بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين قال الثانية من مسائل الجاهلية انهم متفرقون في دينهم كما قال تعالى كل حزب بما لديهم فرحون وكذلك في دنياهم ويرون ان ذلك هو الصواب فاتى بالاجتماع في الدين بقوله شرع لكم من الدين شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تفرقوا فيه وقال تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ونهانا عن مشابهتهم بقوله ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ونهانا عن التفرق في الدنيا بقوله واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا هذه المسألة الثانية من مسائل الجاهلية التي خالفها النبي صلى الله عليه وسلم وكان رحمه الله تعالى بدأ اول ما بدأ بذكر كبرى المسائل وهي الشرك بالله عز وجل الذي هو اظلم الظلم واكبر الذنوب على الاطلاق ثم بدأ رحمه الله بذكر المسألة الثانية مما كان عليه اهل الجاهلية الا وهو التفرق فكان اهل الجاهلية متفرقين لانه ليس هناك شيء يجمعهم العقائد التي كانوا عليها عقائد باطلة والاديان التي كانوا يدينون بها اديانا باطلة ومن المعلوم ان الباطل يفرق ولا يجمع وانما الذي يجمع هو الحق والهدى ولهذا قيل عن اهل الحق اهل الجماعة لان الحق هو الذي يجمع وقيل عن اهل الباطل اهل الفرقة لان الباطل يفرق اهله ولا بد فاهل الجاهلية كانوا متفرقين تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى العقائد التي يعتقدونها متفاوتة عبدوا اربابا متفرقين فتفرقوا في انفسهم واختلفوا ونشبت بينهم العداوات واريقت فيهم فيهم الدماء وكثرت فيهم الفتن وذلك كله لاعراضهم عن الحق والهدى ولهذا فان الحق والهدى يؤلف بين القلوب المتناثرة ويجمع شتات الناس ويلم شعتهم ويوحد كلمتهم ويلم صفهم وتتحقق به سعادتهم اما اذا كانوا على الباطن فانهم يتفرقون شذر مذر اذا من خصال الجاهلية التي كانوا عليها التفرق والتفرق الذي كانوا عليه ليس تفرقا في الدين فقط بل هم متفرقون في الدين والدنيا اما في الدين فكل منهم له عقيدته له مذهبه الذي املاه عليه هواه او ميوله او رغبته او نحو ذلك والتفرق في الدين لان بينهم اطماع دنيوية لا حد لها يتقاتلون عليها وتراق دماؤهم وتنتهك الاعراض وتستنى بالاموال في حروب طاحنة قد تمضي السنوات الطوال فكانوا متفرقين في الدين والدنيا ولهذا قال رحمه الله تعالى انهم اي اهل الجاهلية متفرقين في دينهم كما قال الله تعالى كل حزب بما لديهم فرحون كل حزب اي فئة منهم او طائفة بما لديهم اي من دين او عقيدة او نحلة او مذهب فرحون اي كل منهم يرى ان الذي عنده هو الحق وان ما عند الذي عند غيره هو الباطل والباطل والحق وراء ذلك كله بل هم متفرقون في الباطل والاهواء كل فرح بما عنده وما عنده باطل لا خير فيه ضلال لا هدى فيه قال كل حزب بما لديهم فرحون وكذلك في دنياهم اي متفرقين في الدنيا ويرون ذلك هو الصواب وانتبه هنا الى قول المصنف رحمه الله ويرون ذلك هو الصواب ان يرون ما هم عليه من تفرق واختلاف وعداوات في الدين والدنيا يرون ذلك هو الصواب وكل فئة من من هؤلاء ترى ان العز والمنعة والقوة بالانتصار للباطل التي هي عليه ومقاومة الاخرين والاخرون كذلك ثم القوي منهم يبطش بالظعيف واصبحت حياتهم بسبب هذا التفرق اشبه ما يكون تماما بحياة الحيوانات المفترسة في الغابات ولهذا تسمى الشريعة التي هم عليها شريعة الغاب تسمى شريعة الغاب لانهم يمارسون تماما ما تمارسه الاسود والحيوانات المفترسة في في الغاب القوي منهم يأكل الضعيف ويتسلط عليه ويريق دمه وينتهك عرظه الى غير ذلك من الشرور العظيمة الكبيرة التي كانوا عليها وكانوا يعيشونها قال فاتى بالاجتماع حتى قوله ويرون ان ذلك هو الصواب كم عندهم من الاشعار التي يمدحون فيها هذا الباطل الذي هم عليه ويمدحون الانتصارات التي يحققونها في قتل من يسمونهم الاعداء وهم كلهم اعداء لدين الله. واعداء للحق والهدى لكنهم يتطاحنون ويتقاتلون على ظلال وباطل وظياع في الدنيا وفي الاخرة قال فاتى بالاجتماع اي النبي عليه الصلاة والسلام اتى بالاجتماع فمن اعظم ما دعا اليه عليه الصلاة والسلام الاجتماع وذم الفرقة صلوات الله وسلامه عليه قال فاتى بالاجتماع في الدين ولا يمكن ان يكون اجتماع الا في الدين فاتى عليه الصلاة والسلام بالاجتماع في الدين اي اي دعا الناس الى ان يجتمعوا على دين واحد على عقيدة واحدة على عبادة رب واحد على لزوم شرع واحد على اتباع نبي واحد ختمت به الرسالات على لزوم كتاب الله عز وجل ووحيه وتنزيله دعا عليه الصلاة والسلام الى هذا الاجتماع واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه تدعاهم عليه الصلاة والسلام الى ان يجتمعوا على دين واحد الا وهو دين الله عز وجل دين الاسلام الذي رضيه الله سبحانه وتعالى لعباده دينا ولا يقبل دينا سواه ان الدين عند الله الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فدعا عليه الصلاة والسلام عموم الناس الى ان يجتمعوا على هذا الدين دين الاسلام الذي يؤلف بين القلوب المختلفة والانفس المتفرقة ويجمعهم على احسن ما يكون من اجتماع وائتلاف قال فاتى بالاجتماع في الدين بقوله شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه الذي وصى به جل وعلا هؤلاء الانبياء وخصوا بالذكر لانهم اولوا العزم من الانبياء وعددهم خمسة الذي وصى به هؤلاء وغيرهم من انبيائه ورسله عليهم صلوات الله وسلامه هو ما ذكره في تمام الاية بقوله ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه انا اقيموا الدين اي الذي شرع الله لكم وامركم به وانزل به كتبه وبعث به رسله ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه بل احذروا من الفرقة ومن اسبابها وموجباتها والزموا دين الله تبارك وتعالى واجتمعوا عليه قال وقال تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء وهذه الاية ساقها المصنف رحمه الله هنا لان فيها ذما للفرقة واهلها ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا اي احزابا وطوائف لست منهم في شيء وهذا فيه دعوة للنبي صلى الله عليه وسلم ان يتبرأ ممن كانت هذه حاله او كانت هذه حالهم قال لست منهم في شيء. اي لست منهم وليسوا منك ليسوا على نهجك ولست على نهجهم انت منهم براء قال لست منهم في شيء لان الذي كان عليه عليه الصلاة والسلام اجتماع والفة على الحق والهدى وهؤلاء الذي هم عليه افتراق واختلاف وفرقة على الباطل والردى فذم الله سبحانه وتعالى سبيلهم وبرأ نبيه صلى الله عليه وسلم منهم ومن حالهم ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ونهانا عن مشابهتهم اي فيما كانوا عليه من فرقة وضلال فقال سبحانه ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات اي احذروا ان تسلكوا سبيل هؤلاء الذين هم اهل فرقة وظلال وباطل لا تكونوا مثلهم ولا تتشبهوا بهم ثم قال رحمه الله ونهانا عن التفرق في الدنيا ونهانا عن التفرق في الدنيا قال بقوله واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا نهى عليه الصلاة والسلام عن التفرق في الدنيا اي من اجل الدنيا ولا تساوي الدنيا شيئا بحيث انها تكون سببا بفرقة بين المؤمنين او عداوات بين المسلمين فالاسلام الذي هو الذي هم عليه هو المعيار الذي تجتمع عليه القلوب وتأتلف النفوس ولا يجوز لاهل الاسلام ان تنشب بينهم فرقة وعداوات من اجل الدنيا التي سيفارقونها اجمعين ولا يبقون فيها الدنيا لا تساوي ان تنشب بين اهل الاسلام عداوات لاجلها فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الفرقة لاجل الدنيا وجاء عنه عليه الصلاة والسلام احاديث عديدة في ذم التهاجر فوق ثلاث بسبب الامور الدنيوية لانه قد يقع نزاعات وخلافات بامور دنيوية فنهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث ثلاث ايام او ثلاث ليالي بسبب الامور الدنيوية والمصالح الدنيوية فنهى عليه الصلاة والسلام عن التفرق في الدنيا واورد المصنف رحمه الله تعالى دليلا على ذلك وهو قول الله سبحانه وتعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ووجه الدلالة من هذه الاية ما ذكره جماعة من المفسرين في معنى الاية انها جاءت في سياق الامتنان على الاوس والخزرج الذين كانت قد نشبت بينهم حروب طاحنة قبل الاسلام وقتال طويل ودماء اريقت وانفس ازهقت فجاءت هذه الاية في سياق الامتنان عليهم بمنة الاسلام الذي اذهب عنهم جاهلية الفرقة آآ القتال واراقة الدماء والعداوات التي مبنية على ظلال وباطل فجاءت الاية في سياق الامتنان عليهم منة الله عز وجل بالاجتماع على الدين الحذر من الفرقة في الدنيا التي كان عليها اولئك قال واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فهي جاءت في سياق الامتنان على هؤلاء الذين كانوا اعداء متفرقين لاجل الدنيا متحاربين عليها متعادين متباغضين فجاءت هذه الاية تدعوهم الى الاجتماع والاعتصام والالفة في سياق الامتنان عليهم بمنة الله عليهم اذ انقذهم بالاسلام من الجاهلية والتفرق والقتال والعداوات العظيمة التي نشبت بينهم سنوات طوال وعمر مديد اذا هذه من الخصال العظيمة التي اخبر او جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام الا وهي الاجتماع مخالفا بذلك الفرقة التي كان عليها اهل الجاهلية وانتبه هنا الى ان نبينا عليه الصلاة والسلام مع تحذيره امته من الاختلاف في الدين والاختلاف في الدنيا ايضا اخبر في الوقت نفسه ان الاختلاف سيوجد واخبر بذلك محذرا منه ومن اسبابه ولهذا جاء عنه عليه الصلاة والسلام احاديث عديدة في هذا المعنى كقوله عليه الصلاة والسلام انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة الشاهد من الحديث قوله انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. قال ذلك على وجه التحذير للامة ولهذا ارشد عليه الصلاة والسلام في السياق نفسه دون ان يسأل عن موجبات الاجتماع والسلامة من الفرقة فقال فعليكم بسنتي ثم قال واياكم ومحدثات الامور ايضا صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال ستفترق افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قال ذلك عليه الصلاة والسلام محذرا من الافتراء ومبينا خطر الافتراق وانه لا يجلب على الناس خيرا بل يجلب عليهم شرورا كثيرة واضرارا عظيمة ولهذا ينبغي على كل مسلم ان يحذر من جاهلية الافتراق التي كان عليها اهل الجاهلية وجاء الاسلام بذمها والتحذير منها والواجب على كل مسلم في هذا الباب ان يبحث عن اسباب الاجتماع والالفة والوحدة بين امة الاسلام فيسعى في تحقيقها وان يعرف ايضا اسباب الافتراق ليحذر ليحذر منها ويبتعد عنها ويجب ايها الاخوة ان نعلم هنا ان اعظم اسباب الافتراق وجود مخالفات الدين من الشرك والعياذ بالله والبدع التي ما انزل الله بها من سلطان فان مثل هذه الامور اذا وجدت بين الناس فرقت صفهم وكما قلنا فيما سبق كما ان الحق يجمع فان الباطل يفرق كما ان الحق يجمع فان الباطل يفرق ولهذا الشرك اذا وجد والبدعة اذا وجدت والضلالات اذا وجدت فرقت الناس ولا يمكن ان يجتمع الناس الا على حبل الله لا يمكن ان يجتمعوا على البدع والاهواء والضلالات بل لا يمكن ان يجتمعوا الا على حبل الله المتين ودينه القويم الذي بعث الله سبحانه وتعالى به انبياؤه ورسله عليهم صلوات الله وسلامه فالواجب على كل مسلم ان يجاهد نفسه على تحقيق تحقيق الاجتماع والالفة وذلك بحفظ الدين الذي يجمع وان يحذر اشد الحذر من الفرقة وذلك من بالبعد عن الاهواء التي تفرق ولهذا ما اجملها من كلمة تداولها السلف واهل السنة قديما وحديثا حيث يقولون اهل السنة والجماعة واهل البدعة والفرقة كلمة عظيمة جدا اهل السنة والجماعة لماذا؟ لان السنة تجمع. والبدعة ماذا تصنع؟ تفرق البدعة اذا وجدت بين الناس فرقتهم والسنة اذا وجدت بين الناس جمعتهم ولهذا لاحظ ملاحظة عجيبة جدا ان نبينا عليه الصلاة والسلام عندما قال انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا نبه في الوقت نفسه الى ما يحقق الاجتماع ودعا اليه والى ما يوجد الفرقة وحذر منه لاحظتم عندما قال انه من يئس منكم فسيرى اختلافا كثيرا. نبه في الوقت نفسه على ما يحقق الاجتماع ودعا اليه وهو السنة. قال فعليكم بسنتي ونبه في الوقت نفسه على ما يسبب الفرقة وحذر منه فقال واياكم ومحدثات الامور فمحدثات الامور تفرق الناس سنته عليه الصلاة والسلام تجمع الناس وتؤلف بينهم ولهذا من اراد لنفسه ولامته الاسلام ان تجتمع فليكن داعية الى السنة محذرا من البدعة. لان السنة هي التي تجمع الناس والبدع هي التي تفرق الناس واذا اردت شاهد ذلك ودليله فانظر حال الناس قبل مبعثه وحالهم بعد مبعثه ما الذي جمعهم لم يجمعهم الا الحق والهدى الذي بعث به عليه الصلاة والسلام ودعا الناس اليه من اقامة التوحيد واخلاص الدين لله تبارك وتعالى واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم ولزوم ما جاء به والحذر من الضلالات والاهواء والجاهليات والاباطيل هذا الذي اجتمع عليه الناس واتحدت كلمتهم بمبعثه صلوات الله وسلامه عليه هذه الخصلة الثانية والمسألة الثانية من مسائل الجاهلية التي جاء آآ الاسلام بمخالفتها والتحذير منها قال رحمه الله تعالى الثالثة ان مخالفة ولي الامر وعدم الانقياد له فضيلة والسمع والطاعة له ذل ومهانة فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وامر بالصبر على جور الولاة وامر بالسمع والطاعة لهم والنصيحة وغلظ في ذلك وابدى فيه واعاد وهذه الثلاث هي التي جمع بينها فيما صح عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيحين انه قال ان الله يرظى لكم ثلاثا ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من ولاه الله امركم ولم يقع خلل في دين الناس ودنياهم الا بسبب الاخلال بهذه الثلاث او بعضها ثم ذكر رحمه الله المسألة الثالثة قال ان مخالفة ولي الامر ان مخالفة ولي الامر اي من ولي امر الناس ان مخالفة ولي الامر وعدم الانقياد له فضيلة والسمع والطاعة والطاعة له ذل ومهانة هذي ما هي هذي جاهلية جاهلية كان عليها اهل الجاهلية قبل قبل الاسلام ومبعث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام كانوا يرون ان مخالفة ولي الامر يعني اذا كان وليهم امير او تولى عليهم وال يرون ان مخالفته وعدم الانقياد له فضيلة ويعدون هذا نوع من الرجولة ونوع من الجدارة ونوع من الشهامة ونوع من العزة الا يسمع ولا يطيع وتجد الواحد منهم يقول في نفسه انا اكبر من ان اسمع واطيع هذه جاهلية كانوا عليها وعند ادنى مبرر يأنف من من السمع والطاعة انظر انظر شاهد ذلك في اهل الكتاب ماذا قالوا؟ انى يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه ولم يؤتى سعة من المال. عند ادنى مبرر تجده تأتيه في انفة وتعالي وكبرياء ويشق عصا الطاعة هذي جاهلية هذه جاهلية كانوا عليها يرونها فضيلة ويتفاخرون بها انه لا يسمع ولا يطيع وان هذا نوع من الرجولة التي يتميزون بها والشهامة التي يتميزون بها والفظائل التي يختصون بها انه لا يسمع ولا يطيع. انا اسمع واطيع يقول اسمع لفلان واطيع لفلان لا ما اسمع له ولا اطيع ولا كرامة الى اخره ثم يتفاخرون في اشعارهم ويمتدحون انفسهم انه لا يسمع ولا يطيع فكانوا يعدون عدم يعدون مخالفة ولي الامر وعدم الانقياد له فضيلة والسمع والطاعة له ذل ومهانة ان سمعه وطاعته لولي الامر ذل ومهانة له يقول كيف ابقى ذليل؟ هذا هذا ملك علي او هذا وال علي او هذا امير علي انا امير نفسي انا ليس لي امير ولا يمكن اقبل امارة لاحد على نفسي هذه الجاهلية هي التي جعلت امرهم كله ماذا فوضى هذه الجاهلية التي كانوا عليها هي التي جعلت امورهم كلها فوظى ودائما في انشقاقات وفي تصدع وفي قتال وفي خلافات الى اخره. لماذا لاحظوا يا اخوان لان امر الناس لا يتحقق الا باجتماع ولا اجتماع الا بامير ولا امير الا بسمع وطاعة منتظمة امور الناس ومصالح الناس لا يمكن ان تتحقق الا بامير وتفكر في هذا الامر قليلا عندما يكون اناس في مجتمع وليس عليهم والي ليس هناك والي يسوس الناس كيف يصبح حال الناس اذا كانوا كل والي نفسه وكل امير نفسه كيف يصبح حال الناس والله تكون حالهم اقبح من حال الوحوش في الغابات الا اذا اذا كان عليهم امير وينظم امرهم ويسوسهم ولهذا قيل لا يصلح الناس فوظى لا سراة لهم ولا سراة لهم اذا جهالهم سادوا فالناس ما يصلحون فوضى بدون امير اذا لا تتحقق المصالح الا باجتماع ولا اجتماع الا بامير ولا اميرة الا بسمع وطاعة. اذا وجد امير والناس الذين من تحته كل واحد منهم يقول انا اكبر من ان ان اسمع لهذا واطيع او اخر يقول انى يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه يقول انا اولى بالملك من فلان انا فلان ابن فلان ابن فلان انا اولى من هذا واجزر منه بالملك وانا عندي اموال كثيرة وانا كذا وانا كذا وانا كذا فيأنف من السمع والطاعة ويتعالى ويتكبر على ذلك فهذه الجاهلية التي كانوا فيها هي التي فرقتهم فجاء الاسلام بالاجتماع وجاء ايضا بوجوب تنصيب الوالي والسمع والطاعة له وجاءت في جاء في هذا الباب احاديث كثيرة جدا حتى من حتى ان من اهتمام النبي عليه الصلاة والسلام بمسألة السمع والطاعة لولي الامر جعلها مضمومة الى اقام الصلاة وايتاء الزكاة ومباني الاسلام الموجبة لدخول الجنة قد قال ذلك في حجة الوداع في اخر حياته عليه الصلاة والسلام في حديثه الصحيح قال اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وادوا زكاة مالكم واطيعوا ذا امركم تدخلوا جنة ربكم فذكر طاعة ولي الامر السمع والطاعة لولي الامر مع اقام الصلاة وايتاء الزكاة صوم رمضان واداء الزكاة ضمها الى مباني الاسلام وقال تدخلوا جنة ربكم ومن الناس الذين دخلت عليهم هذه الجاهلية جاهلية عدم السمع والطاعة لولي الامر تجده اذا قرأت عليه الاحاديث التي في الامر بالصلاة يقبلها احاديث في اقام الزكاة في ايتاء الزكاة يقبلها ونفسه تنشرح لها تقرأ عليه احاديث في الصيام تنشرح لها تقرأ عليه احاديث في الامارة والسمع والطاعة والطاعة تنقبض نفسه وتنكمش وينفر منها لماذا الا لكون هذه الجاهلية دخلت عليه جاهلية اهل الضلال والباطل فتجده تنقبض نفسه من هذه الاحاديث ويأنف من سماعها وقبولها والله في القرآن الكريم قال يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فدعا او امر جل وعلا الى طاعة ولي الامر قال ابو هريرة ولي الامر اي الامراء والنبي صلى الله عليه وسلم قال من اطاع اميري فقد اطاعني وجاعنوا في هذا الباب احاديث كثيرة جدا قال فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فهم اي في هذه الجاهلية جاهلية عدم السمع والطاعة والانقياد لولي الامر قال فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وامر بالصبر على جور الولاة لاحظ هنا ملاحظة ان النبي عليه الصلاة والسلام امر بالسمع والطاعة حتى للامير الجائر امر ان يسمع له ويطاع حتى ولو كان اميرا جائرا ظالما يسمع الانسان ويطيع لماذا؟ لان مصلحة المجتمع الاسلامي لا يمكن ان تتحقق الا بالانتظام ساعة ساعة يعيشها الناس ساعة يعيشها الناس مع امير جور خير من سنوات بلا امير لانهم بلا امير تصبح امورهم فوضى لا حد لها. اما اذا كان الامير جائرا نعم يتضررون في بعض الجوانب لكن في الجملة امرهم منتظم والامن فيهم متحقق آآ مصالحهم ماضية ومثل هذه الامور الكبار متحققة فامر عليه الصلاة والسلام بالسمع والطاعة حتى وان جار الامير وامر بالصبر ولهذا قال وامر بالصبر على جور الولاة جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر وهذا قول المصنف امر بالصبر قال من من رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فانه من فارق الجماعة شبرا فمات الا مات ميتة جاهلية الا مات ميتة جاهلية قال النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث بمعنى قوله الا مات ميتة جاهلية اي قال على صفة موتهم من حيث هم فوظى لا امام لهم الجاهلية هذي كانت حالهم فوظى لا امام لهم فمن مات مفارقا الجماعة منشقا عن السمع والطاعة نازعا يد الطاعة للامير ومات على هذه الحال يكون مات موتة جاهلية لماذا؟ لان الجاهلية كانت امورهم فوظى لا امام لهم واذا وجد امام لا يسمعون له ولا يطيعون ايضا جاء عنه عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم انه قال من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية مات ميتة جاهلية اي مات على الحالة التي يموت عليها اهل الجاهلية من انهم كانوا يعيشون فوظى لا امام لهم ولا امير فالاسلام جاء بمحاربة ذلك ثم قال رحمه الله وامر بالسمع والطاعة وهذا جاء في احاديث كثيرة منها حديث العرباظ بن سارية المشهور قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد حبشي قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد حبشي السمع والطاعة اي تسمع لقوله وتطيع لامره قال وغلظ قال نعم والطاعة لهم والنصيحة وهذا في قوله عليه الصلاة والسلام في حديث تميم ابن اوس الداري قال عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم فالنصيحة لولي الامر مطلوبة وما هي النصيحة قال اهل العلم في معناها هي ارادة الخير للغير النصح لولي الامر ان تريد له الخير تحب في قلبك له الخير يحب ان يكون صالحا تحب ان يكون تقيا يحب ان يكون محكما لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تحب ان يكون بعيدا عن الاهواء والضلالات ايضا تدعو له بالخير والصلاح تدعو له ان يصلحه الله وان يصلح به البلاد وان يذهب عنه البطانة الفاسدة وبطانة السوء تدعو له بذلك واذا رأيت منه شيئا تكرهه تنصحه بينك وبينه كما جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام من رأى من اميره سيفا فليأتي وليأخذ بيده فان قبل والا ادى الذي عليه اذا كنت قادرا على ذلك واذا كنت لست قادرا بلغ من اهل العلم واهل الفضل من يستطيعون ذلك تبرأ ذمتك بذلك وتبقى داعيا له بان يصلحه الله وان يهديه الله وان يوفقه الله وان يبعده عن الظلم عن ايذاء الناس الى غير ذلك تدعو له فهذا فهذه هي النصيحة ولهذا قال العلماء رحمهم الله اذا رأيت الرجل يدعو للسلطان فاعلم انه صاحب سنة. واذا رأيته يدعو عليه فاعلم انه صاحب بدعة لان الاسلام جاء بالنصيحة لولي الامر ومن النصح لولي الامر ان تدعو له بالصلاح ليس معنى ان تدعو له هو انه اذا ظلمك وظلم الاخرين تقول جزاه الله خيرا. ليس هذا معنى تدعو له وانما تدعو لا الله يهديه نسأل الله ان يهديه نسأل الله ان يصلحه نسأل الله ان يبعده عن هذا الظلم نسأل الله عز وجل ان ان يجعله خيرا على البلاد وعلى العباد هذا مقتضى النصيحة ان تدعو له بالخير بالصلاح بالعافية بالهداية حتى ان الفضيل ابن عياض رحمه الله وهو من ائمة السلف قال كلمة عجيبة قال لو كان لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان اي لا اجعلها لنفسي لو كان لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان لماذا لان صلاح السلطان له وللناس وهذا من فقه السلف رحمهم الله في في هذا الباب قال وغلظ في ذلك وابدى واعاد فيه اي تكرر عنه في هذا المعنى احاديث كثيرة جدا ثبتت عنه عليه الصلاة والسلام ومن يقرأ في في في صحيح مسلم كتاب الامارة يجد عددا كبيرا من الاحاديث عنه صلوات الله وسلامه عليه كلها في التأكيد على على هذا المعنى قال رحمه الله وهذه الثلاث اي الخصال هي التي جمع بينها فيما صح عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيحين. هذه الثلاث اي مخالفة المشركين في ما كانوا عليه من الشرك هذا الاول وما كانوا عليه من التفرق هذا الثاني وما كانوا عليه من عدم السمع والطاعة للامير وهذا الثالث يقول المصنف هذه الثلاث جمعها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الثابت عنه في الصحيحين انه قال ان الله يرظى لكم ثلاثا ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من ولاه الله امركم. جمع هذه الثلاث في حديث واحد ولاحظ يا اخي الكريم ان هذه الامور الثلاث بينها ارتباط ارتباط وثيق الخصلة الاولى قال ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وعندما يريد الناس ان يعبدوا الله عز وجل في مجتمعاتهم بامن وايمان وطمأنينة ايمكن ان يتحقق لهم او ان تتحقق لهم هذه العبادة بدون اجتماع او لابد من الاجتماع حتى يأمنون على الدماء وعلى الاعراض فيتهيأ لهم الجلوس لطلب العلم والذهاب الى اماكن العبادة والامن على الاموال والاعراظ الى اخره فهل يمكن ان ان ينتظم امر العبادة بدون اجتماع ولهذا قال ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ثم ذكر امرا مرتبطا بذلك قال وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا لانه اذا تفرق الناس وكثرت فيهم الفتن وعظم فيهم الهرج والقتل غفلوا عن العبادة ولن تتحقق لهم العبادة على وجهها وتمامها لان القلوب شغلت بالفتن والقتال الى اخره ولهذا قال وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ثم ذكر الامر الثالث مرتبط بما سبق قال وان تناصحوا من ولاه الله امركم تناصحوا اي تكونوا ناصحين لمن ولاه الله امركم والنصيحة لولي الامر بالدعاء له محبة الخير له اه السمع والطاعة له عدم نزع اليد من الطاعة عدم شق الصف عدم الخروج الى اخره فهذه امور كلها منتظمة لا يمكن ان ينتظم امر المسلمين الا بها ولهذا صح عنه عليه الصلاة والسلام انه ايضا جمع هذه الامور الثلاثة في موعظته التي وعظها الناس في مسجد الخير بمنى في حجة الوداع عندما قال عليه الصلاة والسلام نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منه. ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم اخلاص العمل لله ولزوم جماعة المسلمين ومناصحة من ولاه الله امرهم او كما قال عليه الصلاة والسلام. فذكر هذه الامور الثلاثة الاخلاص لله ولزوم الجماعة ومناصحة من ولاه الله تبارك وتعالى امر المسلمين ولاحظ قوله هنا ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم وهذا تنبيه لمفارقة المسلمين ما عليه اهل الجاهلية لا يغل اي لا يحمل غلا بل يخلص لله وقلبه مرتاح لذلك مطمئن به ويحافظ على الجماعة وهو مغتبط بها سعيد بها فرح بتحققها وايضا يسمع ويطيع لولي الامر بدون انفة يسمع ويطيع لولي الامر بدون انف او بدون كبر مما كان عليه اهل الجاهلية. ولهذا قال ثلاث لا يغل اي لا يحمل المسلم عليها غلا بل نفسه لينة بها مطاوعة ممتثلة لان بها سعادة المسلمين في دنياهم واخراهم قال رحمه الله منبها على اهمية هذه المسائل الثلاث المجتمعة في هذا الحديث قال ولم يقع خلل في دين الناس ودنياهم الا بسبب الاخلال بهذه الثلاث او ببعضها عندما يخل الناس بهذه الخصال الثلاث او ببعضها فانه يقع عليهم الخلل في دينهم ودنياهم اما اذا حققوا العبودية لله والاخلاص له سبحانه واجتمعت كلمتهم وسمعوا واطاعوا لولي امرهم فان مصالحهم الدينية والدنيوية تحقق واما اذا خلوا بهذه الثلاث او ببعضها فانما صالحهم الدينية والدنيوية تضيع واذا ضاعت مصلحة الدين تبعتها تبعها ضياع مصلحة الدنيا نعم قال رحمه الله تعالى الرابعة ان دينهم مبني على اصول اعظمها التقليد فهو القاعدة الكبرى لجميع الكفار اولهم واخرهم كما قال تعالى وكذلك ما ارسلنا من قبلك في قرية من نذير الا قال مترفوها انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون وقال تعالى واذا واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه اباءنا قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه اباءنا او لو كان الشيطان يدعوهم الى عذاب السعير فاتاهم بقوله قل انما اعظكم بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة وقوله اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون ثم ذكر رحمه الله الخصلة الثالثة من خصال الجاهلية ان دينهم الرابعة نعم ذكر الخصلة الرابعة من خصال الجاهلية ان دينهم مبني على اصول اعظمها التقليد انتبه هنا ان دينهم اي العقائد التي هم عليها والاديان التي يمارسونها ويعتنقونها مبنية على اصول اعظمها التقليد قوله على اصول سيأتي ذكر بعضها وبدأ بالتقليد لانه اعظم اصل عندهم يبنون عليه اديانهم والمراد بالتقليد اي اخذ قول اخذ قول الغير بغير دليل يأخذ القول على عواهنه بدون دليل وبدون معرفة حجة له ولا برهان وانما يأخذ قول الغير لان الغير معظم عنده اما معظم من جهة النسب والد او جد او نحو ذلك او معظم من جهة المكانة في المجتمع والمنزلة في المجتمع فتجده يقلد الاباء والاجداد ويقلد الاشياخ بدون معرفة الدليل وانما الذي يقولونه هو الحق ولا يبحث في دليل ولا ينظر فيه فاعظم اصل كانوا يا يبنون عليه اديانهم وعقائدهم هو التقليد ولهذا اجتمعت كلمة المشركين من اول الزمان الى اخره على الاحتجاج بهذا الاصل وتقديمه في باب الاحتجاج ولهذا بدأ المصنف رحمه الله بهذه الاية وهي قول وكذلك ما ارسلنا من قبلك في قرية من نذير قوله وكذلك ما ارسلنا من قبلك في قرية من نذير قوله في قرية نكرة وقوله من نذير ايضا نكرة وهذا يشعر بانه عام لكل من كانوا قبلنا من اهل الشرك كل من كانوا قبلنا من اهل الشرك قبل قبل مبعث نبينا عليه الصلاة والسلام كلهم كانوا على هذا السنن وعلى هذه الطريقة اذا جاءهم نذير في مكان في قريتهم يدعوهم الى الحق والهدى لا يقبلون دعوته بحجة ماذا بحجة ماذا؟ قال وكذلك ما ارسلنا من قبلك في قرية من نذير الا قال مترفوها انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون. هكذا يستدلون استدلالهم تقليد الاباء كيفما اتفقوا وعلى اي حال كانوا نحن وجدنا ابائنا على امة اي على طريقة وعلى ملة وعلى ديانة ونحن على طريقتهم لا نحيد عنها قيد انملة ولا ننظر في كلامك ولا نلتفت اليه ولا نتفكر فيه ولا نسمع لك نحن وجدنا ابائنا على امة ونحن ماضون على ما كان عليه الاباء. تقليد اعمى تقليد اعمى اصبح الواحد منهم اسلم عنقه ورقبته الى هؤلاء يقودونه الى ما هم عليه من ضلال لا يتفكر ولا يتدبر بل ولا يجرؤ اي واحد منهم ان يقول للكبراء الذين عنده ايش الدليل او ما الحجة على العقيدة التي تعتقدونها وهذه الجاهلية مكن لها بعظ دعاة الباطل ونحن عرفنا فيما سبق ما من خصلة من خصال الجاهلية الا وسيوجد في الامة من من يفعلها مكن بعظ دعاة الباطل وائمة الظلال بهذه الخصلة التي التقليد الاعمى مكنوا لها في نفوس العوام ولهذا بعضهم يقولون وانظر الى هذه الجاهلية يجب ان تكون مع الشيخ كالميت مع المغسل يجب ان تكون مع الشيخ كالميت ما المغسل الميت الان مع المغسل كيف حاله يقلبه تحت فوق الى اخره ولا ولا يفعل شيئا الميت يقول انت تكون مع الشيخ كالميت مع المغسل صل شرق يصلي غرب يصلي اي شيء يقول يفعل وايضا يعطونهم قاعدة في الباب يقول لا تعترض فتنطرد لا تعترض اي شيء يقوله يا شيخ اسمع واطع واياك ان تقول للشيخ لماذا انتم تعتقدون كذا ولماذا تفعلون كذا هذه جاهلية تغرس في نفوس آآ الجهال والعوام ولهذا لا يتفكرون في حق ولا يتدبرون ولهذا بدأ المصنف رحمه الله بالتنبيه على هذه الجاهلية حتى يحذر المسلم الا يكون على هذه الجاهلية الا يحذر ان يحذر المسلم الا يكون على هذه الجاهلية التي كان عليها اهل الباطل بل ينبغي ان ان يتبين الحق وان يتبصر والحق ان احق ان يتبع حتى لو مضيت على الباطل اه ستين سنة سبعين سنة ثم تبين لي الحق لا غظابة الرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطن قال رحمه الله ان دينهم مبني على اصول اعظمها التقليد فهو القاعدة الكبرى لجميع الكفار اولهم واخرهم وانتبه لقول القاعدة الكبرى اي التي يبنون عليها اديانهم ذكر ايضا قول الله تعالى واذا قيل لهم اي للمشركين الكفار اتبعوا ما انزل الله اذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله بماذا يحتجون وباي شيء يستدلون على عدم قبولهم ما انزل الله واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه اباءنا بل نتبع ما وجدنا عليه اباؤنا ابائنا ثم يذكر ما يدل على بطلان ذلك يقول اولو كان الشيطان يدعوهم الى عذاب السعير اي لو كان الشيطان يدعوا ابائكم الى عبادة السعير يدعوهم الى الى ما يؤدي بهم الى السعير الى النار ايضا تمشون ارأيتم شخصا لو كان اباه يمشي امامه الى حفرة سحيقة هل يغمظ عينيه ويمشي وراءه ويلقي نفسه بالحفرة ام يقول لابيه اذا كان امامه انتبه هذي حفرة تهلكك لا تمضي فيه يمنع والده اما هو في نفسه ممتنع لكن هؤلاء والعياذ بالله تقليد اعمى وعندهم انفة عندهم انفة من ان يخرج الواحد منهم عن عن دين ابائه حتى ان بعضهم قد عرف ان دين محمد عليه الصلاة والسلام هو الدين الصحيح ولكنه لم يفارقه لاجل هذا التقليد الاعمى واعتبروا هنا ايها الاخوة بقصة ابي طالب عم النبي يقول المسيب ابن حزن لما حضرت النبي صلى الله عليه وسلم لما حظرت ابا طالب الوفاة اتى النبي صلى الله عليه وسلم اليه وجلس عنده وكان عنده بعض رؤوس الكفار ومنهم ابو جهل وعبدالله بن عبد الله ابن امية كانوا جالسين عنده فقال له النبي عليه الصلاة والسلام يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله فقال له ابو جهل ومن عنده بل على ملة عبد المطلب اي بل قل على ملة عبد المطلب لماذا؟ وهذا السؤال انبهكم ان تجيلو الفكر فيه لماذا قال له بل على ملة عبد المطلب؟ يعني لماذا لم يقل بل على دين آآ عبادة الاصنام بل على الدين الذي نشأنا عليه نص على كلمة على ملة عبد المطلب بل على ملة عبد المطلب لان هذه لان هذا اصل كبير لان هذا اصل كبير متمكن في النفوس مثل عندنا قال الله تعالى تماما قال الله تعالى اذا قلت للمسلم قال الله تعالى يعظم القرآن تعظيما بليغا يقول ليس لي كلمة مع قال الله تعالى هذا اصل كبير يعتبر عندهم ولهذا ذكره بهذا الاصل الكبير دون غيره قال بل على ملة عبد المطلب يعني على التقليد الذي نحن عليه للاباء والاجداد ما نتحرك عنه قيد انملة فعاد النبي صلى صلى الله عليه وسلم عليه قال يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله. قالوا له بل على ملة عبد المطلب فمات والعياذ بالله وهو يقول هو على ملة عبد المطلب مات وهو يقول هو على ملة عبد المطلب وحزن النبي صلى الله عليه وسلم وقال لاستغفرن لك ما لم انهى عن ذلك فانزل الله عز وجل قوله ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى وانزل الله تسلية لنبيه قوله سبحانه انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء فهذه حجة مضى عليها اهل الشرك وهي كبرى حججهم واعظم اصولهم التي يبنون عليها اديانهم وعقائدهم قال المصنف فاتاهم اي النبي عليه الصلاة والسلام بقوله قل انما اعظكم بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة لانهم قالوا فيما قالوا في شأن النبي عليه الصلاة والسلام انه لمجنون انه لمجنون قالوا كاهن وقالوا ساحر الى اخر ذلك فالنبي عليه الصلاة والسلام طلب منهم الا يستمعوا لهذه الكلمات هكذا فليتفكروا ما وجه الشاهد من الاية لذم التقليد ما وجه الشاهد من الاية لذم التقليد المقلد يأخذ قول الاخر بدون دليل وبدون تفكر وبدون تدبر اما الذي يتفكر ويتدبر وينظر في حقيقة الامر تنكشف له حقائق غير الذي قيلت له انا اضرب لكم مثالا جميلا من اجمل ما يكون في هذا الباب في صحيح مسلم حديث ابن عباس في قصة ظمام الازدي الامام الازدي جاء الى مكة باول مبعث النبي عليه الصلاة والسلام جاء الى الى مكة في اول مبعث النبي عليه الصلاة والسلام فكان اذا مشى في طرقات مكة يسمعهم يقولون ان محمدا مجنون انتبه معي الاية ما بصاحبكم من جنة هم بينهم يروجون في الناس محمد مجنون وكل ما جاء شخص الى مكة من الغرباء قالوا له انتبه عندنا واحد اسمه محمد مجنون لا تقربه عقله مختل لا تأتي عنده ولا تسمع له اذا اخذ قولهم هكذا اذا اخذ قولهم هكذا كما قالوا قبله بدون دليل وبدون تفكر لن يقرب من محمد عليه الصلاة والسلام ابدا ولا يسمع له. من الذي يريد ان يجالس مجنونا من الذي عنده وقت يذهب وهو يجالس مجنون او يسمع لمجنون فكانوا يضعون هذه الكلمات للصد ضمام دخل مكة فكان يسمع الناس في الشوارع يقولون محمد مجنون. الكلمة فاشية في مكة الله اكبر الان في مكة تتردد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي ذاك الوقت كانت مكة يتردد فيها وفي ارجائه وفي شوارعه بين الناس محمد مجنون هذا الذي يتردد في في في طرقات مكة وشوارع مكة محمد مجنون وكل ما دخل واحد لا يسمع من الناس الا هذه الكلمة. ظمام دخل الى مكة وسمع الناس يقولون محمد مجنون فماذا قال قال انني راق كان يرقي وبعض اهل الجاهلية كان عندهم الرقية وفي الحديث قال النبي عليه الصلاة والسلام اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقية ما لم تكن شركا قال انني انني لراق انا راقي وشفى الله سبحانه وتعالى على يديه هكذا قال شفى الله على يدي من شاء لئن لقيت محمدا لاقرأن عليه لارقينه لعل الله يشفيه على يدي مجنون انا ارقي رقيت عدد وشفاهم الله لان لقيت محمدا والحديث في صحيح مسلم لان لقيت محمدا لا لا لا اقرأن عليه لعل الله يشفيه على يديه فلما وجد لما لقي النبي عليه الصلاة والسلام عرظ عليه ان يرقيه قال له انني لراق وان الله شفى علي دي من شاء من عبادة فهل لك في ذلك؟ ايش رأيك اقرأ عليك ارقيك؟ هل لك في ذلك يعني تريد اقرأ عليك لعل الله يشفيك من من هذا الذي انت فيه فقال النبي عليه الصلاة والسلام ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله قال الرجل اعد علي كلامك هذا كلام عظيم جدا كلام من اكبر الكلام واعظم الكلام وافخم الكلام واجمل الكلام هذه الكلمات جمعت الدين كله وجمعت الكلام الجمال كله من اجمل الكلام وابدعه كلام من اقوى ما يكون شيء اخر غير الذي غير الدعايات التي تروج والتي تبث قال اعد علي كلامك هذا. اعجبه الكلام غاية الاعجاب وشده قال اعد علي كلامك هذا اعاده النبي عليه الصلاة والسلام فماذا قال ظمام قال لقد سمعت كلام السحرة وما هذا بكلامهم وسمعت كلام الكهنة وما هذا بكلامهم وكلام المجانين وليس هذا بكلامهم اعطني يدك ابايعك على الاسلام اعطني يدك ابايعك على الاسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم عنك وعن قومك قال عني وعن قومي كان سيدا في قومه فبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الاسلام عنه وعن قومه. واسلم هو وقومه الله عز وجل هنا يقول سبحانه وتعالى يقول قل انما اعظكم بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى وتتفكروا وتتفكروا ما بصاحبكم من جنة اعمل عقلك وفكر وانظر فيما يقال لك اما يقول اما ان يقول لك كلام هكذا بدون دليل وبدون حجة وبدون برهان تصدق كلامه انا سأضرب مثالا لابد ان اظربه في هذا المقام من باب الانصاف والامانة التي نبرئ بها الذمة امام الله سبحانه وتعالى. اذكر مرة كنت في احدى الدول فجمعتني اه جمعني مجلس في سيارة مع رجل اه رجل هديم في جميل في هندامه وفي هيئته ومظهره ونحن في السيارة انا الى جنبي التفت علي قال لي انت من اي البلاد؟ فعرفته بنفسي فقال في ضمن كلام الله قال عندكم محمد بن ابن عبد الوهاب هذا رجل يكره النبي صلى الله عليه وسلم ويكره ال البيت يكره النبي صلى الله عليه وسلم ويكره ال البيت يكره ال بيت النبي عليه الصلاة والسلام قلت سبحان الله يكره النبي ويكره اهل البيت؟ قال نعم. قلت هذا كفر هذا كفر بالله عز وجل وين وجدت هذا الكلام نسأل الله العافية يكره النبي هكذا قلت له يكره النبي ويقرأ ال البيت؟ قال نعم. قلت هذا كفر بالله. اعوذ بالله وين وجدت هذا الكلام في اي كتاب باي آآ كتاب من كتبه وجدت انه يكره النبي او ان كتب محمد بن عبد الوهاب كما تعرف ولا ادري هل يعرف ذلك او لا مات من اكثر من مئة سنة وله كتب في اي كتاب من كتبه وجدته يعلن كراهيته للنبي عليه الصلاة والسلام ويعلن كراهيته للبيت قال موجود قلت اعطنا الموجود وين الموجود هذا؟ كتبه موجودة حتى هنا عندكم اذا تحب نجلس انا واياك ونذهب ونقرأ في كتبه ارني هذا حتى انا ارجع نذيرا للناس احذرهم من هذا الرجل الذي يكره النبي يا اخي وين هذا الكلام بهذه الصفة انا كنت اتحدث معه قلت يا اخي اقلعني على هذا قال موجود قلت اعطنا الموجود قلت انا بزيدك من الامر قلت له اذا اعطيتني من كتبه هذا الذي تذكره عنه انا ساعطيك لقاء اتعابك وجهدك وتعاونك معي ساعطيك مبلغ واعطيته مبلغ مغري جدا من المال قلت هذا المبلغ وكان معنا سائق السيارة وشخص اخر راكب في الكلام كانوا يسمعون الحوار الذي بيني وبينه فالتفت علينا سائق السيارة متفاعلا مع الحديث وقال ايوة صح امشي معاه وطلع له الكلام وو ويعطيك المبلغ قلت له تجي معانا؟ قال لا انا اجي معاكم كمان سائق السيارة فكان كنا متفائلين في الحديث قال قال قلت له اعطيني الكلام انا ابغى نص واحد فقط في اي من كتبه انه يكره النبي صلى الله عليه وسلم ويكره اهل البيت فسكن كذا قليل قال يعني مش موجود فكيف يعني مش موجود؟ انت الان اللي تقول انه يكره النبي ويقرأ ال البيت انت اللي تثبت لي وانا الان اريد ان ان تثبت اعطني الشيء الذي تقوله اعطني من كتبه الان لماذا تقول لي ما هو موجود انت لما تقول انه يكره معناته عندك حجج وعندك ادلة تثبت ذلك قاطعة هل ترظى اني انسب لك شيء الان وانا ما رأيت ما عندي دليل عليه قال لا ما ارظى قلت له كيف ترضى لهذا العالم والامام ان تنسب له كفر بالله سبحانه وتعالى وانت ما عندك دليل ولا برهان قلت له يا اخي الشيخ محمد بن عبد الوهاب له ستة اولاد تدري ما اسمائهم قال لي لا قلت واحد اسمه الحسن وواحد الحسين وعلي وابراهيم وعبدالله وفاطمة كلهم باسماء ال البيت وواحد اسمه عبد العزيز ليس اسمه من اسماء ال البيت والباقين كل اولاده يسماهم على ال البيت هذا ايش هذا كيف ما ادري انت انت الان الذي تبين لنا الامر قلت له الان انا سانهي عن معك الحديث بكلمة واحدة قلت له انت ستقف امام الله سبحانه وتعالى بكلماتك هذه اذا لم تتب منها ستلقى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ويكون خصمك هذا الرجل الذي تفتري عليه وتتقول عليه ما هو منه براء وما يبرأ منه اه اقل مسلم فظلا عن امام دليل من ائمة المسلمين وقلت له انا ازيدك من الامر انا ملتزم لك ان اطلعك في كتبه كلها تعظيم النبي عليه الصلاة والسلام وتوقيره والذب عنه واحترامه صلى الله عليه وسلم والذب عن سنته والذب عن ال بيته وبيان مكانة ال البيت وفظلهم الى غير ذلك هذا كله موجود في كتب الشيخ قال عجيب فالشاهد ماذا الشاهد ان بعض الناس عندهم تقليد اعمى والتقليد الاعمى قبول قول الغير بلا دليل قبول غير الغير قبول غير قول الغير بلا دليل ويمشي في في مثل هذا التقليد الاعمى والعياذ والعياذ بالله ويمضي عليه ثم يموت والعياذ بالله وهو عدو للدين وعدو لاولياء الله عز وجل وعدو للصالحين من من عباده الشاهد ان المصنفون قال فاتاهم الله بقوله قل انما اعظكم بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكر ما بصاحبكم من جنة الشاهد من الاية ان الله دعاهم للتفكر والتفكر امر لا يقوم به المقلد التقليد الاعمى قال وقوله اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون. الشاهد من هذه الاية ان الله عز وجل امر باتباع المنزل منه سبحانه وتعالى وحذر من اتباع الاولياء من دونه الذين يدعون الناس الى تقليدهم والاخذ عنهم بلا حجة ولا برهان هذه المسألة الرابعة من المسائل التي خالف النبي صلى الله عليه وسلم فيها اهل الجاهلية ومن نجاه الله عز وجل من مثل هذا التقليد الاعمى ولا سيما في مثل هذا الزمان لشيوخ الباطل وائمة الضلال يوفقه الله سبحانه وتعالى لكل خير ولعلي اختم الحديث بقصة اخرى مفيدة في بابنا ذكرها لرجل من الجمهوريات الاسلامية التي اه اه انحلت خلصها الله عز وجل من ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي فرأيت رجل في تلك المناطق قال لي قصة عجيبة قال اول رجل عربي زارنا بعد الانفتاح رجل من بلاد كذا سمى لي بلده ولا حاجة لذكر بلده فالقى كلمة عندنا في المسجد فالححت عليه ان يأتي عندي البيت يقول وكان قبل مجيئه كان وصلني كتاب جميل جدا للشيخ محمد بن عبد الوهاب كله ايات واحاديث قرأته واعجبني ايات واحاديث قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم يقول اعجبني الكتاب وقرأته كثيرا يقول فجاء الرجل وجلس عندي وكان الكتاب بجنبه فلما رأى وقرأ اسم الشيخ رمى الكتاب بقوة في الارض وقال كيف تدخل مثل هذا الكتاب وذكر الفاظ قبيحة له كيف تدخل هذا الكتاب عندك؟ يقول انا هالني الامر مع اني قرأت الكتاب اكثر من مرة لم ار فيه الا ايات واحاديث وتفكرت في الامر قلت اذا كان هذا الكتاب فيه باطل فالباطل في الايات والاحاديث. لان الكتاب ليس فيه الا ايات واحاديث. يقول هكذا هكذا تفكرت في الامر ثم ذهبت الى الكتاب وحملته برفق وادب مع الكتاب مع كلام الله وكلام رسوله حملت برفق ورجعت الى الشيخ مرة ثانية وجلست بجنبه قلت انا رجل ما عندي علم وانت رجل عالم هذا الكتاب تفضل اقرأ الكتاب واطلعني على بعض الباطل الذي فيه ان تقول الان في باطل اطلعني حتى استفيد واحذر من الكتاب يقول انا في قرأت نفسي مطمئن ما في شي لان ايات واحاديث مجمعة. جمعها الشيخ ورتبها رحمه الله. يقول انا مطمئن ما في خطأ. يقول فمسك الرجل الكتاب وقلبه ينظر فيه من اوله الى ان وصل صفحة الغلاف انا صاحب القصة هو الذي يحدثني بنفسه. يقول الى ان وصل الى الغلاف يقول لما وصل الى الغلاف قال الامر ما يحتاج الى آآ يحتاج الى دراسة والى الان ما عندنا وقت عرفت انه ما ما فيه تفكر الرجل اما الذي يأخذ الكلام هكذا على عواهنه يظله ائمة الضلال. الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم عنهم ان اخوف ما اخاف على امتي ائمة الضلال واسأل الله عز وجل الا يجعل في قلبنا غلا لاحد من عباده المؤمنين ولا سيما الائمة المصلحين والدعاة المجددين ائمة الهدى وائمة الحق وانصاره نسأل الله عز وجل ان يصلحنا وان يهدينا وان يهدي لنا وان يهدي بنا وان ييسر الهدى لنا وان يبارك لنا اجمعين في اوقاتنا واعمارنا وذرياتنا واموالنا وان يجعلنا مباركين اينما كنا وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم ونفع بكم الاسلام والمسلمين هذا سائل يقول كيف نجمع بين الحديث الامر بطاعة ولي الامر والحديث الامر بقوله كلمة حق عند سلطان جائر قوله عليه الصلاة والسلام في احاديث كثيرة اسمع واطع هذا امر كما قدمنا لا يتنافى هذا امر كما قدمنا لا تتحقق مصالح المسلمين الا به السمع والطاعة لولي الامر السمع والطاعة لولي الامر وايضا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولا تنافي بين ذلك اذا امر ولي الامر بمعصية لا نطيعه في المعصية التي امر بها لكن ليس معنى كوننا لا نطيعه في المعصية التي امر بها ان نشق عصا اه الطاعة وان ننزع اليد من الطاعة وان نفارق الجماعة هذا باطل حذر منه الاسلام في احاديث كثيرة عن النبي عليه الصلاة والسلام لكن المعصية المعينة التي امر بها لا نطيعه لو قال ولي امر آآ ولي امر في بلاد ما للناس لا تصلوا ما يطيعونه او قال لا تزكوا لا يطيعونه او قال اشربوا الخمر لا يطيعونه لكن ليس معنى امر ولي الامر بالطاعة بالمعصية ان تنزع اليد من الطاعة ليس ليس معنى ذلك ان تنزع اليد من الطاعة وان تشق عصا الجماعة وان يتفرق الناس بل في مثل هذه هذه الحال اذا اذا امر الامام او ولي الامر بمعصية بمثل هذه الحالة يناصح ويأتي قوله قوله هنا كلمة حق عند سلطان جائر اي ان يذهب اليه ويناصحه ويقول كلمة الحق عنده ولاحظ هنا قال كلمة حق عند سلطان جائر. يذهب اليه. خلاف ما يفعله بعض المهيجين الذين يقولونه على المنابر. فيؤلبون الناس يثيرون الغوغاء وينشرون الفوضى في المجتمعات النبي صلى الله عليه وسلم قال كلمة حق عند سلطان اي تذهب الى السلطان وتقول له كلمة الحق ولو ظرب عنقك فانت في سبيل الله. لانك ماظ على طريقة صحيحة ونهج سوي والنبي صلى الله عليه وسلم قال لما لما سألوه الا ننابذهم السيوف؟ قال لا ما لم تروا فيهم ما لم تروا كفرا بواحا وفي رواية قال لا ما اقاموا فيكم الصلاة فاذا كان ولي الامر دعا الى الكفر البواح وعدم اقامة الصلاة في المجتمعات الاسلامية ومجتمعات المسلمين تجوز المنابذة بالسيف في ماذا؟ ايضا بشرط بينه العلماء ان يكون هناك مصلحة راجحة ولا يكون هناك مفسدة اما اذا كان مجرد رفع للسيف تراق فيه الدماء وتقتل فيه الانفس تزهق فيه الارواح فهذا امر حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم وجلب ودرى المفاسد مقدم على جلب المصالح وفي مثل هذه الحال يسعى الناس لاصلاح انفسهم باقامة الدين ولزوم شرع رب العالمين ودعاء الله سبحانه وتعالى ان يبدل الحال ويصلح الاحوال. والامر بيد الله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد. نعم احسن الله اليكم هذا السائل يقول هل هذه الجماعات المعاصرة والاحزاب داخلة في امور الجاهلية هذه الامور اذا كانت مبنية على التفرق واتباع الاهواء والتعصبات التي ما انزل الله بها من سلطان وتكفير السواد على اي امر كان ولو حتى على البدع والضلالات فهذه جاهلية ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان نعم هذا السائل يقول ان اباه يذبح ثلاثة ذبائح كل سنة يزعم انه يتصدق على يتصدق على ثلاثة اولياء اصحاب اظرحة وهو يقول ويلتمس واظنه يلتمس البركة منهم علما انه يذكرهم عند قيامه وجلوسه. بل يستغيث بهم فانا انهى اخوتي ان يأكلوا من هذه الذبائح فهل انا محق في ذلك نسأل الله عز وجل ان يهدي والدك وكل ظال الى الحق والهدى انه تبارك وتعالى سميع مجيب وهذا الذي ذكرته هذا من الشرك بالله والذبيحة هي قربة لا يتقرب بذبحها الا الى الله سبحانه وتعالى. قال تعالى قل ان صلاتي ونسكي اي ذبحي لله رب العالمين لا شريك له. ومحياي ومماتي لله رب العالمين من لا شريك له وقال جل وعلا فصلي لربك وانحر اي لربك فكما ان الصلاة لله فالنحر لله فهذه الذبائح التي تذبح من اجل البركة تذبح للاولياء من اجل طلب البركة والاستغاثة بهم والاستنجاد بهم هذا كله من الشرك بالله سبحانه وتعالى واهل العلم رحمهم الله بينوا ان الشرك يكون في الذبح من جهتين من جهة الاستعانة ومن جهة العبادة من جهة الاستعانة كأن يذبح الذبيحة باسم غير الله كأن يقول باسم الشيخ فلان او باسم عيسى او باسم كذا هذه شرك من جهة الاستعانة وتكون الذبيحة شركا من جهة العبادة عندما تذبح لغير الله. يقصد بذبحها غير الله تبارك وتعالى كأن تذبح للولي الذي هو في قبره تقربا اليه من اجل طلب البركة منه هذا شرك بالله سبحانه وتعالى. واذا انضاف الى ذلك الاستنجاد به وطلب الغوث منه ونحو ذلك فهذا شرك اخر ومثل هذه الذبائح لا يحل اكلها مثل هذه الذبائح لا يحل اكلها بل هي لحوم محرمة ولا يجوز اكلها ونهيك لاخوانك عن الاكل من هذه الذبائح نهي في محله ولكن ايضا ينبغي عليك ان تكون ناصحا لوالدك معلما له بالرفق واللين والكلمة الطيبة الحسنة وبالحجة والبرهان والدعاء له كثيرا ان يهديه الله سبحانه وتعالى وان يهدي كل ضال نعم وردت اسئلة كثيرة في ما هو وما هو الفرق بين التقليد المذموم والتقليد الممدوح التقليد المذموم هو التقليد الاعمى وقد عرفته فيما سبق بما عرفه به اهل اهل العلم ان ان تأخذ قول الغير بغير دليل وانما تكون قابلا لكل ما جاء به ولا ولا ولا تنظر لا في دليل ولا في حجة اما الا التقليد الذي لا يذم فهو السؤال الانسان لاهل الذكر ومن يثق بهم من اهل العلم ولا سيما في المسائل التي يقصر العوام والجهال عن معرفتها وظبطها فيكتفي بالاخذ بقول العالم الراسخ المحقق الذي تبصر وعرف دين الله سبحانه وتعالى يأخذ بقوله عملا بقوله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ويأخذ بقوله دون تعصب له اذا تبين له فيما بعد ان الحق بخلاف ما ما قاله وارشده اليه انتقل الى الحق اما المقلد التقليد الاعمى لا لا يتحرك عن قول آآ امامه او شيخه او معظمه قيد انملة حتى لو بين له انه باطل لا يقبل ذلك وهذه هي الجاهلية التي كان عليها اهل الجاهلية والباطل والتي خالفها نبينا صلوات الله وسلامه عليه والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين