وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الله ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا محبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مرحبا واهلا وسهلا بكم ايها الاخوة والاخوات الحمد لله رب العالمين احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم. ثانية هذه الحلقة سنتناول فيها ان شاء الله تعالى مفتاحا من مفاتيح الجنة انه الصبر ذاك الذي لا غنى لاحد عنه الصبر لا تقوم حياة احد الا به. لا يمكن ان تقوم الدنيا ولا ان تصلح الاخرة الا بالصبر الصبر له منزلة سامية ومن كان عالية الله تعالى امر به وذكره وحث عليه ورغب فيه واثنى على اهله في اكثر من تسعين موضعا في كتاب الله عز وجل بالقرآن الحكيم ذاك ان الصبر لا يتحقق الايمان الا به ولهذا لما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو بن عبسة ما الايمان قال الصبر والسماحة الصبر والسماحة وهذا من اعظم الكلام واخصره في بيان قوم الدين. قوام الايمان. انه لا يتحقق ايمان لاحد الا بهذين الامرين الصبر والسماحة الصبر لانه يجري على الانسان ما يكره ويطلب منه اداء وقيام بواجبات وحقوق وامتناع عن محرمات لا يستطيع ان يقوم بذلك الا من خلال الصبر اما السماحة فالسماحة هي البذل والطيب وذاك لا يكون الا ب العطاء والبذل وذاك فرع السماحة العطاء والبذل يكون نتيجة لنفس سمحة واخلاق وخصال اصطبغت بالسماحة اذا من المهم ان نعرف ان الصبر كما قيل نصف الدين فنصف الدين صبر ونصف الدين شكر وهو معنى ما في الحديث لما قيل ما الايمان؟ قال الصبر والسماح لان الشكر لا يمكن ان يحققه الا سمعه فمن اتصف بخصال السماحة كان شاكرا ومن لم يتحقق بخصال السماحة لم يتحقق له الشكر الان اذا اردت ان تصل الى مطلوب دنيوي كيف تصل اليه مثاله ذكر الفلاح الذي يبذر البذرة في الارض ثم يسمد الارض ويرعاها ويسقيها ثم تخرج نبتة ثم يرعاها ويصونها ويبعد عنها ما يعيق نموها ثم بعد ذلك يتابع العناية والسقي والتسميد للارظ والعناية بها حتى تثمر هذا متى وصل الى ما اراد؟ انه لم يصل الى ما يريد الا بالصبر لا يمكن ان يدرك كل ما يؤمله في دين او دنيا الا بالصبر. الناجحون في الدنيا والناجحون في الاخرة كل ذلك بصبرهم ولهذا كان الصبر مفتاح لكل الخيرات مفتاح للجنة اطلى اعظم المطالب لهذا اذا التقى المؤمنون بالملائكة يوم القيامة حيوهم كما قال الله جل في علاه في محكم كتابه في ذكر اهل الجنة سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين هذا التبشير بالخلود انما هو جزاء ما عند ما كانوا عليه من من صبر ومصابرة ليدركوا ما يأملون وما يريدون من خير فالصبر سبب لبلوغ الجنة والدخول الى عطاء الله وبره واحسانه وبذلك يبلغ الانسان الخير ويصل الى المطلوب انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب والملائكة تروحون على اهل الجنة كما قال تعالى والملائكة يدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار انتبه لما سلم عليهم ذكروا سبب دخولهم وسبب سلامتهم وسبب فوزهم فقال الله جل وعلا والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم اذا السلام انما كان بالصبر والفوز بدخول الجنة كان بالصبر بما صبرتم فنعم عقبى الدار اي نعمة عقبى ما فعلتم في الدنيا من مصادرة ومكابدة حتى وصلتم الى هذا العطاء والله تعالى يقول ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات. ثم قال وبشر الصابرين. بشرهم بايش بشرهم بالسعادة بشرهم بكل فوز. بشرهم بكل خير لماذا لانهم صبروا فقد ذكر الله الصفة التي استحقوا البشارة من اجلها وهي صفة الصبر. ان من المهم للمؤمن ان يعرف انه الصبر يحتاجه للقيام بطاعة الله عز وجل وهذا جانب من الجوانب فلا يمكن ان يحقق الانسان الصبر الا آآ لا يحقق الانسان الطاعة الا بالصبر والمصابرة. لهذا قال يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون فيحتاج الى الصبر حتى يحقق طاعة الله تعالى. يحتاج الى الصبر ايضا حتى يحقق الامتناع عما نهى الله تعالى عنه. يكف نفسه عن المحرمات وذاك لا يكون الا بالصبر فانه اذا صبر وقاء الله تعالى هذا الصابر شر السيئات انما النصر صبر ساعة. فالنصر على النفس النصر على الهوى النصر على الشهوة. النصر على المحرم. ان تصبر ساعة ثم تنتصر فاذا دعتك نفسك الى ملذة او الى مخالفة الى او الى معصية اصبر نفسك وتذكر ان الله تعالى قد قال انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب فاذا صبرت اعانك الله تعالى يسر الله لك الصبر واعانك على الخير ووفق لك كل صلاح واستقامة ان الانسان يحتاج الى الصبر وهذا الذي يتبادر الى ذهن كثير من الناس في المصائب المصائب تصيب الناس بشتى صورها والوانها. يقول الله تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. فالانسان يحتاج الى الصبر حتى يتوقى شر المصائب هذه الدنيا بكل صورها وانواعها واحوالها غنيها وفقيرها شريفها ووظيعها اميرها ومأمورها ملكها ومملوكها كل من في الدنيا لابد ان يصيبه نوع من الكدر الله تعالى يقول لقد خلقنا الانسان في كبد. هذي الدنيا مجبولة على ان تجري فيها مصائب وابتلاءات ولنبلونكم كما قال تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة وهذا ليس خاصا بها فئة من الناس بل بكل الناس فكلهم مبلوغون بما يكرهون. ما في انسان سهل من المكاره كل من لاقيت يشكو دهره كل من لاقيت يشكو دهره كل من لاقيت يشكو دهره ما في احد الا ويشكو شيئا من ايامه وشيئا من احواله ليت شعري هذه الدنيا لمن ليتني اعلم واعرف هذي الدنيا سلمت لمن وخلصت لمن؟ اذا كان سيد ولد ادم اصابه ما اصابه من الوائها امراضها وغصصها واكدارها فكل الناس من باب اولى ان يكونوا عرضة لما يكرهون. وسببا ومحلا لوقوع ما لا يرضون اذا استحضر الانسان هذا المعنى اعان هذا على الصبر بما يصيبه من المكروهات. وقد رتب الله تعالى على ذلك اجرا عظيما وعطاء جزيلا قال صلى الله عليه وسلم من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنف كان حجابا له من النار وفي رواية دخل الجنة وقال صلى الله عليه وسلم من ما لعبدي المؤمن اذا قبضت صفيه من اهل الدنيا يعني من يحب ومن يرتضي ومن يميل اليه سواء كان ابا او ابنا آآ او ولدا او والدا او صديقا او قريبا او بعيدا من صافه من يحبه يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن عندي جزاء اذا قبضت صفيه من الدنيا ثم احتسبه اي صبر واحتسب ولم يجزع الا الجنة. الله اكبر هذا يدل على ان الصبر مفتاح من مفاتيح الجنة حتى في هذه القضية المفردة وهي صبر على حادثة على جزئية من من المكروهات يكون ذلك سببا الفوز بالجنة ولذلك ينبغي للمؤمن ان يحتسب الاجر عند الله عز وجل في كل ما يصيبه. وقال صلى الله عليه وسلم من اه اه اخذت احدى حبيبتيه يعني احدى عينيه فصبر فله الجنة هذا عطاء كبير من الله عز وجل على مصائب تصيب الناس دون اختيار فاذا صبروا كانت اجرا وفظلا وعطاء وبرا واحسانا من الله تعالى. ولنعلم ان الصبر انما يكون بالتصبر يعني الصبر ليس شيئا آآ صعب المنال انما يكون الانسان بتصبير نفسه وتسليتها والنظر في احوال الناس والتعزي بمن كان اعظم آآ مصاب بمن كان اعظم مصابا فانه بذلك يدرك الانسان الصبر ولذلك قال ومن يتصبر يصبره الله فينبغي للانسان ان لا يستسلم للحوادث والنوازل والكربات والشدائد وينفعل لها بل يتصبر. ثم هو اذا لم يصبر فسينسوا يعني ما في انسان صاحب مصيبة يبقى كل الدهر جزعا بل اول ما تكون الصدمة اول ما تنزل البلية يشق على الانسان ويثقل عليه الحدث لكن مع الايام وتوالي الليالي وتعاقب الاحوال ينسى ويسلو وهذا من رحمة الله عز وجل. فلذلك ينبغي لنا ان نحرص على النجاح في اول حادثة اول نزول المصيبة بان نصبر ولذلك رأى النبي صلى الله عليه وسلم امرأة عند قبر تبكي كما في الصحيح من حديث انس فقال لها اتقي الله واصبري ومن امرها بالتقوى التي تؤدي الى الصبر. تقوى الله مراقبته وخشيته وخوفه ومحبته وتعظيمه الذي يؤدي الى ان يصبر الانسان فقالت اليك عني فانك لم تصب بمصيبتي يعني ما عرفت النبي صلى الله عليه وسلم وقالت هذا الكلام فلما قيل لها انه رسول الله جاءته فقالت يا رسول الله اني لم اعرفك فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم مذكرا بفظيلة المبادرة الى الامتثال انما الصبر عند الصدمة الاولى يعني اجره العظيم وثوابه الجزيل وخيره الكبير انما يكون عند الصدمة الاولى. ولنعلم ان الصبر من اسبابه ان يكون الانسان قريبا من الله مستعينا بالصلاة والله تعالى امر مؤمنين بان يستعينوا بالصبر والصلاة لتحقيق المطالب والقيام بالمأمورات واجتناب المنهيات والصبر على حوادث الزمان ونوازله من المهم ان نبحث عن اسباب الصبر حتى نفوز بهذا المفتاح الذي هو نصف الايمان وهو شطر الدين وهو مفتاح الجنة اللهم اجعلنا من الصابرين وافرق علينا صبرا يا رب العالمين. واعنا على طاعتك والقيام بحقك ويسر لنا السلامة من معاصيك والبعد عما يغضب واعنا على نوائب الدهر والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم مفاتيح استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اكون الاقرب اليكم بامكانكم دائما مشاهدة العديد من برامجنا على قناتنا على يوتيوب