بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال شيخ الاسلام الامام الاواب محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين قال الثلاثون وهي من عجائب ايات الله انهم لما تركوا وصية الله بالاجتماع وارتكبوا ما نهى الله عنه من الافتراق صار كل حزب بما لديهم فرحون كل حزب بما لديهم فرحين فرحين قال رحمه الله تعالى المسألة الثلاثون اي من مسائل الجاهلية التي جاء الاسلام بمخالفتها وابطالها وبيان فساد ما عليه اهلها قال وهي من عجائب الله لانه امر عجيب من من حال اهل الجاهلية يبين التناقض الذي هم عليه والاضطراب الذي يعيشونه والمآلات السيئة التي يبوءون بها جراء جاهليتهم الجهلاء وضلالتهم العمياء قال وهي من عجائب ايات الله انهم لما تركوا وصية الله بالاجتماع وارتكبوا نهي الله عن الافتراق صار كل حزب بما لديهم فرحين امرهم الله جل وعلا ان يكونوا مجتمعين على الحق والهدى واوصاهم بذلك وانبياء الله تبارك وتعالى من اولهم الى اخرهم وصيتهم للناس ان يكونوا مجتمعين على الحق والهدى والا يكونوا متفرقين في الباطل والردى هذه وصية الانبياء الاولين منهم والاخرين لاممهم يوصونهم بان يكونوا مجتمعين على الحق لا ان يكونوا متفرقين في الباطل والضلال كل يركب هواه وكل يتبع ميله وشهوته بل الواجب على الناس ان يجتمعوا على الحق والاجتماع لا يمكن ان يكون على الاهواء لان الاهواء مختلفة ولا يكون على الاراء لان الاراء متباينة ولا يكون ايضا على الشهوات الشهوات لا حد لها لا يمكن ان يكون اجتماع الا على الحق ولهذا قال جل وعلا واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا لا يمكن ان يكون اعتصام الا بحبل الله وهو دينه وشرعه الذي خلق تبارك وتعالى الخلق لاجله واوجدهم لتحقيقه شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه هذه وصية الله عز وجل لانبيائه ورسله وهي وصية الانبياء لاممهم فكل نبي بعثه الله تبارك وتعالى يوصي امته ويأمرهم ان يجتمعوا على الحق الذي هو دين الله عز وجل وشرعه ويحذرونهم من التفرق في الاهواء والضلالات والباطل يقول الشيخ رحمه الله من عجيب من ترك هذه الوصية من عجيب امر من ترك هذه الوصية العظيمة وهي الوصية بالاجتماع على الحق وترك التفرق على الباطل من عجيب امر هؤلاء ان ان كل حزب منهم صار صار فرحا بما عنده وهذا غاية العجب كل حزب فرح بما عنده وهم احزاب ليسوا بالعشرات بل بالمئات والحق واحد الاهواء المتباينة والاراء المختلفة والاراء المتضاربة والتضاد الذي يعيشونه بل يكفر بعضهم بعضا ويظلل بعظهم بعظا وكل واحد من هؤلاء المختلفين فرح بما عنده وهذه غاية العجب كل واحد منهم فرح بما عنده وحالهم ان امرهم متقطع وتقطعوا امرهم بينهم. امرهم متقطع احد مشرق واخر مغرب ارى متباينة عقول متظادة اهواء مختلفة وكل واحد من هؤلاء فرح بما عنده فهذه فهذه من العجائب التي يعيشها هؤلاء اهل الجاهلية تركوا الحق والاعتصام به ولزومه وتفرقوا في الباطل ومع تفرقهم في الباطل وهذا موطن العجب كل حزب فرح بما عنده والذي عنده ضلال وباطل يفرح بماذا يفرح بظلاله بفساد عقله بانحراف فكره بولوجه في الباطل من اوسع ابوابه من كانت هذه حاله واجبه الندم والعودة الى الحق لكن عجيب امر هؤلاء او من عجيب امر هؤلاء انهم على ما هم عليه من باطل وظلال وتفرق فرح كل منهم بما عنده مغتبط به نعم قال الحادية والثلاثون وهي من اعجب الايات ايضا معاداتهم الدين الذي انتسبوا اليه غاية العداوة ومحبتهم دين الكفار الذين عادوهم وعادوا نبيهم وفئتهم غاية المحبة كما فعلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم لما اتاهم بدين موسى عليه السلام واتبعوا كتب السحر وهي من دين ال فرعون ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه المسألة الحادية والثلاثين وهي من اعجب الايات ايضا ينبه رحمه الله تعالى على عجيب هذه الاية وهذا الامر من حال اهل الجاهلية قال معاداتهم الدين الذي انتسبوا اليه غاية العداوة لو اخذنا مثال بنو اسرائيل قوم موسى عليه السلام ينتسبون الى موسى ينتسبون الى موسى عليه السلام ولو قيل ما دينكم؟ قالوا ديننا ديننا دين موسى لا يقولون ديننا دين فرعون بل يرون ان فرعون عدوا لهم وعدوا لموسى فيقولون ديننا دين موسى واذا قيل انتم اتباع من؟ قالوا نحن اتباع موسى ولو قيل لهم هل انتم اتباع فرعون؟ قالوا لا. ويغضبون لو نسبوا هذه النسبة هذا من حيث الانتساب لكن انظر الى واقعهم واقع اليهود والديانة التي هم عليها هل هي ديانة موسى ام ديانة فرعون هنا يتبين لك التناقض الذي يعيشه هؤلاء من حيث الانتساب ينتسب الى نبي من انبياء الله. ومن حيث واقعه العملي يمارس الدين الذي يمارسه اعداء الانبياء يمارس الدين الذي يمارسه اعداء الانبياء وهذه عجيبة من العجائب كما نبه الشيخ رحمه الله تعالى على ذلك قال معاداتهم الدين الذي انتسبوا اليه غاية العداوة معاداتهم الدين الذي انتسبوا اليه انتسبوا كما مثلت الى دين موسى لكن من حيث الواقع دين موسى وهو التوحيد والاخلاص لله تبارك وتعالى وفعل الصالحات وتجنب الكبائر والاثام والموبقات هل هم يحبون هذا الدين من حيث واقعهم العملي ام هم يبغضونه هل هم يحبونه او او يبغضونه قال رحمه الله معاداتهم الدين الذي ينتسبون اليه غاية العداوة فهم ينتسبون الى دين موسى مجرد انتساب لكنهم من حيث واقعهم العملي معادين لدين موسى عليه السلام ودين الانبياء عموما اشد العداوة قال وفي الوقت نفسه قال ومحبتهم دين الكفار ومحبتهم دين الكفار يبغضون دين الانبياء ويحبون دين الكفار واذا سئلوا من حيث الانتساب يقولون نحن على دين الانبياء لكن من حيث الواقع يبغضون دين الانبياء وهو التوحيد والاخلاص لله تبارك وتعالى واتباع امري ويحبون دين الكفار ويميلون اليه ويطبقونه في واقعهم العملي قال ومحبتهم دين الكفار الذين عادوهم وعادوا نبيهم وفئتهم غاية المحبة ايحبون دين الكفار غاية المحبة يحبون دين اعدائهم واعداء انبيائهم غاية المحبة ويميلون اليه ويبغضون دين الانبياء كما فعلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم هذا مثال توظيحي يذكره الشيخ رحمه الله قال كما فعلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم لما اتاهم بدين موسى عليه السلام لما اتاهم بدين موسى عليه السلام واتبعوا كتب السحر وهي من دين فرعون لاحظت العجيبة من حال هؤلاء اليهود لما اتاهم النبي عليه الصلاة والسلام بدين موسى لان عليه الصلاة والسلام قال في الحديث الصحيح نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد ديننا واحد وامهاتنا شتى فجاءهم بدين الانبياء التوحيد الاخلاص لله تبارك وتعالى بالعبادة لزوم نهج الانبياء والتمسك بما جاءوا به مثل ما مر معنا في الاية الكريمة شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليه وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه فجاءهم عليه الصلاة والسلام بدين موسى ودين نوح ودين ابراهيم ودين جميع انبياء الله تبارك وتعالى ورسله فماذا فعلوا هل اخذوا دين موسى الذي جاءهم به رسولنا عليه الصلاة والسلام؟ الجواب لا اخذوا دين السحرة اخذوا دين السحرة الذي هو دين فرعون موسى عليه السلام صاحب حق وفرعون صاحب باطل وكتاب موسى التوراة وكتب فرعون ما هي كتب السحر يقول الله عز وجل ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم ماذا فعلوا نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم. كانهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان. يعني اتبعوا كتب صهر تركوا كتاب الله ووحيه سبحانه وتعالى وتنزيله واتبعوا كتب السحر واصبحت هي كتبهم وعنها يأخذون ومنها يتلقون وبها يدينون اما كلام الله عز وجل ووحيه وتنزيله لا يدينون به ولا يرظونه ولا يقبلونه فهذه عجيبة من عجائب حال هؤلاء ينتسبون مجرد انتساب الى موسى عليه السلام لكن من حيث الواقع العملي الذي يعيشونه يعيشون اتباع كتب السحر واعتناق كتب الباطل والضلال اما كتاب الله ووحيه وتنزيله فلا يؤمنون به ولا يديننا به فهذا مما هذا من الجاهلية التي يعيشها هؤلاء نبهنا فيما سبق الى قول النبي عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه من حيث الواقع العملي عدد من المنتسبين للاسلام تجده من حيث الانتساب ينتسب للاسلام وينتسب لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولو سئل الى ماذا تنتسب الى السنة او الى البدعة ماذا يقول يقول الى السنة ماذا اريد بالبدعة انتسب الى السنة لكن اذا نظرت الى واقع العمل يعيش بدعة ويمارس بدع ليس عنده عليها دليل لا من القرآن ولا من السنة ثم يقول انا صاحب سنة ولو قيل ولو قيل لها انت هل انت صاحب بدعة يغضب؟ يقول لا البدعة ضلالة فينتسب الى السنة مجرد انتساب ولكن من حيث الواقع العملي يمارس البدع والضلالات والاهواء والخرافات التي ما انزل الله بها من سلطان فهذه من العجائب التي يعيشها بعض الناس ولهذا يجب على على المسلم ان يصدق مع الله تبارك وتعالى في انتسابه لدينه وانتسابه لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وان يعظم شرع الله وان يحكم الكتاب والسنة على نفسه وكما قيل كما قال بعض السلف من امر السنة على نفسه نطق بالحكمة ومن امر الهوى على نفسه نطق بالبدعة من امر السنة على نفسه نطق بالحكمة. ما معنى امر السنة على نفسه؟ ان يجعل السنة هي الاميرة. هي الامرة الذي تأمره به السنة ينقاد اليه ومن امر البدعة على نفسه او من امر الهوى على نفسه نطق بالبدعة الذي يتبع هواه ويركب رأسه ويمضي على ما يهوى وتهوى نفسه هذا ينطق بالبدعة والضلال وبهذا ايضا يتبين ان مجرد الانتساب مجرد الانتساب لا يغني صاحبه شيئا ولا يكفي بل لا بد مع الانتساب من القيام بحقيقة الدين ولزوم شرع رب العالمين اما مجرد الانتساب لا يكفي صاحبه ولا يغنيه شيئا ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله تعالى قال ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي. ليس الامام مجرد شيء تتحلى به وتتظاهر به وتكتفي بهذا ليس الايمان ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال نعم الثانية والثلاثون كفرهم بالحق اذا كان مع من لا يهوونه كما قال تعالى وقالت اليهود ليست النصارى على شيء. وقالت النصارى ليست اليهود على شيء يقول رحمه الله تعالى من جاهلية هؤلاء كفرهم بالحق اذا كان مع من لا يهوونه كفر بالحق اذا كان مع من لا يهوونه وهذا من جاهليتهم لان الحق احق ان يتبع اينما كان الحق احق ان يتبع اينما كان يجب على الانسان ان يرظخ للحق وان ينقاد للحق وان يكون صاحب حق متبع للحق لا يكون صاحب باطل لكن هؤلاء من جاهليتهم ان الحق اذا كان مع من يعادونه او من لا يهوون لا يقبلون به اذا كان بينهم وبين شخص او فئة عداوة وكان الحق معهم لا يقبلون الحق ولا يرضون به وتستنكف نفوسهم عن قبوله وتستكبر ويقولون كيف نأخذ فهذا الحق وهو عند فلان من الناس وعند الفئة الفلانية من الناس ممن لا يهوونهم فلا يقبلون بالحق ومثل الشيخ رحمه الله الى ما الى العداوة التي بين اليهود والنصارى وكون كل كل منهم لا يهوى الاخر تولد عنه رفض كل واحد من الطرفين الحق الذي عند الاخر لا لشيء الا لكونه لا يهوى صاحبه الا لكونه لا يهوى صاحبه وانظر هذا ظاهرا في الاية التي ساقها المصنف قال وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وقالت وقالت وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء كل فئة منهما جحدت الحق الذي عند الاخرى وابطلته وادعت انه ليس بشيء لكونها ماذا هل لكونها درست هذا ومحصته وميزته وتبين لهم انه انهم ليسوا على شيء ابدا وانما لكونهم لا يهوونهم ولكونهم يبغضونهم ويعادونهم فبنوا على ذلك الحكم على كل ما عندهم بالضلال والباطل. قال وهم يتلون الكتاب يعني الله الله سبحانه وتعالى قال مبطلا هذا هذا الحكم العام المبني على غير هدى قال وهم يتلون الكتاب وهذا فيه تنبيه ان التقويم وتمييز الحق من الباطل لا يبنى على ماذا لا يبنى على عداوة بينك وبين انسان فتقول بناء على تلك العداوة ان كل ما عنده باطل او بينك وبين فئة فتقول كل ما عندهم باطل لكونه بينك وبينهم عداوة. هذي جاهلية قال وهم يتلون الكتاب اي من اراد ان يميز حقا من باطل وهدى من ظلال فعليه ان يميز ذلك في ضوء ماذا في ضوء الكتاب الكتاب هو الذي يميز به الانسان الحق من الباطل والهدى والضلال ولهذا يسمى الكتاب فرقانا يسمى فرقانا تبارك الذي نزل الفرقان على عبده الفرقان هو الذي يميز به بين حق وباطل وهدى وضلال افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى ام من يمشي سويا على صراط مستقيم لا يمكن ان يكون الانسان بهذه الصفة الا اذا كان معه كتاب وحي من الله سبحانه وتعالى فيؤمن به كلام الله ويمضي ثائرا عليه يميز به بين حق وباطل وهدى وظلال نعم الثالثة والثلاثون انكارهم ما اقروا انه من دينهم كما فعلوا في حج البيت فقال تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه هذه ايضا من جاهليتهم من جاهلية اهل الكتاب انكارهم ما اقروا انه من دينهم انكارهم ما اقروا انهم من دينهم مما يقرون به انهم اتباع لابراهيم الخليل عليه السلام بل زعموا ان ابراهيم يهوديا قد مر معنا قول الله سبحانه وتعالى ما كان ابراهيم يهوديا زعموا انه يهوديا وانه وانهم هما اياه شيء واحد وودينهم ودين واحد هكذا زعموا فيقول رحمه الله انكارهم ما اقروا انه من دينهم ابراهيم عليه السلام بالاجماع هو الذي بنى بيت الله هو الذي بنى الكعبة واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل هو الذي بنى الكعبة وهو الذي اذن في الناس بالحج الى الكعبة الى بيت الله تبارك وتعالى فلما دعاهم النبي عليه الصلاة والسلام الى الحج والى استقبال الكعبة وهم يدعون انهم على ملة ابراهيم وان ابراهيم منهم واخبرهم ان هذه ملة ابراهيم قبلوا او لم يقبلوا لم يقبلوا ولهذا يقول الشيخ انكارهم ما اقروه انه من دينهم كما فعلوا في حج البيت كما فعلوا في حج البيت فقال الله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ومما ذكر في سبب نزولها انها في رفظ هؤلاء استقبال القبلة والحج الى بيت الله الحرام راغبين عن عن ذلك غير قابلين له فقال الله عز وجل بابطال ما هم عليه ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه فهم في الظهر يدعون الانتساب الى ابراهيم وانهم على دينه وانه على دينهم ثم اذا دعوا الى ما دعا اليه ابراهيم الخليل عليه السلام امتنعوا من ذلك وابوا وهذه جاهلية نعم الرابعة والثلاثون ان كل فرقة تدعي انها الناجية فكذبهم الله بقوله قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ثم بين الصواب بقوله بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن ثم ذكر المسألة الرابعة المسألة الرابعة والثلاثين ان كل فرقة تدعي انها الناجية اي الناجية من عذاب الله وسخطه وناره التي اعدها لاعدائه وللكفار فكل فرقة تدعي انها الناجية وان النجاة من نصيبهم وانهم هم الذين سيدخلون الجنة يوم القيامة وقالت يعني ادعى هؤلاء وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى. ايضا قالوا كما في اية اخرى وقالوا نحن ابناء الله واحباؤه وما ارخص الدعاوى على الالسنة ما ارخص الدعاوى على الالسنة من السهل على كل لسان ان يدعي مثل هذه الدعاوى وان ينطقها بلسانه ويقول انا الناجي وانا انا من اهل الجنة وانا لن ادخل النار وانا حبيب الى الله وانا يحبني الله هذي كلمات سهلا ان تقال على على اللسان فالشيخ رحمه الله يقول من جاهلية هؤلاء ان كل فرقة تدعي انها الناجية ان كل فرقة تدعي انها هي الناجية فاكذبهم الله في هذه الدعوة بماذا اكذبهم؟ وقف هنا متأملا بماذا اكذبهم قال هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين الدعوة لا تكفي الذي يدعي لنفسه الناجي انه ناجي فليأت بالبرهان هاتوا برهانكم على النجاة ولهذا فئات اخرى جعل الله سبحانه وتعالى علامة النجاة ماذا لزوم الحق واتباع النبي صلى الله عليه وسلم قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبه هذا هو البرهان اما مجرد الدعوة لا تكفي ولا ولا تغني صاحبها شيئا قال هاتوا برهانكم ثم ذكر تبارك وتعالى البرهان ثم ذكر تبارك وتعالى البرهان قال الشيخ رحمه الله ثم بين الصواب بقوله بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن هذا هو البرهان بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن من كان بهذه الصفة تكون له النجاة اما مجرد ادعاء نحن ابناء الله واحباؤه او لن يدخل الجنة الا نحن ولن ندخل النار او نحو ذلك الكلام هذا كله لا يجزي ولا يغني صاحبه شيئا هاتوا برهانكم وذكر تبارك وتعالى البرهان قال بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن وقوله اسلم وجهه لله ومحسن جمع بين شرطي قبول الاعمال وهما الاخلاص للمعبود باسلام الوجه له وحده والمتابعة للرسول وذلك بالاحسان العمل والاتباع لما جاءت به رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه هذا هو البرهان الصادق بلى من اسلم وجهه لله ومحسن نظير ما جاء في هذه الاية تماما ما ورد في السنة قال عليه الصلاة والسلام ستفترق هذه الامة على ثلاث قال افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة تركت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قالوا من هم قال من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي قوله على من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي مثل ما جاء في الاية بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن. لان الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم هو واصحابه هو اسلام الوجه لله واحسان العبادة والاتيان بها كما شرع الله ولهذا قال في الحديث على من كان على مثل ما انا اليوم عليه واصحابي اي من كان كذلك كان من اهل النجاة اما مجرد الدعوة فالدعوة لا تغني صاحبها شيئا ولا تغنيه ولا ولا ولا تجدي فاذا هاتوا برهانكم البرهان هو اسلام الوجه لله والاحسان في عبادة الله تبارك وتعالى كما شرع عز وجل وامر عباده بذلك نعم قال الخامس والثلاثون التعبد بكشف العورات كقوله واذا فعل واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباء اباءنا نعم واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ابائنا والله امرنا بها قال الخامسة والثلاثون التعبد بكشف العورات والعياذ بالله اي من جاهلية هؤلاء انهم اتخذوا كشف العورات عبادة يتعبدون بها وهذا امر كان يمارسه المشركون في الجاهلية كان المشركون يمارسونه في الجاهلية وكانوا يطوفون بالبيت بيت الله عز وجل عراة بعضهم حتى عورته المغلظة ليست مستورة عند بيت الله الحرام وكانوا يفدون الى مكة للحج من الانحاء المختلفة واذا وصلوا الى مكة تجردوا من ثيابهم قبل دخولها تجردوا من ثيابهم قبل دخولها وقالوا لا يقولون لا نطوف ببيت الله بثياب اذنبنا فيها لا نطوف ببيت الله عز وجل بثياب اذنبنا فيها فيجردون انفسهم من الملابس رجالا ونساء ويدخلون مكة عراة يدخلون مكة عراة بدون ثياب تعبدا لله تعبدا لله عز وجل والعياذ بالله بكشف العورات ثم يطوفون بالبيت عراة يطوفون بالبيت عراة وبعضهم يطلب من من الحمس من قريش يطلب منه ان يعيره ثوبا ثوبا طاهرا يطوف به حتى انهم في طلبهم يقول يقول الرجل للرجل والمرأة للمرأة اعطني تطوافا يعني ثوبا اطوف به فان وجد من يعطيه منهم ثوبا والا مظى عاريا الى الكعبة وطاف عاليا ورجع عاريا وكانتا امرأة منهم جاءت على هذا السنن وطافت عارية وانشدت بيتا وهي تطوف ذكر في كتب الاخبار قالت اليوم يبدو بعضه او كله فما بدا منه فلا احله وتمشي تطوف عارية عند بيت الله جاهلية جهلاء وضلالة عمياء ويتقربون الى الله بالعري امام امام بيته وعند بيته من اين لكم ذلك من اين لكم ذلك ما هذه الممارسات القبيحة الشنيعة؟ التي تفعلونها عند بيت الله؟ ماذا قالوا؟ واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ابائنا والله امرنا بها. لا اله الا الله احتجوا بماذا بامرين على هذا التعري وهذا الفحش وهذه القبائح والشنائع احتجوا عليها بامرين قال وجدنا عليها اباءنا ولدنا هكذا اباؤنا يمارسون هذه الممارسات طيب اذا كان ابوك لا يعقل اذا كان ابوك لا يعقل تمضي على على ما هو عليه من فساد العقل وفساد الرأي والانحراف تقليد اعمى وجدنا عليها ابائنا اباءنا الامر الثاني وهو افحش واعظم واشنع قال والله امرنا بها والله عز وجل لا يأمر بالفحشاء يأمر تبارك وتعالى بالزينة يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد ليس فقط تلبس بل خذ زينتك وتزين باجمل ما يكون عندك من ثياب تلبسها مستعدا لصلاتك متهيأ عبادتك وطاعتك لله تبارك وتعالى فمن جاهلية هؤلاء التعبد لله تبارك وتعالى بالعري وهذه الجاهلية هذه الجاهلية التي كان عليها الا كان عليها المشركون ايضا وجدت وجد لها نظائر عند اهل اه الطرائق الباطلة حتى ان عند بعض الطرقية من اهل الضلال يقولون لا يبلغ لا يبلغ المريد مبلغة ورتبته العالية في في الطريقة الا اذا تجرد عند شيخه الا اذا الا اذا تجرد عند شيخه ويعدون التجرد نوعا من آآ التقرب او نوعا من ابواب التوبة التي يتقربون بها الى الله ويتعبدون لله تبارك وتعالى بها فهذه الجاهلية جهلاء كان عليها اهل الشرك والباطل والله سبحانه وتعالى حمى امة الاسلام ومن عليهم بالاسلام الذي فيه هدايتهم للتي اقوم وفيه صلاحهم وفلاحهم وسعادتهم في الدنيا والاخرة ولعلنا اليوم نكتفي بهذا القدر ونستعد للصلاة صلاة الاستسقاء تقام بعد قليل واذكر بحديث عظيم ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام نحتاج اليه هذا اليوم وكل يوم الا وهو ما جاء عن عائشة رضي الله عنها انها قالت ما اصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة يوم الا استغفر الله مئة مرة ما اصبح غداة يوم الا استغفر الله مئة مرة والله تعالى يقول فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماع عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا. نسأل الله عز وجل ان يغفر لنا اجمعين وان يتوب علينا وان يكتبنا في عداد عباده التائبين المنيبين وان يغفر لنا ولوالدينا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم منهم الاموات وان يغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه وان يغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما هو اعلم به منا وان يوفقنا لكل خير وان يهدينا سواء السبيل وان يبارك لنا في اوقاتنا واعمارنا وذرياتنا وان يجعلنا مباركين اينما كنا انه تبارك وتعالى سميع مجيب قريب والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين