الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله طوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. نعم. الحمد لله رب رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال شيخ الاسلام الامام الاواب محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا الكلمة الحكمة ظالة المؤمن. فحيث وجدها فهو احق بها رواه الترمذي وقال غريب وابن ماجة اورد رحمه الله تعالى فهذا الحديث في باب التحريض على طلب العلم وبيان كيفية الطلب وهذا الحديث يتعلق بالجانب الثاني من الباب الا وهو كيفية طلب العلم. كيفية طلب العلم وان طالب العلم الحريص عليه اذا وجد ضالته وفائدته من العلم اخذها اينما وجدها فلا يرده عن اخذ الفائدة والعلم كون الذي اخذ منه العلم اقل منه منزلة او علما او نحو ذلك قال الكلمة الحكمة ظالة المسلم الكلمة الحكمة ظالة المؤمن المراد بالكلمة اي الكلام والمراد بالحكمة اي الذي هو ذا حكمة الكلام الذي فيه حكمة بان يكون فيه بيان لامر من امور الشريعة او موعظة من المواعظ او نصيحة يحتاج اليها العبد او نحو ذلك فالكلمة التي فيها حكمة ونفع وفائدة هي ظالة المؤمن والضالة هي الشيء المفقود الذي يبحث عنه صاحبه ويسعى في طلبه واذا وجده فرح به وامسك به قال الكلمة الحكمة ظالة المؤمن فحيث وجدها فهو احق بها فحيث وجدها فهو احق بها اي احق بالكلمة الحكمة من قائلها ولا سيما اذا كان القائل انسان مفرطا او مقصرا او غير مبال فالمؤمن صادق الايمان الجاد في طاعة الرحمن تبارك وتعالى اذا وجد الكلمة المشتملة على الحكمة فانه يأخذ بها وهو احق بها اي احق بها من قائلها اذا كان مفرطا قد يقول الكلمة التي فيها الحكمة الفاجر قد يقولها الفاسق قد يقولها المعرض فالمؤمن صادق الايمان اذا سمعها لا يظره كون الذي سمعها منه فاجرا او او فاسقا او او مقصرا في الا يأخذ بالحق والصواب كأن يذكر له اية من القرآن فيها دلالة ظاهرة على امر معين او حديثا وفيه دلالة ظاهرة على امر معين يكون الانسان غافلا عن عن هذه الدلالة والانتباه لها فلا يجعل دنو منزلة من سمع منه هذا الكلام سببا لرده وعدم قبوله قال الكلمة الحكمة ظالة المؤمن ان وجدها قال فحيث وجدها فهو احق بها احق بها اي من قائلها و شأنها شأن الضالة فالانسان اذا وجد ضالته بيد شخص اخذها حتى لو كان الشخص الذي بيده الضالة فاسق او حقير او نحو ذلك فانه يأخذها ولا ولا يبالي بالذي وجدها عنده من هو الشاهد ان طالب العلم ينبغي ان يكون حريصا على الخير اذا وجده ظفر به وهو احق به نعم قال وعن علي رضي الله عنه قال ان الفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يرخص لهم في معاصي الله ولم يؤمنهم من عذاب الله ولم يدع القرآن رغبة عنه الى غيره انه لا خير في عبادة لا علم فيها ولا علم لا فهم فيه ولا قراءة لا تدبر فيها. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر الجميل العظيم عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه وعن الصحابة اجمعين في بيان من هو الفقيه حقا مبينا رضي الله عنه ان الفقيه ليس كثرة معلوماته الفقهية ولا بكثرة كلامه ولا باعتبارات عديدة يراها الناس بل هناك ضوابط تدل على فقه الرجل وعلى حسن فهمه وجمال دلالته للناس الى الخير فهو فقيه في علمه بالشريعة فقيه في بيانه للناس ونصيحته لهم فقيه في باب الترغيب والترهيب في باب الرغبة والرهبة فقيه في ذلك كله قال رضي الله عنه ان الفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله. هذا الامر الاول مما ذكره رضي الله عنه. لانه ذكر امورا اذا هي صفات للفقيه حقا فالامر الاول قال من لم يقنط الناس من رحمة الله فهذا من الفقه بعض الناس لقلة فقهه قد يقنط الناس ولا سيما المقبلين على التوبة من رحمة الله عز وجل مثال ذلك قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا ثم سأل عن اعلم اهل الارض فدلوه الى رجل عابد فذهب اليه وسأله قال انه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة قال لا لا اعلم لك توبة. هذا تقنيط من رحمة الله قال لا اعلم لك توبة فهذا دليل على عدم فقهه ثم انه كمل به المئة قتله ثم سأل عن اعلم اهل الارض فدلوه الى عالم فسأله هل له من توبة؟ قال ومن يحول بينك وبينها باب التوبة مفتوح ورب العالمين يقول قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا لا تقنطوا من رحمة الله اي مهما عظم الذنب وكبر الجرم فالله عز وجل لا يتعاظمه ذنب ان يغفره مهما كان جرم الانسان وذنبه وخطيئته حجما وعددا فالله سبحانه وتعالى غفور رحيم يعفو عن الذنوب ويغفر السيئات ويصفح ويتجاوز واثنى على نفسه بذلك تبارك وتعالى في مواضع كثيرة من كتابه جل وعلا فالفقيه حقا من لا يقنط الناس من رحمة الله بل يجتهد في دعوتهم الى التوبة الى الانابة الى الاوبة الى الله عز وجل الى الفوز برحمة الله تبارك وتعالى ورضاه فهذا هو الفقيه حقا لا ييأس الناس ولا يقنطهم من رحمة الله تبارك وتعالى بل يجتهد في ترغيبهم في التوبة ودلالتهم الى ابوابها وبيانه لسعة رحمة الله تبارك وتعالى ومغفرته وانه عز وجل وسع كل شيء رحمة وعلما قال ولم يرخص لهم في معاصي الله هذا الامر الثاني ولم يرخص لهم في معاصي الله ليس من الفقه في دين الله تبارك وتعالى ان يرخص للناس في المعاصي او ان يهون لهم امر المعاصي او ان يقال لهم في المعاصي لا حرج لا حرج عليك في فعلها فهذا ليس من الفقه ليس من الفقه في دين الله كما انه لا يقنط الناس من التوبة ايضا لا يرخص لهم في المعصية لا يقنطون من التوبة ولا يرخص لهم في المعصية تقنيطهم من التوبة افراط والترخيص لهم في المعصية تفريط ودين الله تبارك وتعالى وسط بين الافراط والتفريط التائب المقبل لا يقنط ويقال له لا مجال للتوبة لمثلك وايضا من بدأت تتفلت نفسه نحو المعصية لا يرخص له فيها ولا يهون له من شأنها فهذه وسطية ينبه عليها رضي الله عنه في هذا الباب هي من كمال فقه الرجل لا يقنط الناس من الرحمة ولا يرخص لهم في المعصية وهذا يحدث توازن من العالم الفقيه الحصيف في مناصحته للناس يبين لهم جرم الذنوب وخطر الذنوب وسوء عاقبة الذنوب وفي الوقت نفسه ايضا يدعوهم للتوبة ويبين لهم ان ابوابها مفتوحة وان الله عز وجل يغفر الذنوب جميعا ثم ذكر له ثم ذكر الامر الثالث قال ولم يؤمنهم من عذاب الله ولم يؤمنهم من عذاب الله ولا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون لا يؤمنهم من مكر الله ومن عذابه تبارك وتعالى بل يجمع لهم بين الخوف والرجاء والترغيب والترهيب ومتى يكون الفقيه مؤمنا متى يكون الرجل مؤمنا للناس من عذاب الله تبارك وتعالى اذا كان لا يفقه طريقة تعليمهم وطريقة نصحهم وتوجيههم في ذكر لهم مثلا الفضائل يذكر لهم الفضائل وفي الوقت نفسه لا يذكر لهم الوعيد والعقوبة على الجرائم التي يقترفونها كأن يجد اناسا يباشرون معاصي وكبائر وجرائم ثم يكون حديثه معهم في حدود قول النبي عليه الصلاة والسلام من قال لا اله الا الله دخل الجنة وان زنى وان سرق او مثلا من قال كذا غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ويكتفي عرظ امثال هذه الاحاديث عليهم دون ان يعرظ عليهم احاديث الوعيد فاذا كان تعليمه لهم بهذه الصفة امنهم من عذاب الله لانه لم يذكر لهم الاحاديث التي فيها الوعيد ولهذا قال العلماء رحمهم الله من اعمل نصوص الوعد واهمل نصوص الوعيد دخل في جانب الامن من من مكر الله ومن عذابه ومن اعمل نصوص الوعيد واهمل نصوص الوعد دخل في جانب القنوط من رحمة الله ولا يتحقق التوازن في هذا الباب الا باعمال نصوص الوادي والوعيد والرجاء والخوف اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ولهذا تجد نصوص القرآن جامعة بين الوعد والوعيد اما اذا وقف الانسان عند جانب منها وقع في الخطأ كمن يقرأ نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم ويقف بعض العصاة يفعل ذلك نبه عبادي اني انا الغفور الرحيم. يفعل المعصية واذا نوصح قال ربك غفور رحيم طب اكمل الاية وان عذابي هو العذاب الاليم لا يحصل التوازن للعبد في سيره الى الله تبارك وتعالى الا بالرجاء والخوف بهما معا ولهذا قال العلماء رحمهم الله الرجاء والخوف بالنسبة للمؤمن كجناحي الطائر لا يستطيع الطائر ان يطير الا بالجناحين لو قص احد جناحيه لم يستطع الطيران وهكذا امر الرجاء والخوف بالنسبة للمؤمن لا بد ان يكون راجيا خائفا فاذا كان من اهل الرجاء بلا خوف امن واذا كان من اهل الخوف بلا رجاء قنط اذا الفقيه لا يؤمن الناس من مكر الله ولا ايظا يقنطهم من رحمة الله تبارك وتعالى مهما كانت ذنوبهم احد السلف وهو الحسن البصري رحمه الله تعالى لما قرأ قول الله سبحانه وتعالى ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم في قصة اصحاب الاخدود لما قرأ قول الله تبارك وتعالى ثم لم يتوبوا قال انظروا الى هذا الكرم انظروا هذا الى هذا الجود قتلوا اولياءه وخدوا لهم مخدودا والقوهم فيه ويدعوهم للتوبة ولهذا عند هذه الاية قال احد السلف ولعله ابن عباس قال من ييأس الناس من التوبة بعد هذا من الذي يأس الناس من التوبة بعد هذا؟ يقتلون اولياءه واصفيائه ثم يدعوهم للتوبة يقول ثم لم يتوبوا هذه دعوة لهم الى التوبة الى الله سبحانه وتعالى فالشاهد ان الفقيه لا لا يقنط وفي الوقت نفسه لا ييأس وكلمة علي رضي الله عنه فيها رد على مذهبين متطرفين وجد فيما بعد قبل هذه وبعد هذه الكلمة ونشأ في الامة مذهب قائم على اعمال نصوص الرجاء واهمال نصوص الخوف وهو مذهب المرجئة ومذهب قائم على اعمال نصوص الخوف واهمال نصوص الرجاء ومذهب الخوارج ودين الله سبحانه وتعالى وسط بين ذلك وسط بين ذلك والوسطية في هذا الباب لا تكون الا بهذا الامر الذي ذكره علي رضي الله عنه في بيان الفقيه حقا وان الفقيه حقا لا يقنط الناس من الرحمة ولا يرخص لهم في المعصية ولا يؤمنهم من عذاب الله ولا يؤمنهم من عذاب الله قال رضي الله عنه ولم يدع القرآن رغبة عنه الى غيره ولم يدع القرآن رغبة عنه الى غيره هذا فيه تنبيه ان الفقيه هو الذي يكون في نفسه مرتبطا بالقرآن قراءة وفهما وتدبرا وعملا وايضا من الدعاة الى كتاب الله عز وجل خيركم من تعلم القرآن وعلمه فهو في نفسه يتعلم القرآن ويتفقه في القرآن وايضا في الوقت نفسه يعلم الناس القرآن ويدعوهم الى كتاب الله تبارك وتعالى. لا يرغب عن القرآن ولا يعرظ عن كتاب الله تبارك وتعالى لا لاقاويل الناس ولا لارائه هو ولا لافكاره ولا غير ذلك بل دعوته الى كتاب الله والله عز وجل قال لرسوله وصلى الله عليه وسلم قل انما انذركم في الوحي وقالوا وذكر بالقرآن من يخاف وعيد وقال ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب وقال ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم الى غير ذلك من الايات قال انه لا خير في عبادة لا علم فيها انه لا خير في عبادة لا علم فيها لان من يعبد الله من يعبد الله تبارك وتعالى بلا علم يكون ضالا في عبادته من يعبد الله تبارك وتعالى بلا علم يكون ضالا في عبادته والعبادة لا تقبل من صاحبها مهما كثرت وتعددت وتنوعت الا اذا كانت قائمة على العلم الموروث عن نبينا عليه الصلاة والسلام وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه والله تعالى يقول قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا قال ولا علم لا فهم فيه ولا علم لا فهم فيه اي محفوظات لدى الانسان كثيرة لكنه لا يفهم لا يفهم المعاني ولا يعرف الدلالات فاي اثر للعلم اذا كان الانسان يحفظه ولا يفهمه اي اثر عليه اذا كان يحفظ نصوص العلم ولا يفهم منه شيئا ولهذا قال رضي الله عنه ولا خير ولا علم لا فهم فيه اي ولا خير في علم لا لا فهم فيه. علم اي محفوظات للانسان يحفظها لكن لا يفهم شيئا لا يفهم شيئا فاذا كان يحفظ ولا يفهم اي اثر يكون لهذا العلم الذي حفظه ولهذا مر معنا قريبا دعوة النبي عليه الصلاة والسلام قال نظر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها ووعاها لم يكتفي بالحفظ وحده بل جمع معه الوعي وهو فهم ما ما يحفظه العبد قال ولا علم لا فهم فيه ولا قراءة اي للقرآن لا تدبر فيها ولا قراءة لا تدبر فيها والله جل وعلا يقول كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب ويقول جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ويقول جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها ويقول جل وعلا قد كانت اياتي تتلى عليكم فكنتم على اعقابكم تنكسون مستكبرين به سامرا تهجرون افلم يتدبروا القول اي انهم لو تدبروا القول لما نكثوا على الاعقاب ولما رجعوا القهقرة ولمظوا على طريق الاستقامة والحق والهدى والقول الذي هو كلام الله لا ينتفع به الانسان الا اذا تدبر تدبر كلام الله عز وجل وعقل معانيه وقد قال تعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته قال اهل العلم تلاوة القرآن حق التلاوة لا تكون الا بامور ثلاثة الحفظ والفهم والعمل حفظ الايات وفهم معانيها والعمل بها بهذا يكون الانسان من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته فهذه كلمة عظيمة من من الخليفة الراشد علي بن ابي طالب رظي الله عنه وارظاه في بيان الفقيه حقا نعم قال وعن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الاسلام فبينه وبين النبيين درجة واحدة في الجنة. رواهما الدارمي ثم ختم هذه الترجمة بهذا الحديث عن الحسن البصري رحمه الله تعالى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا مرسل وايضا الاسناد قبل الحسن فيه ضعف ولكن ختم المصنف رحمه الله بهذا الحديث في هذه الترجمة تنبيه على امر عظيم يتعلق بكيفية الطلب متقرر في نصوص كثيرة وشواهد عديدة لكنه ختم بهذا الحديث تنبيها على هذا الامر الا وهو ان طالب العلم لا ينبغي ان يقف عن عن طلب العلم في مرحلة معينة من حياته او في وقت معين من عمره بل الذي ينبغي عليه ان يطلب العلم طلبا مستمرا الى ان يتوفاه الله هذا الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم ان يكون مستمرا في طلب العلم الى ان يدخل في قبره يستمر في الطلب ليس طلب العلم ان تقرأ متنا عند احد الشيوخ ثم اذا ختمت المتن او متنين او ثلاثة او اربعة تقول انتهيت من الطلب ليس هناك وقت ينتهي فيه الانسان من طلب العلم بل يستمر طالبا للعلم الى ان يدخل في قبره ولا يزال محتاجا الى العلم محتاجا الى التزود منه الى اخر لحظة من حياته. وقل ربي زدني علما فالمؤمن لا يزال طالب علم حريصا على العلم مواظبا على العلم جادا في طلب العلم الى ان يتوفاه الله سبحانه وتعالى فهذا الحديث ختم به هذه الترجمة تنبيها على ذلك قال عن الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الاسلام ايضا هنا تنبيه على امر اخر وان تستمر في طلب العلم بالنية الصحيحة وهي ان ان تقصد بالعلم احياء الاسلام قد قال الامام احمد رحمه الله العلم لا يعدله شيء اذا صلحت النية قيل وما صلاحها؟ قال ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك. هذا هو احياء الاسلام بالعلم قال ليحيا به الاسلام فبينه وبين النبيين درجة واحدة في الجنة يغني عن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم وقد تقدم معنا وان العلماء ورثة الانبياء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم فمن اخذه اي اي العلم فقد آآ اخذ بحظ وافر اذا هذا هذا الحديث الختم به في هذه الترجمة فيه التنبيه على اهمية المواصلة في طلب العلم والمداومة عليه الى ان يموت العبد وهو طالب علم وقد رؤي الامام احمد رحمه الله في الايام الاخيرة من حياته وهو يقرأ بنهم في كتب الحديث مقبلا عليها ومعه الحبر والورق والكتابة والهمة العالية في اخر حياته فسأله احدهم في ذلك الى متى؟ يعني حصلته من العلم نصيبا كبيرا فالى متى تطلب العلم فقال كلمته المشهورة رحمه الله تعالى قال من المحبرة الى المقبرة من المحبرة الى المقبرة يعني لا ازال معنى كلامه لا ازال طالب علم مستمرا على الطلب الى ان ادخل في القبر فهذه حال آآ طالب العلم الجاد لا لا يثنيه شيء عن الطلب بل هو حريص عليه جاد فيه الى ان يتوفاه الله تبارك وتعالى. والى هنا نقف وانبه الاخوة انه سيقام اليوم في هذا المسجد صلاة الاستسقاء واهيب الجميع بالمشاركة والتهيئ والاستعداد للصلاة والاكثار من من الاستغفار لعل الله سبحانه وتعالى يغيث البلاد والعباد انه تبارك وتعالى سميع مجيب. والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله اجمعين