء الخاتمة يعني ان يموت الانسان والعياذ بالله على خاتمة سيئة لا ينال بها الا غضب الله سبحانه وتعالى وسخطه وناره فكانوا يخافون من ذلك ويؤرقهم هذا الامر يؤرقهما الكتاب السابق ويؤرقهم ايضا الخواتيم وكل من هذين الامرين مستفاد الخوف منه من قوله عليه الصلاة والسلام فوالذي نفسي بيده ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكونوا بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب هذا الكتاب السابق في عمل بعمل اهل النار هذه الخواتيم السيئة والعياذ بالله فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها ولهذا حق او حق على العاقل ان ان يخاف من هذا الامر وان يحسن الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى وان يصلح وهذا امر في غاية الاهمية ان يصلح سرير بينه وبين الله ان يصلح سريرته بينه وبين الله تبارك وتعالى وان وان يجتهد في ان يبعد من قلبه الدواخل السيئة الدواخل السيئة والنيات السيئة يجتهد في البعد عن ذلك كله ولهذا جاء في بعض روايات هذا الحديث من حديث سهل بن سعد وهي اظافة مهمة صحت عن النبي عليه الصلاة والسلام وفيها بيان لهذا الامر قال عليه الصلاة والسلام ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس فيسبق عليه حتى ما يكون حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها فقوله عليه الصلاة والسلام فيما يبدو للناس في تنبيه على امر الا وهو ان من صلحت سريرته بينه وبين الله وصدق مع الله في التجاءه في اصلاح نفسه في اصلاح نيته في صدقه مع ربه تبارك وتعالى فانه باذن الله لا يختم له بالخواتيم السيئة ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا لكن البلاء عندما يكون في الانسان او في في قلب الانسان دواخل سيئة ونوايا سيئة وامور غير نظيفة واعماله فيما يظهر للناس اعمال جيدة واعمال صالحة فمثل هذا هو الحقيق بان يبوء بمثل هذه الخواتيم ولهذا نقل ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الجواب الكافي عن بعض اهل العلم انه قال لا يعرف قال كلاما معناه لا يعرف لمن صحت عقيدته ان يختم له بخاتمة سيئة من صحت عقيدته بينه وبين الله في قلبه بينه وبين ربه تبارك وتعالى لا يعرف من كان في مثل هذا الصلاة ان يختم له بخاتمة سيئة لكن الخاتمة السيئة اذا كان صلاح الانسان الظاهر فيما يبدو للناس اما في الداخل ففيه نوايا وفيه خبايا خبايا سوء وفيه دواخل سيئة في قلبه ولهذا كان من اهم ما ينبغي ان يعتني به المسلم ان يصلح سريرته بينه وبين الله تبارك وتعالى وينقيها ويسأل ويسأل الله تبارك وتعالى ان يصلح له قلبه. وفي الحديث اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها فيدعو الله ويجاهد نفسه على صلاح قلبه بالبعد عن مثل هذه الامور او مثل هذه الدواخل السيئة التي تكون في القلوب فاذا هذه الزيادة التي جاءت في حديث سهل ابن سعد هي زيادة مهمة وعظيمة جدا وفيها بيان لهذا الامر فيما يبدو للناس. قال فيما يبدو للناس اي فيما يظهر للناس. اما في الداخل ففيه نوع من الخلل او نوع من الفساد فافادنا هذا الامر ان من اهم ما ينبغي ان يعنى به المرء بينه وبين الله سبحانه وتعالى ان ان يجاهد نفسه في اصلاح قلبه وتنقية سريرته وان يجاهد نفسه على سلامة القلب الا من اتى الله بقلب سليم قال فوالذي نفسي بيده ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخل فيدخلها اي يدخل النار وهذا فيه من الفائدة ان العبرة بالخواتيم فيه من الفائدة ان العبرة بالخواتيم انما الاعمال بالخواتيم والعبرة في حال الانسان بما يختم له فمن ختم له بالخاتمة الحسنى كان من اهل الحسنى ومن ختم له بخاتمة اهل الشقاوة والعياذ بالله كان من اهل الشقاوة. وفي الحديث من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة قال وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل امل اهل الجنة فيدخلها وهذا فيه ان من الناس من يعمل حياته بعمل اهل النار من يعمل حياته بعمل اهل النار من المعاصي والاثام والفسوق والفجور والكفر والعصيان فيسبق عليه الكتاب يكون له سابقة حسنى ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون يكون له سابقة حسن فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها حتى ان بعض الناس تكون هذه السابقة سابقة الحسنى له قبل وفاته بلحظات يسيرة جدا قد يكون حياته كلها على الكفر ويكون كتب الله سبحانه وتعالى له في فيما كتب في اللوح المحفوظ ان يسلم ويهتدي قبل ان يموت بلحظات بدقائق ليس ساعات بدقائق لتكون حياته كلها على الكفر ويكون اهتداؤه واستقامته في في في دقائق مثل ما جاء في قصة في القصة التي اوردها الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى وجود اسنادها عند تفسيره لقول لقول الله تبارك وتعالى في سورة الانعام الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون ولم يلبسوا ايمانا بظلم اي لم يخلطوه بشرك اولئك لهم الامن وهم مهتدون اي امن تام واهتداء تام في الدنيا والاخرة اورد الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى قصة رجل من الاعراب اتى يطلب النبي عليه الصلاة والسلام ويبحث عنه بحثا عن الاسلام وطلبا له وقطع مسافات طوال حتى جاء وهو على بعيره راكب على بعيره حتى جاء ووصل الى النبي عليه الصلاة والسلام وكان النبي صلى الله عليه وسلم قائما على قدميه فسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن عن ما بعث به وامر وطلبا من النبي صلى الله عليه وسلم ان يعلمه وكان الرجل على البعير راكبا على بعيره فقال له النبي عليه الصلاة والسلام تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ذكر له مباني الاسلام فقال الرجل وهو على بعيره اقررت اقررت اي اقررت بهذا الذي تدعوني اليه فدخل باقرانه هذا بالاسلام اقر قال اقررت اي اقررت بهذا الذي تدعوني اليه. لما قال اقررت ساخت قدم بعيره في حفرة جرذان وحفرة الجرذان هو الفأر الكبير وحفرته آآ تكون الارض هشة واذا وطأ عليها البعير تسيق قدمه ثم يسقط فساخت قدم بعيره في حفرة جرذان فسقط الرجل من فوق البعير على عنقه ومات من لحظته ومات من لحظته حياته كلها على الكفر وحظه من الاسلام هو ماذا اقررت واقررت هذه لم يعش معها حياة الاسلام الا يمكن دقيقة واحدة او دقيقتين او ثلاث دقائق هي التي عاشها وحياته كلها على على الكفر بالله سبحانه وتعالى فاسلم وليس له من الاسلام الا هذه الكلمة اقررت اي اقررت بما تدعوني اليه وسقط ومات فسبق يعني له من الله سبحانه وتعالى سابقة الحسنى والخاتمة الحسنة ولم يكن له حظ من هذا الاسلام الا هذا الاقرار الذي مات على اثره هذا الرجل جاء في بعض روايات الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام من اراد منكم ان ينظر الى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم فهذا منهم ولهذا اورد ابن كثير رحمه الله هذا الحديث عند هذه الاية لم يلبس ايمانا بظلم. امن قال اقررت ومات فلم يخلط ايمانه بشرك وختم له بهذه الخاتمة وجاء في بعض الروايات انه قال اذا اردتم ان تروا الذين عملوا قليلا واجروا كثيرا فهذا منهم وجاء ايضا في بعض الروايات انه عليه الصلاة والسلام قال للصحابة قوموا الى صاحبكم سماه صاحبا لهم وقال ايضا في بعض الروايات اني اني رأيت الملائكة تدس الفاكهة في فيه. لعله كان جائعا فرأيت الملائكة تدش الفاكهة في فيه ختم لهم بهذه الخاتمة وهذا من الشواهد قال ان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينه الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها من الفوائد هنا العظيمة ان ينتبه من مضى في حياته وقتا طويلا وعمرا مديدا على الاثام والمعاصي والرزايا والخزايا والاعراض عن الله تبارك وتعالى ان يتدارك نفسه باللجوء الى الله سبحانه وتعالى وطلب الخاتمة الطيبة جاء عن آآ الحسن البصري رحمه الله تعالى انه لقي رجلا كبيرا في السن وكانه يعرف عنه بعض آآ المعاصي او بعض الاثام فقال له منبها قال له الحسن البصري رحمه الله منبها كم تبلغ من العمر قال ستون سنة قال اوما علمت انك في طريق وقد اوشكت ان تبلغ نهايته انك في طريق وقد اوشكت ان تبلغ نهايته فقال الرجل انا لله وانا اليه راجعون فقال له الحسن او تعرف تفسيره؟ هذا الكلام هل تفهم معناه قال وما تفسيره قال انا لله اي انا لله عبد وانا اليه راجعون اي انا اليه راجع فاذا علمت انك لله عبد وانك اليه راجع فاعلم انه سائلك واذا علمت انه سائلك فاعد للمسألة جوابا فانتبه الرجل قال وما الحيلة وما الحيلة اي انا مقصر مفرط ماذا افعل الان؟ ما الحيلة فقال له كلمة عظيمة جدا هي كنز من الكنوز قال له احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى فانك ان اسأت فيما بقي اخذت فيما بقي وفيما مضى وهذا الذي ذكره الحسن البصري صح بلفظه مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال هذا الكلام احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى فانك ان اسأت فيما بقي اخذت فيما بقي وفيما مضى. صح هذا مرفوعا عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ولهذا من مضى في حياة تفريط وتقصير وتضييع واهمال ووقوع في الذنوب يتدارك ما بقي من حياته. ولربما الذي بقي من حياته ايام قلائل او ساعات قلائل ما يدريه فيصلح ما بينه وبين الله ويصلح سريرته ويصدق مع الله تبارك وتعالى ويبدأ صفحة جديدة وحياة مباركة واياما عامرة ويترك تلك الحياة حياة الضياع وحياة التفريط والعبرة بالخواتيم يصلح خواتيمه ما بالتجاءه الى ربه وسؤاله ومجاهدة نفسه على طاعة الله تبارك وتعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ومما اه من القصص التي في هذا الباب التي من الشواهد شواهد الواقع لقوله عليه الصلاة والسلام ان احدكم ليعمل بعمل اهل النار الى اخره ما ذكره احد الطلبة في هذا المجلس من احدى الدول دول الكفر يقول ان جدته كانوا يحاولون معها على الاسلام محاولات كثيرة جدا. وعمرها فوق التسعين يقول حاولنا معها كثيرا وتأبى ثم ساق لنا البشارة في هذا المكان ان جدته اسلمت وماتت بعد اسلامها بثلاثة ايام اسلمت وماتت بعد اسلامها بثلاثة ايام. اكثر من تسعين سنة على الكفر وثلاثة ايام على الاسلام والعبرة بالخواتيم ولهذا ينبغي على الانسان ان يهتم بامر الخاتمة وان اه يجاهد نفسه على اصلاح السريرة بينه وبين الله تبارك وتعالى وتطهير القلب وتنقيته وتزكية النفس والاجتهاد في العمل الصالح والبعد عما يسخط الله تبارك وتعالى ومع هذا كله يلجأ الى الله سبحانه وتعالى لجوءا كاملا ان يهديه ان يثبته الا يزيغ قلبه ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة قد كان اكثر دعاء سيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. تقول ام سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رظي عنها تقول كان اكثر دعائه وجاء عن انس وعن غيره غيرهما من الصحابة كان اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت ام سلمة فقلت يا رسول الله او ان القلوب لتتقلب او ان القلوب لتتقلب فقال عليه الصلاة والسلام ما من قلب الا هو بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء فان شاء اقامه وان شاء ازاغه فان شاء اقامه وان شاء زاغه فيكون الانسان دائما الالتجاء الى الله ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب كان من دعائه كما في الصحيحين صلوات الله وسلامه عليه اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تظلني اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تظلني. فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون وكان عليه الصلاة والسلام في كل مرة يخرج فيها من بيته يقول اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او ازل او ازل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي الدعوات المأثورة عنه في هذا المعنى كثيرة كثيرة جدا وكل ما سبق يتلخص في في قوله عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله وسيأتي الحديث بهذا عن النبي صلى الله عليه وسلم عند المصنف رحمه الله تعالى نعم قال وعن حذيفة ابن ابن اسيد رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم باربعين او خمس واربعين ليلة فيقول يا ربي اشقي او سعيد فيكتبان فيقول يا ربي اذكر او انثى فيكتبان ويكتب عمله واثره واجله ورزقه ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص. رواه مسلم. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث حذيفة رضي الله عنه وفي صحيح مسلم وهو بمعنى حديث ابن مسعود ولهذا ساقه بعده قال عليه الصلاة والسلام يدخل الملك على النطفة يدخل الملك على النطفة. الملك اي الذي وكل الله سبحانه وتعالى اليه هذا الامر يدخل الملك على النطفة اي في الرحم اي اي الملك يدخل في في الرحم يدخل على النطفة اي في الرحم يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم باربعين او خمس واربعين ليلة وهنا في هذا الحديث ان دخول الملك واتيانه وكتابته بعد ان يتم اربعين ليلة او خمسة واربعين ليلة وفي حديث ابن مسعود المتقدم ان الكتابة بعد مئة وعشرين بعد مئة وعشرين ولهذا بعض العلماء وفق بين الحديثين بان الكتابة تكون في الرحم مرتين مرة في الاربعين او الخمسة واربعين كما في حديث حذيفة ومرة في بعد المئة والعشرين كما يستفاد ذلك من حديث ابن مسعود وبعض اهل العلم قالوا لا ان الكتابة واحدة ليست مرتين الكتابة واحدة والملك يكتب على الانسان شقي او سعيد الى اخره مرة واحدة وهي بعد الاربعين يعني في تمام الاربعين او الخمسة والاربعين يكتب ذلك وان ما جاء في حديث ابن مسعود ذكر تأخير كتابة الملك روعي فيه ترتيب المراحل يكون نطفة ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ذكرت المراحل التي يمر بها الانسان متواليا ومتتابعة مراعاة لذكر ترتيب المراحل ثم بعد ذلك ذكر اتيان الملك وامره بكتب اربع كلمات. فمن اهل العلم من رجح ان هذه الكتابة تكون بعد الاربعين ليلة اما اربعين او خمسة واربعين كما هنا قال باربعين او خمس واربعين ليلة ان الكتابة تكون في هذا الوقت وان ما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنهما روعي فيه ذكر ترتيب المراحل اولا ثم بعد ذلك ذكرت مسألة كتابة الملك مسألة كتابة الملك وبعثه اليه وانه يكتب اربع كلمات رزقه واجله وعمله وشقي هو او سعيد قال فيقول يا رب اشقي او سعيد اي هذا الانسان الذي امرت كتابة حاله وعمله اشقي او سعيد فيكتبان اي يكتب عليه لعله من اهل الشقاء او من اهل السعادة. ثم يسأل الملك يا رب اذكر او انثى ايضا فيكتبان يكتب عليه هذا هل هو ذكر او انثى ويكتب عمله واثره او يكتب عمله واثره واجله ورزقه يكتبها الملك فهذه كلها تكتب على الانسان قال ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص مثل ما جاء في في في الحديث الاخر رفعت الاقلام وجفت الصحف فتطوى الصحف اي ان ما كتب الانسان لا بد ان يكون واذا عرفنا ان ما كتب للانسان لا بد ان يكون لنا بناء على هذه المعرفة ان نتكل على الكتابة وندع العمل؟ لا والله الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي عن هذه المسألة وتقدم السؤال قالوا يا رسول الله الا ندع العمل ونتكل على الكتاب الا نتكل على هذا الذي طوي وفرغ منه وكتب وندع العمل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له اي جاهد نفسك على العمل واحرص على ما ينفعك وفي ذلك كله استعن بالله. استعن به به ان يهديك ان يوفقك ان يثبتك ان يعيذك من الضلال ان يختم لك بالخاتمة الحسنى الامور بيده جل وعلا والخلق خلقه والامر امره وتعالى فتلجأ اليه وفي الوقت نفسه تجاهد نفسك مجاهدة تامة على القيام الاعمال الاعمال الطيبات والطاعات الزاكيات التي تتقرب بها الى الله عز وجل نعم نعم يا شيخ وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم الى جنازة الى جنازة صبي من الانصار فقلت طوبى له عصفور من عصافير الجنة لم يعمل سوءا ولم يدركه فقال اوغير ذلك يا عائشة ان الله خلق للجنة اهلا خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم وخلق للنار اهلا خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وشاهدوا هذا الحديث للترجمة ونبدأ به هو قول النبي عليه الصلاة والسلام ان الله خلق للجنة اهلا خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم وخلق وخلق للنار اهلا خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم وهذا فيه ان الامور مقدرة ومكتوبة وان السعداء كتبوا وان الاسقيا كتبوا وان الامر قدر قدر لي الانسان وطوية الصحف بما هو كائن وطويت الصحف بما هو كائن فهذا شاهد الحديث للترجمة ان الامور مقدرة والسعدا من الاشقياء واهل الجنة من اهل النار كل ذلك كتب والحديث واضح في الدلالة على هذا الامر قال ان الله عز وجل خلق للجنة اهلا خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم وخلق للنار اهلا خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم فهذا واظح تماما وهو في في الدلالة بمعنى الاحاديث والنصوص المتقدمة التي ساقها المصنف رحمه الله تعالى لتقرير هذا الباب وان الامور كلها بقدر وان الامور كلها بقدر بما في ذلكم اعمال العباد واهل السعادة من اهل الشقاوة واهل الجنة واهل النار كل ذلك بقدر لاجل هذا ساق المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث وقول النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الجملة جاء على اثر قول عائشة رضي الله عنها عندما دعي النبي صلى الله عليه وسلم الى جنازة صبي. اي طفل صغير من الانصار فقلت اي قالت عائشة رضي الله عنها طوبى له عصفور من عصافير الجنة طوبى له عصفور من عصافير الجنة وهذه شهادة لا لا لا له بالجنة قال طوبى له عصفور من عصافير الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم قال طوبى له عصفور من عصافير الجنة لم يعمل سوءا ولم يدركه اي لم يعمل السوء ولم يدرك وقت عمل السوء لانه مات صغيرا فقال الرسول صلى الله عليه وسلم او غير ذلك اي الا تقولين غير هذا او غير ذلك يا عائشة ان الله خلق للجنة اهلا خلقهم لها الى اخر الحديث قيل ان النبي عليه الصلاة والسلام قال لعائشة رضي الله عنها تنبيها لها الى عدم المسارعة في مثل هذا الجواب وفي مثل هذه التزكية والشهادة وقيل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل ان يبلغه او ان ينزل عليه او ان يوحى اليه بان اطفال المؤمنين في الجنة قد حكى بعض اهل العلم الاجماع على ذلك لكثرة لكثرة الشواهد الدلائل على ان اطفال المؤمنين وفرطهم في الجنة وانهم ايضا يوم القيامة يشفعون لابائهم وامهاتهم ويكونون شفعاء لابائهم وامهاتهم وجاء في هذا احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ساق جملة منها الامام البخاري رحمه الله في في كتابه الصحيح وايضا في كتابه الادب المفرد في هذا دلائل عديدة فيها ان اطفال المؤمنين في الجنة فقيل لعل النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة هذا قبل ان يبلغه او قاله لها تنبيها الى عدم المسارعة الى مثل هذا الجواب او مثل هذه التزكية الشاهد من الحديث للترجمة هو قول النبي عليه الصلاة والسلام ان الله خلق للجنة اهلا الى اخر الحديث نعم قال وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس رواه مسلم. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل شيء بقدر كل شيء بقدر وقوله كل شيء يتناول كل ما هو كائن بتناول كل ما هو كائن لان الخلق خلق الله والملك ملكه سبحانه وتعالى ولا يمكن ان يقع في ملكه الا ما قدره لا يمكن ان يكأ ان يقع في ملك الله ما لم يقدره الله وما لم يشأه سبحانه وتعالى فالخلق خلقه والملك ملكه سبحانه وتعالى. ولا يمكن ان يقع في ملكه وفي خلقه الا ما قدره جل وعز وشاءه سبحانه وتعالى ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام كل شيء بقدر وهذا هو بمعنى قول الله سبحانه وتعالى ان كل شيء خلقناه بقدر ان كل شيء خلقناه بقدر فكل شيء بقدر اي كل ما هو كائن بقدر سواء الاشخاص والدوات او الاعمال والحركات والسكنات وغير ذلك كل ذلك بقدر كل شيء بقدر حتى العجز والكيس حتى العجز والكيس ايضا هذا بقدر عجز الانسان وكيسه اين نباهته وفطنته آآ ذكاؤه الى غير ذلك كل ذلك بقدر العجز اي ما يكون عليه الانسان من فتور وخمول وكسل وتوان وتفريط هذا بقدر وايضا الكيس ما يكون عليه الانسان من نباهة وفطنة وحذق ونحو ذلك كل ذلك بقدر حتى العجز والكيس حتى العجز والكيس اي حتى العجز الذي يكون عليه بعض الناس هو الكيس الذي يكون عليه بعض الناس وهو النباهة ايضا هو بقدر والكيس هو النباهة والفطنة قد جاء في حديث يرفع الى النبي عليه الصلاة والسلام وفي سنده كلام ومعناه صحيح قال الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام. اما من حيث المعنى المعنى صحيح. الكيس اي من الناس النبي الحاذق الفطن العاقل من هو من دان نفسه اي حاسبها ولامها وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني. فذكر الكيس وذكر العجز هنا قال حتى العجز والكيس اي ما يكون عليه الانسان من عجز او ما يكون عليه الانسان من كيس اي نباهة وفطنة كل ذلك بقدر كل ذلك بقدر قال حتى العجز والكيس واذا علم المسلم ان كل شيء بقدر حتى العجز والكيس هذا ايضا كما قدمت يقوي صلة الانسان بالله سبحانه وتعالى ويقوي ايضا توجه العبد الى الله وحسن سؤاله والطلب منه جل وعلا لان الامر بيده جل وعلا وبتقديره سبحانه وتعالى ولهذا جاء في الدعاء الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا وهذا من اعظم الادعية التي ينبغي ان يعتنى بها في هذا الباب كما جاء في المسند والادب المفرد للامام البخاري رحمه الله تعالى انه قال لعائشة رضي الله عنها يا عائشة عليك بكوامل الدعاء وجمله قالت قلت ما كوامل الدعاء وجمله قال تقولين آآ اللهم اني اسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمت منه وما لم اعلم واعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمت منه وما لم اعلم واسألك من خير ما سألك منه محمد صلى الله عليه وسلم واعوذ بك من شر ما استعاذك منه محمد صلى الله عليه وسلم واسألك الجنة وما قرب اليها من قول وعمل واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول وعمل وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا لان الاقضية والتقدير بيده سبحانه وتعالى فيسأل الانسان ربه هذا السؤال العظيم وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا لان العجز والكيس بقدر كل شيء بقدر فتسأل الله عز وجل ان يجعل كل قضاء قضاه لك خيرا وهي دعوة عظيمة ومباركة وايضا من الدعاء العظيم في هذا الباب ان ان تقول آآ اللهم اني اعوذ بك من سوء القضاء لان القضاء بيده تبارك وتعالى فتستعيذ بالله من سوء القضاء من مثل ان ان يقضى الانسان بكفر او بفسق او بمعصية او غير ذلك. تعوذ بالله من ذلك قال اللهم اني تعوذ بالله قال عليه الصلاة والسلام تعوذوا بالله من سوء القضاء ودرك الشقاء وشماتة الاعداء. امر عليه الصلاة والسلام بالتعوذ من هذه الامور وقوله عليه الصلاة والسلام تعوذوا بالله من سوء القضاء يدلنا الى الخطأ في الدعوة المشهورة على السنة كثير من العوام اللهم اني لا اسألك رد القضاء اللهم اني لا اسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف فيه هذا خطأ قولهم في هذا الدعاء اللهم اني لا اسألك رد القضاء جاء في هذا الدعاء التعوذ بالله من سوء القضاء تعوذ بالله من سوء القضاء فكيف يقول في القائم في دعائه لا اسألك رد القضاء فهذا خطأ ولا ينبغي الدعاء بهذه الدعوة لما فيها من خطأ وغلط وان كانت مشتهرة حتى انه من شهرتها ان بعض العوام يظنها ثابتة في الاحاديث الصحيحة عن النبي عليه الصلاة والسلام حتى ان احد العوام مرة سمعت تنبيه على على على هذا الحديث فجاء الي وقال كيف هذا وهذا جاء في الحديث قلت له هذا لم يأتي لا في حديث صحيح ولا ضعيف وليس من كلام النبي عليه الصلاة والسلام ولا من كلام اهل العلم هذا كلام غير صحيح ومخالف للاحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم كان عندنا علماء كثير يقولونه قلت العبرة بالمعاني الصحيحة وبما وافق هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهذا ايضا يؤكد ما سبق الى ان ما سبق التنبيه عليه الى ان الذي ينبغي على المسلم ان يحرص على دعوات النبي صلى الله عليه وسلم المأثورة عنه فان فيها السلامة والعصمة وفيها التمام والكمال والرفعة نعم قال وعن قتادة رضي الله عنه في قوله تعالى تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر قال يقضى فيها ما يكون في السنة قال يقضى فيها ما يكون في السنة الى مثلها رواه عبد الرزاق وابن جرير وقد روي معنى ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما والحسن وابي عبدالرحمن السلمي وسعيد ابن جبير ومقاتل ثم ثم ذكر رحمه الله تعالى هنا هذا اه هذه الاية ذكر رحمه الله تعالى هذه الاية تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر واورد فيها ما يروى عن السلف في بيان معناها وانه يقضى فيها ما يكون في السنة الى مثلها وان هذا روي عن ابن عباس والحسن وابي عبد الرحمن السلمي وسعيد ابن جبير وغيرهم فيها يفرق كل امر حكيم ايضا في قوله باذن ربهم من كل امر فهذا مثل ما مر التقدير السنوي التقدير السنوي ثم يأتي بعد ذلك التقدير اليومي الذي يدل عليه قول الله سبحانه وتعالى كل يوم هو في شأن وسيأتي عند مصنف ويكون المصنف بما ساقه رحمه الله تعالى من روايات ذكر التقديرات الخمس التقدير العام اولا ذكره في حديث علي ثم التقدير الذي عندما اخرج الله عز وجل ذرية ادم من ظهره وهذا في حديث عمر والحديث الذي بعده ثم التقدير العمري وهذا ساق فيه حديث عبد الله بن مسعود وحديث حذيفة ثم بعد ذلك التقدير السنوي واورد فيه رحمه الله تعالى هذه الاية وتفسير السلف لها ثم التقدير اليومي اورد فيه قول الله سبحانه وتعالى كل يوم هو في شأن نعم قال وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ان الله خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور عرضه ما بين السماء والارض ينظر فيه كل يوم ثلاث مئة وستين نظرة وفي كل نظرة منها يخلق ويرزق ويحيي ويميت. ويعز ويذل ويفعل ما يشاء. فذلك قوله تعالى كل يوم هو في شأن رواه عبد الرزاق وابن المنذر والطبراني والحاكم ثم ختم رحمه الله تعالى ذكر الاحاديث والنصوص المتعلقة بالتقديرات بهذا الحديث عن ابن عباس انه قال ان الله خلق لوحا محفوظا من درة بيظاء دفتاه من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور عرضه ما بين السماء والارض ينظر فيه كل يوم ثلاث مئة وستين نظرة ففي كل نظرة منها يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء فذلك قول الله تعالى كل يوم هو في شأن اه هذا موقوف على ابن عباس وسنده اليه فيه كلام وسنده اليه في كلام لكن المصنف رحمه الله تعالى ساقه للاية الكريمة التي تدل على التقدير اليومي وجاء عن عدد من الصحابة ومن اتبعهم باحسان تفسير الاية بهذا المعنى تفسيرها بهذا المعنى الذي اشار اليه المصنف او اورده المصنف في قوله يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء هذا معنى قوله كل يوم هو في شأن فالمراد بقوله في شأن اي من احياء واماتة وهداية واظلال الى غير ذلك فهذا هو التقدير اليومي يدل عليه آآ تدل عليه هذه الاية الكريمة ولما انهى رحمه الله تعالى هذه الادلة المشتملة على التقديرات الخمس ختم ذلك بكلمة جامعة للعلامة ابن القيم رحمه الله تعالى نعم قال ابن القيم رحمه الله تعالى لما ذكر هذه الاحاديث وما في معناها وقال فهذا وقال فهذا تقدير يومي والذي قبله تقدير حولي والذي قبله تقدير عمري عند تعلق النفس به والذي قبله كذلك عند اول تخليقه وكونه مضغة والذي قبله تقدير على وجوده لكن بعد خلق السماوات والارض لكن بعد خلق السماوات والارض الذي قبله هو الذي هو الذي والذي قبله تقدير سابق على خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكل واحد من هذه التقادير تفصيل من التقدير السابق. وفي ذلك دليل على كمال علم الرب وقدرته وحكمته. وزيادة تعريفه الملائكة وعباده وعباده المؤمنين بنفسه واسمائه ثم قال فاتفقت هذه الاحاديث ونظائرها ونظائرها على ان القدر السابق لا يمنع العمل ولا يوجب الاتكال عليه بل يوجب الجد والاجتهاد ولهذا لما سمع بعض الصحابة ذلك قال ما كنت باشد اجتهادا مني الان. وقال ابو عثمان النهدي لسلمان رضي الله عنه لانا باول هذا الامر اشد فرحا مني باخره وذلك لانه اذا كان قد له من الله اعظم منه اذا كان اذا كان قد سبق له من الله سابقة وهيأه ويسر ويسره للوصول اليها كان فرحه بالسابقة التي سبقت له من الله اعظم من فرحه بالاسباب التي تأتي بها. طيب هنا المصنف رحمه الله تعالى ذكر هذه الكلمة العظيمة لابن القيم وفيها تلخيص ما احتوت عليه الاحاديث الواردة في التقديرات وانها خمس تقديرات ذكرها ابن القيم رحمه الله بعد ان سرد الاحاديث الواردة في الباب فقال رحمه الله بعد ذكره للاحاديث وختمها كما هو الترتيب عند المصنف هنا ختمها بالتقدير اليومي قال فهذا تقدير يومي اي الوارد في قوله تعالى كل يوم هو في شأن قال والذي قبله تقدير حولي او قل سنوي ايظا وهو الوارد في قوله فيها يفرق كل امر حكيم وفي قوله باذن ربهم من كل امر هذا يقال له حولي او يقال له ايظا سنوي لانه يتعلق بكل حول او كل سنة خصوصها قال والذي قبله تقدير عمري عند تعلق النفس به تقدير عمري عند تعلق النفس به اي بالانسان وهذا يشير فيه رحمه الله الى حديث ابن مسعود المتقدم وحديث حذيفة ايضا قال والذي قبله كذلك عند اول تخليقه وكونه مضغة عند اول تخليقه وكونه مضغة هذا الذي في حديث حذيفة واشرت الى ان بعض اهل العلم يذكر ان الكتابة كتابتين كتابة عند كما يدل عليه حديث حذيفة عند اول كونه مضغة وكتابة عند اخرى بعد ذلك عند تعلق الروح به كما يدل على ذلك حديث ابن مسعود ولعل هذه الجملة تفيد ان ابن القيم رحمه الله يرى انها كتابتان كتابه يدل عليها حديث ابن مسعود وكتابة يدل عليها حديث حذيفة اعيد مرة ثانية قول ابن القيم قال والذي قبله تقدير عمري عند تعلق النفس به اشارة الى قوله فينفخ فيه الروح ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح فيؤمر بكتب اربع كلمات فعند تعلق الروح به يا يكتب قال والذي قبله كذلك عند اول تخليقه وكونه مضغة وهذا كما جاء في حديث حذيفة كما جاء في حديث حذيفة الذي ساقه المصنف رحمه الله. قال والذي قبله تقدير سابق على وجوده. اي في هذه الدنيا قبل وجوده في وجوده لكن بعد خلق السماوات والارض سابق على وجوده ولكنه باد خلق السماوات والارض والذي قبله الذي هو التقدير العام الذي جاء في حديث علي اه حديث عبدالله بن عمرو قال والذي قبله تقدير سابق على خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. هذي خلاصة جميلة ووافية لما اشتملت عليه النصوص في ذكر التقديرات قال وكل واحد من هذه التقادير كالتفصيل من التقدير السابق كل واحد من هذه التقادير كالتفصيل من التقدير السابق يعني اذا نظرت الان او تأملت في قوله في ليلة القدر فيها يفرق كل امر حكيم هل الذي يفرق في ليلة القدر ويقدر هل هو امر خارج عما كتب في اللوح المحفوظ او داخل فيه داخل فيه ولهذا قال كالتفصيل للتقدير السابق تفصيل لما كتب في اللوح المحفوظ فيما يتعلق بعموم الكائنات وعموم المخلوقات فهذا كالتفصيل له ليس خارجا عنه بل هو تقدير من بعد تقدير وهو داخل في التقدير السابق قال وفي ذلك دليل على كمال علم الرب وقدرته وحكمته وزيادة تعريفه الملائكة وعباده المؤمنين بنفسه واسمائه. انت هنا عندما تنظر في هذه التقديرات تهديك الى وتدلك الى كمال علم الله سبحانه وتعالى وكمال قدرته وتدبيره وان الامر بيده سبحانه وتعالى ثم قال اي ابن القيم فاتفقت هذه الاحاديث ونظائرها على ان القدر السابق لا يمنع العمل ولا يوجب الاتكال وهذه فائدة جليلة ومهمة وهي من انفس ما يكون في في هذا الباب لان بعض الناس عندما يقرأ الاحاديث ربما يدع العمل او تحدثه نفسه بترك العمل اتكالا على القدر وهذا منهج خاطئ وقد عرفنا ان الصحابة رضي الله عنهم لما بين لهم النبي صلى الله عليه وسلم امر القدر قالوا له الا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ فنهاهم عن ذلك وامرهم بالعمل. قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له فمن كان من اهل السعادة يسره الله لعمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة يسره الله لعمل اهل الشقاوة قال كل هذه الاحاديث تدل على ان القدر السابق لا يمنع العمل ولا يوجب الاتكال عليه بل يوجب الجد والاجتهاد بل يوجب الجد والاجتهاد ولهذا لما سمع بعض الصحابة ذلك قال ما كنت باشد اجتهادا مني الان. وهذا من فقه الصحابة وكمال علمهم يقول ما كنت باشد اجتهادا مني الان اي انه لما سمع هذه الاحاديث وسمع قول النبي عليه الصلاة والسلام اعملوا فكل ميسر لما خلق له صار امره بعد سماع الحديث اكثر اجتهادا ومحافظة وجدا في العمل منه قبل سماعه لهذا الحديث. وهذا يدلنا على كمال فقه الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم وقال ابو عثمان النهدي لسلمان لانا باول هذا الامر اشد فرحا مني باخره اول هذا الامر سابقة الحسنى التي يكتبها الله سبحانه وتعالى لعبده المؤمن اعظم مني فرحا باخره قال ابن القيم موضحا وذلك لانه اذا كان قد سبق له من الله سابقة وهيأه ويسره للوصول اليها كان فرحه بالسابقة التي سبقت له من الله اعظم من فرحه بالاسباب التي يأتي بها اعظم من فرحه بالاسباب التي يأتي بها اي يأتي بها العبد من جد واجتهاد وصبر ومثابرة ومرابطة وبذل الوسع ففرحه بسابقة الحسنى والتوفيق للهداية التي اكرمه الله سبحانه وتعالى ومن عليه بها اعظم من فرحه بمباشرته بهذه الاسباب قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون هذا ونسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يصلح لنا اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة فزيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين