بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام الامام محمد ابن عبد الوهاب في كتابه اصول الايمان باب التشديد في طلب العلم للميراث ايها الجدال عن كعب ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب علم ليجاري به العلماء او ليماري به السفهاء او يصرف به وجوه الناس اليه وجوه اليه ادخله الله النار. رواه الترمذي قال رحمه الله تعالى باب التشديد في طلب العلم للمراء والجدال هذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى ليبين اهمية اصلاح النية في طلب العلم لان العلم عبادة يتقرب بها المؤمن الى الله سبحانه وتعالى فهو عبادة من العبادات وقربة من القرب التي يتقرب بها الى الله عز وجل والله عز وجل لا يقبل العبادة الا اذا كانت خالصة لوجهه سبحانه وتعالى ولهذا جاء في الحديث القدسي ان الله تبارك وتعالى يقول انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه ولهذا جاء نصوص كثيرة في الكتاب والسنة تحذر من صرف العمل لغير الله تبارك وتعالى وجاءت نصوص خاصة تحذر من طلب العلم لغير الله وان طالب العلم ان طلب العلم لغير الله تبارك وتعالى لم يكن طلبه للعلم في عمله الصالح لان العمل لا يكون صالحا الا اذا ابتغي به وجه الله عز وجل اما من ابتغى عمله غير وجه الله عز وجل فلا يكون في عداد اعماله الصالحة ولهذا فان من يطلب العلم للرياء او للزعامة او للشهرة او للصيت او لغير ذلك من الاغراظ فانه بذلك لا يكون في عمله الصالح المتقبل من الله جل وعلا ونصحا من المصنف رحمه الله تعالى عقد هذه الترجمة للتحذير من فساد النية في طلب العلم وللتأكيد على اهمية اخلاص النية في طلب العلم قال باب التشديد في طلب العلم للمراء والجدال التشديد اي ما ورد في نصوص الشرع من الوعيد الشديد لمن طلب العلم ولم يكن غرظه في طلب العلم الا المراء والجدال حتى يماري به السفهاء ويجادل به ليس غرضه بطلبه للعلم ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى وليس غرضه في طلب العلم ان يرفع الجهل عن نفسه او يرفع الجهل عن اخوانه المسلمين وانما غرظه منه الجدال والمراء والمماراة والشهرة ونحو ذلك من الاغراظ فمن كان في طلبه للعلم هذا غرظه وهذا مقصده وهذا مطلوبه فان طلبه للعلم ليس في عداد عمله الصالح المتقبل لان الله سبحانه وتعالى لا يتقبل من العمل الا ما كان خالصا لوجهه الكريم تبارك وتعالى واورد في هذه الترجمة جملة من النصوص فيها الدلالة على المقصود بدأها بحديث كعب كعب بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب العلم ليجاري به العلماء او ليماري به السفهاء او يصرف به وجوه الناس اليه ادخله الله النار ذكر عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث طلب العلم ولكن بنية فاسدة ذكر طلب العلم ولكن بنية فاسدة لا بنية خالصة لله تبارك وتعالى والنية الفاسدة لا تندرج تحت نوع معين بل انها تشمل انواعا عديدة وامورا كثيرة كلها تدخل في فساد النية وما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ليس حصريا لفساد النية في طلب العلم وانما ذكر عليه الصلاة والسلام امثلة يطلب العلم لاجلها وتكون هي الغرض من طلب العلم وتكون دليلا على فساد نية الانسان في طلبه للعلم وان نيته ليست خالصة لوجه الله تبارك وتعالى كمن يطلب العلم ليجاري العلماء يطلب العلم ليجاري العلماء وهذا طلب شهرة ووصيت وسمعة وهذا غرظه في طلب العلم ان يجاري العلما رأى مكانة العلما في الناس ورأى قبول الناس لهم ومحبة الناس لهم فاخذ يطلب العلم ليجاري العلماء حتى يقال عالم او يقال فاق العالم الفلاني او يقال افحم العالم الفلاني او نحو ذلك من الاغراض التي يريدها في طلبه للعلم فهو يكابد ويجد ويجتهد في الطلب ويسهر الليل ويحفظ ويراجع ويستذكر وغرضه من ذلك كله مجاراة العلماء حتى اذا حضر مجلسا فيه عالم اخذ يجاري العالم بان يبرز ما عنده من علم حتى يقال انه افضل منه او اقوى منه او امكن علما منه او يفهم العالم الفلاني او نحو ذلك من الاغراض فهذه نية فاسدة نية فاسدة ولا يكون طلب العلم ممن طلبه لهذا الغرض في صالح عمله الذي يتقبله الله تبارك وتعالى ولهذا بعض من كان غرضه في طلبه للعلم هذا الغرض فانه يبحث عن غرائب المسائل ودقائقها ويتعمق فيها ويضيع اصول الايمان ومباني الاسلام وقواعد الشريعة لا يكون معتنيا بها ولكن اعتني ببعض دقائق مسائل العلم ثم اذا حضر مجلسا اخذ يتحدث عنها بنفس طويل حتى يلتفت اليه وهذا مراده بينه وبين نفسه ونيته في داخله هذا مراده. والله العليم بسرائر الناس المطلع على ما في القلوب سبحانه وتعالى هذا مراده فيتكلم يفصل القول في المسائل حتى يبرز في المجالس وحتى يقال انه فاق العالم الفلاني او فاق فلانا او هو افضل من فلان او نحو ذلك من المدائح التي كان يطلب العلم لاجلها وماذا يغني عنه هذا الغرض عندما يلقى الله سبحانه وتعالى ولا يجد هذا العلم الذي امضى فيه وقتا طويلا ومدة طويلة لا يجده في صالح عمله لا يجده في صالح عمله بل يكون سببا لدخوله النار لفساد النية والعياذ بالله فهذا مما يدل على التشديد في والتحذير والوعيد الشديد في النصوص لمن طلب العلم ليس لوجه الله تبارك وتعالى وانما لغرظ من هذه الاغراض قال ليجاري به العلماء وليماري به السفهاء والمماراة هي المجادلة ولا يكون الغرض فيها بروز الحق وثبوته وابطال الباطل وانما يكون الغرض فيها بروز الشخص نفسه وذيوع صيته بين الناس ان يشتهر بالعلم ان يشتهر بالجدال بالخصومات قال ليماري به السفهاء ان يجادل بهذا الشيء الذي حصله من العلم السفهاء ليكون بارزا فيهم ظاهرا عليهم ليس غرضه في طلبه للعلم ان يصلح بعلمه الذي من الله سبحانه وتعالى به عليه احوال السفهاء ودعوتهم للخير واخذهم الى سبيل الاستقامة والهدى وانما غرظه ان يبرز وان يشتهر قال ليماري به او ليماري به السفهاء او يصرف به وجوه الناس اليه ليصرف به وجوه الناس اليه اي ان تنصرف وجوه الناس اليه وهذا طلب الشهرة والصيت بين الناس وان يلتفت اليه ويشار اليه بالاصابع ويقال هذا العالم وهذا كذا من المدائح ونحو ذلك يكون هذا غرظه يعني يطلب العلم لاجل هذه الاشياء اما من طلب العلم لوجه الله واثني عليه خيرا لم يكن طالبا لذلك ولم يكن غرضه في طلب العلم ثناء الناس ومدحهم واثني عليه خيرا فان هذا لا يظره اذا كانت نيته بينه وبين الله تبارك وتعالى صالحة وانما الكلام هنا في حق من كان غرضه من طلب العلم هذه الاشياء يطلب العلم ليجاري العلماء او ليماري السفهاء او ليصرف بالعلم الذي عنده وجوه الناس اليه. فمن كان غرظه في طلبه للعلم هذا الغرض ادخله الله النار يوم القيامة ادخله الله النار يوم القيامة لان العلم عبادة وعمل صالح يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى وهذا لم يخلص في في طلبه للعلم ولم يقصد بطلبه للعلم وجه الله سبحانه وتعالى فكان طلبه للعلم في عمله السيء لفساد نيته ولم يكن في عمله الصالح نعم وعن ابي امامة رضي الله عنه مرفوعا ما ظل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل ثم تلا قوله تعالى ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون رواه احمد والترمذي وابن ماجة ثم اورد رحمه الله تعالى حديث ابي امامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعا اي الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل اي ما ضل قوم عن الخير وحسن الاقبال على الله سبحانه وتعالى وتحقيق العبودية له والذل بين يديه والقيام بطاعته سبحانه وتعالى كما يحب من عباده الا اوتوا الجدل اي الا ظاعت اوقاتهم هدرا في الجدل والخصومات وهذا من الدلائل على فساد النيات على فساد النيات في طلب العلم لان العلم اذا طلب بنية خالصة اثمر العمل العلم اذا طلب بنية خالصة وابتغي به وجه الله سبحانه وتعالى اثمر العمل وصلحت به القلوب قد قال الله وقد قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء العلم اساس الخشية لله تبارك وتعالى ولكن لا يتحقق او لا تتحقق ثمار العلم الا اذا اخلص به صاحبه لله وابتغى به وجه الله سبحانه وتعالى واذا اريد بالعلم اغراظا اخرى لم يثمر عملا صالحا ولهذا قال ما ظل قوم بعد هدى كادوا عليه كانوا عليه الا اوتوا الجدل يكون طلبهم للعلم للجدل والخصومات مثل ما مر معنا في الحديث السابق قال من طلب العلم ليزاري العلما او ليماري السفهاء فيكون طلبهم للعلم واستذكارهم له وبحثهم في مسائله المراد منه منه الجدل والخصومات وهذا من الدلائل على فساد النيات في طلب العلم قال ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل ثم تلا اي رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون اي ليس لهم غرظ في العمل الذي يدعو اليه العلم وليس لهم غرض في العبودية التي يدعو اليها العلم وانما غرظهم الخصومة انما غرضهم في العلم الخصومة والجدل فهذه نية فاسدة لان النية الصالحة تثمر لصاحبها خشية لله تبارك وتعالى وجدا واجتهادا في التقرب اليه سبحانه وتعالى وبعدا عما نهى عنه تبارك وتعالى نعم وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ابغض الرجال الى الله الالد ذو الخصم متفق عليه ثم ساق رحمه الله تعالى حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان ابغض الرجال الى الله الالد الخصم ان ابغض الرجال الى الله وهذا وعيد شديد وهذا فيه اثبات ان الله سبحانه وتعالى يبغض وايضا هناك ادلة كثيرة في القرآن والسنة تدل على انه سبحانه وتعالى يحب واذا عرف المؤمن ان ربه تبارك وتعالى يبغض ويحب فان هذا يدفعه للبحث عن محاب الله ليفعلها وللبحث عن الامور التي يبغضها الله سبحانه وتعالى ليجتنبها ومن الذي يرظى لنفسه ان يبغضه الله جل وعلا ان يبغضه خالقه سبحانه وتعالى من الذي يرظى لنفسه ذلك الا النفس الدنيئة الرديئة اذا اصبحت النفس دنيئة رديئة فانها لا تبالي بهذا الامر فتفعل امورا تعلموا ان الله سبحانه وتعالى يبغضه اذا فعلها. ولا يبالي بذلك والشاهد ان المؤمن اذا عرف ان ربه سبحانه وتعالى يحبه ويبغض فانه يجتهد في معرفة الامور التي يحبها الله جل وعلا ليفعلها وليكون من اهلها ويجتهد ايضا في معرفة الامور التي يبغضها الله تبارك وتعالى ليجتنبها وليحذر منها وهنا في هذا الحديث قال ان ابغض الرجال وهذا فيه دليل على التفاضل في البغظ وان بغض الله سبحانه وتعالى للناس متفاوتا بحسب ما بحسب ما هم عليه من اعمال من اعمال سيئة ومخالفات وخروج عن طاعته سبحانه وتعالى وبغضه لهؤلاء المفرطين المضيعين لبعض اشد من بعض كما يدل على هذا هذا الحديث قال ان ابغض الرجال الى الله الالد الخصم والالد من اللدد وهو الخصومة ومنه قوله تبارك وتعالى وتنذر قوما لد اي اهل خصومة قوما لد نظيره قوله تعالى في الاية المتقدمة بل هم قوم خصمون لدا اي خاصمون اي اهل خصومة واللدد هو شدة الخصومة فابغض ابغض الرجال الى الله سبحانه وتعالى من كانت نفسه مولعة باللدد والخصومة مجالسه مجالس خصومات ولدت مشغولة بالمماراة والمجادلة ليس له غرظ في العلم ليس له غرظ في العبادة وتحقيق الخشية لله تبارك وتعالى وتحقيق الذل لله عز وجل وانما غرظه في علمه وطلبه للعلم اللدد والخصومة والجدل والمماراة ونحو ذلك من الاغراض فمن كان فمن كان غرضه في طلب العلم هذا فانه من ابغض الناس وابغض الرجال الى الله عز وجل. نعم وعن ابي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال من طلب العلم لاربع دخل النار او نحو هذه الكلمة ليباهي به العلماء او ليماري به السفهاء او ليصرف به وجوه الناس اليه. او ليأخذ او ليأخذ خذى به من الامراء. رواه الدارمي ثم اورد رحمه الله هذا الاثر عن ابي وائل شقيق بن سلمة من علماء التابعين عن عبد الله ابن مسعود الصحابي الجليل رضي الله عنه قال اي ابن مسعود رضي الله عنه من طلب العلم لاربع دخل النار من طلب العلم اي لاغراظ اربع قوله لاربع اي لاغراض اربع. كانت هي مقصده ومراده من طلبه للعلم لم يكن في طلبه للعلم مخلصا لله تبارك وتعالى مبتغيا وجه الله عز وجل وانما طلب العلم لاحد اغراظ اربع ذكرها الثلاثة الاول منها تقدمت معنا في حديث كعب بن مالك وهي قوله ليباهي به العلماء او ليماري به السفهاء او ليصرف به وجوه الناس اليه. فهذه الامور الثلاثة كلها تقدمت معنا في حديث كعب ابن مالك وزاد رضي الله عنه امرا رابعا وهو ليأخذ به من الامراء اي طلب العلم وغرضه في طلبه للعلم ان يكون له مكانة عند الامرا ومنزلة فيعطونه الاموال ويغدقون عليه بالاعطيات وهذا هو غرظه فهذا هو غرظه في في طلب العلم ان ان يكون له مكانة او شأنا او منزلة عند الامراء ليأخذ منهم وليعطوه وليغدقوا عليه بالعطيات والاموال ونحو ذلك غرظه في في طلبه العلم ذلك ومن كان هذا غرظه في طلب العلم فنيته فاسدة لا يكون علمه في صالح عمله. نعم وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لقوم سمعهم يتمارون في الدين اما علمتم ان لله عبادا اسكتوا اتتهم خشية الله من غير صمم ولا بكم. وانهم لهم العلماء والفصحاء والطلقاء والعلماء بايام الله غير انهم اذا تذكروا عظمة الله طاشت عقولهم وانكسرت قلوبهم وانطلقت السنتهم حتى اذا استفاقوا من ذلك تسارعوا الى الله بالاعمال الزاكية يعدون انفسهم مع مع المفرطين. وانهم لاكياس اقوياء ومع الظالين والخطائين وانهم ابرار برءاء الا انهم لا يستكثرون له الكثير. ولا يرظون له بالقليل. ولا يدلون عليه باعمالهم ولا يدلون ولا ولا يدلون عليه باعمالهم حيثما لقيتهم مهتمون مشفقون وجلون خائفون. رواه ابو نعيم قال الحسن وسمع قوما يتجادلون. هؤلاء قوم ملوا العبادة وخف عليهم القول وقل ورعهم فتكلموا ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن ابن عباس وسند الاثر فيه مقال لكن الاثر مشتمل على معاني عظيمة وكلام صحيح في باب اخلاص النية والتشديد بطلب العلم للمراء والجدال قال رضي الله عنه لقوم سمعهم يتمارون في الدين اي ان هذه المقالة التي قالها رضي الله عنه كان سببها انه مر بقوم يتمارون في الدين اي جلسوا للمماراة المماراة والخصومة والجدل في الدين والجدل الذي ورد ورد ذمه في النصوص في نحو قوله تعالى ما ضربوه لك الا جدلا يختلف عن المجادلة التي وردت في قوله تبارك وتعالى وجادلهم بالتي هي احسن لان المجادلة وهي ذكر للعلم وبيان له واستشهاد بدلائله وحججه وبراهينه لاصلاح الناس توجيههم للخير وابطال الباطل فهذا امر امر الله عز وجل به في قوله وجادلهم بالتي هي احسن اما الجدل فانه خوض في مسائل العلم اما بغير علم او خوض في مسائل العلم لغير نية صحيحة طلب شهرة او محمدة او افحام من عنده او بروزه عليهم او نحو ذلك فسواء كان خوضا في مسائل العلم بغير علم او خوضا في مسائل العلم بنية فاسدة وغرض فاسد فكل ذلك جدل محرم كل ذلك جدل محرم يوصل بالانسان الى المآلات التي لا تحمد ولهذا جاء التحذير من من الجدل. قال ما ضربوه لك الا جدلا اي ليس لهم غرض في العلم ولا نية صحيحة فيه وانما نيتهم وغرض فيه الجدل والخصومات وابن عباس مرة كما في هذه الرواية على نفر يتمارون في الدين هيا خاضوا فيه بالجدل والخصومات فقال رضي الله عنه اما علمتم ان لله عبادا اسكتتهم خشية الله من غير صمم ولا بكم. اسكتتهم خشية الله من غير صمم ولا بكم اي ان بعض الاكياس واهل العلم قد يسكت في مجلس من المجالس وليس به صمم ولا بكى يسمع ويستطيع ان يتكلم بكلام اقوى من الكلام الذي يقال ولكنه يرى ان هذا مجلس خصومة ليس مجلس طلب للحق مجلس خصومة ومماراة ومجادلة وكل واحد يريد ان يظهر كلامه على الاخر فيسكت لا لا يخوض معهم في حديثهم لانه حديث لم يرد به وجه الله عز وجل ولهذا يذكر عن الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى صاحب المصنفات المعروفة ومنها كتابة العظيم اه جوامع آآ جامع العلوم والحكم الذي شرح فيه الاربعين للامام النووي رحمه الله تعالى ذكروا في ترجمته انه جلس يوما مع طلابه وتحدث في مسألة من مسائل الفقه وفصل القول فيها تفصيلا واسعا واخذ يبين ويذكر الادلة والشواهد بتفصيل عظيم جدا انتفع به طلاب العلم في مجلس العلم ثم انهم في المساء كانوا في مجلس حصل في المجلس خصومة ومماراة. في المسألة نفسها فالتفت طلابه اليه ينتظرونه ويتحدث بشيء فما تحدث مع انهم سمعوا منه تفصيلا واسعا في هذه المسألة بعينها فما تحدث بشيء وكانوا يلتفتون وينتظرون ان يتحدث فما تحدث بشيء وطلابه يرغبون ان يتحدث حتى ايضا يبرز علمه وفضله فما تحدث بشيء لما خرج سأله بعض طلابه مستغربين قالوا هذه المسألة فصلت لنا فيها وهنا سكت قال المجلس الذي جلسته معكم مجلس اريد به الاخرة واما هذا مجلس اريد به الدنيا وليس لي فيه غرظ هذا مجلس اريد به الدنيا خصومة وممارات وكل واحد يريد ان يغلب الاخر ويسكت الاخر وانا اسكت فلان وفلانا اسكتني وفلانا هذا هذا الغرض فهذا لا لا لا تظهر فيه صلاح النية ولهذا هنا يقول ابن عباس اما علمتم ان لله عبادا اسكتتهم خشية الله من غير صمم ولا بكم اسكتتهم خشية الله من غير صمم ولا بكى اي ليس بهم بكم لا يتكلمون ولا صمم لا لا يسمعون هم يسمعون ويتكلمون ويحسنون البيان لكنهم في مثل هذه المجالس مجالس الخصومات والجدل والمماراة لا يخوضون اه فيها ولا يشاركون اهل اهلها خصومتهم ومماراتهم قال وانهم لهم العلماء والفصحاء والطلقاء والنبلاء العلماء بايام الله ليس بهم عي او جهل او عدم دراية بمسائل العلم هم اهل علم واهل فصاحة واهل طلاقة في الكلام واهل نبل وفضل واهل علم بايام الله سبحانه وتعالى غير انهم اذا تذكروا عظمة الله طاشت عقولهم وانكسرت قلوبهم وانقطعت السنتهم. ولهذا قال الامام احمد رحمه الله رأس العلم خشية الله رأس العلم خشية الله جل وعلا ودليل ذلك قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء قال حتى اذا استفاقوا من ذلك تسارعوا الى الله بالاعمال الزاكية وانظر هنا قيل العلم الذي يثمر عملا وانظر ايضا الى العلم الذي لا يثمر الا وحشة في الصدور وتهاجرا بين الاخوان وتعاديا وبغضاء وشرور وفساد وتقاطع وتدابر وغير ذلك من الاغراظ ففرق بين علم يثمر سكينة وطمأنينة وايمانا وعبادة واقبالا على الله سبحانه وتعالى وعلما لا يثمر هذه الثمار ولهذا قال حتى اذا استفاقوا من ذلك تسارعوا الى الله بالاعمال الزاكية تسارعوا الى الله بالاعمال الزاكية قال يعدون انفسهم مع المفرطين. وانهم لهم الاكياس وهذه ايضا ميزة لهؤلاء لا يرى نفسه شيئا لا في العلم ولا في العبادة ابن تيمية رحمه الله نقل عنه تلميذه ابن القيم ومعروف من هو ابن تيمية في علمه وعبادته انه كثيرا ما كان يسمعه يقول ما انا بشيء ولست بشيء كثيرا ما كان يقول ما انا بشيء ولست بشيء فلا يرون انفسهم شيئا لا في العلم ولا في العبادة وهذا قد ذكره الله سبحانه وتعالى عن المؤمنين الكمل من عباده في سورة المؤمنون قال تعالى والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون قد سألت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى هذه الاية قالت يا رسول الله اهو الرجل يزني ويسرق ويقتل ويخاف ان يعذب قال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف ان لا يقبل هذا معنى قوله يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة ان يقدمون ما يقدمون من الاعمال الصالحات والعبادات الزاكيات وقلوبهم وجلة اي خائفة الا يقبل منهم ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله قال ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين اساءة وامن المنافق اعماله سيئة وامن من مكر الله والمحسن اعماله صالحة وخائف جمع بين احسان ومخافة اي من الله سبحانه وتعالى بينما المنافق جمع بين اساءة اي في العمل وامن اي من مكر الله سبحانه وتعالى قال يعدون انفسهم مع المفرطين وانهم لاكياس اقوياء ومع الضالين والخاطئين يعدون انفسهم مع الظالين والخاطئين وانهم لابرار برءاء ابرار في اعمالهم برأ اي من سيء العمل وقبيحه ولكن من آآ صلاحهم وزكائهم انهم جمعوا بين الاحسان والمخافة جمعوا بين الاحسان والمخافة عالم ولا يرى نفسه عالما وينقل عن الشافعي رحمه الله انه يقول من قال عن نفسه انه عالم فقد جهل فهو عالم ولا يرى نفسه عالما وعابد ولا يرى نفسه عابدا بل يرى نفسه مقصرا في العلم والعمل ولهذا ولهذا لا يزال يطلب العلم ولا يزال ايضا يجتهد في العمل والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بهما قال الا انهم لا يستكثرون له الكثير ولا يرظون له بالقليل لا يستكثرون له اي لله جل وعلا الكثير اي من الاعمال فمهما قدموا من الاعمال واكثروا من الطاعات يرونها قليلة لا يستكثرون له كثيرا ولا يرظون له بالقليل بل لا يزالون مجتهدين في الاكثار من الاعمال الصالحة والقربات الزاكية التي يتقربون بها الى الله سبحانه وتعالى قال ولا يدلون عليه باعمالهم ولا يدلون عليه باعمالهم اي لا يمنون على الله بالاعمال قال تعالى يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين فهم لا يمنون على على الله باعمالهم. لا يقول الواحد منهم انا الذي فعلت كذا وانا الذي فعلت كذا وانا ممتنا بعمله مدليا بعمله قال ولا يدلون عليه باعمالهم حيث ما لقيتهم مهتمون مشفقون وجلون خائفون اي هم ماضون على هذه الصفة خوف وشفقة وخشية من الله سبحانه وتعالى وفي مقابل ذلك ايضا جد واجتهاد في التقرب الى الله عز وجل بصالح الاعمال وسديد الاقوال. وهذا الذي ذكر في هذا الاثر هو من امارات الاخلاص ودلائله. نعم ثم ختم رحمه الله تعالى فهذه الترجمة بهذا الاثر عن الحسن البصري رحمه الله تعالى وقد سمع قوما يتجادلون قال هؤلاء قوم ملوا العبادة وخف عليهم القول وقل ورعهم فتكلموا اجتمع فيهم خصال ثلاثة الخصلة الاولى انهم ملوا العبادة اي اصيبت قلوبهم بملل وسآمة من العبادة فنفرت من العبادة لا يقبلون عليها ولا تقبل قلوبهم على القيام بها. هذه الخصلة الاولى التي اتصفوا بها والخصلة الثانية ان القول خف عليهم مع ان القول ثقيل انا سنلقي عليك قولا ثقيلة القول ثقيل ينبغي لمن تكلم ان يحسب لقوله حسابا من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت فيحسب حسابا لقوله القول ثقيل ولهذا من خف عليه القول واصبح الكلام عنده هينا لا يبالي بما يقول ولا يكترث بما يتكلم من كان بهذه الصفة صار والعياذ بالله من اهل المماراة والجدل والخصومات قال وخف عليهم القول وقل ورعهم وهذه الصفة الثالثة التي هم متصفون بها قل ورعهم اي قلت فيهم الخشية والمراقبة لله سبحانه وتعالى فاجتمع فيهم خصال ثلاثة ملل من العبادة عدم مبالاة بالقول والكلام خف القول عليهم وايضا ليسوا اهل مراقبة لله عز وجل ولا اهل ورع وخشية منه سبحانه فتكلموا اي هان عليهم امر الكلام فصاروا اهل جدل وخصومة وشاهدوا كلام الحسن حديث النبي المتقدم حيث قال عليه الصلاة والسلام ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل ثم تلا قول الله سبحانه وتعالى ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون فهذه الترجمة وما ساقه فيها المصنف رحمه الله من الشواهد والدلائل هي كلها في باب التشديد في طلب العلم لاجل المماراة والمجادلة والخصومة وبيان ان الواجب على طالب العلم ان يصلح نيته في طلبه للعلم وان يبتغي بطلبه للعلم وجه الله سبحانه وتعالى وان يعد طلبه للعلم من قربه التي يتقرب بها الى الله عز وجل يرجو بها ثوابه ويخشى عقابه سبحانه وتعالى وقد قال الامام احمد رحمه الله العلم لا يعدله شيء اذا صلحت النية قيل وما صلاحها قال ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك ان يكون غرض الانسان في طلبه للعلم بان يرفع اولا الجهل عن نفسه يتفقه في الدين وايضا ان يرفع الجهل عن اخوانه ببيان العلم لهم وايظاح مسائله لهم وتحذيرهم مما هم عليه من خطأ وظلال وباطل فاذا كانت النية في في الطلب هذه فهي نية صحيحة ونسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يرزقنا جميعا الاخلاص في القول والعمل وان يجعل اعمالنا لوجهه خالصة ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم موافقة والا يجعل لاحد فيها شيئا وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. امين. وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. امين. وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. امين. وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. امين. والموت راحة لنا من كل شر. وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ما الهمكم الله الصواب ووفقكم قم للحق وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين