بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين نعم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين في كتابه اصول العقائد الدينية قال ودخل في ذلك اثبات الصفات الذاتية ودخل في ذلك اثبات علوه نعم. طيب ودخل في ذلك اثبات علوه على خلقه واستوائه على عرشه ونزوله كل ليلة الى سماء الدنيا على الوجه اللائق بجلاله وعظمته. نعم ودخل في قال الشيخ رحمه الله ودخل في ذلك الاشارة هنا كما سبق البيان اي في توحيد الاسماء والصفات قال ودخل في ذلك اثبات علوه على خلقه واستوائه على عرشه ونزوله كل ليلة الى سماء الدنيا على الوجه اللائق بجلاله وعظمته ذكر هنا رحمه الله تعالى ثلاثة صفات لله عز وجل وهي العلو والاستواء والنزول وسبق بالامس الكلام على العلو والاستواء وايضا الفرق بين العلو والاستواء وان العلو صفة ذاتية والاستواء صفة فعلية خبرية وايضا ان العلو من الصفات التي يمكن ان يستدل لها بالعقل واما الاستواء فهو صفة خبرية لا مجال لمعرفته ولمعرفتها والعلم بها الا من خلال النقل وذكر رحمه الله صفة النزول وهي صفة ثبتت بالحديث المتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه عنه عليه الصلاة والسلام ما يقرب من الثلاث من الثمانية ما يقرب من الثلاثين صحابيا عددهم ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الصواعق المرسلة فبلغوا ثمانية وعشرين صحابيا كل هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم رووا حديث النزول عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام ينزل ربنا كل ليلة الى سماء الدنيا في ثلث الليل الاخر فيقول من يدعوني فاستجيب له من يستغفرني فاغفر له من يسألني فاعطيه وهذا الحديث حديث تواتر نقله عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وقد نص على ذلك جماعة من الحفاظ من ائمة الحديث وعلماء المسلمين كون الحديث متواترا وتكرر نقله من الصحابة عن النبي عليه الصلاة والسلام بهذا اللفظ ينزل ربنا كل ليلة وجميع هؤلاء الصحابة الذين رووا الحديث وعدتهم تقرب من الثلاثين كلهم سمعوه من النبي عليه الصلاة والسلام بهذا اللفظ ينزل ربنا اسند النزول واضافه الى الله تبارك وتعالى وهذا من اعظم ما يكون في ابطال قول المتأولين المتخرصين المتكلفين الذين جهدوا في تعطيل هذه الصفة وعدم اثباتها وزعموا ان الذي ينزل ملك من الملائكة او امر الله عز وجل او نحو ذلك من التأويلات الباطلة وكما ان قول هؤلاء باطل من حيث الاعتقاد في هذا الباب فان فيه في الوقت نفسه طعنا في بيان النبي عليه الصلاة والسلام ونصحه لامته اذا كان الذي ينزل الملك او الامر والنبي عليه الصلاة والسلام في كل هذه المرات يقول ينزل ربنا الصحابة رضي الله عنهم لا يسمعون من لفظه عليه الصلاة والسلام الا قوله ينزل ربنا يسند النزول ويضيفه الى الله جل وعلا ثم يحاول بعض اهل الاهواء متكلفين تعطيل هذه الصفة بصرفها عن ظاهرها وتحريفها عن مدلولها بادعاء ان الذي ينزل الامر او الذي ينزل ملك من الملائكة او نحو ذلك من التعويلات الباطلة واهل العلم ردوا هذا التأويل بوجوه كثيرة من الرد ومن المفيد لطالب العلم ان يعرف شيئا من وجوه رد تلك التأويلات لتكون حصنا له وفي الوقت نفسه ليتمكن من ردي باطل اهل الباطل ويكفي في هذا اعني رد باطل هؤلاء حفظ الحديث بالفاظه الواردة حفظ الحديث بالفاظه الواردة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام فانها وحدها كافية في ابطال تأويل هؤلاء وهذه قاعدة مفيدة في باب رد باطل اهل الباطل وتحريف اهل اهل التحريف والحديث جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام بالفاظ عديدة كلها شاهدة على بطلان تأويل هؤلاء من ذلكم ما جاء في الحديث في تمامه ان الله عز وجل يقول من يسألني من يدعوني من يستغفرني هذه الكلمة لا يمكن ان يقولها الا من الا الله جل وعلا لا يمكن ان يقول هذه الكلمة الا الله جل وعلا لا يقولها الملك فاذا ادعى هؤلاء ان الذي ينزل الملك كيف يسمع الكلام ينزل ملك ربنا كل ليلة الى سماء الدنيا ثلث الليل الاخر فيقول من يسألني من يستغفرني من يدعوني لا يستقيم الكلام اذا جعل نفسه شريكا لله تبارك وتعالى وهذا وهذه مفسدة من مفاسد كثيرة للتأويلات الباطلة جاء ايضا في بعض الفاظ الحديث الثابتة قال ينزل ربنا كل ليلة الى سماء الدنيا فيقول انا الملك انا الملك لو قيل ان الذي ينزل الملك ايقول الملك انا الملك انا الملك من يسألني ايضا جاء في بعض الفاظ الحديث الثابتة ان الله عز وجل يقول حين ينزل الى سماء الدنيا يقول لا اسأل عن عبادي احدا غيري وهي لفظة ثابتة ببعض سياقات الحديث ورواياته لا اسأل عن عبادي احدا غيري وهذا لا يقوله الملك هذا كلام لا يقوله الا الله جل وعلا لا اسأل عن عبادي احدا غيري فهذا لا يقوله الا الله ولهذا اورد الامام عبدالغني المقدسي رحمه الله في مصنفه الذي افرده في الاعتقاد لما ذكر النزول اورد هاتين الروايتين رواية لا اسأل عن عبادي احدا غيري ورواية انا انا الملك انا الملك ثم عقب ذكره للروايتين ببيان انهما قاطعتان لتأويل كل مأول وتحريف كل محرم وهذه فائدة كما قلت جليلة جدا في الباب تستفيد من الفاظ الحديث نفسه رد باطل اهل الباطل فاذا قال لك قائل الذي ينزل الملك تقول له ثبت في بعض الاحاديث الصحيحة ان الله جل وعلا يقول لا اسأل عن عبادي احدا غيري فاذا ادعيت ان الذي ينزل الملك وليس الله يصبح الكلام ماذا؟ ينزل ملك ربنا الى سماء الدنيا ثلث الليل الاخر ويقول لا اسأل عن عبادي احدا غيري في ظهر ظهورا واضحا بينا بطلان تحريف هؤلاء من خلال ظبط الفاظ الحديث احاديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وايضا ما اشرت اليه انفا الا وهو ان هذا اللفظ تكرر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرات كثيرة كل ذلك بلفظ ماذا ينزل ربنا ما من مرة قال ينزل ملك ربنا حتى يحمل المطلق على المقيد مثلا في كل المرات يقول ينزل رب ينزل ربنا الى سماء الدنيا ثلث الليل الاخر النزول صفة الهية ثابتة لله وهي من صفات من الصفات الفعلية الاختيارية المتعلقة بالمشيئة وبناء على هذا الحديث يقول اهل السنة ان من صفات الله تبارك وتعالى النزول الى سماء الدنيا كل ليلة في ثلث الليل الاخر ان الله عز وجل ينزل الى السماء الدنيا كل ليلة في ثلث الليل الاخر وهنا ينبغي ان ينتبه المسلم عندما يثبت هذه الصفة لله وغيرها من صفات الله تبارك وتعالى ان يحذر من الاقيسة الباطلة قياس الخالق جل وعلا بالمخلوق فيحاول ان يفهم النزول المضاف الى الله تبارك وتعالى على ضوء النزول الذي يعرفه من المخلوق فيقع في التشبيه الباطل تثبت الصفة لله جل وعلا على الوجه اللائق بجلاله وعظمته ولهذا قال الشيخ عبدالرحمن هنا قال رحمه الله ونزوله كل ليلة الى سماء الدنيا على الوجه اللائق بجلاله وعظمته لا على الوجه الذي نعهده في المخلوق او الكيفية التي نعرفها في المخلوق وانما على كيفية تليق بجلال الرب وعظمته سبحانه وتعالى وكما تقرر فيما سبق ان السؤال عن الاستواء وايضا غيره من صفات الله تبارك وتعالى بكيف سؤال باطل فان البحث عن كيفية نزول الله تبارك وتعالى بحث باطل والخوض في هذا الامر خوض باطل لا يقال كيف ينزل نقول ان ربنا تبارك وتعالى ينزل الى سماء الدنيا نزولا يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه واما كيفية هذه النزول لا نعلمها لا نعلمها اخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم ان ربنا ينزل ولم يخبرنا كيف ينزل ولهذا اثباتنا للنزول اثبات وجود لا اثبات تكييف نحن نثبت هذه الصفة كما اثبتها اعلم الناس بالله صلوات الله وسلامه عليه ونؤمن بها كما جاءت عن رسولنا عليه الصلاة والسلام ولا نخوض فيها لا بتحريف ولا بتعطيل ولا بتكييف ولا تمثيل بل نمرها كما جاءت ونؤمن بها كما وردت ومن فوائد حديث النزول العظيمة بيان الارتباط الوثيق بين العقيدة والشريعة بين الاعتقاد والعمل وان صحة الاعتقاد ينبني عليه صلاح العمل ينبني عليه صلاح العمل واستقامة العمل ولهذا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام نزول الرب جل وعلا في ثلث الليل الاخر في معرض ترغيبه صلى الله عليه وسلم بالعناية بالثلث الاخير من الليل دعاء وذكرا واستغفارا وتوجها الى الله وصلاة قال ينزل ربنا كل ليلة الى سماء الدنيا في ثلث الليل الاخر فيقول من يسألني من يدعوني؟ من يستغفرني فاذا العقيدة التي هي ايمانك بنزول الرب تبارك وتعالى في ذلك الوقت المبارك فالوقت الذي يعد احرى اوقات اجابة الدعاء وافضلها وهو الثلث الاخير من الليل فذكر النبي عليه الصلاة والسلام لهذه العقيدة وهي النزول الالهي في ذلك الوقت يحرك في قلب الانسان العناية بهذا الوقت الفاضل دعاء وسؤالا واستغفارا وصلاة قال تعالى والمستغفرين بالاسحار قال تعالى وبالاسحار هم يستغفرون فهذه العقيدة تحرك فيك عناية واهتماما بالعمل وهذا له له امثلة كثيرة جدا في السنة الارتباط بين العقيدة والعمل مثل قوله عليه الصلاة والسلام انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته. هذي عقيدة فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وعلى صلاة قبل غروبها فافعلوا هذا العمل المترتب على الاعتقاد اخبر عليه الصلاة والسلام بهذه العقيدة وهي ان الله جل وعلا يراه المؤمنون يوم القيامة ثم اخبر عن العمل الذي يثمر هذه الثمرة العظيمة وهي رؤية الله الا وهو المحافظة على الصلوات ولا سيما صلاة الفجر وصلاة العصر فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وعلى صلاة قبل غروبها فافعلوا فهذا كله يبين الارتباط الوثيق بين العقيدة والشريعة العبادة آآ آآ اصول الايمان والعمل نظير ذلك في القرآن قول الله عز وجل ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين هذه العقيدة ثم ختمت الاية بالعمل الذي هو ثمرة الاعتقاد الصحيح. واتى المال على حبه الى اخر الاية فهذا هو العمل المترتب على صحة الاعتقاد وسلامة الاعتقاد اذا من فوائد الايمان بحديث النزول واعتقاد نزول الرب تبارك وتعالى نزولا يليق بجلاله وكماله في الثلث الاخير من الليل من ثمار هذا الاعتقاد تقوية الرغبة في العمل وحسن التوجه الى الله تبارك وتعالى في هذا الوقت الفاضل الذي هو الثلث الاخير من الليل وايضا في الوقت نفسه ندرك خطورة تأويلات اهل البدع والاهواء على العمل والعبادة ارأيتم من خاض في حديث النزول تأويلا وتحريفا وصرفا له عن ظاهره ينزل ربنا يقول اهل الاهواء لا ينزل انه لا يليق به هكذا يقولون الذي ينزل ملك او الامر او نحو ذلك ماذا يحدث من تقرير مثل هذا القول الباطل من حيث الاثر على العبادة والعمل اهل العلم يقولون عن علماء الكلام انهم قطاع طريق لان هذه التحريفات الباطلة للصفات تقطع الناس في الطريق الذي هم متوجهون الى الله عز وجل تسوقهم اليه عقيدة صحيحة وايمان راسخ بالله فيقبلون على العبادة والعمل يحدوهم ايمانهم واعتقادهم الصحيح فاذا عطلت الصفات وحرفت بانواع التحريفات قطع على الناس طريقهم في التوجه الى الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم ذكر النزول الالهي في معرض ترغيب الناس في المحافظة على العبادة في هذا الوقت فاذا جاء متكلف ومحرف وعطل هذه الصفة وحرفها عن وجهها ترتب على تعطيله لها اعاقة عن العمل الذي ترتب على الايمان بهذه الصفة وشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى له مجلد كبير في شرح هذا الحديث مطبوع بعنوان شرح حديث النزول نعم قال ودخل في ذلك اثبات الصفات الذاتية التي لا ينفك عنها كالسمع والبصر والعلم والعلو ونحوها والصفات الفعلية وهي الصفات المتعلقة بمشيئته وقدرته كالكلام والخلق والرزق والرحمة والاستواء على العرش والنزول الى السماء الدنيا والنزول الى السماء الدنيا كما يشاء وان قال رحمه الله ودخل في ذلك اثبات الصفات الذاتية التي لا ينفك عنها كالسمع والبصر والعلم والعلو ونحوها والصفات الفعلية ضبط هذه الكلمة تحتمل الضبط الموجود ويكون العطف في قوله والصفات الفعلية على الاثبات دخل في ذلك اثبات الصفات الذاتية ودخل في ذلك الصفات الفعلية والاولى والله اعلم ان تظبط بالخفظ عطفا على الصفات لا على الاثبات فيكون الكلام ودخل في ذلك اثبات الصفات الذاتية والصفات الفعلية اي اثبات الصفات الفعلية تبات الصفات الفعلية هنا يقرر الشيخ رحمه الله ان مما يدخل في توحيد الاسماء والصفات اثبات الصفات الذاتية لله واثبات الصفات الفعلية له سبحانه وتعالى وذكر الشيخ رحمه الله ظابط كلا منهما فذكر ضابط الصفات الذاتية بقوله التي لا ينفك عنها بمعنى انه لم يزل ولا يزال متصفا بها لا تعلق لها بالمشيئة فهي صفة لا ينفك عنها لم يزل ولا يزال متصفا بها ولا تعلق لها بالمشيئة وذكر الشيخ على ذلك بعض الامثلة قال كالسمع والبصر والعلم والعلو ونحوها اي كالوجه واليد والقدم وغيرها من صفات الله تبارك وتعالى فهذه كلها يقال عنها صفات ذاتية يقال عنها صفات ذاتية لماذا لانها صفات لا ينفك عنها اي الرب تبارك وتعالى لم يزل ولا يزال متصفا بها وليس لها تعلق بالمشيئة والقسم الثاني من الصفات قال الصفات الفعلية وهي الصفات المتعلقة بمشيئته وقدرته وهي الصفات المتعلقة بمشيئته وقدرته. وهذا ضابط الصفة الفعلية او الصفة الاختيارية ما كان لها تعلق بالمشيئة والقدرة مثل الكلام والخلق والرزق بفتح الراء والرحمة والاستواء على العرش والنزول الى السماء الدنيا كما يشاء هذه كلها صفات فعلية لانها لها تعلق بالمشيئة يرزق من يشاء يرحم من يشاء اه يخلق ما يشاء استوى على العرش هذا فعل ينزل الى سماء الدنيا هذا فعل فهذا النوع من الصفات يقال عنه صفة فعلية يقال عنه صفة فعلية والنوع الاول يقال عنه صفة ذاتية والصفة الذاتية ضابطها كما تقدم التي لا ينفك عنها اي لم يزل ولا يزال متصفا بها والصفة الفعلية هي المتعلقة بالمشيئة كما في الامثلة التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى نعم قال وانها جميعها تثبت لله قوله عفوا قوله رحمه الله كالكلام اهل العلم ذكروا بعض الصفات ان لها تعلق بالصفات الذاتية من جهة ولها تعلق بالصفات الفعلية من جهة اخرى لها تعلق بالصفات الذاتية من جهة كون الله تبارك وتعالى لم يزل ولا يزال متصفا بها ولها تعلق بالصفات الفعلية من جهة انها متعلقة بالمشيئة ولهذا بعض الصفات قال عنها اهل العلم انها ذاتية باعتبار فعلية باعتبار ومثلوا لذلك بصفة الكلام فالكلام صفة ذاتية باعتبار ان الله عز وجل لا ينفك عن هذه الصفة لم يزل ولا يزال متصفا بالكلام ومن جهة اخرى الكلام صفة فعلية لانه من الصفات المتعلقة بالمشيئة يتكلم متى شاء بما شاء سبحانه وتعالى تكلم بالتوراة ثم تكلم بالانجيل ثم تكلم بالقرآن فهو عز وجل يتكلم بما شاء متى شاء كلاما يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى ولهذا فان صفة الكلام تعد ذاتية باعتبار وفعلية باعتبار نعم قال وان جميعها تثبت لله من غير تمثيل ولا تعطيل وانها كلها قائمة بذاته وهو موصوف بها وانه تعالى لم يزل ولا يزال يقول ويفعل وانه فعال لما يريد يتكلم بما شاء اذا شاء كيف شاء لم يزل بالكلام موصوفا وبالرحمة والاحسان معروفا. قال رحمه الله وان جميعها وان جميعها تثبت لله من غير تمثيل ولا تعطيل وان جميعها اي صفات الله جل وعلا الذاتية منها والفعلية تثبت لله اي على الوجه اللائق بجلاله وكماله وعظمته دون تمثيلا ودون تعطيل تثبت لله على وجه يليق بجلاله من غير تمثيل اي من غير تمثيل لصفات الله تبارك وتعالى بصفات خلقه قال الله تعالى ليس كمثله شيء وقال تعالى هل تعلم له سميا؟ اي لا سمي له وقال تعالى فلا تضربوا لله الامثال قال تعالى ولم يكن له كفوا احد فاذا تثبت صفات الله لله دون تمثيل اي دون ان يمثل شيء منها بشيء من صفات المخلوقين ودون تعطيل اي دون نفي لها والتعطيل هو النفي كما سبق بيان ذلك فهي تثبت لله دون تمثيل ودون تعطيل على حد قوله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قد قال اهل العلم اثبات الله جل وعلا للسمع والبصر بعد نفي المثلية دليل على ان اثبات الصفات لله على الوجه اللائق بجلاله وكماله لا يستلزم تشبيها او تمثيلا بدليل ان الله عز وجل اثبت لنفسه السمع والبصر بعد نفي المثلية فهذا يدل على ان اثبات الصفات لله على الوجه اللائق بجلاله وكماله سبحانه لا يستلزم التنفيذ عندما تقول انا اثبت ان الله ينزل نزولا يليق بجلاله وكماله هذا ليس فيه تمثيل هذا ليس فيه تمثيل عندما تقول ان الله عز وجل استوى على العرش حقيقة استواء يليق بجلاله هذا ليس فيه تمثيل التمثيل كما قال الامام احمد رحمه الله قال الممثل الذي يقول يد كايدينا سمع كسمعنا بصر كبصرنا والله يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير هذا هو التمثيل. التمثيل الذي يجعل صفة الله كصفة المخلوق تعالى ربنا وتقدس عن ذلك والتمثيل كفر بالله من يثبت الصفات على وجه التمثيل فهذا كافر بالله تبارك وتعالى ولهذا قال العلماء قديما الممثل يعبد صنما الممثل يعبد صنما الذي يقول في وصفه لربه تنزه ربنا وتقدس الذي يقول في وصفه لربه يده كايدينا سمعه كسمعنا بصره كبصرنا هذا لا يعبد الله يعبد صنما لان هذه الصفة التي بهذا الوصف الذي ذكر هذا الممثل ليست صفته ليست صفة الله تبارك وتعالى ولهذا قال السلف قديما ومنهم نعيم ابن حماد شيخ البخاري قالوا الممثل يعبد صنما والمعطل يعبد عدما المعطل من هو الذي ينفي الصفات ويجحدها من ينفي صفات الله تبارك وتعالى يجحدها هو في الحقيقة يعبد ماذا يعبد الادب الذي يقول عن عن ربه انه ليس بسميع ولا بصير ولا فوق العالم ولا داخله ولا متصلا بي ولا منفصلا عنه وليس بكذا الى اخر ما يقولون في كتب اهل الاهواء هذا وصف للرب ماذا بالعدم ولهذا قال اهل العلم قديما والمعطل يعبد عدما الممثل يعبد صنما والمعطل يعبد عدما ولو قيل لانسان صف لنا العدم بصفة بليغة لا يجد ابلغ من هذه الصفة التي يصف بها المعطل ربهم لا يجد ابلغ منها لانهم يقولون الله لا فوق ولا تحت ولا داخل عالم ولا خارجه ولا متصلا به ولا منفصلا عنه وليس بسميع ولا بصير ولا عليم الى اخره هكذا يقولون في كتبهم ولا تزال كتبهم التي تقرر هذا الباطل موجودة فنهاية هذا التعطيل وصف الله تبارك وتعالى بالعدم الامام ابن عبد البر رحمه الله تعالى ذكر عن احد السلف وهو حماد ابن زيد مثالا يبين لنا حقيقة تعطيل هؤلاء مثالا جميلا يبين لنا حقيقة التعطيل الذي وقع فيه هؤلاء قال ان مثل هؤلاء المعطلة كمثل رجل قال في دارنا نخلة كمثل رجل قال في دارنا نخلة قيل لها سعف قال لا قيل له لها خوف؟ قال لا قيل لها جذع قال لا قيل لها قنوا؟ قال لا ذكرت له جميع صفات النخلة؟ قال لا قيل له ما في داركم نخلة قال هذا مثل يوضح لنا حال هؤلاء المعطلة قالوا انا لنا ربا قيل قيل لهم صفوه لنا قالوا لا فوق ولا تحت ولا داخل عالم ولا خارج الى اخره قيل لهم ليس لكم رب ما دام ما دام ان هذه صفة الرب عندكم انما تعبدون العدم هذه صفة العدم ولهذا قال بعض السلف نهاية قول هؤلاء انه ليس فوق العرش رب يعبد ولا اله يصلى له ويسجد. تعالى الله عما يقول هؤلاء الظالمون علوا كبيرا فاذا صفات الله تبارك وتعالى تثبت لله على الوجه اللائق بجلاله وكماله ويحذر من التمثيل ويحذر ايضا من التعطيل على قاعدة اهل السنة في هذا الباب اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل قال وانها اي الصفات كلها قائمة بذاته وهو موصوف بها وانها كلها قائمة بذاته لان هذا هو الاصل في الصفة ان تكون قائما بالموصوف ان تكون قائمة بالموصوف والصفات التي تضاف الى الله جل وعلا وتسند اليه سبحانه وتعالى هي قائمة به سبحانه السمع المضاف الى الله البصر المضاف الى الله العلم المضاف الى الله الرحمة المضافة الى الله الى غير ذلك من الصفات هذه كلها صفات قائمة بالله سبحانه وتعالى ومن لوازم اسناد الصفة لموصوف ان تكون قائمة به هذا امر متكرر من لوازم اظافة الصفة الى الموصوف ان تكون قائمة به وقيامها به من لوازمه ان تكون ليست قائمة بغيره بل هي صفته الرحمة والسمع والبصر وغيرها من الصفات التي تضاف الى الله تبارك وتعالى هذه كلها صفات اضيفت الى الله فهي قائمة بالله قال وهو موصوف بها سبحانه وهو موصوف بها فتعد في صفاته تعد في صفاته وجعلها من صفات غيره باطل من القول وهذا يبين لنا يعني هذا التقرير الذي يشير اليه الشيخ رحمه الله يبين لنا فساد التأويل الذي يتكلفه اهل اهل الاهواء عندما يقولون مثلا في صفة الكلام ان الكلام خلقه الله عز وجل في في اللوح المحفوظ مثلا هذا يتنافى مع هذا الاصل وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. اسند الكلام الى من الى الله ومن لوازم هذا الاسناد اسناد الصفة الى الموصوف ان تكون قائمة به واذا كانت قائمة به تعد صفة له لا تجعل وصفا لغيره وقول هؤلاء انه خلقه في اللوح المحفوظ معنى ذلك ان الكلام صفة للوح وليس صفة لله تبارك وتعالى وهذا من تكلف اهل الاهواء والباطل لنفي هذه الصفة ولا تزال لا يزال هذا الباطل يسري في في بعض اهل الضلال حتى في الاجازات التي تمنح من بعض المقرئين للقرآن تجد الاسناد في الاقرار لكلام الله عن يذكر الاسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن اللوح المحفوظ ينتهي الاسناد عن الى اللوح المحفوظ وهذا مبني على هذه العقيدة الفاسدة بينما في القرآن قال جل وعلا وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين الاسناد عن جبريل عن الله تبارك وتعالى. تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين من الله سبحانه وتعالى هو كلام مضاف الى الله مسند اليه تبارك وتعالى قال وانه تعالى لم يزل ولا يزال يقول ويفعل لم يزل ولا يزال اي متصف بصفاته. وصفاته قائمة به جل وعلا لم يزل ايفا آآ في الازل ولا يزال اي فيما لم يزل متصفا بالصفات كما قال عز وجل هو الاول والاخر الاول في الازل والاخر في فيما لم يزل هو الاول والاخر موصوفا بصفاته وصفاته تبارك وتعالى قائمة به لم يزل يقول ويفعل متى شاء كيف شاء سبحانه وتعالى قال وانه فعال لما يريد يتكلم بما شاء اذا شاء كيف شاء لم يزل بالكلام موصوفا وبالرحمة والاحسان معروفا هذا الواجب في صفات الله تبارك وتعالى ان تثبت لله على الوجه اللائق بجلاله وكماله واعتقاد انه تبارك وتعالى لم يزل ولا يزال متصفا بصفات الكمال ونعوت الجلال اللائقة بكماله وعظمته سبحانه وتعالى. نعم قال ودخل في ذلك الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود وانه المتكلم به حقا وان كلامه لا ينفد ولا يبيد قال ودخل في ذلك اي في توحيد الاسماء والصفات الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود هذي عقيدة اهل السنة والجماعة في صفة الكلام وانهم يثبتون الكلام صفة لله على الوجه اللائق بجلال الرب وكماله سبحانه وتعالى قال ودخل في ذلك الايمان بان القرآن القرآن هو كتاب الله عز وجل الذي نزله على رسوله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم وجعله هدى ورحمة وبشرى للعالمين فالقرآن كلام الله عز وجل هو الذي تكلم به سبحانه قد مر معنا الاية وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله وقد كان عليه الصلاة والسلام يعرض نفسه على القبائل يقول لهم من ينصرني حتى ابلغ كلام ربي حتى ابلغ كلام ربي فالقرآن كلام الله الله عز وجل هو الذي تكلم به وكما قال ائمة السلف اينما توجه القرآن فهو كلام الله سواء حفظ في الصدور او كتب في المصاحف او سمع بالاذان او نظر اليه في المصاحف بالاعين اينما توجه فهو كلام الله لماذا لان الكلام يضاف الى من قاله ابتداء لا لمن نقله اداء الكلام يضاف الى من قاله ابتداء ولهذا يقول الشيخ منه بدا منه بدا اي الله عز وجل هو الذي تكلم به ابتداء وجبريل سمعه من الله ونزل به الى محمد عليه الصلاة والسلام ومحمد عليه الصلاة والسلام سمعه من جبريل والصحابة سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم وبلغوه من بعدهم فكون النبي صلى الله عليه وسلم قرأه والصحابة قرأوه وسمعوه وتلوه وكتب في المصاحف هذا لا يخرجه عن كونه كلام كلام الله ولهذا قال جل وعلا وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله لم يقل حتى يسمع كلام التالي للقرآن لان الكلام الذي في المصاحف الذي هو كلام الله هو كلامه جل وعلا ليس كلام التالي للقرآن بل وكلام الله منه بدأ هو الذي تكلم به جل وعلا فيظاف الكلام الى من تكلم به ابتداء لا الى من نقله اداء لا لمن نقله ادان وهذا امر معروف ومتقرر في كل ما ينقل من الكلام فالكلام يضاف الى من قاله ابتداء لا الى من نقله اداء قال بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منزل اي من الله قال تعالى وانه لتنزيل وانه اي القرآن لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين فالقرآن منزل اي من الله عز وجل غير مخلوق اي ان اضافته الى الله سبحانه وتعالى اضافة وصف لا اظافة خلق عندما نقول كلام الله مثل ما نقول سمع الله وبصر الله ورحمة الله وعلم الله ومشيئة الله وارادة الله جميع هذه الاضافات اضافة ماذا اضافة وصف فالقرآن كلام الله غير مخلوق منزل غير مخلوق والدلائل على ذلك كثيرة في كتاب الله عز وجل وفي سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وقد اجمع السلف رحمهم الله على ذلك وحكى اجماعهم عليه جل من كتب في الاعتقاد من المتقدمين والمتأخرين ونقلت اقوال السلف في ذلك القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال كلام الله مخلوق فهو كافر اي بالله وبكلامه سبحانه وتعالى والامام اللالكائي رحمه الله في كتابه شرح الاعتقاد نقل هذا الكلام عن اكثر من خمس مئة نفس من التابعين واتباع التابعين وائمة المسلمين قال بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود منه بدأ اي هو الذي تكلم به ابتداء واليه يعود اي عندما يرفع ترفع المصاحف ويرفع كلام الله عز وجل ويصبح الناس وهذا يأتي وهذا يكون في اخر الزمان ولا يكون ثمة شيء من كلامه من القرآن اليه يعود يرفع الكلام قد دل على ذلك دلائل فالقرآن يرفع وهذا معنى قول السلف رحمهم الله واليه يعود اي انه عندما يرفع في اخر الزمان ولا يبقى في الصدور ولا في السطور شيء من كلام الله تبارك وتعالى بل يرفع يصبح الناس ولا يجدون شيئا من من كلام الله عز وجل الذي كتب ويتلى هذا معنى قولهم واليه يعود منه بدأ واليه يعود وانه المتكلم به حقا وانه اي الله المتكلم به اي القرآن حقا لا غيره سبحانه فالذي تكلم بالقرآن هو الله جل وعلا وعندما يعتقد المسلم ان هذا القرآن الموجود في المصاحف هو كلام الله جل وعلا فان هذا يورث ماذا تعظيما للقرآن واحتراما له ومعرفة قدره وشأنه بخلاف الذين يعتقدون انه مخلوق من المخلوقات فهذا يورث اهمالا واستهانة واستخفافا بالقرآن وعدم معرفة بقدر القرآن الذي هو كلام الله عز وجل قال وانه المتكلم به حقا وان كلامه لا ينفد وان كلامه اي الله لا ينفد وهذا كما سبق ان قال الشيخ رحمه الله لم يزل ولا يزال متكلما لا ينفذ شاهدوا ذلك قول الله عز وجل قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا وقال تعالى ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله فكلامه سبحانه وتعالى لا ينفد ولا يبيت كلامه سبحانه وتعالى لا ينفد ولا يبيد فهنا قرر الشيخ رحمه الله تعالى الاعتقاد في كلام الله عز وجل وفيما يتعلق بالقرآن على وجه الخصوص وانه كلام الله عز وجل غير مخلوق وقل غير مخلوق كلام مليكنا بذلك دان الاتقياء وافصح كما قال ذلك ابن ابي حاتم بحائيته نعم قال ودخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب وانه مع ذلك علي اعلى وانه لا منافاة بين كمال علوه وكمال قربه انه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وصفاته. قال ودخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب الايمان بانه قريب مجيب قال قال الله تبارك وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان قال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين سألت الاية الاولى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فالله تبارك وتعالى قريب اي من العابدين مجيب اي للداعين قريب من عباده جل وعلا وفي الحديث القدسي يقول الله عز وجل ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه والحديث الاخر من تقرب الي شبرا تقربت منه ذراعا فالله عز وجل قريب من عباده ولا منافاة كما يقول الشيخ رحمه الله بين اثبات قربه من عباده وبين الايمان بعلوه سبحانه وتعالى واستوائه على عرشه سبق الاشارة ان الواجب في صفات الله تبارك وتعالى ان تثبت لله على الوجه اللائق بجلاله وكماله سبحانه ولا يقاس جل وعلا في شيء من صفاته بشيء من مخلوقاته ولهذا نحن نعتقد ان الله عز وجل مستو على عرشه استواء يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وانه بائن من مخلوقاته ليس في ذاته شيء من مخلوقاته ولا في مخلوقاته شيء من ذاته وايضا نعتقد في الوقت نفسه انه يقرب سبحانه وتعالى من عباده الطائعين واهل الايمان يقرب منه منهم تبارك وتعالى كيف شاء يقرب منهم تبارك وتعالى كيف شاء قال ودخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب وانه مع ذلك علي اعلى ولا تنافي بين الامرين قال وانه لا منافاة بين كمال علوه وكمال قربه لان ذلك كله حق العلو حق ثابت في القرآن والقرب حق ثابت في القرآن وثابت ايضا في سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ولا احد اعلم بالله من الله ولا احد اعلم بالله من خلق الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكل ذلك حق كل ما اخبر الله سبحانه وتعالى به عن نفسه او اخبر عنه به رسوله صلى الله عليه وسلم فانه حق فالعلو حق والقرب حق الله عز وجل علي اعلى مستو على عرشه بائن من خلقه سبحانه وتعالى وهو يقرب من عباده المؤمنين كيف شاء جل وعلا قربا لا نعلم كيفيته ولا نقيسه بقرب مخلوق من مخلوق بنى الله عز وجل ليس كمثله شيء كما ان له ذاتا لا تشبه الذوات فله تبارك وتعالى صفات لا تشبه الصفات قال وانه لا منافاة بين كمال علوه وكمال قربه لانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وصفاته ومن ومن مضى في هذا الباب على هذه القاعدة قاعدة الاثبات مع نفي التمثيل فانه يسلم من اباطيل اهل الباطل يثبت لله صفاته بلا تمثيل وينزه الله تبارك وتعالى عن مشابهة خلقه بلا تعطيل. نعم قال ولا ولا يتم توحيد الاسماء والصفات حتى يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة من الاسماء والصفات والافعال واحكامها على وجه يليق بعظمة الباري ويعلم انه كما انه لا يماثله احد في ذاته فلا يماثله احد في صفاته. ومن ظن ان في بعظ العقليات ما يوجب تأويل بعض الصفات على غير معناها المعروف فقد ظل ضلالا بعيدا. قال رحمه الله ولا يتم توحيد الاسماء والصفات حتى يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة من الاسماء والصفات والافعال واحكامها على وجه يليق بعظمة الباري هذا فيه تأكيد لما سبق وتقرير ما سبق بيانه قد قرر الشيخ رحمه الله اركان الايمان باسماء الله الثلاثة وهي الايمان بالاسماء والايمان بالصفات والايمان بالافعال واحكامها هذه الاركان الثلاثة المتقدمة لانا عرفنا ان الصفات ان الاسماء منها اسماء تدل على صفات ذاتية ومنها اسماء تدل على صفات فعلية فاذا لا يكون مؤمنا باسماء الله الا من امن بالاسماء والصفات والافعال واحكامها احكامها مثل ما ذكر الشيخ فيما سبق اي احكام الصفات مثل السمع حكمه انه يسمع البصر انه يبصر العلم انه يعلم القدرة يقدر الرزق يرزق وهكذا فلا بد من الايمان بهذه الامور الاسماء الحسنى والصفات العليا والافعال العظيمة واحكام هذه الصفات سواء الصفات الذاتية مثل السميع البصير او السمع والبصر او الصفات الفعلية مثل الرزق والاحياء والاماتة وغيرها من صفاته تبارك وتعالى قال على وجه يليق بعظمة الرب وهذا لا بد ان يكون في جميع الصفات ان تثبت لله على وجه يليق بعظمة الله لا على ما على ما نعهده في المخلوقات قد قال الائمة قديما لا يقاس بخلقه تبارك وتعالى بل صفاته تثبت له عز وجل على وجه يليق بجلاله وكماله وعظمته ثم ذكر قاعدة عظيمة جدا في هذا الباب قال ويعلم انه كما انه لا يماثله احد في ذاته فلا يماثله احد في صفاته هذي قاعدة عظيمة جدا في باب الصفات تقريرا وردا تقريرا للحق وردا لباطل اهل الباطل ان نعلم ان انه تبارك وتعالى كما ان له ذاتا لا يماثله احد فيها لا تلاك الدواة فان له تبارك وتعالى صفات لا تشبه الصفات ولهذا قال اهل العلم القول في الصفات كالقول في الذات القول في صفات الله كالقول في ذاته اي كما انه سبحانه وتعالى له ذات لا تشبه الذوات ولا تماثلها الذوات وايضا القول في الصفات هو نفسه اننا نثبت لله تبارك وتعالى صفات لا تشبه الصفات امثل لذلك على لك امثل لك بذلك بمثال عندما تثبت الحديث المتقدم ينزل ربنا الى سماء الدنيا كل ليلة لو قال لك قائل يلزم من اثبات ذلك ان يكون نزوله كنزولنا تقول له هل تثبت لله تبارك وتعالى ذاتا ماذا سيقول لك نعم تقول له هل يلزم من ذلك ان تكون ذاته كذواتنا تقول لا قطعا قل له القول في الصفات كالقول في الذات اي كما اننا نثبت لله تبارك وتعالى جميعا ذاتا لا كالذوات فايضا نثبت له تبارك وتعالى صفات لا كالصفات فصفات الله تبارك وتعالى المضافة اليه سبحانه تليق بجلاله وكماله وعظمته كما انه سبحانه وتعالى له ذات تليق بجلاله وكماله وعظمته لك الدواء هذا معنى قوله رحمه الله ويعلم انه كما انه لا يماثله احد في ذاته فلا يماثله احد في صفاته قال ومن ظن ان في بعض العقليات ما يوجب تأويل بعض صفات الصفات على غير معناها المعروف فقد ضل ضلالا مبينا من ظن ان في بعظ العقليات اي ما تتوصل اليه عقول الناس من ظن ان بعض العقليات توجد تأويل بعض الصفات على غير معناها. فقد ضل ضلالا مبينا. لماذا لانه جعل عقله القاصر حاكما على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والله تبارك وتعالى يقول يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واي تقدم بين يدي الله ورسوله اعظم من هذا ان يثبت الرب جل وعلا لنفسه الصفة ثم يقول قائل من الناس هذه صفة لا تليق بالله او يثبتها له رسوله عليه الصلاة والسلام فيقول قائل هذه صفة لا تليق بالله العقل يوجب تأويلها فيكون بذلك قد جعل العقل القاصر حاكما على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا ولهذا قال الشيخ فقد ضل ضلالا مبينا اي وقع في ظلال بين واضح حيث جعل عقله القاصر حاكما على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والله يقول ولا تقفوا ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا نعم قال ولا يتم توحيد الربوبية حتى يعتقد العبد ان افعال العباد مخلوقة لله وان مشيئتهم تابعة لمشيئة الله وان لهم افعالا وارادة تقع بها افعالهم. وهي متعلق وهي متعلق الامر والنهي نعم نعم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم غفر الله لنا ولكم والمسلمين اجمعين هذا السائل يقول هل تعطيل الصفات يوصل للكفر تعطيل الصفات هو جحد لما امر الله تبارك وتعالى بالايمان به من اسمائه جل وعلا وصفاته الثابتة في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولا يقال ان تعطيل الصفات يوصل الى الكفر بل التعطيل نفسه كفر لكن هل يكفر المعطل او لا هذا ينظر هل هناك شبهة فتزال عنه او انه جاحد ومعاند الامر فيه تفصيل لكن التعطيل نفسه لاسماء الله عز وجل وصفاته هو بحد ذاته كفر بالله جل وعلا ولهذا قال آآ قال الله تعالى في سورة الرعد وهم يكفرون بالرحمن سمى تبارك وتعالى انكارهم اسم الرحمن كفرا قال جل وعلا في موضع اخر من من القرآن في من انكر اه علم الله بكل شيء لم ينكر اصل هذه الصفة قال بل ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين ان يصبروا فالنار مثوى لهم وان يستعتبوا فما هم من المعتدين وقال عز وجل في من اظاف اليه الولد قالوا اتخذ الرحمن ولدا قال لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا فتعطيل الصفات صفات الله تبارك وتعالى ونفيها ليس بالامر الهين نعم قول النبي صلى الله عليه وسلم وسكت الله عن اشياء رحمة بكم هل يجوز لنا ان ننسب الى الله صفة السكوت. هذا الحديث يمر كما جاء و السكوت الذي اظافه النبي عليه الصلاة والسلام الى الله عز وجل معناه واضح في الحديث معناه واضح في في الحديث. قال سكت عن اشياء والمعنى ان هناك اشياء لم يذكر فيها حكم لا بالنفي ولا بالاثبات لم يذكر انها حرام ولم يذكر انها حلال قال رحمة بكم هذا معنى السكوت هذا معنى قوله وسكت عن اشياء يثبت المعنى الوارد في الحديث كما جاء نعم هذا يسأل يقول هل يصح ان يقال ان جميع الصفات الفعلية اذا نظرنا اليها باعتبار قيامها بذات الرب سبحانه باعتبار تعلقها بالمشيئة صفات اختيارية بعد هل يصح ان يقال ان جميع الصفات الفعلية اذا نظرنا اليها باعتبار قيامها بذات الرب هي تكون ذاتية وباعتبار تعلقها بالمشيئة والارادة تكون صفات اختيارية لا يقال ذلك لانه ليس اه جميع الصفات آآ ليس جميع الصفات الفعلية آآ شأنها انها لها تعلق بالذات من جهة وتعلق اه اه اه بالمشيئة من من جهة اخرى فمثلا الاستواء والنزول صفة فعلية لله تبارك وتعالى لكن لا يقال انها صفة ذاتية بمعنى انه لم يزل ولا يزال متصفا بها هذا لا يقال فالله عز وجل انما استوى على العرش بعد ان خلق العرش انما استوى على العرش بعد ان خلق العرش الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش الاستوى على العرش لا يقال عنه انه صفة ذاتية اي لم يزل ولا يزال متصفا بها نعم احسن الله اليكم هذا السائل يقول ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم؟ فان الله لا يمل حتى تملوا معناه واضح معنى الحديث واضح قال النبي عليه الصلاة والسلام ان الله لا يمل حتى تملوا ونحن عرفنا ان القاعدة فيما يضاف الى الله عز وجل انه يثبت لله عز وجل على وجه يليق بجلاله وكماله وهنا لم يضف النبي عليه الصلاة والسلام الملل لله تبارك وتعالى هكذا باطلاق وانما جاء مقيدا مثل الكيد والمكر والاستهزاء والسخرية سخر الله منهم انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا ويمكرون ويمكر الله الله يستهزئ بهم ونظائر ونظائر ذلك كثير نعم احسن الله اليكم هذا السائل يقول كيف الجمع بين ان جبريل سمع القرآن من الله عز وجل وبين ان القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ لا تنافي بين سماع جبريل للقرآن من الله عز وجل كما يدل على ذلك نصوص كثيرة واضحة الدلالة في ذلك وبين كون القرآن كتبه الله سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ فكل ذلك حق وكل ذلك دل عليه الدليل نعم احسن الله اليكم يقول ما الدليل على ان لله سبحانه وتعالى قدم او رجل الدليل في صحيح البخاري حديث في صحيح البخاري ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر عليه الصلاة والسلام النار وان الله تبارك وتعالى قد وعدها آآ ان يملأها ثم انه لا يزال يلقى فيها وتقول هل من مزيد؟ هل من مزيد قال النبي عليه الصلاة والسلام حتى يظع رب العزة عليها قدمه وفي رواية الرجلة فتقول قطن قطن اي حسبي حسبي يكفيني يكفيني نعم احسن الله اليكم هذا السائل يقول كيف نرد على من يقول آآ ان قول شيخ الاسلام ان الله تعالى ان ان الله تعالى لم يزل ولا يزال يقول ويفعل فيه القول بقدم الحوادث وان فيه شرك وجوب الوجوب وجوب الوجود مع الله تعالى هذا يعني قائل هذا الكلام لم يفهم كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله واذا خاض الانسان او قرأ كلاما لم يفهمه ولم يحسن فهمه بمثل المناقشات الدقيقة التي يكررها شيخ الاسلام الرد على الفلاسفة والمناطق اذا لم يتمكن الانسان من فهم الكلام يدعه ويتجاوزه الى الكلام الذي يحسن فهمه وشيخ الاسلام بن تيمية لما يتكلم عن هذه المسائل في مقام التقرير يقتصر في في هذا الباب على الفاظ القرآن كما صنع في كتابه العقيدة الواسطية الفاظ القرآن والفاظ السنة اما مناقشات اه مناقشاته رحمه الله لاهل الكلام واهل الباطل فانه يخوض من من ذلك او يخوض في ذلك بحسب ما يقتضيه المقام نعم والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد