الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين نعم بسم الله الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال الامام الاواب شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر لها وللسامع وللشارح قال وعن ابي ثعلبة الخشني رضي الله عنه مرفوعا ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم اشياء فلا تنتهكوها وسكت عن اشياء رحمة لكم غير نسيان. فلا تبحثوا عنها حديث حسن رواه الدار قطني وغيره اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابي ثعلبة الخشني رضي الله عنه وهو كما عده غير واحد من اهل العلم من جوامع كلم النبي عليه الصلاة والسلام ومن اجمعها لامور الدين اصوله وفروعه بل بعض اهل العلم قال ان هذا الحديث اجمع حديث لاصول الدين وفروعه ومن تعلم هذه الامور التي ارشد النبي عليه الصلاة والسلام الى تعلمها في هذا الحديث العظيم المبارك فانه يكون بذلك تعلم الدين كله اصوله وفروعه وما ينبغي للمسلم ان يتعلمه منه فهو حديث عظيم جامع من جوامع كلم النبي عليه الصلاة والسلام ولهذا اورده الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين ومن شرطه في كتاب الاربعين ان يجمع فيه ما عد من الاحاديث من جوامع كلمه عليه الصلاة والسلام فاورد هذا الحديث في الاربعين وحسنه قال وهو حديث حسن الحديث في سنده شيء من الكلام لكن الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في شرحه لاربعين ذكر ما يشهد لهذا الحديث مما يتقوى به ويكون صالحا للاحتجاج والاعتماد هو حديث عظيم حديث عظيم جامع ينبغي على المسلم ان يتأمله وايراد المصنف رحمه الله تعالى لهذا الحديث في باب التحريض على طلب العلم وكيفية الطلب من اجل ما في هذا الحديث من التوجيه النبوي لتعلم الفرائض والحدود والمحرمات قال عليه الصلاة والسلام ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم اشياء فلا تنتهكوها وسكت عن اشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها فهذا الحديث من الاحاديث العظيمة المهمة في باب التحريض على طلب العلم تعلم الفرائض وتعلم حدود الاسلام وتعلم المحرمات في الاسلام لان من لم يتعلم الفرائض والحدود كيف يأتي بها وكيف يكون ملتزما بالشريعة اذا لم يكن على علم بحدودها وكيف ايضا يجانب المحرمات ويبتعد عنها وهو لا يعرفها كما قيل كيف يتقي من لا يدري ما يتقي فاذا هذا الحديث فيه التحريض على طلب العلم والحث عليه بل فيه التنبيه على اهم ما ينبغي ان يتعلمه المسلم وهي امور ثلاثة الفرائض والحدود والمحرمات الفرائض والحدود والمحرمات هذه اهم ما ينبغي ان يتعلمه المسلم ثم ايضا في الحديث بيان لغرض التعلم لو قال قائل لماذا نتعلم الفرائض ولماذا نتعلم الحدود؟ حدود الشريعة ولماذا نتعلم المحرمات؟ يأتي الجواب في في الحديث نفسه الفرائض نتعلمها حتى لا نضيعها لان من لا يعرف الفرائض يضيع الفرائض فنتعلم الفرائض كي لا نضيعها كي نكون من المحافظين عليها ونتعلم حدود الشريعة من واجب ومستحب ومباح حتى لا نتجاوز حد الشريعة في اعمالنا ولهذا قال هنا وحد حدودا فلا تعتدوها لا تعتدوها اي لا تتجاوزوها فاذا الحدود تتعلم حدود الشريعة من واجب ومستحب ومباح حتى لا يعتديها الانسان اي لا يتجاوزها والمحرمات ايضا تتعلم ويعرفها المسلم ولهذا افرد العلماء مصنفات خاصة الكبائر والاثام والتحذير منها فالكبائر والذنوب يعرفها المسلم من اجل ان يجتنبها ولهذا قال وحرم اشياء فلا تنتهكوها اي لا تقترفوها واحذروا من فعلها والوقوع فيها فهذا اهم ما ينبغي ان ان يتعلم ثم في الوقت نفسه لما ذكر في هذا الحديث اهم ما ينبغي ان يتعلم حذر من السؤالات التي لا يتحقق بها نفع للانسان في الناحيتين العلمية والعملية فنهى عن ذلك قال وسكت عن اشياء وسكت عن اشياء اي لم يذكر فيها حلالا او حراما سكت عن اشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها وما كان ربك نسيا في زمن الصحابة انه عن هذه اه عن هذه الاسئلة حتى لا يترتب حتى لا يكون السؤال مترتبا على عليه حكما فنهوا عن عن عن مثل هذه السؤالات ولا لا تسألوا عن اشياء تبدى لكم تسوءكم فنهوا عن ذلك وبعد زمن الصحابة يبقى ايضا النهي كما بين اهل العلم عن السؤال الذي فيه تعنت والسؤال الذي فيه مكابرة والسؤال الذي فيه خوض من المرء فيما لا يعنيه والسؤال الذي فيه نوع اعتراض او نحو ذلك والسؤال الذي يراد به اثارة شبهة فكل هذه السؤالات ينهى عنها ولهذا فان في الحديث من الفائدة التنبيه على فقه السؤال وكثير من الناس يلقون اسئلتهم دون فقه في السؤال من حيث طرح السؤال اهمية الامر المسؤول عنه صفة طرح السؤال فكثير من الناس لا يكون عنده فقها في هذا الباب بل ربما سأل عن ما لا يعنيه وترك السؤال عما يعنيه قد يكون جاهلا ببعض فرائض الاسلام وواجبات الدين ثم لا يسأل عنها ويسأل عن اغلوطات الامور ويخوض في الامور المشتبهة ويقحم نفسه فيما لا يعنيه وهذا من قلتي وعدم الفهم بفقه السؤال بينما الناصح لنفسه الحريص على سعادتها يجعل سؤاله مغنما له ولمن يسمع السؤال وكم من سؤال صدر من انسان ناصح ومن قلب محب للخير فجعله الله سبحانه وتعالى سبب هداية للسائل ولخلق كثير لا يحصون ولخلق كثير لا يحصون نتيجة سؤال طيب سؤال نافع سؤال صادق سؤال جاد يطرحه الناصح ليستفيد وليستفيد غيره من من من المؤمنين ومن عباد الله فالحديث فيه تنبيه الى اهمية فقه السؤال ليس كل ما يخطر في في في بال الانسان ويدور في في خياله يطرحه قد يكون الذي يدور في خيال انسان وساوس يتعوذ بالله تبارك وتعالى منها لا يصوغها سؤالا فيشوش على نفسه وعلى الناس بل يتعوذ بالله تبارك وتعالى منها وتذهب عنه وساوس الصدور فيكون فالواجب ان يكون عند العبد فقه في السؤال الذي يطرحه ولهذا قال هنا وسكت عن اشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها اي لا تسألوا عنها واذا تأملت في هذا الحديث تجد انه قسم الاحكام وامور الشريعة الى اقسام اربعة القسم الاول قسمها الى اقسام اربعة وبين الواجب علينا تجاه كل قسم القسم الاول الفرائض وبدأ به عليه الصلاة والسلام قال ان الله فرض فرائض والمراد بالفرائض واجبات الدين وما فرظ على العباد فعله من الصلاة والصيام والزكاة والحج وغير ذلك من فرائض الاسلام قال ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها وانظر جمال هذا البيان لا تضيعوها وهذه الكلمة لا تضيعوها عندما يقال للانسان عندما يعطى شيئا ثمينا ويقال له امسكه ولا تضيعه امسكه ولا ولا تضيعه عندما يعطى شيء جوهرة ثمينة كنزا ثمينا يوضع في يده ويقال له لا تضيعه هذه الكلمة لا تقال الا في الشيء الثمين الذي هو عرظة للظياع فيؤكد على الانسان وينبه الى المحافظة عليه ولهذا هذه هذه الفرائض هي عرضة للضياع في فتن الدنيا وصد الشيطان وقرناء السوء وانواع الصوارف التي تعرض للانسان في حياته فهي عرضة للضياع الصلاة عرظة للظياع الصيام عرضة للضياع الزكاة عرضة للضياع فقال ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها لا تضيعوها لتكن محافظتكم عليها مستمرة مستديمة معتنين بها محافظين عليها قال فلا تضيعوها وهذا التوجيه النبوي الكريم يجعل المسلم في اوقاته كلها مجاهدا نفسه على حفظ الفرائض وعدم اضاعة الفرائض وايضا يجعل المسلم ينتبه الى ان فرائض الاسلام هي اعظم شيء في الاسلام وانها اذا ضيعت اذا ظيعت الفرائظ فما سواها من امور الدين اضيع فما سواها من امور الدين اضيع من ضيع فريضة الصلاة فما سواها من امور الدين هو لها اضيع ماذا ينتظر ممن ضاعت منه صلاته ماذا ينتظر ممن ممن يقوم يقوم الصباح ولم يصلي الفجر بل ان يومه كله يضيع اذا ضاعت الصلاة ضاع اليوم كله وذهبت البركة وقام خبيث النفس كسلانا اذا ضاعت الفرائض ضاع كل شيء واول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الصلاة اول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الصلاة في الحديث قال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وحشر مع قارون وفرعون وهامان وامية ابن خلف يحشر مع صناديد الكفر وائمة الباطل فالفرائض اذا اذا ضاعت ضاع ما سواها واذا حفظت كانت بوابة لحفظ ما سواها وهذا هو معنى قول الله سبحانه وتعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وقوله سبحانه واستعينوا بالصبر والصلاة. الصلاة تعينك على حفظ امور الدين الاخرى وتعينك على البعد عن الحرام واذا ضاعت الصلاة فوضاعت الفرائض فما سواها من امور الدين سيكون في حق الانسان اضيع ولعل هذا هو سر البدء بالفرائض لانها اساس وبقية الامور تأتي تبعا تبعا لهذا الاساس العظيم قال ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها ومن حافظ على فرائض الدين حفظها له رب العالمين من حفظ من حافظ على فرائض الدين حفظه له حفظها له رب العالمين ولم يضيع له منها شيئا وقد قال تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم يحفظها له وتكون بركة عليه في حياته الدنيا واجرا وثوابا يلقى يلقاه يوم القيامة قال ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها حد حدودا المراد بالحدود هنا حدود الشريعة ولعله سبق معنا حديث يبين لنا ذلك عندما ضرب مثلا قال ان الله ظرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران وفي السورين ابواب وعلى الابواب سطور مرخاة ثم بين في الحديث قال السوران حدود الله السوران حدود الله فالشريعة لها حدود لا يجوز للانسان ان يخرج عنها واجب ومستحب ومباح لا يخرج عن هذا الحد لا يخرج في افعاله عن هذا الحد واجب ومستحب ومباح فاذا خرج عن هذه الامور عن الواجب والمستحب والمباح فهذا خروج عن حد الشريعة اما الى مكروهات اي او الى محرمات ويفوت ويفوت على الانسان باقتراف هذه الاشياء حظه من مكانته في الشريعة ومنزلته فيها بحسب خروجه عن حد الشريعة ولهذا قال اهل العلم عن الايمان ينقص بالمعاصي ينقص من معاصي اذا اذا فعل امرا ليس واجبا ولا مستحبا ولا مباحا اما محرما او او مكروها نقص نقص ايمانه بحسب ذلك لا يقال ذهب ايمانه الا اذا فعل امرا ينتقل به من الملة ويخرج به من الدين اما اذا ارتكب معصية او ذنبا صغيرا كان او كبيرا فيما دون الكفر بالله فان ايمانه ينقص ولهذا قال ائمة العلم الايمان يزيد وينقص ولزيادته اسباب ولنقصانه اسباب وهنا تحذير من الاسباب التي ينقص بها الايمان. قال فلا تعتدوها لان اذا اعتداها الانسان نقص وظعف وظعف ايمانه ثم ذكر الامر الثالث قال وحرم اشياء فلا تنتهكوها حرم اشياء اينها عباده عنها ومنعهم منها لما فيها من المضرة عليهم في دينهم ودنياهم حرمها تبارك وتعالى على عباده والله عز وجل لا يأمر الا بما فيه خير ولا ينهى الا عن ما فيه ظر وشر فنهى عن اشياء قال فلا تنتهكوها لا تنتهكوها اي لا لا تقترفوا ولا تفعلوا الشيء الذي نهاكم الله عنه لا ترتكبوه احذروا من ذلك والانتهاك الانتهاك والتعبير به هنا يدل على ان الانسان ما دام على جادة الشريعة فان ثمة حواجز يحذر من انتهاكها وتخطيها لانها تخرجه عن عن جادة الشريعة وعن صراط الله المستقيم وكلما كان الانتهاك لهذه المحرمات كان ابعد به عن صراط الله المستقيم قال فلا تنتهكوها فهذا الامر الثالث الامر الرابع قال سكت عن اشياء سكت عن اشياء اي لم يذكر فيها حلال ولا حرام سكت عن اشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها ومن الامثلة والشواهد على ذلك ما جاء في في الحديث وسيسوقنا المصنف رحمه الله تعالى بعد هذا الحديث وهو حديث ابي هريرة ما نهيتكم يقول عليه الصلاة والسلام ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم هذا الحديث له قصة وهي ان النبي عليه الصلاة والسلام لما ذكر للناس فريضة الحج ورغبهم فيه قال قال رجل افي كل عام يعني هل هو فرض علينا في كل عام فقال عليه الصلاة والسلام لو قلت نعم لوجبت ثم حذر عليه الصلاة والسلام من مثل هذه الاسئلة وقال صلى الله عليه وسلم ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم فانما فانما هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم وهنا ايها الاخوة ينبغي ان ينتبه الى امر في واقع كثير من الناس يفرطون فيه تجده لا يتعلم لا يتعلم الشريعة لا يتعلم حدود الاسلام ولديه من الاسئلة فيما لا يعنيه شيء كثير وفرائض الاسلام لم يتعلمها فهذه الاحاديث ايضا فيها التحذير من هذا الامر وان الواجب على الانسان ان يعرف الفرائض ويجاهد نفسه على فعلها وان يعرف حد الشريعة فلا يتجاوزه وان يعرف المحرمات ليكون بعيدا عنها ويترك الاسئلة التي فيها تعنت او تكلف او تقعر او تعمق او خوض فيما لا يعنيه كل ذلك يتركه يمكن ان نقول ان هذا الحديث حديث ابي ثعلبة الخسني يضع المسلم ولطالب ولطالب العلم منهجية في طلب العلم حتى تنضبط اموره في في طلب العلم وتتزن يضع له منهجية في طلب العلم وكيف وكيف تكون اهتماماته في الطلب وبماذا يبدأ وكيف يتدرج في طلب العلم فالحديث يظع لطالب العلم منهجية قال ان الله فرض فرائضه ان الله فرض فرائض هل يناسب في حق المسلم ان ينشغل بتعلم بعض المندوبات والرغائب والمستحبات وهو لا يعرف الفرائض هو لا يعرف فرائض الاسلام او وهو ايضا مفرط في فرائض الاسلام فقبل الدخول في في هذه الامور يتعلم الفرائض واعظم الفرائض التوحيد الذي خلق الخلق لاجله واوجد واوجدوا لتحقيقه ثم الصلاة صيام والزكاة والحج بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام يتعلم الفرائض ثم يتعلم حدود الشريعة حتى لا يخرج عن حدها فيتعرف على الواجبات والمستحبات حتى لا يخرج عن حد الشريعة ثم يتعلم المحرمات حتى لا يقترف شيئا منها ولا يرتكب شيئا منها ومن فوائد الحديث العظيمة بيان ان مقصود العلم العمل والا ما هي قيمة العلم مقصود العلم العمل ما هي قيمة تعلم الانسان للفرائض اذا كان حتى بتعلمه لها مضيعا لها وما فائدة تعلم الانسان للمحرمات اذا كان مع ايضا تعلمه لها مقترفا لها يعرف المحرمات ويعرف عقوباتها عند الله سبحانه وتعالى ويعرف ان هناك جنة ونار وثواب وعقاب ثم يرتكب المحرمات يصبح علمه حجة عليه علم الانسان اما حجة له او حجة عليه القرآن حجة لك او عليك هذا الحديث من فوائده العظيمة ان فيه تنبيها الى ان مقصود العلم العمل ولهذا يقول علي رضي الله عنه يهتف بالعلم العمل يعني العمل ينادي العلم العلم ينادي العمل يهتف بالعلم العمل فان اجابه والا ارتحل يهتف بالعلم العمل فان اجابه والا ارتحل ما الذي يرتحل العلم اذا لم يعمل صاحب العلم به ارتحل علمه ذهب واصبح حجة عليه ولهذا من فوائد الحديث العظيمة ان فيه تنبيه للمسلم الى مقصود العلم تجلس في مجالس العلم تتفقه لتعمل والا مجلسك شاهدا عليك وحجة عليك هل معنى ذلك ان المسلم يترك مجالس العلم يترك مجالس العلم يقول انا نفسي تميل الى التفريط والى التضييع واذا جلست مجلس علم ساستمر على تفريط وتضييعي ويكون هذا المجلس حجة علي لا لي فهل الاليق بي ان اترك مجالس العلم وابتعد عنها الجواب لا اذا ابتعد الانسان عن عن مجالس العلم ومجالس الخير حرم نفسه من الخير مجالس العلم هي اعظم بوابة للانسان صلاح نفسه وزكاء قلبه وطمأنينة قلبه وسكونها ما اجتمع قوم ببيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده يخرج المسلم من مجلس العلم ونفسه مقبلة على الخير مطمئنة منشرح الصدر نافرة من المعاصي محبة للخير هم القوم لا يشقى بهم جليسهم ولهذا مجالس الخير ينبغي ان ان ان يحافظ عليه المسلم وفي الوقت نفسه كما كما انه يجاهد نفسه على حضور المجالس ايضا يجاهدها على العمل بالخير الذي يتعلمه ويعود نفسه على ذلك فالحديث حديث عظيم مبارك وايراد المصنف رحمه الله لهذا الحديث بباب التحريظ على طلب العلم وكيفية الطلب هذا من من فقه المصنف رحمه الله تعالى ومن جمال الاستشهاد والاستدلال نعم قال وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم فانما هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم ثم اورد رحمه الله تعالى فهذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم هذا الحديث كما اشرت مقدما له قصة وهي ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ان الله فرض عليكم الحج فحجوا فقال رجل افي كل عام يا رسول الله افي كل عام يا رسول الله؟ قال لو قلت نعم لوجبت ثم قال عليه الصلاة والسلام ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم ما نهيتكم عنه اي من المحرمات والممنوعات فاجتنبوه هيا ابتعدوا عنه واحذروا من من الوقوع فيه ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به اي من صلاة وصيام وحج وصدقة وغير ذلك فاتوا منه ما استطعتم فاتوا منه ما استطعتم اي افعلوا منه الذي تستطيعونه لان لان الله سبحانه وتعالى لا يكلف الانسان ما لا يطيق لا يكلف نفسا الا وسعها فاتوا منه ما استطعتم. صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب قال في الحج ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا من لا يطيق الصيام يطعم فالشاهد ان اوامر الاوامر التي امر الله تبارك وتعالى بها منوطة بالاستطاعة اذا كان الانسان مستطيعا لفعلها فعلها واذا كان لا لا يستطيع فعلها كاملة يفعل منها ما استطاع يفعل منها ما ما استطاع صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب لاحظ هنا ملاحظة مهمة في النواهي قال ما نهيتكم عنه فاجتنبوه. هل قال هنا ما استطعتم هل ذكر الاستطاعة هنا قال ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ولم يذكر الاستطاعة وفي الاوامر قال وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم لماذا قال اهل العلم لان النواهي ترك النواهي ترك عدم فعل والترك مستطاع لكل احد مستطاع للقوي والظعيف الصحيح والمريض للكبير والصغير للذكر والانثى الترك مستطاع ليس امرا يفعله الانسان فيقال يمكن يستطيع ويمكن لا يستطيع هو ترك والترك مستطاع لكل احد اما الاوامر افعل كذا افعل كذا هذه قد تكون مستطاعة وقد لا تكون مستطاعة. ولهذا في الاوامر قال ما استطعتم ما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم مثال للتوظيح الفرق بين الامر والنهي عندما يقال لا تدخل مع هذا الباب او عندما او عندما يقال ارفع هذا الحجر امر ارفع هذا الحجر لا تدخل مع هذا الباب او يقال ارفع هذا الحجر عندما يقال لا تدخل مع هذا الباب هل يحتاج ان يقال اذا استطعت هل هل يحتاج اليها لا يحتاج اليها لان مستطيع يبقى في مكانه يذهب من طريق اخر لكن ارفع هذا الحجر هذا امر ممكن يكون قوي الذي امر يرفعه ويمكن يكون ضعيف مريض ما يستطيع ان ان يرفعه ولهذا لما يؤمر الانسان بفعل شيء يقال له اذا استطعت اذهب احمل لي ذاك اذا استطعت لكن لا تفعل كذا هذا يضرك هذا هي يهلكك لا يحتاج في مثل هذا المقام ان يقال ماذا ان استطعت ولهذا هنا قال ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم فاتوا منه ما استطعتم قال فانما هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم كثرة المسائل والاختلاف على الانبياء له سبب وسببه قلة اقبال النفس على العمل قلة اقبال النفس على العمل. النفس ليست راغبة في العمل فتبدأ المسائل ربما هذا يلاحظ بصورة مصغرة عندما تأمر طفلك الصغير ان يحذر لك شيئا اذا لم يكن عنده رغبة او نشاط ان يحضره لك ليست نفسه نشيطة لان يحذره لك. ماذا يقول مثلا تقول احضر لي الشيء الفلاني وهو نفسه ليست راغبة في احضاره ما يريد ان ان يحظره تجده يقول لك الذي وين اللي فوق ولا اللي تحت في كذا عدة اشياء ايات الذي تريد منه ويجلس في مكانه يسألك عشر اسئلة واذا كنت ممن هو سريع الغضب ربما انفجرت من سؤالاتي صغيرك هذه السؤالات التي عنده سببها ان ان نفسه ليست نشيطة ليست نشيطة للعمل فتأتي مثل هذه السؤالات عند عدم الرغبة في العمل. اما الراغب في العمل التي الذي نفسه مقبلة على العمل مجرد ما يدل على الخير ويفتح له ابوابه مباشرة يفعل لاحظوا هذا بامر الله سبحانه وتعالى لبني اسرائيل ان يذبحوا بقرة قال ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة الامر واظح ولا يحتاج الى اي سؤال. اذهب واشتري اي بقرة خذ اي بقرة واذبحها وتكون اديت الذي امرت به لكنهم سألوا سؤالات وهذه السؤالات نابعة عن عن عدم رغبة في العمل والحرص عليه ما لونها وماذا ايضا من الاسئلة؟ ما هي ما هي اسئلة متعددة ان البقرة تشابه علينا هذه الاسئلة دائما تأتي في قلة الرغبة في العمل تأتي في في قلة الرغبة في العمل من كل احد من كل احد من الصغير من الكبير عندما تقل الرغبة في في العمل تبدأ بعظ الاسئلة وربما نفس اهذا الذي لا يرغب في العمل تقول له ربما بعض الاسئلة تخلصك من الموقف تخلصك من الموقف بعض الاسئلة تجعل تجعلك تعفى مثلا من من من هذا الامر فتتكرر وتتوارد الاسئلة التي تنشأ عن قلة العمل لكن الذي له رغبة في العمل امامه فرائض مطلوبا لا تضيع امامه محرمات مطلوب تجتنب امامه حدود واضحة للشريعة مطلوب ان تجتنب فهل ينشغل عن معرفة الفرائض ومعرفة الحدود ومعرفة المحرمات بسؤالات في امور لا تعنيه او في تعنتات فمثل هذه السؤالات اسئلة التعنت و التكلف لا تأتي الا عن قلة الرغبة في العمل وهذا فيه تنبيه مفيد جدا في هذا الباب الذي ساق المصنف رحمه الله تعالى الحديث لاجله في تنبيه لطالب العلم ان تتجه همته العالية في الطلب الى الامور الكبار مع الحرص على العمل والجد في ذلك يعرف الفرائض والاوامر ويعرف ايضا النواهي والمحرمات وهو مقبل على فعل الاوامر وحريص على ترك النواهي واجتنابها بهذه المناسبة اذكر قصة لما فيها من فائدة الا وهي قصة طالب كنت درسته في المرحلة المتوسطة قبل يعني قرابة العشرين سنة او في هذا الحدود وكان حافظا للقرآن حفظا جيدا فيوم من الايام اتاني بمذكرة في حدود ثلاث مئة صفحة او اكثر ومكتوب عليها الاوامر والنواهي في القرآن وقال لي اريد ان تقرأ هذه وتوجهني قلت من الذي جمعها؟ قال انا فقلت له هذي خليها بعدين التأليف الكتابة هذي مرحلة فيما بعد انت الان تعتني قال لا انا لا اؤلف انا الحمد لله احفظ القرآن واقرأ القرآن دائما ولما اقرأ القرآن وجدت في القرآن اوامر كثيرة يأمرنا الله بها ونواهي كثيرة ينهاني الله سبحانه وتعالى عنها احببت ان اتفقه فيما يأمرني الله به لافعله وما ينهاني عنه لاتركه فاخذت كل ما جاءني امر في القرآن اضعه في الكراسة وارجع الى تفسير ابن كثير وتفسير ابن سعدي وانقل معنى الاية وايضا النواهي وجمع لنفسه من اجل ان يفقه ما امره الله به فالقرآن وما نهاه الله عنه في القرآن من اجل ان يفعل الاوامر ويترك النواهي جمع لنفسه مذكرة في ثلاث مئة صفحة وجمع كلام اهل العلم فيها مستشعرا قول ابن عباس او ابن مسعود اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا يا ايها الناس فارعها سمعك فانه اما خير تؤمر به واما شر تنهى عنه كثير منا يقرأ الاوامر والنواهي التي في القرآن وكانها لا تعنيه وكانها لا تعنيه وكانه لا تعلق له بها يقرأ الاية ان كانت امرا يقصر في فعله وان كانت نهيا يقترفه فاذا الحديث فيه توجيه مبارك للمسلم ولطالب العلم في طريقة الطلب بان يهتم بطلبه للعلم بالامور العظيمة الكبيرة من فرائض والمحرمات وايضا ان تتجه همته العمل نعم قال وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نضر الله عبدا سمع مقالتي فحفظها ووعاها واداها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم اخلاص العمل لله والنصيحة للمسلمين ولزوم جماعتهم فان دعوتهم تحيط من ورائهم ورائهم فان دعوتهم تحيط من ورائهم رواه الشافعي والبيهقي في المدخل ورواه احمد وابن ماجه والدارمي عن زيد ابن ثابت رضي الله عنه ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث اه ابن مسعود رضي الله عنه وهذا الحديث حديث متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم كما نص على ذلك جماعة من اهل العلم وقد رواه عن النبي عليه الصلاة والسلام عشرين نفسا من الصحابة او يزيد على ذلك ولعل لذلك سبب الا وهو ان النبي عليه الصلاة والسلام ذكر هذا الحديث في جمع غفير من الناس جاء في بعض طرق حديث ابن مسعود هذا وجاء ايضا من رواية جبير بن مطعم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الحديث فالخيف من منى في مسجد الخيف كي يوم العيد في حجة الوداع خطب الناس هو عظم في ذلك اليوم وكان مما قال نظر الله امرأ سمع مقالتي نظر الله امرأ سمع مقالته وامامه جموع المسلمين في ذلك المكان فقال ذلك عليه الصلاة والسلام في الخيف من منى في مسجد الخيف في منى في يوم العيد وامامه جموع من الناس ولهذا رواه جمع من من الصحابة وهو وهو حديث معدود في الاحاديث المتواترة عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال صلى الله عليه وسلم نظر الله نظر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها ووعاها واداها نظر الله هذا دعاء دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم بالنظرة والنظرة هي البهاء والنور والضياء والحسن دعا عليه الصلاة والسلام بالنظرة نظرة الوجه وبهاؤه وجماله وحسن لمن اي دعا بهذه الدعوة لمن قاموا بهذه الامور التي ذكرها عليه الصلاة والسلام في الحديث قد قال الله في القرآن وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة ناظرة اي حسنة بهية جميلة الى ربها ناظرة اي تنظر بابصارها الى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة نسأل الله ان يكرمنا جميعا بذلك امين يا الله فالنظرة هي البهاء والحسن والجمال فدعا صلوات الله وسلامه عليه دعا صلوات الله وسلامه عليه بالنظرة ولهذا تستطيع وانت في هذا القرن وفي هذا الزمان المتأخر من التاريخ ان تفوز بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لك بان ينظر الله وجهك اذا جاهدت نفسك على فعل هذه الامور التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث تفوز باذن الله بدعوة مباركة ميمونة من النبي صلى الله عليه وسلم نظر الله امرأ نظر الله امرأ دعاء لمن يقوم بهذه الامور بان ينظر الله سبحانه وتعالى وجهه قال نظر الله عبدا سمع مقالتي فحفظها ووعاها واداها كم هي الامور المطلوبة ثلاثة او اربعة اربعة امور حتى يفوز العبد بهذه الدعوة يفعل امورا اربعة يفعل امورا اربعة وهي مراتب العلم ولهذا اورده المصنف رحمه الله في في هذه الترجمة فالذي يريد ان يفوز هذه الدعوة العظيمة المباركة الميمونة من النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على امور اربعة ذكرها صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث قال سمع مقالتي واحد اثنين فحفظها ثلاثة وعاها اربعة اداها هذه مراتب اربعة العلم ذكرها صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث ودعا لمن حقق هذه المراتب الاربعة بالنظرة الامر الاول السماع ويقولون اول العلم سماعه الاول السماع لكن متى يسمع؟ متى يسمع العبد العلم اكثر الناس نفوسهم نافرة من سماع العلم ومنشغلة عن الجلوس له ومنصرفة في امور لا لا طائل من ورائها ولا فائدة فيها فمتى يسمع الانسان؟ ولهذا سماع اول العلم سماعه اول العلم سماعه ولهذا اذا اراد الانسان ان ان يجاهد نفسه على على العلم والتعلم ان ان يوطد نفسه ويصبرها على سماع العلم ان يوطد نفسه وان يصبر نفسه على على سماع العلم ان يجلس مطمئنا يسمع العلم فهذا اول العلم واذا حرم الانسان نفسه من سماع العلم الامور الاخرى ايضا ينحرم منها تبعا لان اول العلم سماعه سمعها هذي الرتبة الاولى الرتبة الثانية فحفظها فحفظها سمع مقالتي فحفظها الرتبة الثانية الحفظ حفظ ما يسمع الانسان والحفظ له وسائل وسائل عديدة منها ان يكرر الانسان ما يسمع حديثا سمعته تكرره من الناس من لا يحتاج ان يكرر ما يحفظه الا خمس مرات ومنهم من يحتاج الى عشرين مرة ومنهم من يحتاج الى خمسين وهكذا فيكرر انسان هذا العلم الذي سمعه وهو مغتبط به فرح بسمائه حريص على عوائده واثاره العظيمة التي عليه وعلى الناس في الدنيا والاخرة فيكرر العلم حتى يكون محفوظا قال سمعها فحفظها فحفظها وايضا من الحفظ حفظ العلم ان يكتب ان يكتب العلم العلم صيد والكتابة قيده فيكتبه حتى يبقى محفوظا عنده في الكتاب يتسنى له مطالعته ومراجعته بين وقت واخر وكثير من الاحاديث حفظت بالكتابة حفظها الله سبحانه وتعالى بالكتابة سمعها فحفظها هذا الامر الثاني الامر الثالث قال ووعاها ووعاها وهو الفهم فهم ما فهم ما يسمعه وفهم ما يحفظه ولا يكون الحفظ مجرد جمع معلومات لا يدري ما هي ولا يعرف معناها ولا يعرف مدلولها بل يعي ان يفهم ويأوى ويعرف المعنى لا يكون الانشغال بالحفظ المجرد بل يحفظ ويفهم اذا حفظ ايات من القرآن يجتهد ان يفهمها واذا حفظ واذا حفظ احاديث من سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ايضا يجتهد في فهمها ومعرفة مدلولها قال ووعاها ثم تأتي المرتبة الرابعة قال واداها وفي بعض الروايات كما سمعها واداها جاء في بعض الروايات كما سمعها يعني يتقن حفظها وظبطها وفهمها ويؤديها اي كما سمعها وافية ولهذا كان ائمة الحديث يجتهدون في ظبط الفاظ الاحاديث حفظا دقيقا تشاهدون في في في ظبطها اه وفي حفظها عناية دقيقة واذا شك في لفظ نبه على ذلك اذا اذا شك في لفظ في الحديث نبه عليه كله من من حرصهم على الفوز بمثل هذه الدعوة العظيمة المباركة من النبي الكريم عليه الصلاة والسلام نظر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها ووعاها واداها. هذه مراتب العلم السماع ثم الحفظ ثم الفهم ثم اداؤه وابلاغه كما سمعه الانسان قال فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منه وهذا فيه الا يحتقر الانسان من المعروف والخير شيئا ويجتهد ان يكون آآ حريصا على سماع العلم وحريصا على حفظ العلم وفهمه وابلاغه للناس وابلاغه للناس فرب حامل فقه غير فقيه ربما ان يكون الانسان يحفظ حديثا وليس عنده فقه تام فيه فيذكره الى من هو افقه منه فيذكره الى من هو افقه منه فيبين ما فيه من فقه بحيث يكون هذا الاول ليس عنده قدرة على الاستنباط والفهم فاذا عرظه على من هو افقه منه اذا عرظه على من هو افقه منه عرف اه كيف يستنبط منه؟ وكيف يأخذ منه الاحكام والاول الذي كان حافظا له لم يكن على علم بذلك فرب حامل فقه غير فقيه. وهذا فيه ان من الناس من يكون يحفظ احاديث ولكن لا يعرف مدلولها او لا يعرف دلالاتها الواسعة يعرف شيئا يسيرا من دلالات الحديث بعض الاحاديث التي قد يظن ان بعظ الناس انه ليس فيها دلالات فقهية مثل يا ابا عمير ما فعل النغير بعض الناس يظن انه ليس فيه اه دلالات او فوائد فقهية او اشياء تستنبط من بعض العلماء اوصل الفوائد التي تستنبط من هذا الحديث الى قرابة مئة فائدة فمعرفة الاحكام والاستنباط وليس لكل احد لعلمه الذين يستنبطونه منهم هنا يتميز اهل العلم الراسخين فيه قال فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منه قد يكون شخص اعلم منك وافقه منك وارسخ منك في العلم وتذكر له فائدة جديدة عليه لاول مرة يسمع بها رب حامل فقه الى من هو افقه منه هذا فيه تحريك الانسان الى آآ الحفظ الى السماع والحفظ والوعي والابلاغ والاداء ثم قال عليه الصلاة والسلام ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم الغل معروف وهو داء يصيب القلب ومرظ يدخل في النفس ولهذا قال ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم. الغل مكانها القلب وهو الحقد والظغينة وان يجد في شيء يجد في قلبه شيء على هذه الامور لا تقبلها نفسه فيقول عليه الصلاة والسلام ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم اي ان قلب المسلم لا يحمل غلا بل نفسه منشرحة لهذه الامور منشرحة لهذه الامور مقبلة قال ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم اخلاص العمل لله اخلاص العمل لله نفس المسلم لا تغل على ذلك بل تطمئن لذلك وتقبل عليه لان الله عز وجل هو الخالق الرازق المنعم الموجد لهذه المخلوقات والعبادة حق له وحده ليس لاي احد فيها شركة هي حق لله فالمسلم يقبل على الاخلاص ونفسه في غاية الانشراح والطمأنينة لانه يأتي بالعبادة صافية نقية لا يريد بها الا وجه المستحق سبحانه وتعالى. فيحق له وحده جل وعلا فنفس المسلم تقبل على الاخلاص ولا تتردد فيه ولا يجد في قلبه شيئا تجاه الاخلاص هذا الامر الاول اخلاص العمل لله والنصيحة للمسلمين والنصيحة للمسلمين والنصيحة معناها ارادة الخير للغير ارادة الخير للمسلمين لا يحمل في قلبه غشا ولا غلا ولا حقدا ولا حسدا وهذا من تحقيق الايمان وتتميمه ان يكون العبد بهذا المستوى من من النصح النصح للمسلمين لا يغش ولا يخدع ولا يحمل غلا فقلب المسلم لا يغل على ذلك لماذا لان الله عز وجل امرنا ان نكون ناصحين المسلمين محبين الخير لهم متعاونين معهم على البر والتقوى والصلاح لا نحمل شرا او اذى او كيدا او مكرا لمسلم قال والنصيحة للمسلمين ولزوم جماعتهم ولزوم جماعتهم ان ان يلزم المسلم جماعة المسلمين فلا ينزع اليد من الطاعة ولا يشق العصا ولا يفرق الكلمة بل يكون من من جماعته واحدا منهم واحدا من المسلمين يفرح لفرحهم ويألم لالمهم ويكون واحدا منهم لا لا يميز نفسه عليهم ولا يتسلط عليهم باذى بل يكون واحدا من جماعة المسلمين ولزوم جماعة المسلمين ولاحظ هنا ان هذه الامور الثلاث التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام وقال لا يغل عليهن قلب مسلم لها ارتباط في الدعوة التي في اول الحديث لها ارتباط في الدعوة التي في اول الحديث قد نظر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها متى يتأتى للناس ان يسمع العلم ويحفظ العلم ويعو العلم ويبلغ العلم متى يتأتى لهم ذلك اذا لم تتحقق فيهم هذه الامور الثلاثة اذا لم يكونوا من اهل الاخلاص او لم يكونوا ناصحين للمسلمين او لم يلزموا جماعة المسلمين ارأيتم عندما يفرق بعظ الناس كلمة المسلمين بالفتن والخروج على ولاة الامر ونزع اليد من الطاعة ثم تنسب الفتن بين الناس وتراق الدماء ويذهب الامن ويكثر القلق في مثل تلك الاجواء فهل يتأيأ؟ هل يتهيأ للناس الجلوس لسماع العلم هل يتهيأ لهم لا الجلوس لحفظ العلم هل يتهيأ لهم ابلاغ العلم ومنطقتهم تعصف بالدماء وتعصف بالفتن وتعصف بالسرور فاذا لم يحقق الناس هذه الامور الثلاثة الاخلاص لله والنصيحة للمسلمين ولزوم الجماعة لا يتحقق له لهم الامر الاول الذي نبه او دعا النبي صلى الله عليه وسلم لاهله بالنظرة الذي هو طلب العلم بالتدرج في مراتبه قال ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم اخلاص العمل لله والنصيحة للمسلمين ولزوم جماعتهم فان دعوتهم تحيط من ورائهم دعوة المسلمين شبهها النبي عليه الصلاة والسلام بالسياج شبهها دعوة المسلمين اي الاسلام الذي يدعى اليه ويدعون اليه مثل الساج السياج الذي يحيط بهم فان دعوتهم تحيط من ورائهم اي تجمعهم جميعا محيطة بهم وهم داخلها وهذا تأكيد على لزوم الجماعة الا يخرج الانسان من جماعة المسلمين. فاذا اراد ان يصلح نفسه او يصلح افرادا من جماعة المسلمين لا يخرج عن الجماعة يبقى مع الجماعة واحدا منهم ويصلح بالتي هي احسن انتبهوا الفرق في باب الاصلاح بين المصلحين والمفسدين المفسد الذي يتزعم الاصلاح يخرج عن الجماعة يخرج عن عن جماعة المسلمين ويميز نفسه عن صف المسلمين يا يكون خارجا عن الجماعة وبزعم انه مصلح فيبدأ يا يفسد في الجماعة قتلا واراقة للدما اثارة للسرور والفتن واذا سئل ماذا تصنع؟ قال اريد تلاح هو مفسد الذي يريد الاصلاح لجماعة المسلمين يبقى واحدا من الجماعة ويصلح الجماعة بالحسنى ارأيت وهذا مثال يوضح لك هذا الامر جليا ارأيت عندما تكون انت على خطأ عندما تكون على خطأ ويحدثك شخص ينبهك برفق لكنه لما يناصحك تحس انك منه وانه منك ورفيقا بك ورحيما ومتلطفا ويدعوك لخير او ينهاك عن شر تجد نفسه ترتاح اليه وتسمع ان لم تسمع منه اليوم غدا ان لم تسمع منه غدا بعد غد بينما اذا شخص نابذك وسل عليك سيفه اه رماك بالعظائم معتديا عليك نفسك تنفر منه ويوجد في الصف وبين الناس من المفاسد واراقة الدماء والسرور ما لا يحمدون عاقبته قال فان دعوتهم تحيط من ورائهم وايضا هذا يتضمن معنى اخر في قوله دعوتهم تحيط من ورائهم ان من كان مع الجماعة الدعوات التي تصدر من افرادهم لجماعتهم تشمله الدعوات العامة التي تصدر من افراد المسلمين لجماعة المسلمين. عندما يقول اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم اهدنا فيمن هديت اهدنا الصراط المستقيم هذه الدعوات العامة التي تصدر من افراد المسلمين ايضا تشمل المسلمين عموما هذا فيه نهي عن الخروج عن جماعة المسلمين وعن صفهم وان يكونوا يدا واحدة متعاونين متآزرين متناصحين كلهم يبتغون وجه الله سبحانه وتعالى بالعمل لله مخلصين قال ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم اخلاص العمل لله والنصيحة للمسلمين ولزوم جماعتهم فان دعوتهم تحيط من ورائهم. والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين هذا السائل يقول احسن الله اليكم هل يجوز ان احرم من سكني في المدينة وانا من اهل الشام للباس الاحرام الاغتسال ولباس الاحرام والتهيؤ يجوز ان يكون في البيت او في الميقات سواء في البيت او في الميقات كله جائز لا حرج عليك المهم النية ان لا تكون الا في الميقات. نعم هذا السائل يقول ان اباه ينهاه عن الحج وعنده المال والصحة هل يجوز له طاعته بالنسبة لحج الفريضة لا يجوز له ان يطيعه يؤدي الفريضة ولا يطيع والده في منعه من اداء الفريضة الا اذا كان والده في وضع صحي او في حالة مرضية او نحو ذلك يضطره لبقاء ولده معه لخدمته ومراعاة حاله فهذا امر اخر. نعم وهذا يقول هل يجوز الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم بالصيغة هذه اللهم صلي على محمد وال محمد عدد من صلى عليه وعدد من لم يصلي عليه وكذلك عدد انفاس الخلائق فردا فردا هذه من التكلفات التي ينشئها بعض الناس معرضين بها عما علمه النبي صلى الله عليه وسلم امته والنبي صلى الله عليه وسلم ناصح امين وقد سأله الصحابة رضي الله عنهم قالوا عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك قال تقولون اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم نعم وهذا السائل يقول ما رأي فضيلتكم في من رتب لنفسه ايام للدعوة الى الله كاربعة اشهر واربعين يوما او ثلاثة الدعوة الى الله لا تخص بمثل هذا الترتيب اربعين يوم او اربعين شهرا وهذه الزامات للنفس لا اصل لها ولكن آآ المسلم يهيئ نفسه بالدعوة الى الله سبحانه وتعالى في كل وقت يهيئ نفسه للدعوة الى الله في كل وقت اذا كان مقيما في اقامته واذا كان مسافرا في في سفره يكون مهيئا للدعوة الى الله تبارك وتعالى في كل وقت ومن يخصصون مثل هذه التخصيصات اربعين يوما واربعة اشهر وثلاثة ايام ايضا يعتقدون في التخصيص بهذه الايام على وجه التحديد فضيلة يعتقدون فيها فضيلة ويستشهدون على تلك الفضائل آآ نصوص ليست في هذا الباب ليست في هذا الباب مثلا الاربعين يوم يستدلون عليه بوعدنا موسى ثلاثين ليلة واتممناها بعشر فيكون هذه اربعين للخروج الاربعة اشهر ايضا يستدلون لها باستدلالات في في نصوص ليست في هذا الباب فتحديد فضائل لايام معينة اه على غير مستند شرعي فهذا قول في في دين في دين الله تبارك وتعالى بلا علم وعلى كل حال المسلم يكون اه مجتهدا حياته كلها ان يكون ناصحا لنفسه وناصحا لاخوانه المسلمين وهذا يسأل عن الحكم حكم البكاء عند ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند استحضار مقامه ان يعد ذلك غلوا اذا ذكره الانسان بفظله ونصحه ودعوته وغلبته عينه على البكاء فهذا لا شيء فيه. اما تكلف البكاء وتصنعه وافتعاله واستجلابه ونحو ذلك هذا ليس ليس مقاما لكن ان ان قشعت العين خشع القلب ودمعت العين لهذا الامر او لغيره ليس على الانسان بأس اذكر احد الدعاة الى الله قال مرة كنا نصلي صلاة جهرية فقرأ الامام قول الله سبحانه وتعالى ويسألونك عن المحيض قل هو اذى الى اخر الاية يقول كان بجواري احد العوام فبكى فاستغربت انا من بكائه ويسألونك عن المحيض قل هو اذى؟ استغربت من بكائه في هذا الموضع فلما صلينا التفت عليه قلت الامام قرأ يسألونك عن عن المحيض قل هو هذا فبكيت قال ذكرت رحمة الله بنا ذكرت رحمة الله بنا حتى هذه الامور يعلمنا اياها حتى هذه الامور يعلمنا اياها انه اذا حاضت المرأة نجتنبها يعلمنا الطهارة يعلمنا كل شيء فذكر رحمة الله فبكى فالانسان قد يعرض له جوانب من الفهم ومن الفقه فيغلب تغلبه عينه ويخشع قلبه لا تصنعا ولا تكلفا نعم احسن الله اليكم هذا السائل يقول ما معنى قول الله تعالى ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول هذه الاية في سورة النساء في الكلام على المنافقين في حياة النبي عليه الصلاة والسلام في ضمن هذا السياق قال الله سبحانه وتعالى ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك استغفروا الله واستغفر لهم الرسول وقوله واستغفر لهم الرسول هذا امر في حياته عليه الصلاة والسلام اما بعد مماته فلا يكون ولهذا جاء في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها زوجة ام المؤمنين قال لها ان كان ذاك وانا حي استغفرت لك حديث في صحيح البخاري قال لها ان كان ذاك وانا حي استغفرت لك اي انه عليه الصلاة والسلام بعد موته لا يستغفر لاحدا قد يستدل بعض الناس على هذا بحديث ضعيف لا ليس بصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعرض علي اعمالكم في قبري فما كان فيها من خير حمدت الله وما كان فيها من ذنوب استغفرت لكم. هذا حديث لا يصح وبعض العوام يستدلون به في طلب الاستغفار من النبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته وايضا بعض العوام يستدلون بهذه الاية ولو ان من ظلموا انفسهم جاؤوك استغفروا الله فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول ولا حجة في الاية لذلك لمن عرف سياق الاية وعرف ايضا نصوص الشريعة وقول النبي عليه الصلاة والسلام اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث نعم احسن الله اليكم هذا السائل يقول هل يجوز في حج التمتع الاعتمار عن شخص والحج عن شخص اخر متوفى لا بأس ان ان لا بأس في من حج متمتعا ان يجعل العمرة لنفسه والحج لغيره او العكس او العمرة لشخص والحج لشخص لا بأس بذلك لكن الاولى اذا كان يريد ان يبر والدا له او اما له لم يؤدوا الفريضة ان ان يجعل الاعتمار والحج عن لشخص واحد اذا كانت مثلا والدته ماتت ولم تاتمر ولم تحج فيجعل العمرة والحج لها واذا تيسر له حج قادم فانه ايظا ان احب ان يحسن الى اخر له ذلك نعم هذا يقول انا صغير انه صغير في السن ولم يكن بنيته الحج ولمرض لحق بوالديه كبر في السن قرر ان يأتي للحج ويأتي بهم فهل هذا يؤثر على نيته في الحج اعد قال انا صغير في السن ولم يكن بنيتي الحج ولمرض لحق بوالدي وكبر في السن فقررت ان اتي بهم لاحج انا وهم. فهل هذا يؤثر على نيتي لا يؤثر بل الذي فعلته لنفسك والديك خير عظيم ونسأل الله عز وجل ان يثيبك وان يثيبنا اجمعين وان يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد ها