بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه نعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وغفر له وللشارح والسامعين قال في كتابه مسائل الجاهلية قال رحمه الله المسألة السابعة والاربعون اضافة نعم الله الى غيره كقوله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال رحمه الله المسألة السابعة والاربعون اي من مسائل الجاهلية اضافة نعم الله الى غيره اضافة نعم الله من صحة او مال او ولد او غير ذلك من النعم التي يمن الله تبارك وتعالى بها على عباده والنعم كلها منة الله كما قال جل وعلا وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وكما قال جل وعلا وما بكم من نعمة فمن الله فالنعم كلها نعمه سبحانه فهو المنعم الكريم المعطي المنان الجواد سبحانه وتعالى فمن جاهلية اهل الجاهلية نسبة النعم الى غير المنعم نسبة النعم الى من جعله الله سبحانه وتعالى سببا في حصولها او ايضا الى من لم يجعله الله سببا في حصولها وينسون فضل الله سبحانه وتعالى ومنه وتوفيقه وتيسيره واورد رحمه الله شهد ذلك ودليله قول الله عز وجل يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وهذه الاية جاءت في اواخر او قريبا من اواخر سورة النحل وسورة النحل يسميها بعض اهل العلم سورة النعم لكثرة ما عدد الله سبحانه وتعالى فيها من نعمه على عبادة بانواع النعم المتعلقة بالمسكن والمأكل والمشرب والملبس وغير ذلك من نعمه تبارك وتعالى الكثيرة على عباده تعدد جل وعلا في سورة النحل من نعمه ما لم يعدد في سورة اخرى ولهذا تسمى او يسميها بعض اهل العلم سورة النعم في تمام ذكره لهذه النعم قال جل وعلا كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون. اي لله جل وعلا وايضا قال في تمام هذه النعم يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها يعرفون انها من الله بقرارة نفوسهم وانه تبارك وتعالى هو المنعم بها والمتفظل لكن ينكرون نعمة الله بنسبتها الى غيره ينكرون نعمة الله بنسبتها الى غيره مثل ان يقول قائلهم عندما يحظى بنعمة يقول انما اوتيته على علم او يقول ورثته كابرا عن كابر او يقول هذا بجدارة وعرق جبيني وهذا بحذقي او يقول انا اهل لذلك او نحو ذلك فهذا كله داخل في في قوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قول القائل انما اوتيته على علم او هذا بحذق وشطارتي وجدارة او انا حقي به او ورثته كابرا عن كابر او نحو ذلك كله داخل تحت قوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها يعرفون انه هو المنعم ولكن ينكرونها بنسبتها اما الى ما ما جعله الله سبحانه سببا لوجودها او الى ما لم يجعله تبارك وتعالى سببا لوجودها مثل قولهم مطرنا بنوء كذا وكذا والنوع ليس سببا للمطر سبب المطر الافتقار الى الله واستغفاره التوبة اليه وفعل الطاعات فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ولهذا كما ان المسلم مطالبا ان يصون عقيدته مما يفسدها او او ينقضها فكذلك هو مطالب ان يصون الفاظه من كل امر يخل باسلام بالاسلام لله قدره تبارك وتعالى حق قدره ومعرفة منه وفضله جل وعلا على العباد فكما ان القلوب تصلح ايظا الالسنة ينبغي ان تصلح وتصان فاذا من الله تبارك وتعالى على عبده بنعمة وتفضل عليه بعطية عليه ان يذكر نعمة الله عليه قد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله ليرضى عن عبده ان يأكل الاكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها يعرف ان هذه الشربة وهذه الاكلة وهذا الملبس وهذا المسكن نعمته جل وعلا فيحمد الله فيرضى عنه ربه سبحانه قد كان عليه الصلاة والسلام اذا اوى الى فراشه قال الحمد لله الذي اطعمنا وسقانا وكفانا واوانا وكم ممن لا كافي له ولا مؤوي يذكر نعمة الله عليه قبل ان ينام المسلم يذكر نعمة الله عليه فذكر النعمة والاعتراف بالفظل فضل الله سبحانه وتعالى على عبده وحمده جل وعلا وشكره على نعمه هذا الذي يتحقق به ايمان المسلم اما اذا كان ينسب النعمة الى غير المنعم بها فهذا من كفران النعم وهو داخل فيما كان عليه اهل الجاهلية بما اشير اليه في قوله تبارك وتعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها نعم قال الثامنة والاربعون الكفر بايات الله قال رحمه الله تعالى الثامنة والاربعون الكفر بايات الله اي عدم الايمان بها بجحدها وعدم قبولها وعدم قبول ما تضمنته من الهدى والفلاح وسعادة الناس في الدنيا والاخرة فكان من صنائع اهل الجاهلية الكفر بكلام بايات الله وهي كلامه ووحيه تبارك وتعالى المنزل على انبيائه ورسله ثم ماذا عندما يكفرون بايات الله باي شيء يؤمنون تجدهم يؤمنون بالخرافة والضلال والاهواء والباطل ويدعون النور الذي جاء في ايات الله تبارك وتعالى وهذه جاهلية جاهلية جهلاء لا يؤمنون بايات الله يكفرون بها وفيها عزهم وفلاحهم وسعادتهم في الدنيا والاخرة ويؤمنون بالخرافة والاوهام والشعوذة وكتب السحر والكتب المظلمة يؤمنون بها ويقبلون عليها وكلام الله تبارك وتعالى واياته ووحيه وتنزيله هذه لا لا يؤمنون بها بل يكذبون ويجحدون نعم قال التاسعة والاربعون يحد بعظها التاسع والاربعون جهد بعظها اي انه لا يجحدها كاملة وانما يجحد بعضها ولا سيما اذا كان هذا البعض يخالف هواه ولا يوافق ما يريد وما يتوجه اليه ولهذا قال الله سبحانه وتعالى في شأن اليهود قال افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فيؤمن ببعض ايات الكتاب ويجحد بعضا يؤمن منها بما يوافق هواه ويجحد منها ما كان مخالفا لهواه ولتوجهه فهذا ايضا من الجاهلية لان الايات كلها كلام الله وكلها حق وهدى وسعادة وفلاح للانسان في الدنيا والاخرة فكونه يؤمن ببعضها ويجحد بعضها هذا تفريق بين متماثل كلها حق وكلها هدى وكلها ظياء ونور فما الذي يجعله يؤمن ببعض ويكفر ببعض والكل حق وهدى. ما الذي فرق بين ما امن به وما وما لم يؤمن به فهذا كله من دلائل جاهلية هؤلاء نعم قال الخمسون قولهم ما انزل الله على بشر من شيء الخمسون مسائل جاهلية قولهم ما انزل الله على بشر من شيء وهذه قالها اليهود جهدا لرسالة محمد عليه الصلاة والسلام وما بعثه الله تبارك وتعالى به من الحق والهدى لما جاء عليه الصلاة والسلام بالقرآن الكريم كلام رب العالمين ووحيه وتنزيله سبحانه وتعالى لما جاء بذلك عليه الصلاة والسلام قال اليهود ردا لذلك وتكذيبا به ما انزل الله على بشر من شيء ولاحظ كلمة هؤلاء الافاكين المفترين لم يقولوا فقط هذا الذي جئت به لم لم ينزل عليك من الله لم يقولوا هذا الذي جئت به وادعيت انه منزل من الله لم ينزل من الله بل قالوا هذا الكلام العام قالوا ما انزل الله على بشر من شيء مطلقا فهذا جهد الكتب المنزلة كلها وهذا يشمل ايضا التوراة التي يدعون الانتساب اليها وانهم من اهلها ولهذا جاء في السياق نفسه قل من انزل التوراة التوراة التي تدعون انكم تؤمنون بها؟ من الذي انزلها فهم يقولون في ردهم وتكذيبهم للوحي المنزل على محمد عليه الصلاة والسلام قالوا ما انزل الله على بشر من شيء وهذه الكلمة فيها جحد لجميع الكتب المنزلة والايمان بالكتب اصل من اصول الايمان الايمان بكتب الله اصل من اصول الايمان قال الله تعالى وقل امنت بما انزل الله من كتاب اي امنت بكل كتاب انزله الله على كل رسول وقل امنت بما انزل الله من كتاب وهؤلاء قالوا ما انزل الله على على بشر من شيء جاحد للكتب المنزلة كلها وقال تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل الف قوله والكتاب الذي انزل من قبل الاستغراق اي جميع الكتب المنزلة من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا فجهد الكتب المنزلة وعدم الايمان بها كفر بالله تبارك وتعالى لانها كتب الله فمن كفر بها فهو كافر بالله تبارك وتعالى نعم قال الحادية والخمسون قولهم قولهم في القرآن ان هذا الا قول البشر المسألة الحادية والخمسون مسائل الجاهلية قولهم اي اهل الشرك واهل الجاهلية في القرآن اي في كلام الله تبارك وتعالى المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم قولهم ان هذا اي القرآن الا قول البشر ان هذا الا قول البشر اي ليس كلام الله وليس منزلا من الله تبارك وتعالى ولم يتكلم الله تبارك وتعالى به بل هو قول البشر اي هذا كلام قاله بشر لم يقله لم يقله الله تبارك وتعالى وانما قاله بشر اي قاله احد الناس والنبي صلى الله عليه وسلم لم يأتي به من الله تبارك وتعالى وهذا كفر وجاهلية جهلاء كان عليها هذا هؤلاء قالوا ذلك جهدا للحق قالوا ذلك جهدا للحق ان هذا الا قول البشر وهذا الزعم زعم متكرر من اهل الجاهلية في رد الوحي عندما يقولون ان هذا الا قول بشر اي ان ان هذا مخلوق من مخلوقات الله ليس صفة من صفاته وليس من كلامه تبارك وتعالى وهذا يؤدي الى رد الوحي وامتهانه وعدم قبوله بخلاف ما اذا امن الانسان بانه وحي الله وتنزيله وكلامه فان هذا يورث الانسان تعظيم الكلام العناية به وقدره حق قدره فكان من جاهلية هؤلاء المتكررة عبر التاريخ الادعاء بان الوحي المنزل من الله تبارك وتعالى ليس من كلام الله ولهذا في القرآن ورد في سياق تكذيب بعض امم الانبياء لانبيائهم قولهم للانبياء ان هذا الا خلق الاولين في قراءة هذا الا خلق الاولين ان هذا الا خلق الاولين مثل قول الوليد هنا ان ان هذا الا قول البشر ان هذا الا قول البشر اي مخلوق ليس من كلام الله تبارك وتعالى فالقول بان القرآن مخلوق هذه جاهلية موروثة من ميراث موروث من اهل الجاهلية الذي يقول ان القرآن مخلوق وانه ليس كلام الله تبارك وتعالى هذه تركة ورثت من اهل الجاهلية قد قال عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم ويوجد في المنتسبين للاسلام من يدعون ذلك يدعون ان القرآن مخلوق وانه ليس كلام الله وانه اما عبارة عن كلام الله او حكاية عنه وان الله بزعمهم تعالى عما يقولون لا يتكلم لا لا يتكلم فهذا كله جاهلية وظلال وافك وقول على الله تبارك وتعالى بلا علم فالقرآن كلام الله قال عز وجل وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله قال تعالى وكلم الله موسى تكليم فالقرآن كلام الله والتوراة كلام الله والانجيل كلام الله ولا يزال رب العالمين يتكلم متى شاء بما شاء كلاما يليق بجلاله كماله وعظمته وكما انه سبحانه وتعالى له ذات لا تشبه الذوات فهو تبارك وتعالى له صفات يليق بجلاله وكماله منها الكلام لا تشبه الصفات فنؤمن بذلك ونقر به ونثبت لربنا تبارك وتعالى الكلام ونقول ان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى منه بدأ واليه يعود قال عز وجل وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين قال تعالى تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين فهو من الله هو الذي تكلم به جل وعلا فمن قال في القرآن غير ذلك فهذه جاهلية والله عز وجل توعد في هذا السياق من قال هذا القول الاثم والكلام الباطل ان هذا الا قول البشر توعده تبارك وتعالى بقوله ساصليه سقر وما ادراك ما سقر لا تبقي ولا تذر الى اخر الايات نعم قال رحمه الله الثانية والخمسون القدح في حكمة الله تعالى. الثانية والخمسون القدح في حكمة الله تعالى وهذا من الجاهلية الزعم بان مشيئة الله وافعاله سبحانه وتعالى تصدر عن غير حكمة فينفون الحكمة بافعاله جل وعلا وهذا من الجاهلية لانه تبارك وتعالى لا يفعل شيء الا عن حكمة وهو تبارك وتعالى حكيم من اسمائه الحكيم الذي له الحكمة البالغة جل وعلا في كل افعاله ولا يفعل شيئا الا عن حكمة خلق الخلق لحكمة واوجدهم لحكمة وشرع الشرائع لحكمة او امر بالاوامر ونهى عن النواهي لحكمة لا يأمر بشيء الا وفيه مصلحة ونفع للعباد ولا ينهى عن شيء الا فيه مضرة على العباد افعاله واوامره ودينه كل ذلك صادر عن حكمة فمن جاهلية اهل الجاهلية ومن اخذ بسنة اهل الجاهلية من فرق الضلال نفي الحكمة عن الله قد وجد في الفرق في بعض الفرق المنتسبة الاسلام نفي الحكمة ويقولون ان الله عز وجل يفعل بمشيئته يخلق يوجد ونحو ذلك لا عن حكمة فينفون الحكمة والتعليل في افعال الله تبارك وتعالى وهذه جاهلية جهلا؟ نعم قال الثالثة والخمسون اعمال الحيل الظاهرة والباطنة في دفع ما جاءت به الرسل. كقوله تعالى ومكروا ومكر الله وقوله تعالى وقالت طائفة من اهل الكتاب امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار اخرة قال رحمه الله المسألة الثالثة والخمسون اعمال الحيل المسألة الثالثة والخمسون عمال الحيل الظاهرة والباطنة في دفع ما جاءت به الرسل وهذه من طرائق اهل الجاهلية يحتالون على الشرائع وعلى ما جاءت به الانبياء ويبحثون عن دفعه ورده بانواع الحيل وكلما امروا بامر ارادوا ان يتفلتوا منه وان يتخلصوا منه باي حيلة وباي طريق ومن اكثر الامم فعلا للحيل اليهود وهم اهل مكر اهل مكر كبار واهل احتيال واسع للتخلص من الشرائع والتنصل مما يأمرهم الله تبارك وتعالى به فاهل حيل كثيرة جدا مرادهم بها التخلص من اوامر الله تبارك وتعالى والله عز وجل ذكر شيئا من حيل هؤلاء الا ووجه التحذير للامة من ان يفعلوا مثل فعلهم مثل ما ذكر تبارك وتعالى من نهيه لهم عن الاصطياد اصطياد الاسماك في يوم السبت فلما نهاهم عن ذلك احتالوا فكانوا يضعون الشباك في في البحر يوم الجمعة ويأخذونها يوم الاحد ويأخذونها يوم الاحد وهذي من حيل من حيل اليهود والله عز وجل لما نهاهم عن الاصطياد يوم السبت ابتلاهم فاصبح الصيد يكثر كثرة مغرية يوم السبت ويفتقدونه في الايام الاخرى تحتال على شرع الله سبحانه وتعالى فكانوا يضعون الشباك يوم الجمعة ويأخذونها ممتلئة بالاسماك يوم الاحد وهم بزعمهم انهم لم يباشروا صيدا يوم السبت وهذا الذي ابتلى الله سبحانه وتعالى به اليهود ابتلى به اصحاب محمد عليه الصلاة والسلام فهو جل وعلا نهاهم عن الصيد وهم حرم فكان الصيد يأتي تناله رماحهم وايديهم يأتي الصيد وهم من اهل الصيد ويحبون الصيد وتتوق نفوسهم للصيد فنهاهم الله عز وجل عن الصيد فابتلاهم الله ان تنال الصيد رماحهم وايديهم حتى لو بيده يريد ان يمسكه يستطيع فما كانوا يتعرضون له فما كانوا يتعرضون له فرق بين اهل الايمان والصدق مع الله تبارك وتعالى وبين اهل المكر والاحتيال والكيد المكر والاحتيال والكيد هذه جاهلية ومن طرائق اهل الجاهلية اما المؤمن فانه يتلقى اوامر الله سبحانه وتعالى بالقبول والانقياد والاستسلام ولا يحتال على اوامر الله تبارك وتعالى ولا يبحث لنفسه عن عن حيل يمشي بها الامر ويتعدى بها حدود الله تبارك وتعالى وهذا الاحتيال يدخل على نفس الانسان عندما تريد ان تتفلت من الاوامر عندما تريد ان تتفلت من الاوامر وتتخلص منها فيبدأ يبحث عن الحيل يبحث عن الحيل التي يتخلص فيها بزعمه من امر الله تبارك وتعالى قال كقوله ومكروا ومكر الله كقوله ومكروا ومكر الله وهذه الاية جاءت في سياق بيان حال اليهود ومكرهم الكبار بالتفلت من اوامر الله تبارك وتعالى والتخلص من شرائعه وما يأمر به تبارك وتعالى عبادة بالمكر اي بالاحتيال وانواع التلبيس الذي يريدون به التخلص مما يأمرهم الله تبارك وتعالى به قال وقوله وقالت طائفة من اهل الكتاب امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار واكفروا اخره امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار واكفروا اخره وهذي ايظا داخلة فيما سبق داخلة فيما سبق من احتيال اليهود ومكر اليهود سعيهم ايضا في آآ نشر الباطل يحتالون مثل هذه الحيل من من اجل نشر الباطل ورد الحق وماذا يقصد هؤلاء بهذه الطريقة امنوا بالذين امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار واكفروا اخرهم ماذا يقصدون بذلك لانهم بهذه الطريقة يريدون خلخلة اهل الايمان وادخال الشكوك عليهم مثل ان يأتي مجموعة من هؤلاء اهل الكتاب ويدخلون في الاسلام ويقولون اقتنعنا انه الدين الحق وامنا في الصباح الباكر يأتون ويقولون نحن اقتنعنا بان دينكم دين حق وانه من الله وان فيه الهدى وها وها نحن نعلن ايماننا ونعلن اسلامنا هذا في اول النهار كذبا ليس عن قناعة ولا عن صدق ثم في اخر النهار يقولون لا نحن تبين لنا ان هذا دين غير صحيح وانه وانه دين كاذب وانه دين ملفق فنحن نرجع هذه الطريقة يسلكها بعض هؤلاء من اجل خلخلة اهل الايمان وتشكيكهم في الدين فيبدأ الضعفاء والجهلة يقولون هؤلاء امنوا وعرفوا الدين اقتنعوا بما فيه ثم في اخر النهار كفروا اذا في شيء في هذا الدين. فيبدأ الشك يدخل على الجهلة والضعفاء فهذه حيلة قيل يفعلها هؤلاء من اجل تشكيك الناس في دينهم يطلبون من بعضهم او يتواصون على ان يؤمنوا بالكتاب او يعلن بعضهم الاسلام لوقت معين ثم يرجع ومرادهم بهذه الحيلة تشكيك الناس تشكيك اهل الايمان في دينهم خلخلة ايمانهم هذه كلها من حيل اه اليهود وحيل اهل الضلال والباطل وهذا كله من الجاهلية نعم قال الرابعة والخمسون الاقرار بالحق ليتوصلوا به الى دفعه كما قال في الاية هذا كالتفصيل لما سبق من من جاهلية هؤلاء الاقرار بالحق ليتوصلوا به الى دفع الى دفع وهذه حيلة يفعلها هؤلاء حين يفعلها هؤلاء ليتوصلوا من خلالها الى دفع الحق ورد الدين الذي بعث به انبياء الله تبارك وتعالى ورسله عليهم صلوات الله وسلامه فيحتالون مثل هذه الحيل من اجل ان ان يتوصلوا من خلالها الى دفع الحق قال الاقرار بالحق الاقرار بالحق اي الاقرار الظاهري ظاهرا بالحق فيعلنون انهم مثلا اسلموا وانهم امنوا بما جاء به الرسول ظاهرا يعلنون ذلك من اجل ان يتوصلوا الى دفعه كيف يتوصلون الى دفعه اي بعد ان يمكثوا فترة ليست بطولة مقرين بالحق معلنين الدخول فيه يعلنون بعد ذلك رجوعهم يعلنون رجوعهم مجموعة منهم تعلن الاقرار بالحق ثم بعد وقت ليس بالطويل يعلنون رجوعهم عن الحق ومرادهم بذلك الرجوع مرادهم اصلا بالدخول والاقرار ومن ثم الرجوع مراد بذلك كله دفع الحق طريقة يفعلونها واحتيال يحتالونه من اجل دفع الحق ورده وادخال الشك على اهله نعم قال الخامسة والخمسون التعصب للمذهب كقوله كقوله فيها ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم قال الخامسة والخمسون التعصب المذهب اي المذهب الذي هم عليه والمسلك الذي يسلكونه بعجره وبجره وكيفما كان ولو كان كله اهواء وكله ظلال وكله باطل يتعصبون له تعصبا اعمى ولا يحيدون عنه قيد انملة بل يتمسكون به وينافحون عنه ويدافعون متعصبين له تعصبا اعمى ولهذا وضعوا قاعدة لانفسهم يعلنون فيها تعصبهم مذهبهم ذكرها الله سبحانه وتعالى في قوله ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم اي لا تقبلوا من احد مهما يقول لكم حتى لو كان ما يقوله حق بين ونور واضح لا تقبلوا لا تقبلوا من احد الا لمن تبع دينكم اي من كان معكم على دينكم وعلى مذهبكم يقبل منه اما من لم يكن كذلك اياكم ان تأخذوا منه حرفا واحدا او تقبل منه شيئا فهذا هذا من الجاهلية الحق احق ان يتبع والواجب على على على صاحب الحق ان يقبل الحق اينما وجد التعصب الاعمى جاهلية كان عليها اهل الضلال والباطل وجاء الاسلام بابطال ذلك ودعوة الناس الى الايمان بالحق والى التفكر والى الخروج من ربقة تقليد الاعمى والتعصب الاعمى والنظر في الامور والوقوف عند الادلة والحجج والتوجه الى الله سبحانه وتعالى السؤال بالهداية قد كان نبينا عليه الصلاة والسلام يقول في ترتاحي لصلاة الليل اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك فانك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم نعم قال السادسة والخمسون تسمية اتباع الاسلام شركا كما ذكره في قوله تعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله قال المسألة السادسة والخمسون تسمية اتباع الاسلام شركا تسمية اتباع الاسلام شركا اي شركا بالله عز وجل وهذه من الامور التي فعلها اهل الجاهلية لرد الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر المصنف رحمه الله تعالى شاهدا لهذه الجاهلية قال كما ذكره الله تبارك وتعالى في قوله ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله وقد ذكر العلماء رحمهم الله تبارك وتعالى في كتب التفسير بسبب نزول هذه الاية اننا صار نجران لما اتوا الى النبي عليه الصلاة والسلام ودعاهم الى الايمان ووضح لهم الدين وبين لهم ما بعث به صلوات الله وسلامه عليه وان دين الانبياء واحد كلهم دعاة الى توحيد الله عز وجل واخلاص الدين له لما دعاهم الى ذلك وبين لهم عليه الصلاة والسلام هذا البيان قالوا انت تريد منا ان نعبدك تريد منا ان نعبدك فسموا الذي الذي دعاهم اليه عليه الصلاة والسلام من التوحيد والاستسلام لله والانقياد له و تحقيق توحيده تبارك وتعالى سموا ذلك شركا فقالوا للنبي عليه الصلاة والسلام انت تريد تريد منا ان نعبدك وعبادة المخلوقين من دون الله شرك بالله شرك بالله ولهذا انزل الله سبحانه وتعالى في ابطال دعوة هؤلاء مبرئا رسله فكل مبرئا رسله كلهم من ذلك فقال ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله فالرسل مبرؤون من ذلك منزهون من ان يكونوا مثل هذه المقالة وبهذا يعلن الفساد العريظ الواسع الذي يقع فيه بعض من ينتسب الى دين محمد عليه الصلاة والسلام ثم يتخذه معبودا من دون الله يصرف له انواع العبادة يدعوه ويستغيث به ويلتجأ اليه ويطلب منه المدد والعون فهذا كله مناقظ تمام المناقظة لهذه الاية ومناقض تمام المناقض للاسلام الذي بعث به عليه الصلاة والسلام لانه بعث بما بعث به جميع الانبياء من اخلاص الدين لله وافراده تبارك وتعالى بالعبادة وان العبادة لا يصرف شيء منها لاحد كائنا من كان لا نبيا مرسل ولا لملك مقرب ولا لغيرهما من مخلوقات الله تبارك وتعالى لان العبادة حق لله عز وجل لا يصرف شيء منها الا له عز وجل نعم السابعة والخمسون تحريف الكلم عن مواضعه المسألة السابعة والخمسون تحريف الكلم اي الكلام كلام الله سبحانه وتعالى عن مواضعه اي التي انزل عليها وكلام الله تبارك وتعالى انزل مشتملا على الحق والنور والهدى والظياء وقد سلك آآ اهل الجاهلية في رد كلام الله سبحانه وتعالى المشتمل على الحق والنور مسالك كثيرة من اجل رده منها التحريف منها التحريف تحريف الكلم عن مواضعه ولهذا قال الله سبحانه وتعالى في ذمه لليهود يحرفون الكلم عن مواضعه والتحريف هو التغيير والتبديل التحريف هو التغيير والتبديل ويكون التحريف بتغيير الالفاظ ويكون ايضا بتغيير المعاني يكون التحريف بتغيير الالفاظ ان يغيروا الفاظ كلام الله مثل ما صنع اليهود في تحريف التوراة حرفوها تحريفا واسعا وغيروا فيها وكتبوا اشياء بايديهم وزعموا انها من كلام الله وزادوا ونقصوا وبدلوا وغيروا في كلام الله يحرفون الكلمة عن مواضعه اي يبدلونه بتغيير الفاظه او يبدلونه بتغيير معانيهم ومدلولاته ومن الامثلة على تحريف اليهود ان الله سبحانه وتعالى لما امرهم ان يقولوا حطة اي حط عنا خطايانا وان يدخلوا الباب سجدا حرفوا ذلك فزادوا نونا قالوا حنطة اي حبة من حنطة فتغير المعنى وتغير المدلول وفسد المراد لانهم قيل لهم قولوا حطة اي حطة عنا خطايانا فزادوا نونا قالوا حنطة تحريفا للكلم وقال ادخلوا الباب سجدا فدخلوا الباب على اساتهم على ظهورهم كل ذلك مخالفة وتغيير وتبديل لم امرهم الله تبارك وتعالى به فهذا من الجاهلية سواء تحريف الالفاظ او تحريف المعاني وهذا الذي كان هذه السنة التي كان عليها اليهود وجد ايضا في المنتسبين الى محمدا عليه الصلاة والسلام والى دين الاسلام من سلكوا هذا المسلك وتحريف الالفاظ الفاظ القرآن غير مستطاع والله عز وجل حفظ القرآن وصانه عن ذلك فاشتغلوا بتحريف المعاني اشتغلوا بتحريف المعاني وقيظ الله سبحانه وتعالى من الائمة العدول علماء الاسلام من ينفون عن كلام الله تحريفا المبطلين وتأويل الجاهلين فوجد من يحرف في الكلام ويبدل ويغير يحمل القرآن على غير معناه وعلى غير مدلوله سواء في صفات الله تبارك وتعالى او في امور الدين الاخرى بين مقل او او مستكثر ومن يقرأ دين الباطنية يرى تحريفا معاني كلام الله تبارك وتعالى شنيعا عجيبا في الغاء للشرائع والعقائد ولكل ما جاء عن الله تبارك وتعالى لان كل شيئا من كلام الله له تفسير عندهم على ما يهوونه وهكذا اهل الباطل من اصحاب العقائد الفاسدة ايضا يشتغلون بالتحريف تحريف الاسماء وتحريف الصفات وتحريف ما لا يوافق اهواءهم من كلام الله تبارك وتعالى فهذا كله من الجاهلية التي جاء الاسلام بابطالها نعم قال الثامنة والخمسون لي الالسنة بالكتاب قال المسألة الثامنة والخمسون لي الالسنة بالكتاب يلون السنتهم بالكتاب اي يحركون يحركونها به ليظن انهم من اهل الكتاب ليظن انهم من اهل الكتاب وهم ليسوا من اهل الكتاب ولكن هذا المسلك سلكه هؤلاء ليظن انهم من اهل الكتاب ومن ثم يا يتوصل الى ما يريدونه من باطل والى ما يريدونه من ضلال فهذا ايضا من من اعمال الجاهلية يحرك لسانه بالكتاب تلاوة ترتيلا ليظن انه من اهل الكتاب وهو ليس من اهله بل مما يذكر وهو من عجيب ما يذكر ان بعض المبشرين او بعض المنصرين بعبارة ادق بعضهم حفظ القرآن بعضهم حفظ القرآن لا لا لشيء الا يشكك الناس وليلبس عليهم وليثير المتشابه في بينهم وليشككهم في في دينهم تمنى ينظر اليه وويجده يحفظ ايات من القرآن يطمئن يطمئن الى ما سيقول ثم يجعل هذه منفذا له آآ نشر ما عنده من ضلال وباطل فهذه من طرائق اهل الضلال من طرائق اهل الضلال نعم قال التاسعة والخمسون تلقيب اهل الهدى بالصبات والحشوية قال التاسع والخمسون تلقيب اهل الهدى بالصبات اي الصابئة والحشوية اي اهل الحسو اس لامور ليس فيها فائدة وليس من ورائها طائل فينبزونهم بالالقاب ينبزون اهل الحق بالالقاب فيقولون صابئة او يقولون حشوية او يقولون غثاء او غبر او نحو ذلك من الكلمات التي يطلقونها على اهل الحق واهل الهدى من اجل ماذا من اجل التنفير من اجل تنفير الناس عن الحق والهدى لما عجزوا عن مقاومة حجج الحجج والبينات وافلس من ذلك لجأوا الى حيلة المفلسين وهي الكذب الرخيص الدعايات الملفقة هؤلاء صابئة هؤلاء حشوية هؤلاء نابتة هؤلاء غثر هؤلاء كذا القاب يطلقونها على اهل الحق والهدى من اجل ان ينفروا الناس عنهم وهذه طريقة موجودة عند اهل الباطل في قديم الزمان وحديثه اذا ارادوا تنفير الناس عن حق او هدى موجودا عند غيرهم لقبوا من عنده الحق بالالقاب لينفروا عن الحق الذي معه؟ نعم قال الستون افتراء الكذب على الله قال الستون افتراء الكذب على الله وهذا كثير عند اهل الباطل يفترون الكذب على الله سبحانه وتعالى وينسبون اليه قراء وكذبا ينسبون اليه ضلالهم وباطلهم وما هم عليه من نحل زائفة وعقائد باطلة ينسبونها الى الله تبارك وتعالى افتراء على الله وكذبا على الله سبحانه وتعالى قد قال الله تعالى ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذبة هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب فهؤلاء من طرائقهم الكذب على على الله سبحانه وتعالى وذلك بنسبة ما هم عليه من عقائد باطلة واديان فاسدة الى الله عز وجل يقولون هذا الذي نحن عليه هو دين الله يكون هذا هو من الله او يقولون الله هو الذي حرم هذا او الله الذي حلل داء هذا كذبا وافتراء على الله سبحانه وتعالى فهذا من مسالك اهل الجاهلية والكذب على رسل على رسل الله من الكذب على الله لان الرسل مبلغون عن الله قد قال عليه الصلاة والسلام من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ولهذا اهل البدع اهل البدع استغلوا فهذا المسلك القبيح الكذب على الرسول عليه الصلاة والسلام من اجل نشر بدعهم ونشر خرافاتهم وذكرت لكم بعض الامثلة على ذلك فيما سبق بعض الكذبة من المشركين عبدة الاوثان وعبدة القبور يقول قال صلى الله عليه وسلم اذا اعيتكم الامور فعليكم باهل القبور والعياذ بالله هذا كلام لا يقوله مشرك فضلا عن ان يقوله مسلم فضلا عن ان يقوله عالم فضلا عن ان يقوله نبي الله صلى الله عليه وسلم اذا اعيتكم القبور اذا عيتكم الامور فعليكم باهل القبور النبي عليه الصلاة والسلام قال اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لا ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يظروك بشيء لن يظروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف هذا كلامه عليه الصلاة والسلام ايضا قول بعض الكذبة من المشركين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو لو اعتقدت في حجر نفعك هذا كلام المشركين اهل القبور واهل الشرك واهل الوثنية هذا كلامهم وينزه اه كل مسلم وكل عالم فظل عن نبي الله ورسوله عليه الصلاة والسلام مثل عن مثل هذا الكلام الفاسد الباطل فالشاهد ان اهل الجاهلية في قديم الزمان وحديث من طرائقهم الكذب على الله والكذب على رسله عليهم صلوات الله وسلامه نعم قال الحادية والستون التكذيب بالحق الحادية والستون التكذيب بالحق يكذبون على الحق ويكذبون بالحق يكذبون على الحق على رب العالمين ويكذبون بالحق الذي جاء جاء جاءهم من من الله تبارك وتعالى يجحدونه ولا ولا يؤمنون به فجمعوا بين سوءتين في باب التكذيب الاولى الكذب على الله بنسبة الاديان الفاسدة الباطلة التي هم عليها الى الله عز وجل والثانية الكذب على الله والثانية التكذيب بما جاء بما جاءهم من الله يكذبون به فجمعوا بين السوأتين تكذيب الحق الذي جاءهم من الله سبحانه وتعالى وكذب على الله بنسبة الباطل الذي هم عليه الى الله تبارك وتعالى وكل ذلك جاهلية نعم قال الثانية والستون كونهم اذا غلبوا بالحجة فزعوا الى الشكوى للملوك كما قالوا اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض؟ هذي من طريقة اهل الجاهلية ومن مسالك المفلسين من الحجج والبراهين هذه من مسالكهم لهم مسالك كثيرة منها هذا المسلك الذي ذكره المصنف رحمه الله كونهم اذا غلبوا بالحجة اي لم يستطيعوا مقاومة حجة بحجة وبرهان ببرهان يلجأون الى الشكوى للملوك يلجأون الى الشكوى للملوك كيف يصنعون يأتون الى قيل الى الملك ويقولون له ان فلان يسعى للاطاحة بملكك ويخطط اه ان يكون هو الملك وهكذا يأتون يلفقون اشياء ويكذبون امور من اجل ان يتسلط الملك علي فهذه الطريقة طريقة من طرائق اهل الجاهلية ولهذا قال كونهم اذا غلبوا بالحجة فزعوا الى الشكوى للملوك وطريقتهم في الشكوى متكررة ماذا يقولون؟ اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض تتركهم هكذا يفسدون ويعثون في الارض فسادا انت ملكك الذي انت عليه يتضرر من هذا الفساد الذي هم يسعون فيه اتذر موسى تترك موسى الى متى تتركه؟ يحرضون الملوك حتى يتسلطوا على اهل الحق فهذه الطريقة من طرائق اهل الجاهلية شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كان من دعاة الحق وائمة الهدى لما عجز خصومه من اهل البدع واهل الضلال واهل الباطل عن مقاومة الحجج التي معه سلكوا هذه الطريقة وذهبوا الى الوالي وقالوا له مفتريين وكاذبين قالوا لا ان ابن تيمية يخطط ان يكون هو الوالي ان ابن تيمية يخطط ان يكون هو الوالي ولتكون الولاية له والى متى تتركه فقام الوالي واستدعى ابن تيمية واخذ يسائله ويحقق معه في هذا الموضوع فقال له ابن تيمية رحمه الله والله ان ملكك هذا لا يساوي عندي فلسين والله ان ملكك هذا لا يساوي عندي فلسين فقالوا والله اني اعلم انك صادق رجل معروف في العلم والاشتغال بالدعوة الى الله وبالتعليم ولا ولا يفكر اصلا ولا يخطر بباله مثل هذه الامور فلما اخذ يحقق معه ويسأله قال والله ان ملكك هذا لا يساوي عندي فلسين. قال والله اعلم انك صادق فالشاهد ان هذه هذه من الطرائق التي يسلكها اهل اهل الباطل واهل الضلال الفزع الى الملوك بالشكوى اليهم وتلصيق التهم والافتراءات على اهل الحق نعم الثالثة والستون قال رميهم اياهم بالفساد في الارض كما في الاية رميهم اياهم اي دعاة الحق من الانبياء واتباع الانبياء من الدعاة الى الحق بالفساد في الارض كما في الاية اي المتقدمة فهذه هذا من مسالك اهل اهل الباطل يزعمون ان ان اهل الحق يفسدون في الارض ولهذا قالوا اتذروا موسى وقومه ليفسدوا في الارض اتذر اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض فاخذوا فزعموا ان ان موسى وقومه اي الذين كانوا معه على الحق والهدى انهم من المفسدين في الارظ ولهذا بالمقابل لما سعى فرعون لنقض ما جاء به موسى ماذا قال للناس قال ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد وما اهديكم الا سبيل الرشاد يعني لا اهديكم الى السبيل الذي هو الافساد في الارض الذي عليه موسى اهديكم الى سبيل الرشاد ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل رشاد كلمة في ظاهرها جميلة لكنها تحمل ماذا تحمل الكفر والباطل وهذه طريقة اهل اهل الباطل يعني يلمعون الشيء الذي يدعون اليه ويصفون بالصفات الجميلة حتى يقبل وايضا هي يقعون في اهل الحق كذبا وافتراء حتى ينفر الناس منهم مثل قولهم عن اهل الحق انهم مفسدين في الارض وانهم يفسدون في الارض وانهم من اهل الفساد في الارض من اجل صد الناس عن الحق الذي معهم قال الرابعة والستون رميهم اياهم بانتقاص دين الملك كما قال تعالى وياذرك والهتك وكما قال تعالى اني اخاف ان يبدل دينكم قال الرابعة والستون رميهم اياهم اي رمي اهل الجاهلية اهل الحق بانتقاص دين الملك بانتقاص دين الملك هذي من الطرائق كما قال تعالى ويدرك والهتك قالوا قال آآ اه اهل الضلال لفرعون قال اهل الضلال لفرعون منفرين من موسى عليه السلام قالوا ان موسى جاء بدين يريد ان يتوصل به الى الغاء ما انت عليه من من من الدين الصحيح ويدرك والهتك ان يلغي كل كل ما انت عليه من الحق والهدى هكذا قالوا قالوا لفرعون قالوا ويا درك اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض قالوا ويدرك والهتك ويدرك والهتك وكما قال تعالى اني اخاف ان يبدل دينكم اني اخاف ان يبدل دينكم ان يغير الدين الحق الذي انتم عليه فهذه من طرائق اهل الجاهلية في رد الحق والهدى نعم قال الخامسة والستون رميهم اياهم بانتقاص الهة الملك كما في الاية رميهم اي اهل الجاهلية اياهم اي اهل الحق بانتقاص الهة الملك بانتقاص الهة الملك قال كما في الاية اي المتقدمة ويدرك والهتك فيكون هذا جاء ينتقص الالهة ويحط من شأنها ويقلل من قدرها فايضا يا جعلوا هذا مسلكا لهم للتنفير من الحق والصد عنه نعم. قال السادسة والستون رميهم اياهم بتبديل الدين كما قال تعالى اني اخاف ان يبدل دينكم او ان يظهر في الارض الفساد. رميهم اي اهل الجاهلية اياهم اي اهل الحق بتبديل الدين تبديل اي تغييره كما قال تعالى فيما ذكر عن فرعون انه قال لقومه اني اخاف ان يبدل دينكم اي اخاف عليكم من موسى ان يبدل دينكم او ان يظهر في الارض الفساد او ان يظهر في الارض الفساد وهذا من قبيل رمتني بدائها وانسلت هذا صنيع فرعون صنيع صنيع فرعون هو اظهار الفساد في الارض بل اعظم الفساد في الارض جاء على يديه وعلى يدي امثاله ومنهم على شاكلته واما موسى عليه السلام وبقية الانبياء جاؤوا بالحق والهدى وصلاح الناس وجاءوا بما تدعو اليه الفطر السليمة والعقول السليمة هذا الذي جاء به موسى عليه السلام لكن هؤلاء من اجل التنفير والصد عن عن الحق والهدى يقول يقولون مثل هذا الكلام قال اني اخاف ان يبدل دينكم او ان يظهر في الارض الفساد نعم قال السابعة والستون رميهم اياهم بانتقاص الملك كقولهم ويا درك والهتك رميهم اياهم بانتقاص الملك كقولهم ويدرك والهتك. الشهد ويدرك الشاهد من الاية قوله ويا درك ان يتركك ويلغي مكانتك ومنزلتك وهذا فيه انتقاص لك وحط من شأنك وقدرك فهذه من طرائق هؤلاء من طرائق هؤلاء رمي اهل الحق بانتقاص الملك مثل ما جاء في هذه الاية ويدرك والهة اكنان الثامنة والستون دعواهم العمل بما عندهم من الحق كقوله نؤمن بما انزل علينا مع تركهم اياه ثم ذكر المسألة الثامنة والستون دعواهم العمل بما عندهم من الحق هذا ادعاء لكن من حيث الواقع العملي خلاف ذلك يدعون انهم يعملون بالحق الذي عندهم لكن في حقيقة الامر حتى الحق الذي عندهم هم مضيعون له غير عاملين به قال كقولهم نؤمن بما انزل علينا نؤمن بما انزل علينا وهم في الواقع حتى الذي انزل عليهم مفرطين فيه ولهذا قال المصنف مع تركهم اياه مع تركهم اياه نعم التاسعة والستون الزيادة في العبادة كفعلهم يوم عاشوراء التاسعة والستون الزيادة في العبادة اي على حد الزيادة على حد المشروع على حد ما شرع الله تبارك وتعالى لهم كفعلهم يوم عاشوراء يوم العاشر من محرم ويوم العاشر من محرم هو اليوم الذي اهلك الله سبحانه وتعالى فيه فرعون ووجنوده بالغرق اهلكهم في في ذلك اليوم ولهذا كان اليهود يصومونه صامه موسى عليه السلام شكرا لله تبارك وتعالى وكانوا يصومونه شكرا لله لكنهم لم يكتفوا بذلك اتوا باعمال كثيرة يفعلونها في ذلك اليوم هي لم تشرع لهم هي لم لم تشرع لهم ليست مشروعة لهم يفعلونها في في ذلك اليوم يوم عاشوراء زائدة عن الحد الذي شرع لهم مما جاء في في في دين نبي الله موسى عليه السلام ولما بعث النبي عليه الصلاة والسلام وجد ان اليهود يصومونه وسأل عن ذلك وقيل له فقال عليه الصلاة والسلام نحن احق بموسى منهم وصامه عليه الصلاة والسلام وامر بصيامه وامر ايضا بمخالفة اليهود في ذلك قال لان بقيت الى قابل لاصومن التاسع والعاشر يصوم العاشر شكرا لله على اغراقه لفرعون في ذلك اليوم ويصوم التاسع من اجل مخالفة اليهود ويصوم التاسع من اجل مخالفة اليهود فصيام التاسع والعاشر من شهر محرم وبقي على هذا اليوم ايام قلائل حدود عشرة ايام تقريبا صيامه من سنة نبينا عليه الصلاة والسلام ان يصوم المسلم التاسع من شهر محرم والعاشر من شهر محرم صيام العاشر شكر لله تبارك وتعالى على ما انعم جل وعلا به واكرم عز وجل آآ الصيام التاسع من اجل المخالفة والشاهد وصيام التاسع من اجل المخالفة. والشاهد ان ان هؤلاء من جاهليتهم الزيادة في العبادة اي على حد المشروع فيوم العاشر من المحرم يمارسون في اعمال غير مشروعة ولا دليل عليها من كتاب الله ولا من سنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه ثمان الله عز وجل قد ابتلى الناس في يوم العاشر من محرم ببلوى الا وهي قتل اه آآ الحسين ابن علي رضي الله عنهما آآ ظلما قتل في هذا اليوم في يوم العاشر من محرم وقتله ظلم ووعدوان رضي الله عنه وارضاه قد قال عنه عليه الصلاة والسلام وعن اخيه الحسن سيدا شباب اهل الجنة ومكانة الحسن والحسين معروفة عند اهل العلم واهل السنة واهل الفضل فهم من الصحابة الاخيار ومن ال بيت النبي عليه الصلاة والسلام ولهما مكانتهما العلية ومنزلتهما الرفيعة وشاء الله سبحانه وتعالى ان يبتلي الناس بان يقتل الحسين ظلما ان يقتل الحسين رظي الله عنه ظلما في يوم العاشر من من محرم فكان قتله في في ذلك اليوم باب فتنة وابتلاء فمن الناس من جعلوا ذلك اليوم في كل عام على مر التاريخ يوم مأتم واظهار للحزن في كل عام في كل عام يجعلون يوم عاشوراء يوم مأتم ويوم حزن ويوم لطم للخدود وشق للجيوب وعمل باعمال اهل الجاهلية مما لم يشرعه الله سبحانه وتعالى ولم يأذن لعباده به ونسوا ما شرع لهم في هذا اليوم اليوم في خضم الدخول في هذه الامور نسوا المشروع في ذلك اليوم وربما لو قيل لبعضهم ماذا يشرع للمسلمين في يوم عاشوراء ربما لا علم لهم بذلك وليس عندهم منه خبر لاشتغالهم بهذا الامر وقابل هؤلاء لرد بدعتهم ووظلال ببدعة اخرى جعل يوم عاشوراء يوم توسعة ويوم فرح ويوم اكل وشرب وتوسعة للاولاد والحلوى الى اخره من اجل الرد على بدعة هؤلاء وهذا خطأ وهذا خطأ ولا ولا يتعبد لله سبحانه وتعالى بالاهواء بالمحدثات وانما يتعبد لله تبارك وتعالى بما شرع ولهذا يوم عاشوراء تمارس فيه امور وممارسات كثيرة كلها لم يأذن بها الله وليست في دين الله ولا في دين نبيه عليه الصلاة والسلام والذي يشرع لنا في يوم عاشوراء ان نصومه شكرا لله وان نصوم معه اليوم التاسع من اجل المخالفة مخالفة اليهود وان نكون على الطمأنينة وعلى العبادة وعلى القيام بطاعة الله سبحانه وتعالى بما شرع لنا وبما امرنا تبارك وتعالى به ونكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والهمكم الله الصواب ووفقكم للحق وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين هذا سائل يقول هل اظافة نعم الله الى غيره يكون شرك اضافة نعم الله الى غيره هو من كفران النعمة اذا كان مجرد اضافة النعمة الى ما جعله الله سبحانه وتعالى سببا فهذا كفران للنعمة وهو كفر دون كفر لكن اذا اذا اذا اعتقد ذلك عقيدة فهذا من الامور التي ينتقض بها الدين نعم يقول كيف يجمع العبد بين التحدث بنعم الله وبين اخفاء النعم خشية الحسد والعين التحدث نعمة الله جاء في قوله سبحانه وتعالى واما بنعمة ربك فحدث والله عز وجل يحب من عبده ان ان ترى اثر نعمته عليه ومن ذلك التحدث بنعمة الله على وجه الشكر لله سبحانه وتعالى واما الحسد يطرد بالتعوذ بالالتجاء الى الله سبحانه وتعالى وبالايمان به والتوكل عليه والثقة به سبحانه وتعالى هذا الذي يطرد به حسد الحاسدين وعدوان المعتدين نعم. يقول ارجو تفسير قوله تعالى وهم يكفرون بالرحمن قول الله سبحانه وتعالى وهم يكفرون بالرحمن المراد به اي كفر المشركين بسم الله بسم الله تبارك وتعالى الرحمن وذلك عندما امر النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية كاتبه ان يكتب باسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل ابن عمرو ما ما ندري ما الرحمان وقالوا ايضا لا نعرف الا رحمن اليمامة يقصدون مسيلمة الكذاب هذا الا الانكار هو كفر بالله سبحانه وتعالى ولهذا سمى الله جل وعلا انكار اسمه الرحمن الذي صدر من هؤلاء على وجه المعاندة سماه تبارك وتعالى كفرا ولهذا فانكار اسم من اسماء الله او جملة من اسماء الله كفر بالله تبارك وتعالى والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين