الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. تفضلوا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم واتم التسليم. قال الامام الاواب شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين قال وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم ثلاث اية محكمة او سنة قائمة او فريضة عادلة وما كان سوى ذلك فهو فظل. رواه الدارمي وابو داود قال المؤلف رحمه الله تعالى وعن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم ثلاث اية محكمة او سنة قائمة او فريضة عادلة وما كان سوى ذلك فهو فظل فهذا الحديث اورده المصنف رحمه الله تعالى في باب التحريض على طلب العلم وبيان كيفية طلب العلم لان الحديث مشتمل على جماع اصول العلم وان اصول العلم ترجع الى هذه الامور الثلاثة المذكورة في هذا الحديث وما سوى ذلك كما بين في الحديث فظل اما الاصول فهي ثلاثة ذكرت في هذا الحديث وما سوى هذه الامور الثلاثة فهي فظل كما جاء في امام الحديث واخره الامر الاول اية محكمة اية اي من كتاب الله عز وجل محكمة وقد عرفنا فيما سبق معنى قول الله جل وعلا هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات والاية المحكمة اي البينة الواضحة في دلالتها وايضا يراد بالاية المحكمة اي غير المنسوخة قال اية محكمة الامر الثاني سنة قائمة اي سنة من سنن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قائمة اي متقررة وثابتة فهذا هو العلم العلم اية محكمة او سنة قائمة ولهذا قال اهل العلم العلم قال الله قال رسوله هذا هو العلم العلم قال الله قال رسوله قال الله اية محكمة قال رسوله سنة قائمة هذا هو العلم والعلم كله يرجع الى هذا والامر الثالث قال فريضة عادلة فريضة عادلة قوله فريضة عادلة يحتمل احد امرين الاول ان يراد بالفريضة الفرائض المعروفة التي هي قسمة المواريث قسمة التركة ولهذا فان الامام ابا داود رحمه الله فخرج هذا الحديث في كتابه السنن في كتاب الفرائض بل جعله بل جعله اول حديث في كتاب الفرائض من سننه فيحتمل ان المراد بالفريضة اي قسمة التركة؟ قسمة المواريث ويحتمل ان الامر اوسع من ذلك ان الفريضة العادلة فرائض الاسلام وواجبات الدين واضافة الفريضة العادلة الى السنة القائمة والاية المحكمة من اضافة الخاص الى العام لان الفريضة العادلة هي من الايات المحكمات هو من السنن الثابتات ليست امرا زائدا لكن التخصيص يكون للاهتمام يكون للاهتمام وما سوى؟ قال وما سوى ذلك فهو فظل اي ما سوى هذه الامور الثلاثة فهو فظل اما اصول العلم فانها ترجع الى هذه الامور الثلاثة نعم قال وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار رواه الترمذي وفي رواية من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار رواه الترمذي ثم اورد رحمه الله هذا الحديث حديث ابن عباس رضي الله عنهما بروايتيه في بيان خطورة القول على الله في كتابه بغير علم والحديث وان كان في سنده كلام الا ان معناه حق وما ذكر فيه امر متقرر ثابت عند اهل العلم وشواهد ذلك ودلائله في الكتاب والسنة كثيرة جدا حتى قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه قولته المشهورة اي ارض تقلني واي سماء تظلني اذا قلت في كتاب الله ما لا اعلم والله عز وجل يقول وان تقولوا على الله ما لا تعلمون ويقول جل وعلا ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولة الرواية الاولى قال من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار من قال في القرآن برأيه اي بالرأي المجرد والرأي المجرد مذموم ذمه اهل العلم لما يترتب عليه من جنوح وانحراف عن الحق والصواب بينما اذا كان رأي الانسان تبعا لكتاب الله عز وجل وسنة نبيه وصلى الله عليه وسلم وعمله في حدود فهم النص لا الافتيات على النص وحرفه عن مراده ومدلوله ومقصوده فلا بأس بذلك ان يكون تبعا ولهذا الرأي المذموم هو هو ذلك الرأي الذي تحرف فيه النصوص وتصرف عن مراداتها ويكون فيه تكلفات وخروج عن معاني ودلالات كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلوات الله وسلامه عليه قال من قال بالقرآن برأيه من قال بالقرآن برأيه وهذا باب للناس فيه فيه جرأة لا حد لها حتى ان كثيرا من الناس يطيب له ان اي امر يعجبه ويروق له يتمحل لنفسه الاستدلال عليه من القرآن بانواع من التكلفات التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان يتمهل بان يأتي استدلالات وشواهد على ذلك من كتاب الله عز وجل فهذا كله من القول في القرآن بالرأي كله من القول بالقرآن في الرأي يعمل الانسان رأيه وفكره ويترك دلالات النصوص ومعانيها وفهم ائمة السلف لها ثم يشغل نفسه اراء سقيمة ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان والشواهد على ذلك من واقع الناس حتى في زماننا فيما يتداوله الناس بينهم من اراء سقيمة وفهوم سقيمة لكلام الله جل وعلا كثيرة جدا وهي من الجرأة على كلام الله عز وجل الرواية الاخرى قال من قال في القرآن بغير علم من قال بالقرآن في القرآن بغير علم وهذه توضح الرواية الاولى توضح قوله من قال بالقرآن برأيه وان وان القائل في القرآن برأيه قائل بغير علم في كتاب الله عز وجل ولو كانت ولو كان المعول على الاراء المجردة ويجعل القرآن تبعا لها ما الحاجة اذا الى القرآن اذا كان المعول على الاراء المجردة والقرآن تبع للاراء يوظفه الناس على ما توصلت اليه اراؤهم وافكارهم فاذا ما الحاجة للقرآن من الناس من طريقته انه يعتقد اولا ثم يستدل يعتقد اولا ثم يستدل تتقرر العقيدة عنده ثم يستدل يبحث لها عن دليل في القرآن والسنة بنوع من التكلف وتحريف النصوص وصرفها عن دلالاتها اذا كان الامر بهذه الصفة؟ اذا ما الحاجة الى القرآن اذا كان القرآن يجعل تابعا الاراء والفهوم التي يتوصل اليها الناس فالشاهد ان ان في هذا تهديدا لمن يقول في القرآن بغير علم او يقول في القرآن برأيه يعمل رأيه المجرد في كتاب الله عز وجل ومن اعمل رأيه المجرد في كتاب الله وقال فيه عن غير علم وعن غير اقتفاء واتباع لسلف الامة فانه مخطئ وان اصاب لانه اخطأ في الطريقة التي تعامل فيها مع كتاب الله تبارك وتعالى وكتاب الله عز وجل معظم ومحترم في الفاظه ومعانيه نعم قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من افتى بغير علم كان اثمه على من افتاه ومن اشار على اخيه بامر يعلم ان الرشد في غيره فقد خانه رواه ابو داوود ثم اورد رحمه الله فهذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من افتي لعل هكذا بغير علم كان اثمه على من افتاه من افتي بغير علم اي من اخذ فتوى من احد المفتين والمتصدرين للفتوى وكان ذاك المفتي قد افتاه بغير علم قد افتاه بغير علم فان اثمه على من افتاه فان اثمه على من افتاه وهذا فيه آآ بيان لخطورة الفتوى بيان لخطورة الفتوى وان الفتوى مسئولية يتحملها المفتي وامانة ورب العالمين جل وعلا يسأله عنها يوم القيامة فاذا افتى شخصا او اشخاصا بغير علم فان اثم هؤلاء عليه فان اثم هؤلاء عليه لانهم ووثقوا به واطمئنوا اليه وعدوه من اهل الذكر فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون وسألوه فافتاهم بغير علم فاصبحت العهدة في هذا الامر عليه اصبحت العهدة بهذا الامر عليه وهذا يبين لنا خطورة الفتوى وانها ليست بالامر الهين وانها امانة ومسؤولية ولهذا قال بعض السلف قديما قال ناصحا من تصدر للفتوى قال لا يكن همك تخليص السائل وليكن همك تخليص نفسك اذا سئلت لا يكن همك متجه لتخليص السائل وليكن همك تخليص نفسك لان الكلام الذي ستقوله اصبح اصبحت مسؤولا عنه اصبحت كلمة انت تسأل عنها يوم القيامة فلا يكن همك تخليص السائل وليكن همك تخليص نفسك وليكن همك تخليص نفسك بعض الناس عندما يسأل ويأتيه السائل مثلا وهو متألم من مشكلة ما ويعاني من امر ما ويتكلم وهو متأثر فربما عطف عليه المفتي او من تصدر الفتوى عطف عليه وحن لكلامه واحب ان يعاونه او على قول بعض العوام يفزع معه احب ان يعاونه قال لا حرج عليك هون عليك لا حرج عليك ليس عليك خطأ افعل ولا حرج مثلا ثم يذهب هذا المستفتي وتبقى العهدة على المفتي يذهب المستفتي بهذه الفتوى وتبقى العهدة على المفتي وهذا يكون ممن يجرؤ على الفتوى بدون علم يبادر الى الفتوى بغير علم وكثير من العوام اذا اطمأن للشخص ولهيئته هو لمظهره استفتاء وخاصة في المواضع الحرجة التي تحتاج الى ما يسمى فتوى فورية امام امر افعل او لا افعل فتحتاج الى فتوى فورية ومثل هذه الامور يحتاج من الانسان ان ينتبه لنفسه وان يخلص نفسه قبل ان يخلص السائل وقد يسأل السائل ويذهب ولا يجده المفتي عندما يتبين له انه اخطأ فيذهب بالخطأ ولا يجده لو احب ان ان يصلح ما افسد او ان يصلح الخطأ الذي وقع منه قد لا يجد المستفتي ولهذا ينبغي على الانسان ان ينتبه وان يحتاط وان يكون همه تخليص نفسه وقد قال السلف رحمهم الله قديما من اخطأ لا ادري اصيبت مقاتله من اخطأ لا ادري يعني من اخطأ كلمة لا ادري عندما يسأل اصيبت مقاتلة اذا كان كل ما يسأل عنه يجيب بثبت وبغير ثبت اصيبت مقاتله يكون بذلك جنى على نفسه جناية بليغة واضر بنفسه اضرارا بليغا لو ايظا اخذنا نظرب الامثلة على هذا الباب من واقع الناس نجد امورا عجبا في في الجرأة على هذا الباب فهذا الحديث فيه تحذير شديد من الجرأة على الفتوى وان ينتبه الانسان عندما يفتي لانه مسؤول امام الله تبارك وتعالى عن ذلك كما ايضا قيل اجرؤكم على الفتوى اجرأكم على النار لانها مسؤولية مسؤولية عظيمة وامانة فهذا الحديث فيه التهديد والتخويف والتحذير من هذا الامر. قال من افتي بغير علم كان اثمه على من افتاه هنا اطرح تساؤلا واجيب عليه حتى ايضا لا يساء فهم الحديث قوله عليه الصلاة والسلام من افتي بغير علم فانما اثمه على من افتاه هل هذا الحديث يعد مسوغا لعوام الناس وعموم المسلمين ان يسألوا كل احد من من يجده يسأله وهو يقول افتاني وان كان فيها اثم فاثمي على من افتاني فهل هذا يعد مسوغا بعض العوام عنده طريقة اذا كان يرغب في شيء معين مثلا طريقة معينة من البيع يريد ان يشتري بطريقة معينة من البيع فيذهب ويستفتي اكثر من واحد الى ان يجد احد المفتين يفتيه في رغبته الى ان يجد احدا يفتيه في رغبته وكل واحد منهم يطرح عليه السؤال بصيغة معينة يحاول من خلالها ان يكسب منه جوابا لما يرغب وبعضهم يصل به الامر في هذا الباب الى ان يصنع مع المستفتي مثل ما يصنع مع التاجر عندما يشتري منه بضاعة الان لما يشتري بعظهم بظاعة من التاجر يساوم التاجر يساومه في في البضاعة وربما الح عليه فبعضهم يفتي العالم بالفتوى فتجده يساومه في ان يعطيه حكما اخر يصومه في ان يعطيه حكما اخر او يقلل مثلا او نحو ذلك فهل يعد او هل هذا الحديث فيه دلالة على ان للانسان ان يستفتي كل احد ويقول اثمي على من افتاني. بعض العوام يقول اه اجعل بينك وبين النار مطوع عالم اجعل بينك وبين النار مطوع يا اي اسأل شخصا في فيما تريد واذا افتاك به خذ به وان كان فيها نار وفيها عقوبة عليه هو فهل هذا يعد مسوغا؟ لا والله الله عز وجل ما امر الناس ان يسألوا كل احد قال فاسألوا اهل الذكر اهل الذكر لا يسأل كل احد وانما الذين يسألونهم اهل الذكر اهل العلم وكلما كان الرجل ارسخ في العلم وامكن في الفتوى فهو الاحق بان يسأل وقد قيل قديما لا لا يفتى ومالك في المدينة اذا كان في البلد عالم راسخ راسخة راسخة القدم في العلم ضلع في العلم وتمكن فيه لا يستفتى غيره وهو موجود اذا حضر الماء بطل التيمم الاصل ان ان يكون بحث الانسان في فتواه عن العالم الراسخ فاذا الحديث لا ليس مسوغا للعوام في ان يسألوا كل احد ويجعل العهدة على من سألوه فان ذمتهم لا تبرأ بذلك. لماذا لانهم لم يحققوا مدلول قول الله تبارك وتعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون الشق الاول من الحديث يتعلق بالفتوى قال من افتي بغير علم كان اثمه على من افتاه ومن اشار على اخيه هذا الشق الثاني ومن اشار على اخيه بامر يعلم ان الرشد في غيره فقد خانه ومن اشار على اخيه بامر يعلم ان الرشد في غيره فقد خانه هذه تعد خيانة وهذا الجانب من الحديث في باب المشورة والنصح للمشاور وان وان المستشار مؤتمن وان المستشار مؤتمن فاذا كان المستشار اي من من اطمأن اخوه لرأيه استشاره في امر من اموره ومصلحة من مصالحه فاشار اليه بامر يعلم ان الرشد خلافة فهذه خيانة له فهذه خيانة له فاذا جانب الحديث الاول يتعلق في الفتوى وجانب الحديث الاخر يتعلق بجانب المشورة وابداء الرأي في في المصالح العامة ونحوها ويبين فيه صلوات الله وسلامه عليه ان من اشار على اخيه بامر يعلم ان الرشد خلافه فهي خيانة فهي خيانة بعض الناس عندما يستشار لا يعمل فكره في بيان الاصلح والانفع لمن استشاره بل يعمل فكره في توريط من استشاره في توريط من؟ استشاره وايقاعه في في العواقب الردية ويستغل استشارته له لمثل هذه الاغراض فهذه تعد خيانة وهو وهي داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم في اوصاف المنافقين اذا اؤتمن خان اذا ائتمنه في في الاخذ برأيه ثم اعطاه رأيا هو في نفسه يعلم انه خلاف الرشد فهذه تعد تعد خيانة نعم لعل والله تعالى اعلم اراد المصنف لهذا الحديث في في باب التحريض على طلب العلم وكيفية الطلب التنبيه لطالب العلم الا يندفع في باب الفتوى وباب الرأي لا سيما عندما يحصل طرفا يسيرا وقليلا من العلم لا يندفع بل يتأنى ويحاول ان ان ان يحيل الفتوى ويتخلص منها كانوا يتدافعون الفتوى لا يتسابقون اليها كانوا يتدافعون الفتوى ويأتيه الشخص ويقول اذهب الى فلان ويذهب الى فلان ويقول اذهب الى فلان لماذا لانها مسؤولية واذا كان هناك من هو اعلم واولى بالفتوى واجدر فيحال اليه يحال اليه ويتخلص المسؤول من مسؤولية الكلمة ومسؤولية الفتوى فايراد المصنف لهذا الحديث بباب كيفية الطلب فيه التنبيه لطالب العلم الا يتسرع الى الى الفتوى ولا يتسرع لابداء الرأي والعلم الذي عنده علم قاصر نعم قال وعن معاوية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الاغلوطات رواه ابو داوود ايضا ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث وفيه نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاغلوطات والاغلوطات كغلوطات المسائل اي ما يكون من تكلفات تقعر تقعر في الكلام والقول لا يزيد الامور الا غموضا ولا الحقائق الا اشتباها والتباسا فنهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الاغلوطات لان الاسلام علانية وواضح واموره بينة ولا حاجة في الاسلام ان ان يثار بين اهله اغلوطات الامور وتعمقات وتكلفات لا يحتاج اليها الناس بل وجودها بينهم لا تزيد الامور عندهم الا اشتباها فنهى عن ذلك بحيث تكون الكلمات في امور واضحة وبينة دون تقعر او تكلف او نحو ذلك نعم قال وعن كثير ابن قيس قال كنت جالسا مع ابي الدرداء رضي الله عنه في مسجد دمشق فجاء رجل فقال يا ابا الدرداء اني جئتك من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني عنك انك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جئتك لحاجة قال فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا الى الجنة وان الملائكة لتضع اجنحتها رضا لطالب العلم وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض والحيتان في جوف الماء وان فظل العالم على العابد كفظل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وان العلماء ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر رواه احمد والدالمي وابو داود والترمذي وابن ماجة ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث العظيم الجامع لفضائل طلب العلم بل ان هذا بل ان هذا الحديث من اجمع الاحاديث لبيان فضائل طلب العلم حيث ذكر النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الجامع خمسة فضائل ذكر خمسة فضائل عظيمة لطلب العلم اعدها واحدة تلو الاخرى صلوات الله وسلامه عليه نصحا للامة وتحريظا لها على طلب العلم وبيانا للعوائد العظيمة والفوائد الكبيرة التي ينالها المسلم بسلوكه لطريق طلب العلم والحديث له قصة آآ رواية ابي الدرداء لهذا الحديث لها قصة لطيفة ساقها المصنف رحمه الله الا وهي ان رجلا جاء الى ابي الدرداء وكان ابو الدرداء في دمشق والرجل كان في المدينة ورحل من المدينة الى دمشق ولم يحركه في رحلته من المدينة وانطلاقه منها الا الحديث سماع حديث بلغه ان ابا الدرداء يحدث به فاشتاقت نفسه الى سماع هذا الحديث من الصحابي الراوي للحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فتحرك من المدينة والرحلة في ذلك الوقت مشقة عظيمة ليست كالحال في وقتنا الرحلة الى الشام تحتاج الى قرابة شهر كامل يتعرض فيه الانسان الى الشمس ووهج الصحراء ونفح الرياح وانواع من المتاعب والمخاوف تعرض لامور كثيرة فهذا الرجل لم يعبأ بذلك كله مقابل ان يسمع هذا الحديث وخرج من المدينة خرج من المدينة وانطلق ذاهبا الى الشام لحديث واحد والرحلة في ذلك الوقت مكابدة وعناء وكان الرجل في ذلك الوقت اذا جاءهم من السفر يعرفون يعرفون فيه اثر السفر ولهذا كانوا مستغربين عندما جاء جبريل على صورة اعرابي قالوا سديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرف منا احد غريب هذا عادة اذا جاء الانسان من السفر واظح في ذلك الزمان اما في زماننا من جاء من السفر ومن لم يأتي ليس ليس بينهما فرق لا تتغير الهيئة ولا الملامح ولا يظهر عليه غبار ولا تتسخ الثياب ولا اي شيء اخر يأتي من اقصى الدنيا ويكون سفره حاله فيه مثل حال المقيم في اجواء مكيفة وكراسي مريحة والماء والعصير والطعام والشراب والمسافة ايضا لا تطول. الذي يقطع في تلك الازمان في شهر يقطع الان بالطائرات في ساعة او ساعتين وليتنا نشكر الله عز وجل ليتنا اذا اذا ركبنا هذه الوسائل التي من الله علينا بهذا الزمان نقول سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين اي مطيقين وانا الى ربنا لمنقلبون ليتنا نذكر نعمة المنعم سبحانه وتعالى وفظله وتيسيره وليتنا ايضا نستعمل هذه الوسائل التي يسرها الله لنا في فيما اباحه الله لنا وفيما اوجبه علينا وفيما فرضه علينا الان من الناس من يمتلك هذه الوسائل ويستخدمها في الحرام يخرج من بيته يفتح يشغل سيارته وينطلق الى الحرام استعمل هذه الوسائل التي اكرمه الله بها ومن عليه بها في امور محرمة واثام ينطلق بسيارته التي هي نعمة الله عليه وتيسيره سبحانه وينطلق فيها الى حيث الحرام وحيث الباطل والعياذ بالله فعلى كل حال هذا الرجل انطلق من المدينة متحملا مكابدة السفر والمعاناة الشديدة الى ان وصل الى دمشق وبحث عن ابي الدرداء حتى وصل اليه وسأله عن الحديث فكان ابو الدرداء قال الرجل اني جئت من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني عنك انك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جئتك لحاجة انظر الى الهمة الكبيرة التي تبدو لك واضحة من كلامه قال جئتك من المدينة الى دمشق جئتك من المدينة لحديث بلغني عنك انك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جئتك لحاجة ايضا لاحظ كبر الهمة هل الرجل جاء يطلب الحديث نفسه او يطلب علو السند فيه الحديث بلغه الحديث بلغه ان ابا الدرداء يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء يطلب علو السند فيه وجاء يطلب ايضا امرا اخر لعلنا ادركناه وهو الفضائل التي في الحديث الفضائل التي للحديث فضائل طلب العلم انطلق الى ابي الدرداء ليسمع منه هذا الحديث الذي عدد فيه النبي عليه الصلاة والسلام فيه تلك الفضائل وهو طامع ان تكتب انفاسه وخطواته وسيره وسفره تكتب له رفعة عند الله سبحانه وتعالى وهذا ما ينبغي ان يكون عليه وهذا ما ينبغي ان يكون عليه طالب العلم في طلبه للعلم ان يحتسب جهده وقته جلوسه سيره سفره معاناته كل هذا يحتسبها عند الله تبارك وتعالى والله لا يضيع اجر من احسن عملا جاء في بعض روايات هذا الحديث ان ابا الدرداء استوثقه في الاسئلة لان الامر ليس بالهين. قال اما جئت لحاجة؟ قال لا والله. قال اما جئت لتجارة؟ قال ما جئت تجارة قال ما جئت الا لهذا الحديث؟ قال والله ما جئت الا لهذا الحديث فهذه السؤالات من ابي الدرداء للرجل ليست ليس المراد تخوينه ليس المراد تخوينه او الشك في في صدق حديثه ولكن المراد منها اظهار عظمة عظمة الامر ما جئت لتجارة ما جئت لحاجة ما جئت الا لهذا الحديث بهذه السؤالات يظهر قيمة العمل الذي بذله نظيره هذا ما جاء في صحيح مسلم من حديث معاوية رضي الله عنه كان النبي قال قال معاوية كنا حلقة جلوس في المسجد نتذاكر. فخرج علينا رسول الله وصلى الله عليه وسلم وقال ما اجلسكم ما اجلسكم؟ قلنا جلسنا نتذاكر الاسلام وما من الله علينا به قال الله ما اجلسكم الا ذلك؟ لماذا حلفهم هل هذا شك منه في في صدقهم؟ لا والله االله ما اجلسكم الا ذلك؟ قلنا والله ما اجلسنا الا ذلك. قال اما والله اني لم استحلفكم تهمة لكم لم استحلفكم تهمة لكم لم اطلب منكم ان تحلفوا لكوني اتهمكم اذا اذا لماذا امام الله اني لم استحلفكم تهمة لكم ولكن اتاني جبريل انفا فاخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته اتاني جبريل انفا فاخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته. امر في غاية العظمة فاذا ابو الدرداء رضي الله عنه في تلك السؤالات كان اراد ان يبرز قيمة هذه الهمة العالية في في طلب العلم وتحصيل العلم ثم روى له الحديث قال فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا الى الجنة وان الملائكة لتضع اجنحتها رضا لطالب العلم وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض والحيتان في جوف الماء وان فظل العالم على العابد كفظل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وان العلماء ورثة الانبياء. وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر فذكر هذا الحديث العظيم المشتمل على خمس جمل مشتملة على خمسة فضائل لطلب العلم الفظيلة الاولى قال من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا الى الجنة. هذه الفظيلة الاولى ان طلب العلم طريق للجنة ان طلب العلم طريق الى الجنة وتأمل هذا في قوله تعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون والعمل لا بد فيه من علم والعلم قبل القول والعمل ولهذا فهي امور اه منتظمة كل واحد منها آخذ بالاخر طلب للعلم ومعرفة له ولقدره ولفظله ولتفاصيله ثم عمل وجد واجتهاد على بصيرة وبينة ثم منة عظمى وكرامة كبرى يوم القيامة بالفوز برضا الله سبحانه وتعالى ودخول جنات النعيم فمن سلك طريقا يطلب فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وقوله هنا سهل الله له به طريقا الى الجنة فيه لفتة عظيمة جدا في فضل العلم العلم عندما يصدق صاحبه في الطلب يسهل له الاعمال يسهل له الاعمال ويلين له الطاعات الطاعات والاعمال لا لا تلين لصاحبها الا بالعلم وهذا امر واضح لان العلم تدرك به فضائل الاعمال الصحيحة واثارها وعوائدها الحميدة وايضا تدرك به خطورة فالتقصير فيها والانتقاص لها فيكون العلم حاجزا لصاحبه عن الرذائل باعثا له الى بلوغ اعلى الرتب في الفضائل فالعلم من اثاره المباركة وعوائده الطيبة على صاحبه انه يلين له الطاعات وفي الوقت نفسه ايضا يبغض له المعاصي والاثام فيخرج من من العلم بنفس مطمئنة بقلب منشرح بايمان بنور بظياء يهتدي به ولهذا قال ابن القيم رحمه الله في بعض كتبه ان العبد يحتاج من اجل ان يبلغ الرتب العالية يحتاج الى امرين علم يهديه وهمة عالية ترقيه اذا لم يكن عند الانسان علم وعنده همة يمشي في ظياع ويسير في ضلال العلم هو الذي يهدي الانسان ويضيء له الطريق فيحتاج الى علم يهديه ويحتاج ايضا الى همة ان وجد العلم ولم توجد الهمة لم ينتفع بالعلم واذا وجدت الهمة ولم يوجد العلم مشى الانسان في ضلالات وبدع ما انزل الله بها من سلطان قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا فيحتاج الى الامرين معا العلم والهمة والعلم اساس العلم اساس تبنى عليه الاعمال وتقام عليه الطاعات قال من سلك طريقا يطلب فيه علما سهل الله سهل الله انظر هذه الجملة وقف عندها سهل الله لهم به طريقا للجنة. الصدق في طلب العلم يسهل الله تبارك وتعالى به على العبد طريق الجنة بانشراح صدره للطاعات واقباله على الاعمال وجده واجتهاده فيها وبعده عن الاثام كل ذلك من التسهيل والتيسير الذي يمن الله تبارك وتعالى به على طالب العلم. اذا هذا من الفضائل للطلب ومما يبعث النفس على الحرص على طلب العلم قال في الفضيلة الثانية وان الملائكة لتضع اجنحتها رضا لطالب العلم وان الملائكة لتضع اجنحتها رضا لطالب العلم الملائكة لها اجنحة كما قال الله جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاثة ورباع يزيد في الخلق ما يشاء وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل وله ست مئة جناح فالملائكة لها اجنحة ومن الملائكة من وكل الله عز وجل اليهم تتبع اه حلقات العلم ومجالس العلم ان لله ملائكة فظلا كما جاء في في الحديث يطلبون حلق حلق الذكر فاذا وجدوها قالوا هلم الى حاجتكم هذي مهمتهم يجولون ويطوفون واذا وجدوا حلقة ذكر تنادوا هلم الى الى حاجتهم فيحفون مجالس العلم بالاجنحة ويضعون آآ ويضعون اجنحتهم لطالب العلم رضا بما يصنع اي بصنيعة وهذا الامر وان كان طلاب العلم لا يرونه وان كان طلاب العلم لا يرونه لانه امر مغيب وهذا من الايمان بالغيب وان كانوا لا يرونها الا اننا منه على يقين نحن على يقين تام بان هذا الامر يكون لان الذي قاله صادق مصدوق صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وان كان وان كانوا لا يرون لكن نؤمن بذلك دون شك او ريب وعدم الرؤية ليس شاهدا ولا دليلا على انتفاء هذا الامر واخبار النبي عليه الصلاة والسلام للامة بهذا الخبر المغيب الخبر الغيبي لاي شيء لماذا اخبرنا بذلك هل اخبرنا بذلك معلومة او لمزيد معلومات نظيفها الى الى المعلومات التي عندنا ام ذكر ذلك عليه الصلاة والسلام حتى يكون يكون هذا الامر دافعا دافعا لولا اخباره عليه الصلاة والسلام بهذا الامر لما علمنا الله جل وعلا له ملائكة الله جل وعلا له ملائكة سيارون يبحثون عن حلق العلم واذا وجدوا حلق العلم حفوهم باجنحتهم في الحديث الاخر قال ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده فقوله هنا وحفته الملائكة وفي الحديث الاول تضع اجنحتها اجنحتها هذا امر لا علم لنا به لولا اخبار النبي عليه الصلاة والسلام فهو عليه الصلاة والسلام اخبر بذلك نصحا للامة وحتى يكون ذلك باعثا للانسان لمزيد من الطلب وحرص عليه ويأنس طالب العلم طالب العلم يأنس بهذا الامر ان ملائكة الله الكرام الاطهار البررة تضع اجنحتها له رضا بما يصنع واذا جلس مجلس العلم حفته باجنحتها فهذه كرامة ومنة اكرم الله سبحانه وتعالى بها طالب العلم ففيأنس بذلك وينشط في الطلب ويجد ويجتهد وهذا من اثار الايمان بالغيب وباصول الايمان على العبد في سلوكه واعماله وطاعاته ابن رجب رحمه الله له كتاب قيم جدا شرح فيه حديث ابي الدرداء مطبوع مفردا ذكر فيه قصة فيها عظة وعبرة وهي قصة احد الملاحدة الزنادقة وما اكثرهم في كل زمان لما سمع بهذا الحديث وان الملائكة لتضع اجنحتها اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع لما سمع بهذا الحديث جاء يوم وصنع لنفسه حذاء جعل في اسفله مسامير جعل في اسفل الحذاء مسامير ثم جاء يمشي في الطريق بجوار بعض طلبة العلم على وجه الاستهزاء والسخرية والتهكم فسأله سائل لماذا هذا الحذاء الذي بهذه الطريقة في اسفله مسامير فقال والعياذ بالله اريد ان اطأ اجنحة الملائكة اريد ان اطأ اجنحة الملائكة كانه يقول ماذا كانه كانه يقول على وجه السخرية والتهكم ما في ملائكة وهذا الامر خرافة ولا اصل له فشل الله سبحانه وتعالى قدميه تسمرت في مكانه يبست قدماه وتسمر في مكانه وهذه عقوبة معجلة وعقاب الاخرة اشد وابقى ومن سلم من عقاب الدنيا امام عقاب الاخرة فهذا يعتبر به اعتبر به من اه وجد عنده شيء من الجرأة والعياذ بالله في التهكم باحاديث النبي عليه الصلاة والسلام وقد يجرأ بعض الناس جرأة سافرة والعياذ بالله بان يتهكم في الاحاديث او ببعض السنن الصحيحة الثابتة وهذا في من اخطر ما يكون على الانسان ومثل هذه القصة قصة لاحد المتهكمين الساخرين قد قال الله في القرآن انا كفيناك المستهزئين فقصة ذكرها النووي رحمه الله عن احد الساخرين سمع حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي قال فيه آآ اذا اذا نام احدكم اذا قام احدكم فليغسل يده ثلاث مرات فانه لا يدري اين باتت يده لا يدري اين باتت يده فقال ساخرا انا ادري اين باتت باتت معي في الفراش اي ما باتت في مكان بعيد هي معي باتت في الفراش. يقول ذلك ساخرا فنام تلك الليلة واصبح ويده داخل دبره اصبح ويده في داخل دبره عقوبة وانا كان مؤجل ولو سلم مثل هذا من مثل هذه العقوبة التي يجعلها الله عبرة له ولغيره ان سلم منها في الدنيا فامامه عقوبات وكم من المصائب التي تذهب بعض الناس في حياته باسباب منها الجرأة السافرة على دين الله وعلى سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم فالشاهد ان هذا الحديث او هذه الجملة للحديث فيها فضيلة عظيمة مباركة لطلب العلم الا وهي ان الملائكة تظع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع ثم ذكر فضيلة ثالثة قال وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض والحيتان في جوف الماء هذي ايظا فضيلة وهي نظير ما تقدم ايماننا به ايماننا بها جزء من ايماننا الغيب ايماننا بهذه الفضيلة جزء من ايماننا بالغيب نحن لم نرى الملائكة يا يضعون اجنحتهم لطالب العلم وايضا لم نسمع استغفار السماوات والارض والحيتان لم نسمع هذا لكننا من في استغفارها لطالب العلم على يقين حتى الحيتان التي تسبح في الماء على كثرتها نحن على يقين تام انها تستغفر لطالب علم تقول اللهم اغفر له والسماوات تستغفر الله والارض تستغفر له وهذا فظل الله سبحانه وتعالى وهذا فضل الله سبحانه وتعالى تأمل هذه الفظيلة مع قول الله جل وعلا الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا هذا عام هذا عام لاهل الايمان لكن طالب العلم قال وان العالم العالم ليس العالم آآ يستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في العالم خص هناك يستغفرون للذين امنوا اما زيادة على ذلك السماوات والارظ ومن فيها والحيتان هذا للعالم ليس لكل اهل الايمان وانما للعلماء لماذا ما الحكمة ان العالم خص بان تستغفر له السماوات وتستغفر له الارظ وتستغفر له الحيتان في الماء اهل العلم اخذوا يبحثون عن بعض الحكم لا يجزم بها لكن اشياء يتلمسونها ومن اوضح ما قيل في الحكمة امران الامر الاول قالوا لان النفع الذي يكون من العالم ليس قاصرا على الناس حتى الدواب تستفيد من العلم الدواب تستفيد من علم العالم لماذا لان العوام والجهال وعموم الناس يسمعون دائما من اهل العلم الحث على الرفق بالحيوان واللطف ببهيمة الانعام ورحمتها والاحسان اليها ويروون لهم الاحاديث في ذلك ويفردون المصنفات في ذلك فما يكون من نفع يأتي من جهة العالم ليس المستفيد منه آآ الناس بل ايضا تستفيد منه حتى الحيوانات والاحاديث في الرفق بالحيوان كثيرة يرويها العلماء ويشرحونها ويبينونها ويوضحونها للناس قد مر معنا في هذا المجلس جملة طيبة مباركة منها في الكلام على كتاب الادب المفرد للامام البخاري رحمه الله تعالى الشاهد ان الاحاديث في هذا الباب كثيرة جدا عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه. هذا جانب هذا امر قيل في الحكمة لكن هناك امر اوظح من هذا واجل واعظم من هذا الامر الا وهو ان هذه الكائنات السماوات في الارض من فيها الجبال الاشجار الدواب كلها مسبحة لله مطيعة لله عابدة لله جل وعلا ساجدة لله خاضعة لله تسبح له السماوات السبع والارظ ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم فهذه الكائنات والمخلوقات الجمادات منها والحيوانات كلها مسبحة وساجدة لله وكثير من الناس وكثير حق عليه الضلال فاستغفار هذه الكائنات للعالم لانه يعمل عملا دؤوبا في اصلاح الناس لان يحققوا العبودية التي خلقوا لاجلها واوجدوا لتحقيقها وهذه الكائنات عابدة لله فهي فهي تستغفر له لانه يصلح لانه يصلح الفساد الذي يكون في الناس والخروج الذي يكون في الناس عن العبودية التي خلقوا لاجلها واوجدوا لتحقيقها وفساد الناس بخروجهم عن التوحيد وعن الطاعة يفسد الكون ويضر به ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس فعمل العالم في اصلاح الناس ودعوتهم صلاح للكون صلاح للناس صلاح للارظ صلاح للبحار فهذه حكمة اخرى قيلت باستغفار من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في الماء للعالم قال عليه الصلاة والسلام وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض والحيتان في جوف الماء وايضا لاحظ تعبير النبي عليه الصلاة والسلام هنا بقوله في جوف الماء ولم يقل في الماء تنبيها الى ان الى ان الحيتان المستغفرة حتى من كان فيها في اعماق الماء وفي لجج البحار واعماق البحار ايضا تستغفر للعالم ليست ليست فقط الحيتان المستغفرة هي الحيتان التي على الشواطئ والقريبة بل ما كان منها في جوف الماء وما اكثرها كلها تستغفر آآ العالم تستغفر العالم فهذا من من الفضائل التي تحرك في الانسان طلب العلم حتى يكون من الاشياء التي يحوز عليها ويحظى بها هذه الفظيلة العظيمة ثم ذكر الامر الرابع قال وان فظل العابد وان فظل العالم على العابد كفظل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وهذا مثل عظيم جدا ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم ليبين من خلاله التمايز والتفاضل بين العالم والعابد وكانه يقول لك عليه الصلاة والسلام اذا اردت ان تعرف الفرق والتفاضل بينهما فتعال يوم الخامس عشر او الرابع عشر من الشهر وانظر الى السماء وانظر الى السماء ترى القمر وترى النجوم ترى القمر وترى النجوم اذا نظرت الى النجوم تجد ان في نفسها جميلة في نفسها جميلة وزينة ومنظرها جميل وتحب تحبها شيء طيب وجميل ومنبر طيب وجميل لكنها لا تضيء لا تضيء لك لانك اذا جئت في اخر الشهر عندما يذهب ضوء القمر تظلم الارض والنجوم الذي في السماء لا تضيء لك الطريق. وتصبح ليلة ظلماء اذا لم يكن معك مصباح قد لا ترى طريقك لكن في في ليلة البدر ليلة الرابع عشر عندما يكون البدر تماما تجد الارظ مظيئة فتدرك الفرق بين النجوم وبين القمر ايضا الفرق بين العالم والعابد هو هذا العابد العابد عبادته لنفسه من صلاة وصيام وصدقة وبر وغير ذلك هذا نفعه قاصر عليه خاص به اما العالم فعلمه ليس خاصا به بل ضياء للناس وظياء للامة ونفع للخلق مثل ضوء القمر في في ليلة الرابع عشر يضيء الدنيا والعالم ضياء ضياء للناس ونور بما يبين لهم من العلم والهدى والحق والخير ولهذا قال بعض اهل العلم قديما لولا العالم اي بفضل الله سبحانه وتعالى لكان الناس مثل البهائم كيف يعرف الناس الدين وكيف يعرفون الاحكام كيف يعرفون الطهارة وكيف يعرفون اه كيف يطلق؟ كيف ينكح؟ كيف يصلي؟ كيف يصوم؟ الا عن طريق العالم حتى بعض الناس الذين يتجرأون على بعض العلماء بالوقيعة بهم اذا وقع في امر واشكال يتعلق بالدين وكان حريصا على معرفة الحق فيه يذهب الى العالم الذي كان يطعن فيه ويسأله فالعلماء ضياء العلماء ضياء ونور للناس. اذا هذا الحديث يبين الفرق بين العالم والعابد كالفرق بين القمر والنجوم بعض العلماء ذكر لطيفة في تشبيه العالم بالقمر القمر كما هو معروف ظوؤه من ظوء الشمس والنبي صلى الله عليه وسلم وصفه الله بالقرآن بانه سراج منير والسراج هو الشمس وجعلنا سراجا وهاجا اي الشمس فالعالم شبه بالقمر لان ضوء القمر من الشمس والعالم علمه من من النبي عليه الصلاة والسلام كما سيأتي معنا في الحديث وان العلما ورثت الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر ثم ذكر الفظيلة الخامسة قال وان العلماء ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر اي انه كلما كان نصيب العبد من العلم النبوي والموروث النبوي اكبر كان نصيبه من الحظ الوافر من الخير والنصيب الاعظم من الخير اعظم فالعلما ورثة الانبياء والانبياء لم يورثوا اموالا لم يورثوا دنانيرا ولا دراهما وانما ورثوا العلم ميراث الانبيا العلم فمن اخذ العلم وتلقاه وحصله فقد اخذ بحظ وافر من اللطائف التي تذكر هنا قصة ابي هريرة رضي الله عنه اتى الى الناس وهم في السوق يبيعون ويشترون وقال لهم ما بالكم جلوس هنا تبيعون وتشترون وميراث النبي صلى الله عليه وسلم يقسم في المسجد قالوا الميراث يقسم في المسجد؟ قال نعم ميراث النبي صلى الله عليه وسلم يقسم الان في المسجد فانطلقوا الى المسجد يبحثون عن الميراث وفي بالهم ان فيه مال يقسم فلما دخل المسجد وجدوا عالما ينشر علما وجدوا عالما ينشر علما فقال لهم هذا ميراث النبي صلى الله عليه وسلم قصة تروى عن عن ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه فالعلماء ورثت الانبياء وهم ايضا الذين يقسمون هذا الميراث بين الناس ولا يزال آآ هذا هذا العلم الموروث من النبي صلى الله عليه وسلم يتناقله الناس يأخذه اللاحق عن السابق ويحمله في كل امة خيارها وعدولها كما جاء في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين هذا يسأل ما حكم السواك في الحج السواك لا يؤثر بل هو مطلوب في الحج وفي غيره وقوله عليه الصلاة والسلام لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة يدل على استحباب اه السواك عند كل صلاة سواء ايام الصيام او ايام الحج او اي وقت اخر فهو سنة ثابتة باقية في الحج وفي الصيام وفي غيره. نعم وهذا يسأل يقول يا شيخ هل يجوز لنا في ايام الحج النوم في كيس النوم علما انه يغطي الجسم كله الا الرأس الذي يظهر والله تعالى اعلم ان هذه الاكياس الحديثة التي تستعمل نوم الاولى الا آآ يستعملها الحاج بالطريقة التي اه اه صنعت فيها بحيث انه يدخل فيها ويكون آآ اه اه داخل كيس لا يستعملها لانها فيها شيء من من الشبه اللباس المحيط ببدنه ووله ان يستعملها كغطاء له ان يستعملها كغطاء يلتحف به او يفترسه ولا حرج على الحاج في ان يتغطى بملحفة او ببطانية او بمثل هذه الاشياء لكن لا يجعل نفسه داخلها كما صنعت بحيث انه يكون في داخلي كيس لا يستعملها بهذه الصفة الحاج له ان ان يغطي نفسه ببطانيتين او ثلاث ولا يغطي رأسه لا يغطي رأسه ولو فرظ ان البرد شديد خاصة في في مزدلفة في تلك الليلة ينام الناس في الغالب في العراء واذا كان البرد شديد الهواء ايضا متحرك ويخشى الانسان على نفسه من الزكام او من المرض وآآ رغب ان ان يغطي رأسه اتقاء للمرض فلا بأس بذلك لكن يفدي فدية الاذى اذا اضطر يغطي رأسه ولكن يفدي فدية الاذى الاذى وهي وهو مخير في ذلك بين امور ثلاثة ففدية من صيام او صدقة او نسك يصوم ثلاثة ايام او يطعم ستة مساكين او يذبح شاة لفقراء الحرم احسن الله اليكم هذا السائل يقول ما هو او ما هي اقل مدة زمنية للمتمتع بين العمرة والحج حيث انه سوف يدخل مكة يوم السابع من ذي الحجة فهل يحج مفردا ام قارنا ام متمتع ليس هناك مدة زمنية بل يعد متمتعا لو انه طاف وسعى وقصر وتحلل ثم اهل بالحج فهو في هذه الحال متمتعا لو كان لم يبقى حلالا الا لحظات يسيرة او بقي حلالا اياما هو في هذا يعد متمتعا نعم والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين