بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين ايوة. اما بعد. قال المصنف شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه العقيدة الواسطية وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره. هنا شرع شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان الايمان بالقدر هو اصل من اصول الايمان. وركن من اركان الدين ودعامة من دعائمه. كما قال ابن ابي داود رحمه الله في في حايته المشهورة قال وبالقدر المقدور ايقن فانه دعامة عمد الدين والدين اريح فانه دعامة عقد الدين والدين افيحه. في القدر والايمان بالقدر عفوا من اصول الايمان ودعامة من دعائمه. لم يؤمن بالقدر لا يكون مؤمنا بالله عز وجل ولهذا ورد عن ابن عباس رضي الله عنه هما؟ انه قال القدر نظام التوحيد القدر نظام التوحيد. فمن وحد الله او فمن امن بالله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده. من لا يؤمن بالقدر ليس مؤمنا بالله تبارك وتعالى. وقد كثرت الادلة في القرآن والسنة في بيان هذا الاصل العظيم ومكانته في قوله سبحانه ان كل شيء خلقناه بقدر وقوله وكان امر الله قدرا مقدورا وقوله والذي قدر فهدى على قدر يا موسى والاحاديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا المعنى كثيرا. ففي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم انه قال كل شيء بقدر حتى العجز والكيس وفي حديث جبريل في صحيح مسلم فسأله عن الايمان قال ان تؤمن الهي وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وان تؤمن بالقدر خيره وشره فعد صلوات الله وسلامه عليه الايمان بالقدر من اصول الايمان التي لا ايمان لاحد الا بها. وقد قال الله تبارك وتعالى ومن يكفر بالايمان بس فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين ثم شرع رحمه الله البيان حقيقة الايمان بالقدر فقال والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين تتحصل من هذا ان الايمان بالقدر له اربع مراتب عبر عنها شيخ الاسلام هنا بقوله الايمان بالقدر على درجتين وكل درجة تتضمن اذا اجتمع لنا هنا اربع مراتب للايمان بالقدر لا يكون العبد مؤمنا بالقدر الا بها وهي العلم والكتابة والمشيئة والايجاد على ما سيأتي تفصيله عند شيخ رحمه الله قد جمع احد اهل العلم هذه المراتب الاربعة في بيت واحد فقال علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين قال رحمه الله الاولى الايمان لان الله علم ما الخلق امنون بعلمه القديم الذي هو موصوف به مثلا وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق فاول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه جفت الاقلام وطويت قال تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. وقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير هنا ذكر رحمه الله مرتبتين من مراتب القدر المرتبة الاولى مرتبة العلم علم الله سبحانه وتعالى بكل شيء علمه جل وعلا المحيط علمه في الازل بما هو كائن الى يوم القيامة علمه بالمخلوقات وباعمالها واحوالها وحركاتها وسكناتها. كل ذلك احاط به علم الله سبحانه تعالى علم ذلك ازلا ومن انكر علم الله سبحانه الله تعالى لا يكون مؤمنا به جل وعلا. بل يكون كافرا. فالله جل وعلا احاط علما بما هو كائن الى يوم القيامة. احاط علما بكل شيء احاط تبارك وتعالى علما بما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون احاط علمه بكل شيء سبحانه وتعالى. وكتب ما هو كائن الى يوم القيامة سمع سياسي بيني وبينك. فاحاط علما جل وعلا بكل شيء في الازل علما بالمخلوقات وباعمالها واحوالها قال الايمان بان الله علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم. الذي هو موصوف به اذلا. وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال اي علم ما سيقوم به المطيعون من طاعات تقوم وما سيقوم به اهل المعاصي من معاصي وارزاق كل واجال كل كل ذلك مما احاط به علم الله تبارك وتعالى. ثم كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلق كتب في اللوح المحفوظ كل ما هو مقدر وقوعه على الخلف كتبه تبارك وتعالى وهذا معنى ان كل شيء بقدر يقول ابن عباس رضي الله عنهما كل شيء بقدر حتى وضعك بيدك على تنفع على خدك هكذا بقدر قال كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلق. فاول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى الى يوم القيامة وهذا فيه بيان ان جميع ما هو كائن الى يوم القيامة كتب في اللوح المحظور وجاء في حديث اخر هو حديث عبد الله بن عمرو صحيح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قدر قدر الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض عشرين الف سنة ثم قال رحمه الله والله فما اصاب الانسان اي ما اصابه من امور ضارة او من امور نافعة فكل ذلك مكتوب. ما اصاب الانسان لم يكن ليخطئ لا يمكن ان يتخلى لان ما قدره الله لا بد ان يقع كما قدرت فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه بعض اي الامور التي لم تصب الانسان او نجا منها او سلم منها فهذه لا يمكن ان تصيبه والله جل وعلا قدر له الاستنافة منها. جفت الاقلام طويت الصحف. وهذا جاء في وصية النبي عليه الصلاة والسلام. ابن عباس رضي الله عنه قال واعلم ان الامة مجتمعت على ان يصيبوك بشيء لن يصيبوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف وقول رفعت الاقلام وجفت الشعوب في بيان ان الامور التي كتبت جف القلم وطويت الصحف فيها ثابتة ومتكررة ومتحققة ولابد من وقوعها كما كتب وكما قدر ثم قال رحمه الله قال تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. وهذه الاية جمعت آآ هاتين الدرجتين العلم والكتابة. العلم في قوله الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض. والكتاب في قوله ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. والعلم والكتابة مرتبتان عظيمتان من مراتب القدر التي لا ايمان الا بالايمان بها. وقوله ان ذلك في كتاب اي في اللوح المحفوظ قال وقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب. من قبل ان رآها ما اصاب من مصيبة اي من مرض او فقر او قحط او غير ذلك. الا في كتاب اي الا في اللوح المحفوظ. من قبل ان نبرأها اي ان نخلقها ان ذلك على الله يسير قال رحمه الله وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة وتفصيلا. كتب في اللوح المحفوظ. ما شاء واذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه. بعث اليه ملكا فيؤمر بكتب ويؤمر باربع كلمات فيقال اكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد وهذا فيه تنبيه شيخ الاسلام بقول رحمه الله يكون في موضع جملة وتفصيلا. في تنبيه الى ان هناك الكتابة التي كانت قبل خلق السماوات والارض وهناك كتابات تتعلق بكل انسان بعينه. يؤمر الملك كتب رزقه واجله وعمله وشقي هو او سعيد. عن هذا هذه الكتابة حصلت في اللوح المحفوظ كتب وهذا السؤال المفهوم لكن هذه كتابة من من بعد كتابة وتقدير من بعد تقدير وهذه الكتابة التي تكون في للجنين عندما يكون في في في بطن امه داخل في الكتابة الاولى التي كانت في اللوح المحفوظ. ليست خارجة عنها. لكنها كتابة من بعد كتابة وهي داخلة في الكتابة وتقدير من بعد تقدير وهو داخل في التقدير الاول قالوا ونحو ذلك يعني من انواع التقديرات هناك التقدير العام الذي كتب في اللوح المحفوظ وثم هناك تقديرات داخلة في هذا التقدير مثل هذا التقدير الذي يكون اه اذا خلق الجسد جسد الجنين في في في بطن امه وكذلك في ليلة القدر قال عز وجل فيها يفرق كل امر حكيم وبهذه التقديرات كلها داخلة في التقدير العام. الذي كتب في اللوح المحفوظ قال فهذا القدر يعني بهاتين الترددين درجة العلم ودرجة الكتابة قد كان غناة القدرية قديما. ومنكروه اليوم قليل. هذا هذا القدر قد كان ينكره غلاة القدرية. اي متقدمون من القدرية واول من نسأ على ايديهم القول بنفي القدر كمعبد الجهني وغيره كانوا هذا ينكرون العلم والكتابة قد قال جماعة من اهل العلم ان المنكرون لهذا يعني للعلم والكتابة وقد انقرضوا وهم الذين كسرهم الائمة الامام مالك واحمد والشافعي وفيهم قال الشافعي رحمه الله ناظروا القدرية في العلم. فان اقروا به خصموا وان انكروه كفروا. يعني قولوا لهم هل تؤمنون بان الله سبحانه وتعالى يعلم وان علمه محيط او لا تؤمنون. فان العلم كفروا وان امنوا به خصموا لان من لازم الايمان بالعلم الايمان بان الله سبحانه وتعالى قدر مقادير الخلائق قال واما الدرجة الثانية فهو مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة. واما الدرجة الثانية فهي فهو مشيئة الله النافذة الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله. لا يكون في ملكه ما لا يريد. وانه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات. فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه هنا ذكر رحمه الله الدرجة الثانية وهي تشمل امرين او تشمل مرتبتين مرتبة المشيئة النافذة والقدرة الشاملة وتشمل الخلق والايجاد كما سيأتي بيان اما المشيئة النافذة فهي التي لا تتخلف بل لا بد ان تقع فما شاء الله سبحانه وتعالى لا يمكن ان يرد. النافذ هو الماضي الذي لا لا يرد. فمشيئة وهي رافدة انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. لا راد لحكمه ولا معقب لقظائه قال والقدرة الشاملة اي انه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير ان الله على كل شيء قدير في قال النافذة ففي القدرة قال الشاملة وبهذا يعرف الفرق بينهما فالمشيئة اي الامور التي شاءها الله سبحانه وتعالى لابد ان تنفذ اي تقع كما شاء والقدرة شاملة على لكل شيء ان الله على كل شيء قدير ان الله على كل شيء قدير وليست الاشياء التي او ليست كل وليست الاشياء التي رب العالمين قدير عليها تنفذ فيها مشيئته. يعني نأخذ مثال حتى ندرك فرق بين المشيئة النافذة والقدرة الشاملة. قول الله سبحانه وتعالى في في شأن اهل النار ولو لعادوا لما لغوا عنه. ايضا قوله ولو شاء الله ما اقتتل الو ولو جئنا لاتينا كل نفس وداها. هذه امور الله تبارك وتعالى قدير عليها لان انه قدير على كل شيء قدير على ان يؤتي كل نفس هداها قدير على الا يقتتلوا قدير على اعادة الكفار الى الدنيا مرة ثانية ان الله على كل شيء قدير لكن مشيئة الله لم تنفذنا ولو نفذت المشيئة لوقع الامر كما شاء رب العالمين سبحانه وتعالى فينبغي ان يفرق بين المشيئة النافذة والقدرة الشاملة وتجتمعان تجتمع هاتان المشيئتان في الامور التي قدرها الله سبحانه وتعالى. وايضا الامور التي سيقدرها. اما التي لا تقع اقتضت حكمته سبحانه وتعالى الا تقع والا توجد فهذه تتناولها القدرة الشاملة ولكن المشيئة لم تثبت لان المشيئة لو نفذت لوقع الامر طبقا لما شاء سبحانه وتعالى قال وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وفي هذا المعنى قال الشافعي رحمه الله في ابيات جميلة له هي من احسن ما قيل في القدر قال ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم الم يكن خلقت العبادة على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسن. على هذا وهذا خذلت وهذا اعنت وما لم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن وقول الشافعي رحمه الله ما شئت كان وان لم اسى وما شئت ان لم تشأ لم يكن نظيره قول شيخ الاسلام هنا ما شاء الله كان وما لم يشأ لم كن قال وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله. لا يكون في ملكه به ما لا يريد. كل ما يكون في في هذا الكون من حركة من سكون من قيام من قعود من نوم او غير ذلك كل ذلك بمشيئة الله لان الملك ملك الله سبحانه وتعالى يمكن ان يقع في ملكه تبارك وتعالى ما لم يسعه وما لم يقدره قال وانه سبحانه على كل شيء قدير. من الموجودات والمعدومات كما قال سبحانه وتعالى وقد خلقتك من قبل ولم تكن شيئا وقال انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فالله جل وعلا قدير على كل شيء قال فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه لا خالق له لا خالق غيره ولا رب سواه. وهذه المرتبة الرابعة وهي مرتبة الخلق قال تعالى وخلق كل شيء. فقدره تقديرا. وقال الله خالق كل شيء والايات في هذا المعنى كثيرة. وهي تدل هذه الايات اسأل ان الله سبحانه وتعالى كما انه خالق الذوات فهو خالق الافعال افعال العباد فذوات العباد وافعال العباد كلها مخلوقة. لله سبحانه وتعالى لعموم قوله الله خالق كل شيء قوله وخلق كل شيء لا خالف غيره. ولهذا سمي من يقول بان افعال العباد مخلوقة للعباد سموا مجوس هذه الامة. لانهم قالوا بخالق غير الله سبحانه وتعالى فاثبتوا خالقين الله خالق للعباد والعباد ينطلقون لافعال انفسهم ثم قال رحمه الله ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته. ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته. وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين فين؟ ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين. ولا يرظى عن القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحش شاء ولا يرظى لعباده الكفر. ولا يحب الفساد. وينبه بذلك رحمه الله الى ان فعل الاسباب ومجاهدة النفس على القيام بطاعة الله والبعد عما عاصيه وفعل ما يحبه الله وتجنب ما يبغضه وما لا يحبه وما لا يرضاه ما يسخطه جل وعلا ان هذه الامور لا تتنافى مع الايمان بالقدر. ولهذا قال هنا ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته الى اخر كلامه. هذا لا يتنافى مع الايمان بالقدر بل هو من تمام الايمان بالقدر ان يبدو للانسان السبب وان يجاهد نفسه نفسه على طاعة الله وعلى فعل ما يحبه جل وعلا والبعد عن ما يبغضه وما لا يرضاه سبحانه وتعالى. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله قال والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم العباد فاعلون حقيقة اي ان افعال العباد من صلاة وصيام كذلك افعالهم ما يكون منهم من افعال محرمة من معاصي واثام هم الفاعلون لها حقيقة هي افعالهم. وقد فعلوها بمشيئتهم فهم الفاعلون لها والله خالق افعالهم. فاذا افعال العباد هي فعل عبدي وخلق لله سبحانه وتعالى. فهي مخلوقة لله جل وعلا. اذ لا يمكن ان يكون في هذا الكون شيء لم يخلقه الله. ومن قال بخلاف ذلك فقد ادعى بوجود خالق مع الله سبحانه وتعالى وهذه في مقالة المجوس قال والعباد فاعلون دون حقيقة والله خالق افعالهم. قوله والعباد فاعلونه حقيقة رد على الجبرية الذين يقولون ان العبد ليس بفاعل اصلا وانما هو مجبور على فعل نفسه وقوله والله خالق افعالهم رد على القدرية النفاة الذين يقولون ان الله لم يخلق افعال العباد. وانها واقعة بمشيئتهم وقدرتهم دون الله وكل من المقالتين ظلال وباطل. قال الله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين قال والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم لماذا؟ لان هذه افعاله هو وهو الذي فعلها حقيقة تضاف اليه يقال مؤمن وكافر وبر وفاجر ومصلي وصائم وحاج ومعتمر وعاصي واثم الى غير ذلك من الامور التي اذا فعلها العبد نسبت اليه لانها فعله قال وللعباد قدرة على اعمالهم. ولهم ارادة. والله خالقهم خالق قدرتهم وارادتهم. العبد له قدرة وله ارادة له قدرة وله ارادة وله مشيئة لمن شاء منكم ان يستقيم تريدون عرض الدنيا فالعبد له مسيئة وله ارادة يختار ما يشاء وهديناه النجدين فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فليكفر للعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة والله خالق وخالق قدرتهم وارادتهم. قال وهذه الدرجة من القدر الدرجة الثانية وهي تشمل امرين تشمل المشيئة النافذة والقدرة الشاملة هو والخلق والايجاد قال هذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية. الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم نجوس هذه الامة كما جاء في سنن سنن ابي داود وغيره عنه صلى الله عليه وسلم انه قال القدرية مجوس هذه الامة وحث انه بعض اهل العلم قال ويغلو فيها يعني في هذه الدرجة قوم من اهل الاثبات حتى سلفوا العبد قدرته واختياره. وهؤلاء الجبرية ولو فيها يعني غنوا في اثبات اه ان الله اه ان الله عز وجل قد ترى مقادير الخلائق وانه خالق للعباد وخالق قدرتهم وارادتهم غلت طائفة في في هذا فسلبوا العبد قدرته ومشيئته. فقالوا والله خالق العباد وخالق قدرتهم وارادتهم والعبد لا قدرة له ولا مشيئة. وهؤلاء اسميهم اهل العلم القدرية المجبرة يسمونه ايضا الجبرية. لانهم يقولون العبد ليس له مشيئة. وانما هو مجبور على فعل نفسه كالورقة في مهب الريح قال ويخرجون يعني هؤلاء المجبرة عن افعال الله واحكامها حكمها ومصالحها. يخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها. اي يزعمون ان الله يفعل لا لحكمة ولا لغاية ولا لعلة يكون الحكمة والتعليل في افعال الرب سبحانه وتعالى والذي عليه عقيدة اهل السنة والجماعة اثبات العلة والحكمة في افعاله. وانه سبحانه وتعالى لا يفعل الا الحكمة احسبتم انما خلقناكم عبثا؟ وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين قال وما ارسلناك الا رحمة للعالمين الحكمة والتعليل ثابتة في افعاله سبحانه وتعالى انا هنا شيخ الاسلام رحمه الله الكلام على الايمان بالقدر هذا الاصل العظيم من اصول الايمان وانتقل الى الكلام على الايمان ومسائل الايمان. وعقد لها فصلا قال ومن اصول اهل السنة ان الدين والايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح و نوقف الدرس لمدة خمس دقائق. ونعاود الاتصال ان شاء الله قال رحمه الله اصل ومن اصول اهل السنة ان الدين والايمان قول وعمل قول القلب واللسان امل القلب واللسان والجوارح. هذا الفصل احمده رحمه الله لبيان الايمان ونقصانه وحكم كبيرة نحو ذلك من المسائل اما في ادنى الايمان وتفسيره حقيقته يقول رحمه الله الدين والايمان قول وعمل يعني ليس الايمان قول بلا عمل ولا عمل بلا قول بل هو قول وعمل. والقول يشمل قول القلب واللسان والعمل يشمل عمل القلب واللسان والجوارح. فهذه خمسة امور في مسمى الايمان. الامر الاول قول القلب. وهو تصديقه وايقانه شوفوا قال الله سبحانه وتعالى والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون فقال تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا الامر الثاني قول اللسان وهو النطق بالشهادتين شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله والاقرار بلوازمهما. قال تعالى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب. واسحاق العقوبة والاسباب وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون. وقال تعالى واذا يتلى عليهم قالوا امنا به انه الحق الامر الثالث عمل القلب. وهو النية والاخلاص والمحبة والانقياد والاقبال على الله عز وجل والتوكل عليه ولوازم ذلك وتوابعه قال تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه وقال وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى وقالوا على ربهم يتوكلون. والايات في هذا المعنى كثيرة الامر الرابع عمل اللسان وهو الاعمال التي لا تؤدى الا به كتلاوة القرآن والاذكار المتنوعة من التسبيح والتحميد والتكبير والدعاء والاستغفار وغير ذلك. وادلة هذا النوع كثيرة. والامر الخامس عمل الجوارح. وهي الاعمال التي لا تؤدى الا بالجوارح. كالركوع والسجود والمشي في مرضاة الله وانواع الطاعات التي يتقرب بها المؤمن الى الله سبحانه وتعالى قال تعالى يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم هم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده واجتباكم. فهذه كلها اعمال داخلة في مسمى الايمان وقد قال عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان وهذه الامور التي تدخل في مسمى ايمان من اساسه واصله. وقسم منها اذا انتفى انتفى كمال الايمان الواجب ومنها قسم اذا انتفى انتفى كمال الايمان المستحب. فهي في تأثيرها على الايمان تنقسم الى اقسام ثلاثة. قال رحمه الله وان الايمان زيدوا بالطاعة وينقص بالمعصية. وهذا ايضا من الامور المتكررة عند اهل السنة ان يزيد وينقص يزيد بطاعة الله وينقص بمعصيته بفعل المعاصي وقد جاء القرآن مصرحا الزيادة ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم وما زادهم الا ايمانا وتسليما ويزيد الله الذين اهتدوا هدى ويزيدهم خشوعا جاءت السنة مصرحة بالنقصان كما في قوله وذلك اضعف الايمان وكما في قوله ما رأيتم من ناقصات عقل ودين. فالايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف واهله ليسوا فيه على درجة واحدة ولزيادته اسباب ولنقصانه اسباب قال وهم مع ذلك اي اهل السنة لا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج. بل الاخوة الايمانية ثابتة المعاصي كما قال سبحانه في اية القصاص فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف وقال وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تسيء الى امر الله فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم. هنا يبين رحمة الله عليه اه اهل المعاصي والكبائر من اهل القبلة. بماذا يحكم عليهم من يدعي الاسلام ويستقبل القبلة ولكنه اه يقع في معاصي دون الشرك بالله ودون الكفر. المخرج من ملة الاسلام. بماذا يحكم عليه فيقول شيخ الاسلام ان اهل السنة لا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر اي بمجرد وقوعهم في المعاصي والكبائر. كما يفعل ذلك الخوارج المعتزلة الخوارج من يرتكب كبيرة يكفرونه ويخلدونه يوم يا من في النار يقولون انه مخلد في النار لا يخرج منها لا بشفاعة ولا بغير شفاعة والمعتزلة يقولون انه ليس بمؤمن ولا كافر ويقولون انه يوم القيامة مخلد في النار. وهذا باطل ويقابله ايضا باطل المرجئة الذين يقولون لا يظر. مع الايمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة سيقولون هذه المعاصي وهذه الذنوب كلها لا تؤثر في الايمان الايمان كامل وثابت مع وجودها. فمقالة رجل معتزلة باطلة ومقالة المرجئة ايضا باطلة والحق قوام بين ذلك. واهل السنة يقولون ان مرتكب العاصي هو مؤمن بايمانه وفاسق بكبيرته ومعصيته. فلا يثبتون له كمال الايمان ما تفعله المرجئة ولا يخرجونه من الايمان كما يفعل ذلك الخوارج والمعتزلة. قال بل الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي. الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي. وذكر دليلين. الدليل الاول قول الله سبحانه وتعالى فمن عفي له من اخيه شيء. فسمى القاتل اخا لاولياء المقتول. مع وجود القتل منه والقتل كبيرة. قال فمن عوفي له من اخيه شيء فاتباعا بالمعروف فسمى القاتل خلي اه اولياء المقتول. مع وجود اه كبيرة القتل. القتل كبيرة من الكبائر وكذلك الاقتتال في قوله وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا لها وجود الاقتتال سماهم اخوة قال انما المؤمنون اخوة فهذا دليل على ان وجود الكبيرة لا يجعل الانسان يخرج من يخرج بها من ملة الاسلام بل يكون مؤمن بايمانه وفاسق معصيته و وكبيرته قال رحمه الله ولا ولا يسلبون الفاسق الملي لا يسلبون الفاسق الملي الايمان بالكلية. ولا يخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة لا يسلبونه الايمان بالكلية ولا يخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة الفاسق الملي من يقع في الفسق من اهل الملة. ملة الاسلام والفسق هو الخروج عن الاستقامة. فمن وقع في فسق لم يبلغ به والخروج من الملة يعني لم يرتكب امرا كفريا ناقل من الملة ولكنه ارتكب المعاصي يفسق بها هذا لا يسلبونه الايمان. لا والايمان بالكلية. خلافا للخوارج والمعتزلة الذين يقولون ينفون عنها الايمان. والخوارج اه يجزمون بكفره والمعتزلة يقولون لا مؤمن ولا كافر بل هو في منزلة بين المنزلتين ولا يخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة وايضا كما تقوله الخوارج فكلهم يحكمون بخلود مرتكب الكبيرة في النار يوم القيامة وينفون عنها الايمان في في الدنيا. وهذي يسميها العلم اه اه اه مسألة الاسماء والاحكام. ما هو اسمه هل يسمى مؤمن او كافر؟ وما هو حكمه وهل يحكم علي؟ بالخلود في النار او لا يحكم؟ ومسألة الاسماء والاحكام ظل فيها هؤلاء ظلالا مبينا ووفق الله سبحانه وتعالى اهل السنة لقول الحق بموافقة الصواب قال بل بل الفاسق يدخل في اسم الايمان مطلق الفاسق يدخل في اسم الايمان المطلق. كما في قوله فتحرير رقبة مؤمنة وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق يقول رحمه الله بل الفاسق يدخل في الايمان المطلق يدخل في اسم الايمان في مثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة يدخل في اسم الايمان في مثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة هنا قوله وتحرير رقبة مؤمنة لا يشترط فيها كمال الايمان. بل المراد وجود الايمان واصل الايمان حتى وان كان عنده معاصي قال فتحرير رقبة مؤمنة فالفاسق يدخل في مثل هذا الايمان الذي هو مطلق الايمان. يدخل في مطلق الايمان. لانه ليس كافرا. ولا يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. لعل مما يوضح لنا هذا معنى كلمة للحسن البصري رحمه الله عندما سئل عن ادي استثنى في الايمان. قال الايمان ايمانان قال الايمان ايمانان ان كنت تسألني عن الايمان بالله وكتبه ورسله فانا مؤمن وان كنت تسألني عن اه كمال كمال الايمان فارجو ان اكون ان كنت تسألني عن كمال الايمان فارجو ان اكون كذلك. فالايمان ايمانان الايمان يطلق ويراد به اه اصل الايمان ويطلق ويراد به كمال الايمان الواجب. فالفاسق لا يدخل فالايمان الكامل التام ولا ايظا يخرج من اه اه من اصل الايمان. بل هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. كلمة الحسن هذه آآ رواه البيهقي في كتابه الاعتقاد ورواها غيره قال سئل او سأل رجل الحسن البصري رحمه الله عن الايمان فقال الايمان ايمانان فان انت تسألني عن الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والجنة والنار والبعث والحساب فانا مؤمن وان كنت تسألني عن قول الله عز وجل انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا فوالله ما ادري انا منهم ام لا. فهذه الكلمة العظيمة للحسن البصري رحمه الله توضح لنا الفرق بين الايمان المطلق اي الايمان التام الكامل الذي لا يدخل فيه الفاسق الملي وبين مطلق الايمان الذي لا يخرج منها الفاسق الملي وسيأتي يقول شيخ الاسلام فلا يعطى الاسم المطلق اي الكامل ولا يسلب مطلق الاسم قال وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن والمراد ان من يقع في هذه المعاصي لا يخرج من الامام بالكلية ولكن ينقص ويضعف ايمانه لان المراد بالمؤمن هنا الايمان الكامل. الايمان المطلق في قوله انما المؤمنون وفي قوله وهو مؤمن المراد الايمان الكامل. فلا يدخل الفاسق في هذا الايمان اللي هو الايمان الكامل. ولا يخرج ايضا من مطلق الايمان او الايمان وختم شيخ الاسلام هذا الفصل بخلاصة عظيمة معتقدة اهل السنة في الفاسق الملي قال هو مؤمن ناقص الايمان لم يعطى هنا الايمان المطلق الكامل ولم ايضا يسلب الايمان بالكلية. وانما قيل فيه القول الحق الوسط هو مؤمن ناقص الايمان. هو مؤمن لم ينفع عن الايمان. وناقص الايمان ايضا من لم يعطى كمال الايمان. بعبارة اخرى قال او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. مؤمن بايمانه انفاسكم بكبيرته. قال فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم. لا يعطى الاسم المطلق كما تفعله المرجئة ولا يسلب مطلق الاسم كما يفعل يفعل ذلك الخوارج والمعتزلة. بل يتوسط في ذلك يقال مؤمن ناقص الايمان او يقال مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. هنا انت يا شيخ الاسلام رحمه الله من اه الكلام على اه من الكلام على الايمان ومسائله باختصار ثم قال رحمه الله الى اه عقيدة اهل السنة والجماعة في الصحابة. وان رأيتم ايضا ان يكون الاتصال بعد خمس دقائق فحسن بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى فصل ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله في قوله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقوا هنا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. وفي هذا تصل قصد شيخ الاسلام رحمه الله ان يبين خلاصة لمعتقد اهل السنة والجماعة في صحابة رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين من الله تبارك وتعالى عليهم برؤيته ولقائه واخذ الدين منه مباشرة صلوات الله وسلامه عليكم وايضا من الله عليهم بنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم والجهاد معه ونشر الدين معه فهؤلاء فخير القرون. وخير الناس كما قال عليه الصلاة والسلام خير الناس قرني. ثم الذين يلونهم ثم الذين فيبين رحمه الله هنا الواجب نحو الصحابة ولخص ذلك في كلمتين ان الواجب علينا نحو الصحابة يتلخص في امرين الامر الاول سلامة القلوب والثاني سلامة الالسن. الاول سلامة القلوب اي من الغل والحقد والحسد والظغينة ونحو ذلك. والثاني سلامة الالسن اي من الطعن والسب واللعن والوقيعة ستكون القلوب سليمة وتكون الالسن ايضا سليمة وقد جمع الله سبحانه وتعالى بين هذين الامرين في قوله والذين جاءوا من بعدهم اي من بعد الصحابة يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا قوله يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان هذا فيه سلامة اللسان. فاللسان ليس فيه الا الدعاء والقول السليم وقوله ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا هذا فيه سلامة القلوب. وانها ليس فيها غل ولا حقد ولا ضغينة. او نحو ذلك فهذا خلاصة ما يجب اتجاه الصحابة الكرام ان يكون قلب الانسان نحوهم سليما ليس في غل ولا حقد. وان تكون الالسن ايضا تجاه سليمة ليس لا فيها شتم او سب او نقيصة او نحو ذلك من لا يذكرون بالجميل ويثنى عليهم بالخير ويدعى لهم ويترضى عنهم ويترحم عليهم ويستغفر لهم الى غير ذلك من المعاني العظيمة الطيبة قال وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا تسبوا اصحابي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيب. فنهى عليه الصلاة والسلام عن سب الصحابة عن سبهم قال لا تسبوا اصحابه لا تشتموهم. ثم بين فظلهم ومكانتهم قال لو انفق احدكم مثل احد وجبل احد جبل كبير معروف في المدينة فلو انفق انسان مثل احد ذهبا ما بلغ مد احد كالصحابة ولا نصيبا النصيف نصف المد. وهذا يبين لنا مكانة الصحابة. رضي الله عنهم وارضاهم اجمعين. ثم بين بعد ذلك مسألة المفاضلة بين الصحابة وعقيدة اهل السنة في ذلك فقال رحمه الله ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والاجماع من فضائلهم ومراتبهم فالصحابة ليسوا في درجة واحدة في الفضل قال الله سبحانه وتعالى لا منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعده وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى وقالوا السابقون الاولون من المهاجرين والانصار النصوص كثيرة الدالة على المفاضلة بين الصحابة فمن عقيدة اهل السنة انهم يؤمنون ويقبلون ما جاء في الكتاب والسنة والاجماع من فضائل من فضائلهم ومراتبهم. ثم ذكر تلخيصا يتعلق بمراتب الصحابة قال يفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعده وقاتل وهذا دليله قول الله سبحانه وتعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح اي صلح الحديبية وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعده وقاتلوه. ويقدمون المهاجرين على الانصار يقدمون المهاجرين على الانصار. المهاجرين جمعوا بين الهجرة والنصرة الذين هاجروا من مكة الى المدينة هنا صار هم انصار رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين اتى اليهم في المدينة والمراد بهم الاوس والخزرج قال ويؤمنون بان الله قال قال لاهل بدر وكانوا ثلاث مئة وبضعة عشر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم كما جاء في حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله اطلع على ال بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم قال وبانه اي ويؤمنون بانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة والمراد بالشجرة الشجرة التي تمت تحتها البيعة في الحديبية قريبا من مكة فالذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة قال وكانوا اكثر من الف واربع مئة فهؤلاء لا يدخل احد منهم النار. قال بانه لا يدخل النار نار احد بايع تحت الشجرة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه. وكانوا اكثر من الف واربع مئة وفي القرآن قال الله عز وجل قد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة وجاء في الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه قال كنا في الحديبية الفا واربع مئة فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انتم خير اهل الارض قال رحمه الله ونشهد بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة المبشرين بالجنة والعشرة هم ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن ابن عوف والزبير ابن العوام وسعد ابن ابي وقاص وسعيد ابن زيد وابو عبيدة عامر ابن الجراح وطلحة بن عبيد الله. وهؤلاء سموا العشرة المبشرين بالجنة لان النبي صلى الله عليه وسلم جمعهم في حديث جمع البشارة لهم بالجنة في حديث واحد كما في الترمذي من حديث عبدالرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ابو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة والزبير بن العوام في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن ابي وقاص في الجنة وسعيد بن زيت في الجنة وابو عبيدة ابن الجراح للجنة وهو طلحة في في الجنة جمعهم عليه الصلاة والسلام في حديث واحد هو تكسير هؤلاء الجنة في هذا الحديث لا ينفي ايضا تفسير غيرهم لكن هؤلاء يخصوا بان جمعهم النبي عليه الصلاة والسلام في في هذا الحديث. وهؤلاء العشرة المبشرين بالجنة هم افضل الصحابة وافضل هؤلاء العشرة الثلاثاء الاربعة وافضل الخلفاء الاربعة ابو بكر وعمر بل ان ابا بكر وعمر رضي الله عنهما ليس افضل امة محمد عليه الصلاة والسلام بل هم افظل امم جميع الانبياء. كما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ابو بكر وعمر سيدا كهول اهل الجنة من الاولين داخرين الا النبيين والمرسلين. قال رحمه الله وثابت ابن قيس ايضا يشهد له بالجنة لان النبي عليه الصلاة والسلام شهد له بها وهذا ثبت في صحيح البخاري من حديث انس ان النبي عليه الصلاة والسلام افتقد ثابت ابن قيس فقال رجل يا رسول الله انا اعلم لك علما فاتاه فوجده في في منكس رأسه فقال له ما شأنك؟ قال سر كان يرفع صوته فوق صوت النبي لان كونه كان صوت ثابت جهوري عالي فكان خشي ان يكون فنزل فيه قولا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ان تحبط اعمالكم. فقال صوت فوق صوت النبي فقد حبط عمله فهو من اهل النار فاتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره انه قال كذا وكذا قال فارجع اليه فاخبره ببشارة عظيمة. قال اذهب اليه فقل له ان لست من اهل النار ولكنك من اهل الجنة وهذا رواه البخاري في صحيحه بالحديث انس بن مالك ايظا غير غير ثابت كل ما شهد له النبي عليه الصلاة والسلام بالجنة نشهد له. قال الحسن والحسين اه سيد شباب اهل الجنة وقال لعكاشة بن محصن انت منهم وخديجة بنت خويلد وغيرها كل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة نشهد له في الجنة لشهادة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ولهذا قال شيخ الاسلام وغيرهم من الصحابة ويقرون بما تواتر به النقل عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه وغيره وغيره من ان خير هذه ثم بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ثم اه ثم عمر ويسلفون بعثمان ويربعون بعلي. رضي الله عنهم كما دلت عليه الاثار وكما فاجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال كنا زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بابي بكر احدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم وروى البخاري عن محمد ابن الحنفية قال قلت لابي يعني علي بن ابي طالب رضي الله عنه اي الناس خير بعد رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم؟ فقال ابو بكر قلت ثم من قال ثم عمر قال وخشيت ان يقول عثمان قلت ثم انت قال ما انا الا واحد من المسلمين وقد تواتر هذا عن امير المؤمنين علي رضي الله عنه بل جاء عنه انه قال لا يفضلني احد على ابي بكر وعمر الا جلدته حد المفتري. وذلك لانه افترى الكذب عندما قدم عليا على ابي بكر وعمر رظي الله عنهما وعن الصحابة اجمعين. ولهذا قال الامام احمد رحمه الله ان فظل عليا على ابي بكر وعمر او قدمه عليهما في الفظيلة والامامة دون النسب فهو رافضي مبتدع فاسق. قال ويكلفون بعثمان ويسلطون بعثمان. لان ترتيب الصحابة في الفضل هو كترتيبهم في الخلافة. ترتيب الصحابة في تفضل هو قال ويربعون بعلي رضي الله عنهم كما دلت عليه الاثار وكما اجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة قال مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم ابي بكر وعمر ايهما افضل؟ يعني هذي او عثمان؟ فقدم قوم عثمان وسكتوا وربعوا بعلي وقدم قوم علي وقوم توقفوا لكن استقر امر اهل السنة على تقديم عثمان ثم علي وان كانت هذه هي المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من الاصول التي يظلل المخالف فيها عند جمهور اهل السنة لكن التي يظلل فيها مسألة الخلافة. كان يقول علي احق بالخلافة. لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة وذلك انهم يؤمنون ان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي قال رحمه الله ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء يعني انه ليس حقيقة بها او ليس اهلا بها او ليس اهلا ان يقدم من طعن في خلافة احد من هؤلاء فهو صلوا من حمار اهله. قال رحمه الله ويحبون اهل بيت رسول لا صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم قدير صم اذكركم الله في اهل بيتي بين هنا مكانة اهل البيت عند اهل السنة وانهم يحبونه ويتولون لونهم اي يحترمونهم ويكرمونهم لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحترامهم ومحبتهم من توقير الرسول صلى الله عليه وسلم واحترامه. وفيه امتثال لامره عليه الصلاة والسلام ووصيته بذلك يذكركم الله في اهل بيتي. فاهل البيت لهم مكانة ولهم منزلا واهل السنة والجماعة هم اوصى الناس قياما بهذه الوصية. وعملا بها يحترمون ال بيت النبي عليه الصلاة والسلام ويعرفون لهم قدرهم دون غلو. خلافا لمن جعل الغلو في ال البيت او زعم ان الغلو في هو تطبيق هذه الوصية فالغلو فيهم ليس ليس فيه اي عمل بوصية النبي عليه الصلاة والسلام بل حذر عليه الصلاة والسلام من الغلو في احاديث كثيرة جدا. فالذي يحفظ الوصية هو الذي يعرف لال البيت مكانتهم دون غلو. اما الغلو في ال البيت واعطائهم من خصائص الله وآآ آآ الاتجاه اليهم بالعبادة والسؤال والطلب الى غير ذلك من انواع الشرك والضلال هذا ليس من حفظ وصية النبي عليه الصلاة والسلام في اهل بيته بل ال البيت يحترمون ويوقرون ويعرف قدرهم ويحبون ويوالون ولا يغلى فيهم. الغلو فيهم ليس من محبتهم وليس من طاعة النبي صلى الله عليه وسلم في شيء وافضل اهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام علي وفاطمة والحسن والحسين وكل من كان يربطه بالنبي عليه الصلاة والسلام نسب وقرابة تحفظ يحفظ له ذلك ويحفظ فيه وصية النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال يذكركم الله في اهل بيته. والمراد بقوله يذكركم الله اي ما امر به سبحانه وتعالى من احترامهم واكرامهم والقيام بحقهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ثلاثا تأكيدا لهذا الامر وكانت هذه الوصية وهذه الخطبة في الثامن عشر من شهر ذي الحجة عند غدير مسرور يقال له قدير خم في الثامن عشر من ذي الحجة يوم رجع النبي عليه الصلاة والسلام من الحج قال رحمه الله وقال ايضا للعباس عمه وقد اشتكى اليه ان بعض قريش يجفوا بني هاشم فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوه يحبونكم لله ولكرامته. وقال ان الله اصطفى من بني اسماعيل كنانة مصطفى بن كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم مصطفاني من بني هاشم. والشاهد ان اه اهل السنة آآ يحفظون وصية النبي عليه الصلاة والسلام في هذا البيت ويحترمون ال البيت ويعرفون قدرهم ومكانتهم ويحفظون وصية النبي عليه الصلاة والسلام فيهم ولاهل العلم كتابات خاصة في في هذا الباب وبيان لحقوق ال البيت قال رحمه الله ويتولون اي اهل السنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اي جميع ازواجه يتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين ويؤمنون بانهن واجهوا في الاخرة يؤمنون بانهن امهات المؤمنين. اي كما قال الله تعالى وازواجه امهاتهم. وازواجهم امهاتهم والمراد بالامومة اي في الاحترام والتعظيم لكن في الحرمة والاحترام فهي امومة دينية تقتضي الاحترام والتقدير قال ويؤمنون بانهن ازواجه في الاخرة. لما في صحيح البخاري لما بعث لما بعث علي رضي الله عنه عمارا والحسن الى الكوفة ان نستغفرهم خطبهم عمار فقال اني لاعلم انها زوجته اي عائشة في الدنيا والاخرة وفي الحديث قال النبي عليه الصلاة والسلام في عائشة ترضين ان تكوني زوجتي في الدنيا والاخرة فيؤمنون بانهن ازواجه في الاخرة. وفي القرآن قال ان كنتن تريدن الله ورسوله والدار الاخرة واخترنا ذلك رضي الله عنهن وارضاهن اجمعين هذا خصوصا خديجة رضي الله عنها ام اكثر ولدا ولا سيما خديجة. ثم ذكر بعدها عائشة. لما تميزنا به ولما خصصنا به من خصائص عظيمة فذكر من خصائص عائشة قال ام لولده واول من امن به وعاضده على امره وكان لها منه المنزلة العلية والصديقه بنت الصديق يعني عائشة بنت ابي بكر رضي الله عنها وعن ابيها. التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام هذا ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون اهل البيت بقول او عمل. ايوه من عقيدة اهل السنة البراءة من طريقة الروافض التي قائمة على سب الصحابة. طيب على سب الصحابة بل دين الروافض قائم على السب دين الروافض قائما على السب مع ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ودين الروافض قائم على السب. ومن اعظم الاعمال عندهم سب صحابة النبي صلى الله عليه وسلم بل جعلوا وردا لهم في الصباح والمساء وفي الاوقات المختلفة. يرددون السب والطعن واللعن مع اهل السنة يتبرأون من هذه الطريقة. وهي طريقة باطلة ايه ده؟ ويتبرأون ايضا من طريقة النواصب الذين يؤذون اهل البيت بقول او عمل واهل السنة والجماعة وسط في الصحابة بين الروافض والنواصب. قال ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون ان هذه الاثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه والصحيح منه هم فيهما يدورون اما مجتهدون واما اما اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثم وصغائره بل يجوز عليهم الذنوب في جملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منه من صدر حتى انهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم. وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم خير القرون قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. وان المد من احدهم اذا تصدق كان افضل من جبل احد ذهبا ممن بعدهم. ثم اذا كان قد صدر من احدهم ذنب فيكون قد تاب منه او اتى بحسنات تمحوه او غفر له بفظله سابقته او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذين هم احق الناس بشفه او ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه. فاذا كان هذا في الذنوب المحققة المحققة فكيف الامور التي كانوا فيها مجتهدين. ان اصابوا فلهم اجر اجران وان اخطأوا فلهم اجر واحد والخطأ منصور ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل جزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم. من الايمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح ومن نظر في سيرة قوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد النبي صلى الله عليه وسلم لا كان ولا يكون مثلهم. وانهم الصفوة من قرون هذه ثم التي هي خير الامم واكرمها على الله عز وجل. وهذا الشرح الذي ذكره شيخ الاسلام عظيم جدا قرر فيه الواجب علينا نحو الامور التي شجرت بين الصحابة رضي الله عنهم يعني ما وقع فيها تنازع او نحو ذلك بينهم رظي الله عنهم ما واجبنا نحو ذلك؟ فذكر رحمه الله خلاصة عظيمة جدا فصلها تفصيلا واسعا في كتابه منهاج السنة لكن هنا ذكر خلاصة عظيمة ووافية وكافية في تحقيق فالمقصود في هذا الباب والمطلوب في هذا الباب ذكر ان من عقيدة اهل السنة انهم يمسكون عما شجر لا يخوضون في ما شجر بين الصحابة. ويقولون الاثار التي تروى في ذكر يعني شجارة وخلافه وتنازع بين الصحابة منها ما هو كذب. يعني لم يثبت. وهذا لا يلتفت اليه لانه كذب فلا يلتفت اليه. ومنها اشياء زيد فيها ونقص منها وغيرت عن وجهها. فهذه ايضا غير صحيحة الزيادات او التغيير او نحو ذلك هذه امور غير صحيحة. والذي صح منها هم فيه معذورون لماذا؟ لانهم اهل اجتهاد اجتهدوا والمجتهد منهم قد يكون مصيبا وقد يكون مخطئا. والمجتهد المصيب له اجران. والمجتهد المخطئ له اجر واحد وذنبه مغفور كما جاء في الصحيحين اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران. وان اجتهد واخطأ فله اجر واحد قال وهم مع ذلك لا يعتقدون يعني اهل السنة ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثنين وصغيره بل يجوز عليهم او تجوز عليهم الذنوب في الجملة. لا يقال انهم معصومون لكن ما لهم من سوابق وما لهم من فضائل وما لهم من اعمال وما لهم من نصرة للرسول صلى الله عليه وسلم وهو من خيرية ومكانة عالية وانه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لبعدهم وانهم خير القرون افضلها وان المد من احدهم لو تصدق به افضل من الجبل ممن سواهم وايضا قد يكون تاب من ذنبه واناب واتى بحسنات تمحوه او غفر له او بسبب فضله وسابقته او بشفاهة النبي عليه الصلاة والسلام الحق بها او يكون ابتلي بانواع من البلاء من امراض او اسقام او نحو ذلك والمصائب كما هو معلوم كفارات. هذا اذا كان وجد منهم ذنوب محققة فانها تكون مكفرة بهذه بهذه الامور. فكيف بامور كانوا مجتهدين فيها والامر يدور بين اه اجتهاد صواب واجتهاد الخطأ وان كان الصوابا فلهم اجران وان كان قطع فلهم اجر واحد والخطأ مغفور. والاشياء التي اه اه لتنكر في في هذا الباب من فعل بعضهم القليل نذر قليل جدا وامور يسيرة جدا لا تكاد تذكر امام الفضائل والسوابق والحسنات والاعمال الجليلة التي اه قام بها الصحابة رضي الله عنهم وذكر جملة منها رحمه الله من الايمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله والهجرة والهجرة والنصرة والعلم والعمل الصالح فمن كان ينظر الى هذا الجانب والى هذه الامور يعرف مكانة في الصحابة ويعرف قدر الصحابة ولا يتجرأ في الخوف فيما شجر بين الصحابة الا كما قال شيخ الاسلام اذا خاض فيهم اهل الباطل بالباطل لزم اهل الحق ان يخوضوا فيهم بالحق تبرئة للصحابة. والا يكتفي المسلم بذكر فضائلهم ومحاسنهم جهودهم وجهادهم الى غير ذلك من الامور العظيمة التي من الله سبحانه وتعالى بها على صحابة نبيه رضي الله عنهم وارضاهم والى هنا ينتهي كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فيما يتعلق الصحابة الكرام نكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين