بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وغفر له في كتابه اصول الايمان باب الوصية بكتاب الله عز وجل قال وعن عائشة رضي الله عنها قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات ام الكتاب فقرأ الى قوله وما يذكر الا اولو الالباب قالت قال فاذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم متفق عليه المصنف رحمه الله تعالى عقد ترجمة مرت معنا بعنوان الوصية بكتاب الله عز وجل وجمع رحمه الله تعالى جملة من الدلائل من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه وصلى الله عليه وسلم فيها الوصية بكتاب الله عز وجل عناية به ومحافظة عليه وتلاوة له تدبرا لاياته وعملا بها وايمانا بمتشابهه وعملا بمحكمه وقياما باوامره ونواهيه كما امر الله تبارك وتعالى عباده بذلك كما امر بذلك رسوله عليه الصلاة والسلام ومن جملة ما اورده رحمه الله من الدلائل في هذا الباب حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه تلا قول الله عز وجل هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب وهذه الاية العظيمة المباركة التي تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بيان لحال اهل الايمان مع كتاب الله عز وجل وحال اهل الزيغ والعياذ بالله مع كتاب الله عز وجل وان حال اهل الايمان مع كتاب الله هو الايمان والتسليم واعتقاد ان المحكم والمتشابه كل ذلك من عند الله فيؤمنون به ويردون ما تشابه منه الى المحكم وان حال اهل الزيغ والعياذ بالله اتباع المتشابه من كتاب الله عز وجل ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وقد بدأ الله جل وعلا فهذه الاية الكريمة ببيان ان ايات القرآن الكريم على نوعين منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فذكر جل وعلا ان ايات القرآن على قسمين قسم محكم وصفه تبارك وتعالى بانه ام الكتاب وام الشيء اصله واساسه وما عليه المعول منه والقسم الثاني ايات متشابهات والمراد بالتشابه اي في المعنى بحيث يكون معناها ليس ظاهرا لكل الناس ليس واضحا لكل الناس بل لا يكون واضحا الا للعلماء الراسخين والائمة المحققين قال منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات ووصف تبارك وتعالى المحكم بانه ام الكتاب وام الشيء عرفنا انه اصله الذي عليه يعول واليه يرجع ولهذا وصفهم بانهم يعيدون المتشابهة من كتاب الله عز وجل او ما تشابه عليهم من ايات الله عز وجل يعيدونها الى المحكم يعيدون ما خفي عليهم من الايات وما اشتبه عليهم من معانيها الى ما احكم من ذلك الى ما احكم من ايات الله اي ما كان واضحا بينا ظاهرا فهذا شأن اهل الايمان والمراد بالاحكام والتشابه هنا الاحكام من حيث ظهور المعنى وبيانه والتشابه قفاء المعنى وعدم ظهوره وليس في القرآن اية تخفى على كل احد حتى على الراسخين لكن في القرآن ايات متشابهات تخفى على كثير او يخفى تخفى معانيها على كثير من الناس ولا يعلمها الا الراسخون كما قال ابن عباس رضي الله عنه لما تلا هذه الاية قال انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله لما قرأ قول الله عز وجل وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم قال انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله اي يعلمون تأويل المتشابه ويقول مجاهد ابن جبل رحمه الله تعالى قرأت القرآن كله على ابن عباس رضي الله عنهما اقفه عند كل اية اسأله عن معناها اقفه عند كل اية اسأله عن معناها الراسخون في العلم يعلمون معاني الايات المتشابهات وهي في حقهم تكون واظحات لا تشابه فيها لان هذا التشابه تشابه نسبي ليس في حق الناس عموما وانما في حق كثير من الناس اما الراسخون في العلم فانهم يعلمون معاني المتشابه ويردون ما تشابه من اي القرآن الى المحكم قال منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذي فاما الذين في قلوبهم زيغ اي قلوبهم والعياذ بالله زائغة مريظة دخلتها الاهواء والضلالات والاباطيل فيتبعون ما تشابه منه لماذا فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله هذا غرضهم من اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة اي الفتنة بين الناس في دينهم وايمانهم وعقيدتهم وذلك بصرفهم عن الاعتقاد الصحيح والايمان الراسخ المستمد من كتاب الله عز وجل وشغلهم الاهواء والضلالات وابتغاء تأويله اي تأويل القرآن بحمله على غير معناه وصرفه الى غير مدلوله وغير مقصود الرب تبارك وتعالى منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به بالوقف وايضا وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم اي والراسخون في العلم يعلمون تأويله تأويل المتشابه والمراد بتأويله اي بتفسيره لان التأويل يطلق ويراد به التفسير ويطلق ويراد به معرفة مآل الشيء وحقيقته فاذا كان المراد بالتأويل التفسير فيجوز الوصل لان الراسخين في العلم يعلمون تفسير ومعاني الايات المتشابهات فيجوز الوصل وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم اي اي ان الراسخين في العلم يعلمون تفسير المتشابه برده الى المحكم البين ويطلق التأويل في القرآن ويراد به مال الشيء وحقيقته وعلى هذا المعنى يلزم الوقف لان هذا امر لا يعلمه الا الله يلزم الوقف وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به وقراءة الوصل والوقف بملاحظة معنى الاية ومدلولها يرجع ايضا الى فهم معنى المتشابه لان التشابه قد يراد به تشابه المعنى وقد يراد به التشابه من جهة الحقيقة والكيفية حقائق ما اخبر الله عز وجل به من من المغيبات وعن نفسه تبارك وتعالى واسمائه وصفاته وكيفيات ذلك فالتشابه هنا ليس تشابها نسبيا وانما هو تشابه مطلق وقد يراد بالتشابه التشابه من حيث المعنى تشابه من حيث المعنى وهو هنا يكون تشابها نسبيا اي في حق كثير من الناس اما الراسخون في العلم فانهم يعلمون تأويله واذا فهم من التشابه تشابه المعنى جاز الوصل جاز الوصل لان الراسخين في العلم يعلمون تأويله اي تفسيره يعلمون تأويله اي تفسيره التشابه يراد به من حيث الحقيقة ويراد به من حيث المعنى فاذا كان المراد به من حيث الحقيقة والكيفية فحين اذ لا بد من الوقف لا بد من الوقف لان تأويل المتشابه بمعنى حقيقته وكيفيته لا يعلمه الا الله وقد يراد به اي بالمتشابه او التشابه من حيث المعنى فاذا كان هذا المراد فيجوز الوصل لان الراسخين في العلم يعلمون معاني المتشابه وقد مر معنا قول ابن عباس رضي الله عنهما انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله اي يعلمون تفسيره قال والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا اي المحكم والمتشابه من اية القرآن الكريم كل ذلك من عند الله كل ذلك من عند الله واذا امن المسلم بان كل ذلك من عند الله تبارك وتعالى فانه لا يظرب كلام الله عز وجل بعضه ببعض لا يظرب كلام الله عز وجل بعضه ببعض لان كلام الله عز وجل ليس فيه اختلاف ولا تناقض افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فاذا تشابه على على العبد شيء من معاني الايات اذا تشابه على العبد شيء من معاني الايات ولم يتضح له معناه فليرده الى المحكم البين واذا ايضا شبه عليه في بعض في بعض معاني الايات وافهم منها معاني غير صحيحة من قبل اهل الاهواء والضلال فليرد ما تشابه عليه او شبه عليه من الايات الى المحكم منها وحتى يتضح المقصود اظربوا على ذلك مثالا في اعظم الامور واجلها على الاطلاق الا وهو توحيد الله عز وجل الذي خلق الخلق لاجله واوجدهم سبحانه وتعالى لتحقيقه بان يفرد عز وجل بالعبادة بجميع انواعها بالصلاة والصيام والحج والذبح والنذر والتوكل والاستغاثة والرجاء والدعاء وغير ذلك من انواع العبادة فكل ذلكم حق لله هذا امر محكم بين ودلائله في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا تحصر الا بكلفة كثيرة جدا قال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقال تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقال تعالى الا لله الدين الخالص قل تعالوا اكل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا الايات في هذا كثيرة جدا ومن العبادة الدعاء بل قال النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة الدعاء هو العبادة وتلا قول الله عز وجل وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي فسمى تبارك وتعالى الدعاء عبادة وجاء في القرآن ايات كثيرة تدل على ان الدعاء عبادة وانه حق لله ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون قال تعالى والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير وقال تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا وقال تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وماله منهم من ظهير والايات في هذا المعنى كثيرة والاحاديث ايظا في هذا المعنى كثيرة جدا يقول عليه الصلاة والسلام من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار ويقول عليه الصلاة والسلام اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يظروك بشيء لم يضروك الا بشيء كتبه الله عليك. رفعت الاقلام وجفت الصحف. هذا امر محكم بين ان العبادة حق لله والدعاء من العبادة فلا يجوز ان يصرف الدعاء الا لله لا يدعى الا الله كما انه لا يركع ويسجد ويصلى الا لله فكذلك الدعاء لا يدعى الا الله الدعاء عبادة حق لله عز وجل امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما تذكرون فالدعاء عبادة والعبادة حق لله عز وجل وصرفها لغيره تبارك وتعالى شرك بالله عز وجل. هذا امر محكم بين واضح مثل وضوح الشمس في رابعة النهار واضح لا خفاء فيه بين لا التباس ولا اشتباه فيه محكم في كتاب الله واياته كثيرة جدا تراها في القرآن الكريم وتراها في احاديث الرسول صلوات الله وسلامه عليه فاذا جاءك شخص باية او بحديث واراد من خلال هذه الاية او الحديث ان ينقلك عن هذا الاصل العظيم واراد ان ينقلك عن هذا الاصل البين المحكم لو جاءك رجل من اهل الزيغ واراد ان ينقلك عن هذا الاصل بشيء اشتبه معناه عليك مثل ان يأتيك ويقرأ عليك قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا يا اهل يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة ويقرأ عليك اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة وقال لك الوسيلة ان تجعل واسطة بينك وبين الله من الاولياء ومن الانبياء ومن الصالحين تدعوهم وتطلب منهم حتى يقربوك من الله لان لهم مكانة وجاه عند الله سبحانه وتعالى حتى يقربوك من الله عز وجل وحتى يكونوا شفعاء ووسطاء لك عند الله فاراد ان ينقلك بهذا الامر عن عن المحكم البين من ايات كتاب الله عز وجل فكيف تكون صانعا في مثل هذا الحال تترك الايات الواضحات البينات التي يدعوك فيها رب العالمين ويدعوك رسوله عليه الصلاة والسلام الى التوجه اليه وحده بالدعاء والسؤال والطلب يقول عليه الصلاة والسلام لابن عباس اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله وقال ربكم ادعوني استجب لكم واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان واذا سألك عبادي عني فاني قريب لاحظ هنا ملاحظة نبه عليها اهل العلم في معنى الاية جميلة جدا وهي ان سورة البقرة فيها ايات عديدة يقول الله عز وجل فيها يسألونك ثم يأتي الجواب قل كذا يسألونك عن المحيض قل هو اذى يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس يسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير ايات كثيرة يسألونك ويأتي الجواب بقل هنا قال واذا سألك عبادي عني لم يأتي قل قال فاني قريب ما في واسطة الذي يريد ان يدعو الله باب الله عز وجل مفتوح في كل وقت في اي ساعة من ليل او نهار في اي بلد كنت في الدنيا في اي موضع كنت اذا سألك عبادي عني فاني قريب هل يحتاج من يدعو الله عز وجل ان يذهب الى ضريحا يقف عنده حتى يقبل الله دعاءه عند الضريح او يذهب الى قبة او الى مكان او نحو ذلك ام ان باب الله عز وجل مفتوح لك في اي مكان كنت واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. اينما تكون مد يديك الى الله وسله والح عليه ادعوا الله وانتم موقنون موقنون بالاجابة فاينما كنت توجه الى الله عز وجل توجه اليه بالسؤال بالدعاء بالطلب فاذا اراد احد ان ينقلك عن هذا الاصل المحكم البين الواضح بشيء من المتشابه كأن يتلو عليك الايات المتقدمات اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة وافهمك ان الوسيلة هي الواسطة وهذا من مفاهيم المغلوطة الواسطة التي يا يدعوك الى ان تتجه اليها لتكون وسيلة لك عند الله فما انت صانع المنهج السديد امامك في هذه الاية تتبع المحكم والذي هو ام الكتاب وما تشابه من ايات الكتاب عليك اعده الى المحكم وقل الدعاء حق لله ولا يدعى الا الله لا يدعى الا الله ولا يسأل الا الله ولا تمد اليدين يا رب يا رب لا تمد ولا يلتجأ الا الى الله سبحانه وتعالى ولا يمكن ان انتقل عن هذا الامر المحكم وهذا الذي ذكرتني في هذه الاية ان كنت تفهم معناه فبينه واذا كنت لا تفهم معنى قل لا اعرف معناه واسأل عنه اهل العلم اما انا لا يمكن ان انتقل عن هذا المحكم البين الذي هو ابين الامور واوظحها وهنا يا اخوان يأتي امرا مؤلما حقيقة الا وهو ان عوام الناس عوام الناس يلبس عليهم ولا تذكر لهم هذه الايات الايات المحكمات في هذا الباب ويذكر لهم دعاة الباطل اشياء متشابهة واحاديث موضوعة وقصص مختنقة فيبعدونهم عن الاخلاص لله تبارك وتعالى الى التعلق بالموتى والمقبورين والبكاء عند القبور والالتجاء الى اهلها حتى ان بعضهم ليبكي ويخشى عند القبر ما لا يبكي ويخشى عندما يصلي بين يدي الله يقف عند القبر خاشعا باكيا ذليلا متذللا واذا وقف يصلي امام الله سبحانه وتعالى لا يخشع ولا يذل ولا يبكي ولا يدمع وهذا من المفاهيم المغلوطة التي نشرت بين العوام والجهال واذكر مرة كنت من فترة طويلة اصلي المغرب وبعد الصلاة جلست اقرأ القرآن والى جنب احد الزوار من احدى الدول مد يديه يدعو ويبكي يبكي بخشوع وماد يديه يدعو حتى ان خشوعه وبكاؤه اثر فيه ثم سمعت رفع صوته بالدعاء واذا به يقول مدد يا رسول الله الحقني وينادي الرسول عليه الصلاة والسلام الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي قال لنا اذا سألت فاسأل فاسأل الله هو الذي قال لنا اذا استعنت فاستعن بالله سمع رجلا قال له ما شاء الله وشئت فغضب قال اجعلتني لله ندا ما شاء الله وحده وقال عليه الصلاة والسلام ما احب ان تنزلوني فوق منزلتي التي انزلني الله اياها ما احب ان تنزلوني فوق منزلتي التي انزلني الله اياها والاحاديث عنه عليه الصلاة والسلام في هذا المعنى كثيرة جدا وكان اذا اوتي بمريظ قال اللهم رب الناس اذهب البأس واشف انت الشافي لا شفاء الا شفاء شفاؤك شفاء لا يغادر سقما فتألمت جدا لحاله والتفت اليه ولاطفته قليلا وسألته عن حاله وعن اولاده ثم اخذت احدثه عن مكانة الدعاء وفضله وعرضت عليه جملة من الايات والاحاديث التي تدل على فضل الدعاء وذكرت له في هذا الباب احاديث عظيمة جدا منها قول النبي عليه الصلاة والسلام ليس شيء اكرم على الله من الدعاء يحب الله عز وجل من عباده ان يدعوه. والدعاء كريم عند الله ومن يمد يديه الى الله يدعو فهذا امر عظيم يحبه الله ليس شيء اكرم على الله تبارك وتعالى من الدعاء في الحديث الاخر قال من من لم يسأل الله يغضب عليه يحب جل وعلا من عباده ان يدعوه لا ان يدعو غيره لا نبي ولا ولي ولا غير الدعاء لله سبحانه وتعالى والله يحب من عباده ان يدعوه وان يسألوه ثم عرضت عليه ايات كثيرة من القرآن تزيد على عشر كلها فيها ان الدعاء حق لله وانه لا يسأل الا الله منها الايات التي عرضتها سابقا ومن اضل ممن يدعو من دون الله قل ادعوا الذين زعمتم من دونه والذين تدعون من دونه عرضت عليه جملة من الايات ثم عرضت عليه ايضا احاديث من السنة وعرضت عليه منهج النبي عليه الصلاة والسلام في في هذا الباب وانه لا يدعو الا الله ولا يسأل الا الله ويعلم الناس هذا الامر عرضت عليه ذلك كله وهو يستمع بانتباه ولما انتهيت والرجل يسمع الي سألته سؤالا فيه شيء من الخطأ لكنني قصدته لما انتهيت قلت له ايش رأيك يا حاج ايش رأيك في هذا الكلام فماذا قال لي قال لي تقول ايش رأيك وانت تقرأ علي ايات احاديث تقول لي ايش رأيك وانت تقرأ علي ايات واحاديث اياته حديث ليس لاحد فيها رأي كانت كلمة جميلة جدا تقول لاشرائك وانت تقرأ علي ايات واحاديث والله ذكرني بكلمة للشافعي الشافعي رحمه الله مرة سأله رجل عن مسألة فاجابه بحديث اجابه بحديث فقال له السائل وما رأيك الان قرأ عليه الامام الشافعي حديثا فقال له السائل وما رأيك فغضب رحمه الله وقال هل رأيتني خارجا من كنيسة هل رأيت في يدي زجاجة الخمر هل رأيتني معلقا الصليب على صدري اقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول ما رأيك فهذا الرجل ذكرني بكلام الشافعي رحمه الله لكن كلمتي او سؤالي كان مقصودا قلت له يا حاج انا اقول لك ما رأيك لاني سمعتك وانت ماد يديك في الدعاء تقول مدد يا رسول الله الحقني يا رسول الله فما رأيك هل هذا الان الذي فعلته يتفق مع هذه الايات وهذه الاحاديث التي عرضت عليك او لا يتفق معها هذه الايات التي فهمتها وقلت لي انه ليس لي رأي فيها وهي وهي واضحة هل هذا الذي فعلته الان تمد يديك وتقول مدد يا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحقني يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل هي تتفق مع هذه الايات والاحاديث او لا تتفق فماذا قال لي قال لي كلمة مؤلمة قال يا حاج انا من بلد كذا سماني بلده ما حد قال لي الكلام هذا انا من بلدي كذا ما احد قال لي هذا الكلام يعني ما احد وضح لي هذا الكلام العلماء الذين عنده كانوا يبينون له اشياء يصرفونه فيها عن عن الدعاء والتوجه بالدعاء الى الله ويسمون دعاء غير الله توسلا يسمون دعاء غير الله توسلا ويتلون على الناس في هذا مثل هذه الايات اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ويقصدون بالوسيلة ان يقول الانسان مدد يا رسول الله الحقني يا فلان ادركني يا فلان فيسمون دعاء غير الله واتخاذ الانداد مع الله والشركاء يسمونها وزيرة ويطرحون الايات الواضحات البينات المحكمات في كتاب الله عز وجل يطرحونها ويعرضون عنها بل من عجيب امرهم اعني دعاة الباطل انهم غرسوا في نفوس كثير من العوام عدم الاصغاء للايات المحكمات واوهموهم ان الايات المحكمات متشابهة وانها لا تفهم ولا ينبغي لاحد ان ان ان يفهمها واذكر هنا ايضا قصة جميلة قرأتها في احد كتب اهل العلم ان رجلا زار شخصا فلاحظ عليه انه يمارس امورا شركية من دعاء وتوسل واستغاثة والتجاء الى غير الله لاحظ عليه هذا الامر فاحب ان ينصحه احب ان ينصحه فقرأ عليه ايات في هذا الباب فيها ان الدعاء حق لله وفيها التحذير من الشرك والاستغاثة بغير الله تبارك وتعالى فقال الرجل قف لا تقرأ عليه هذه الايات لا تقرأ علي هذه الايات هذه الايات متشابه وانا وانت لا نفهم هذه الايات وهي ايات واظحات فيها النهي عن عبادة غير الله فسكت هذا الرجل وتوقف عن الكلام وانتظر ثم دخلت بنت صغيرة لصاحب البيت لمن كان ينصحه بنت صغيرة عمرها ست سنوات او سبع سنوات بنت للرجل فلما دخلت التفت الى صاحبه وقال لماذا لا تتزوج هذه؟ يعني بنته لماذا لا تتزوج هذي يقصد لماذا لا تتزوج بنتك الصغيرة فغضب قال سبحان الله كيف تقول هذا الكلام قال لي ماذا فيه؟ لماذا لا تتزوجها قال هذا حرام قالوا من اين عرفت انه حرام قال الله عز وجل يقول حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم قال هذا لا نفهمه نحن كيف الايات التي فيها تحريم الشرك والدعوة الى التوحيد تقول لا لا نفهمها وهنا تأتي وتستدل باية اراد ان ينبهه الى ان مثل هذه الامور مغالطات مغالطات في في اشياء بينة وواضحة واقول لكم ايها الاخوة ان تحذير الله عز وجل في القرآن من الشرك ودعوته للتوحيد هذا اوظح الامور وكيف لا يكون اوضح الامور وابينها؟ وهو اعظم امر خلقنا لاجله واوجدنا لتحقيقه ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. هذه الغاية التي خلقنا لاجلها واوجدنا لتحقيقها فهذا ايها الاخوة منهج مبارك يستفاد من هذه الاية الكريمة ينبغي ان يكون عليه المسلم امور الدين واصوله ينبغي ان تظبط وان تعرف بادلتها وان تفهم واذا عارضك معارض او لبس عليك ملبس او شبه عليك مشبه رد المتشابه الى المحكم ودعك من كلام اهل الزيغ والضلال ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام لما تلا هذه الاية الكريمة صلوات الله وسلامه عليه قال فاذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه اذا رأيتم اناسا يتبعون المتشابه منه اي من القرآن ويتركون المحكم فاولئك الذين سمى الله سماهم بماذا سماهم بالزيغ قال قال واما الذين فاما الذين في قلوبهم زيغ اولئك الذين سمى الله اي سماهم بالزيغ ووصفهم بالزيغ والزيغ هو الانحراف والجنوح اولئك الذين سمى الله فاحذروهم يعني احذر ان تسمع اليهم وان تصفي اليهم وان تسمع كلامهم لانهم بكلامهم يشبهون عليك ويلبسون عليك ويحلفون ويحرفونك عن الجادة السوية والمؤلف رحمه الله تعالى له كلام عظيم جدا في شرح هذه الاية وبيان معناها وتوضيح دلالاتها دلالتها بكتابه كشف الشبهات نعم قال وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله ثم خطوطا عن يمينه وعن شماله وقال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليه وقرأ وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون رواه احمد والدارمي والنسائي ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله ثم خطوطا عن يمينه وعن شماله وقال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان وهذا من كمال نصح النبي عليه الصلاة والسلام لامته وحسن بيانه وجمال تعليمه صلى الله عليه وسلم خط بيده الشريفة صلى الله عليه وسلم خطا مستقيما ليس فيه التواء او انحراف خط خطا مستقيما وخط على جنبتي فهذا الخط المستقيم خطوط تخرج عن هذا الصراط المستقيم ذات اليمين وذات الشمال وقال عليه الصلاة والسلام عن الخط المستقيم هذا صراط الله المستقيم الذي يجب على كل مسلم ومسلمة ان يسلكه وان يحافظ عليه قال وهذه سبل يعني طرق وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو اليه على كل سبيل من هذه السبل شيطان يدعو اليه ومر معنا بالامس قول عبد الله ابن مسعود ان هذا الصراط محتضر تحضره الشياطين ينادون يا عبد الله هنا الصراط هلم الى الصراط ان هذا الصراط محتظر تحضره الشياطين ينادون يا عبد الله هنا الصراط هذا الصراط يعني السبل التي عن يمين الصراط وعن شماله على كل سبيل منها شيطان تحظر الشياطين وتنادي الانسان تريد ان تخرجه من صراط الله المستقيم لاقعدن لهم صراطك المستقيم هذا هو معنى الاية لاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين ولاحظ ولا تجد اكثرهم شاكرين اي اكثر الناس يكونون صرعا للشيطان اكثر الناس في قديم الزمان وحديثه يكونون صرعى للشيطان والعياذ بالله يخرجهم عن الصراط المستقيم وفي الحديث الصحيح قال عليه الصلاة والسلام ان الشيطان قاعد لابن ادم باطرقه يعني في كل طريق يسلكه ابن ادم فالشيطان قاعد له بطريقة وله حيل ومكر وخدع وله مصائد وفخوخ وطرائق عديدة لاغواء الناس وصدهم عن سبيل الله وهو يجري من ابن ادم مجرى الدم من العروق قال بعض السلف عدو يراك ولا تراه شديد المؤنة فاذا تنبه العبد لهذا وعرف ان الشيطان جالس له في الصراط المستقيم يجاهد نفسه حتى قال مجاهد رحمه الله من ائمة التابعين اخذا من هذه الايات ومن هذه الاحاديث قال كلمة عجيبة قال ما خرجت رفقة للحج ما خرجت رفقة للحج الا ارسل الشيطان معهم مثل عددهم كل فوز للحج يرسل معهم الشيطان فوج مثلهم مثل عددهم ايش مهمتهم هؤلاء يخرجون مع الحاج مثل عددهم ما هي مهمتهم والشيطان يأتي يوم عرفة وما رؤيا الشيطان احقر ولا اذل منه في يوم مثل يوم عرفة لما يرى من غفران الله عز وجل الذنوب لعبادة في ذلك اليوم العظيم فالشيطان جالس لابن ادم باطرقه طريق الصلاة طريق الصيام طريق الحج طريق العمرة اي طريق يمشي فيه الانسان من طرق الخير الشيطان قاعد له فيه ولا يريد منه ان ان يتمه وان يكمله حتى في الحج يقعد الشيطان للانسان بهذا الطريق وهو يريد احد امرين اما اما يريد من الانسان ان يفعل امور زائدة عن الحج هي من الغلو في الدين او يريد منه ان ان يقلل من اعمال الحج ولا ولا يبالي باي الامرين ظفر اما غلو او جفاء. لا يريد من الناس ان يفعلوا الحج والطاعات والعبادات كما امرهم الله يريدهم اما ان يزيدوا على المأمور او ينقصوا من المأمور وهو لا يزال يجاهدهم على على ذلك. اذا وجد الانسان كما جاء عن بعض السلف قال الشيطان يسمي القلوب فاذا وجد الانسان متمسك دعاه الى الغلو واذا وجده مفرط متهاون دعاه الى التقصير فالشيطان قاعد لابن ادم بكل طريق يسلكه بغية اخراجه عن صراط الله المستقيم وهذا يتطلب من العبد مجاهدة والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا واستعانة بالله وقل ربي اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحظرون وقل ربي اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون تتعوذ بالله عز وجل من همزات الشيطان وتتعوذ بالله من حضوره في في مكانك ومجالسك وتسأل الله عز وجل ان يبعده عنك وان يعيذك منه وان يسلمك من شره وكيده قال وعلى كل سبيل منها شيطان ما هي مهمته؟ قال يدعو اليه وعلى كل سبيل منها وهنا لو تلاحظ ان السبل التي على كل سبيل منها شيطان يدعو اليه هل هي نوع واحد او مسلك واحد او هي طرائق ومسالك الشيطان الشيطان قاعد لابن ادم باطرقه ليخرجه عن الصراط المستقيم اما الى فواحش محرمات اثام ترك للفرائض والواجبات او وقوع في البدع والضلالات والشركيات منوعة منوعة السبل التي يريد الشيطان ان يخرج الانسان اليها واحب شيء الى الشيطان ان يقع فيه الانسان هو الشرك بالله عز وجل وثم الاثام العظام مثل القتل والزنا ونحو ذلك وجاء في بعض الاحاديث الصحيحة ان الشيطان ان ان ابليس اعاذنا الله منه ينصب عرشا له على الماء واذا اصبح بث جنوده وقال لهم من من اضل منكم اليوم مسلما البسه التاج يضع عنده تاج جميل ويقول من اضل منكم مسلما البسه التاج وادنيه فينتشرون فيأتي احدهم ويقول لابليس لم ازل به حتى عق والديه لم ازل به حتى عق والديه. قال يوشك ان يبرهما يوشك ان يبرهما ولي الامر اكبر من هذا فيأتيه الاخر ويقول لم ازل به حتى طلق زوجته كم من الناس طلقوا زوجاتهم وذلك طاعة للشيطان في غضب وفي طلق زوجته كم من الناس استغل الشيطان غضبه ونفث فيه طلق طلق حتى انه حتى انه بعضهم ينفث فيه ان الا يطلق طلقة واحدة بعضهم بنفس الشيطان يطلق في المجلس الواحد الاف الطلقات وتجده مغضب ومنتفخ والشيطان من الداخل يدفعه ويبدأ يعدد الفاظ الطلاق انتي طالق طالق بصوت عالي كل هذا من الشيطان ينفخ فيه من الداخل وبعضهم يقول انت طالق الف مرة مليون مرة الشيطان ينفخه من الداخل كل هذا من الشيطان كثير من الناس يعمل بهم الشيطان عملهم في في مثل هذا الباب. وخاصة وقت الغظب ايضا يستغل وقت الغضب ليقتل ليضرب ليسب ليشتم فيأتيه احدهم ويقول لم ازل به حتى طلق زوجته قال يوشك ان يراجعها يعني اريد امر اكبر من ذلك قال فيأتيه اخر ويقول لم ازل به حتى قتل مسلما. فيقول انت انت فيأتيه اخر ويقول لم ازل به حتى اشرك بالله فيقول انت انت ويلبسه التاج فالشيطان قائد لابن ادم باطرقه ويبث جنوده لصد الناس وصرفهم عن عن دين الله وايقاعهم في هذه السبل قال وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو اليه ثم تلا عليه الصلاة والسلام وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون نسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجعلنا من المتقين وان يثبتنا على صراطه المستقيم اللهم اهدنا اليك صراطا مستقيما ونسأله تبارك وتعالى ان يعيذنا من همزات الشياطين وان يعيذنا سبحانه وتعالى من حضور الشياطين وان يوفقنا لكل خير يحبه ويرضاه نعم وعن ابي هريرة وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان قال كان ناس من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكتبون من التوراة فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان احمق الحمق واظل الظلالة قوم رغبوا عما جاء بهم عما جاء به نبيهم اليهم الى نبي غير نبيهم والى امة غير امتهم ثم انزل الله او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون. رواه الاسماعيلي وفي معجمه وابن مردويه ثم اورد رحمه الله تعالى فهذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان ناس من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام يكتبون من التوراة يعني يكتبون بعض ما ما في التوراة المحرفة التي بايدي آآ اليهود فكانوا يكتبون من التوراة فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانكر ذلك قال ان احمق الحمق واظل الضلالة قوم رغبوا عما جاء به نبيهم اليهم الى نبي غير نبيهم والى امة غير امتهم ثم انزل الله او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون اولم يكفهم اي ان القرآن فيه كفاية لهم وغنية ولهذا جاء عن بعض السلف انه قال من لم يسعه ما في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ومن لم يسعهما وسع الصحابة من العمل بالكتاب والعمل بالسنة فلا وسع الله عليه لان القرآن فيه كفاية القرآن الكريم وسنة النبي عليه الصلاة والسلام فيهما الكفاية وفيهم الغنية فالمصنف رحمه الله ساق هذا الحديث لانه فيه شاهد لا للترجمة من حيث الوصية بكتاب الله والتمسك به والاعراض عن غيره والاعراض عن غيره ولهذا انكر عليه الصلاة والسلام عن من كتبوا آآ التوراة وقال في انكاره ان احمق الحمق واظل الضلالة من رغبوا عن ما جاء به نبيهم الى نبي غير نبيهم والى امة غير امتهم هذا لو كانت ايظا التوراة سالمة سالمة من التحرير. كيف وهي ايضا مشتملة على تحريفات كثيرة وتغيير وتبديلا لكلام الله فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون والحديث في سنده ضعف حديث ضعيف لكن المعنى آآ يشهد له لصحته الذي هو التحذير من الاشتغال قراءة الكتب المنزل على من قبلنا المحرفة يشهد له نصوص كثيرة منها النص الاتي نعم وعن عبدالله بن ثابت بن الحارث الانصاري رضي الله عنه قال دخل عمر رظي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب فيه مواضع من التوراة فقال هذه اصبتها مع رجل من اهل الكتاب اعرضها عليك فتغير وجه الله صلى الله عليه وسلم تغيرا شديدا لم ارى مثله قط فقال عبد الله ابن الحارث لعمر رظي الله عنهما اما ترى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا فسر عن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لو نزل موسى فاتبعتموه وتركتموني لظللتم انا حظكم من وانتم حظي من الامم. رواه عبدالرزاق وابن سعد والحاكم في الكنى ثم ختم رحمه الله تعالى هذه الترجمة بهذا الحديث عن عبد الله ابن ثابت ابن الحارث الانصاري رضي الله عنه قال دخل عمر اي ابن الخطاب رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب فيه مواضع من التوراة اي فيه اشياء من التوراة كتاب كتب فيه اشياء من التوراة فقال هذه اصبتها مع رجل من اهل الكتاب اعرضها عليك اصبتها مع رجل من اهل الكتاب اعرضها عليه قال فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغيرا شديدا لم ارى مثله قط يقول ذلك عبد الله ابن ثابت رضي الله عنه فقال عبد الله ابن الحارث لعمر رضي الله عنهما اما تراني اما ترى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبه عمر الى التغير الذي حصل لوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال له ما قال فقال عمر رضي الله عنه رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا. وما اجمل هذه الكلمة في هذا الموضع بل قال عليه الصلاة والسلام ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لو نزل موسى فاتبعتموه وتركتموني لظللتم وجاء في بعض الروايات لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي عيسى عليه السلام عندما ينزل في اخر الزمان لا يحكم بالانجيل وانما يحكم بالقرآن الكريم قال انا حظكم من النبيين انا حظكم من النبيين حظ هذه الامة من النبيين هو محمد عليه الصلاة والسلام خير النبيين وافضلهم وامامهم صلوات الله وسلامه عليه وهذه نعمة الله على امة الاسلام ان جعل حظا من النبيين خير النبيين صلى الله عليه وسلم وخاتم النبيين عليه الصلاة والسلام قال انا حظكم من النبيين وانتم حظي من الامم وهذا فيه تنبيه منه عليه الصلاة والسلام جميل اذا كان النبي عليه الصلاة والسلام حظنا من النبيين ونحن حظهم من الامم لماذا يا يشغل بعظ الناس نفسهم بكتب انزلت على من قبلنا التوراة المحرفة والانزيل المحرف وغير ذلك الواجب ان يشغلوا انفسهم بما فيه الكفاية والغنية؟ اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم فالكتاب الكريم والسنة النبوية فيهما الكفاية والغنية ونسأل الله عز وجل ان يجعلنا من اهل الكتاب والسنة. امين. وان يفقهنا في دينه. امين. وان يبصرنا بسنة نبيه الكريم. صلوات الله وسلامه عليه وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم انا نسألك موجبات رحمتك. امين. وعزائم مغفرتك. امين. ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم انا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبانك انت الله الذي لا اله الا انت يا من وسعت كل شيء رحمة وعلما ان تنزل علينا غيث ولا تجعلنا من القانطين. امين. اللهم اغثنا. اللهم اغثنا. اللهم اغثنا واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ما الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين