بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين قال الخامسة ان من اكبر قواعدهم الاغترار بالاكثر ويحتجون به على صحة الشيء ويستدلون على بطلان الشيء بغربته وقلة اهله فاتاهم بضد ذلك واوضحه في غير موضع من القرآن قال المصنف رحمه الله تعالى ان من اكبر قواعدهم الاغترار بالاكثر هذه قاعدة تدل على جاهلية اولئك وعدم تفكرهم في الامور وتبصرهم فيها وبحثهم عن الحق والهدى وانما يقيسون الامور بمثل هذه الاقيسة الفاسدة التي يبنون عليها صحة الامر الذي هم عليه في المسألة الاولى التي جاءت قبل هذه المسألة كانوا يبنون الباطل الذي هم عليه على التقليد الاعمى واخذ قول الغير بغير دليل وهنا يجعلون حجتهم ومستندهم على باطل على الباطل الذي هم عليه كثرة عددهم وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين اي من دلائل اننا على الحق وشواهد صحة ديننا وسلامة عقيدتنا ان اهل كثرة في المال والاولاد قال وهذا دليل على اننا لا نعذب كثرة اولادنا وكثرة اموالنا هذا دليل على اننا لا نعذب العذاب لا يصيبنا الدليل الكثرة وهذا يكثر في احتجاج هؤلاء على باطلهم بكونهم اكثر عددا او اكثر مالا او اكثر ولدا او نحو ذلك ثم في الوقت نفسه يعملون الدليل الدليل من جهة اخرى يقولون ان الدليل على بطلان ما جاء به الانبياء ان اعدادهم قلة وان اتباعهم شرذمة قليلون فقلة عدد من مع الانبيا من الاتباع وكثرة عدد من عددهم هم يكون هذا دليل على اننا نحن على حق وليس الانبياء ومن اتبعهم قد جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي عليه الصلاة والسلام قال رأيت النبي يأتي يوم القيامة وليس معه احد والنبي يأتي معه الرجل والنبي يأتي معه الرجلان والنبي يأتي معه الرهط العدد الذي ودون العشرة فقلة العدد عند الانبياء وقلة الاتباع وكثرة عددهم هم جعلوا ذلك دليلا على صحة ما هم عليه ودليلا على بطلان ما جاء عليه الانبياء فهذا قياس باطل وجاهلية جهلا كان عليها هؤلاء القوم ولهذا قال المصنف رحمه الله مبينا هذه الجاهلية قال ان من اكبر قواعدهم منبها بذلك الى ان هذه قاعدة كبيرة جدا عند القوم الاغترار بالكثرة يغترون بكثرة عددهم ان من اكبر قواعدهم الاغترار بالكثرة ويحتجون به على صحة الشيء انتبه هنا الى قوله رحمه الله تعالى ويحتجون به على صحة الشيء مثلا اذا قيل لهم ما الدليل على صحة عبادتكم للاصنام وعلى بطلان التوحيد الذي تدعو اليه الانبياء يكون اكثر الناس على هذا الشيء الذي نحن عليه اكثر الناس على هذا الامر واقل الناس هم الذين اتبعوا الانبياء فيجعلون دليل صحة ما هم عليه كثرة الناس ارأيتم لو لو كانت كثرة الناس اجتمعت على انتهاب اموال الناس بالباطل على الفواحش على الرذائل الى اخر ذلك ايكون ذلك دليلا على صحة هذه الاشياء لولا فساد القوم وفساد عقولهم يجعلون مقياس صحة الامر وسلامته واستقامته كثرة من عليه وهذا الامر جاهلية ولا تزال توجد كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم الان يستدل بعض الناس على صحة مثلا جماعته او حزبه او نحو ذلك بكثرة الاصوات وكثرة الناخبين فيقول هذا دليل على صحة ما نحن عليه واننا نحن الاحق والاولى والاجدر او يقال مثلا الرأي العام يدل على كذا الرأي العام قد يكون اصحاب الرأي او الغلبة جهلا والسفهاء ولا يعرفون الحق ولا الهدى فكيف يجعل الا كثرة العدد دليلا على صحة الامر واستقامته وسلامته قد قال الله عز وقد قال الله عز وجل وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وقال وقليل من عبادي الشكور قليل من عبادي الشكور هل هذا دليل على ان الاكثر وهما الكفور لله تبارك وتعالى هم الذين على الحق في سورة الشعراء في سورة الشعراء ذكر الله سبحانه وتعالى قصص عدد من الانبياء وكان يذكر في خاتمة كل قصة في ثمانية مواضع تقريبا يذكر جل وعلا قوله وما كان اكثرهم مؤمنين وما كان اكثرهم مؤمنين اي اكثرهم كافرين مشركين بالله قال جل وعلا في سورة يوسف وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون وقالوا وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين والايات في هذا المعنى كثيرة فالكثرة ولو كانت كاثرة جدا وعددا عظيما ليس دليلا على صحة الانسان او صحة عقيدته او صحة مذهبه او صحة وجهته هذه ليست مقياسا والاصوات ايضا ليست مقياسا قد يكون اكثر المصوتين سفهاء وجهلا ولا يتبصرون في حقائق الامور ولا يعون فالكثرة ليست مقياسا على صحة الامر وسلامته واستقامته قال ويستدلون على بطلان الشيء بغربته وقلة اهله يجعلون هذا دليلا على بطلان الشيء يقولون من الادلة على بطلان ما جاء به الانبياء انه اشياء غريبة ليست موجودة او اعداد اتباع الانبياء قليلون فهذا دليل على ان الامر الذي عليه الانبياء امر باطل قد قال عليه الصلاة والسلام بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء وانتبه هنا اذا عاد الاسلام غريبا كيف تتحول حال كثير من الناس بسبب غلبة الجهل عليهم وقلة العلم الى تعظيم ما يخالف دين الانبياء وما يدعو اليه الانبياء بحجة ان اكثر الناس على ذلك. وهذا نوع من غربة الدين ونوع من مشابهة اهل الجاهلية في هذه الخصلة التي نبه عليها المصنف رحمه الله تعالى قال فاتاهم بضد ذلك واوضحه في غير موضع من القرآن يشير رحمه الله تعالى الى الايات الكثيرة التي فيها بيان الله سبحانه وتعالى الى ان اكثر الناس على الباطل واقلهم هم الذين على الحق وعلى الشكر لله عز وجل وعلى الاقامة لتوحيده جل وعلا مما يدل دلالة واضحة الى ان الكثرة ليست مقياسا لصحة الامر الذي يعتقده الانسان قال رحمه الله تعالى السادسة الاحتجاج بالمتقدمين كقوله قال فما بال القرون الاولى وقوله ما سمعنا بهذا في ابائنا الاولين السادسة من مسائل الجاهلية الاحتجاج بالمتقدمين الاحتجاج بالمتقدمين ان يحتجون على ما هم عليه من باطل او يحتجون ايضا على ابطال ما جاء به الانبياء بالمتقدمين كأن يقولوا مثلا هذا الذي دعوت اليه لا نعرفه نحن ولا يعرفه اباؤنا ولا اجدادنا فيحتجون بالمتقدمين او ايظا يحتجون بالمتقدمين على الممارسات الخاطئة التي هم عليها يقولون هذا الذي نعمله نحن فعله اباؤنا من قبل وفعله اباؤهم واباء ابائهم كلهم كانوا يفعلون ذلك فمعنى ذلك كلنا على باطل وانت وحدك على حق والنفر الثلاثة والاربعة الذين معك انتم الذين على حق ونحن واباؤنا واجدادنا كل هؤلاء على باطل كل هذه الامم على باطل وانت وحدك على حق فيحتجون على باطلهم بالمتقدمين وهذا يكثر في احتجاج المشركين واهل الباطل في قديم الزمان وحديثه ولهذا اورد رحمه الله ما ذكره الله سبحانه وتعالى عن فرعون في محاجته لموسى عليه السلام لما ذكرها لما ذكر له موسى الايات البينات الشواهد الواضحات على وجوب عبادة الله عز وجل واخلاص الدين له وبطلان الشرك الذي عليه هؤلاء قال له فرعون فما بال القرون الاولى فما بال القرون الاولى؟ اي ما ما شأن القرون الاولى الماظية؟ كلهم مظوا على ما نحن عليه فهل هذا الذي عليه هؤلاء كلهم القرون الاولى حق هل هذا الذي عليه القرون الاولى باطل؟ والذي انت عليه وحدك هو الحق. ما بال القرون الاولى هكذا اورد فرعون هذا هذا الكلام في سياق المحاجة بينه وبين موسى عليه السلام محتجا بالقرون الاولى قال فما بال القرون الاولى واورد ايضا رحمه الله قوله ما سمعنا بهذا في ابائنا الاولين قول اهل الشرك والباطل ما سمعنا بهذا في ابائنا الاولين يعني هذا الذي تدعون اليه ما سبق ان سمعناه لا من الاباء ولا من الاجداد ولا ولا من الاولين فينا ما سمعنا هذا مستدلين بذلك على بطلان الامر وهذه الجاهلية موجودة في بعض الناس بعض الناس يذكر له سنة صحيحة ثابتة وعقيدة واضحة عليها الدليل البين فما فيرفضها لا يقبلها واذا قيل له لماذا قال ما سمعنا بهذا ما سمعنا بهذا لا في ابائنا ولا في اجدادنا ولا فيجعل عدم سماعه لذلك او عدم وجود هذا الامر دليلا على بطلانه فهذه جاء هذه جاهلية يجب على المسلم ان يتفكر وان يتدبر وان يتبع الحق اينما وجده وان يأخذ به اذا ظفر به نعم قال رحمه الله تعالى السابعة الاستدلال بقوم اعطوا قوا في الافهام والاعمال وفي الملك والمال والجاه رد الله ذلك بقوله ولقد مكناكم في ماء مكناكم فيه وقوله وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به وقوله يعرفونه كما يعرفون ابناءهم ثم ذكر هذه المسألة السابعة مسائل جاهلية الاستدلال بقوم اعطوا قوى في الافهام والاعمال وفي الملك والمال والجاه يستدلون اي على صحة ما هم عليه يستدلون اي على صحة ما هم عليه بقوم اعطوا قوة في الافهام والاعمال او في الملك والمال والجاه اذا قيل لاحد ما الدليل على صحة هذه العقيدة التي انت عليها قال فلان ويشير الى احد البارزين في الفهم مثلا وفي الذكاء او احد اصحاب الاموال الطائلة او اصحاب الرئاسات والزعامات يقول معنا فلان بعضهم يقول في مقام الاستدلال لو لم يكن معنا الا فلان يكفي هذا حجة قاصمة لو لم يكن معنا الا فلان هذا وحده كافي. فكيف ومعنى فلان وفلان وفلان وفلان؟ هذا دليل هذا دليل واضح قاطع حاسم ان الذي نحن عليه هو الحق لو لم يكن معنا الا فلان وحده كافي ويشير الى احد مثلا اصحاب الاموال الطائلة او اصحاب الرئاسات او اصحاب الذكاء ممن لهم خبرة ودراية بامور الدنيا يعرفون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا فيشير مثلا الى احد آآ اهل الفهم والذكاء بامور الدنيا يقول نحن معنا فلان هل تشك في ذكاءه يقول هل تشك في فهم فلان؟ هل تشك لرجاحة عقله معنا هو فيجعلون هذا دليلا على صحة الامر الذي هم عليه وهذا نوع من الجاهلية التي كان عليها اولئك قال الاستدلال بقوم اعطوا قوة في الافهام والاعمال وفي الملك والمال والجاه فرد الله ذلك رد الله ذلك اي رد الله عز وجل عليهم هذا الاستدلال وهذا الاحتجاج بان الذكاء والفطنة والرئاسة والمال وكثرة الاموال والاولاد هذا ليس دليلا ليس دليلا على صحة الامر ومن ذلكم قوله جل وعلا ولقد مكناكم ولقد مكناهم فيما ان مكناكم فيه اي اه قال ولقد مكناكم فيما ولقد مكناهم فيما ان مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء. اذ كانوا يجحدون بايات الله اذ كانوا يجحدون بايات الله. عندهم سمع وعندهم بصر وعندهم افئدة وكانوا اذكياء في امور الدنيا وعلى معرفة وخبرة ودراية بهذه الامور وايضا اعطاهم الله عز وجل تمكين مكن لهم لكن ما اغنت عنهم قوله سبحانه وتعالى فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء اذ كانوا يجحدون بايات الله هدفي ابطال لمن يستدل على صحة ما هو عليه قوم لهم افهام او لهم اعمال اعمال يعني مثلا منتجات او خبرات او اشياء تتعلق بمصالح الدنيا او ايضا لهم ملك او مال او جاه فبين الله سبحانه وتعالى في هذا السياق ان وجود هذه الاشياء ليست دليلا اذ كانوا يجحدون بايات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون قال وقوله تعالى وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به وقوله تعالى يعرفونه كما يعرفون ابناءهم الاية الاولى ولقد مكناهم هذه تتعلق بالمشركين والايتين الاخريين تتعلق باهل الكتاب وانتم تعلمون ان المصنف يسوق الجاهليات الموجودة عند المشركين وعند اهل الكتاب وعند اهل الكتاب فالشاهد هنا ان الاية وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به وقوله يعرفونه كما يعرفون ابنائهم هذا دليل على ان اهل الكتاب كان عندهم علم ومن العلم الذي كان عندهم وانتبهوا هنا معرفتهم بصحة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحة ما جاء به. حتى قبل مبعثه قبل ان يبعث كانوا على علم بانه سيبعث وانه على حق هذا العلم الذي كان عندهم والمعرفة التي وجدت عندهم قبل مبعثه حتى ان درجة علمهم بصحة ما هو عليه بلغت هذا المبلغ الذي ذكره الله قال يعرفونه كما يعرفون ابنائهم يعرفونه كما يعرفون ابناءهم مثل ما يعرف الرجل ابنه يعرفونه اذن العلم موجود الفهم موجود الذكاء موجود لكن هل استجابوا له لم يستجيبوا لم يستجيبوا الا من من الله عليه بالهداية منهم والا لم يستجيبوا مع وجود هذه المعرفة فاذا وجود الذكاء او المعرفة او الدراية بالامور او التمكين او المال او الجاه او نحو ذلك هذا ليس دليلا على صحة حال الانسان ومذهبه فهذه فهؤلاء اليهود كانوا على معرفة بمبعث النبي عليه الصلاة والسلام وكانوا يستفتحون به عليه الصلاة والسلام على الذين كفروا اي على المشركين قبل ان يبعث يقول سيبعث رجل اسمه كذا صفته كذا يستفتحون به عليه الصلاة والسلام مع الذين كفروا ولما بعث كانوا يعرفون معرفة جيدة كما يعرفون ابناءهم لكن هذه المعرفة لما يا يستفيد منها بالايمان به وتصديق ما جاء به صلوات الله وسلامه عليه ولهذا من الناس كما قيل من يؤتى ذكاء ولا يؤتى زكاء ويؤتى ويؤتى فهما ولا يؤتى علما يكون عنده فهم وعنده ذكاء لكن لا يؤتى زكاة ولا يؤتى الزكاة الا من من الله سبحانه وتعالى عليه بذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء نعم قال الثامنة الثامنة الاستدلال على بطلان الشيء بانه لم يتبعه الا الضعفاء كقوله انؤمن لك واتبعك الارذلون وقوله اهؤلاء من الله عليهم من بيننا فرد الله بقوله اليس الله باعلم بالشاكرين؟ هذه ايضا من مسائل الجاهلية الاستدلال على بطلان الشيء بانه لم يتبعه الا الضعفاء اي الضعفاء من الناس في الاجسام وفي الاموال وفي لم يتبعه الا الضعفاء. يكون هذا دليل على بطلان ما يدعو اليه ان اتباعه ضعفاء وانهم عدد من من الضعفاء وقلة من الضعفاء وشرذمة من الضعفاء هذا دليل على بطلان ما ما يدعو اليه قال كقوله انؤمن لك واتبعك الارذلون لا يمكن لم يتبعك الا الارذلون من الناس انتبعك والحالة هذه؟ فجعلوا اه كون اتباعه الارذلون اي قلة من الضعفاء دليلا على اه بطلان ما ما يدعو اليه وجعلوه مانعا لهم من قبول ما يدعو اليه. قالوا انا انؤمن لك واتبعك الارذلون وقوله اهؤلاء من الله عليهم من بيننا اي ونحن الكثرة الكاثرة هؤلاء القلة من الله عليهم اي هداهم للحق وبصرهم به وصرفنا عنه اهؤلاء من الله عليهم من بيننا قال فرد الله عليهم بقوله اليس الله باعلم بالشاكرين اليس الله باعلم بالشاكرين فالله عز وجل بصير وحكيم وعليم سبحانه وتعالى يختص برحمته من يشاء ويمن جل وعلا بفضله على من يشاء وهو حكيم سبحانه وتعالى لا يفعل شيئا الا عن حكمة فرد الله سبحانه وتعالى عليهم باطلهم بقوله اليس الله باعلم بالشاكرين نعم قال رحمه الله تعالى التاسعة الاقتداء بفسقة العلماء والعباد فاتى بقوله يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان فيأكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله وبقوله لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا اهواء قوم قد ظلوا من قبل ولا تتبعوا اهواء قوم قد ظلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل قال رحمه الله تعالى التاسعة الاقتداء بفسقة العلماء والعباد بفسقة العلماء والعباد اي من فسق من العلماء والعباد طهر بعلم او اشتهر ايضا بعبادة ثم وقع في فسق قل او كثر فمن الجاهلية الاستدلال بمن فسق من العلماء والعباد يستدلون بفعله على صحة الامر وهذا كثير في الناس في قديم الزمان وحديثه يستدلون على صحة الامر بمن فسق من العلماء والعباد والله عز وجل رد هذا الاستدلال قال فاتى بقوله يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان ليأكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله فليس آآ دليلا احتجاج الانسان على معصية من المعاصي او اثم من الاثام او منكر من المنكرات بكون العالم الفلاني يفعله او بكون العابد الفلاني يمارسه هذا هذا لا يعد دليلا ومن الذي قال ان العالم معصوما؟ او العابد معصوما فليس مسوغا كون العابد او العالم يقع بخطأ من الاخطاء او تجره نفسه او يضعف فيقع في خطأ من الاخطاء او زلة من الزلات فيجعل ذلك دليلا على صحة ذلك الامر قال وبقوله لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا اهواء قوم قد ظلوا من قبل واضلوا كثيرا وظلوا عن سواء السبيل الشاهد من ذلك ان الاحتجاج آآ العلماء او العباد من فسق منهم ووقع في المعاصي والمنكرات وجعلوا ذلك دليلا على صحة هذه المعصية بكون العالم الفلاني يفعلها او العابد الفلاني يفعلها هذا من الجاهلية العالم قد يذنب والعابد ايظا قد يذنب واذا اذنب لا يجعل وقوعه في الذنب دليلا على صحة الامر نعم قال العاشرة الاستدلال على بطلان الدين بقلة افهام اهله وعدم حفظهم كقولهم بادي الرأي هذه المسألة العاشرة وهي الاستدلال على بطلان الدين اي الدين الصحيح الذي بعث به الانبياء بقلة افهام اهله وعدم حفظهم يقولون هؤلاء عقولهم ساذجة افهامهم خاسرة عقولهم ساذجة افهامهم قاصرة رأيهم هو الرأي الذي يبدو لاول الامر ليس عندهم عمق فالرأي وتبصر في الامور وانما يأخذون الشيء الذي يلوح من اول مرة دون ان يتبصروا بالامور ويتحقق من من الاشياء فيجعلون آآ هذا دليلا على بطلان اه الحق بان افهام اهله ضعيفة وحفظهم ضعيف وقليل فيكون هذا دليل على بطلان ما جاء به الانبياء او بطلان الحق الذي يدعو اليه الانبياء ان اتباع الانبياء افهامهم ضعيفة وحفظهم قليل وهذا كله اشياء يقولها هؤلاء يردون بها الحق ويسوغون بها الباطل وعندما يتحدثون هنا عن الافهام يتحدثون عن افهام بلغوا بها مبالغ من امور الدنيا كما نبه الله على ذلك بقوله يعرفون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهؤلاء عندما يتحدثون عن الافهام لا ينصرف حديثهم الا عن الفهم في الامور الدنيا فاذا من الله عز وجل على رجل ضعيف في امور الدنيا ولا ولا ولا يضبطها ولا يعتني بها ولم تأخذ اهتمامه ثم اكرمه الله سبحانه وتعالى وهداه الى الدين الصحيح يجعل اولئك مثل هذا دليلا على اه بطلان ما جاء به الانبياء ان الاتباع للانبياء اصحاب الرأي القاصر الرأي الذي يؤخذ من عندما يلوح لاول مرة فيجعلون ذلك دليلا لهم نعم يستدلون به على بطلان الدين الصحيح نعم قال الحادية عشر الاستدلال بالقياس الفاسد كقولهم ان انتم الا بشر مثلنا ايضا من من الادلة التي يستعملونها وهي تدل على جاهليتهم الاستدلال بالقياس الفاسد يأتون باقيسة فاسدة يردون بها الحق ومثل ذلك المصنف بقولهم ان انتم الا بشر مثلنا ان انتم الا بشر مثلنا اي مثلا لكم اليد والسمع والبصر نحن واياكم سوا فما الذي ميزكم ما الذي ميزكم ما الذي جعلكم انبياء ونحن لسنا انبياء ما الذي ميزكم او جعلكم اهل الحق ونحن لسنا باهل الحق ما الذي ميزكم؟ انتم بشر مثلنا فهذا قياس فاسد الانبياء بشر نعم قل انما انا بشر مثلكم لكن الله عز وجل اكرمهم بماذا قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي. اكرمه الله بالوحي والله سبحانه وتعالى يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس فهم بشر مثل البشر لكن الله عز وجل اكرمهم ومن عليهم بالرسالة وتمام العبودية لله جل وعلا نعم قال رحمه الله تعالى الثانية عشرة انكارا انكار القياس الصحيح والجامع لهذا ومن قبله وما نعم والجامع لهذا وما قبله عدم فهم الجامع والفارق قال رحمه الله تعالى انكار القياس الصحيح انكار القياس الصحيح اي من ضمن جاهلية هؤلاء انهم ينكرون الاقيسة الصحيحة وهي البراهين والحجج الواضحات التي تدل على كمال الحق وصحته وسلامته يردونها ولا يقبلونها وبالمقابل يستخدمون اقيسة فاسدة يحتجون بها ويكرمون ويردون بها الحق مثلا الان عندما استعملوا القياس الفاسد الماظي بعدم صحة ما جاء به الانبياء قالوا ان انتم الا بشر مثلنا ان انتم الا بشر مثلنا لو جئت الى هذا القياس وعكسته عليهم لو جئت الى هذا القياس وعكست عليهم في امور يسلمون بها مثل تميز شخص عليهم بكثرة الاولاد مثلا او تميز شخص عليهم بملك او جاه فيقال اتقرون لفلان بكثرة الاولاد تقرون له بجاهه ومكانته ومنزلته بالناس يقولون نعم يقال لما تقرون له بهذه الامور التي خص بها وميز بها وانتم بشر مثله ما الذي ميزه عليكم في قلب عليهم نفس القياس الذي استدلوا به فكون كونهم بشر لا يعني انهم متساوون وليس بينهم تمايز البشر كل يدرك تمايزهم وتفاضلهم والله عز وجل يمن على من يشاء بالعقل والفهم والذكاء والزكاة والصلاح والاستقامة هي من من الله عز وجل وهباته وعطياته ومن ذلك منته على من يشاء من عباده بالنبوة والرسالة يجتبي من يشاء ويصطفي من يشاء وربك يخلق ما يشاء ويختار له تبارك وتعالى الامر من قبل ومن بعد قال انكار القياس الصحيح والجامع لهذا والجامع لهذا وما قبله عدم فهم الجامع والفارق يعني سبب الخلل في الامرين اي في آآ اه استعمال القياس الفاسد او انكار القياس الصحيح عدم فهم الجامع والفارق لاحظ الان في في مسألتنا هذه وقد ذكرت لكم الدليل السابق لهم او استدلال او القياس الفاسد ان انتم الا بشر مثلنا عكسه اردت بذكر عكسه حتى ننتبه للمسألة التي يشير اليها الشيخ عدم ادراك الجامع والفارق الجامع البشرية الفارق الفارق امور كثيرة فهم لا لا لا يدركون الجامع والفارق يجعلون الجامع وهو البشرية دليلا على انكار النبوة اذا كنتم تجعلون كون الجامع البشرية دليلا على انكار النبوة من لازم ذلك ان تنكروا امور كثيرة انتم تسلمون بها. فيها تمايز بين الناس من ضمن ما ذلك ما اشرت اليه كثرة الاولاد مثلا او مثلا كثرة الاموال او الملك او الرئاسات او غير ذلك الجامع في هؤلاء البشرية فما الذي ميزهم؟ يقال لهم اذا كون هؤلاء يا يا يعملون الاخيسة الفاسدة وينكرون الاقيسة الصحيحة السبب في ذلك كما يقول المصنف الجامع لهذا وما قبله الجامع لهذا اي انكار القياس الصحيح وما قبله استعمال القياس الفاسد عدم فهم الجامع والفارق ومن هنا وجد في القوم الخلل نعم ونكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم ووفقكم للحق غفر الله لنا ولكم والمسلمين اجمعين هذا السائل يقول فضيلة الشيخ اذا اذا اختلف شخصان في مسألة ما وقال احدهما للاخر لك كذا ان اخطأت وقال الاخر لك مثل ذلك اذا كنت اذا كنت انا مخطئ او انت مصيب فسؤالي هل هذا يدخل في في القمار؟ نعم هذا لا يجوز لا يجوز وانما الذي يجب في مثل هذا هذه الحال اه ابراز الدليل اذا كانوا على علم بالدليل او سؤال اهل الذكر كما امر الله سبحانه وتعالى بذلك فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. نعم هذا السائل يقول في مدينتنا مسجد وفيه وفي ساحة المسجد قبر فهل تجوز الصلاة في هذا المسجد؟ النبي عليه الصلاة والسلام صح عنه انه قال في اخر اياته لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وهذا دليل واضح على عدم جواز الصلاة في المسجد الذي بني على قبر او وضع فيه القبر ولهذا هذا المسجد الذي يسأل عنه السائل اذا كان القبر داخل المسجد وبناء المسجد وسور المسجد فان الصلاة فيه لا لا تصح ولا يحتج هنا محتج بكون قبر النبي عليه الصلاة والسلام في جانب من المسجد لان هذا الامر وينبغي ان يعلم هذا هذا الامر الا وهو وجود القبر في هذا المكان لم يكن كذلك في زمنه هو عليه الصلاة والسلام لم لم يدفن داخل المسجد وانما دفن في حجرة عائشة خارج المسجد وفي زمن بني امية حصلت توسعة للمسجد من جهة الشرق فادخل اه سور الحجرات داخل سور المسجد مع وجود اسوار عديدة تحول بين المسجد وبين القبر وبين وصول الناس اليه فلا يحتج بذلك لان هذا امر لم يوجد في زمن النبي عليه الصلاة والسلام وانكره من انكره من اهل العلم عندما وجد في من اهل العلم عندما وجد في ذلك الزمان فلا يحتج بهذا الامر وايضا لا تلغى فضيلة المسجد بهذا الامر الذي فعله بني بني امية فضيلة المسجد باقية صلاة في مسجدي هذا خير من الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام نعم احسن الله اليكم يقول في سؤاله الثاني ان والدته تقوم اذا قامت من مكانها تقول يا امي وامها ميتة فاقول لها هذا استغاثة بغير الله هل هذا صواب انكارك عليها في محله وقد يكون هذا الامر شيء اه بقي في لسانها من امر درجت عليه درجت عليه واعتادت اليه لم تقصد الاستغاثة بامها وانما درجت من صغرها وهي مع امها في البيت كلما احتاجت شيئا نادت يا امي وبقي هذا الامر على لسانها درجة على لسانه واصبح يتكرر الماء منها في كل مناسبة. انكارك عليها انكار في في محله ويجب عليها ان ان تترك هذا النداء واذا كانت تقصد اه حقيقة الطلب من امها والمناداة لها وطلب تخليصها من الكرب الذي هو فيه فهذا هو الشرك بالله عز وجل احسن الله اليكم هذا السائل يقول هل يدخل في المسألة العاشرة اه القول بان العلماء لا يعلمون او لا يفقهون فقه الواقع هل هل يدخل في المسألة العاشرة الذي يقول ان العلماء لا يعلمون فقه الواقع هذه يؤتى بها للانتقاص من من اهل العلم ورد الحق الذي جاؤوا به وتقال هذه الكلمة ويقال ايضا عنهم كلمات اخرى يراد بها الانتقاص من اهل العلم من الحق الذي يدعون اليه والسنن التي يدعون اليها ويرغبون فيها والبدع التي يحذرون منها فيؤتى بمثل هذه الكلمات للصد عن الحق الذي يدعو اليه اهل العلم نعم احسن الله اليكم هذا يسأل عن اجسام الشهداء او شهداء احد هل تأكلها الارظ الله تعالى اعلم النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في في بعض الاحاديث ما يدل على ان آآ من الناس من لا تأكل اجسادهم الانبياء ذكر لا تأكل اجسادهم الارض ذكر من ذلك الانبياء عليهم الصلاة والسلام والشهداء الان لا اتذكر آآ الدليل في ذلك لكن اذا ثبت اه بذلك الدليل عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الشهيد لا يأكل جسده اه او لا تأكل جسده الارض فالامر حق كما اخبر نبينا صلوات الله وسلامه عليه. نعم احسن الله اليكم هل يمكن للمسلم ان يشرع في اذكار الصباح بعد الاذان الثاني للفجر وقبل صلاة الفريضة واذكار هل هل يمكن للمسلم ان يشرع في اذكار الصباح بعد الاذان الثاني للفجر وقبل صلاة الفريضة واذكار المساء قبل صلاة العصر وبعد الاذان اذكار الصباح فهي مرتبطة بالصباح اذا وجد ولهذا اذا اصبح الانسان يأتي بهذه الاذكار والاذان دليل على طلوع الصبح وهذه اذكار للصباح فلا بأس ان يأتي بها الا ان بعضها ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي به بعد ان يسلم من صلاة الصبح يأتي به بعد ان يسلم من صلاة الصبح فما كان من هذا القبيل يؤتى به بعد السلام من صلاة الصبح كما كان يفعل ذلك نبينا صلوات الله وسلامه عليه. نعم احسن الله اليكم هذا يقول اذا ادركت مع الامام تكبيرة او نعم تكبيرة او تكبيرتان في صلاة الجنازة فهل اتمها؟ وما العمل العمل ان تفعل كما قال عليه الصلاة والسلام فما ادركتم فصلوا وما فاتكم فاتموا التكبيرات التي فاتتك تتمها خفيفة او سريعة بعد ان يسلم الامام فاذا كان فاتك مثلا تكبيرتين فانه اذا سلم الامام تكبر ثم ايضا تكبر ثم تسلم ولكن تستعجل في التكبير مراعاة اه لادراك التكبير قبل ان ترفع الجنازة والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين