بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اما بعد ايها الاخوة الكرام قبل الشروع في درس هذا اليوم انبه على ظاهرة في المساجد تؤلم كثيرا من المؤمنين وتؤرقهم الا وهي ظاهرة سماع اصوات الموسيقى داخل المساجد وهذا ايها الاخوة والله ليس بالامر الهين ليس بالامر الهين ان يسمع المسلم في المسجد وهو ساجد او راكع يناجي الله يناجي الله تبارك وتعالى ان يسمع صوت الموسيقى ولو بقدر قليل جدا ومع ذلك ربما لا يكاد يمر على المسلم صلاة الا ويسمع فيها صوت الموسيقى اما وهو ساجد او وهو راكع يناجي ربه تبارك وتعالى فهذا امر ليس بالهين والواجب على من اكرمه الله سبحانه وتعالى بهذا الجوال ويسر له هذه النعمة العظيمة ان يحترم المساجد وان يحترم اخوانه المصلين وان يراعي حرمة المكان وان يراعي حرمة الصلاة والله تبارك وتعالى يقول ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب فاذا دخل المسلم المسجد يغلق الجوال ويجعله على وظع مغلق او على وظع الصامت في كل مرة يدخل فيها بيت الله عز وجل حتى لا يؤذي نفسه اولا ولا يؤذي اخوانه المصلين وهذا امر ينبغي التواصي عليه والتعاون على تحقيقه لان هذا بلاء ابتلي به المسلمون في بيوت الله عز وجل في في كل مكان فلنتقي الله جل وعلا ونسأل الله عز وجل ان يوزعنا جميعا شكر نعمته وان يوفقنا لحسن استعمالها فيما يرظيه تبارك وتعالى ويقرب اليه. نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم والتسليم قال المؤلف رحمه الله تعالى وغفر له وعن الوليد بن عبادة قال دخلت على ابي وهو ومريظ وهو مريظ اتخايل اتخايل فيه الموت فقلت يا ابتاه فقلت يا ابتاه صيني واجتهد لي فقال اجلسوني. فلما اجلسوه قال يا بني انك لن تجد طعم الايمان ولن تبلغ حقيقة ولن تبلغ حقيقة العلم بالله تبارك وتعالى. حتى تؤمن بالقدر خيره وشره قلت يا ابتاه وكيف لي ان اعلم ما خير القدر وشره؟ قال تعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك. يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم اول ما خلق الله القلم قال اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن الى يوم يا بني ان مت ان مت ولست على ذلك دخلت النار. رواه احمد اورد المصنف شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه في باب الايمان بالقدر وصلة هذا الحديث بالترجمة ظاهرة من جهة دلالة فهذا الحديث على ان الايمان بالقدر اصل من اصول الايمان واساس من اسسه العظام وانه لن يذوق احد طعم الايمان وحقيقة العلم بالله تبارك وتعالى الا بالايمان بالقدر خيره وشره وهذا اتى في وصية عبادة ابن الصامت لابنه الوليد يقول الوليد ابن عبادة دخلت على ابي وهو مريض اتخايل فيه الموت اتخايل فيه الموت اي احس واشعر انه قارب من العلامات التي يراها على والده واشتداد المرض عليه قال اتخايل فيه الموت اي اشعر واحس انه قد دنت منيته واقترب اجله يقول فقلت يا ابتاه اوصني فقلت يا ابتاه اوصني وهنا ايضا نلاحظ لطف الخطاب من الابن لوالده وجمال جمال المناداة يا ابتاه اوصني اي اريد منك وصية جامعة انتفع بها قال يا ابتاه اوصني وعادة من دنت منيته تكون وصيته من ابلغ الوصايا وهي ما ما يسمى بوصية المودع وفي حديث العرباض ابن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون وجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله كانها وصية مودع فاوصنا كانها موعظة مودع فاوصنة فوصية المودع لها وقع كبير تتناول جوامع الخير بحسب نصح المودع وحاله من العلم والفهم قال يا ابتاه اوصني واجتهد لي واجتهد لي اي في الوصية اريد شيئا جامعا امرا افوز بتحقيقه بخيري الدنيا والاخرة اعطني كلاما جامعا توصيني به احافظ عليه واجتهد لي في هذه الوصية فقال اي عبادة رضي الله عنه اجلسوني وطلبه رضي الله عنه لان يجلس لكي يوصي ابنه هذا من اهتمامه بالامر من اهتمامه بالامر وعنايته به رضي الله عنه كان بامكانه ان يوصي ابنه وفي حال اشتداد المرض وهو وهم مستلقن على ظهره لكن من شدة اهتمامه بالامر وعنايته به طلب ان يجلس قال اجلسوني وقوله رضي الله عنه اجلسوني في اشارة او فيه دلالة على شدة التعب الذي كان عليه لو لم يكن في معاناة وتعب شديد لما طلب ان يجلس وانما يجلس بنفسه لكن من شدة الاعياء والتعب قال اجلسوني فلما اجلسوه قال يا بني وهذا ايضا فيه لطف الخطاب من الوالد لولده يا بني واجمل ما ينادي به الوالد ولده هي هذه الكلمة فهي ارق كلمة واجمل كلمة من والد لولده. يا بني وافضل من مناداة الابن باسمه او مناداته الفاظ اخرى تكثر على السنة بعض الناس يا ولد او يا غلام او يا طفل او يا جاهل او بعضهم ايضا يأتي بعبارات قاسية في مناداتهم اولادهم وبنيهم قال يا بني انك لن تجد طعم الايمان ولن تبلغ حقيقة العلم بالله تبارك وتعالى حتى تؤمن بالقدر خيره وشره وهنا ينبغي ان نلاحظ قيمة الايمان بالقدر في تحقيق السعادة في حياة الانسان وذلكم ان الوليد ابن عبادة طلبا من والده في هذا المقام وصية جامعة طلب من والده وصية جامعة واراد ان واراد من والده ان يجتهد له في ذلك فلم يزد والده في وصيته له على ذكر اه الايمان بالقدر فلم يزد والده في وصيته له على ذكر الايمان بالقدر. والتأكيد عليه وبيان اهميته وانه اصل عظيم واساس متين فهذا يفيدنا ان الوصية بالايمان بالقدر من جماع الوصايا هذا يفيدنا ان الوصية بالايمان بالقدر من جماع الوصايا ومن اعظم اسباب السعادة والفلاح في الدنيا والاخرة بل لا سعادة للمرء في دنياه واخراه الا بالايمان بالقدر كله خيره وشره من الله تعالى قال انك يا قال يا بني انك لن تذوق طعم الايمان وهذا فيه ان الايمان له طعم وله حلاوة وله ذوق وليس كل احد يذوق طعم الايمان بل لذوق طعم الايمان اسس لا بد منها ومسالك لا بد من سلوكها وقد نبه عبادة رضي الله عنه ان الايمان بالقدر من اعظم ما يكون به ذوق طعم الايمان وذوق حلاوة الايمان الايمان له حلاوة له ذوق له طعم ومن اسباب ذوق طعم الايمان والاحساس والشعور بحلاوة الايمان ايمان العبد بالقدر قال انك لن تجد طعم الايمان لن تجد طعم الايمان ولن تبلغ حقيقة العلم بالله ولن تبلغ حقيقة العلم بالله حتى تؤمن بالقدر لاحظ هنا ان عبادة ابن الصامت رضي الله عنه نبه على عظم شأن الايمان بالقدر وعظم مكانة الايمان بالقدر في الدين من جهتين الجهة الاولى ان الايمان بالقدر يذاق به طعم الايمان ولا يذاق طعم الايمان الا بالايمان بالقدر بمعنى ان من لا يؤمن بالقدر لا يذوق طعم الايمان ولا يجد حلاوة الايمان فهذا مما يبين مكانة الايمان بالقدر في دين الله تبارك وتعالى وان حلاوة الايمان وذوق طعمه لا يمكن ان ينال الا بالايمان بالقدر الامر الاخر الذي بين به عبادة ابن الصامت رضي الله عنه مكانة الايمان بالقدر في دين الله عز وجل في قوله ولن تبلغ ولن تبلغ حقيقة العلم بالله تبارك وتعالى ولن تبلغ حقيقة العلم بالله تبارك وتعالى يعني لن تكون من اهل العلم بالله حقيقة الا اذا امنت بالقدر لن تكون من اهل العلم بالله والمعرفة به سبحانه وتعالى الا اذا كنت من اهل الايمان بالقدر وكيف يكون عارفا حقيقة العلم بالله من يجحد اقداره سبحانه وتعالى والقدر قدرة الله ومن جحد القدر جحد قدرة الله فكيف يكون عارفا بالله وعالما به من يجحد اقداره او يشك فيها ولهذا بين رضي الله عنه انه لن يبلغ احد حقيقة العلم بالله تبارك وتعالى الا اذا امن بالقدر وقد قال الله سبحانه وتعالى في اخر اية من سورة الطلاق الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما فاين اه ايمان الانسان بالله تبارك وتعالى خالق هذا الكون ومبدعي هذه الكائنات من لا يحقق الايمان بانه تبارك وتعالى على كل شيء قدير وانه تبارك وتعالى قد احاط بكل شيء علما وهذا هو الايمان بالقدر وهذا هو الايمان بالقدر فكيف يكون مؤمنا بالله عارفا به محققا العلم به تبارك وتعالى من لا يؤمن بالقدر خيره وشره من الله تبارك وتعالى قال يا بني انك لن تجد طعم الايمان ولن تبلغ حقيقة العلم بالله تبارك وتعالى حتى تؤمن بالقدر خيره وشره حتى تؤمن بالقدر خيره وشره اي ما يقدر من امور خير او ما يقدر من امور شر امور الخير مثل الطاعات وابواب البر وعموم المنافع والمصالح الشر اضداد ذلك من الكفر والفسوق والفجور والاثام وغير ذلك فمن لا يؤمن ان كل شيء بقدر الخير والشر لن يبلغ حقيقة الايمان ولن يبلغ حقيقة العلم بالله تبارك وتعالى لان من لا يؤمن بالقدر من لازم عدم ايمانه بالقدر ادعاء وجود خالق مع الله من لازم عدم ايمانه بالقدر ادعاء وجود خالق مع الله تبارك وتعالى ولهذا قال ائمة العلم عن القدرية النفاة نفاة القدر قالوا انهم مجوس هذه الامة لان المجوس قالوا بوجود خالقين والقدرية النفاة ايضا يقولون بوجود خالقين الله عز وجل خالق الانسان والانسان خالق فعل نفسه والانسان خالق فعل نفسه لان اذا لم تكن افعال العباد مقدرة ومخلوقة لله تبارك وتعالى يكون بزعم هؤلاء خالقها الانسان فادعوا بذلك وجود خالق مع الله سبحانه وتعالى فكانوا فكان بهم شبه بالمجوس فلا يكون او لا يذوق العبد طعم الايمان وحلاوته ولا يبلغ حقيقة العلم بالله تبارك وتعالى الا اذا امن بالقدر. خيره وشره من الله تعالى الامور كلها بقدر وهذا الكون والخلق خلق الله سبحانه وتعالى ولا يمكن ان يقع في هذا الكون شيء لا يشاءه الله شيء لا يشاء ولا يقدره كونا سبحانه وتعالى. الملك ملكه والخلق خلقه جل وعلا قال حتى تؤمن بالقدر خيره وشره قال يا ابتاه والان سيسأل الوليد سؤالا من اجمل السؤالات في هذا الباب قال يا ابتاه وكيف لي ان اعلم ما خير القدر وشره وكيف لي ان اعلم ما خير القدر وشره قال تعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك اي ان الامور كلها بتقدير الله عز وجل ما اصابك اي من غنى من صحة من عافية من ايمان من طاعة من صلاة من صيام من معصية اي شيء اصابك لم يكن ليخطئك واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك. كل ما قدر لك وكتب ان يقع منك لا يمكن ان يتخلف لان الله سبحانه وتعالى لا معقب لحكمه ما اصابك من مصيبة من بلاء من مرض من سقم من نازلة لا يمكن ان تخطئك كتبها الله عليك ولهذا سيأتي معنا في حديث ابي هريرة لا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل لان القدر اذا وقع لا مناص عنه ولا مفر منه ما اصابك لم يكن ليخطئك ولا تفتح على نفسك في في هذا المقام باب الشيطان واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك اي ما اخطأك من الامور التي تطلبها مثلا او تسعى في نيلها فلم تظفر بها ولم تحصلها لم يكن ليصيبك ايظا ما اخطأك من الحوادث والمصائب والنوازل والكوارث فسلمت لم يكن ليصيبك لماذا لان القدر خيره وشره من الله تبارك وتعالى وبيد الله عز وجل وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. وما يمسك فلا مرسل له من بعده وفي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما قال احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يظروك بشيء لن لن يظروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف وهذا الايمان بالقدر يعطي العبد طمأنينة ويكسب قلبه سكونا وراحة ويبعد عنه قلق قلبه واضطرابه لان هذه امور مكتوبة ومقدرة ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه تأمل فائدة الايمان بالقدر ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة رحمه الله تعالى في بيانه لهذه الاية قال هو المؤمن تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم يعلم انها من عند الله اي مقدرة ومكتوبة لا مناص منها ولا مفر فيرضى ويسلم ولهذا المؤمن بالقدر عندما يصاب بالمصيبة يسلو عندما يعلم ان هذه امور مقدرة ومكتوبة ولا مفر منها ولا مناص ويسعى في طلب ثواب الصابرين قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء سكر فكان خيرا له وان اصابته ظراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن المؤمن بالله وباقداره سبحانه وتعالى هو الذي يظفر بثواب الصابرين في المصائب وثواب الشاكرين في الطاعات والنعم والمنن فهو في المصيبة صابر وفي النعمة حامد شاكر وهذا لا يكون الا للمؤمن المؤمن بالله والمؤمن باقدار الله عز وجل والمؤمن بان الفضل بيد الله عز وجل يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم قال يا بني اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اول ما خلق الله القلم قال اكتب اول ما خلق الله القلم قال اكتب فيجري في تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامة اول ما خلق الله القلم امره بالكتابة امره بالكتابة والعرش خلق قبل القلم عرش الرحمن. قد مر معنا سابقا قول النبي صلى الله عليه وسلم وكان عرشه على الماء فعرش الرحمن خلقه قبل خلق القلم لكن قوله هنا اول ما خلق الله القلم يحتمل ان الاولية تتعلق بالكتابة اي اول ما خلقه امره ان يكتب عند اول خلقه امره بالكتابة فقلنا هذه الاولية تتعلق بهذا العالم السماوات والارض والجبال وغير ذلك من مكونات هذا العالم فاول ما خلق الله تبارك وتعالى القلم قال له اكتب اي امره بالكتابة خلق الله عز وجل القلم واوجده بعد ان لم يكن وامره ان يكتب يكتب ماذا يكتب اي شيء ولنلاحظ ان خلق القلم دل حديث عبد الله بن عمرو بن العاص المتقدم في اول هذه الترجمة كان قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة لان حديث عبدالله بن عمرو بن العاص قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كتب مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة فخلق القلم كان قبل خلق السماوات والارض قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة خلقه الله سبحانه وتعالى ولما خلقه امره ان يكتب قال اكتب جاء في بعض الاحاديث قال وماذا اكتب قال القلم وماذا اكتب قال الله عز وجل اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فجرى القلم كتابة بما هو كائن الى يوم القيامة جرى القلم كتابة بما هو كائن الى يوم القيامة وجف وجفت الصحف بما كتب فيها جفت الاقلام ورفعت الصحف جفت الكتابة كتب القلم وجفت الكتابة بما هو كائن الى يوم القيامة وانتبه هنا للحديث المتقدم رفعت الاقلام وجفت الصحف عندما يقال لك امر كتب والحبر جف والصحف طويت ماذا تفهم من هذا اي شيء تفهم منه ان الامر الامر منتهي الامر منتهي جفت الاقلام والصحف رفعت بما هو كائن الى يوم القيامة والله الذي لا اله الا هو ولا رب سواه ان جلوسنا هذا الان كتب في في في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كتب فيه قبل خمسين الف سنة كتبه الله جل وعلا. قال للقلم اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة؟ فكتب وجرى القلم بما هو كائن من صغير او كبير من دقيق او جليل من افعال من حركات من موت او حياة من مرض او سقم من قيام او قعود الى غير ذلك كتب وهذا كله يدلنا على عظمة الخالق سبحانه وتعالى وكماله وكمال قدرته واحاطة علمه سبحانه وتعالى الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير خلق هذه المخلوقات وايجاد هذه الكائنات وحده دليل على احاطة علم الله بها وكمال قدرته عليها قد مر معنا الاية الكريمة قول الله سبحانه وتعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما. فالخلق دليل على احاطة العلم وكمال القدرة والتدبير قال اكتب ما هو كائن الى قال اكتب فيجري في تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامة فيجري في تلك الساعة التي كتب فيها القلم ما هو كائن الى يوم القيامة. فكل ما كان وما يكون وكل افعال الادميين وحركاتهم وسكناتهم وقيامهم وذهابهم ورواحهم كل ذلك كتب كل ما هو كائن الى يوم القيامة كتب باللوح المحفوظ ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستتر قال يا بني يا بني ان مت ولست على ذلك دخلت النار يا بني ان مت ولست على ذلك دخلت النار وهذا امر ثالث بين فيه عبادة رضي الله عنه مكانة الايمان بالقدر في دين الله وان من يموت غير مؤمن بالقدر يدخل النار لان من لا يؤمن بالقدر لا يؤمن بالله ومن لا يؤمن بالله ليس له مصير الا النار ولا ينتفع بعمل ولا يستفيد من من طاعة وان صلى وصام وتصدق كل هذه لا تفيده ولا ينتفع بها كما قال الله سبحانه وتعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين اذا كفر الانسان بالايمان وباصول الايمان وباركان الايمان يحبط عمله ويبطل حتى وان كثرت طاعاته وتعددت عباداته وتنوعت فالكفر مانع من قبول الاعمال الكفر مانع من قبول الاعمال والايمان اساس لقبولها قال تعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا فمن لا يكون مؤمنا لا يكون سعيه مشكورا اي مقبولا مرضيا عند الله تبارك وتعالى قال الله تعالى وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله وقال تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا فالعمل لا يتقبل الا اذا اقيم على الايمان وبني عليه ولهذا قال رضي الله عنه وارضاه يا بني ان مت ولست على ذلك دخلت النار ان مت ولست على ذلك اي لست على الايمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى وان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك ان مت على غير ذلك دخلت النار وهذا يبين لنا اهتمام السلف رحمهم الله تعالى بامر القدر وشأنه والوصية به والعناية به وايضا يفيدنا فائدة عظيمة جدا الا وهي ضرورة تربية الابناء وتنشئتهم على الايمان بالقدر على الايمان بالقدر وان الابناء يربون على ذلك وينشؤون عليه حتى ينشأ الناس فينا قوي الصلة بالله تبارك وتعالى قوي الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى ويعلم ان الامور كلها بيده وانها وانها بتدبيره وتسخيره وان الحكم لله تبارك وتعالى وهذا امر لا يكلف الوالد شيئا لانه امر فطر عليه الناس فطروا على الايمان بالله فطروا على قبول هذه المعاني والرضا بها كل مولود يولد على الفطرة كل مولود يولد على الفطرة. قال الله تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون في الحديث القدسي قال الله تعالى خلقت عبادي حنفا فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ولهذا تربية الابناء على هذه الاصول العظيمة ليس امرا شاقا بل هو من من السهولة بمكان لانه يوافق فطراهم يوافق فطرهم ويمشي مع الفطرة وفطرته تدعوه الى ذلك وتقبل ذلك وترضى به بينما ادخال اباطيل اهل الكلام واضاليل اهل الفلسفة ونحو ذلك من الخرافات والخزعبلات هذه امور تحشر على الناس وتزاحم الفطر وتؤدي الى انحرافها وظياعها وبعدها عن الجادة السوية فتربية الابناء وتنشئتهم وعلى الايمان بالقدر من الامور العظيمة المهمة التي ينبغي ان ان ينشأ عليها الصغار والصغار نشأوا وفطروا على الايمان بالله والرضا بما قدر وبما حكم سبحانه وتعالى ويكفي الصغير تربية له ان يقال هذا تقدير الله هذا حكم الله فيأخذه رأسا بالقبول ما لم يبتلى بمن يحرف فطرته والعياذ بالله واذكر من القصص اللطيفة الطريفة احد الاباء اخبرني عن ابنه الصغير الذي عمره فكان اذ ذاك لا يبلغ خمس سنوات خمس سنوات او ست سنوات يقول توفيت جدتنا وصلينا عليها واخذناها لندفنها والجدة عندهم في البيت يراها الطفل ويجلس معها تحكي له القصص وتداعبه وتؤانسه ويحبها ثم يمشي هذا الصغير مع جنازة جدته ويصلى عليها ثم لما وصل الى المقبرة واذا بهم ينزلون جدته ومحبوبته في التراب في الارض ثم يوهلون التراب عليها يدفنون التراب عليها فكان هذا الامر بالنسبة له امر مفزع يقول فالتفت الي الوالد يقول التفت الي ابني في ذلك الموقف وهم يدفنون التراب قال لي لماذا يا ابي لماذا جدتي هكذا يدفنون عليها التراب لماذا توضع في هذا المكان ويدفنون عليها التراب يقول الاب لما سألني ابني هذا السؤال تزاحمت في ذهني اجوبة اريد جوابا سريعا جيدا اشف به غليل ابني في في سؤاله يقول فاخذت ابحث عن جواب جوابا مناسبا يقنع ابني في هذه اللحظة يقول وانا اشغل بالي في البحث عن السؤال التفت الي ابني ثانية وقال لي ولا الله قال هذا بهذا واللي الله قال هذا يعني واللي الله امر بهذا؟ قلت اي نعم الله امر. قال خلاص الله امر بهذا خلاص اذا هذا هذا امر الله عز وجل يعني فيه خير وفيه بركة فالصغار هؤلاء تربيتهم على امور الايمان حقائق الدين واصوله امورا توافق فطرهم ويتلقونها بالقبول يكفي الصغير ان يعلم انه امر الله عندما يقال له هذا هذا امر الله رب العالمين الذي خلقنا واوجدنا والله عز وجل لا يأمر الا بخير وله الحكمة البالغة سبحانه وتعالى ويربى وينشأ على هذه المعاني فنحن نستفيد من هذا الاثر العظيم اهمية تربية الابناء على هذه الاصول العظيمة الامر الاخر ان من يوصي ابناءه تكون وصيته بمثل هذا يذكر الكلام مضموما اليه دليله مثل ما صنع عبادة ابن الصامت ذكر ذكر له الكلام وذكر له اهمية الايمان بالقدر ومكانته وذكر له الدليل. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا يحتاج ايضا الابناء عندما يربون على الفضائل والمعاني العظيمة ان تذكر الادلة بعظ الاباء يذكر لابنه الفضائل يذكر لابنه الفضائل ويحثه عليها تارة بالزجر يعني آآ مثل ان لم تفعل ظربتك او مثل هذه المعاني او يقول ان لم تفعل فانت الكذا والكذا من الفاظ القاسية بينما مقام التربية ومقام التعليم يقتضي مثل هذا البسط تذكر المعاني والتعليلات والتدليلات وتوضح حتى يأخذ الامر مأخذا عظيما في قلب الموصى بخطاب لطيف وبكلمات بينة كما هو مشاهد وملاحظ في هذه الوصية العظيمة من عبادة ابن الصامت رضي الله عنه لابنه الوليد رحمه الله تعالى نعم قال وعن ابي خزامى عن ابيه رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ارأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاتل نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال هي من قدر الله. رواه احمد والترمذي وحسنه. ثم اورد رحمه الله الله تعالى هذا الحديث حديث ابي خزامى عن عن ابيه رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ارأيت رقى نسترقيها ودواتا نتداوى بها هو دواء نتداوى به وتقاتل نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟ هذا سؤال جميل جدا هذا السؤال جميل جدا في باب الايمان بالقدر في باب الايمان بالقدر يسأل هذا الصحابي الجليل اه النبي عليه الصلاة والسلام عن الادوية التي يتداوى بها الناس من يجد مثلا شيئا من الالم في بطنه فيأخذ عشبا معروفا انه يفيد بهذا الوجه او تقاتا يتقيها وهذا يتناول كل ما يفعل الانسان ليتقي به مثل ان تتقي البرد بالالبسة الشتوية او الشمس بالاستظلال او او العدو رماح العدو ونبله بالترس ونحو ذلك هذه الاشياء التي تأخذها للاتقاء التقاء البرد او اتقاء الشمس او اتقاء النبل او نحو ذلك هل ترد من القدر هل ترد من من القدر؟ القدر المكتوب هل هي تمنعه هل الدواء يمنع القدر؟ هل الترس يمنع القدر هل الرقية التي نسترقيها هل تمنع القدر كانه يقول اذا كان الامر مقدر ومكتوب فما الحاجة الى هذه الامور ما الحاجة الى هذه الامور؟ هي لا تمنع القدر ولا ولا ترد القدر وما وما كتب كائن لا محالة وما كتب كائن لا لا محالة يعني ما الحاجة اليها مثل ما جاء في الحديث المتقدم قال علي رضي الله عنه الا نتكل على القدر وندع العمل الا نتكل على القدر وندع العمل؟ طالما ان الامور كتبت وقدرت الا نتكل على ما على القدر وندع العمل فهنا يسأل يعني هذه الاشياء هل ترد من القدر شيء هي لا ترد لا لا لا تردوا من من القدر شيئا المكتوب كائن لكن انظر الى جواب النبي عليه الصلاة والسلام ما اعظمه قال يا رسول الله ارأيت رقى نسترقيها رقى جمع رقية مثل ظلم جمع ظلمة ودواء نتداوى به اي الادوية التي نستعملها ونفيد منها وتقاتل نتقيها اي ما نتقي به الحر او الشمس او النبل او نحو ذلك. هل ترد من قدر الله شيئا قال هي من قدر الله قال هي من قدر الله وهذا من اجمل ما يكون واعظم ما يكون جوابا على هذا السؤال قال هي من قدر الله هي من قدر الله اي ان الله عز وجل قدر ان فلانا من الناس يمرض بالمرض الفلاني وانه يتناول العشب الفلاني او الدواء الفلاني ويشفى قدر ايظا ان ان فلان من الناس يمرض وانه يقرأ على نفسه بفاتحة الكتاب ويشفى ويبرأ هي من قدر الله الرقية من قدر الله والتقاة من قدر الله وو والاستشفاء من قدر الله كل ذلك من قدر الله سبحانه وتعالى فاذا ماذا يعني هذا يدلنا على ان هذه الامور او يدلنا على ان فعل الاسباب من الايمان بالقدر هذا يدل على ان فعل الاسباب من الايمان بالقدر بل يفيد ان ان الانسان لا يبلغ حقيقة الايمان بالقدر الا اذا فعل الاسباب. غير معتمد عليها يفعل اسباب غير معتمد عليها بل يتوكل على الله جل وعلا لكن فعل الاسباب ذاته من الايمان بالقدر وهي ولهذا قال عليه الصلاة والسلام هي من قدر الله ولهذا لا تعطل الاسباب لا تعطل الاسباب بل لا تفعل الاسباب والاسباب ذاتها من قدر الله تبارك وتعالى ومن مقتضيات وتمام الايمان بالقدر ان يباشر الانسان الاسباب ان يباشر الانسان الاسباب ولهذا يقول اهل العلم من في من يعطل في من يعطل الاسباب في من يعطل الاسباب مثل من يقول ان ان قدر الله لي ولد يكون ان قدر الله لي ولد وكتب لي ولد يكون واما انا لن اتزوج الى ان اموت لا اتزوج النساء الى ان اموت وان كان الله كاتب لي ولد يكون او او يقول ان كتب الله سبحانه وتعالى لي ان اكون من العلماء الكبار المحققين ساكون لكن لن اطلب العلم يوم ولن اجلس عند عالم ولن اقرأ كتابا وان كان الله كاتب لي العلم وان اكون عالما ساكون تمنيت ان تمسي فقيها مناظرا بغير عناء والجنون فنونه هذا جنون هذا والجنون فنونه وليس اكتساب المال دون مشقة تلقيتها فالعلم كيف يكون العلم لابد ان ان يبدو الانسان له سببه ويلاحظ ان بعض الناس قضية فعل السبب يعملها فيما يحب ويهملها فيما لا تميل نفسه اليه اذا جاء باب الايمان اذا اذا جاء باب الطعام والشراب والاكل وانواع المأكولات والمشروبات تجده يبذل الاسباب يبذل الاسباب واذا جاءت الحقائق الشرعية والامور التي فيها سعادة الاخرة تجده يقابلها بفتور ويقول ان كان الله كاتب لنا خير من هذه الامور بيحصل اما فيما يتعلق بطعامه وشرابه الامور التي تميل اليها نفسه فانه يباشر فيها الاسباب قال يا رسول الله ارأيت طرقا نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها؟ هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال هي من قدر الله قال هي من قدر الله وهذا فيه ايضا مشروعية التداوي كما صح في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام تداووا عباد الله ما انزل الله من داء الا وجعل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله. قال تداووا عباد الله فالتداوي مشروع ولا ينافي الايمان بالقدر والرقى ايضا مشروعة ولا تنافي الايمان بالقدر كون الانسان يرقي نفسه اذا مرض لا ينافي الايمان بالقدر لكن طلب الرقية من الاخرين تنافي تمام التوكل ولهذا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام في السبعين الف قال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون طلبه من القير الاسترقاء طلب ذلك من القير. نعم في حديث الشيخ مسترقية نسترقيها قال ارأيت ارقا نسترقيها ارأيت رقى نسترقيها اذا اذا كان المراد بذلك رقية الانسان لنفسه فالامر واضح اذا كان المراد بنس ترقيه اي نطلبها من الاخرين فهذا امر مباح لكنه خلاف الاولى هذا امر مباح خلاف الاولى والحديث يدل ان هذا الامر المباح الذي هو خلاف الاولى هو من القدر كون الانسان يطلب من غيره ان يرقيه او ان يقرأ عليه هذا امر مباح ليس امرا محرما ولكنه خلاف الاولى ولهذا في آآ في الحديث حديث اه عمران ابن حصين في مجلس سعيد بن جبير لما لدغته العقرب لم عبد الرحمن ابن حصين لما لدغته او حصين ابن عبد الرحمن لما لدغته العقرب اه قال قال ما صنعت؟ قال ارتقيت قال ارتقيت قال قد احسن من انتهى الى ما قد سمع ثم ساق الحديث وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يسترقون فقوله قد احسن من انتهى الى ما قد سمع يدل على ان الاسترقة مباح لكنه خلاف الاولى. الاولى الا يطلب الانسان من الاخرين ان يرقوه وان يكتفي برقيته لنفسه والتجاءه الى ربه تبارك وتعالى نعم قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن فان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان رواه مسلم ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة بهذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه وختم الترجمة بهذا الحديث من جمال الختم لان ما سبق فيه تقرير وتدليل الى ان الامور كلها بقدر الله وايضا ذكر التقديرات تقدير العمر والتقدير العام الى اخره مما مر معنا في الاحاديث التي ساقها المصنف تناسب ختم الترجمة بهذا الحديث العظيم الذي فيه الامر بمباشرة الاعمال وفعل الاسباب والحرص على النافع من الامور ومجاهدة النفس على ذلك لا ان يتكل الانسان على القدر ويعطل العمل فختم الترجمة بهذا الحديث تنبيها على ان من كمال وتمام الايمان بالقدر مباشرة الاسباب وفعلها قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف المؤمن القوي اي في ايمانه وطاعته لله تبارك وتعالى وقيامه بشعب الايمان وخصال الدين لان الايمان كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان. فقوة الايمان من قوة تحقيق هذه الشعب وكمال تحقيقها فكلما كان العبد اعظم تحقيقا لها وتتميما لها كان ذلك اقوى في ايمانه وكلما كان اقل كان ذلك اظعف في ايمانه وهذا من الشواهد والدلائل الواضحات على ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف وان اهله ليسوا فيه سواء منهم قوي الايمان ومنهم ضعيف الايمان قال تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ليسوا على درجة واحدة بل بينهم تفاوت وهنا بين النبي عليه الصلاة والسلام التفاوت في الايمان بين اهل الايمان مؤمن قوي ومؤمن ضعيف والمؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وقوله احب الى الله في اثبات صفة المحبة لله تبارك وتعالى وانه يحب جل وعلا وان حبه تبارك وتعالى يزيد لا لمن زاد ايمانه وقوي دينه قال احب الى الله من المؤمن الضعيف فهذا فيه فيه تفاضل المحبة في حق محبة الله عز وجل للناس بحسب تفاوتهم في الايمان وخصاله واعماله قال المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير وهذه الجملة في الحديث قوله وفي كل خير ايرادها هنا من انفع ما يكون حتى لا حتى لا يظن بضعيف الايمان انه لا خير فيه بل المؤمن الضعيف فيه خير ما دام ان الايمان عنده محافظا على ايمانه حتى مع الضعف ففيه خير قال المؤمن القوي خير من خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير اي في قوي الايمان وفي ظعيف الايمان وفي كل منهما خير لكن الخير الذي عند قوي الايمان اكثر واعظم واوفر من الخير الذي عند ظعيف الايمان قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن احرص على ما ينفعك وهذا فيه الدعوة الى فعل الاسباب ومباشرتها وعدم تعطيلها اتكالا على القدر. احرص على ما ينفعك اي كن حريصا تمام الحرص على كل نافعا لك واستعن بالله اي كن متوكلا عليه طالبا عونه ومده تبارك وتعالى لا ان تكون متكلا على الاسباب التي تباشرها فامره النبي امر النبي صلى الله عليه وسلم بفعل الاسباب وفي الوقت نفسه امر بالاستعانة بالله تبارك وتعالى وحسن الالتجاء اليه تبارك وتعالى احرص على ما ينفعك واستعن بالله وقوله صلوات الله وسلامه عليه احرص على ما ينفعك واستعن بالله يتضمن الوصية بامور ثلاثة لابد منها في هذا الباب الامر الاول الحرص والحرص امر يكون في القلب رغبة وهمة وتطلع للامور النافعة بان يكون القلب له حرص له رغبة في الامور النافعة المفيدة والامر الثاني الذي يتناوله هذا الحديث سلوك مسالك الامور النافعة سلوك مسالكها اي السير في في طلبها وتحصيلها والامر الثالث الاستعانة بالله تبارك وتعالى ان تحرص على الخير وان تسلك مسالكه وان تطلب عون الله تبارك وتعالى على تحقيقه فمن حرص دون سلوك لمسالك الخير وبذل لاسبابه هذا عجز وتوان وفتور ومن حرص وسلك مسالك الخير ولم يطلب عون الله ولم يلتجئ اليه تبارك وتعالى تكون عاقبته الى الحرمان والخسران ولا يتحقق للانسان الخير الا بالحرص وبذل الاسباب والتوكل على الله تبارك وتعالى هذه اصول عظام ارشد اليها هذا الحديث في هذا الباب العظيم وقوله على ما ينفعك احرص على ما ينفعك يتناول كل نافع من الامور الدينية والدنيوية ليس خاصا بالامور الدينية بل يتناول كل نافع في الامور الدينية والدنيوية. احرص على ما ينفعك اي في دينك ودنياك اما النافع في الدين فحرصك عليه ببذل الاسباب في طلب الرزق فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه لا يليق بالمؤمن ان يبقى مكتوف الايدي في بيته ينتظر ان يأتيه رزقه في مكانه بل يبذل السبب ويذهب الى السوق ويعمل ويباشر الاعمال فيما يميل اليه من مجالات من زراعة من صناعة من من حرف الى غير ذلك من بيع من شراء من عمل من حمل الى غير ذلك يبذل السبب تمشوا في مناكبها وكلوا من رزقه امر بالمشي الذي هو السعي في طلب الرزق قال فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه فامر تبارك وتعالى ببذل الاسباب فيحرص الانسان على ما ينفعه وهنا قوله على ما ينفعك فيما يتعلق بالامور الدنيوية في تنبيه على البعد عن الحرام لان المحرمات تضر الانسان ولا تنفعه ولم يحرمها الله عز وجل وينهى عباده عنها الا لما فيها من المضرة عليهم والوبال عليهم في دنياهم واخراهم ولهذا قوله احرص على ما ينفعك فيه التنبيه الى الحرص على الامور النافعة الدنيوية الطيبة البعيدة عن الحرام والبعيدة ايضا عن الشبهات قال عليه الصلاة والسلام ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه الى اخر الحديث ويتناول قوله على ما ينفعك الحرص على الامور الدينية اي ما ينفعك في دينك احرص على ما ينفعك في دينك والحرص على ما ينفع في الدين يتناول امرين يجتمع فيهما الدين وهما العلم النافع والعمل الصالح احرص على ما ينفعك هذا فيه فيه دعوة لك الى ان تحرص على ما ينفعك في دينك. وهذا يتناول العلم النافع والعمل الصالح فتحرص على ما ينفعك في في دينك من العلوم النافعة من العلوم النافعة ولهذا ينبغي ان يكون الانسان حظ ونصيب من العلم في كل ايامه اين الحرص على ما ينفع الانسان في دينه ممن يمر عليه الايام تلو الايام بل الشهور تلو الشهور ولم يجلس ساعة يطلب فيها علما ينفعه في دينه بل مضى حياته وايامه بل بعض الناس مضى سنوات من عمره ولا جلس يطلب علما او يتفقه في دينه عنده وقت يجلس مع زملائه الساعات الطوال للضحك واللعب والسمر وليس عنده وقت يجلس ساعة واحدة يطلب فيه علما قال احرص على ما ينفعك اي الامور التي تنفعك في دينك من العلوم النافعة احرص عليها. قال الله قال الرسول اجلس تعلم العلم تفقه في دينك فهذا امر يطلب منك احرص داخل تحت قوله عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك ولهذا ينبغي عملا بهذا الحديث وتحقيقا له ان يجعل المسلم لنفسه برنامجا في العلم يومي ولو كان قليلا لكن لا ينبغي له ان يمر عليها اليوم ولا يحصل فيه علما تغيب شمس اليوم دون ان يحصل فيه علما ينفعه في دينه. مع انه عنده جهل في جوانب كثيرة من الدين ثم يغرب عليه شمس يوم من ايامه ولا يحصل فيه علما هذا من الحرمان بل كان بعض المتقدمين يبكي اذا غربت الشمس ويلوم نفسه كيف غربت وهو لم يغنم فيها؟ في في يومه اه مغانم كبيرة ومن الناس من تغيب شمسا تلو اخرى ولا يحصل فيها ولا حرفا من العلم وهذا حرمان ولهذا ينبغي للانسان ان يجعل لنفسه برنامج مع العلم ينفعها الله سبحانه وتعالى به ومن اعظم ما يوصي به اهل العلم للمبتدئ الاربعين النووية الاربعين النووية للامام النووي رحمه الله تعالى فهذا كتاب مبارك وعظيم النفع وكبير الفائدة ولو جعل كل واحد منا لنفسه برنامجا مع الاربعين يحفظ في اليوم حديثا واحدا حفظا متقنا لا يمضي عليها اثنين واربعين لان عدد احاديثه اثنين واربعين حديثا لا ينبغي عليه اثنين واربعين يوما الا وانهاها لو لو جعل نفسي برنامجا في كل ثلاثة ايام يحفظ حديثا واحدا لا تمر عليه سنة الا والاربعين من محفوظاته فيأتني بها ويعتني ايضا بالكتب التي الفها اهل العلم يتدرج فيها مثل الاصول الثلاثة وكتاب التوحيد لشيخ الاسلام محمد ابن الجواب رحمه الله كتاب العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كتاب عمدة الاحكام وكتاب بلوغ المرام ومثل هذه الكتب النافعة العظيمة المفيدة يجعل لنفسه فيها برنامجا يحصل فيها علما وقليل يستمر تظهر ثمرته فيما بعد ترى الثمرة بعد سنة سنتين ثلاث سنوات وكثير من الناس عندما لا يرى الثمرة مبكرة يترك المواصلة لكن تستمر على قليل تحصل خيرا انا اعرف مجموعة من الشباب كانوا يجتمعون يوم الاثنين يصومون ثم يجتمعون يفطرون سويا ويسمعون لبعضهم نصف آآ صفحة من القرآن في كل اثنين نصف صفحة من القرآن الكريم لكنهم ثابتين على ذلك ومضوا عليه يسمعون لبعضهم نصف صفحة وسألتهم قبل وفد قالوا انتهينا من نصف القرآن الان ويسمعون نصف صفحة ومعهم احد طلبة العلم يفسر لهم الايات ويبين لهم معانيها ودلالاتها ويفقههم فيها فيحفظونها ويعرفون معانيها كل اثنين نصف صفحة عبر سنوات تأتي النتائج المهم ان الانسان يكون له حرص على ما ينفعه ويكون له حظ من هذا الحرص ولو شيئا قليلا. اما ان لا يكون حريصا على ما ينفعه من امور دينه هذا على خطر هذا على خطر عظيم بل ينبغي ان يكون له حظ على ما ينفعه في دينه ولو شيئا قليلا. برنامج يومي ولو قليل تستمر عليه سترى الثمرة باذن الله تبارك وتعالى الكبيرة ولو بعد حين اما اذا بقي الانسان معطلا عن الحرص حارما نفسه من الخير تمضي عليه الايام وهو لا يزداد الا جهلا ولا ولا يزداد من الخير الا بعدا والعياذ بالله ايضا يشمل الحرص على ما ينفع جانب العبادة لان احرص على ما ينفعك اي في امور دينك يتناول العلم النافع والعمل الصالح فايضا يحرص الانسان على جانب العبادة وان يكون له حظ منها ولا سيما فرائظ الدين وواجباته قد قال تعالى في الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته علي فيكون اعظم حرص الانسان على فرائض الدين حرصه على الصلاة والعناية بها الان كثير من الناس عندهم تهاون عجيب بالصلاة تهاون عجيب تفريط في اوقاتها تفريط في واجباتها تفريط في ادائهم مع جماعة المسلمين اين الحرص على ما ينفع الانسان في دينه مع هذا التهاون في هذه الفريضة من فرائض الدين فيحرص الانسان على الواجبات ايضا يحرص على البعد عن المحرمات لان الحرص على البعد عن المحرمات هو داخل في قوله احرص على ما ينفعك فشمل الحديث بقوله عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك يعني شمل قوله ما ينفعك امورا ثلاثة ما هي ذكرتها قبل قليل الثلاثة عدها لي. ما هي هذي اثنين الان الدنيا والدين اثنين احرص على ما ينفعك هذا يشمل امورا ثلاثة عددتها قبل قليل ما ينفعك يشمل امورا ثلاثة ها اتخاذ الاسباب هذي كلمة واحدة انا اريد تعد لي امورا ثلاثة واحد اثنين ثلاثة قوله ما ينفعك يشمل امورا ثلاثة. قوله ما ينفعك يشمل امورا ثلاثة ما هي ها العلم النافع والعمل الصالح بعد المحرمات داخلة في العمل لا هذي ذكرناها قبل لكن هنا قوله على ما ينفعك تشمل امورا ثلاثة. ما هي؟ الامر الاول الرزق ما ينفعك في امور دنياك الرزق الطيب ما ينفعك في امور دينك قسمناها الى قسمين علم نافع وعمل صالح اصبح قوله عليه الصلاة والسلام يشمل امورا ثلاثة الرزق الطيب والعلم النافع والعمل الصالح. لماذا فصلتها لكم هذا التفصيل؟ لانني اريد ان اربطكم بدعاء. كان يواظب عليه الصلاة والسلام كل يوم بعد صلاة الصبح يذكر فيه هذه الامور الثلاثة التي هي حقيقة ما ينفع الانسان. اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا وقد دعوت به في اول هذا الدرس فهذه الامور الثلاثة. اذا قول احرص على ما ينفعك لو قال قائل ما الذي ينفعني ماذا في ماذا يتلخص الامور التي تنفعني ما ماذا يجمعها التي ينبغي علي ان احرص عليها بماذا تتلخص؟ قل تتلخص في امور ثلاثة. العلم النافع والرزق الطيب والعمل المتقبل هذا هو النافع. وما سوى ذلك دعه سوى وما سوى هذه الامور الثلاثة دعه. الذي ينفعك والذي يطلب منك ان تحرص عليه تمام الحرص امور ثلاثة العلم النافع والرزق الطيب والعمل الصالح ولهذا كان نبينا عليه الصلاة والسلام كل يوم بعد صلاة الصبح كما في حديث ام سلمة في السنن وغيرها كان يقول اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا وهذه الامور الثلاثة هي اهداف المسلم في يومه ولا اعلم للمسلم اهدافا في يومه الا هذه الثلاثة العلم النافع والرزق الطيب والعمل والعمل المتقبل اذا قوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث احرص على ما ينفعك اذا قيل او اذا قال قائل ما هو الذي ينفعني وينبغي علي ان احرص عليه في ايامي وفي حياتي يقال له امور ثلاثة يجمعها قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا قال ولا تعجزن اي انبذن عنك العجز وابتعد عنه وجاهد نفسك على النهوض والهمة العالية وترك التواني والكسل والفتور فان هذه لا تأتي لك بخير فالطرح العجز والكسل والفتور وقم بالامور النافعة بعزيمة وهمة لا تبقى متكاسلا اذا خطر ببالك امرا نافعا في دينك امرا نافعا في دنياك امرا نافعا في علمك وعبادتك لا تعجز وهذا فيه نبذ للعكس الان مثلا تعقد مجلس علمي ويدرس فيه امر تحتاج اليه وتجد نفسك تجهله فاذا بدأ العجز او الكسل يتسرب اليك ويقول لا اجل فيما بعد الان انت مشغول بكذا مثل هذه الامور اطرحها كل ما عنا نافع لك وعرض امر نافع لك في دينك ابتدر واذهب اليه بهمة وبنشاط وتخلى عن الكسل والعجز لانه لا لا يأتي لصاحبه الا بالخسران والحرمان يمضي العاجز الكسلان محروما من الخير وكل ما عرظ له خير اجله وسوف واخر الى ان تنقظي حياته وهو لم يحصل خيرا ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا تعجزن وقوله هنا في هذا المقام بعد قوله احرص على ما ينفعك واستعن بالله. قوله لا تعجزن في تنبيه الى ان هناك معاني ستدخل عليك عندما تحرص على النافع وهي امور العجز والكسل والتواني فجاهد نفسك على الا تحول بينك وبين الخير فتطرح العجز والكسل وتقبل على ما ينفعك قال فان اصابك شيء ان اصابك شيء يعني ان اصابك ان اصابك ضر او بلاء ونزلت بك نازلة فلا تقل لو اني فعلت كذا كان كذا وكذا لا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا لماذا لان هذا الكلام يفتح عليك عمل الشيطان لان هذا يفتح عليك باب من ابواب الشيطان عليك فيدخل الانسان في معاني سيئة جدا فلا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا يعني لا تقل مثلا لو لو قدر الانسان ما انه سلك طريقا واصابه حادث في الطريق مثلا لا يقول لو اني جلست في البيت اليوم وما خرجت كان اسلم لي ما ما حصل لي الحادث او لو اني لفيت مع الشارع الفلاني او لو اني ولو اني الى اخره لا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا اينما حصل هذا الحادث وايضا عندما يفوتك مرغوب لا تقل لو اني اه عجلت او لو اني اسرعت لو اني لم امر بالمكان الفلاني مثلا كنت على سفر وصلت المطار وطارت الطائرة وتأخرت لا تقل لو اني لو اني ما نمت اليوم بعد الفجر لو اني لو اني لا لا تقل ولكن قل قدر الله وما شاء فعل قدر الله وما شاء فعل لماذا؟ لانك لو لو دخلت في باب لو دخل عليك الشيطان وامرض قلبك وتعبت نفسيتك وخلقت وظجرت بينما اذا قلت قدر الله وما شاء فعل سلوت واطمأن قلبك وقنعت ان هذا الامر لم يكتب ولو كان كتب لحصل لي فتسلو نفسك ويطمئن قلبك قال ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. هذه تضبط في كتب الحديث. قدر الله وما شاء فعل. قدر الله وما شاء فعل. وكلهما الى معنى واحد قدر الله قدر الله وما شاء فعل فعل وفاء القدر الله مضاف مضاف اليه وما شاء فعل الامور كلها بقدر الله وهذا فيه فائدة الايمان بالقدر وايضا ان ايمانك بالقدر ينبغي ان يصاحبك في حياتك وانتبه لهذه المسألة فانها مهمة جدا ايمانك بالقدر ينبغي ان يصاحبك في حياتك لا يكون الايمان بالقدر امور نظرية تؤخذ وقت الدرس الايمان بالقدر ينبغي ان يصاحبك في حياتك وهو امر تحتاج اليه في كل لحظة من لحظاتك فيكون معك دائما دائما تشعر ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وان ما اخطأت لم يكن نصيبا وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وان القدر قدر الله وما شاء فعل. تؤمن بذلك ويكون هذا الامام هو صاحبا لك. وكلما كان هذا الايمان مصاحبا لك في كنت على خير عظيم قال ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فانا لو تفتح عمل الشيطان لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا الى اخره لو تفتح عمل الشيطان ولو تفتح عمل الشيطان هي التي يكون فيها آآ آآ مثل التلوم على امور القدر والتضجر مما حصل واظهار الندم على ما كان من انسان من سلوك طريق او ترك طريق او نحو ذلك من الامور فهذه تفتح على الانسان عمل الشيطان ولو لها استعمالات صحيحة لما تكون في تمني الخير او في بيان العلم وايظاحه لو استقدمت من امري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة لها استعمالات صحيحة لكن استعمالها في مثل هذا الموضع الذي حذر منه النبي عليه الصلاة والسلام هو من المنهي عنه ومما يفتح على الانسان عمل الشيطان وبهذا يكون المصنف رحمه الله تعالى انهى ما يتعلق بهذا الباب العظيم باب الايمان بالقدر لينتقل من بعد ذلك الى الكلام على باب اخر من من ابواب الايمان وهو باب الايمان بالملائكة لكن قبل ان انهي ما يتعلق بالايمان بالقدر انبه على امر وهو سؤال قد قد يطرح وهو ما حكم الخوظ في مسائل القدر ما حكم الخوظ في مسائل القدر وما حكم بحث البحث في في مسائل قدر وقد صحفي الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال اذا ذكر القدر فامسكوا اذا ذكر القدر فامسكوا واذا ذكر اصحابي فامسكوا واذا ذكرت النجوم فامسكوا صح هذا عن النبي عليه الصلاة والسلام صح عنه الامر بالامساك عند ذكر القدر اذا ذكر القدر امسكوا اي عن الخوظ وجاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج على اصحابه يوما وهم يتنازعون في القدر فغضب عليه الصلاة والسلام كأنما فقي في وجهه حب الرمان اي اه احمر وجهه عليه الصلاة والسلام من الغضب قال ابي ابي هذا امرتم الهذا دعيتم فنهاهم عليه الصلاة والسلام عن ذلك. قال انما اهلك من قال من كان قبلكم الايش؟ كثرة السؤال. ها؟ كثرة السؤال واختلاف المهم انه عليه الصلاة والسلام نهاهم عن ذلك وحذرهم منه وبين انهم سبب نعم الهذا خلقتم ثم قال انما اهلك من قال من كان قبلكم مثل هذا او المهم انه حذر النبي عليه الصلاة والسلام من ذلك وبين انه باب هلكة وبين انه باب باب هلكة فاذا يأتي السؤال ما حكم الخوظ في في مسائل القدر ما حكم الخوظ في مسائل قدر والجواب على ذلك ان الخوف في مسائل قدر له منحيان المنح الاول وهو ان تبحث مسائل قدر في ضوء الايات والاحاديث تقرأ الايات وتقرأ الاحاديث وتفهم معانيها في ضوء كلام اهل العلم وائمة السلف فهذا لا بأس به واهل العلم الفوا مصنفات في القدر وعقدوا في كتب السنة ابوابا في القدر واوردوا فيها الايات والاحاديث المتعلقة بالايمان بالقدر فدراسة هذه الايات ودراسة هذه الاحاديث والتأمل في معانيها ومظامينها ودلالاتها امر لا ينهى عنه بل هو امر مطلوب لانه من العلم الشرعي كالذي يندب المسلم الى تعلمه ومعرفته المنحى الاخر الخوف في القدر بالعقل المجرد وبالظنون الباطلة وبالاوهام الكاسدة او بالسؤالات الاعتراظية على الله سبحانه وتعالى وعلى اقداره كان يقول قائل والعياذ بالله لما فعل الله كذا؟ ولما لم يفعل كذا؟ ولما قدر كذا ولما لم يقدر كذا والله تعالى يقول لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ولهذا قيل لا تقل لم امر الله ولكن قل بما امر الله انظروا الى الفرق بين السؤالين لا تقل لما امر الله ولكن قل بما امر الله وقارن السؤالين بالاية لا يسأل عما يفعل وهم يسألون قول القائل لما امر الله هذا يتعلق بماذا بما يفعله الله لا يسأل عما يفعل. لا تقل لما امر الله من انت حتى تسأل رب العالمين عما يفعل. انت مخلوق من مخلوقاته ولكن قل بما امر الله اسأل عما تسأل عنه انت يوم القيامة. وهم يسألون انت ستسأل يوم القيامة فعليك ان تسأل عما ستسأل انت عنه يوم القيامة فتقول بما امر الله اي بماذا امرني فرق بين قول القائل لما امر الله وقوله بما امر الله فقولك بما امر الله هذا السؤال مطلوب لانه فقه في دينك فقه فيما سيسألك عنه الله تبارك وتعالى يوم القيامة فهذا مطلوب منك اما ان يقول الانسان لما امر الله فهذا امر منهي عنه فاذا الخوف في القدر بالعقل المجرد او بالظنون او بالاوهام او بالسؤالات الاعتراظية او او او منازعة الله سبحانه وتعالى في في اقداره او نحو ذلك من المعاني هذا آآ هذا محرم وباطل وداخل تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا ذكر القدر فامسكوا اذا قوله اذا ذكر القدر فامسكوا مختص بهذا الجانب. لا يدخل فيه الجانب الاول واذا اردت توضيح ذلك اقرأ ما بعده. واذا ذكر اصحابي فامسكوا اذا ذكر اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام بذكر مناقبهم ومآثرهم وفضائلهم واعمالهم الخيرة نمسك او او نخوض في هذا الامر نخوض فيه والعلما كتبوا كتب كبيرة جدا في فضائل الصحابة ومناقل الصحابة هذا لم لم نؤمر بالامساك عنه بل هو من العلم النافع المفيد الذي يسعى في نشره وبيانه اذا ما معنى قوله اذا ذكر اصحابي؟ فامسكوا يعني اذا ذكروا بالوقيعة فيهم بالسب لهم في الطعن بالشتم بالنيل منهم في الخوض فيما شجر بينهم امسكوا امسكوا عن ذلك اي لا تذكروهم الا بالجميل وبالخير والثناء وذكر مناقبهم وفضائلهم اما ذكرهم غير ذلك فلا يحل ولا يجوز هذا ونسأل الله تبارك وتعالى لنا اجمعين التوفيق والسداد والهداية والرشاد وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم. وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين هذا السائل يقول هل اذا طلبت من احد ان يرقي مريضي هل هذا من الاسترقاء الذي ينافي كمال التوكل هذا هذا داخل في عموم قوله لا يستفرقون لا يسترقون تناول اه ان لا يطلب ذلك لنفسه ولا يطلب ذلك لمريضه اما اذا كان الانسان مراده بقوله آآ لاخر اقرأ على فلان او ارقي فلانا بساعة الخير بين الناس التأكيد على قول النبي صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم ان ينفع اخاه فليفعل فهذا لا بأس به حث الناس على الخير وعلى الرقية تعاون على ذلك هذا لا بأس به اما ان يكون عن اه طلب ورغبة لنفسه او لمريضة واحتياج فهذا الاظهر والله اعلم انه داخل سواء طلبها لنفسه او طلبها مريظه نعم كثرت الاسئلة في معنى او استخدام مثل لو كقوله كان ذهبت من الشارع الاخر ما حصل لي كذا وكذا او مثلها. اي عبارة يقولها الانسان تؤدي اه ما تؤدي اليه كلمة لو تأخذ حكمها ليس المراد حرف لو بذاته لكن ما ادى آآ ما ادى المعنى او ما ادى الى ما تؤدي اليه كلمة لو فانه يشمل الحكم نفسه سواء قال لو اني لم افعل كذا او اتى بكلمة اخرى مثل ان يقول ليتني لم اذهب مع مع هذا المكان او ذهابي مع هذا المكان هو الذي آآ اوقعني في في في هذا الحادث اه مروري من هذا المكان هو الذي سبب كل هذه الامور هي بالمعنى نفسه فيتحاشى ذلك قل له والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين