بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ان قال شيخ الاسلام الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وغفر له في كتابه اصول الايمان باب الوصية بكتاب الله عز وجل وقول الله تعالى اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء. قليلا ما ترون قال رحمه الله تعالى باب الوصية بكتاب الله عز وجل فهذه الترجمة اوردها رحمه الله تعالى في كتابه واصول الايمان لان من اصول الايمان العظيمة الايمان بكتب الله عز وجل المنزلة كما قال الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين قال جل وعلا كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله فالايمان بالكتب اصل من اصول الايمان وقال الله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ظل ظلالا بعيدا وقال جل وعلا وقل امنت بما انزل الله من كتاب اي امنت بكل كتاب انزله الله على اي رسول فالايمان بالكتب اصل من اصول الايمان ومن الايمان بالكتب الايمان خاتم الكتب المنزلة الا وهو القرآن الكريم الناسخ لجميع الكتب التي قبله والمهيمن عليها والمصدق لما بين يديه هو الكتاب الذي انزله الله تبارك وتعالى على خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين فهو عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين وكتابه خاتم الكتب فلا يبعث بعده عليه الصلاة والسلام رسول ولا ينزل بعد كتابه عليه الصلاة والسلام كتاب والايمان بالقرآن الذي هو كلام الله عز وجل وهو ايمان بهذا الكتاب العظيم وانه وحي من الله تبارك وتعالى انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال عز وجل وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وان نؤمن انه كلام الله تبارك وتعالى وانه سبحانه وتعالى هو الذي تكلم به قال عز وجل وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ان يسمع القرآن الذي هو كلام الله تبارك وتعالى وان نؤمن بان هذا الكتاب فيه الهداية والفلاح والسعادة في الدنيا والاخرة وان من امن بهذا القرآن وعمل به هدي الى صراط مستقيم ومن تنكب عنه وحاد عنه باء بالخسران في الدنيا والاخرة والمؤلف رحمه الله تعالى عقد هذه الترجمة للوصية بكتاب الله عز وجل حتى يقبل المسلمون على كتاب الله على القرآن الذي فيه عزهم وفلاحهم ورفعتهم في الدنيا والاخرة لان امة الاسلام كلما ارتبطت بالقرآن الكريم كان ذلك عزا لها وفلاحا ورفعة ورفعة في الدنيا والاخرة وكلما اعرظت عن القرآن وعن العناية به قراءة وتدبرا وعملا وتطبيقا باءت بالخسران في الدنيا والاخرة قال رحمه الله تعالى باب الوصية بكتاب الله عز وجل والوصية بكتاب الله تتناول امورا عديدة سنقف عليها من خلال النصوص التي ساقها رحمه الله تعالى وقد بدأ رحمه الله بقول الله عز وجل اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم اي اتبعوا وحي الله جل وعلا الذي انزله اليكم هداية لكم وصلاحا وفلاحا ورفعة اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم اي حكموا كلام الله عز وجل بينكم واعملوا بكلامه عز وجل وطبقوا احكامه سبحانه وامتثلوا اوامره واجتنبوا نواهيه كونوا متبعين لكلام الله عز وجل ممتثلين له متمسكين به اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم وهذا فيه ان الوحي منزل من الله تبارك وتعالى وانه كلام الله عز وجل قال من ربكم ومن هنا تفيد الابتداء وان الكلام بدأ من الله عز وجل وهو منزل منه كما قال السلف رحمهم الله عن كلام الله قالوا من الله بدأ واليه يعود فيدل على انه من الله بدأ قوله من ربكم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين فهو من الله عز وجل تكلم به ونزل به جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام للامة على التمام والكمال قال اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم وقوله من ربكم فيه تنبيه الى ربوبية الله تبارك وتعالى الخاصة التي تدل على التربية على الايمان والفظيلة والخير والايمان الصحيح والعبادة القويمة وحسن الاقبال على الله تبارك وتعالى ولهذا قال بعض اهل العلم كان اكثر دعاء الانبياء بهذا الاسم ربنا مستحضرين منة الله عز وجل عليهم بتربيته الخاصة لهم على الايمان والكمال ولا تتبعوا من دونه اولياء لا تتبعوا اي لا تقتفوا من دونه اي دون الكتاب الذي انزل اليكم من ربكم اولياء اي اشخاصا او اناسا تتولونهم وتتبعونهم وتأخذون عنهم وتتلقون منهم معرضين عن كتاب ربكم وهذا فيه تحذير للناس من ائمة الضلال ودعاة الباطل الذين يصدون الناس عن كلام الله عز وجل وعن وحيه سبحانه وتعالى ويوقعونهم في البدع والضلالات والمنكرات والاباطيل وقد خاف النبي صلى الله عليه وسلم على امته من هؤلاء قال ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين فكان يخافهم يخاف على امته عليه الصلاة والسلام منهم والله جل وعلا يحذر هنا من ذلك قال ولا تتخذوا من دونه اولياء ولا تتخذوا ولا تتبعوا من دونه اولياء اي من دون كتاب الله تبارك وتعالى اولياء اي تتولونهم وتأخذون عنهم وتقتفون اثارهم وتمتثلون اوامرهم معرضين عن كلام الله عز وجل معرضين عن كلام الله عز وجل ولقد وجد من ائمة الباطل ودعاة الضلال من يصرف الناس عن القرآن من يصرف من يصرف الناس عن القرآن ويصرفهم عن وحي الله تبارك وتعالى ويدعوهم الى الايمان بعقلياته السقيمة وافكاره الوضيعة وارائه البالية يدعوهم الى ذلك ويصدهم عن كلام الله تبارك وتعالى فوجب على كل مسلم ان يحذر من اولياء الشيطان ومن دعاة الباطل وان يقبل على كلام الله تبارك وتعالى وقول الله عز وجل في تمام فهذه الاية قليلا ما تذكرون تنبيه الى ان من اعمل تذكره تبصر في الامور وتدبر علم ان الهداية والفلاح والسعادة في اتباع كتاب الله لا في اتباع اولياء الباطل. وائمة الضلال ولهذا قال قليلا ما تذكرون اي لو ان تذكركم كان كثيرا تتبصرون في الامور وتتدبرون في في حقائقها لادركتم ان العز والفلاح في كتاب الله تبارك وتعالى قال عز وجل ان هذا القرآن يهدي للتي فهي اقوم فالهداية للتي هي اقوم والرشاد والفلاح انما هو في كتاب في كتاب الله عز وجل نعم قال عن زيد ابن ارقم رضي الله عنه ان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد الا ايها الناس فانما انا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربي فاجيب وانا تارك فيكم ثقلين اولهما كتاب الله فيه الهدى والنور. فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال واهل بيتي وفي لفظ كتاب الله هو حبل الله المتين من اتبعه كان من اتبعه كان على الهدى. ومن تركه كان على الضلالة رواه مسلم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث العظيم حديث زيد ابن ارقم رضي الله عنه بذكر اه خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي خطبها في في غدير يقال له او قرب غدير يقال له خم بين المدينة ومكة وهي خطبة فيها وصية عظيمة من الرسول صلى الله عليه وسلم لامته وبدأ عليه الصلاة والسلام خطبته بالثناء على الله بالثناء على الله تبارك وتعالى بما هو اهله جل وعلا قال واثنى عليه ثم قال اما بعد ثم قال اما بعد وهذه يأتي بها صلوات الله وسلامه عليه في خطبه بعد حمده لله وثنائه عليه يقول اما بعد ثم يشرع في المقصود والمراد بهذه الكلمة اي مهما يكن من شيء بعده فالامر كذا وكذا يبين المقصود بعدها ولا يبدأ ببيان المقصود الا بعد الثناء على الله تبارك وتعالى يثنى على الله اولا بما هو اهله حمدا وثناء وتعظيما لله تبارك وتعالى ثم يشرع في المقصود وبين يدي الشروع فالمقصود يؤتى بهذه الكلمة اما بعد تنبيها للسامع الى ان المتكلم شرع فالمقصود من من الخطاب والمقصود من الكلام قال اما بعد الا ايها الناس والا اداة استفتاح يبدأ بها وكثيرا ما تأتي في احاديث النبي عليه الصلاة والسلام للتنبيه وشد الاذهان الا ايها الناس فانما انا بشر وهذا نظير قول قول الله تعالى او هذا من الامتثال لقول الله تعالى قل انما انا بشر قل انما انا بشر مثلكم وها هو عليه الصلاة والسلام يخبر ويفصح عن ذلك يا ايها الناس الا انما ايها الناس فانما انا بشر فانما انا بشر اي يعتريني ما يعتري البشر ويصيبني ما يصيب البشر ومن ذلكم الموت الذي كتبه الله سبحانه وتعالى على الناس قال تعالى انك ميت وانهم ميتون وقال تعالى افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم فالموت كتبه الله سبحانه وتعالى على البشر كل شيء هالك الا الا وجهه فهو يخبر عليه الصلاة والسلام عن ذلك قال انما انا بشر انما انا بشر وهذا يستفاد منه فائدة عظيمة تتعلق بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام الا وهي البعد عن الغلو فيه الذي يقع فيه كثير من الناس من باب اظهار المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم واظهار التعظيم له فيغلو بعضهم في النبي صلى الله عليه وسلم فيعطيه من الخصائص والصفات ما لا يليق الا الا بالله عز وجل فاذا تأمل المسلم في قوله عليه الصلاة والسلام انما انا بشر فالبشر لا يعطى من خصائص رب البشر وخالق الخلق سبحانه وتعالى فصفات الله لله جل وعلا لا يعطى اي احد من البشر شيء من خصائص الله وصفاته سبحانه وتعالى واذا اعطي احد من البشر شيء من ذلك فهذا غلو باطل مهلك لصاحبه كما قال عليه الصلاة والسلام اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين وقال عليه الصلاة والسلام ما احب ان ترفعوني فوق منزلتي التي انزلني الله اياها قال عليه الصلاة والسلام لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله وسمع رجلا يقول ما شاء الله وشئت فغضب عليه الصلاة والسلام وقال اجعلتني لله ندا؟ قل ما شاء الله وحده والاحاديث عنه صلوات الله وسلامه عليه في هذا المعنى كثيرة فهو بشر وهو عليه الصلاة والسلام عبد لله والعبد لا يعبد ولا يعطى شيء من خصائص الرب تبارك وتعالى فاذا قوله عليه الصلاة والسلام ايها الناس انما انا بشر هذا فيه طرد للغلو فيه طرد للغلو وابعاد عنه وتحذير منه والنبي صلى الله عليه وسلم لا يرظى ان يغلو احد فيه ورب العالمين لا يرظى ذلك سبحانه وتعالى ولا يشفع للانسان حبه للنبي صلى الله عليه وسلم ان يغلو فيه وان يعطيه من من الخصائص ما لا يليق الا بالله وان ظن انه يؤجر على ذلك فليعلم انه يؤزر ولا يؤجر لان الاجر والثواب انما يكون على الطاعات لا على الغلو في دين الله تبارك وتعالى الغلو لا يؤجر عليه الانسان وانما يأثم بغلوه وتجاوزه لحد الشريعة والمحبة وحدها بدون ضبطها بضوابط الشريعة وقيود الكتاب والسنة لا تكفي لابد من ان يكون ان تكون هذه المحبة منضبطة بضوابط كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه قال انما انا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربي يوشك ان يأتيني رسول ربي والمراد بالرسول هنا ملك الموت المراد بالرسول ملك الموت لان ملك الموت رسول والملائكة عموما رسل جاعل الملائكة رسلا وكل منهم مرسل بمهمة ووظيفة وعمل وملك الموت ايضا رسول لله تبارك وتعالى لقبظ من اذن الله سبحانه وتعالى له بقبظ روحه قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم فهو وكل بهذه الوظيفة وبهذا العمل قبض الارواح كل من دنت منيته وجاء اجله جاء اليه هذا الرسول الذي هو ملك الموت لقبظ روحه قال يوشك ومعنى يوشك ان يقترب قرب ان ان يأتيني ملك الموت يوشك ان يأتيني رسول ربي فاجيب قال وانا تارك فيكم ثقلين انا تارك فيكم ثقلين اذا مت جاءني رسول ربي فانا تارك فيكم ثقلين وهذا في وهذي وصية النبي عليه الصلاة والسلام لامته قال انا تارك فيكم ثقلين وقوله عليه الصلاة والسلام ثقلين تنبيه على عظم ما اوصى به صلوات الله وسلامه عليه قال اني تارك فيكم ثقلين وهذا يذكرنا الكلمة التي قالها ابو بكر الصديق رظي الله عنه بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام خطب خطبة او بين بيانا للناس قال فيه من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت فالنبي عليه الصلاة والسلام بشر ويعتريه ما يعتري البشر ويصيبه ما يصيب البشر وقد بلغ رسالة الله تبارك وتعالى وافية كاملة وترك فينا كتاب الله عز وجل قال اني تارك فيكم ثقلين اولهما كتاب الله اولهما كتاب الله قال فيه الهدى والنور وهذا هو الشاهد من سياق هذا الحديث للترجمة قال فيه الهدى والنور فيه الهدى كما قال الله عز وجل ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم وفيه النور كما قال الله عز وجل وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا قال فيه الهدى والنور الهدى اي الى اه الصراط المستقيم والى جنات النعيم والى رضا الرب الكريم والى الفوز بالدرجات العلى والى القيام بالعبادة والطاعة لله عز وجل على الوجه الذي يرظيه والى اسباب الثبات على الحق والهدى والنور اي الذي يضيء لكم الطريق وتبصرون به الجادة وتذهب عنكم ظلمات الجهل وظلمات الباطل وظلمات الغي وظلمات الضلال كلها تتبدد وتذهب عنكم بنور القرآن الكريم قال فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله يوصي عليه الصلاة والسلام بعد ان بين مكانة القرآن العلية ومنزلته العظيمة امر بالاخذ به فخذوا بكتاب الله فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به خذوا بكتاب الله اي عولوا عليه واعتمدوا عليه وارجعوا اليه وكونوا متمسكين به الذين يمسكون بالكتاب اي يتمسكون به تكونوا متمسكين بكتاب الله عز وجل معتصمين به واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا قال فحث على كتاب الله ورغب فيه اي في وصيته تلك حث عليه الصلاة والسلام على كتاب الله ورغب فيه والحث على كتاب الله عز وجل والترغيب فيه يشمل الحث على السنة سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فمن الوصية بالكتابة الوصية بالسنة ومن لا يتمسك بالسنة ليس متمسكا بالكتاب من لا يتمسك بسنة النبي عليه الصلاة والسلام ليس متمسكا بالكتاب لان من تمسك بالكتاب احق التمسك ففي الكتاب يقول الله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وفي الكتاب يقول فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول الرد الى الله الرد الى كتابه والرد الى الرسول عليه الصلاة والسلام الرد الى سنته وفي الكتاب يقول واذكرن ما يتلى وما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمة السنة فلا يكون مستمسكا بالكتاب من لا يتمسك بسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام اذا قوله عليه الصلاة والسلام هنا خذوا بكتاب الله وتمسكوا به وترغيبه في الكتاب وحثه عليه هذا يشمل التمسك بالسنة لان في كتاب الله تبارك وتعالى الوصية بسنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ولهذا يأتي في في بعض الاحاديث الجمع منه صلى الله عليه وسلم في الوصية بين الكتاب والسنة كقوله عليه الصلاة والسلام تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي وقوله عليه الصلاة والسلام كما في حديث جابر اذا خطب الناس يوم الجمعة اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ووقوله عليه الصلاة والسلام انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنة وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة فاذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم هنا بهذا الحديث فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به هذا يشمل السنة ولا بد يشمل السنة سنة النبي صلى الله عليه وسلم لان في القرآن ايات كثيرة جدا فيها الوصية سنة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع هديه والاخذ عنه والتعويل على ما جاء به صلى الله عليه وسلم ثم قال واهل بيته اي اوصيكم باهل بيتي وهذه وصية من النبي عليه الصلاة والسلام باهل بيته وهذا يتناول بما يتعلق باهل البيت ان يعرف قدرهم وتعرف مكانتهم ومنزلتهم ويعرف ايضا ما اكرمهم الله سبحانه وتعالى به من الشرف والنسب الرفيع والقرابة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ومحبتهم وتوليهم الترضي عنهم والدعاء لهم الى غير ذلك من الحقوق العظيمة التي تحفظ لال بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهنا ينبغي على كل مسلم ان يكون في هذا الباب وفي كل باب من ابواب الدين بعيدا عن مسلكين مسلك الغلو ومسلك الجفاء وخير الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها وكذلك جعلناكم امة وسطا ال بيت النبي عليه الصلاة والسلام يعرف لهم قدرهم تعرف لهم مكانتهم يتولون ويحبون ولا يعادون ويبغضون ويترضى عنهم ويترحم عليهم الى غير ذلك من المعاني الصحيحة المطلوبة من المسلم لكن لا يغلى فيهم ليس من حفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم في اهل بيته ان نغلو في اهل البيت او ان نرفع درجتهم او ان نعطيهم من الخصائص ما ليس الا لله تبارك وتعالى كان يدعى فيهم انهم يعلمون الغيب او انهم يعلمون ما كان وما يكون وانهم يعلمون الاجال والارزاق وغير ذلك مما هو من خصائص الرب سبحانه وتعالى او ان او ان يتوجه لهم والعياذ بالله بالدعاء والعبادة والالتجاء والخضوع والذل هذه كلها لله تبارك وتعالى ولهذا جاء عن علي ابن الحسين ابن علي بن ابي طالب رضي الله عنه رحمه الله ورضي الله عن الصحابة اجمعين جاء عنه انه قال تحبون حب الاسلام انتبهوا الى جمال الكلام قال احبونا حب الاسلام فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما احب ان تنزلوني فوق منزلتي التي انزلني الله اياها قال احبونا حب الاسلام ففي قوله احبونا حب الاسلام تنبيه الى ان الحب الذي ينبغي ان يكون لال البيت مضبوطا بحب الاسلام اما الغلو آآ اعطائهم من الخصائص ما لا يليق الا بالله تبارك وتعالى ليس هذا حب الاسلام بل هذا حب انكره النبي عليه الصلاة والسلام وحذر منه ونهى عنه عليه الصلاة والسلام واذا قوله اوصيكم باهل بيتي هذا فيه دعوة الى الوسطية والاعتدال من غلا في ال البيت هل حفظ فيهم وصية النبي عليه الصلاة والسلام لا والله ومن جفا في ال البيت هل حفظ فيهم وصية النبي عليه الصلاة والسلام حاشا وكلا لا يحفظ وصية النبي عليه الصلاة والسلام في ال بيته الا من يكون فيهم متوسطا لا غاليا ولا جافيا لا مفرطا ولا مفرطا بل يكون معتدلا وكذلك جعلناكم امة امة وسطا ليس من حفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم في ال بيته ان يغلى فيهم ولا ايظا من حفظ وصية النبي عليه الصلاة والسلام في ال بيته ان يعاملوا بالجفاء فحفظ وصيته عليه الصلاة والسلام فيهم بالوسطية والاعتدال في هذا الباب بين الغلو والجفاء والافراط والتفريط قال ثم ثم قال واهل بيتي اي واوصيكم باهل بيته ولهذا جرت طريقة اهل السنة والجماعة في كتبهم ومؤلفاتهم ولا سيما كتب العقائد التنبيه على هذا الامر وعلى وصية النبي صلى الله عليه وسلم في اهل بيته وان الواجب على المسلم ان يحبهم وان يتولاهم والا يذكرهم الا بالجميل والثناء الطيب وان لا لا لا يقع في احد منهم والا ينتقص احدا منهم والا ايظا يغلو فيهم فكتب اهل السنة عامرة بذلك ومليئة بذلك في الثناء على على اهل البيت وايضا في كتب اهل السنة التحذير من الغلو في اهل البيت والتحذير من اعطائهم من ان يعطوا من الخصائص ما لا يليق الا بالله هذا يأتي كثير في كتب اهل السنة يحذرون من الغلو باهل البيت من الغلو في النبي عليه الصلاة والسلام لان الغلو نهى الله عنه في كتابه ونهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام في سنته فتبعا للكتاب وتبعا للسنة يحذر اهل السنة من الغلو في ال البيت ومن الغلو في النبي عليه الصلاة والسلام لان الغلو ليس من دين الله تبارك وتعالى ولا وليس من شرعه جل وعلا ومن كان واقعا في الغلو متلطخا به يسمي تحذير اهل السنة يسمي تحذير اهل السنة من الغلو في ال البيت يسميه انتقاصا لال البيت يسميه انتقاصا لال البيت ويسميه آآ طعنا في ال البيت الى غير ذلك من الاسماء التي تطلق هنا وهناك وكلها لا قيمة لها والمسلم الواجب عليه ان يحفظ وصية النبي عليه الصلاة والسلام في اهل بيته اه بالمحبة لهم والمودة والثناء وعدم الانتقاص او الاحتقار او او الازدراء او غير ذلك من المعاني وان يتولاهم وان يثني عليهم وان يدعو لهم الى غير ذلك من المعاني الصحيحة التي جاءت في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ونحن ولله الحمد تعلمنا من كتب هذا المؤلف شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب وكتب غيره من اهل العلم معرفة حق ال بيت النبي عليه الصلاة والسلام بل اننا وجدنا في سيرة هذا المؤلف رحمه الله وفي كتاباته الشيء العظيم في بيان حق ال بيت النبي عليه الصلاة والسلام بل ان هذا الرجل اعني شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى من شدة حبه لال بيت النبي عليه الصلاة والسلام سمى اولاده كلهم باسماء ال البيت الا واحدا منهم فقط عبد العزيز والا اولاده كلهم سماهم باسماء البيت سمى الحسن والحسين وعلي وفاطمة وابراهيم طاهين وهؤلاء كلهم من ال بيت النبي عليه الصلاة والسلام وسماهم بذلك لشدة محبته لال بيت النبي صلى الله عليه وسلم وكثيرا ما ياتي في كتبه الثناء عليهم والوصية بهم ومع ذلك اعداؤه واعداء السنة في كل وقت وحين يقولون لا يحبون ال البيت ما هو حب ال البيت؟ هل حب ال البيت الغلو فيهم هل حب ال البيت ان يعبد مع الله هل حب ال البيت ان يغلى فيهم هل حب ال البيت ان يعطوا من خصائص الله تبارك وتعالى؟ لا والله. ليس هذا هو ليس هذا هو الحب الحب معروف الذي قال عنها علي بن الحسين قال احبونا حب الاسلام يحبون حب الاسلام يعني لا تحبون حب الغلو وحب تجاوز حد الشريعة؟ النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ولهذا نحمد الله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ان هدانا لمحبة ال بيت النبي عليه الصلاة والسلام ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم وان عافانا سبحانه وتعالى وهو معافي وحده ان عافانا من الغلو ونجانا من ونسأله تبارك وتعالى ان يمن علينا يوم القيامة بان يجمعنا مع النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وال بيته في نأتي النعيم انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل قال رحمه الله تعالى وفي لفظ كتاب كتاب الله هو حبل الله المتين كتاب الله هو حبل الله المتين. كتاب الله اي القرآن هو حبل الله اي الذي من تمسك به فقد هدي الى صراط مستقيم قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا والحبل هو ما يتمسك به ويتعلق به ويتجود به الانسان واذا كان متينا فهذا ابلغ ولهذا قال كتاب الله هو حبل الله المتين اي الذي يوصل من تمسك به الى سعادة الدنيا والاخرة قال كتاب الله هو حبل الله المتين من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان من كان على على الضلالة ومن تركه كان على الضلالة من اتبعه اي اتبع القرآن كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة وهنا ايضا فيه تنبيه يتعلق بالوصية في كتاب الله ان تشمل عناية المسلم بكتاب الله عز وجل تشمل القراءة والحفظ والفهم والتدبر والعمل والاتباع لا ان ينشغل فقط بحروف القرآن واقامتها عن فهم القرآن وتدبره وعن العمل به والقيام به ولهذا قال عليه الصلاة والسلام هنا من اتبعه من اتبعه واتباع القرآن لا يكون الا بعد القراءة للقرآن والفهم للقرآن يقرأ القرآن ويفهم القرآن ثم يتبع القرآن فالقراءة وحدها لا تكفي والتدبر وحده لا لا يكفي بل لا بد من الاتباع ولهذا نص عليه صلوات الله وسلامه عليه هنا والله جل وعلا يقول الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته قال اهل العلم تلاوة القرآن حق تلاوته تكون بالقراءة والحفظ والفهم والتدبر والعمل والاتباع والاتباع نفسه تلاوة للقرآن لان من تلاوة القرآن ان تتبع القرآن ومن معنى التلاوة في اللغة الاتباع كما قال الله سبحانه وتعالى والقمر اذا تلاها اي تبعها فمن تلاوة القرآن اتباع القرآن ليست تلاوة القرآن باقامة حروفه وتجويد مخارجه فقط بل بذلك وبالتدبر لكلام الله عز وجل وفهمه افلا يتدبرون القرآن افلم يتدبروا القول كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وبالعمل ايضا القرآن واتباع القرآن وان يكون القرآن اماما للانسان وقائدا نعم وله في حديث جابر الطويل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبة عرفة وقد تركت في لن تضلوا ان اعتصمتم به كتاب الله وانتم تسألون عني فما انتم قائلون قالوا نشهد انك قد بلغت واديت ونصحت قال باصبعه السبابة يرفعها الى السماء وينكتها الى الناس اللهم اشهد ثلاث مرات ثم اورد رحمه الله حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما في ذكر خطبة النبي صلى الله عليه وسلم التي خطبها يوم عرفة الذي هو اعظم الايام وسيد الايام وافضل الايام كما يقول عليه الصلاة والسلام خير الدعاء دعاء يوم عرفة فيوم عرفة خير الايام في في ذلك اليوم العظيم يوم عرفة خطب النبي عليه الصلاة والسلام الناس على صعيد عرفة خطبة عظيمة بليغة كان منها قوله عليه الصلاة والسلام وقد تركتم وقد تركت فيكم ما لن تضلوا ان اعتصمتم به. كتاب الله تركت فيكم ما لن تضلوا ان اعتصمتم به كتاب الله هذا فيه الوصية بالاعتصام بكتاب الله مثل قول الله في القرآن واعتصموا بحبل الله جميعا والاعتصام بالقرآن هو التمسك به تمسك بكتاب الله عز وجل كما قال تعالى الذين يمسكون بالكتاب ايتمسكون به ويعتصمون به ويعولون عليه ويجعلونه حاكما واماما قال تركت فيكم ما لن تضلوا ان اعتصمتم به وهذا فيه ان من يتمسك بالقرآن لن يضل قال تعالى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا فالذي يتبع القرآن نفى الله عز وجل عنه الضلال ونفى عنه الشقاء ونفي الضلال يقتضي ثبوت الهداية ونفي الشقاء يقتضي ثبوت السعادة فالذي يتمسك بالقرآن يهتدي ويسعد في الدنيا والاخرة والذي يترك القرآن فانه يقع في الضلالة ويبوء بالخسران في الدنيا والاخرة قال وانكم وانتم تسألون عني ان يسألكم الله والسؤال ذكره الله في القرآن ماذا اجبتم المرسلين تسألون عني تسألون عني فما انتم قائلون وهذا فيه التنبيه على الجانب الاخر وهو جانب السنة وبلاغ النبي عليه الصلاة والسلام لدين الله عز وجل قال وانتم تسألون عني فما انتم قائلون قالوا نشهد انك قد بلغت واديت ونصحت ولاحظوا هذه الكلمات الثلاثة قال انتم تسألون عني ان يسألكم الله عز وجل وهو اعلم بكم وبالخلق اجمعين تسألون عني فما انتم قائلون؟ اي اذا سئلتم قالوا نشهد انك قد بلغت واديت ونصحت بلغت اي الرسالة واديت اي الامانة ونصحت اي الامة وعليه الصلاة والسلام بلغ الرسالة وادى الام الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين وما ترك خيرا الا دل امته عليه ولا شرا الا حذرها منه وتركهم على المحجة البيظاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدها الا هالك قال باصبعه السبابة يرفعها الى السماء وينكتها الى الناس اللهم اشهد ثلاث مرات قال باصبعه السبابة اشار بالسبابة يرفعها الى السماء عندما يقول اللهم يرفع اصبعه اللهم فاشهد وينكتها اليهم ان يخفض اصبعه ويسير بها اليهم لما قالوا بلغت واديت ونصحت قال اللهم فاشهد اللهم فاشهد اللهم فاشهد فعل ذلك صلوات الله وسلامه عليه ثلاث مرات وكان عليه الصلاة والسلام يشير باصبعه الى العلو عندما قال اللهم فاشهد وهذا من الايمان بعلو الله سبحانه وتعالى من الايمان بعلو الله وهذه الاشارة الى العلو اللهم فاشهد اشار بها الى العلو امامه الوف الناس على صعيد عرفة يرونه عليه الصلاة والسلام وهو يسير فهذه الاشارة ثم ينكثها اليهم لماذا يسير هكذا؟ يقول اللهم فاشهد هذا من الايمان من الايمان بعلو الله تبارك وتعالى على خلقه قال تعالى سبح اسم ربك الاعلى قال تعالى وهو العلي العظيم وهو الكبير المتعال قال اليه يصعد الكلم الطيب قال تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين النزول من اعلى قال ثم استوى على العرش الرحمن على العرش استوى امنتم من في السماء الى غير ذلك من الايات والدلائل الكثيرة على علوه تبارك وتعالى على خلقه علوا يليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى فكان يشير باصبعه الى السماء وينكثها اليهم ويقول عليه الصلاة والسلام اللهم فاشهد اللهم فاشهد اي اشهد على انني على كلامهم وانني بلغت واديت ونصحت نعم وعن علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الا انها ستكون فتنة قلت ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال كتاب الله فيكم نبأ من كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل. من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى من غيره اظله الله هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الاهواء ولا تلتبس به الالسنة سنة الالسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تقتضي عجائبه هو الذي لم تنتهي الجن اذ سمعته حتى قالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فامنا به. من قال به صدق ومن عمل به اجر. ومن حكم به ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم. رواه الترمذي الترمذي وقال غريب ثم اورد رحمه الله هذا الحديث بالوصية بكتاب الله عز وجل عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال انها ستكون فتنة قلت ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله الى اخر الحديث وهذا الحديث لم يثبت مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ويروى ايضا موقوفا على علي بن ابي طالب رضي الله عنه وهو من حيث المعاني والالفاظ التي اشتمل عليها معان عظيمة وكلمات قوية بتعظيم كتاب الله وبيان قدر القرآن ومكانة القرآن وذكر امور عظيمة تتعلق بالقرآن لكنه لم يصح حديثا مرفوعا الى نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام قوله الا انها ستكون فتنة اه يغني عن هذا ما جاء في الحديث الذي اشرت اليه حديث العرباض قال انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا وقال في الحديث الاخر وستفترق هذه الامة على سبع على ثلاث وسبعين فرقة سار النبي عليه الصلاة والسلام الى الى وجود الفتن وانها ستقع الفتن جاء عنه هذا المعنى في احاديث عديدة وايضا جاء عنه عليه الصلاة والسلام في بيان المخرج عند وقوع الفتن في حديث العرباظ قال انه من يعس منكم فسيرى اختلافا كثيرا فذكر المخرج دون ان يسأل عنه اليس كذلك قال انه من يأس منكم فسيرى اختلافا كثيرا وذكر المخرج دون ان يسأل عنه دون ان يقال ما المخرج وهذا من كمال نصحه عليه الصلاة والسلام قال انه من يعس منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي هذا هو المخرج فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وايظا في الحديث الاخر قال ستفترق هذه الامة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين طرقة كلها في النار الا واحدة قالوا من هم؟ قال من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي هذا هو المخرج المخرج ان يكون الانسان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام قال كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهذه كلها موجودة في القرآن القرآن مشتمل على اخبار من سبق قص الله تبارك وتعالى فيه على على نبيه اخبار الامم السابقة وقصص الاولين اخبار النبيين جاءت تفاصيل كثيرة من ذلك في كتاب الله عز وجل وايضا فيه نبأ فيه خبر ما بعدكم ايضا في القرآن الكريم اخبارات عن امور اتية وتفاصيل قادمة كثيرة جدا ومن ذلكم الساعة واشراطها وقيامها واهوالها وغير ذلك فجاء فيه اخبار قال نبأ ما قبلكم وخبروا ما بعدكم وحكم ما بينكم. ايضا هذا موجود في القرآن حكم ما بين الناس وفيه الفصل بالقظايا والاحكام قال هو الفصل ليس بالهزل اي كلام الله عز وجل جد لا هزل فيه هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله وهذا فيه خطورة ترك القرآن والاعراض عن القرآن وان من اعرض عن القرآن قصمه الله تبارك وتعالى وان كان جبارا من الجبابرة قال من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى من غيره اظله الله ومن ابتغى الهدى اي طلب لنفسه الهداية من غير القرآن اظله الله تبارك وتعالى هذا نظير قوله في الحديث المتقدم هو حبل الله المتين من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة قال وهو حبل الله المتين. وهذا ايضا مر معنا في الحديث المتقدم وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الاهواء ولا تلتبس به الالسنة ولا تشبع منه العلماء وكل هذه اوصاف صحيحة لكلام الله تبارك وتعالى ولا يخلق عن كثرة الرد اي عندما يكرر الانسان فالقرآن يجد انه في كل مرة يتذوق حلاوة القرآن لا يمل من القرآن بكثرة التلاوة ولا يخلق القرآن لا يصبح القرآن عنده شيء قديم او شيء خلق ما بسبب التكرار وكثرة القراءة بل في كل مرة يقرأ يقف على معاني وحكم واشياء من حلاوة القرآن ولذة القرآن فهو لا يخلق بكثرة التكرار او كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه في القرآن امور وعجائب عظيمة تدل على عظمة المتكلم به سبحانه وتعالى ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنتهي الجن اذ سمعته حتى قالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فامنا به قال هو الذي لم تنتهي الجن اذ سمعته اي مجرد ان سمعت القرآن ادركت ادركوا عظمة القرآن وباشروا او مباشرة امنوا بالقرآن قال من قال به صدق ومن عمل به اجر ومن حكم به عدل ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم. وهذا كله من التمسك بالقرآن حقيقة التمسك بالقرآن ان يعمل به الانسان وان يجعله حاكما وان يكون اليه داعيا ومن عمل به اجر ومن حكم به عدل ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم. نعم وعن ابي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا ما احل الله في كتابه فهو حلال. وما حرم فهو حرام. وما سكت عنه فهو عافية اقبلوا من الله عافيته فان الله لم يكن لينسى شيئا ثم تلا وما كان ربك نسيا. رواه البزار وابن ابي حاتم والطبراني. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابي الدرداء مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما احل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام لان الحلال ما احله الله والحرام ما حرمه الله كما جاء في حديث النعمان ابن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الحلال بين وان الحرام بين الحلال هو ما احله الله والحرام ما حرمه الله تبارك وتعالى قال ما احل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عافية وما سكت عنه فهو عافية اي ما سكت عنه تبارك وتعالى فلما يذكر فيه حلالا ولا حراما فهو عافية والاصل هي في الاشياء والمطاعم والملابس ونحوها الاصل فيها الاباحة والاصل فيها الحل احل لكم الطيبات فما سكت عنه آآ سبحانه وتعالى من الامور التي يحتاج اليها الناس في طعامهم في شرابهم في غذائهم في لباسهم في مساكنهم الى غير ذلك الاصل فيه حلال الاصل فيه الحل وهو عافية من الله تبارك وتعالى كما جاء في هذا الحديث فاقبلوا من الله عافيته قال فان الله لم يكن لينسى شيئا لم يكن لينسى شيئا يعني لا لم يترك بيانه نسيانا وانما ترك بيانه عافية كما اخبر بذلك عليه الصلاة والسلام ثم تلى وما كان ربك نسي قال عز وجل لا يضل ربي ولا ينسى فهو منزه تبارك وتعالى عن ذلك. فهذا الحديث من جملة الاحاديث التي فيها الوصية بكتاب الله عز وجل وان نحل حلاله وان نحرم حرامه فمن الوصية بالقرآن ان نحل حلال القرآن وان نحرم حرام القرآن وان نكون متمسكين بالقرآن الكريم ونسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجعلنا من اهل القرآن وان يبصرنا بكتابه وان يوفقنا لاتباع سنة نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والهمكم الصواب ووفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا لكم وللمسلمين