بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد افضل الانبياء والمرسلين قال المؤلف شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين قال السبعون نقصهم منها اقرأ التسعة التي قبلها التاسعة والستون الزيادة في العبادة كفعلهم يوم عاشوراء السبعون نقصهم منها كتركهم الوقوف بعرفات قال المصنف رحمه الله تعالى في كتابه مسائل الجاهلية تاسعة وستون الزيادة في العبادات كفعلهم يوم عاشوراء قال السبعون نقصهم منها كتركهم الوقوف بعرفات بين رحمه الله تعالى بهاتين المسألتين ما كان عليه اهل الجاهلية من الزيادة على المشروع من جهة والنقص منه من جهة اخرى وان الواجب على المسلم ان يكون على حذر من هذه الجاهلية وذلك بالوسطية كذلك جعلناكم امة وسطا والوسط هو الذي يقيم على الصراط لا يكون غاليا ولا جافيا لا يزيد عليه ولا ينقص منه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اياكم والغلو في الدين سواء كان ذلك بتجاوز الحد او بالنقص بالنقص منه فكان من طريقة اهل الجاهلية عددا من المسائل يزيدون على الحد المشروع ومثل على ذلك رحمه الله كفعلهم يوم عاشوراء وعرفنا ان يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام معه واغرق فيه فرعون وجنوده وان موسى عليه السلام صامه شكرا لله تبارك وتعالى قد قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن احق بموسى منهم لانهم كانوا يصومون ذلك اليوم تأسيا بموسى عليه السلام لكن لم يكونوا يقتصرون على عبادة الصيام بل يتخذون ذلك اليوم يوم احتفال يظهرون فيه الزينة الاحتفاء واشياء يفعلونها زائدة على الحد على الحد المأمور فهذا زيادة في الدين واشرت ايضا ان الله عز وجل تلى الناس في ذلك اليوم بمصيبة وهي قتل الحسين ابن علي رضي الله عنهما وهذه ولا شك مصيبة عظيمة لما كانت هذه المصيبة وقعت في هذا اليوم اخطأ على اثر ذلك طائفتان من الناس طائفة اخذت تجعل هذا اليوم على مدار الاعوام يوم مأتم ويوم حزن تلطم فيه الخدود وتشقق فيه الجيوب ويدعى فيه بدعوى اهل الجاهلية وقسم اخر من الناس بزعم منهم رد باطل اولئك اتخذوا ذلك اليوم يوم توسعة على الاولاد والاهل في الطعام والشراب واللباس وكل ذلك مما لم يشرعه الله ولم يأذن به تبارك وتعالى الذي شرع للناس في يوم عاشوراء هو صيامه تقرب الى الله تبارك وتعالى بصيام ذلك اليوم فمن زاد على حد المشروع فهذه جاهلية من زاد على حد المشروع له فهذه جاهلية لم يأذن بها بها الله تبارك وتعالى ام لهم شركاء شرعوا من الدين ما لم يأذن به ما لم يأذن به الله وكما ان الزيادة على المشروع باطلة لا تجوز فكذلك النقص والتدين بذلك والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بذلك ولهذا عقد رحمه الله المسألة السبعون قال نقصهم منها نقصهم منها اي من العبادة التي شرع جل وعلا لعباده قال كتركهم الوقوف بعرفات والوقوف بعرفات هي من ارث نبينا من ارث نبي الله تبارك وتعالى ابراهيم عليه السلام ولهذا جاء في بعض الاحاديث ان نبينا عليه الصلاة والسلام بعث الى الناس وهم وقوف بعرفات وقال لهم انتم على ارث من ارث ابيكم ابراهيم قال انتم على ارث من ارث ابيكم ابراهيم اي اي وقوفكم في عرفات ارث من ارث ابراهيم عليه السلام فكان المشركون لا يقفون في في عرفات ويقولون لا نخرج خارج الحرم فيقفون في المزدلفة وتركوا هذا الارث المبارك الذي هو الوقوف بعرفات قد كان الله سبحانه ثم افيضوا من حيث افاض الناس اي من عرفات لا من مزدلفة لان الوقوف بعرفات شعيرة من شعائر الحج وهو ارث من ارث ابراهيم عليه السلام فما كانوا يقفون في عرفات حتى لما حج النبي عليه الصلاة والسلام تحرى بعضهم الا يخرج الى عرفات لانهم مضوا على على هذا الامر وعلى ترك الوقوف في عرفات الى ان بعث عليه الصلاة والسلام وعاد الامر الى ما كان عليه اولا في الارث المبارك لنبي الله ابراهيم الخليل عليه السلام ترك اولئك الوقوف بعرفات ووقوفهم في المزدلفة ترك للواجب الذي فرضه الله سبحانه وتعالى على من حج ان يقف في في عرفات فتركوا ذلك وكانوا لا يقفون الا في المزدلفة ولا يتجاوزونها فهذا ترك للواجب ونقص في اه في في نقص من العبادة اذا هؤلاء من جاهليتهم اما الزيادة في المشروع ما لم يأذن به الله او النقص منه. وكل من الزيادة والنقص من الجاهلية نعم قال الحادية والسبعون تركهم الواجب ورعا قال الحادية والسبعون تركهم الواجب ورعا ان يتورعون بترك ما اوجب الله سبحانه وتعالى عليهم اتركون امورا اوجبها الله سبحانه وتعالى عليهم يفعلونها على سبيل التورع وهذا من الجاهلية كيف يكون ما اوجبه الله على عباده امرا يتورع من فعله لا شك ان هذا من الجاهلية كيف يتقرب الى الله عز وجل بالتورع عن امر اوجبه الله على على عباده تورع يكون عن الامور المحرمة والامور المشتبهة والامور التي فيها ريبة دع ما يريبك الى ما لا يريبك اما الواجبات وفرائض الدين فهذه كيف تجعل لا مجالا يتورع الانسان منه ويتجنبه تورعا فهذه من جاهلية هؤلاء والامثلة على ذلك من حالهم كثيرة منها ما سبق ان مر معنا وهو تركهم للباس تورعا من ان يطوفوا به وقد آآ فعلوا فيه الذنوب والمعاصي فكانوا يطوفون بالبيت عراة ويتورعون من لباس من الطواف باللباس لان اللباس بزعمهم لباس عصوا الله تبارك وتعالى به فلا فلا يطوفون فلا يطوفون به يتورعون من لبسه ولبسه واجب ستر العورة واجب ويحرم على الانسان ان يكشف عورته فيتركون الواجب الذي هو ستر العورة تورعا اي على سبيل الورع يكون كيفنا نطوف بثياب عصينا الله تبارك وتعالى بها نعم قال الثاني والسبعون تعبدهم بترك الطيبات من الرزق الثانية والسبعون تعبدهم بترك الطيبات من الرزق ترك ما اباحه الله سبحانه وتعالى لهم واحله لهم من الطيبات يا يتركون او يتعبدون لله تبارك وتعالى بترك ذلك يتعبدون لله تبارك وتعالى بترك ذلك ان يجعلون ترك الطيبات من الرزق نوعا من العبادة التي يتقربون بها الى الله سبحانه وتعالى ولهذا جاء في اعمال اهل الجاهلية انهم يحرمون امورا مثل تحريمهم لاصناف من بهيمة الانعام كالوسيلة والحام ونحوها ما جعل الله من بحيرة ولا وسيلة ولا حام فيجعلونها محرمة على انفسهم يحرمونها على انفسهم ويتدينون ويتقربون الى الله سبحانه وتعالى بذلك التحريم تحريمهم لتلك البهائم على انفسهم يعدون ذلك قربة من القرب التي يتقربون بها الى الله تبارك وتعالى ولهذا قال عز وجل قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق نعم قال الثالثة والسبعون تعبدهم بترك زينة زينة الله قال الثالثة والسبعون تعبدهم بترك زينة الله بترك زينة الله اي يجعلون من القرب التي يتقربون بها الى الله سبحانه وتعالى ترك الزينة ومثال ذلك سبق قريبا وهو انهم يتركون اللباس الذي هو زينة وجمال للانسان وستر عورته يتركون اللباس ويتجردون من البستهم يفعلون ذلك على وجه التدين والتقرب الى الله سبحانه وتعالى ووالله يقول يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد نعم الرابعة والسبعون دعوتهم الناس الى الظلال بغير علم نعم الخامسة والسبعون دعوتهم اياهم الى الكفر مع العلم قال رحمه الله المسألة الرابعة والسبعون دعوتهم الناس الى الظلال بغير علم والمسألة الخامسة والسبعون دعوتهم اياهم الى الكفر مع العلم فهنا يشير رحمه الله تعالى في هاتين المسألتين الى مسلكين من مسالك اهل الجاهلية المسلك الاول يصف فيه حال عباد هؤلاء وهم الرهبان المنقطعين للعبادة والعمل متقربين بها الى الله سبحانه وتعالى عن غير علم بل برهبانية ابتدعوها وعبادات اخترعوها لم يشرعها الله سبحانه وتعالى لهم فهذا الصنف من الناس حالهم كما وصف الشيخ رحمه الله تعالى يدعون الناس الى الظلال بغير علم لانهم هم ظالون في انفسهم يتقربون الى الله سبحانه وتعالى ببدع واهواء وضلالات ما انزل الله بها من سلطان وفي الوقت نفسه يدعون غيرهم الى ان يتقربوا الى الله سبحانه وتعالى بهذه البدع والضلالات التي كانوا او التي يتقربون الى الله سبحانه وتعالى بها ومثل هؤلاء وعلى طريقة هؤلاء اهل الضلال في كل وقت وحين ممن يحدثون في الدين ما لم يأذن به الله وما لم يشرعه الله ثم يدعون الناس الى تلك البدع فدعاة البدع ودعاة الضلال فيهم شبه رهبان النصارى الذين تقربوا الى الله سبحانه وتعالى بدع ما انزل الله بها من سلطان ثم صاروا دعاة الى تلك البدع كذلك من يحدث في دين الله جل وعلا ما لم يأذن به الله وما لم يشرعه الله سبحانه وتعالى على عباده ثم يكون داعية الى ذلك فهذا فيه شبه من رهبان النصارى ثم ذكر رحمه الله تعالى المسألة الثانية وهي دعوتهم اياهم الى الكفر مع العلم ليس عن جهل ولكن عن علم بان هذا الذي يدعون الناس اليه كفر بالله وشرك به سبحانه وتعالى يظلون الناس بعلم ويدعون الناس الى الكفر والضلال والباطل عن علم فهم في انفسهم يعرفون عن انفسهم انهم دعاة للظلال ودعاة للباطل ودعاة للكفر بالله تبارك وتعالى لكن يدفعهم الى ذلك اغراض عديدة ادفعهم الى ذلك اغراظ عديدة مثل الطمع في الرئاسات او الطمع في الاموال او حسد الناس على ما اتاهم الله سبحانه وتعالى من الخير والفظل او غير ذلك من من الاغراظ وهذه حال اليهود فهذه الحالة التي يشير اليها حال حال اليهود والحالة الاولى حال عباد النصارى قد قال الله سبحانه وتعالى بسورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم اي اهل العلم والعمل غير المغضوب عليهم وهم اليهود الذين عندهم علم لا لا يعملون به ولا الضالين وهم النصارى الذين يعملون بغير علم ولهذا قال من قال من سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى قال من فسد من علمائنا ففيه شبه باليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه بالنصارى من فسد من علمائنا اي عنده علم لا يعمل به ومن فسد من عبادنا اي من يعبد الله بالبدع والاهواء والضلالات وما لم يشرعه الله سبحانه وتعالى لعباده نعم قال السادسة والسبعون المكر الكبار كفعل قوم نوح قال السادسة والسبعون المكر الكبار والمكر يكون فظيعا بالغا مبلغه في في الكبر والشناعة عندما يكون صاحبه يخطط ايقاع الناس في الكفر بالله عز وجل والشرك به وعبادة الاصنام والاوثان والبقاء عليها فمن كان يخطط لهذا الامر ويرتب له ويريد ان ان يكون الناس عبدة للاوثان والاصنام وان يبقوا على على هذه العبادة فهذا اشنع المكر واكبره ولهذا قال الله سبحانه وتعالى عن قوم نوح ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواع ولا يغوث ويعوق ونشرا وقد اضلوا كثيرا فالمكر الكبار هو التخطيط الاثم الترتيب لدعوة الناس الى الشرك بالله ودعوة الناس الى البقاء على الشرك بالله تبارك وتعالى نعم قال السابع والسبعون ان ائمتهم اما عالم فاجر واما عابد جاهل كما في قوله قد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلا بعضهم الى بعض قالوا قالوا اتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم افلا تعقلون اولا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني وان هم الا يظنون قال رحمه الله تعالى المسألة السابعة والسبعون ان ائمتهم اما عالم فاجر واما عابد جاهل ائمتهم اي من جعلوهم اسوة لهم وقدوة لهم يقتدون بفعالهم ويتشبهون بهم وباعمالهم لا يخرجون عن رجلين اما عالم فاجر او عابد جاهل اما عالم فاجر عنده علم بشرع الله تبارك وتعالى ولكن ولكن فجوره يجعله اولا هو في نفسه لا يعمل بهذا العلم ويجعله فجوره ثانيا يدعو الناس الى غير هذا العلم يدعوهم الى غير هذا العلم فان كان كتابا حرفه وغير فيه وبدل وان كان وحكما شرعيا الغاه ووضع مكانه غيره من الاعمال التي لم يشرعها الله سبحانه وتعالى واتخذ ايضا ترأسه بعلمه سبيلا اكل اموال الناس بالباطل وارتكاب الفواحش نحو ذلك من من الاثام فقدوة هؤلاء وائمتهم اما عالم فاجر على الصفة التي اشرت اليها او عابد جاهل يعبد الله بجهل وعن غير علم ومن عبد الله بغير علم فان ما يفسد اكثر مما يصلح كما قال ذلك اهل العلم من عبد الله بجهل فانما ما يفسد اكثر مما يصلح بعبادته واذا كان يعبد الله عز وجل بالجهل وبالبدع والاهواء وثم يكون في الوقت نفسه داعية الى ذلك فهذا شر الى الى شر اذا قدوة هؤلاء لا يخرجون عن رجلين اما عالم فاجر او عابد جاهل وذكر الدليل على ذلك قال كما في قوله وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلا بعضهم الى بعض قالوا اتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم افلا تعقلون اولا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون فقوله تبارك وتعالى وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله الى اخره فهذا حال العالم الفاجر هذا حال العالم الفاجر يسمع كلام الله عنده علم به سمعه وبلغه كلام الله وفهمه وعرف معناه لكن ماذا صنع قال يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوا وهم يعلمون وهم يعلمون لا لا يفعلون هذه الممارسات عن جهل بل عن علم واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلا بعضهم الى بعض قالوا اتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم افلا تعقلون فهذه حال العلماء الفجار ثم ذكر تبارك وتعالى حال العباد الجهلة بقوله ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني الا اماني اي الا مجرد قراءة وتلاوة يقرأ الايات لكن لا يدري ما هي ولا يعبد الله بما تدل عليه لانه لا يدري ما هي ولا يعرف معناها بل يعبد بل يعبد الله سبحانه وتعالى بالبدع والاهواء اما ايات الله وكلامه فانه لا يفهمه حظه منه مجرد القراءة والتلاوة ولهذا قال ومنهم ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني اي الا مجرد قراءة يقرأون الايات قراءة بالسنتهم اما الفهم فهم بعيدون عنه فضلا عن ان يعملوا بايات الله تبارك وتعالى ولهذا قال جل وعلا الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوة اولئك يؤمنون به قد قال العلماء ان تلاوة الكتاب حق التلاوة تكون بالقراءة للايات والفهم لمعانيها والعمل بما تقتضيه كل ذلك يعد تلاوة حتى العمل نفسه يعد تلاوة العمل والاتباع يعد تلاوة ولهذا قال والقبري اذا تلاها اي تبعها فاتباع الكتاب والعمل بما جاء فيه فهذا جزء من من تلاوته والاميون وهم عبدة جهلة يعبدون الله تبارك وتعالى بغير علم وحظهم من كلام الله وكتابه هو مجرد التلاوة. نعم قال الثامنة والسبعون دعواهم انهم اولياء الله من دون الناس قال الثامنة والسبعون دعواهم انهم اولياء اولياء الله من دون الناس ولهذا قالوا نحن ابناء الله واحباؤه نحن ابناء الله واحباؤه وهذه دعاوى رخيصة سهلة على اللسان ان ينطق بها لكن الدعاوى لا قيمة لها الدعاوى لا قيمة لها اذا لم يحقق الانسان ما ينال به الولاية ما ينال به تولي الله تبارك وتعالى له فان دعواه لا تفيده ولهذا قال الله عز وجل قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله لا يكفي مجرد الدعاوى لا يكفي مجرد الدعاوى ان يقول الانسان انا يحبني الله او انا احب الله او انا من اولياء الله هذه الدعاوى لا تفيدوا صاحبها شيئا ولهذا قال جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني وفي الحديث المشهور عند اهل العلم بحديث الولي وفيه يقول الله سبحانه وتعالى من عادى لي وليا اذنته بالحرب ذكر الله سبحانه وتعالى فيه في هذا الحديث القدسي علامة الولي ومن هو الولي قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب ولا يزال عبدي يتقرب الي قال وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فذكر من هو الولي وان الولي هو الذي يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بالفرائض ثم ينتقل الى درجة اعلى من ذلك بعد تقربه الى الله سبحانه وتعالى بالفرائض الا وهي التقرب اليه بالنوافل والرغائب والمستحبات ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فالذي لا لا يفعل الفرائض ويفرط في الواجبات ويرتكب المحرمات من اين له ان يكون وليا لله تبارك وتعالى وهذه حال هؤلاء تركوا دين الله وضيعوا الواجبات وارتكبوا المحرمات ثم مع هذا الركام من الباطل الذي هم عليه والذي يمارسونه يقولون نحن ابناء الله واحباؤه نحن ابناء الله واحباؤه بل قالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا لن يدخل الجنة الا نحن ومن سوانا لن يدخلها وهم اهل شرك وكفر ومعاصي واثام وترك المحرمات ثم مع هذا الركام الكبير من الباطل يقولون نحن اولياء الله ونحن احباء الله ولن يدخل الجنة الا الا نحن ويقول لن تمسنا النار الا ايام معدودات ايام قليلة فمثل هذه الدعاوى رخيصة ولهذا من من ظل من دعاة الباطل تركوا مثل هذا المسلك وادعوا مثل هذه الدعاوى ولهذا يوجد عند بعض ائمة الطرقية من اهل الضلال والباطل نظير هذا الكلام وزعمهم ان الجنة بايديهم وانه لا يدخل احد النار من مريديهم واتباعهم ونحو ذلك مثل هذه الدعاوى رخيصة على كل لسان سهلة على كل لسان ورخيصة يمكن النطق بها لكنها لا لا تجدي ولا تفيد صاحبها شيئا ولهذا قال الله سبحانه وتعالى ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به ثمان ولي الله سبحانه وتعالى حقا وصدقا لا يزكي نفسه ولي الله حقا وصدقا لا يزكي نفسه لا يقول انا من اولياء الله وانا من المقربين لا يقول ذلك لان الله سبحانه وتعالى يقول فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى لا يزكي نفسه بل لا يزال مطيعا لله سبحانه وتعالى محافظا على اوامر الله متجنبا الحرام والاثام وهو خائف قال عبدالله ابن ابي مليكة رحمه الله وهو من علماء التابعين ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه قال الحسن البصري رحمه الله ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين اساءة وامن المنافق يسيء العمل وهو امن من مكر الله مع اساءاته يقول انا من اولياء الله وانا من اهل الجنة وانا لن ادخل النار ونحو ذلك من الدعاوى نعم التاسعة والسبعون دعواهم محبة الله دعواهم محبة الله مع تركهم شرعا فطالبهم الله بقوله قل ان كنتم تحبون الله دعواهم محبة الله مع تركهم شرعه دعواهم محبة الله اي انهم يحبون الله وان الله يحبهم قالوا نحن ابناء الله واحباؤه فهم يدعون انهم يحبون الله وان الله سبحانه وتعالى يحبهم مع تركهم شرعا اي لا يطيعون الله ولا يمتثلون اوامره ولا يجتنبون ما نهى ما نهاهم عنه تبارك وتعالى وفي الوقت نفسه يقولون الله يحبنا ونحن احباء الله يقولون هذا القول مع انهم تاركون لشرع الله سبحانه وتعالى مع انهم تاركون لشرع الله سبحانه وتعالى قال المصنف فطالبهم الله بقوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فجعل تبارك وتعالى علامة المحبة صدق الاتباع صدق الاتباع اتباع الرسل ولزوم شرع الله سبحانه وتعالى الذي انزله تبارك وتعالى على رسله هذه علامة المحبة ولهذا بعظ العلما يسمي هذه الاية الكريمة يسميها اية المحنة نسميها اية المحنة اي من ادعى محبة الله فليمتحن نفسه على على ضوء هذه الاية هل هو متبع لشرع الله؟ او غير متبع ان كان متبعا فهذا من علامات صدق المحبة وان كان غير متبع يمارس المحرمات ويترك الواجبات فاين البرهان تعصي الاله وانت تزعم حبه هذا لعمرو في القياس شنيع لو كان حبك صادقا لاطعته ان المحب لمن احب مطيع لو كان هناك محبة صادقة لوجدت الطاعة فاذا لم توجد الطاعة فعدم وجودها دليل على عدم وجود المحبة لا يمكن ان يكون هناك محبة قلبية صادقة وفي الوقت نفسه عصيان وعدم طاعة لله تبارك وتعالى فطالبهم الله هنيئا ان يبرزوا علامة صدق محبتهم لله تبارك وتعالى ان كانوا صادقين قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ولهذا عند هذه الاية الكريمة قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه التفسير قال هذه الاية حاكمة على كل من ادعى محبة الله دون ان يلزم الشرع النبوي بان دعواه كاذبة بان دعواه كاذبة واورد عن الحسن البصري رحمه الله انه قال زعم قوم قالوا انا نحب ربنا حبا شديدا فانزل الله قوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني وايضا نقل عن بعض السلف كلمة جميلة جدا قال ليس الشأن ان تحب ولكن الشأن ان تحب ليس الشأن ان تحب ولكن الشأن ان تحب ليس الشأن ان تقول انا احب الله بادعاء ذلك مجرد دعوة ولكن الشأن ان تحب اي ان يحبك الله ولكن الشأن ان تحب اي ان يحبك الله والله سبحانه وتعالى لا يحبك بمجرد هذه الدعاوى مع تركك لطاعته وفعلك للمحرمات والاثام والموبقات التي لا تزيد الانسان من الله الا بعدا فقال ليس الشأن ان تحب ولكن الشأن ان تحب اي ان يحبك الله والله سبحانه وتعالى يحبك بفعل الفرائض والعناية بالطاعات كما مر معنا في الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فالذي يطلب لنفسه محبة الله ويرجو ان يكون ممن يحبهم الله سبحانه وتعالى فليسلك المسالك التي توصله الى ذلك وذلك بفعل الاوامر وترك النواهي وفي الدعاء المأثور الثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه كان يقول في في دعائه اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربني الى حبك الشاهد هنا قوله والعمل الذي يقربني الى حبك لابد من من الاعمال الطاعات التي تقرب الانسان الى حب الله تبارك وتعالى نعم قال الثمانون تمنيهم الاماني تمنيهم الاماني الكاذبة كقوله لن تمسنا النار الا اياما معدودة وقوله لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى قال رحمه الله تعالى المسألة الثمانون تمنيهم الاماني الكاذبة اي مع الضلال الذي هم عليه والباطل الذي يمارسونه والبعد الكبير عن دين الله الذي شرع لعباده وامرهم به مع ذلك كله يتمنون الاماني الكاذبة تمنون الاماني الكاذبة اي مع الشرك والضلال والباطل يقول اتمنى ان اكون في الدرجة العالية من الجنة مثلا واتمنى الا ادخل النار والا يعذبني الله واتمنى ان القى الله وهو راض عني وغير ساخط اماني تكذبها الاعمال اماني تكذبها الاعمال ولهذا وصف الشيخ رحمه الله الاماني بانها كاذبة لان الاعمال تكذبها يتمنى ولا يعمل والاماني التي لا يكون هناك لا يكون معها عمل تتحقق به الاماني لا توصل الانسان الى الى مطلوبة ولهذا مر معنا في الاية الكريمة قول الله سبحانه وتعالى ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب وفي هذا المعنى يقول الحسن البصري رحمه الله ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال ليس الايمان بالتمني اي بمجرد اه الاتيان بمثل هذه الاماني الكاذبة ولا بالتحلي ان يصف نفسه بالايمان دون ان يقوم بحقيقة الايمان ودون ان يحقق الايمان في نفسه ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال قال رحمه الله تمنيهم الاماني الكاذبة كقولهم لن تمسنا النار الا اياما معدودات النار لا تمسنا واما استثنى تمسنا ايام قليلة معدودة حتى بعضهم قالوا ان النار انما انما تمسنا المدة التي عبدنا فيها العجل قبل مجيء او قبل رجوع موسى الينا فايام معدودات هي التي تمسن فيها النار ثم نخرج ونكون في الجنة ايضا مثل ذلك قولهم لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى هذي اماني لا ندخل النار ندخل الجنة هذه اماني لا يترتب عليه وقوع الامر الذي يتمنونه ما لم يحقق الاعمال التي تكون بها النجاة من النار ويكون بها دخول الجنة وفي الدعاء المأثور اللهم اني اسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول وعمل فالجنة لها اعمال واقوال تقرب اليها والنار لها اعمال واقوال تقرب اليها فالذي يعمل الاعمال التي تقرب الى الجنة يفوز بالجنة والذي يعمل الاعمال التي تقرب الى النار يبوء بدخول النار اما مجرد الاماني فانها لا تجدي ولا تفيد صاحبها شيئا نعم قال الحادية والثمانون اتخاذ قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد قال رحمه الله تعالى المسألة الحادية والثمانون اتخاذ قبور اتخاذ قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد اتخاذها مساجد المراد به ان فهؤلاء اتخذوا قبور انبيائهم مكانا للعبادة يتحرون العبادة عندها والمكث عندها اي الوقوف الطويل والدعاء عندها فاتخذوها مساجد اي اتخذوها موضعا للعبادة سواء بنوا عليها بناء جعلوه مسجدا او اتخذوها موضعا للعبادة بدون ابنية يعكفون عندها ويتحرون العبادة عندها ويمارسون العبادة عندها كل ذلك من اتخاذها مساجد فاتخاذ القبور مساجد يكون بامرين يكون بالبناء عليها بحيث تكون مسجدا اي مسجدا مبنيا وضع العبادة والامر الثاني ان ان تكون القبور مكانا تتحرى العبادة عنده تتحرى العبادة عنده بحيث يعكف عند القبر يتحرى الدعاء والذكر لله تبارك وتعالى عند عند القبر فهذا من اتخاذها مساجد اتخاذ القبور قبور الانبياء والصالحين مساجد وقد قال عليه الصلاة والسلام قبل ان يموت لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذر مما صنعوا عليه الصلاة والسلام لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد اتخذوها مساجد بالبناء عليها واتخذوها مساجد بجعلها موضعا للعبادة يتحرون العبادة عندها جاهدوا هذا قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث جعلت لي الارض مسجدا اي مكانا العبادة اينما تدرك الانسان المرأة الصلاة يصلي ويستثنى من ذلك المقبرة والحمام المقبرة ليست مكانا تتحرى العبادة فيه او تفعل فيه وفعل العبادة اي القربى التي يتقرب بها الى الله عند المقابر او في المقابر هذا من ذرائع الشرك ووسائل باطل ولهذا قال لا تصلوا الى القبور لان هذا ذريئة الشرك حتى وان كان لا يريد ان يصلي الا لله ولهذا مرة كان انس يصلي وامامه قبر ما انتبه كأنهم كانوا في طريق وكان يصلي وامامه قبر ما انتبه اليه. فاخذ يصيح به عمر رضي الله عنه يا انس القبر يا انس القبر مثل ما تقول لصاحبك يا فلان الحية او يا فلان العقرب لان هذا ذريعة الشرك تحري العبادة والسجود والركوع عند القبور حتى لو لو لم يقصد صاحبه الا التقرب الى الله سبحانه وتعالى هذا ذريعة لا للشرك وعبادة القبور من دون الله فمن جاهلية اولئك اتخاذ القبور مساجد اتخاذ القبور مساجد اي مكانا تتحرى العبادة عندها نعم قال الثانية والثمانون اتخاذ اثار انبيائهم مساجد كما ذكر عن عمر رضي الله عنه قال الثانية والثمانون اتخاذ اثار انبيائهم مساجد اتخاذ اثار الانبياء مساجد اثار الانبياء اي المواضع التي للانبياء فيها اثر اثر معين مثل مثلا شجرة جلس تحتها ومعه قومه او بايعوه عندها او اه جلس في مكان او مر في مكان او نحو ذلك من الجاهلية اتخاذ اثار الانبياء مساجد يعني يقول هذا هذا موضع جلس فيه النبي نفعل هنا مسجد او نتحرى الصلاة في هذا المكان او هذه الشجرة جلس عندها او مر بها فنتحرى الصلاة عندها وهكذا يجعلون اثار الانبياء مساجد اي مكانا تتحرى يتحرى تتحرى العبادة عند السجود والركوع فهذه من اعمال اهل الجاهلية ولهذا اشار المصنف قال كما ذكر عن عمر لان عمر وجد بعض الناس يمرون على الشجرة التي تم تمت عندها بيعة الرضوان قد رضي الله عن عن المؤمنين اذ يبايعونك ها تحت الشجرة فهذه الشجرة وجد عمر ان بعض الناس يتحرى في سفره وفي المرور عنده هو الصلاة فامر عمر رضي الله عنه بقطع الشجرة امر عمر رضي الله عنه بقطع الشجرة وقال انما اهلك انما هلك من كان قبلكم بمثل هذا اتخذوا اثار انبيائهم مساجد اتخذوا اثار انبياء المساجد ان يتحرون العبادة عند اثار الانبياء ونحن مطالبون باتباع اثار الانبياء الذي هو دينهم والكلام الذي بلغوه للناس والاعمال التي هم قدوة للناس بها عبادة الله وفعل الخيرات وتجنب المحرمات والاثام ولهذا يسمي اهل العلم احاديث النبي عليه الصلاة والسلام ماذا اثار وبعض مصنفات اهل العلم في الحديث سموها بهذا الاسم الاثار لان احاديث النبي صلى الله عليه وسلم هي اثاره التي يجب على الانسان ان يحرص عليها وان يأخذ منها النصيب الاوفر اما ان يتخلى عن هذه الاثار ويتتبع الاثار التي هي الاماكن التي مر بها او جلس عندها او نحو ذلك ويتحرى العبادة عندها فهذا امر هو من الامور التي لم يشرعها الله سبحانه وتعالى لنا نعم قال الثالثة والثمانون اتخاذ السرج على القبور الثالثة والثمانون اتخاذ السرج على القبور اي الاظاءات يضعون سرج تضيء المكان وتجعل القبر مكانا مظيئا فيظعون السرج ويظعون ايظا الستائر ويضعون الزينة على القبور ومثل هذه الامور وضعها على القبور يحرك قلوب الجهال والطغام والعوام الى العكوف عند القبور وتحري العبادة عندها وتعظيم القبور والتعظيم الذي لا لم يأذن به الله تبارك وتعالى فتكون سبب فتنة للناس تكون سبب فتنة للناس فهذا من اعمال اهل الجاهلية اتخاذ السرج على القبور قال لعن قال عليه الصلاة والسلام لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها السرج والمتخذين عليها السرج لعن من يفعل ذلك عليه الصلاة والسلام لان اتخاذ السرج على القبور من اسباب الافتتان بالقبور والتعلق بها نعم قال الرابعة والثمانون اتخاذها اعيادا اتخاذها اي القبور اعيادا اي مكانا يعاود اما بعودة العام او الشهر او اليوم او الاسبوع او نحو ذلك مثلا يقول قائلهم انا كل سبت اذهب الى القبر او مثلا كل يوم بعد العشاء مثلا فيجعل وقتا ثابتا يعاود فيه القبر ويكرر ذلك تلك المعاودة ولهذا جاء في الدعاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال اللهم لا تجعل قبري عيدا اللهم لا تجعل قبري عيدا اي مكانا يقصد ويعاود يقصد بالمعاودة والتكرار كل يوم او مثلا كل شهر او على رأس كل سنة او نحو ذلك من المعاودة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه وتعالى بهذه الدعوة قال اللهم لا تجعل قبري عيد فمن اعمال اعمال الجاهلية التي جاء الاسلام بالتحذير منها اتخاذ القبور عيدا نعم الخامسة والثمانون الذبح عند القبور الخامسة والثمانون الذبح عند القبور اي ذبح القرابين تقربا المقبورين بها او تحريا لذبحها عند القبور تبركا فهذا من اعمال اهل الجاهلية كانوا كانوا يتقربون الى المقبورين بذبح النذور عندها وذبح الذبائح عندها فهذه فهذا من الشرك بالله سبحانه وتعالى وهو من اعمال كالجاهلية وقد قال الله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. قوله ونسكي اي ذبحي قد جاء في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام قال دخل رجل النار بذباب ودخل رجل الجنة بذباب قالوا وكيف ذاك رجل يدخل النار بذباب واخر يدخل الجنة بذباب امر عجيب قالوا وكيف ذا؟ قال مر رجلان بقوم عندهم صنم ولا يجوزه احد لا يمر احد من عنده الا قالوا له قرب فمر هذان الرجلان هذا الصنم فقالوا لاحدهما قرب قال ليس عندي شيء اقربه لا املك يعني انا مستعد لكن ليس عندي شيء اقربه قالوا قرب ولو ذبابا فاصطاد ذبابا وقطع رأسه تقربا ذلك الصنم فمات فدخل النار قال قالوا للاخر قرب قال ما كنت لاقرب لاحد غير الله فقطعوا رأسه فدخل الجنة فاذا كان التقرب لتلك المعبودات ولو بذباب موجبا لدخول النار فكيف بمن يشتري اطيب بهيمة الانعام واسمنها واحسنها ويأتي بها يقودها ويسوقها الى القبر ويذبحها عنده متقربا بها اليه فهذا من الشرك بالله تبارك وتعالى المصادم للتوحيد كل المصادمة. نعم قال السادسة والثمانون التبرك باثار المعظمين كدار الندوة وافتخار من كانت تحت يده بذلك كما قيل لحكيم ابن حزام رضي الله عنه بعت مكرمة قريش فقال ذهبت المكارم الا التقوى ثم قال رحمه الله تعالى المسألة السادسة والثمانون التبرك باثار المعظمين تبرك باثار المعظمين اي عندهم واثار المعظمين هي المواقع التي لها اختصاص بهم بان يكونوا مثلا كانوا يجلسون فيها كثيرا او كانت ناديا من انديتهم او موضعا معروفا بجلوسهم فيه او باعمال معينة لهم فيه في تلك الاماكن التبرك باثار المعظمين اي التماس البركة باتيان اماكن المعظمين عندهم فيجلس في تلك الاماكن طلبا مثلا للبركة او ربما مسح يده او صدره او ارقى صدره الصق صدره بتلك الاماكن طلبا للبركة او جعل ملابسه او شيئا من حاجاته وطعامه في تلك الاماكن طلبا البركة كل ذلك من اعمال اهل الجاهلية التبرك باثار المعظمين ووظرب مثالا لذلك قال كدار الندوة وهذه الدار كانت بعض المعظمين عندهم فكانت مكانا يتخذ للتبرك وطلب البركة وهذا من جاهلية هؤلاء قال وافتخار من كانت تحت يده بذلك يعني تلك الاثار من كانت تحت يده يفتخر بذلك لانه عنده مكان مبارك ومكان تطرى فيه البركة وتلتمس فكانوا من عنده شيء من تلك الامكنة يفتخر بذلك قالوا قال كما قال كما قال لحكيم ابن حزام بعت اه مكرمة قريش يعني تخليت عنها وتركتها فقال ذهبت المكارم الا التقوى اي تقوى الله سبحانه وتعالى ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين هذا السائل يقول هل يجوز في هذه الايام التهاني في بداية السنة؟ مثل كل عام وانتم بخير لا لا نعرف دليلا على مشروعية مثل هذا العمل او تخصيص نهاية العام او بداية العام بعبادة معينة مثل ان يخص نهاية العام بالصيام او يخص بصلوات معينة او بدعاء معين او اه نحو ذلك لا لا نعرف دليلا على ذلك ونهاية العام وبداية العام ووسط العام كل كل ذلك ميدان للعمل والعبادة لا يخص منها بشيء الا ما جاءت الشريعة بتخصيصه واهل العلم يقولون من شرع يقولون من خصص فقد شرع يعني من خصص وقتا بعبادة معينة ذكر او صلاة او صيام او غير ذلك بما لا دليل عليه فانه شرع شيئا لم يأذن به الله احسن الله اليكم هذا يسأل يقول اذا بني بيت الحارس للمقبرة داخل سور المقبرة بل تحرم الصلاة فيها القبور ليست مكانا للصلاة القبور ليست مكانا للصلاة وهذا فيه لعن اللعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبورا انبياء مساجد اي مكانا للعبادة فلا يجوز ان تتخذ القبور مكانا للصلاة لا لا ببناء مسجد ولا ببناء غرفة تكون لا للصلاة ومن كان احتاج الى السكنة داخل سور المسجد للحراسة اذا جاء وقت الصلاة يذهب الى المساجد يصلي فيها نعم هذا السائل يقول حفظكم الله اذا اتيت الى المسجد النبوي فهل اكرر الزيارة لقبر النبي صلى الله عليه وسلم؟ وصاحبي رضي الله عنهما ام يكفي السلام مرة في هذه المدة عبد الله ابن عمر رضي الله عنهم وكان اذا قدم من السفر اتى الى قبر النبي عليه الصلاة والسلام وقال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابا بكر السلام عليك يا ابتاه ثم ينصرف يؤدي السلام المشروع المأذون به دون مكث طويل ودون عكوف ودون وقوف ودون رفع للاصوات ودون هذه الدعوات الجماعية والاعمال التي تمارس اتيان القبر للسلام هذا امر مشروع وداخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام الا فزوروها فانها تذكركم الاخرة لكن لا يتخذ عيدا لا يتخذ عيدا بمعنى ان يقول كل يوم او يقول كل اسبوع او صباح كل احد او نحو ذلك من التخصيصات التي يكون بها قد اتخذ عيدا نعم احسن الله اليكم هذا يقول ارجو منكم النصيحة لاختي التي تعاني من الوساوس بحيث اذا سمعت بان احد افراد العائلة مريظ ولو بابسط الامراض اتتها الوساوس بانه سيموت وانه لا يعيش بعد هذا المرض فيزيدها هما الى همها ووسواسها كلما طال المرض بشخص والغريب من الامر انها اذا مرظت لا تخاف على نفسها مثل ما تخاف على غيرها هذه الوساوس من الشيطان قال قال الله تبارك وتعالى قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس فهذه الوسوسة اشياء يلقيها الشيطان اعاذنا الله جميعا منه في قلب الانسان وتزيد في في في بعض الناس وتنقص في اخرين بحسب تسلط الشيطان عليهم والشيطان يطرد بالاستعاذة بالله تبارك وتعالى بالاستعاذة بالله تبارك وتعالى منه قال عز وجل واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله وقال تعالى وقل ربي اعوذ بك منها مزات الشياطين فعلاج هذه الوساوس التعوذ بالله تبارك وتعالى من الشيطان تعوذ بالله تبارك وتعالى من شر النفس وملازمة ذكر الله تبارك وتعالى لان ذكر الله حافظ للعبد من هذه الوساوس طارد لها عنه ايضا العناية الصلاة والمحافظة عليها وامر اخر وهو ان يكون القلب كارها لهذه الوساوس مبغضا لها غير متحدث بها بل لا يزال نافرا لا يزال قلبه نافرا منها مبغضا لها مريدا بعدها عن قلبه ولا ولا يحدث الناس بهذه الوساوس التي تجول بصدره وتعتمل في نفسه ولهذا قال الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم ان احدنا ليجد في نفسه ما ان يخر من السماء احب اليه من ان يتكلم فيه يشيرون الى هذه الوساوس قال اوجدتم ذلك؟ قالوا نعم. قال ذلك صريح الايمان قال ذلك صريح الايمان يقصد بقوله عليه الصلاة والسلام ذلك صريح الايمان اي بغض هذه الوساوس وكراهيتها آآ تمني من وجدت فيه ان لو يخر من السماء احب اليه من ان يتكلم بها هذا صريح الايمان فالذي يبتلى بشيء من هذه الوساوس عليه ان يبغضها وان يكره والا يحدث احدا بها وان يكثر من التعوذ بالله تبارك وتعالى من من الشيطان وان يكثر من ذكر الله وان يداوي نفسه بالعبادة عبادة الله سبحانه وتعالى نعم ونسأل الله عز وجل لاختك كل مسلم الشفاء والعافية نعم احسن الله اليكم هذا السائل يقول كيف نجمع بين قول الله تعالى فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى وقول الله تعالى قد افلح من زكاها لا تعارض بين الايتين لان الاية الثانية قد افلح من زكاها اي من جاهد نفسه لا تكون من اهل فالزكاة والتزكية بمجاهدة النفس على الاعمال الصالحة والبعد عن عن سيء الاعمال وقبيحها قال قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها اي غمسها في الذنوب والمعاصي والاثام حتى تخبث النفس والعياذ بالله اما الذي زكى نفسه بفعل الصالحات والقيام بالطاعات فهذا من اهل الفلاح قوله سبحانه وتعالى قد افلح من زكاها نظير قوله تعالى قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والايات بعدها ونظير قوله تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون فتزكية الناس بالايمان وبالصلاة والطاعة والعبادة والبعد عن الحرام والفواحش تزكية النفس تكون بذلك والاية الاولى وهي قوله فلا تزكوا انفسكم اي لا يزكي بعضكم بعضا ولا يزكي الانسان نفسه بان يقول انا من آآ من الاوليا او انا من الاتقياء او انا من البررة او انا من كذا لا يزكي نفسه ولهذا سمع ابن مسعود اناسا يقولون نحن المؤمنون قال اذا شهدتم بالاولى اشهدوا بالثانية قولوا نحن في الجنة هذي تزكية للنفس لكن يقول انسان انا مؤمن ارجو اسأل الله ان يعفو عني او نحو ذلك لا يزكي نفسه بانه كمل الاعمال وتمم الدين اذا كان آآ آآ لا يدعي لنفسه بذلك بتكميل الايمان وتكميل الدين والذي يقول عن نفسه انا ولي او انا من الاتكيا او هذي تزكية للنفس هذه تزكية للنفس يشملها قول الله سبحانه وتعالى فلا فلا تزكوا انفسكم هو اعلم من اتقى احسن الله اليكم هذا يقول رجل خرج من مكة الى جدة دون ان يطوف طواف الوداع جهلا منه فماذا عليه؟ ترك واجبا ترك واجبا من واجبات الحج وهو طواف الوداع ولا يفيده لو رجع من اجل ان يطوف لانه غادر وخرج ولهذا يكون عليه دم يذبحه لفقراء الحرم يجبر ترك هذا الواجب اسأل الله اليك هذا يسأل يقول ما حكم صلاة الجنازة في المقبرة تجوز صلاة الجنازة في المقبرة وهي من جنس السلام على على الموتى عند زيارة القبور لان الصلاة صلاة الجنازة دعاء للميت وهي من جنس السلام الذي يشرع عند زيارة القبور فاذا لم يتمكن من صلاتها في المصلى او في المسجد لا بأس ان ان يصلى عليها في المقبرة بل لا بأس ان يصلي على الميت في قبره مثل ان تفوته الصلاة ثم يأتي وقد قبر لا بأس مثل ما ما فعل النبي عليه الصلاة والسلام مع المرأة التي كانت تقم المسجد وتوفيت ليلا فصلوا عليها ودفنوها فلما بلغه النبي صلى الله عليه وسلم ذهب الى اه الى الى قبرها وصلى عليها صلوات الله وسلامه عليه. نعم هذا السائل يقول هل يشرع هل يشرع الصيام او الصوم في العشر الاولى من محرم الذي ورد في في الحديث فيما يتعلق بعاشوراء قال عليه الصلاة والسلام لئن بقيت الى قابل لاصومن التاسع والعاشر وفي صيام محرم ورد لكن الان ما ما اذكر شي نعم افضل نعم جاء في الحديث افضل الصيام بعد صيام رمضان صيام شهر الله المحرم. فالاكثار من الصيام عموما في شهر الله المحرم هذا ورد فيه اه الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام لكن الذي يتأكد في في شهر المحرم صيام التاسع والعاشر العاشر يصاب شكرا لله تبارك وتعالى والتاسع صام من اجل مخالفة اليهود والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد