بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين قال المسألة السادسة والثلاثون التعبد بتحريم الحلال كما تعبدوا بالشرك قال رحمه الله تعالى المسألة السادسة والثلاثون من مسائل الجاهلية التعبد بتحريم الحلال التعبد اي التدين والتقرب الى الله تبارك وتعالى بتحريم الحلال اي بتحريم ما احل الله سبحانه وتعالى لهم من الطيبات يحرمون على انفسهم ما احل الله عز وجل او يحرم عليهم احبارهم ورهبانهم ما احل الله عز وجل فيحرمونه يحرمون على انفسهم ما حرمته نفوسهم عليهم وما حرمه ايضا عليهم الرهبان الذين اتخذوهم اربابا من دون الله عز وجل ومثل رحمه الله تعالى على ذلك باخطر ما يكون وهو الشرك بالله عز وجل قال كما تعبدوا بالشرك اي بالله عز وجل والشرك محرم لكنهم اجازوه لانفسهم وتدينوا به وتقربوا الى الله تبارك وتعالى به وقالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فاصبحت عقيدته اصبحت عقيدتهم تحليل الحرام وتحريم الحلال مناقضة بشرع الله سبحانه وتعالى ودينه الذي امر به جل وعلا عباده هداية لهم وفلاحا وسعادة في الدنيا والاخرة نعم السابعة والثلاثون التعبد باتخاذ الاحبار والرهبان اربابا من دون الله التعبد باتخاذ الاحبار والرهبان الاحبار علماؤهم والرهبان عبادهم فتدين هؤلاء الجاهليون اتخاذ الاحبار والرهبان اربابا من دون الله اربابا من دون الله اي ان ما يحله الرهبان لهم يحلونه وان كان حرمه الله وما يحرمه عليهم الرهبان يحرمونه ولو كان احله الله يحلون ما احل لهم الرهبان ويحرمون ما حرموا عليهم فهذا من اتخاذ الاحبار والرهبان اربابا من دون الله كما في الاية الكريمة اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله ولما سمع عدي رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الاية قال يا رسول الله لسنا نعبدهم لسنا نعبدهم قال عليه الصلاة والسلام اليسوا يحلون الحرام فتحلونه ويحرمون الحلال فتحرمونه؟ قال بلى قال فتلك عبادتهم قال فتلك عبادتهم فعبادة الاحبار والرهبان تكون بطاعتهم بتحريم ما احل الله وبتحليل ما حرم فهذه الطاعة بحد ذاتها عبادة والشرك الذي وقعوا فيه هنا شرك الطاعة وتسوية الاحبار والرهبان بالله تبارك وتعالى لان الحكم لله والخلق عبيد لله تبارك وتعالى ليس لهم تشريع او امر او حكم ام لهم ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله نعم قال الثامن والثلاثون الالحاد في الصفات كقوله تعالى ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وهذه كذلك من جاهلية هؤلاء الالحاد كالصفات والالحاد صفات الله تبارك وتعالى هو الميل والعدول بها عن الحق الثابت لها لان الالحاد مأخوذ من اللحد وهو الميل الحد السهم عن الرمية اي مال فلحد هو الميل والالحاد في الصفات هو الميل بها عن الحق الثابت لها وحق صفات الله تبارك وتعالى ان يؤمن بها كما جاءت وان تثبت كما وردت والا تعطل بان تنفى او تحرف بان تغير الفاظها او معانيها ومدلولاتها او ان تمثل صفاته تبارك وتعالى بصفات المخلوقين تنزه الله تبارك وتعالى عن ذلك او ان تكيف بان يحاول بعقله القاصر وفكره الظعيف ان يعرف كيفيتها فكل ذلكم من الميل والعدول بها عن الحق الثابت لها فهو الحاد فهو الحاد في صفات الله تبارك وتعالى ولهذا الالحاد ليس نوعا واحدا ولا مسلكا واحدا وانما هو انواع ومسالك يجمعها وصف الالحاد وتتفرق الطرائق فراق الملحدين في صفات الله تبارك وتعالى فاهل الجاهلية كان من انواع جاهليته جاهليتهم الحادهم في صفات الله تبارك وتعالى وذلك بالانكار لها او لشيء منها كما مثل لذلك المصنف رحمه الله تعالى بقوله ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون هذا الحاد في صفات الله هذا الحاد في صفات الله تبارك وتعالى وقد ذكر في سبب نزولها ان رجلين او ثلاثة اجتمع عند بيت الله تبارك وتعالى واخذوا يتحدثون ثم تساءلوا بينهم قالوا ايسمع الله تبارك وتعالى كلامنا فقال احدهم ان رفعنا صوتنا به سمع وان خافتنا لم يسمع وهكذا اخذوا يتكلمون في سمع الله تبارك وتعالى وعلمه فانزل الله جل وعلا وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين فليصبروا فالنار مثوى لهم وان يستعتبوا فما هم من المعتدين فذكر تبارك وتعالى هذا الالحاد الذي وقعوا فيه بظنهم اي اعتقادهم ان الله سبحانه وتعالى لا يعلم كثيرا مما يعملون ولتلاحظ هنا ان هؤلاء الذين وصف الله تبارك وتعالى حالهم لم ينفوا صفة العلم لله تبارك وتعالى من اصلها ولم يجحدوها من اساسها وانما نفوا علمه بكثير من اعمالهم نفوا علمه بكثير من اعمالهم فذكر الله تبارك وتعالى ان هذا اوقعهم في الردى والهلاك وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين فهذا الظن الفاسد والاعتقاد الباطل في صفات الله تبارك وتعالى اوقع هؤلاء في الردى والخسران ودخول النيران وحلول عقوبة الله تبارك وتعالى عليهم جحدهم لعلم الله تبارك وتعالى بكل شيء حيث ظنوا ان الله لا يعلم كثيرا مما يعملون وهذا من من من الالحاد في صفات الله تبارك وتعالى الذي يوقع صاحبه في الردى وهنا يا اخوان ننتبه الى ان باب الصفات واثباتها لله تبارك وتعالى يقوم على اصلين اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل على حد قول الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ففي قوله ليس كمثله شيء تنزيه وفي قوله وهو السميع البصير اثبات فتوحيد الاسماء والصفات قائم على هذين الاصلين التنزيه لله تبارك وتعالى عن كل ما لا يليق به واثبات الكمال لله سبحانه وتعالى مما ثبت به كتابه وثبتت به سنة رسوله صلى الله عليه وسلم يقوم توحيد الاسماء والصفات على هذين الاصلين فمن نفى ما اثبته الله سبحانه وتعالى لنفسه او ما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات فهو ملحد ومن اثبت ما نفاه الله سبحانه وتعالى عن نفسه وما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم فهو ملحد ولهذا الالحاد يقع باثبات ما نفى الله وبنفي ما اثبت يقع باثبات ما نفى الله وبنفي ما اثبت والمثال الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى لقوله جل وعلا ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون هذا الحاد بنفي ما اثبت الله الحاد بنفي ما اثبت الله الله جل وعلا اثبت لنفسه العلم الواسع المحيط العلم بما كان والعلم بما سيكون والعلم بما لم يكن لو كان كيف يكون وانه تبارك وتعالى احاط بكل شيء علما يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير يعلم ما ينجو في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم. اي بعلمه واطلاعه سبحانه وتعالى فاثبت جل وعلا لنفسه العلم الواسع العلم المحيط العلم بكل شيء فمن نفى فهذا الذي اثبته الله سبحانه وتعالى لنفسه فهو ملحد كما صنع هؤلاء بقولهم او بظنهم ان الله لا يعلم كثيرا مما يعملون ويقع كذلك الالحاد باثبات ما نفى الله بان يثبت لله تبارك وتعالى ما نفاه الله عن نفسه ومثال هذا النوع في قوله تبارك وتعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا وقالوا اتخذ الرحمن ولدا قال لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا فقولهم اتخذ الرحمن ولدا هذا الحاد الحاد باثبات ما نفى الله والمثال السابق الحاد بنفي ما اثبت الله فمن اثبت ما نفى الله فهو ملحد ومن نفى ما اثبته الله تبارك وتعالى فهو ملحد وكل من الالحادين سواء باثبات ما نفى الله او بنفي ما اثبت يوقع صاحبه في اشد الهلكة واعظم الخسران ولهذا في النوع الاول قال ارداكم فاصبحتم من الخاسرين وفي الثاني قال لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارظ وتخر الجبال هدا فهذا امر اخطر ما يكون واشنع ما يكون ويترتب عليه من الاضرار والنكال والعقوبات ما لا حد له ولا عدل فالالحاد في صفات الله تبارك وتعالى جاهلية جهلا وظلالة عمياء وحمى الله سبحانه وتعالى امة الاسلام منها ببعثة محمد عليه الصلاة والسلام حيث بين عليه الصلاة والسلام للامة واجبها نحو اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته وانها تثبت لله ويؤمن بها وتقر ويعظم الرب جل وعلا ويقدر جل وعلا حق قدره ويبتعد عن مسالك الضالين وطرائق اهل الجاهلية نعم التاسع والثلاثون الالحاد في الاسماء كقوله وهم يكفرون بالرحمن الالحاد في الاسماء اي اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى قال الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ودار الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون وفي هذا تهديد ووعيد من الله تبارك وتعالى للملحدين في اسمائه توعدهم تبارك وتعالى وتهددهم على الحادهم باسمائه سبحانه اولا بقوله جل وعلا وذروا الذين يلحدون في اسمائه اي تجنبوا طريقتهم واحذروا مسلكهم والامر الثاني بما ختمت به الاية وقوله جل وعلا سيجزون بما كانوا يعملون اي سيعاقبون ولم يذكر نوع العقوبة التي يحلها بهم لفظاعتها وشدتها وعظم النكال الذي اعده الله سبحانه وتعالى للملحدين في اسمائه قال ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها اي امنوا بها واثبتوها له جل وعلا وتقربوا الى الله سبحانه وتعالى بالايمان بها والتوسل اليه تبارك وتعالى بالايمان بها ومناجاته بذلك مقرين له جل وعلا باسمائه الحسنى الثابتة في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهذا وهذا الايمان باسماء الله والاقرار يؤدي بالمؤمن الى الجنة والفوز بثواب الله كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحد من احصاها دخل الجنة من احصاها اي حفظها وفهم معانيها وعمل بما تقتضيه من الاخلاص وحسن الرجاء والصدق مع الله وتمام التوكل على الله وتتميم العبادة وتحقيق العبودية لله تبارك وتعالى فالايمان باسماء الله تبارك وتعالى الحسنى يفضي بالعبد الى كل خير ورفعة في الدنيا والاخرة اما الالحاد في اسمائه سواء بنفيها او بان يثبت لله تبارك وتعالى من الاسماء ما لا يليق به جل وعلا او بان تحرف معانيها ومدلولاتها او بان يقاس تبارك وتعالى بخلقه ويمثل بهم او غير ذلك فهذا كله الحاد في اسماء الله وخروج بها عن الحق الثابت لها وهو من صنائع ومسالك اهل الجاهلية التي جاء الاسلام بابطالها ومثل الشيخ رحمه الله تعالى على هذا النوع لقوله تبارك وتعالى وهم يكفرون بالرحمن وهم يكفرون بالرحمن وذلك ان المشركين لما اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يصالحهم لصلح الحديبية اتفقوا على ان يكتبوا كتابا فيه ما تم بينهم من صلح وجاء النبي صلى الله عليه وسلم بكاتبه فقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل ابن عمرو ما ندري الرحمن ما هو لا نعرف الا رحمن اليمانة او اليمامة فرفضوا ان يكتب الاسم الرحمن اسم الله تبارك وتعالى الرحمن بورقة الصلح وقالوا الرحمن ما ندري ما هو جهدوا هذا الاسم وكما نبه العلماء الجهد هنا ليس مبنيا على عدم معرفة القوم بان الله تبارك وتعالى رحمن وانما هو نوع معاندة نوع معاندة ومكابرة تكبر على الحق وعلى ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم والا هم على معرفة على معرفة بذلك ويأتي ذكر هذا الاسم في اشعارهم يأتي كثيرا ذكر هذا الاسم في اسعارهم الرحمن جحدوه هنا عنادا وتكبرا وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم والا الاسم معروف ولهذا قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في كتابه التفسير وقد زعم بعض اهل الغباء ان العرب لا لا لا تعرف اسم الله الرحمن ثم بين ما يكذب هذه الدعوة الاسم معروف عندهم ولكنهم جهدوا على وجه المعاندة فسمى الله تبارك وتعالى جحدهم لهذا الاسم على وجه المعاندة والمكابرة كفرا قال وهم يكفرون بالرحمن واذا كان جحد اسم واحد لله تبارك وتعالى سواء للمعاندة والمكابرة او لاي سبب اخر سماه الله تبارك وتعالى كفرا فكيف بمن يجحد اكثر اسماء الله جل وعلا واكثر صفاته ويعاند في ذلك ويكابر ويقدم هواه ومنطقه ورأيه وفكره على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم قال وهم يكفرون بالرحمن فسمى تبارك وتعالى هذا الجحود كفرا بالله تبارك وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى الاربعون التعطيل كقول ال فرعون قال الاربعون التعطيل والتعطيل هو النفي والجحد لما اثبت الله سبحانه وتعالى فمدلول هذه الكلمة لغة التعطيل هو النفي قول الله عز وجل وبئر معطلة اي خالية متروكة فالتعطيل هو النفي يقال جيد معطلة من الحلي اي خالية تعطيل الاسماء والصفات نفيها وعدم اثباتها لله تبارك وتعالى وهذا التعطيل كما نبه المصنف رحمه الله تعالى هو دين فرعون دين فرعون هو التعطيل والجحد ولهذا كل معطل لاسماء الله تبارك وتعالى نسبته اللائقة به انه فرعون على طريقة فرعون بالتعطيل والجحد اما الذي يثبت الصفات لله تبارك وتعالى فانه على نهج الانبياء وطريقتهم ولنظرب على ذلك مثالا الله جل وعلا اثبت لنفسه في كتابه واثبت له رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته علوه جل وعلا على خلقه وانه العلي العظيم الكبير المتعال الاعلى جل وعلا اثبت لنفسه ذلك وقامت البراهين الكثيرة على اثبات العلو له جل وعلا وهي براهين لا تعد بالمئات بل بالالاف الايات القرآنية والاحاديث النبوية والحجج البينات على علو الله تبارك وتعالى لا لا حصر لها اليه يصعد الكلم الطيب تعرج الملائكة والروح اليه تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين تأمنتم من في السماء ثم استوى على العرش ايات كثيرة ناطقة وشاهدة بعلو الله تبارك وتعالى على خلقه فمن اثبت العلو لله فدينه دين من الانبيا من اثبت العلو لله تبارك وتعالى دينه دين الانبيا ومن نفى علو الله تبارك وتعالى دينه دين من موسى عليه السلام كان مما ابلغ فرعون به ودعاه الى الايمان به الايمان بالله تبارك وتعالى المستوي على العرش العلي على الخلق علوا يليق بجلاله وكماله فجحد فرعون ذلك جحد فرعون ذلك وقال يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا وهذا السياق فيه ان موسى عليه السلام اخبر فرعون ان الله في السماء ولهذا اراد بزعمه ان يبني صرحا اي بناء عاليا شاهقا مرتفعا ليصعد عليه وليطلع هل يوجد اله في العلو كما اخبر موسى او لا يوجد قال واني لاظنه كاذبا فجحد علو الله سبحانه وتعالى وجحد وجوده بل قال ما علمت لكم من اله غيري وقال وما رب العالمين وهذا الجحد من فرعون ليس مبنيا عن عدم علم منه بوجود الله وانه خالق هذه المخلوقات هو يعلم ولكنه يقول ذلك مكابرة وعنادا واقرأ دليل ذلك في قوله تعالى وجاهدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا وفي قوله تعالى فيما ذكره جل وعلا عن موسى عليه السلام فيما قاله لفرعون قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات لقد علمت ان يا فرعون ما انزل هؤلاء الا رب السماوات اي انت في قرارة نفسك تعلم ولكن هذا الجحد كان من فرعون على وجه المعاندة والمكابرة فالذي يعطل الصفات فيه شبه من فرعون والذي يثبت الصفات هو على سنن الانبياء والتعطيل كما قال اهل العلم تعطيل كلي وتعطيل جزئي الكل بنفي الصفات والاسماء عموما والجزئي بتعطيل بعضها وذلك باثبات بعض وجحد بعض ولهذا قال العلماء باب الصفات واحد القول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر نعم الحادية والاربعون نسبة النقائص اليه سبحانه قال رحمه الله الحادية والاربعون نسبة النقائص اليه سبحانه كالولد والحاجة والتعب مع تنزيه رهبانهم عن بعض ذلك وهذا ايضا داخل فيما سبق الا وهو الالحاد في اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته فمن جاهلية اولئك الجهلاء وظلالتهم العمياء نسبتهم النقائص اليه والله سبحانه وتعالى منزه عن النقائص والعيوب جل وعلا نسبتهم النقائص اليه اي نسبتهم الى الله تبارك وتعالى ما لا يليق به من النقائص والعيوب ومثل لذلك ببعض الامثلة قال كالولد كالولد اي كنسبة اه الولد الى الله سبحانه وتعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا قالوا عزير ابن الله قالوا الملائكة بنات الله هذا من الالحاد من الالحاد باسماء الله تبارك وتعالى وصفاته نسبة النقص اليه كالولد وكالحاجة اي حاجته تبارك وتعالى الى الى خلقه وكالتعب ولهذا قال عز وجل بسورة قاف ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب اي وما مسنا من تعب لان اليهود يدعون انه تبارك وتعالى وتنزه وتقدس انه لما خلق السماوات والارض تعب هكذا يزعم اليهود اخزاهم الله فنزه الله تبارك وتعالى نفسه عن ذلك قال ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب ومن ذلك ايظا قول اليهود اخزاهم الله يد الله مغلولة قال تعالى غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء قال مع تنزيه رهبانهم عن بعض ذلك مع تنزيه رهبانهم عن بعض ذلك اي عن بعض فهذا الذي ينزه الله عن بعض هذا الذي اثبتوه لله من من النقائص ينزهون رهبانهم عن بعض ذلك رهبانهم عرفنا المراد به اي عبادهم الرهبان العباد المنقطعين للعبادة ومن انقطاع بعض الرهبان عن العبادة ترك النكاح والنسل وهذا مما يتعبدون لله تبارك وتعالى به او او بعض رهبانهم يتعبد لله به ترك النكاح النسل فيتقربون الى الله سبحانه وتعالى بذلك فالراهب الذي يبلغ الدرجة العالية في الرهبانية عندهم هو الذي ينقطع ولا ينكح ولا يكون له نسل هذا هو الراهب وعندما ان الراهب فعلا هو من لا زوجة له ولا اولاد هذا هو هذا هو المترهل اذا الراهب ينزهونه عن عن الزوجة والولد وانها لا تليق لا تليق به لا تليق به ثم هذا الذي ينزهون الراهب عنه ويرونه لا يليق به وان مقامه اعلى يثبتونه لله تعالى الله وتقدس عن ذلك فيقولون ان الله اتخذ صاحبة واتخذ ولدا فيثبتون لله سبحانه وتعالى ما يا يثبتون لله تبارك وتعالى ما ينزهون بعظ رهبانهم عنه ولهذا يذكرون في في القصص ذكرها بعض اهل العلم ان احد المسلمين لقي فجماعة من النصارى ومعهم راهب معهم رجل منهم مترهب ومنقطع عن الزواج وعن الذرية فاراد ان ان يحرجهم في هذا الباب فلما تبادلوا التحية قال للراهب كيف الزوجة والاولاد يسأله كيف زوجتك واولادك فغضب من حوله قالوا كيف تسأل عن الزوجة والاولاد وهو راهب يعني هذا لا يليق به ثم قال لهم كيف تنزهون الراهب عن الزوجة والاولاد وانتم تقولون اتخذ الله صاحبة وولده تقولون اتخذ الله صاحبه وولده فتثبتون لله تبارك وتعالى ما تنزهون رهبانكم عنه وما ترونه غير لائق برهبانكم ترونه لا يليق بالرهبان وتثبتونه للعظيم الكريم الرحمن سبحانه وتعالى فهذا من جاهلية هؤلاء الجهلاء وظلالتهم العمياء انهم يثبتون لله تبارك وتعالى النقائص مما ينزهون بعض رهبانهم عنه نعم الثانية والاربعون الشرك في الملك كقول المجوس الشرك في الملك هذا من ايضا الجاهلية التي وجدت بهؤلاء الشرك في الملك اي باثبات مالك مع الله باثبات مالك وخالق مع الله تبارك وتعالى كشرك المجوس والمجوس هم الذين يدعون وجوده خالقين خالق للخير وخالق للشر خالق للنور وخالق للظلمة فالمجوسية هي اثبات خالق مع الله تبارك وتعالى ومالك مع الله جل وعلا ولهذا من اثبت لغير الله تبارك وتعالى حظا من الملك الاستقلالي او التسخير والتدبير والتصرف في هذا الكون ففيه مجوسية وهو في ذلك على نهج المجوس وعلى طريقة المجوس الذين يثبتون خالقا مع الله تبارك وتعالى ولهذا قال العلماء رحمهم الله عن القدرية نفات القدر قدر الله عز وجل قالوا هم مجوس هذه الامة لان الذي يقول ان العبد هو الخالق لفعل نفسه اثبت خالقا مع الله فكان فيه شبه من المجوس ولهذا قال اهل العلم القدرية مجوس الامة وجاء في حديث يرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم ويحسنه بعض اهل العلم نعم كذلك يدخل في هذا الدهرية الذين يقولون وما يهلكنا الا الدهر نعم وسيأتي الكلام عليهم عند ذكر المصنف لهم نعم الثالثة والاربعون جحود القدر قال رحمه الله الثالثة والاربعون جحود القدر اي انكاره والقدر قدرة الله عز وجل والايمان به ركن من اركان الايمان واصل من اصوله العظام ولا ايمان لمن لم يؤمن بالقدر ولهذا لما سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره فذكر عليه الصلاة والسلام الايمان بالقدر في جملة اصول الايمان قال الله تبارك وتعالى ان كل شيء خلقناه بقدر قال جل وعلا ثم جئت على قدر يا موسى قال جل وعلا وكان امر الله قدرا مقدورا قال جل وعلا ان الله على كل شيء قدير قال جل وعلا فقدرنا فنعم القادرون والايات في هذا المعنى كثيرة وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين القدر اصل من اصول الايمان وركن من اركان الدين ولا ايمان لاحد الا بالايمان بالقدر بل القدر كما وصفه بذلك ابن عباس رضي الله عنهما نظام التوحيد اي لا ينتظم لاحد توحيده وايمانه الا بالايمان بالقدر فاذا جحد القدر انتقض الايمان والتوحيد قال ابن عباس رضي الله عنهما القدر نظام التوحيد فمن امن بالله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده نقض تكذيبه اي بالقدر توحيده اي لله جل وعلا فلا يكون العبد مؤمنا بالله موحدا الا اذا كان مؤمنا باقدار الله سبحانه وتعالى وان الامور كلها بقدر وان هذا الملك ملك الله لا يمكن ان يكون فيه شيء او ان يقع فيه شيء الا باذنه جل وعلا وبعلمه ثمان الايمان بالقدر لا يصح الا بالايمان بمراتبه الاربعة التي جاءت مبينة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهي اولا العلم وهي اولا الايمان بعلم الله سبحانه وتعالى بما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وانه جل وعلا احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا والمرتبة الثانية الايمان بان الله كتب مقادير الخلائق باللوح المحفوظ قبل خلقه السماوات والارض بخمسين الف سنة كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة والمرتبة الثالثة الايمان بالمشيئة النافذة والقدرة الشاملة وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين والمرتبة الرابعة الايمان بخلق الله عز وجل للاشياء وانه تبارك وتعالى خالق كل شيء وانه جل وعلا رب العالمين هو خالقهم ومالكهم والمتصرف فيهم لا شريك له في شيء من ذلك فهذه مراتب القدر ولا يكون مؤمنا بالقدر من لا يؤمن بهذه المراتب ولهذا الايمان بالقدر حقيقته الايمان بعلم الله المحيط وكتابته سبحانه وتعالى لمقادير الخلائق وان الامور بمشيئته سبحانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وانه عز وجل الخالق لكل شيء فمن لا يؤمن بهذه الامور لا يكون مؤمنا بالله تبارك وتعالى ومن لا يكون مؤمنا بالله لا يقبل الله سبحانه وتعالى منه عمل ولهذا قال جل وعلا ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين ولهذا جاء في الحديث ان الوليد ابن عبادة ابن الصامت لما حضرت والده الوفاة رضي الله عنه اتى اليه ووطلب منه ان يوصيه بوصية وكان نائما على فراشه فقال اجلسوني طلب منه ابنه ان يوصيه بوصية فقال اجلسوني فاجلسوه فكان مما اوصاه ان قال واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يصيبك ثم قال له اعلم انك ان مت على ذلك مت على غير الاسلام او على غير الملة الذي لا يؤمن بالقدر يموت ان مات على ذلك يموت على غير الاسلام لان الاسلام جاء بالايمان بقدر الله سبحانه وتعالى الشاهد ان من جاهلية هؤلاء جهد القدر وعدم الايمان به انكار القدر وعدم الايمان به هذا من الجاهلية التي عند هؤلاء ولا يعني ذلك ان جميعهم لم يكونوا مؤمنين بالقدر بل بعضهم كان مؤمنا بالقدر مقرا به ويأتي في اشعارهم مثل قول احدهم لمحبوبته يا عبلو اين من المنية مهرب؟ ان كان ربي في السماء قضاها ان كان ربي هذا شاعر جاهلي فيوجد فيهم من يؤمن بان الامور قدر الله سبحانه وتعالى ويوجد فيهم من من يجحد ومن يقول وما يهلكنا الا الدهر ونحو ذلك نعم الرابعة والاربعون الاحتجاج على الله بهم الرابعة والاربعون الاحتجاج على الله به اي بالقدر وهذه نوع من المغالطة التي يمارسها اهل الجاهلية يحتجون على باطلهم بالقدر اذا قيل لهم لماذا تشركون ولماذا ترتكبون الفحشاء يقول ولو شاء الرحمن ما عبدناهم ولو شاء الرحمن ما عبدناهم ولو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا اباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء فيحتجون على باطلهم بالقدر وان الله سبحانه وتعالى لو شاء ما فعلنا ذلك فيحتجون على باطلهم بالقدر وهذا جاهلية جاهلية ومن طريقة اهل الجاهلية عندما يقال لشخص مثلا لماذا لم تصلي فيقول ما قدر الله لي الصلاة هذي طريقة اهل الجاهلية او ما كتب الله لي الصلاة. يحتج على باطله وعلى مخالفته بالقدر هذا نوع من الجاهلية لان الله سبحانه وتعالى قدر مقادير الخلائق وجعل للعبد مشيئة يختار آآ طريق الخير ان شاء ويختار طريق الشر ان شاء وهديناه النجدين ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اعملوا فكل ميسر لما خلق له يقال اعمل لمن عنده مشيئة ولهذا قال سبحانه لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فالانسان عنده مشيئة تار بها طريق الخير ويختار بها طريق الشر كون الانسان يحتج على باطله او على مخالفته او على تركه لطاعة الله سبحانه وتعالى بالقدر هذا من الجاهلية بينما الواجب على العبد في هذا المقام ان يجاهد ان يجاهد نفسه على فعل الصالحات والقيام بالطاعات ويطلب من الله العون والثبات والسداد اما ان يجلس معطلا نفسه عن الخير مبتعدا عن مسالك الخير ثم يقول الله ما كتب لي ذلك هل جاهدت نفسك على الخير وهل رجوت الله وسألته وطلبت منه والححت عليه رجوته فحرمك ام انك حرمت نفسك باعراضك وصدودك وتركك لطاعة ربك تبارك وتعالى والشاهد ان هذه جاهلية كان عليها المشركون ووجد في الامة من صار عنده وجه شبه للمشركين بذلك يحتج على تركه للطاعات او على فعله للمنكرات بالقدر نعم الخامسة والاربعون معارضة شرع الله بقدره معارضة شرع الله بقدره وهذه ايضا جاهلية يعارظون الشرع بالقدر وليس هناك معارضة الا في رؤوس هؤلاء وافهام هؤلاء والا الامر منتظم ولا تعارظ فهؤلاء يعارظون شرع الله بقدره يقولون كيف آآ يقدر سبحانه وتعالى ما لا يرضاه شرعا كيف يقدر ما ما لا يرضاه شرعا اه كيف يقدر ما لا يرضاه شرعا يقدر آآ الكفر مثلا كونا وقدرا والشرك وقد قال سبحانه وتعالى ولا يرضى لعباده الكفر اي لا يرضاه شرعا ودينا وهذا ليس فيه تعارض الا في افهام هؤلاء وعقول هؤلاء ولهذا سلكوا هذا المسلك الباطل الاثم بان عارضوا شرع الله سبحانه وتعالى بقدره وليس بينهما تعارض لان الله سبحانه وتعالى قدر الخير وقدر الشر وابتلى عباده سبحانه وتعالى وامتحنهم واختبرهم ليميز الخبيثة من الطيب المؤمنة من الكافر الصادقة من من الكاذب ابتلاهم سبحانه سبحانه وتعالى بذلك حتى يتحقق الامتحان ويتحقق صدق الصادق وكذب الكاذب ومن المقبل على الله سبحانه وتعالى حقا من غيره ولهذا كانت هذه الدنيا دار امتحان وابتلاء ونبلوكم بالسر والخير فتنة والينا ترجعون فيحتاج من العبد ان يقبل على شرع الله سبحانه وتعالى ودينه وان يحقق العبودية لله تبارك وتعالى وان يسأل الله جل وعلا دوما وابدا ان يثبته على الحق والهدى وان يعيذه من الباطل والرداء نعم قال السادس والاربعون مسبة الدهر كقولهم وما يهلكنا الا الدهر قال رحمه الله تعالى السادسة والاربعون مسبة الدهر مسبة الدهر كقولهم وما يهلكنا الا الدهر الدهر فهو تقلب الليل والنهار تقلب الليل والنهار وتقلب الليل والنهار ليس لليل والنهار فيه اختيار فهو مقلب بتقليب الله سبحانه وتعالى تسب المقلب سبوا المقلب بلا بلا اختيار منه سب لمقلبه ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قال الله تعالى يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار قوله انا الدهر ليس معناه ان الدهر اسم من اسماء الله وصفة من صفاته بل معناه واضح قال وانا الدهر ثم وضح المعنى. قال اقلب الليل والنهار اي تقلب الليل والنهار وهو الدهر هو بتقليب الله تسبوا المقلب سب لمقلبه تبارك وتعالى فالذي يسب الدهر يؤذي الله كما جاء في في الحديث بهذه المسبة للدهر يدين ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار هذه جاهلية سب الدهر مثل قول الانسان آآ قاتل الله مثلا هذا اليوم او او او نحو ذلك من اه من الكلمات التي يسب فيها اليوم او الساعة او يلعن الساعة او او هذه الحزة او هذا الوقت او نحو ذلك فهذا كله من آآ من افعال اهل الجاهلية التي جاء الاسلام بابطاله والتحذير منه وكان اه الواحد من اهل الجاهلية اذا اصيب بضائقة او شدة او مرض او نزلت به نازلة او اصيب بحادث او نحو ذلك سب اليوم او سب الساعة التي حصل فيها ذلك الشيء او لعنها او نحو ذلك هذا كله جاهلية لان الساعة واليوم والدقيقة الليل والنهار والشهور لا تملك من نفسها شيء هي مقلبة بتقليب الله. فسبها سب لمقلبها ومسخرها سب مسخر سب للمسخر جل وعلا فمن جاهلية هؤلاء الجهلاء سبوا الدهر نعم السابعة والاربعون اظافة نعم الله الى غيره كقوله يعرفون يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها نكتفي بهذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين هذا السائل يقول كيف الجمع بين الاحتجاج بالقدر وما جاء من احتجاج بعدم احتجاج بالقدر وما جاء من احتجاج ادم عليه السلام بالقدر على موسى اهل العلم رحمهم الله تعالى يقولون القدر يحتج به المصائب لا المعائب يحتج بالقدر في المصائب دون المعائب فالمصيبة يجوز ان يحتج الانسان عليها بالقدر اما المعائب التي يقع فيها العبد وهي الذنوب والخطايا والاثام وترك الطاعات لا يجوز له ان يحتج عليها بالقدر مثل ان يترك الصلاة فيحتج على تركه للصلاة بالقدر او يرتكب الفاحشة فيحتج على ارتكابه لها بالقدر فهذا باطل لا يحتج آآ بالقدر في في المعايب لكن في المصائب يجوز ان تحتج بالقدر المصائب يجوز ان تحتج بالقدر مثل شخص اصابه حادث او مرض او نحو ذلك فسئل قال هذا امر قدره الله لي كتبه الله علي فالاحتجاز صحيح و الحديث الذي يسأل عنه السائل وهو في محاجة ادم لموسى عليه السلام وفيه قال فحج ادم موسى فحج ادم موسى لان موسى لام ادم على المصيبة لام ادم على المصيبة قال اخرجتنا او اخرجت ذريتك من الجنة وهذه مصيبة فاحتج ادم على هذه المصيبة بالقدر قال اتلومني على شيء كتبه الله علي قبل ان اخلق باربعين سنة كتبه الله عليه قبل ان يخلق اربعين سنة قال فحج ادم موسى فهذا احتجاج بالقدر على المصائب ليس احتجاجا بالقدر على المعائب ولهذا الذنب الذي وقع فيه ادم تاب منه وتاب الله عليه ولا يلومه موسى عليه السلام على ذنب تاب منه لان من تاب من الذنب لا ينام عليه لكن كان موسى عليه السلام لامه على المصيبة فاحتج ادم بالقدر الاحتجاج بالقدر في المصائب صحيح وفي المعائب لا يجوز احسن الله اليكم هذا السائل يقول ما الفرق بين المشيئة والقدر المشيئة والقدر او القدرة قدر قدرة الله عز وجل المشيئة والقدرة يتضح الفرق بينهما بمعرفة ان مشيئة الله سبحانه وتعالى نافذة وقدرته جل وعلا شاملة ويتضح لك الفرق بشكل دقيق بضرب مثال على ذلك اهل النار عندما يدخلون النار يوم القيامة ويطلبون من الله سبحانه وتعالى ان يعيدهم للدنيا ليعملوا فيها صالحا غير الذي كانوا يعملونه والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموت ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل هنا في في ذلك اليوم يوم القيامة نفذت مشيئة الله ان يدخل هؤلاء النار وان يبقوا فيها ابد الابدين يأتي سؤال هنا اليس الله سبحانه وتعالى قادر على ان ان يعيدهم للدنيا ليعملوا صالحا غير الذي كانوا يعملونه الجواب ماذا نعم ان الله على كل شيء قدير ولهذا هنا آآ نفذت المشيئة فبقوا او فيبقون في النار مخلدين ابد الاباد واما القدرة فالله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير فالله جل وعلا على كل شيء قدير قدير على ما يشاؤه سبحانه وعلى ما ما لا يشاؤه على ما هو متضح بالمثال المضروب سابقا يعني على هذا يا شيخ لا يقال والله على ما يشاء قدير والله على ما يشاء قدير الاولى ان يقال ان الله على كل شيء قدير ان الله على كل شيء قدير واذا قال القائل ان الله على ما يشاء قدير ولم يقصد حصر قدرة الله عز وجل في مشيئته فلا اشكال في ذلك ولهذا بعض اهل العلم نهوا عن ان يقال ان الله على ما يشاء قدير لكن هذه اللفظة جاءت في بعض الاحاديث فاذا اطلقت هذه اللفظة ولم يقصد بها حصر بمشيئة الله سبحانه وتعالى ولم يقصد بها حصر قدرة الله عز وجل في بما يشاء فلا اشكال احسن الله اليكم هذا سائل يقول ما معنى يؤذيني ابن ادم هناك فرق بين يؤذيني وبين بلوغ المظرة وحصول الظرر ولهذا في حديث ابي ذر في صحيح مسلم يقول الله تعالى يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني فهو سبحانه وتعالى لا تضره معصية العاصين ولا كفر الكافرين ولا شتم الشاتمين كما انه سبحانه لا تنفعه طاعة الطائعين وعبادة العابدين ودعاء الداعين ولكن قولها يؤذيني اي بتكلم الانسان بهذا الكلام القبيح الكلام المؤذي اما الله سبحانه وتعالى لا يبلغ العباد ضره ولا يبلغون ايضا نفعه احسن الله اليكم. هذا السائل يقول كيف يجعل الشخص حياته كلها توحيد لله تعالى وكيف يستشعر مقام التوحيد في عباداته لله هذا السؤال له جواب مطول وله جواب مختصر ولعلنا نكتفي المختصر ونختم به وهو وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله فهذه خلاصة وافية وكلمة شافية نسأل الله عز وجل لنا اجمعين التوفيق لرضاه والعون على طاعته والهداية الى سواء السبيل وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين