بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين نعم. الحمد لله رب العالمين. صلى الله وسلم وبارك وانعم على نبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه اصول العقائد الدينية. قال حد التوحيد الجامع بانواعه هو اعتقاد العبد وايمانه بتفرد بتفرد الله بصفات الكمال. وافراده بانواع بعدها فدخل في هذا توحيد الربوبية الذي هو اعتقاد انفراد الرب بالخلق والرزق وانواع التدبير وتوحيد الاسماء والصفات وهو اثبات ما اثبته لنفسه واثبته له رسوله من الاسماء الحسنى الصفات الكاملة العليا من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل. وتوحيد الالوهية وتوحيد الالوهية والعبادة وهو افراده وحده باجناس العبادة وانواعها. وافراده من غير اشراك به في في شيء منها مع اعتقاد كمال الوهيته. باجناس العبادة وانواعها وافرادها. وتوحيد الالوهية وتوحيد الالوهية والعبادة وهو افراده وحده باجناس العبادة وانواعها وافرادها من غير اشراك به في شيء منها. مع اعتقاد كمال الوهيته. نعم. قال المصنف رحمه الله تعالى الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي الاصل الاول التوحيد ثم بين حد التوحيد قال حد التوحيد الجامع لانواعه. حد التوحيد الجامع لانواع هنا اه كما سبق الاشارة ان اه كلمة الشيخ هادي رحمه الله تدل على ان التوحيد انواع وانه قصد رحمه الله تعالى ذكر حد يجمع انواع التوحيد والا بسط انواع التوحيد وذكر بعض التفاصيل المتعلقة بهذه الانواع سيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى وانما اراد ان يبدأ بحد يجمع انواع التوحيد الثلاثة الاتي ذكرها عنده رحمه الله تعالى. قال هو اعتقاد عبدي وايمانه بتفرد الله بصفات الكمال وافراده بانواع العبادة. فهذا حد يجمع انواع التوحيد الثلاثة. وقد سبق البيان ان التوحيد نوعان. توحيد علمي توحيد عملي وان التوحيد العلمي يندرج تحته توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء صفات والتوحيد العملي هو توحيد العبادة. ويقال له توحيد الالوهية او الالهية. فحد توحيد الذي يجمع هذه الانواع الثلاثة هو ما ذكره رحمه الله تعالى بقوله اعتقاد العبد وايمانه بتفرد الله بصفات الكمال. وهذا يدخل تحته نوعين التوحيد توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات قال وافراده بانواع العبادة وهذا يدخل او هذا هو توحيد العبادة. هذا هو توحيد العبادة ثم بعد ان ذكر رحمه الله الحد الجامع للتوحيد اخذ يبين ان انواع التوحيد داخلة في هذا الحد وان هذا الحد جامع لها فبدأ اولا بتوحيد الربوبية قال دخل في هذا اي في هذا الاصل العظيم الذي سبق بيان حده توحيد الربوبية والربوبية هي صفة الله عز وجل. الدال عليها اسمه جل وعلا الرب لان الرب ايدي الربوبية على خلقه اجمعين فتوحيد الربوبية ايمان العبد بسم الله تبارك وتعالى الرب وبما يدل عليه هذا الاسم من ربوبيته وتعالى على خلقه والربوبية تشمل امورا ذكرها اهل العلم. وهي الخلق رب هذه المخلوقات هو الذي اوجدها من العدم والملك رب هذه المخلوقات هو المالك لها لا شريك له في الملك كما قال جل وعلا قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة وقالوا الذين تدعون من دونه ما يملكون من تطمير فالملك كله للرب. وهو جل وعلا المتفرد وحده بالخلق وايضا التصرف والتدبير بيده تبارك وتعالى وجميع مخلوقاته طوع امره مسخرة بتسخيره مدبرة بتدبيره مشيئته نافذة وقدرته تبارك وتعالى شاملة. ان الله على كل شيء قدير وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لان الخلق خلقه والامر امره والملك ملكه تبارك وتعالى لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه جل وعلا اذا ربوبية ربوبية الله الايمان بها يعني ايمان العبد بان الله عز وجل هو المالك وحده وهو الخالق وحده هو المدبر للمخلوقات وحده لا شريك له في شيء من ذلك. فمن اتى بهذا القدر يكون وحد الله عز وجل في ربوبيته يكون وحد الله جل وعلا في في ربوبيته او امن بربوبية الله لكن هذا القدر وحده لا تكفي الى الدخول في الاسلام. ولا ينجي يوم القيامة من النار. لا يكفي للانسان ان يدخل في الاسلام ان يقر بان الله الرب الخالق الرازق المنعم المتصرف هذا وحده لا يكفي للدخول في الاسلام ولا ينجي يوم القيامة من اه من النار فتوحيد الربوبية وحده لا يكفي ولا ينجي. لا يكفي اي في الدخول في الاسلام ولا ينجي اي من عذاب الله وعقابه حتى يأتي العبد بلازمه وهو توحيد الله عز وجل في الالوهية بافراد العبادة بجميع انواعها لله تبارك وتعالى. قال رحمه الله فدخل في هذا توحيد الربوبية الذي هو اعتقاد انفراد الرب بالخلق والرزق وانواع التدبير انفراد الرب بالخلق اي انه سبحانه وتعالى هو الخالق لهذه المخلوقات لا شريك له في ذلك. هل من خالق غير الله يرزقكم فهو تبارك وتعالى المتفرد بالخلق لا شريك له في ذلك وايضا الرزق رزق المخلوقات والانعام عليها ما من دابة الا على الله رزقها فهو جل وعلا المتفرد بالرزق لا شريك له قال وانواع التدبيرات اي التصرف في هذا الكون والرزق هو من جملة التصرف والتدبير لهذا الكون ولهذا ذكر نوعا من انواع تدبيره تبارك وتعالى وتسخيره ثم عمم ولهذا فان العطف في قوله وانواع التدبيرات عطف العام على الخاص لانه خص اولا ثم ذكر العموم ويبقى وهنا مما يدخل في الربوبية الملك كونه تبارك وتعالى المالك لهذا الكون لا شريك له في ذلك كما سبق الاشارة الى بعض الادلة في هذا المعنى فالله عز وجل الرب الذي له الربوبية اي الذي تفرد بالخلق وتفرد بالملك وتفرد بانواع التدبيرات ومنها الرزق والرزق بفتح الراء فعل الله عز وجل والرزق بكسرها اي النعمة التي يمن بها تبارك وتعالى على عبده ولهذا الصحيح ان يقال هنا الرزق بفتح الراء اي اي فعل الله اما بكسرها فهو مفعوله المنفصل عنه مخلوق الذي اوجده تبارك وتعالى من انواع النعم وصنوف المنن التي يوليها على عباده ويمن على عباده تبارك وتعالى بها قال توحيد الربوبية الذي هو اعتقاد انفراد الرب بالخلق والرزق وانواع التدبيرات. هذا النوع الاول قال وتوحيد الاسماء والصفات اي ويدخل فيما سبق توحيد الاسماء والصفات اي توحيد الله تبارك وتعالى في اسمائه وصفاته والله جل وعلا له الاسماء الحسنى والصفات العليا ولا يكون مؤمنا بالله الا من امن باسمائه وصفاته الواردة في كتابه وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه قال وتوحيد الاسماء والصفات وهو اثبات ما اثبته لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا من غير من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تعريف من غير تحريف ولا تعطيل هذا حد لتوحيد الاسماء والصفات حد لتوحيد الاسماء والصفات ذكره رحمه الله بهذه الخلاصة قال توحيد الاسماء والصفات اثبات ما اثبته الله لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء الحسنى والصفات العليا هذا هو توحيد الاسماء والصفات يقول الامام احمد رحمه الله ونصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث فتوحيد الاسماء والصفات ان تثبت لله تبارك وتعالى اسماؤه الحسنى وصفاته العليا الثابتة في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل وهذه الامور الاربعة هي محاذير يجب على من امن باسماء الله وصفاته ان يحذر منها هذه الامور الاربعة التي ذكرها الشيخ رحمه الله محاذير يجب على من امن باسماء الله وصفاته ان يكون منها على حذر يحذر المؤمن باسماء الله وصفاته من التحريف ويحذر من التعطيل ويحذر من التكييف ويحذر من التنفيذ واي من هذه الامور الاربعة تعد الحادا في اسماء الله وصفاته والله يقول ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه فالتحريف والتعطيل والتكييف والتمثيل كل ذلك الحاد في اسماء الله وصفاته والواجب على من امن باسماء الله وصفاته ان يحذر من هذه الامور الاربعة اشد الحذر وقد درج ائمة السلف وعلماء المسلمين في كتب العقائد المبنية على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على التحذير من هذه الامور الاربعة عند ذكر الايمان باسماء الله وصفاته لماذا؟ لان امور تورط فيها فرق عديدة من فرق الضلال منهم من اخذ في باب الاسماء والصفات مأخذ التحريف ومنهم من اخذ مأخذ التعطيل ومنهم من اخذ ماخذ التمثيل ومنهم من اخذ مأخذ التشبيه وكل ذلك الحاد في اسماء الله وصفاته. والواجب على المسلم ان يؤمن بالاسماء والصفات الواردة في الكتاب والسنة وان يمرها كما جاءت وان يؤمن بها كما وردت وان يحذر اشد الحذر من هذه الامور الاربعة اما التحريف فهو التغيير والتبديل حرف الشيء عن وجهه اي امانة وعدل به عن وجهه فالتحريف في اسماء الله وصفاته هو العدول بها سواء بالفاظها او بمعانيها عن الحق الثابت لها هذا هو التحريف التحريف هو العدول باسماء الله وصفاته عن الحق الثابت لها سواء كان ذلك في الالفاظ او في المعاني ولهذا قال العلماء التحريف نوعان لفظي ومعنوي والواجب الحذر من التحريم بنوعيه اللفظي والمعنوي ونحن عرفنا ان التحريف في الاسماء والصفات ان يعدل الانسان بها عن الحق الثابت لها في الالفاظ بان يغير بان يغير او يحاول الانسان ان يغير في الفاظها بزيادة كلمة او زيادة حرف او نقصان حرف او تغيير حركة اعرابية او غير اعرابية بحيث يتبع تغير اللفظ تغير ماذا المعنى فيكون حرف اللفظ بامانته عن الحق الثابت له الحق الثابت لالفاظ الاسماء والصفات ان تمر كما جاءت وان يؤمن بها كما وردت لا يغير لا في الفاظها ولا يغير ايظا في معانيها والتحريف المعنوي بان يعطى الاسم او تعطى الصفة من صفات الله تبارك وتعالى معنى اسم اخر او معنى صفة اخرى هذا يسمى عند اهل العلم تحريف معنوي مثلا قول الله تبارك وتعالى الرحمن على العرش استوى استوى هذه الكلمة كلمة عربية واضحة المعنى معروفة المدلول في لغة العرب وهي كلمة تعني العلو والارتفاع استوى على العرش اي علا وارتفع على العرش هذا معناها وهذا مجنونها في لغة العرب فمن جاء بمعنى اخر مستحدث وجعله معنى لهذه الكلمة فيكون حرف تحريفا معنويا كمن يقول استوى على العرش اي استولى عليه هذا تحريف معنوي استوى على العرش اي استولى عليه ولما طولب هؤلاء الذين قالوا ان استوى معناها استولى لما طولبوا بمستند وشاهد من لغة العرب لم يجدوا شاهدا ولا دليلا الا بيتا واحدا ويقال في البيت انه قد دخله تحريف ايضا البيت الذي هو عمدة لهم في هذا الباب يقال انه قد دخله تحريف وان كان ولو كان سالما من التحريف لا حجة لهم فيه. قد استوى بشر على العراق من غير سيف ولا دم مهراق وهذا يمدح فيه الشاعر اخو عبد الملك ابن مروان يقال له بشر يمدحه عندما دخل العراق واستوى على سرير الملك فمدحه بذلك بهذا البيت قال قد استوى بشر على العراق وقالوا المعنى اي استولى على العراق والحقيقة ان البيت حجة عليهم لا لهم لان بشر دخل العراق واستوى على سرير الملك وارتفع عليه فهو حجة عليهم لا لهم وهو عمدتهم في هذا الباب ليس لهم مستند اخر غيره ويقال ان البيت ايضا دخله تحريف وتصحيف كما اشار الى ذلك بعض اهل العلم فالشاهد ان التحريف نوعان تحريف في الالفاظ وتحريف في المعاني وكل منهما يجب ان يحذر منه المسلم غاية الحذر عندما يثبت اسماء الله تبارك وتعالى فيثبت اسماء الله لله دون ان يحرف لا تحريفا لفظيا ولا تحريفا معنويا قال ولا تعطيل والتعطيل هو النفي ومنه قوله تعالى وبئر معطلة ويقال ايضا جيد معطلة اي خالية من الحلي فتعطيل اسماء الله وصفاته بنفيها وجهدها وعدم الايمان بها وهو كما بين اهل العلم تعطيل كلي وتعطيل جزئي وفي كل منهما وقع من وقع من اهل الضلال تعطيل الكل بان ينفي جميع الاسماء والصفات وتعطيف وتعطيل جزئي بان يثبت بعضا وينفي بعظا مثل ما وقع في ذلك ايضا بعض اهل الاهواء والضلال والواجب الحذر من ذلك نثبت اسماء الله تبارك وتعالى لله ولا نعطل شيئا منها. لا نعطل الاسماء ولا نعطل ايظا الصفات ثم ذكر الامر الثالث قال ومن غير تكييف ومن غير تشبيه ومن غير تشبيه او من غير تمثيل وهما بمعنى واحد قال الله تعالى ليس كمثله شيء وقال جل وعلا هل تعلم له سم يا والتشبيه او التمثيل باطل لا يشبه الله تبارك وتعالى بخلقه ولا يشبه ايضا احد من خلقه به ولهذا قال العلماء التشبيه نوعان تشبيه للخالق بالمخلوق وتشبيه للمخلوق بالخالق تشبيه للخالق بالمخلوق بان يقاس الخالق تنزه وتقدس بالمخلوق وتجعل صفاته تبارك وتعالى المختصة به كصفات المخلوقين كقول من يقول من اهل الضلال يد الله كايدينا او سمعه كسمعنا او بصره كبصرنا وهذا تشبيه وهو كفر بالله تبارك وتعالى والحاد في اسماءه وصفاته لان اسماء الله تبارك وتعالى لله وصفاته له وهي مختصة به تليق بجلاله وكماله وعظمته ولا يماثله في شيء منها احد من خلقه ولا يماثل هو تبارك وتعالى في شيء من صفاته احدا من مخلوقاته فالتشبيه او التمثيل باطل سواء تشبيه المخلوق بالخالق او تشبيه او تشبيه الخالق بالمخلوق التشبيه بنوعيه باطل ولهذا قال رحمه الله ولا تمثيل اول تشبيه والامر الرابع التكييف الامر الرابع التكييف ما ذكره الشيخ الشيخ ذكر التشبيه والتعطيل التشبيه والتمثيل والتحريف والتعطيل والصواب ان يذكر التكييف محظورا رابعا لان التشبيه والتمثيل هما بمعنى واحد التشبيه والتمثيل هما بمعنى واحد بينهما فرق دقيق ينبه عليه اهل العلم لكن يعبر بكل واحد منهما عن الاخر والمحظور الرابع التكييف يضاف الى ما ذكره رحمه الله المحظور الرابع التكييف والتكييف هو محاولة معرفة كيفية صفات الله تبارك وتعالى ولهذا قال بعض اهل العلم التكييف هو السؤال عن صفات الله بكيف مثلا يقول القائل كيف ينزل الى السماء الدنيا او كيف استواؤه او كيف يده او كيف سمعه؟ هذه اسئلة باطلة ومحرمة ولا يجوز لاحد ان يسأل عن كيفية صفات الله تبارك وتعالى ولهذا لما قال رجل للامام مالك رحمه الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى غضب الامام مالك رحمه الله وعلاه الرحماء اي تصبب عرقا وقال الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وقوله رحمه الله والسؤال عنه بدعة اي عن كيفية صفات الله تبارك وتعالى هذا امر مبتدع ولا يعرف عن احد من الصحابة او التابعين لهم باحسان او اهل الفضل والعلم انهم خاضوا في صفات الله بكيف والله تبارك وتعالى اخبرنا عن صفاته ولم يخبرنا عن كيفيتها ونبيه عليه الصلاة والسلام اخبرنا عن صفات الله ولم يخبرنا عن كيفيتها ولهذا اذا قال قائل كيف يسأل عن شيء من صفات الله يجاب بهذا الجواب يقال له الله تبارك وتعالى اخبرنا عن الصفات فنؤمن بها ولم يخبرنا عن كيفيتها ولهذا يقول اهل العلم اثبات اهل السنة بالصفات اثبتوا جود لا اثبات تكييف عندما نثبت السمع او البصر او اليد او الاستواء او النزول او غيرها من صفات الله تبارك وتعالى هذا اثبات وجود لا اثبات تكييف لان كيفيتها لا نعرفها الله اعلم بها اخبرنا ربنا بهذه الصفات فنؤمن بها ولم يخبرنا بكيفيته فنسكت عن ذلك ورسولنا عليه الصلاة والسلام اخبرنا بهذه الصفات فنؤمن بها ولم يخبرنا بكيفيتها فنسكت عن ذلك واذا تفكر المخلوق وجد انه عاجز عن معرفة كيفية كثيرا من المخلوقات فكيف فكيف به يتطاول في الخوض في معرفة كيفية خالقها ولهذا يذكر ان عبدالرحمن بن مهدي من علماء السلف رحمه الله لقي شابا ابتلي بالخوف في كيفية صفات الله تبارك وتعالى فقال له عبدالرحمن بن مهدي رحمه الله دعنا نخوض او ننظر في كيفية بعض المخلوقات فان عرفناها انتقلنا الى كيفية خالقها وان عجزنا عن معرفتها عن معرفة كيفيتها فنحن عن كيفية معرفة خالقها صفات خالقها اعجز فوافق الغلام قال له اخبرني عن ملك من الملائكة له ست مئة جناح كيف هذه الاجنحة وذكر الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام رأى جبريل وله ست مئة جناح وقد سد الافق قال اخبرني عن هذه الاجنحة كيفيتها كيف يطير بها فلم يحر جوابا قال انا اهون عليك وهون عليك المسألة اخبرني عن احد الملائكة له ثلاث اجنحة اولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع اخبرني عن ملك له ثلاثة اجنحة كيف يطير جناحان عن اليمين جناح عن اليمين وجناح عن الشمال والثالث اين هو؟ وكيف يطير به وكيف يستقيم له طيران قال الشاب انتهيت لانه عاجز عن معرفة كيفية الملائكة ويغيب عنا لم نرهم وتبين له انه عاجز عن معرفة كيفيتها فكيف يخوض في في الكلام بكيفية خالق المخلوقات رب العالمين تبارك وتعالى ولهذا التكييف باطل ولا يجوز للمسلم ان يخوض في كيفية اي صفة من صفات الله نثبت الاستواء ولا نخوض في كيفيته نثبت النزول ولا نخوض في كيفيته نثبت اليد لله ولا نخوض في كيفيتها ومن سألنا عن شيء عن كيفية شيء من صفات الله تبارك وتعالى نقول له كما قال الامام مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة صفات الله معلومة كيفياتها مجهولة الايمان بصفاته واجب والسؤال عن كيفية صفات الله تبارك وتعالى بدعة. اذا هذه محاذير اربعة يجب على من امن بصفات الله تبارك وتعالى ان يؤمن بها وان يثبتها لله تبارك وتعالى كما جاءت وان يمرها كما وردت ايضا هنا يدخل في الحد حد الاسمى والصفات وتعريفها امرا لابد من اضافته وهو النفي لان الشيخ ذكر الاثبات قال اثبات ما اثبته الله لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تكييف ولا تعطيل ومن غير تمثيل ولا تحريف فايضا يضاف الى ذلك هو نفي ما نفاه الله عن نفسه وما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص والعيوب. ولهذا فان توحيد الاسماء والصفات قائم عند اهل السنة على اصلين الاثبات والنفي. ولهذا يقول اهل العلم في حد توحيد الاسماء والصفات وقاعدته التي عليها يبنى قالوا اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل. فهو قائم على الامرين على الاثبات وعلى نفي اثبات للصفات بلا تمثيل وتنزيه لله تبارك وتعالى عن مشابهة المخلوقات بلا تعطيل بشيء من صفاته. ولهذا تعريف توحيد الاسماء والصفات ان نثبت لله وتعالى ما اثبته لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل وان ننفي عنه ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص والعيوب لعل الشيخ رحمه الله لم يذكر ذلك لانه داخل في قوله ان نثبت لله ما اثبته لنفسه فسواء كان ما اثبته الله جل وعلا اسماء تدل على صفات ثبوتية او كان ما اثبته الله تبارك كان نفسي اسماء تدل على صفات تنزيه. مثل السبوح وقدوس والسلام. فهذه اسماء حسنى نثبتها لله وهي دالة على تنزيم الله تبارك وتعالى عن النقائص والعيوب والقاعدة هنا في الباب ان كل تنزيل لله تبارك وتعالى فهو متظمن ثبوت كمال لله تبارك وتعالى. بعد ذلك ذكر رحمه الله النوع الثاني من انواع التوحيد وهو توحيد الالوهية والعبادة. قال وتوحيد الالوهية اي ويدخل فيما سبق توحيد الالهية والعبادة توحيد الالهية ويقال له توحيد العبادة هو افراد الله تبارك وتعالى بافعال العباد افراد الله تبارك وتعالى بافعال العباد من الصلاة والصيام والركوع والسجود والدعاء والذبح والنذر والتوكل وغير ذلك من انواع العبادة توحيد الالهية وتوحيد العبادة ان يفرد تبارك وتعالى بانواع العبادة او ان يخص تبارك وتعالى بافعال العباد لا يجعل معه شريك في شيء منها فلا يدعى الا الله ولا يسأل الا الله ولا يستغاث الا بالله ولا يذبح الا لله ولا يركع ولا يسجد الا لله ولا يصرف شيء من العبادة الاله وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فتوحيد الالوهية توحيد الالوهية او توحيد العبادة هو ان يفرد تبارك وتعالى بانواع العبادة. لاحظ فائدة مهمة ينبه عليها الشيخ في التعريف قال توحيد الالوهية قال توحيد الالوهية والعبادة يسمى بهذا ويسمى بهذا. قال هو افراد الله وحده باجناس باجناس العبادة وانواعها وافرادها من غير اشراك به في شيء منها مع اعتقاد كمال الوهيته. مع اعتقاد كمال الوهيته توحيد الالوهية له جانبان يتضحان لك بشكل جلي من تعريف ابن عباس رضي الله عنهما لاسم الله الله قال الله هو ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. هكذا قال رضي الله عنهما كما في تفسير ابن جرير وغيره. قال الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. الالوهية المراد بها صفات الله تبارك وتعالى صفات الكمال والجلال والعظمة التي استحق بها تبارك وتعالى ان يؤله وان يعبد وان يخظع له ويذل. وهذا المعنى يشير له الشيخ عبد الرحمن بقوله في تمام كلامي هنا مع اعتقاد كمال الوهيته اعتقاد كمال الوهيته اي انه تبارك وتعالى كامل في اسمائه وصفاته وهذه هي الالوهية الالوهية الالوهية هي صفات الكمال الثابتة لله التي استحق بها ان يؤله وان يخضع له تبارك وتعالى ويذل والا يجعل معه شريك في العبادة لانه لانه تبارك وتعالى المألوه المعبود المستحق لان تصرف له انواع العبادة. قال هذا يتعلق بقول توحيد الالوهية وتوحيد العبادة اي في في باعتبار ما يكون من العبد من اعمال وافعال يستوجبها هذا التوحيد الا وهي افراد العبد ربه تبارك وتعالى بانواع العبادة كلها من صلاة وصيام وحج وصدقة ودعاء وذل وخضوع وهذا المشار اليه عند الشيخ بقوله هو افراده وحده باجناس العبادة وانواعها وافرادها من غير اشراك به في شيء منها هذا توحيد العبادة افراد الله تبارك وتعالى بالعبادة والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة. ويجب ان يفرد تبارك وتعالى بالعبادة كلها. بجميع انواعها وجميع اجناسها وجميع افرادها. فالعبادة كلها لله. لا يصرف اي شيء منها لغيره تبارك وتعالى ومن جعل مع الله تبارك وتعالى شريكا في شيء من انواع العبادة فهو مشرك بالله العظيم كافر بالله والله تعالى يقول ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء العبادة حق لله. كما انه تبارك وتعالى تفرد بالخلق والرزق والملك لا شريك له في شيء من ذلك فيجب ان يفرد تبارك وتعالى وحده بانواع العبادة كلها وبافراد العبادة فلا يجعل معه شريك في شيء منها. قد مر معنا بعض الايات وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين والايات في هذا المعنى كثيرة جدا قال وتوحيد الالوهية والعبادة وهو افراده وحده باجناس العبادة وانواعها وافرادها من غير اشراك به في شيء منها مع اعتقادي كمال الوهيته. نعم. قال فدخل في توحيد الربوبية اثبات القضاء والقدر. وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه على كل شيء قدير. وانه الغني الحميد. وما سواه فقير اليه من كل قال فدخل في توحيد الربوبية هذا شروع من الشيخ رحمه الله لذكر بعض التفاصيل المتعلقة بانواع التوحيد الثلاثة ولهذا سيذكر فيما سيأتي من كلامه رحمه الله سيذكر ماذا يدخل تحت كل نوع من هذه الانواع فبدأ اولا بتوحيد الربوبية قال فدخل في توحيد الربوبية اثبات القضاء والقدر وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لماذا الايمان بالقضاء والقدر داخل في توحيد الربوبية الامام احمد رحمه الله يقول القدر قدرة الله القدر قدرة الله تبارك وتعالى والايمان ب قدرة الله عز وجل وانه على كل شيء قدير وان ما شاء الله كانوا وما لم يشأ لم يكن فهذا ايمان بربوبية الله وان الامور كلها بتسخيره وتدبيره وبمشيئته تبارك وتعالى وان مشيئته نافذة وقدرته تبارك وتعالى شاملة ان الله على كل شيء قدير فالايمان بالقضاء والقدر داخل في الايمان بربوبية الله جل وعلا وربوبية الله تبارك وتعالى الايمان بها من الايمان بالله ولهذا عندما تذكر اصول الايمان عندما تذكر اصول الايمان في القرآن الكريم مجتمعة لا يذكر معها الايمان بالقدر لانه داخل في الايمان بالله عز وجل مثل قوله تعالى ليس البر ان ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. ذكر اصولا خمسة ولم يذكر الايمان بالقدر لانه داخل في الايمان بالله وايضا قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا ذكر اصولا خمسة والقدر لم يذكر لانه داخل في الايمان بالله وقول الله تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير ذكر الاصول الخمسة ولم يذكر الايمان بالقدر لانه داخل في الايمان بالله فهو في هذه الايات لم يذكر لانه داخل الايمان بالقدر من الايمان بربوبية الله والايمان بربوبية الله من الايمان بالله تبارك وتعالى وفي بعض النصوص كما في حديث جبريل المشهور افرده بالذكر اهتماما بشأنه وعده اصلا مستقلا قال اصول الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره. فذكر القدر اصلا مستقلا اهتماما بالقدر واهتماما بامره ولانه له مراتب مهمة خاصة به لا ايمان بالقدر الا بالايمان بها جاء ذكرها في كتاب الله وفي سنة نبيه عليه الصلاة والسلام ولاجله هذا ذكر مستقلا والا هو داخل فالايمان بالله ومن لا ومن لا يؤمن بالقدر لا يؤمن بالله تبارك وتعالى الايمان بالقدر قال الامام احمد القدر قدرة الله ايضا مما يوضح هذا المعنى قول ابن عباس رضي الله عنهما قال القدر نظام التوحيد القدر نظام التوحيد فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيدا لا يمكن ان يستقيم توحيد مع تكذيب بالقدر قال الايمان بالقدر نظام التوحيد فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيدا تكذيب بالقدر ينقض توحيده لله لا يكون موحدا لله من لا يؤمن باقدار الله تبارك وتعالى وبانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن قال فدخل في توحيد الربوبية اثبات القضاء والقدر وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن القضاء والقدر لفظان واردان في نصوص الشرع وهو من وهما من الالفاظ التي قال عنها اهل العلم اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت اذا اجتمعت اي في الذكر افترقت في المعنى واذا افترقت في الذكر اجتمعت في المعنى القضاء والقدر اذا اجتمعا في الذكر فلكل واحد منهما معنى خاص واذا انفرد كل واحد منهما بالذكر شمل معنى الاخر كما قال اهل العلم ان من الاسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند افراده واطلاقه فاذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعض تلك المسميات والاسم المقرون به دال على باقيها وهناك الفاظ شرعية كثيرة بهذه المثابة والقضاء والقدر اذا اطلق كل واحد منهما مفردا على الاخر شمل معنى الاخر واذا ذكرا معا فان المراد القضاء الابرام السابق المخلوقات والكائنات وما سيوجده الله تبارك وتعالى والقدر هو انفاذ هذا المبرم وقيل العكس ان السابق القدر اه يأتي بعده القضاء وعلى كل هما لفظان اذا اجتمع في الذكر افترقا في المعنى واذا افترقا في الذكر اجتمع بالمعنى اي شمل كل منهما معنى الاخر والايمان بالقضاء والقدر له اربع مراتب لا يكون مؤمنا بالقدر الا من امن بها وهي العلم والكتابة والمشيئة والايجاد الايمان بالعلم بان الله عز وجل علم كل شيء علم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا والايمان بالكتابة ان الله ان الله تبارك وتعالى كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة والايمان بالمشيئة ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين والايمان بالخلق ان الله خالقه لكل الخالق لكل شيء كما قال عز وجل الله خالق كل شيء قال جل وعلا والله خلقكم وما تعملون فهذه مراتب القدر التي لا ايمان بالقدر الا بالايمان بها ولو لاحظت ان هذه المراتب الاربع كلها تتعلق بماذا كلها تتعلق بذكر اوصاف لا للرب وافعال له جل وعلا وهذا مما يبين ان الايمان بالقدر داخل في التوحيد العلمي داخل في التوحيد العلمي كما اشار الشيخ قال فدخل في توحيد الربوبية وتوحيد العلم اثبات القضاء والقدر وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه على كل شيء قدير وانه على كل شيء قدير هنا اشار الشيخ رحمه الله الى جانبهم في باب الايمان بالقدر وهما الايمان بالمشيئة النافذة ما شاء الله كانوا وما لم يشأ لم يكن والقدرة الشاملة ان الله على كل شيء قدير فالله تبارك وتعالى ما شاء كان ما شاءوا لا بد ان ينفذ لا بد ان يقع كما شاء جل وعلا وهو جل وعلا على كل شيء قدير وهو جل وعلا على كل شيء قدير واذا اردت ان تعرف الفرق بين المشيئة النافذة والقدرة الشاملة تأمل في مثل الامور التي قضى الله تبارك وتعالى الا تكون مثل اذا دخل اهل النار النار وقالوا ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ما الذي سيحدث عندما يقول هؤلاء هذه الكلمة هل يعادون الى الدنيا مرة؟ ثانية الجواب لا مشيئة الله نفذت في ان يبقوا او مشيئة الله تنفد ان يبقوا في النار خالدين فيها ابد الاباد لكنه قادر جل وعلا قادر على ان يعيدهم للدنيا ثالثة ورابعة خامسة وسادسا الله على كل شيء قدير. فالمشيئة هنا نافذة في ان يبقوا في الجنة اه ان يرقوا في النار ابد الاباء ولكنه قادر على اعادتهم قادر على اعادتهم للدنيا ولم يفعل ذلك فاذا نؤمن في في باب الايمان بالقدر بالمشيئة النافذة ونؤمن ايضا بالقدرة الشاملة ان الله على كل شيء قدير وان ما شاءه تبارك وتعالى لابد ان ينفذ وان يقع طبقا لما شاء سبحانه وتعالى وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه على كل شيء قدير وانه الغني الحميد وما سواه فقير اليه من كل وجه وانه الغني عن مخلوقاته من كل وجه جل وعلا يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد في الحديث القدسي يقول يا عبادي انكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتضروني فهو جل وعلا غني عن عن العباد من كل وجه والعباد كلهم فقراء اليه من كل وجه لا غنى لهم عنه طرفة عين فمن الايمان بربوبية الله تبارك وتعالى ان يؤمن الانسان بفقر العباد اليه واحتياجهم اليه من كل وجه وانه المتصرف فيهم المدبر لاحوالهم وشؤونهم وان مشيئته فيهم نافذة وانه تبارك وتعالى على كل شيء قدير قال وانه الغني الحميد الحميد هذا من الاسماء الدالة على اوصاف عديدة واهل العلم ذكروا في في في قاعدة فهم اسماء الله ان من اسماء الله تبارك وتعالى ما ليس دالا على معنى مفرد وانما دال على معان كثيرة مثل السيد والصمد والحميد والمجيد واسماء عديدة من هذا القبيل فاسم الله تبارك وتعالى الحميد دال على الحمد اثبات الحمد لله تبارك وتعالى لكمال اسمائه وكمال صفاته وكمال افعاله تبارك وتعالى قال وانه الغني الحميد وما سواه فقير اليه من كل وجه اي ان مخلوقات الله تبارك وتعالى كلها فقيرة الى الله سبحانه وتعالى من كل وجه لا غنى لها عنه طرفة عين والتأمل في هذا المعنى الذي يقرره المصنف رحمه الله يعد بوابة ومدخلا عظيما لتوحيد العبادة من اعتنى بهذا الامر وفهمه على وجهه واعتنى به عناية دقيقة كان بوابة له ومدخلا لان يوحد الله عز وجل ويفردهم بالذل والخضوع والركوع والسجود والدعاء والرجاء وجميع انواع العبادة. نعم قال ودخل في توحيد الاسماء والصفات اثبات جميع معاني الاسماء الحسنى لله تعالى الواردة في الكتاب والسنة والايمان بها ثلاث درجات. ايمان بالاسماء وايمان بالصفات. وايمان باحكام صفاته كالعلم بانه عليم ذو علم. ويعلم كل شيء قدير ذو قدرة. ويقدر على كل شيء الى اخر ما له من الاسماء المقدسة ودخل في ذلك اثبات علوه على خلقه. واستوائه على عرشه ونزوله كل ليلة الى الى سماء الدنيا على الوجه اللائق بجلاله وعظمته نعم. ودخل في ذلك اثبات الصفات الذاتية. التي لا تنفك عنها. لا التي لا ينفك عنها والبصر والعلم والعلو ونحوها والصفات الفعلية وهي الصفات المتعلقة بمشيئته وقدرته. كالكلام والخلق والرزق والاستواء على العرش والنزول الى السماء الدنيا كما يشاء وان جميعها تثبت لله من غير تمثيل ولا تعطيل. وانها كلها قائمة بذاته. وهو موصوف بها وانه تعالى لم يزل ولا يزال يقول ويفعل. وانه فعال لما يريد يتكلم بما شاء اذا شاء كيف شاء لم يزل بالكلام موصوفا وبالرحمة والاحسان معروفا ودخل في ذلك الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود وانه المتكلم به حقا وان كلامه لا ينفذ وان كلامه لا ينفد ولا يبيد. هذا تفصيل من الشيخ رحمه الله ثم بعد ذلك شرع الشيخ رحمه الله بذكر جملة من التفاصيل المتعلقة بتوحيد الاسماء والصفات ويرجى الحديث عنها الى درس الغد باذن الله عز وجل. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين